الزئبق وسحرة فرعون في تفسير ابن كثير والقرطبي والشوكاني (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى)

عمر محمد

New member
إنضم
24/12/2011
المشاركات
805
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
33
الإقامة
القاهرة
السلام عليكم
عجبت جداً من قول الأئمة ابن كثير والقرطبي والشوكاني - في سورة طه انظر لآخر هذا الكلام عن سورة الأعراف - أن سحرة فرعون أودعوا حبالهم وعصيّهم مادة الزئبق فجعلوها تتحرك حتى يُخيل للناظر أنها تفعل ذلك بإرادتها . هل من دليل على صحة هذا القول ؟ أعني: هل هناك مفسر مثل الإمامان ابن كثير والقرطبي ذكر قضية الزئبق مدللاً على صحة كلامه ؟ هل قال بذلك أحد من الصحابة أو التابعين ؟

حيث أن كلام القرآن واضح جداً " فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ " النص واضح الدلالة على أن السحر وقع على أعين الناس - ومنهم سيدنا موسى - وليس على الأشياء نفسها - حبالهم وعصيّهم - . ثم قول الله " يُخيل إليه من سحرهم أنها تسعى " دليل على أنها كانت ثابتة لا تتحرك وسحر " الأعين " هو الذي جعل الأعين تراها كأنها تتحرك ما يعني أنها كانت لا تسعى حقيقةً وإنما فقط في عين المسحورين، فلماذا أوّلها الإمامان ابن كثير والقرطبي بقولهم " تسعى بإرادتها " ؟

لذلك سألت عن أقوال الصحابة والتابعين وليس تحت يدي الآن للأسف نسخة من موسوعة التفسير بالمأثور الصادرة حديثاً.

وللعلم فالإمام الطبري لا يقول بهذا، بل يقول بأن الخدعة كانت بسحر عين موسى وفرعون والناس وليس بعمل أي شئ في ذات الحبال والعصيّ
قال الطبري : " وَذُكرَ أَنَّ السَّحَرَة سَحَرُوا عَيْن مُوسَى وَأَعْيُن النَّاس قَبْل أَنْ يَلْقَوْا حبَالهمْ وَعصيّهمْ , فَخُيّلَ حينَئذٍ إلَى مُوسَى أَنَّهَا تَسْعَى "

والأكثر عجباً أن الإمام ابن كثير نفسه ذكر في الأعراف كلاماً مختلفاً حيث قال " أي : خيلوا إلى الأبصار أن ما فعلوه له حقيقة في الخارج ، ولم يكن إلا مجرد صنعة وخيال " !!!

فكيف يقرر الإمام ابن كثير في سورة طه أن الذي حصل كان إضافة مادة الزئبق للحبال فإذا أتت عليها الشمس تحركت
" وذلك أنهم أودعوها من الزئبق ما كانت تتحرك بسببه وتضطرب وتميد ، بحيث يخيل للناظر أنها تسعى باختيارها ، وإنما كانت حيلة ، وكانوا جما غفيرا وجمعا كبيرا فألقى كل منهم عصا وحبلا حتى صار الوادي ملآن حيات يركب بعضها بعضا . "

ويقول في سورة الأعراف أن السحر كان " خيلوا إلى الأبصار ولم يكن إلا مجرد خيال !! "


أفيدونا بارككم الله.
 
لم يذكر القران الا انهم القوا حبالهم او عصيهم ولم يذكر الزئبق او شىء اخر وللاسف كتب التفسير فيها الكثير من هنا وهناك وليس لها اصل
التفاسير التي يمكن ان ياخذ بها حسب ظني هي تفير الطبري والزمخشري والرازي والتحرير والتنوير لابن عاشور وباقي التفاسير خاصة القديمة كتفسير ابن كثي عالة على هذه التفاسير
الذي حدث ان السحرة عندما القوا ليس فقط اخافوا الناس انما زادوهم خوفا بالرهبة والرهبة هنا خوف وزيادة والزيادة على الخوف في الرهبة هي قناعة عند الناس بنا يفعل هؤلاء السحرة تماما عندم قال الله تعالى ترهبون به عدو الله وعدوكم فليس الخوف هنا فقط انما الشعور عند الاعداء ان هؤلاء المسلمين لا طاقة لنا بهم والايمان والقناعة انهم مهزمون ان حاربوهم
 
نقول دوما أنهم رحمهم الله تعالى اجتهدوا وأصابوا وأخطأوا ونقلوا الغث والسمين ولا ينقص ذلك من قدرهم ولا من مرجعيتهم ولكن إن استدرك احد على قول شاذ نقلوه أو رأي فاسد رأوه اتهموا المستدرك بأنه يلمز السلف ويهاجم العلماء ويزدريهم ، وطالما قدسنا تلك الاقوال فوق كونها اجتهادات بشرية تصيب وتخطيء فسنبقى جامدين نراوح في مكاننا ، في حين أنهم اجتهدوا ولم يبقوا على اقوال من سبقهم وآراء اسلافهم بل توسعوا في فهم النص القرآني والمأثور النبوي وأصابوا في امور وأخطأوا في أخرى ، وما تفضلت به هو شيء من ذلك.
والله اعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد السلام عليكم الاستاذ الفاضل عدنان الغامدي المحترم
ارجو النظر بما كتبت :
(
[FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic]ولكن إن استدرك احد على قول شاذ نقلوه أو رأي فاسد رأوه اتهموا المستدرك بأنه يلمز السلف ويهاجم العلماء ويزدريهم )[/FONT]
[FONT=&quot] انت لم تستدرك ، خاصة بموضوعك عن النسخ بل طعنت بهم واتهتهم بقلة الفهم وانك اعلم منهم بحيث انك علمت ان لا نسخ في القرآن ! بينما أجمع علماء الامة على وقوعه ، وارجو ان لا يدعوك هذا الامر الى تكرار النقاش حوله لكني أذكرك بقوله تعالى:[/FONT]
[TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD="width: 90%, bgcolor: #F8F4D9"][TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD="width: 50%, align: right"][/TD]
[TD="width: 50%, align: left"][/TD]
[/TR]
[/TABLE]
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ( 10 ) الحشر
لا بأس أخي الكريم أن نستدرك لكن بكلام لطيف بعيد عن السخرية والاتهام بقلة الفهم
ولقول للأستاذ عمر لقد بحثت عن مصادر القول واعتقد انها من كتب اهل الكتاب والله تعالى اعلم .[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
 
[TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD]ولقول للأستاذ عمر لقد بحثت عن مصادر القول واعتقد انها من كتب اهل الكتاب والله تعالى اعلم.[/TD]
[/TR]
[/TABLE]

فتح الله على حضرتك أستاذ البهيجي ، بحثت في العهد القديم سفر الخروج الإصحاح السابع فلم أجد أثراً لقصة الزئبق !!
سفر الخروج الإصحاح السابع الأعداد من 7 إلى 13 قصة عصا موسى أمام فرعون، بغض النظر عن أن الكتاب المقدس عند اليهود يقول أنها عصى هارون
بداية الاقتباس " 7 و كان موسى ابن ثمانين سنة و هرون ابن ثلاث و ثمانين سنة حين كلما فرعون 8 و كلم الرب موسى و هرون قائلا 9 اذا كلمكما فرعون قائلا هاتيا عجيبة تقول لهرون خذ عصاك و اطرحها امام فرعون فتصير ثعبانا 10 فدخل موسى و هرون الى فرعون و فعلا هكذا كما امر الرب طرح هرون عصاه امام فرعون و امام عبيده فصارت ثعبانا 11 فدعا فرعون ايضا الحكماء و السحرة ففعل عرافو مصر ايضا بسحرهم كذلك 12 طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصي ثعابين و لكن عصا هرون ابتلعت عصيهم 13 فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب " انتهى الاقتباس
 
نقول دوما أنهم رحمهم الله تعالى اجتهدوا وأصابوا وأخطأوا ونقلوا الغث والسمين ولا ينقص ذلك من قدرهم ولا من مرجعيتهم ولكن إن استدرك احد على قول شاذ نقلوه أو رأي فاسد رأوه اتهموا المستدرك بأنه يلمز السلف ويهاجم العلماء ويزدريهم ، وطالما قدسنا تلك الاقوال فوق كونها اجتهادات بشرية تصيب وتخطيء فسنبقى جامدين نراوح في مكاننا ، في حين أنهم اجتهدوا ولم يبقوا على اقوال من سبقهم وآراء اسلافهم بل توسعوا في فهم النص القرآني والمأثور النبوي وأصابوا في امور وأخطأوا في أخرى ، وما تفضلت به هو شيء من ذلك.
والله اعلم

شكرا الاخ الغامدى،
بارك الله فيك،
من المفسرين القدامى من بدأ التفسير وهو في العشرين من عمره، ويلقى هذا العمر الصغير إنبهارا وتقديرا وتوقيرا عجيبا،

