عصام المجريسي
New member
- إنضم
- 09/09/2009
- المشاركات
- 363
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين .
أما بعد
فهذه مشاركة أود أن ينظر فيها المعنيون بالتفسير .
وهي محاولة لإثبات فروق دقيقة بين هذه الكلمات القرآنية الثلاثة :
العام والسنة والحول : ألفاظ تدل على الوحدة الزمنية المعروفة ، وبينها فروق :
السنة تتقيد بقيود ثلاثة ، إذا نقص منها واحد كانت عاماً.
فالسنة : تطلق إذا كانت معلومة المبدأ والمنتهى حساباً (من أول محرم إلى آخر ذي الحجة ) مثلاً .
ولا بد لانطباق السنة على العدد الذي تميزه أن يكون الفاعل الذي كانت السنة ظرفاً له حاضراً لظرفها حضوراً ما ، معانياً فيها شدة ما .
فإذا تخلف شيء من هذه القيود الثلاثة ( العدد / الحضور / الشدة ) فهو عام ؛ لأن العام أعم من السنة ، فلا يشترط له ما يشترط للسنة من تلك القيود .
وإذا عرف يوم المبدإ ويوم المنتهى من شهر من سنة إلى ما يقابله من نظيره في السنة التالية فهو حول ؛ لأن الحول من التحول ، فهو يتتبع الأيام ويتحول عنها إلى ما بعدها ، ومنه حول زكاة المال والنعم وحول المرضع والأرملة .
ولذا فالحول أخص من السنة باعتبار أن له بدءاً خاصاً من السنة المتعارفة عند الناس ومنتهىً خاصاً يناظره في القابل ، والسنة أخص من العام ؛ لأن السنة مقيدة بقيود تحرر منها لفظ العام ، كما سلف.
وعليه يقال للسنة : حول وعام ، ويقال : للحول عام . وجاء ذلك في كثير من المعجمات كالعين والتهذيب .
والأحسن أن لا يقال للسنة والحول عام ؛ تأسياً بالقرآن الكريم بإعمال هذه الفروق .
وتتناسق الآيات القرآنية على وفق هذا التقسيم :
فقد استثنيت الخمسين من الألف في (... إلا خمسين عاماً) بلفظ العام ، وإن كان بدء السياق ذكر السنة ( ألف سنة ) ؛ وذلك لتخلف الشدة في هذه الخمسين وغياب قومه عنه فيها .
وأما (عام فيه يغاث الناس) فلأنه غير معلوم المنتهى ، ولأن فاعل هذه الإغاثة ليسوا هم زارعي السنين الأولى (يُغاث) فهم غائبون عن فعل الإغاثة بلا شك، حاضرون للغوث أو الغيث نعم .
وأما ( فأماته الله مئة عام ) فلأنه لم يكن حيّاً حينها ، ولم يعانِ شدتها ؛ بخلاف (فلبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ) ، فقد كانوا أحياء (وهم رقود).
وأما قوله ( وفصاله في عامين ) فلأنها هنا أدنى مدة الفصال لمن لم يرد أن يتم الرضاعة ، فهي لا تتم إلى حينها المذكور في قوله : (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) وفي قوله : ( وحماله وفصاله ثلاثون شهراً ) ؛ ويكون النقص في مدة الفصال هذه : حولين ناقصين ثلاثة أشهر .
وقيل : عام الفيل وعام الرمادة ونحوه ؛ لأن الحدث لم يقع في السنة كلها ، ولو استغرقها لقيل سنة ( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ) .
وقيل في حساب التاريخ : سنة ألف ؛ مثلاً ؛ لأنه محدد بدقة .
فانظر إلى المعاني المستفادة من ثلاثة ألفاظ ، قد يراها بعضهم مرادفات مسمىً واحد، ولكنها ليست كذلك .
يعبر عن تلك المعاني كلها في الانجليزية بلفظ واحد ليس غير : (year).
سبحان من عنده كل شيء بقدر !
