معنى التحية
التّحيّة مصدر حيَّاه يحيِّيه تحيَّةً ، وأصله في اللّغة : الدّعاء بالحياة ، أي : البقاء وقيل : الملك ، ثمّ كثر حتّى استعمل في ما يحيّا به من سلام ونحوه ؛ فهي أعمّ من السّلام فتشمل السّلام والتّقبيل والمصافحة والمعانقة والإشارة .. ونحو ذلك على مما تعارف عليه الناس .
فالتَّحِيَّةُ في كلام العرب ما يُحَيِّي بعضهم بعضًا إذا تَلاقَوْا ؛ وتَحِيَّةُ الله التي جعلها في الدنيا والآخرة لمؤمني عباده إذا تَلاقَوْا ودَعا بعضهم لبعض بأَجْمَع الدعاء أَن يقولوا : السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه ؛ قال الله عز وجل : { تَحِيَّتُهُمْ يوْمَ يَلْقَوْنَه سَلامٌ } ، وقال عز وجل في تحيَّة الدنيا : { وإذا حُيِّيتُم بتَحِيَّةٍ فحَيُّوا بأَحسَنَ منها أَو رُدُّوها } ، فالتَّحِيَّة السلام ، وقد حَيَّاهُ تحِيَّةً ، ويقال : حَيَّاك اللهُ تَحِيَّةَ المؤمِن .
ومعنى " التحيات لله " أَي : السلام له من جميع الآفات التي تلحق العباد من العناء وسائر أَسباب الفناء ؛ وقيل : معناه البَقاءُ لله ، ويقال : المُلْك لله ، فإن التحية تأتي أيضا في اللغة بمعنى البقاء ، كما في قول زُهَيْر بن جَنابٍ الكَلْبي :
ولَكُلُّ ما نَال الفتى قَدْ نِلْتُه إلا التَّحِيَّهْ
وتأتي أيضا بمعنى الملك ؛ قال الفرَّاء : حَيَّاكَ اللهُ أبْقاكَ اللهُ ، وحَيَّاك الله ، أَي : مَلَّكك الله ؛ وحَيَّاك الله : أَي سلَّم عليك ؛ قال : وقولنا في التشهد : التَّحِيَّات لله ؛ يُنْوَى بها البَقاءُ لله والسلامُ من الآفاتِ والمُلْكُ لله ، ونحوُ ذلك ؛ قال أَبو عمرو : التَّحِيَّةُ المُلك ؛ وأَنشد قول عمرو بن معد يكرب :
أَسيرُ بِهِ إلى النُّعْمانِ حتَّى ... أُنِيخَ على تَحِيَّتِهِ بجُنْدي
يعني على مُلْكِه ؛ وقولهم حيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ : اعتَمَدَكَ بالمُلْك ، وقيل أَضْحَكَكَ ؛ فمعنى حَيَّاك اللهُ : أَبقاك من الحياة ؛ وقيل : هو من استقبال المُحَيّا وهو الوَجْه ؛ وقيل : ملَّكك وفَرَّحك ، وقيل : سلَّم عَليك ، وهو من التَّحِيَّة ( السلام ) ، والرجل مُحَيِّيٌ والمرأَة مُحَيِّيَةٌ ( 1 ) .
__________
( 1 ) انظر لسان العرب باب الألف فصل الحاء .