أما اليوم ولو بلغت تسعين عاما فأنت فى نظرهم لا زلت (طالب علم)
لا يحق لك التدبر ولا إنتاج أي معرفة ولو قرأت أطنانا من الكتب والدراسات :)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد السلام عليكم الاستاذ الفاضل عدنان الغامدي المحترم
ارجو النظر بما كتبت :
(
ولكن إن استدرك احد على قول شاذ نقلوه أو رأي فاسد رأوه اتهموا المستدرك بأنه يلمز السلف ويهاجم العلماء ويزدريهم )
انت لم تستدرك ، خاصة بموضوعك عن النسخ بل طعنت بهم واتهتهم بقلة الفهم وانك اعلم منهم بحيث انك علمت ان لا نسخ في القرآن ! بينما أجمع علماء الامة على وقوعه ، وارجو ان لا يدعوك هذا الامر الى تكرار النقاش حوله لكني أذكرك بقوله تعالى:
[TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD="width: 90%, bgcolor: #F8F4D9"][TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD="width: 50%, align: right"][/TD]
[TD="width: 50%, align: left"][/TD]
[/TR]
[/TABLE]
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ( 10 ) الحشر
لا بأس أخي الكريم أن نستدرك لكن بكلام لطيف بعيد عن السخرية والاتهام بقلة الفهم
ولقول للأستاذ عمر لقد بحثت عن مصادر القول واعتقد انها من كتب اهل الكتاب والله تعالى اعلم .[/TD]
[/TR]
[/TABLE]



السلام عليكم،
لم يجمع علماء الأمة عل وقوع النسخ كما تقول أعلاه ،

هذه بعض أسماء من إعترض على وقوع النسخ بالقرآن الكريم، مرفقة الرابط :