والله تعالى أعلم .
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين .
أما بعد
فهذه مشاركة أود أن ينظر فيها المعنيون بالتفسير .
وهي محاولة لإثبات فروق دقيقة بين هذه الكلمات القرآنية الثلاثة :
العام والسنة والحول : ألفاظ تدل على الوحدة الزمنية المعروفة ، وبينها فروق :
السنة تتقيد بقيود ثلاثة ، إذا نقص منها واحد كانت عاماً.
فالسنة : تطلق إذا كانت معلومة المبدأ والمنتهى حساباً (من أول محرم إلى آخر ذي الحجة ) مثلاً .
ولا بد لانطباق السنة على العدد الذي تميزه أن يكون الفاعل الذي كانت السنة ظرفاً له حاضراً لظرفها حضوراً ما ، معانياً فيها شدة ما .
فإذا تخلف شيء من هذه القيود الثلاثة ( العدد / الحضور / الشدة ) فهو عام ؛ لأن العام أعم من السنة ، فلا يشترط له ما يشترط للسنة من تلك القيود .
وإذا عرف يوم المبدإ ويوم المنتهى من شهر من سنة إلى ما يقابله من نظيره في السنة التالية فهو حول ؛ لأن الحول من التحول ، فهو يتتبع الأيام ويتحول عنها إلى ما بعدها ، ومنه حول زكاة المال والنعم وحول المرضع والأرملة .
ولذا فالحول أخص من السنة باعتبار أن له بدءاً خاصاً من السنة المتعارفة عند الناس ومنتهىً خاصاً يناظره في القابل ، والسنة أخص من العام ؛ لأن السنة مقيدة بقيود تحرر منها لفظ العام ، كما سلف.
وعليه يقال للسنة : حول وعام ، ويقال : للحول عام . وجاء ذلك في كثير من المعجمات كالعين والتهذيب .
والأحسن أن لا يقال للسنة والحول عام ؛ تأسياً بالقرآن الكريم بإعمال هذه الفروق .
وتتناسق الآيات القرآنية على وفق هذا التقسيم :
فقد استثنيت الخمسين من الألف في (... إلا خمسين عاماً) بلفظ العام ، وإن كان بدء السياق ذكر السنة ( ألف سنة ) ؛ وذلك لتخلف الشدة في هذه الخمسين وغياب قومه عنه فيها .
وأما (عام فيه يغاث الناس) فلأنه غير معلوم المنتهى ، ولأن فاعل هذه الإغاثة ليسوا هم زارعي السنين الأولى (يُغاث) فهم غائبون عن فعل الإغاثة بلا شك، حاضرون للغوث أو الغيث نعم .
وأما ( فأماته الله مئة عام ) فلأنه لم يكن حيّاً حينها ، ولم يعانِ شدتها ؛ بخلاف (فلبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ) ، فقد كانوا أحياء (وهم رقود).
وأما قوله ( وفصاله في عامين ) فلأنها هنا أدنى مدة الفصال لمن لم يرد أن يتم الرضاعة ، فهي لا تتم إلى حينها المذكور في قوله : (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) وفي قوله : ( وحماله وفصاله ثلاثون شهراً ) ؛ ويكون النقص في مدة الفصال هذه : حولين ناقصين ثلاثة أشهر .
وقيل : عام الفيل وعام الرمادة ونحوه ؛ لأن الحدث لم يقع في السنة كلها ، ولو استغرقها لقيل سنة ( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ) .
وقيل في حساب التاريخ : سنة ألف ؛ مثلاً ؛ لأنه محدد بدقة .
فانظر إلى المعاني المستفادة من ثلاثة ألفاظ ، قد يراها بعضهم مرادفات مسمىً واحد، ولكنها ليست كذلك .
يعبر عن تلك المعاني كلها في الانجليزية بلفظ واحد ليس غير : (year).
سبحان من عنده كل شيء بقدر !
والله تعالى أعلم .