إنكار النَّسْخ في القرآن الكريم



ـ أبو مسلم(322هـ
): وهو محمد بن بحر الإصفهاني، المعتزلي، المتكلِّم والمفسِّر والمحدِّث والنحوي والشاعر. ومن مؤلَّفاته: تفسير (جامع التأويل لمحكم التنزيل)، الذي كتبه على مذهب الاعتزال؛ وكذلك كتاب (الناسخ والمنسوخ)؛ وله كتابٌ آخر في النحو[SUP]([3])[/SUP].
وقد أنكر أبو مسلم ـ ولأول مرة ـ وقوع النسخ في القرآن الكريم بتأويله للأدلة[SUP]([4])[/SUP]، وحمل جميع النصوص التي تدلّ على وقوع النسخ في الشريعة الإسلامية على نسخ الشرائع السابقة[SUP]([5])[/SUP].
ولا يوجد أثرٌ لكتابَيْ أبي مسلم: الناسخ والمنسوخ؛ والتفسير، سوى ما نقله منتقدو أفكاره. ولكنْ يبدو أن تفسيره كان بيد الشيخ الطوسي والإمام الفخر الرازي، وقد نقلا أكثر نظرياته في تفاسيرهم[SUP]([6])[/SUP].
يقول الفخر الرازي حول رؤية أبي مسلم: اتفق جميع علماء المسلمين على وقوع النسخ في القرآن، ماعدا أبي مسلم، الذي أنكره مستدلاًّ بقوله تعالى: ﴿لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ﴾ (فصّلت: 42)؛ إذ يعتقد أن وقوع النسخ في القرآن الكريم نوع من ورود الباطل إليه[SUP]([7])[/SUP]. وفي الواقع فإن أبي مسلم كان يعترف أن آية أو عدة آيات نسخت أحكاماً كانت ثابتة، كتحويل القبلة مثلاً، إلاّ أنه لا يقبل بوقوع النسخ في آيات القرآن الكريم[SUP]([8])[/SUP].
إن فقدان كتب ومؤلفات أبي مسلم وضياعها يعقِّد المهمة في استكشاف أسباب و مبرّرات أبي مسلم في إنكار النسخ. هذا، مضافاً إلى قلة ما وصلنا من أفكاره المنقولة من الآخرين. إلاّ أنه يحتمل أن تقف وراء قناعته هذه دوافع ومبررات بيئية وسياسية وكلامية كانت حاكمة في القرنين الثالث والرابع الهجريّين، وخاصة لجم الأفواه التي كانت تتحدَّث عن التحريف (سواء كان بالزيادة والنقيصة أو التغيير والتبديل).
كما أن أول شخص شهد للشيعة بعدم القول بالتحريف هو أبو الحسن بن إسماعيل الأشعري(324 أو 330هـ)، شيخ الأشاعرة ومؤسِّس المذهب الأشعري[SUP]([9])[/SUP]. وكان الأشعري معاصراً لأبي مسلم، وكان معتزلياً، ولكنّه ترك الاعتزال إثر مناظرة جرَتْ بينه وبين أستاذه أبي علي الجبائي.
كما قال الشيخ الصدوق(381هـ) في القرن الرابع بمصونية القرآن عن التحريف، وأن ذلك من جملة عقائد الشيعة[SUP]([10])[/SUP].
وفي القرن الثالث كتب أحمد بن محمد السيّاري كتاب «التحريف والتنزيل»، أو «القراءات»، وقال فيه بالتحريف[SUP]([11])[/SUP].
هذه شواهد على احتدام الصراع الفكري حول هذه المسائل في القرن الرابع. ويؤيِّد هذا الاحتمال كلام أبي مسلم في أن وقوع النسخ في القرآن نوع من النقص والعيب، ودخول الباطل إلى ساحته المقدسة. وعلى صعيدٍ آخر كان أبو مسلم ـ إلى جانب مهامه العلمية ـ يلعب أدواراً سياسية، وقد وُلّي مرات عديدة على مدن مختلفة، منها؛ إصفهان وفارس وقم[SUP]([12])[/SUP]. ومن هنا ليس بعيداً على هكذا شخصية، وفي ظلّ ظروف العصر الذي كان يعيشه، أن يتبنّى صيانة القرآن من كلّ نقصٍ وعيب وتحريف، وأن ينكر وقوع النسخ فيه.
ويُحتمل أيضاً أن يكون رأيه حول النسخ ردّة فعلٍ في مقابل النظرة المفرطة لبعض العلماء في جعلهم الكثير من الآيات ـ التي يمكن الجمع بينها بنحوٍ من الأنحاء، كالتخصيص وغيره ـ في مصافّ آيات الناسخ والمنسوخ[SUP]([13])[/SUP]
.
2ـ ابن الجنيد(381هـ): أبو علي محمد بن أحمد بن جنيد البغدادي. وهو من أعاظم فقهاء الإمامية، ومن مشايخ الشيخ المفيد والنجاشي والطوسي. وكان كتابه حول النسخ «الفسخ على مَنْ أجاز النسخ»[SUP]([14][/SUP]). والكتاب واضحٌ من عنوانه في إنكار النسخ. ولكنْ لا يوجد أثرٌ لكتابه، وإنما ذُكر فقط في الكتب الرجالية. ولكننا لم نستطع أن نعثر على قولٍ له في مجال إنكار النسخ. ويُحتمل أن يكون قد تابع أبا مسلم في ذلك، ووقع تحت تأثير الظروف التي كانت تحكم القرن الرابع الهجري.
3ـ شريف العلماء محمد شريف بن حسن عليّ المازندراني الحائري(1246هـ): وكتابه «النسخ، وهل هو جائزٌ عقلاً أم لا؟»[SUP]([15][/SUP]). وهو موجودٌ في مكتبة السيد المرعشي، في عشر صفحات، ضمن حلقات تحت عنوان «1:26»[SUP]([16][/SUP]).
4ـ السيد أحمد خان الهندي(1315هـ): وهو أحد أركان النهضة الإسلامية في الهند، وصاحب تفسير «تفسير القرآن وهو الهدى والفرقان» باللغة الأُرْدية. و قد كتب في بداية تفسيره عن أحد الأصول التي اعتمدها: «لا يوجد ناسخ ومنسوخ في القرآن الكريم، بمعنى عدم نسخ أيٍّ من الآيات لآيات أخرى… والظاهر أن النسخ المذكور في الآية يتعلَّق بالشرائع السابقة على الإسلام، ولا يتعلَّق بآيات القرآن»[SUP]([17][/SUP]).
كان السيد أحمد خان شخصية سياسية، وقد اطّلع عن كثبٍ على واقع الحضارة الغربية، خلال زيارة قام بها إلى بريطانيا، وكان ذلك باعثاً له على الأسى للوضع المتردي الذي يعيشه المسلمون في بلاده، فبدأ بالتفكير في حلول للمشاكل الفكرية والاجتماعية المستحكمة آنذاك، فعمد إثر ذلك إلى تفسير القرآن، مستعيناً به كمرشدٍ ودليل في تحقيق طموحه[SUP]([18])[/SUP].
ثم إنه اعتمد على العقل في تمرير أفكاره التجديدية والإصلاحية، فاستند على القوة الذهنية في شرح وتوضيح الآيات القرآنية؛ ممّا جعله ينكر المعجزات الخارقة للعادة، أو يبرِّرها حَسْب قواعد العقل. وفي هذا السياق اعتبر أن النسخ نوعٌ من الخلل في كتاب الله، فأنكره؛ إذ يقول: «كلّ ما جاء عن الله، وكُتب في زمان النبيّ، فهو موجودٌ في القرآن الذي بين أيدينا، من دون نقص أو خلل، ولم يسقط منه حرفٌ واحد، ولا يوجد نسخٌ في آياته بالكلية»[SUP]([19][/SUP]).
5ـ ولي الله سرابي(1391هـ): وهو من الباحثين والكُتّاب في زمان المشروطية. وهو من علماء سرب، وأقام في تبريز. وقد أنكر وقوع النسخ في القرآن بالكلية؛ إذ كتب لإثبات رؤيته كتاباً يحمل عنوان «إثبات الآيات، أو نسخ النسخ عن كرامة القرآن»، وشحنه بالأدلة العقلية والنقلية، مستفيداً من صناعة الجَدَل في أكثر بحوثه. وقد اعتبر أن آيات الناسخ والمنسوخ نوعٌ من التقييد والتخصيص وأمثال ذلك[SUP]([20])[/SUP].
وكان أهمّ الأسباب في إنكاره للنسخ هو صيانة القرآن وحفظه عن النقص والتحريف؛ إذ يعتبر أن النسخ دخول الباطل إلى القرآن وهو ما يؤدّي إلى تحريفه وتغييره. وحيث إنه كتب كتابه من أجل إنكار النسخ فقد خصَّص الصفحات من 29 إلى 38 للبحث في صيانة القرآن عن كلّ تحريفٍ؛ إذ يقول: «لو امتدَّتْ يد التحريف والتغيير إلى كتاب الله، وأصبح كتاب الله محرَّفاً، فإن جميع الأخبار التي تدلّ على عدم ورود الباطل إليه من بين يدَيْه ومن خلفه كاذبةٌ؛ إذ يُراد من الباطل كلّ مبطل، سواء كان من قِبَل الله بنزول الناسخ أو من قِبَل الخلق عبر التغيير والتحريف والتلاعب بالقرآن[SUP]([21])[/SUP].
ويذكر في خاتمة كتابه الهدف الأساس من تأليفه له؛ إذ يقول: «أشكر الله الذي وفَّقني لإثبات محفوظية القرآن من التحريف والنقصان والنسخ»[SUP]([22][/SUP]).
6ـ الشيخ محمد عَبْدُه(1323هـ): وهو من تلاميذ السيد جمال الدين الأسدآبادي المعروفين. وهو ـ كما يعتقد أنصاره ـ من مؤسِّسي الفكر الديني التجديدي في العالم الإسلامي، ولم يسجَّل له تصريحٌ في كتبه في إنكار نظرية النسخ، وإنما قام بتأويل الآيات والأدلّة التي تدل عليه، وصرفها عن ظاهرها[SUP]([23])[/SUP].
وقد فسّر الناسخ في شرحه لنهج البلاغة بأنه الآيات المعنية برفع الاعتقادات الباطلة، وأحكام الشرائع السابقة، والمنسوخ هو الآيات الحاكية عن الناسخ والمنسوخ في الأديان السماوية الماضية[SUP]([24])[/SUP].
7ـ محمد رشيد رضا(1354هـ): من تلامذة محمد عبده، وصاحب تفسير «المنار». وقد أنكر النسخ تلويحاً، تَبَعاً لأستاذه، وقام بتأويل الآيات الثلاثة الدالّة على النسخ، وفسَّرها بمعجزات وشرائع الأنبياء السالفين^[SUP]([25][/SUP]).
8ـ السيد هبة الدين الشهرستاني(1386هـ): وهو من فلاسفة وفقهاء القرن المنصرم، ومن علماء العراق والحوزة العلمية في النجف الأشرف. كتب «تنزيه التنزيل»، وأفرد قسماً منه للبحث حول النسخ والتحريف. واستدل على أن آية النسخ متَّحدة مع آية المحو والإثبات موضوعاً؛ وذلك بالاستناد إلى نفس سياق هذه الآيات وآيات أخرى، واعتبر أنها دالة على نسخ أحكام التوراة والإنجيل والشرائع السابقة. والنسخ ـ كما يعتقد ـ هو نسخ الرحمة والنعمة الربانية، أو المعجزات الإلهية.
وهنا يمكن القول بأن إنكاره تقف خلفه أسباب اجتماعية وسياسية؛ لما شهده عصره من هجمةٍ عسكرية استعمارية من الإنجليز، كما كان مسرحاً للحرب الثقافية والتغريب على الساحة الإسلامية؛ إذ كتبوا الكتب والمقالات التي كانت تبثّ سموم الشبهات يومياً في مجال العقائد والأخلاق والأحكام، والتي كانت تستخدم كسلاح فتّاك ضدّ المسلمين[SUP]([26])[/SUP]. وقد استفدنا ذلك ممّا كتبه في مقدّمة كتابه «تنزيه التنزيل»، من أن الهدف من تأليفه هو طلب بعض علماء الكاظمية المقدّسة تأليف كتاب يُعنى بردّ الشبهات والتصوُّرات الفارغة لأعداء القرآن والإسلام، المبنية على التلاعب والنسخ والتحريف في بعض أحكام القرآن وكلماته[SUP]([27])[/SUP].
يقول في هذا الكتاب: «ذكر أكثر المفسِّرين ـ كالسيوطي في «الإتقان» ـ مبحث التحريف في القرآن في ذيل مبحث النسخ. ويُحتمل أن يكون ذلك لأجل أن النسخ والتحريف يؤثِّران على جوهر الوحي والوثوق بالقرآن في حجِّيته عموماً، أي كلّ مَنْ يقول بوجود آيات منسوخة في القرآن فإنه يقول أيضاً بوجود آيات محرَّفة[SUP]([28])[/SUP]. وإذا فتحنا الباب في إمكان النسخ والنسيان والتحريف نكون قد شككنا في حجِّية القرآن الكريم[SUP]([29])[/SUP]. فيتَّضح أن أحد الأسباب الرئيسة في إنكاره للنسخ هو «شبهة تحريف القرآن».
ولعلّ العامل الآخر في إنكاره للنسخ، والمذكور لبعض المنكرين أيضاً، هو متابعة السابقين وتقليدهم، وخصوصاً أبي مسلم الإصفهاني. والشاهد على ذلك ما قاله في ردّ النسخ في آية العدّة: «نحن نوافق قول أستاذ المفسِّرين أبي مسلم محمد بن بحر، الذي صحَّحه الإمام الفخر الرازي، ومال إليه الشيخ محمد عبده، مفتي الديار المصرية، وصحَّحه تلميذه محمد رشيد رضا الحسيني، صاحب «المنار»[SUP]([30][/SUP]).
وهكذا، وخلال تفسيره لآية الفاحشة في مساحقة النساء ولواط الرجال، قال: «هذا التفسير مبنيّ على ما رواه الرازيان «الإمام الفخر الرازي وأبو الفتوح الرازي»، وتفسير إمام المفسِّرين محمد بن بحر»[SUP]([31][/SUP]).
9ـ الشيخ محمد الغزالي(1375هـ.ش): مسؤول الحوار الإسلامي السابق في وزارة الأوقاف المصرية. وله كتبٌ مختلفة في مجال علوم القرآن والإسلام. وقد خصَّص فصلاً مستقلاًّ للنسخ في كتابه «نظرات في القرآن»، أنكر فيه دلالة الآيات الثلاث على النسخ، وفسَّرها بالمعجزة في عالم التكوين، واعتبر النسخ نوعاً من التناقض في القرآن[SUP]([32])[/SUP]، وبطلاناً للآيات، وظلماً لكتاب الله[SUP]([33])[/SUP]. ومن أجل صيانة القرآن من مثل هذه الشبهات أنكرها، وانتقدها.
10ـ الشيخ محمد هادي معرفت: وهو من الباحثين الكبار في علوم القرآن، وصاحب الكتاب المعروف «التمهيد في علوم القرآن»، الذي خصَّص قسماً منه لمبحث النسخ. وخلال استعراضه لثماني آيات وقع فيها النسخ، وبعد مناقشته لآراء المؤيِّدين والمعارضين، أقرَّ بوقوع النسخ في تلك الآيات[SUP]([34])[/SUP]، ولكنَّه عدل عن رأيه في مقالةٍ كتبها في أواخر عمره الشريف، وحمل الروايات التي تصرِّح بوجود الناسخ والمنسوخ على تخصيص العمومات وتقييد المطلقات في الكتاب والسنّة»[SUP]([35][/SUP]). ثمّ بحث وناقش الآيات الواردة في النسخ، وأوضح عدم التنافي بينها. وكان يستدل في أكثر الموارد بكلام أستاذه السيد الخوئي[SUP]([36])[/SUP]، ويقول في نهاية حديثه: «من هنا فنحن ننكر النسخ في القرآن؛ إذ لا شاهد على وجوده. وكلّ ما استُدلّ به فهو قابلٌ للخدش، بل قابل للحمل على معنى ثابت ومحكم لا يطاله النسخ أبداً»[SUP]([37][/SUP]).
كتب في أواخر حياته كتاباً تحت عنوان «شبهاتٌ وردود»، وطرح شبهات عديدة، منها: ما يختصّ بالنسخ. وذكر أدلّةً في سياق ذلك، تجمع بين حفظ القرآن من الهجمة الثقافية الاستكبارية وبين الحفاظ على حقيقة هذه الظاهرة[SUP]([38])[/SUP].
11ـ العلاّمة مرتضى العسكري: بحث هذا العالم الكبير مسألة النسخ في كتابه «القرآن الكريم وروايات المدرستين» بأسلوبٍ جديد، حيث يعتقد أن القرآن الكريم أخبر عن حكمٍ نزل مع نسخه بوحيٍ غير قرآني؛ ولذا لا توجد آيةٌ واحدة منسوخة في القرآن[SUP]([39])[/SUP].
كما يعتقد أن ظاهرة النسخ والبحوث التي تدور حولها وفدَتْ من مدرسة الخلفاء إلى تفاسير مدرسة أهل البيت^، كمجمع البيان. وهم ـ مدرسة الخلفاء ـ متأثِّرون باليهود في ذلك[SUP]([40])[/SUP].
يبدو أن العلامة العسكري؛ ومن أجل ردّ الشبهات التي تحمل مضمون أن القول بالنسخ فيه دلالةٌ على تحريف القرآن ـ كما تعطي نتيجة الاعتقاد بنسخ التلاوة في مدرسة الخلفاء نفس الدلالة ـ، التزم هذه القناعة التوفيقية والتوافقية في النسخ؛ محاولةً منه في إخراج النسخ من دائرة القرآن، ونسبتها إلى الأحكام غير القرآنية؛ ليصون ساحة القرآن المقدّسة من كلّ شبهةٍ وخلل.
12ـ الشيخ محمد خضري بك: وهو كاتبٌ معاصر، وهّابي المسلك، وأستاذ تاريخ الإسلام في جامعة مصر. ذكر في كتابه «تاريخ التشريع الإسلامي»، وفي ذيل بحث «حجِّية القرآن»، أن العمل بجميع نصوص القرآن الكريم واجبٌ[SUP]([41])[/SUP]، متسائلاً: «هل يبطل التكليف بالآيات التي حلّ تكليفٌ آخر مكانها؟ وبعبارة أخرى: هل يوجد نسخ في بعض آيات القرآن، ولم يَعُدْ العمل بها واجباً؟»[SUP]([42][/SUP]). وفي نفس السياق اعتبر أن النسخ الموجود في القرآن من قبيل: تخصيص العام، وتقييد المطلق، وهو كاشف عن التدرج في التشريع[SUP]([43])[/SUP]. ويُرجع إلى كتابه الآخر «أصول الفقه» في الموارد التي فيها دعوى التناقض والنسخ[SUP]([44])[/SUP]. قال في هذا الكتاب: «ونحن هنا نستعرض الآيات التي ادَّعى السيوطي نسخها، ونبسط الكلام في براهين أبي مسلم القابلة للتمسُّك»[SUP]([45][/SUP]). وبعد ذلك ناقش ـ من ص250 إلى ص256 ـ الموارد التي ادَّعى السيوطي نسخها، وعمد إلى تأويلها وصرفها عن دلالة النسخ.
13ـ علي حَسَب الله: وهو من أساتذة جامعة الأزهر المشهورين، وتلميذ الشيخ محمد الخضري، وأستاذ الدكتور عبد المتعال الجبري. وهو أيضاً قد حمل آيات النسخ الثلاث على نسخ الكتب السماوية السابقة، أو نسخ معجزات الرسل، وأقام الأدلّة على ذلك[SUP]([46])[/SUP].
وخلال إشارته إلى رؤية أبي مسلم، وأستاذه محمد الخضري، بحث خمسة موارد قرآنية أقرّ الدكتور مصطفى زيد في كتابه «النسخ في القرآن الكريم» بكونها منسوخة، واستدلَّ حَسَب الله على بطلان النسخ فيها[SUP]([47])[/SUP].
14ـ الدكتور أحمد حجازي السقّا: وهو من الأساتذة والكتّاب المشهورين في جامعة مصر والأردن. وقد كتب «لا نسخ في القرآن» في نقد وردّ نظرية النسخ. وكان يعتقد أن النسخ بالآيات والأحكام العملية للتوراة، وأن الغرض من نزول القرآن الكريم هو التخفيف على الناس[SUP]([48])[/SUP].
وضمن إشارته إلى أن موضوع النسخ من أهمّ المسائل التي تناولها المستشرقون، حيث اعتبروا ذلك أداةً لمحاربة الإسلام، وأن النسخ دليلٌ على عدم سماوية القرآن؛ لأن أحكامه قابلة للتبديل والإصلاح، قال: «أنا أدعو العلماء والفلاسفة وكلّ مَنْ يعرف دين الله إلى أن يعيروا اهتماماً لهذه المسألة الخطيرة، ويجب عليهم إنكار النسخ في القرآن بالدليل، وأن يكتبوا كثيراً حول هذه المسألة»[SUP]([49][/SUP]).
ويذكر في مقدِّمة كتابه الهدف من تأليفه لهذا الكتاب. وهو ـ مضافاً إلى الدفاع عن القرآن في مقابل شبهات المستشرقين ـ الوقوف بوجه التعذيب والشرور، وقتل علماء المسلمين في الحوادث الأخيرة في الصومال ـ لأنهم واجهوا دعوى بطلان أحكام الشريعة، ووقفوا ضدّ فكرة نسخ القرآن ومسألة المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة ـ، وإهانة القرآن، والزعم بأن نصف القرآن منسوخٌ أو متناقض، والعمل به باطل[SUP]([50])[/SUP].
15ـ الدكتور عبد المتعال الجبري: وهو من المطرودين من جامعة الأزهر، ومن تلامذة أحمد حجازي السقّا وعلي حَسَب الله. كتب في بداية كتابه «النسخ في الشريعة الإسلامية كما أفهمه» موضوعاً تحت عنوان «الناسخ والمنسوخ بين الإثبات والنفي»، ونفى فيه وقوع النسخ في الدين الإسلامي بالكلِّية. وأحدث هذا الكتاب ضجّةً، أُلِّفَتْ إثرها الكتب، وكُتبَتْ المقالات في نقد أفكار المؤلِّف في مصر. ثمّ كتب كتاباً آخر تحت عنوان «لا نسخ في القرآن، لماذا؟»، وهو تتمّةٌ لكتابه الأول في الدفاع عن آرائه وأفكاره.
فهو يعتقد أن وجود النسخ في القرآن بمثابة نسبة الجهل إلى الله[SUP]([51])[/SUP]، وشاهد على التناقض والاختلاف في النصوص، ويلزم منه الحطّ من قيمة القرآن؛ لأنه يكشف عن اختلاط أفكار صاحبه وتشويشها، ودليلٌ على عدم صدوره من شخصٍ واحد، بل مقطوعات مبعثرة من هنا وهناك[SUP]([52])[/SUP].
ويعتقد منتقدوه بأن سبب شيوع هذه الأفكار التي تصدر عن أمثاله يعود إلى الشيخ محمد عبده؛ لأنه لا أثر لمثل هذا الانفتاح في القناعات والآراء القرآنية الانفتاحية قبل أن يؤسِّس لها عبده في مكتوباته وتأليفاته[SUP]([53])[/SUP].
ويُضاف إلى الدوافع المتقدِّمة في إنكاره للنسخ الأبعاد السياسية والاجتماعية؛ إذ يعتقد أن الهدف من وراء القول بجواز النسخ هو إسقاط حاكمية الآيات القرآنية الدالّة على الاشتراكية العربية، فهو يظنّ أنه بإنكار النسخ يمكن أن تتوافر لديه أدلّة قرآنية لإثبات «الاشتراكية العربية»؛ إذ يقول: «عدّ القرآن الاشتراكية والشيوعية العربية هَدَفاً أسمى له، وأنزل الله الآيات بهذا السياق، منها: تلك الآيات التي ادَّعى المثبتون للنسخ منسوخيتها جميعاً. وبناء على ذلك فإن تجويز النسخ في المجال الديني والقرآني يعني ضرب الأهداف العليا للقرآن، أي النظام الاشتراكي والشيوعي العربي»[SUP]([54][/SUP]).
استخدم عبد المتعال الجبري شتّى الوسائل من أجل ترويج وتمرير فكرة الشيوعية والاشتراكية العربية؛ فتارة ينسب النسخ إلى أولئك الذين يرفضون فكرة الشيوعية العربية؛ وأخرى يقول: إن النسخ أمر وافد لنا من التراث الديني اليهودي[SUP]([55])[/SUP]؛ ومرّةً يدّعي أنه من صناعة قتادة والضحاك وابن المسيّب[SUP]([56])[/SUP]؛ وأحياناً ينسبه إلى الرافضة، والمختار الثقفي[SUP]([57])[/SUP]، و هشام بن الحكم[SUP]([58])[/SUP].
16ـ جواد موسى محمد عفّانه: وهو من علماء الأردن المعاصرين. فقد أنكر النسخ بأسلوبٍ آخر، بعد مناقشة آراء المنكرين للنسخ؛ إذ يعتقد أنه لا توجد آية منسوخة في ما بين الدفّتين من القرآن. ولو وُجد نسخٌ فهو في زمان رسول الله، وهو من نوع «نسخ الحكم مع التلاوة»، أي رفع الحكم واللفظ من قبل الله، وإعلان رسول الله ذلك للمسلمين[SUP]([59])[/SUP].
ومن الأسباب التي دعَتْ عفّانه إلى إنكار النسخ الشعور بالخطر من الإفراط في القول بالنسخ في القرآن؛ إذ يقول: «بالغ الكثير من مدَّعي النسخ في كثرة وجود النسخ في القرآن، حتّى وصلت دعوى النسخ إلى مئات الآيات، ممّا ينذر بخطر ذلك، والضرر المترتِّب على الشريعة والقرآن منه»[SUP]([60][/SUP]).
ويقول في الثناء على أبي مسلم: «فقد نجح في تعليل رأيه، والإجابة على دعاوى النسخ المشهورة، بشكلٍ صحيح ومقنع[SUP]([61])[/SUP]. ثمّ يذكر أدلة أبي مسلم في إنكار النسخ.
17ـ الدكتور محمد صالح علي مصطفى: وهو من أساتذة جامعة سوريا. قال في كتابه «النسخ في القرآن الكريم، مفهومه وتاريخه ودعاواه»، خلال إشارته إلى المنكرين، أمثال: أبي مسلم ومحمد الغزالي ومحمد الخضري وعبد المتعال الجبري وأبو زهرة، ولأجل رفع الاختلافات في المسألة، قال: «إن الاختلاف بين المؤيِّدين والمعارضين في مسألة النسخ اختلافٌ صوري، وليس له علاقة بجوهر وحقيقة النسخ، بل الاختلاف في الاسم والمسمّى. والاختلاف الحقيقي وقع بين بعض أهل الإفراط والتفريط»[SUP]([62][/SUP]). ولكنه يقول في آخر كلامه: «أنا أقول بالنسخ في خطبي ومحاضراتي في ثلاثة موارد فقط، ولكنّي عندما أريد نقل ذلك إلى الكتابة فإنّني لا أقول بالنسخ، حتّى في تلك الموارد الثلاثة»[SUP]([63][/SUP]).
18ـ عبد الكريم الخطيب: من المفسِّرين المعاصرين في مصر. وتفسيره في ستّة عشر مجلَّداً، تحت عنوان «التفسير القرآني للقرآن». وقد أنكر النسخ خلال تفسيره للآية 106 من سورة البقرة، واعتبر أن موضوعها تغيير القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام[SUP]([64])[/SUP].
وكذلك ـ وفي قراءةٍ جديدة ـ فسَّر قوله تعالى: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ﴾ (النحل: 101) بأنه التغييرات في وضع الآيات والسور، أو وضع الآيات المدنية في السور المكِّية، وبالعكس[SUP]([65])[/SUP]، معتقداً «أن إبقاء الآيات المنسوخة في القرآن كحفظ الأموات في التابوت، والقرآن أجلُّ من هذا»[SUP]([66][/SUP]).
وهو ـ كبقيّة المنكرين ـ كان يرمي من إنكار النسخ رفع الاختلاف بين العلماء المسلمين، والدفاع عن القرآن في مقابل هجمات وشبهات وافتراءات أعداء الإسلام[SUP]([67])[/SUP].
19ـ عبد الرحمن الوكيل: وهو من الباحثين المصريين. أنكر النسخ في تعليقه على كتاب «روض الأنف»، للسهيلي، وهو شرحٌ لسيرة ابن هشام. ولكنّه لم يأتِ بأدلة محكمة لإثبات نظريته؛ إذ يقول: «لا بُدَّ لنا من الحذر من قبول نظرية النسخ، وأن ننكرها إنكاراً جدِّياً؛ لأنه يحتمل في فرض قبول هذه النظرية أن نحكم ـ جهلاً بالواقع ـ ببطلان آيةٍ، ونكون بهذا قد حكمنا ببطلان ما كان حقّاً»[SUP]([68][/SUP]).
وفي موطنٍ آخر، وضمن نقله لقول الشهرستاني في «الملل والنحل»، الذي اعتبر المختار الثقفي سيد الشيعة، وإليه يعود القول بالبداء، يقول: «كما أن نسبة القول بالبداء إلى الله محالٌ كذلك القول بنسخ آيةٍ من القرآن؛ لأن جميع آيات القرآن حقٌّ، ولا شَكَّ فيها، ويجب علينا الإيمان بكلّ آيةٍ في القرآن؛ لأنها لم تنسخ»[SUP]([69][/SUP]).
ويبدو من كلامه أنه يتصوَّر أن النسخ نوعٌ من البداء الذي يلزم جهل الله، ولم يستوعب المفهوم الصحيح للنسخ والبداء عند الشيعة، وخلط بينهما.
20ـ محمد أبو زهرة(1395هـ): كان من الباحثين الناشطين، والعلماء المعاصرين المصريين، ومن أساتذة معهد أصول الدين «الأزهر». وقد تابع أسلافه ـ محمد عبده؛ ورشيد رضا ـ في إنكار ظاهرة النسخ، حيث يقول: نسخ الإسلام بعض الأحكام التي جاءت في الأديان السماوية السابقة[SUP]([70])[/SUP]. والنسخ في الشريعة الإسلامية من باب التدرُّج في التشريع[SUP]([71])[/SUP]. ثمّ يبين أقوالاً في إنكار النسخ وردت عن أبي مسلم[SUP]([72])[/SUP]، ويقول: استطعنا بسهولة الجمع بين جميع الآيات التي ادُّعي النسخ فيها، عبر التأويل القريب أو التخصيص، بل لم تكن هناك حاجةٌ إلى التأويل والتخصيص في بعض الأحيان[SUP]([73])[/SUP].
21ـ سعيد الأنصاري الهندي: تخرَّج من جامعة الأزهر، وهو هنديّ الأصل. جمع آراء ونظريات أبي مسلم من التفسير الكبير في كتابٍ أطلق عليه «ملتقط جامع التأويل». وقد تابع أبا مسلم في إنكار نظرية النسخ. طُبع كتاب «ملتقط جامع التأويل» في كلكتا في عام 1340هـ[SUP]([74])[/SUP].
22ـ السيد عبد الحجّة بلاغي: وهو من مفسِّري الشيعة في القرن الرابع عشر. أنكر وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن وشرائع الإسلام، وذلك في مقدّمة تفسيره «حجّة التفاسير وبلاغ الإكسير»، مقتدياً بذلك بأبي مسلم والسيد هبة الدين الشهرستاني[SUP]([75])[/SUP]. يقول: من العجب أن أبا مسلم الإصفهاني، المتوفّى في عام 322 للهجرة، ينكر في كتابه وقوع النسخ في القرآن الكريم في حين كان الإسلام آنذاك من جهة توفُّر المبلِّغين المَهَرة في نهاية المقدرة والتسلُّط؛ واليوم، والإسلام بحاجةٍ إلى المبلغين في جميع النواحي، يُطبع كتاب «الناسخ والمنسوخ»، لابن المتوّج، ويوضع في متناول الأيدي، في الوقت الذي قدمنا فيه الأدلة على أن لا ناسخ ولا منسوخ في القرآن، حتّى من باب التمثيل[SUP]([76])[/SUP].
23ـ الشيخ محمد محمود ندا: وهو من باحثي القرن الخامس عشر، والمدير العام للحوار الإسلامي في وزارة الأوقاف المصرية. أنكر النسخ في كتابه «النسخ في القرآن بين المؤيِّدين والمعارضين». ويقول في ذيل موضوع «ليس في القرآن آيات معطَّلة»: «لا نجد نصّاً صريحاً من القرآن، أو نصّاً متواتراً، يقول: إن هذا الحكم ناسخ للحكم الفلاني»[SUP]([77][/SUP]).
ويتبين من خلال قراءة الكتاب أنه لم يأتِ بشيءٍ جديد، سوى عرض دعاوى المنكرين لوقوع النسخ، وبالخصوص الشيخ محمد الغزالي والشيخ خضري بك. مضافاً إلى أنه يزعم أن السبب من وراء إنكاره للنسخ يعود إلى تطهير ساحة القرآن من القول الباطل والادعاءات الفارغة لأعداء الإسلام[SUP]([78])[/SUP].
24ـ إيهاب حسن عبده: وهو من علماء مصر المعاصرين. أنكر بشدّةٍ وجود النسخ في القرآن، واعتبر منشأه اليهود؛ إذ يقول: «والحقّ هو أن يد الناس قديماً عندما طالت الكتب الإلهية حذفاً وإضافة على طبق هواها ظهر التناقض والاختلاف في تلك الكتب، وهو نفس السبب الذي دعا المعاصرين إلى القول بالنسخ[SUP]([79])[/SUP].
وخلال إشارته إلى تماهيه مع عبد العال الجبري والشيخ محمد الغزالي وأحمد الحجازي السقّا في موقفهم من النسخ أشار إلى أنه من المواضيع المبتدعة في دين الله، وهو كالموضوعات الجديدة، تسبَّبت في ظهور المذاهب المختلفة، كالسنّة والشيعة[SUP]([80])[/SUP]، معتبراً أن آيات النسخ الثلاث تدلّ على نسخ المعجزات الحسِّية، وليس نسخ الآيات القرآنية[SUP]([81])[/SUP].
ويظهر من كلامه أنّ أهمّ الأسباب التي دعَتْه إلى إنكار النسخ هو رفع التُّهَم والطعون التي حاكها أعداء الإسلام والمستشرقون، وردّها.
يقول: «لا يخفى على العقلاء أن القول بوقوع النسخ من أكبر السقطات (المصداق الكامل لسوء الأدب مع القرآن)، وهو فرصةٌ لأعداء الحقّ بأن يتمسكوا بهذا الباطل؛ ليستدلّوا على وجود النقص في دين الله، وأن يملأوا صفحات الإنترنت بتلك الأكاذيب؛ بغضاً منهم وحقداً على الإسلام.
ثمّ استعرض نماذج من أقوال المستشرقين، الذين اعتبروا أن آيات الناسخ والمنسوخ من أكبر العيوب والنقصان في كتاب الله، وتنافي علم الله وحكمته، ومؤشّرٌ على عدم كمال القرآن وتحريفه. وخلال تأييده لبعض شبهاتهم، وتوصيفها بالمنطقية، ذكر أن دعوى وجود آيات منسوخة في القرآن ما هي إلا فِرْيةٌ، وناشئة من الجهل بكتاب الله[SUP]([82])[/SUP].
ـ لجنة القرآن والسنّة: وهي مجموعة من الباحثين المصريين، التابعين لمؤسَّسة الأوقاف. وقد كتبوا تفسيراً يحمل عنوان «المنتخب في تفسير القرآن الكريم»، حملوا فيه الآيات الثلاثة على المعجزة أو الشرائع الدينيّة السالفة. وتعمَّدوا ترك الإشارة إلى الاختلاف بين علماء المسلمين بهذا الخصوص؛ لكي تغيب عن الأذهان مسألة النسخ في القرآن، بل في الشريعة الإسلامية، شيئاً فشيئاً في المحافل العلمية[SUP]([83])[/SUP].
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الاستاذ عمر ربما وقعت بأيديهم نسخا من كتب اهل الكتاب لم تصل الينا فان كتبهم تتبدل ولا تبقى على حالها ...
الست الزيتونة انما عنيت بقولي كبار علماء الامة مثل الأئمة الاربعة والامام الطبري وكبار المفسرين اما ما ذكرتي فهم علماء ونحسبهم على خير لكن البعض منهم ليس على منهج السنة والجماعة مثل ابي مسلم المعتزلي وعلماء الشيعة وجزاكم الله تعالى خيرا .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاية {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ} طه 66

التفسير الكبير – الطبراني 360 هـ
رُوي أنَّهم كانوا سبعينَ ألفَ ساحرٍ، وكان عددُ ما عمِلُوا من الحبالِ والعصيِّ حِمْلَ ثلاثِمائة بعيرٍ، فألْقَوا ما معهم، {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ}؛ أي تَمشي وتتحرَّكُ، وكانوا قد احتالُوا فيها بحيلةٍ، فكان كلُّ مَن رآها مِن بعيد يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّها تتحركُ.
قرأ ابنُ عامر: (تُخَيِّلُ) بالتاء، ردَّهُ إلى الحبالِ والعِصِيِّ، وقرأ الباقون بالياء، ردُّوهُ إلى الكيدِ والسِّحر، وذلك أنَّهم لَطَّخُوا حبالَهم وعصيَّهم بالزِّئبقِ، فلما أصَابَهُ حرُّ الشمسِ ارتعشت واهتَزَّت.

الكشاف - الزمخشري 538 هـ
يُروى: أنهم لطخوها بالزئبق، فلما ضربت عليها الشمس اضطربت واهتزت. فخيلت ذلك.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية 546هـ
والظاهر من الآيات والقصص في كتب المفسرين أن الحبال والعصي كانت تنتقل بحيل السحر وبدس الأجسام الثقيلة المياعة فيها وكان تحركها يشبه تحرك الذي له إرادة كالحيوان، وهو السعي فإنه لا يوصف بالسعي إلا من يمشي من الحيوان، وذهب قوم إلى أنها ما لم تكن تتحرك لكنهم سحروا أعين الناس وكان الناظر يخيل إليه أنها تتحرك وتنتقل وهذا يحتمل والله أعلم أي ذلك كان.

زاد المسير في علم التفسير - ابن الجوزي 597 هـ
وقال: إِنما خيِّل إِلى موسى، فالجواب: أنا لا ننكر أن يكون ما رآه موسى تخييلاً، وليس بحقيقة، فإنه من الجائز أن يكونوا تركوا الزئبق في سلوخ الحيات حتى جرت، وليس ذلك بحيَّات، فأما السحر، فإنه يؤثِّر، وهو أنواع.

مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير - الرازي 606هـ
ويقال إنهم حشوها بما إذا وقعت الشمس عليه يضطرب ويتحرك.

الجامع لاحكام القرآن - القرطبي 671هـ
"تُخَيَّلُ" ؛ وردّوه ( التخيل ) إلى العصيّ والحبال إذ هي مؤنثة. وذلك أنهم لطخوا العصيّ بالزئبق، فلما أصابها حرّ الشمس ارتهشت واهتزّت.

مدارك التنزيل وحقائق التأويل - النسفي 710 هـ
رُوي أنهم لطخوها بالزئبق فلما ضربت عليها الشمس اضطربت واهتزت فخيلت ذلك.

التسهيل لعلوم التنزيل – ابن جزي الغرناطي 741 هـ
{يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ} استدل بعضهم بهذه الآية على أن السحر تخييل لا حقيقة، وقال بعضهم: إن حيلة السحرة في سعي الحبال والعصيّ هو أنهم حشوها بالزئبق، وأوقدوا تحتها ناراً وغطوا النار لئلا يراها الناس، ثم وضعوا عليها حبالهم وعصيهم، وقيل: جعلوها للشمس، فلما أحسّ الزئبق بحر النار أو الشمس سال، وهو في حشو الحبال والعصيّ فحملها، فتخيل للناس أنها تمشي، فألقى موسى عصاه فصارت ثعباناً فابتلعتها.

تفسير القران العظيم - ابن كثير 774 هـ
{فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ} وذلك أنهم أودعوها من الزئبق ما كانت تتحرك بسببه وتضطرب وتميد، بحيث يخيل للناظر أنها تسعى باختيارها، وإنما كان حيلة .

كلام الامام ابن كثير ليس بدعا ممن سبقه من أئمة المفسرين رحمهم الله جميعا
واما قول أخونا >> فلماذا أولها الامامان بقولهم " تسعى بإرادتها " <<
ليس بصحيح انما قال >> بحيث يخيل للناظر أنها تسعى باختيارها << " يخيل "
كذلك تفسير ابن كثير ليس عالة على التفاسير !!!
انما هو امام من اهل التفسير المحققين ( انظر مقدمة موسوعة التفسير المأثور)
ولعلي أتسائل عما ذكرته أمة الرحمن الزيتونة ، فعن أي نسخ تتحدثين وتنقلين ما هو غث وسمين ، والاولى جعله موضوع منفصل اذا كان لديكِ شبة فيه!
 
لا أتمنى أن أغير مسار الموضوع ولكن طالما أتى الأخ البهيجي على موضوع النسخ :
والذي هو صورة أخرى من المواضيع التي تناولها العلماء بالتسليم برغم وضوح بطلانها وعدم وجود دليل واحد من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان هناك شيء اسمه النسخ في القرآن الكريم بينما هو الوحيد المخول بإبطال حكم قرآني أو اثباته ، وكل من ادعى بطلان حكم لا يؤخذ منه قوله مالم يكن منسوباً نسبة صحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم.
هذه الانتقائية والتحيز لغير العلم والمنطق نجدها هنا أيضاً في قول أخينا البهيجي ، فهو لم ينحز لكتاب الله وللحق ولكنه انحاز للدفاع عن القائلين بهذا القول لأنني في نظره تجرأت عليهم وقسوت في تعبيراتي تجاه رأيهم وهذا والله عجيب عجيب عجيب ، وكأنه يقول لو أنك تلطفت في العبارة لسايرناك وأيدناك.
كان يكفيه ليلجمني ويثبت خطأي أن يجيب على أي سؤال من الاسئلة التي لم يجب عليها لا هو ولا غيره والذي أحدها يقول :

بما أن النسخ إبطال لحكم من أحكام الله ، والمبطلون من القائلين به انقسموا لثمان أو عشر اختلافات ، فمنهم من ادعى نسخ 300 آية ، ومنهم من وصل إلى 6 آيات ، فالسؤال هو :
أي الأقوال هذه هو الحق ؟؟ ولا بد أن يكون أحدها فقط هو الحق والبقية باطل بين البطلان ، فمن تتحمل ذمته أن يختار أحدها ؟؟ ويرد البقية ؟؟
وماهو حال البقية في قولهم في احكام الكتاب بغير حق ؟؟ ومن هو على خطر عظيم من فسر القرآن برأيه فابطل احكام الله ؟؟ أم من حارب هذا القول الفاحش في حق كتاب الله ؟؟؟

ولن تجد من المبطلين جواباً ولكن هذا مصداق لقوله تعالى :
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
وبالرغم من ذلك فنحن نلتمس العذر لجل أولئك الفضلاء غفر الله لنا ولهم فعجمتهم - وجلهم من الأعاجم- حرمتهم من فهم مفردة النسخ لذا تجدهم يشرحون عبارة (نسخ) أي ازال فيقول قائلهم :
نسخت الشمس الظل وانتسخته : أزالته
في حين أن الشمس لا تزيل الظل بل تنتجه وتكرر شكل الجسم بضوئها فينتج منه نسخة منه في شكلها وهذا المقصود بالنسخ وهو التكرار ، ألم يفكر رجل رشيد في مسألة لغوية بسيطة كهذه فيردها ؟؟ ويقول أن الظل لا تزيله الشمس بل تنتجه ؟؟

أما قولك أخي البهيجي بأني قلت أنني أعلم منهم ، فلم اقل هذا أبداً بل أنت من يتقول علي مالم أقله وقد اعتدتُ على الافتراءات على ما اقول ومجانبة الموضوعية والشخصنة ، فبدلا من مناقشة الفكرة وردها ينتقل الأخ منكم إلى مهاجمة الكاتب واتهامه في دينه وأن هناك من يدفع له لكي يقول هذا القول ، برغم أن هناك من أهل العلم من سبق الى ذلك كما تفضلت الاخت الزيتونة ، وأقول إن اعيتكم الحجة عن الرد ، وأبت افئدتكم الإذعان للحق فأقل الضرر الصمت.
وللأسف أن هناك من الإخوة المتخصصين والعلماء من يراسلني مؤيداً ولكنه لا يجرؤ على الافصاح عن ذلك لما يتبع ذلك التأييد العلني من أذى الله يعلم أين سيوصله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم
من الامور التي اتفق اهل العلم عليه ان آيات النسخ مختلف فيها فهل اذا اختلفوا في أمر دل ذلك على عدم وقوعه ما هذا المنطق الغريب ؟
وعندي لك سؤال هو الاهم في الموضوع وهو ماهو قولك عن الروايات الصحيحة المنقولة في البخاري ومسلم وغيرهما عن الصحابة وهم يؤكدون وقوع النسخ ؟
أخي عدنان صدقني أتعبتنا بمخالفتك لما اتفق عليه اهل العلم غفر الله تعالى لنا ولكم.

ارسل من SM-J701F using ملتقى أهل التفسير
 
ماشاء الله تبارك الله
كالعادة يأتي الرد على الأسئلة بأسئلة ، والهروب مستمر ..
من الامور التي اتفق اهل العلم عليه ان آيات النسخ مختلف فيها فهل اذا اختلفوا في أمر دل ذلك على عدم وقوعه ما هذا المنطق الغريب ؟
هل تدرك ؟؟ وتعلم ؟؟ وتعي ما معنى أن يأتي رجل لم ينزل عليه وحي ويدعي ان الحكم المعين باطل مبطل ؟؟ وهو صحيح نافذ ؟؟؟

هل اختلافهم في الأمر يعني عدم وقوعه ؟؟؟
نعم بالتأكيد فلا يمكن ان يكون وقع ولن يقع في نفس الوقت فإما أن يكون هناك نسخ وإما أنه لا يوجد لا خيار ثالث يا اخي فمن الغريب الان ؟؟ وهذا قرآن وحكم الله من يملك ان يبطله من عند نفسه ؟؟؟ وبلا دليل .
نحن نتندر على النصارى لأن كتبهم متعددة واختلف علمائهم فيما هو ثابت وماهو باطل ، ونحن واقعين في نفس المأزق بسبب فكرة النسخ الباطلة .

لو ادركت ذلك لما قلت هذا القول ، إن احكام الله نافذة لا يجوز نقضها الا بوحي ، ومن ينقضها بدون دليل قاطع متواتر من صاحب الوحي ذاته صلى الله عليه وسلم فكأنما أنقص شيئاً من القرآن فيأتي دوري لأسألك:
هل يسوغ الاختلاف في كون سورة العلق من القرآن أو أنها أدخلت فيه من كلام غير كلام الله ؟؟
اصغر طفل مسلم سيقول لك هذا كفر وجريمة في حق كتاب الله ، إذاً نحن أمام نفس الحالة فالنسخ استبعاد لحكم الله وادعاء بأنه كان ثابتا وأصبح باطلاً.
وعندي لك سؤال هو الاهم في الموضوع وهو ماهو قولك عن الروايات الصحيحة المنقولة في البخاري ومسلم وغيرهما عن الصحابة وهم يؤكدون وقوع النسخ ؟
لو ينسب القول بإبطال أحكام الله إلى أيّ بشر كان فيرمى عرض الحائط مالم يكن منسوباً نسبة صحيحة لصاحب الوحي وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه هو الوحيد الذي يحق له هذا القول دون سواه.
ثم أني اثبتُّ بصورة قاطعة بأن الآيات المدعى نسخها بآيات أخرى ليست منسوخة ولا باطلة وأنها صحيحة نافذة ولكن اشتباه الامر لدى بعض العلماء جعلهم يلجأون للقول بالنسخ كعدة الارملة وحقها في سكنى منزل الزوج المتوفى حولاً ، فتم خلط الحكمين في صورة فجة ممجوجة فالعدة واجب عليها والمتاع حق لها وليس بين الامرين علاقة فهما حكمين منفصلين ، فكيف ينسخ الواجب حق وليسا من جنس بعضهما ؟؟

هذا العقل الذي لم يجب عليه ولن يجب عليه احد وستأتي أخي البهيجي لتطرح المزيد من الاسئلة لأنك تبحث عن اثبات ابطال احكام الله بأي طريقة كانت وليس البحث عن الحق ، أخي الكريم (الحفظ صم) لم يعد له مكان فالآلة أصبحت أحفظ من اهل النسخ واللصق ، بل اعمال العقل الذي امرنا الله تعالى بأن نستعمله في أكثر خمسين موضع في كتاب الله ولا يزال من يذم العقل ويؤجر رأسه لغيره حتى لو ترتب على هذا الايجار ابطال احكام الله والطعن في كتابه الكريم بحسن نية أو بسوء طوية والله الهادي الى سواء السبيل.

أخي عدنان صدقني أتعبتنا بمخالفتك لما اتفق عليه اهل العلم غفر الله تعالى لنا ولكم.
أخي اتق الله نقول اختلفوا على ثمانية اصناف وصلت الآيات المبطلة الى 300 موضع وتقول اتفق عليه اهل العلم ؟؟ اليس من الحق ان تذكر اقوال المخالفين ؟؟؟ أم الهدف اثبات هذه الفرية المنكرة بأي وسيلة ؟؟
لا اتفاق بل اختلاف وأيما اختلاف لأنه ليس قول الله حصل هذا الاختلاف.
إن الدفاع عن كتاب الله من أوجب الواجبات وأهم المهمات ، وهو نهي عن المنكر أرجو من الله أن أكون من أهله فإن وجدتني على خطأ فمن السهل الرد على الحجة بالحجة أما أنك تريدني أن اذعن كما اذعنت وأبصم بالعشرة كما بصمت فلا يجوز ذلك بدون دليل معتبر من صاحب الوحي صلى الله عليه وسلم وإلا لما اختلفوا في وقوع النسخ ولكن لانه قول بشري متأخر حصل الاختلاف كاختلاف اهل الكتاب في نُسخ الانجيل .
هدانا الله وإياكم للحق بإذنه إنه هو الهادي الى سواء السبيل.

طرفة :
من الامور التي اتفق اهل العلم عليه ان آيات النسخ مختلف فيها
أضحك الله سنك لا تعليق​
 
السلام عليكم،

القول بالنسخ شئ لا يصدقه عقل يفهم ويعي، ووصل درجات خطرة،
فعلى سبيل المثال لو فى الصباح قلت التحية : صباح الخير،
وعند المساء قلت : مساء الخير

لقالوا لك أن التحية الثانية نسخت الأولى !!
وينسون أن ظرف القول لصباح الخير يختلف عن الظرف الآخر .


ناهيك عن الفهم الخطأ فى معنى مفردة نسخ فى القرآن الكريم، والتى وردت أربع مرات وتعنى التدوين، الكتابة، التسجيل.

الآية :مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)

الحذف البلاغى الذى جاء بها هو :

مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ (للذكر) أَوْ (لا ننسخها و) نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)

صدق الله العظيم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد الأخت الزيتونة راجعي نفسك قبل ان تكتبين والا ما هذا الذي تكتبينه :
(
[FONT=&quot]القول بالنسخ شئ لا يصدقه عقل يفهم ويعي، ووصل درجات خطرة،[/FONT]
[FONT=&quot]فعلى سبيل المثال لو فى الصباح قلت التحية : صباح الخير،[/FONT]
[FONT=&quot]وعند المساء قلت : مساء الخير )
[/FONT]
هل أنت أعلم من الخلفاء الاربعة وابن مسعود وابن عباس هؤلاء الستة ثبت عنهم القول بالنسخ .
ثم يا أخي عدنان لم أطلب منك شيئا مستحيلا فقط نريد منك ونحن في ملتقى للتفسير ان تحترم من سبقنا من العلماء هل تريد ان أذكرك بما كتبته عن الزركشي والسيوطي !!!
أخي هل وصل علمك ان تجاوز علم هذين العالمين الجليلين من غير المقبول ونحن في ملتقى للتفسير ان تحط من قدر علماء جهابذة ونبقى ساكتين
أمسك لسانك عن اهل العلم وكفى .
 
لم اطلب منك شيئا مستحيلا
وضعت اسئلة من عامين لم تجب عليها ، كل محاولاتك لاثبات انني ازدري العلماء بينما انا اترحم عليهم والتمس لهم العذر وانتقد الفكرة في ذاتها ، وفي الوقت ذاته لم تجب لا انت ولا بقية من يؤمن بإبطال احكام الله ، فاترك رعاك الله المغالطات والمراوغات واجب مباشرة عما طرحته من اشكالات وأسأل الله ان ادخل يوما لأجدك تدخل في صلب الموضوع تفند حجتي وترد عليها بدلا من الذهاب يمنة ويسرة.
أو اقترح عليك ان تجري تجربة لاثبات ان الزئبق يهتز ويحول الحبال الى حيات تسعى عندما تصيبها حرارة الشمس فهذه اكبر خدمة تؤديها للدفاع عن آراء أولئك الفضلاء.
وفقك الله وهداك لما اختلف فيه من الحق إنه هو الهادي الى سواء السبيل.
 
اللهم أغفر لي ولاخي عدنان الغامدي واهدنا سواء السبيل وعلمنا ما جهلنا ويسر لنا العمل بما علمنا

ارسل من SM-J701F using ملتقى أهل التفسير
 
جزاكم الله خيراً وهداني وإياكم إلى سواء السبيل أخي الحبيب البهيجي

لكن لا يمنع أن تحاول الرد على الحجج (ابتسامة)
 
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم
شكرا اخي عدنان لقد دليناك على الطريق ولا اريد ان اتكلم معك حول الموضوع فلا فائدة ترجى من الحوار معك و ارغب ان اكون مع الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس وجميع الصحابة الكرام رضي الله عنهم ولا ارغب ان اتبع ابا مسلم الاصفهاني المعتزلي او الفرق المخالفة لاهل السنة والجماعة واكرر وامام جميع اعضاء وعضوات الملتقى انت ومن يشاطرك الرأي ( الزيتونة مثلا) ان تأتوني بقول واحد لصحابي يرى أن لا نسخ في القرآن والحمد لله رب العالمين.

ارسل من SM-J701F using ملتقى أهل التفسير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن على الفريقين أن يحددوا أي نسخ ؟ أهو قبل مصحف عثمان أم بعد مصحف عثمان فأما قبل مصحف عثمان فلا خلاف من وجود النسخ ولو شئتم أتيتكم بآيات ما سمعتم بها بسندها كلها منسوخة وأما الخلاف في مصحف سيدنا أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه أفيه نسخ أم لا ؟! فهذا موضوع الخلاف فيه فمن أنكر النسخ فيه فلتمام واستقرار المسلمين على هذه النسخة وإلا فما حاجة وجود آيات منسوخة فيه بعد حرق الجل الأكبر من الايات المنسوخة ؟! وأما من قال بالنسخ فلاتباعه اقوال الأئمة والسلف
والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
دمتم سالمين
 
أخي حسن
ما نقوله أن النسخ في كتاب الله بمعنى ابطال الأحكام والآيات نصا وحكما قول باطل لم يخبر به نبي الله صلى الله عليه ولم يذكره ولم يرد حديث صحيح عنه صلى الله عليه وسلم بأن النسخ هو ابطال لأحكام او نصوص من القرآن الكريم ، وأن كل قول بأن الآية كذا وكذا منسوخة هو اعتداء على كتاب الله وحكمه وقول فيه بالرأي الذميم الذي لا سند له ولا دليل عليه من صاحب الوحي بل توهم لاستحالة الجمع بين الأحكام في اذهانهم فكانت اسهل طريقة لدرء الاشكال القول بالنسخ ، وقد سبق أن نشرت موضوعا بهذا الشأن عرضت فيه توجيه للآيات المدعى نسخها وطلبت من الأخوة الرد على بحثي وتفنيده ولم ينالني من ذلك الا التشكيك والتخوين ولم احصل على اي اجابة وبقي الوضع كما ترى اعلاه.
فإن كنت مقتنعا فاهما عالما بمسألة النسخ فأكرمنا بردك وانقض قولي وقول منكري النسخ واحسم الأمر بارك الله فيك.

https://vb.tafsir.net/tafsir51372/#.W_XpQOgzZEYd
 
ما أراه أنك والأخ البهيجي متفقان في أمر ومختلفان في أمر فأما الاتفاق فهو أنه يوجد نسخ لقوله تعالى "ما ننسخ من ءاية أو ننسئها نأت بخير منها ومثلها" وأعني بذلك نسخ التلاوة نحو قوله تعالى "وجآءت سكرة الحق بالموت" نسخت بالعرضة الآخيرة بقوله تعالى "وجآءت سكرة الموت بالحق" وكذا أن العرضة الآخيرة ناسخة لما قبلها من العُرَضِ أما الاختلاف في معنى النسخ فإنك تقول أن النسخ هو ليس بنسخ الأحكام بحكم ثاني إلا أن يأتي بدليل ولم يأت به دليل عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وأما الأخ البهيجي يقول بنسخ الحكم بحكم ثاني ويستشهد بأقوال الصحابة رضوان الله عليهم وعن الأئمة التابعين الثقات من أهل السنة وأدلته بذلك
1) قول الصحابي بالنسخ "الحكم الشرعي" بـ "حكم شرعي ثانٍ" لابد من أنه قد استمعه من النبي فالصحابة لا يقولون بشيء يتعلق بالقرآن من عندهم ألا ترى أن زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه استنكر "جمع القرآن" وقال كيف آتي بشيء لم يقله النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولم يفعله وقال لو أوكلني أمير المؤمنين أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حمل جبل لكان أهون علي مما أمرني به ,وكذا فكيف يأتون بقول النسخ ولم يقل به النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
2) الاحكام في الآيات مثلا شرب الخمر أتى تحريمه بالتدريج فالاية في سورة المائدة تنسخ الآية في سورة النساء التي تبيح الخمر فقل لي أخي الكريم الخمر حلال أم حرام ؟! فإن كان حراما فلماذا أجاز الله تعالى "لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى" وهي حرام ولم يقل "أياكم ان تشربوا الخمر فقد حرمته عليكم وتأتون به إلى الصلاة" وهل تلك ناسخة لهذه أم لا , آية الحبس "واللاتي يأتين بالفاحشة من نسآءكم" قالوا بنسخها بالآية بعدها "فآذوهما"
وأما حضرتك فأدلتك على عدم النسخ
1) عدم وجود حديث واحد صحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بنسخ الحكم الشرعي بحكم بشرعي آخر وذلك إبطال لآيات الله ولا يصح إلا منه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
2) عدم اجماع الأئمة على ذلك والمجمع عليه اختلاف آيات الناسخة والمنسوخة
3) أنه تجاوز وتعدي على كتاب الله تعالى عز وجل
أهذا ما اختلفتم فيه حسب فهمي ؟
دمتم سالمين
 
النسخ في قوله تعالى ("ما ننسخ من ءاية أو ننسئها نأت بخير منها ومثلها") لا يقصد به الإزالة بل التكرار ، فالتخيير بين النسخ والانساء يقتضي المغايرة ، فالنسخ تكرار ، والانساء إزالة ، والإزالة (الانساء) لا تختص بآيات القرآن واحكامه بل آيات التوراة وأحكامها ، وذلك واضح كفلق الصبح من السياق الذي يخاطب بني إسرائيل ويرد عليهم بأن القرآن واحكامه منسي ومزيل لما قبله ، وان نسخ (تكرر) حكم من التوراة ونسخ الى الى القرآن كالقصاص ونحوه فلله الامر وهو على كل شيء قدير.

ثم إن الروايات المنسوبة لابن عباس رضي الله عنهما وغيره من الصحابة مضطربة متناقضة ، فتجد بوضوح ان الطبري ينقل في بعض المواضع ثلاث روايات متناقضة واحدة تدعي ان الموضع محكم ، واخرى تدعي ان جزءا من الحكم محكم وجزء منسوخ وثالثة تدعي ان الحكم منسوخ بالكلية فكيف تطمئن نفسك الى ان هذه الاقوال قيلت فعلا ؟؟
ثم أن نعلم أن الصحابة لا يقررون امرا ولو كان من احكام الخلاء الا احالوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فهل من المعقول ان يأتون لامر جلل كهذا ويتجاهلون نسبته لصاحب الوحي؟؟

هل يلبث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث وعشرون سنة بين ظهراني المؤمنين يعلمهم الكتاب والحكمة وحتى الخراءة يعلمهم بآدابها ويصمت عن اثبات فرية النسخ على عظم امرها وخطورة اثرها ؟؟.
وهل نقبل ان يتولى امر اثباتها رجل بينه وبين صاحب الامر ثلاثة قرون؟؟
النسخ فرية باطلة سيسأل كل من اقرها ولن يتمكن من التعلق برقبة السيوطي ولا الزركشي ولا احد ، فاستبرئ لدينك ياعبد الله فلن يسأل سواك.

ملاحظة : لو استعرضت الموضوع في الرابط اعلاه لتيسر فهم وجهة نظري بصورة ادق واشمل
 
سأطلع على ما كتبتموه وأقارن فليس من العدل والمنطق والحكمة والعقل أن أحكم بدون أن أقرأ كافة الأدلة -وأعتذر إن كان ردي سيكون متأخرا جدا فالسبب إنشغالي بكتاب موسوعة القرآءات القرآنية الصغرى-
وفقكم الله
دمتم سالمين
 
عودة
أعلى