الرد على من أنكر جواز تسمية الأرض بالكوكب

إنضم
08/02/2024
المشاركات
109
مستوى التفاعل
10
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مصر، المنصورة
الرد على من أنكر جواز تسمية الأرض بالكوكب.

images (34)~3.jpeg

زعم البعض أن الأرض ليست كوكباً بحجة أن القرآن والسنة لم يُطلقا عليها هذا الوصف، وأن الكواكب لا توجد إلا في السماء الدنيا، وأنها رجوم للشياطين بنص آية (إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب، وحفظا من كل شيطان مارد)، وللرد على هذا الزعم الخطأ، فأقول وبالله التوفيق؛

1. سكوت القرآن والسنة عن تسمية الأرض بالكوكب لا يستلزم نفياً للمسكوت عنه، فهذا السكوت ليس نفيًا أو إنكاراً للواقع العلمي، وإنما لعدم أهمية التسمية في الخطاب الإلهي الذي يخاطب الإنسان الراصد على سطح الأرض، ولا يوجد عندنا نص من قرآن أو سنة يصف لنا الأرض من قبل الراصد على سطح القمر أو من الفضاء، ولا يوجد نص صريح يقول الأرض ليست كوكباً.

فإذا جاء الإجماع العلمي بكروية الأرض، وأن رصدها من على القمر أو المريخ أو أي نقطة أخرى في الفضاء، يثبت أن الأرض تظهر لهذه الأجرام ككوكب، مثلما نرى نحن القمر والمريخ وغيرها من على الأرض ككواكب، فهذا الإجماع العلمي له اعتباره، ولا يُرد إلا بنص صريح يناقضه، وهو ما لا وجود له، فوجب أن نأخذ بالوصف العلمي المجمع عليه من قبل كل وكلات الفضاء الدولية.

2. وصف الأرض بأنها "كوكب" يُعد تصنيف اصطلاحي علمي حديث مبني على تعريفات فلكية (مثل الدوران حول نجم، وجود جاذبية كافية، جسم معتم لا يكون ضوء وحرارة)، وهذه أمور لم يتطرق لها القرآن بمثل هذا التفصيل العلمي، فالقرآن ليس كتاب تصنيف علمي، بل يصف الأشياء بما يحقق الغرض من هداية البشر. ولذا فعدم وصف الأرض بـ"كوكب" لا يدل على نفي كونها كوكبًا، وإنما يعني أن هذا التصنيف ليس مقصودًا شرعًا ولا نافعًا تعبديًا.

مع ملاحظة أن الله أشار في قرآنه لسباحة الليل والنهار في فلك مثل الشمس والقمر، وهذا يعني أن الأرض تدور مثل الشمس والقمر في فلك، قال تعالى (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)، ومعلوم أن الليل والنهار لا يسبحان بذاتهما في الفلك لأنهما زمانان، وانما السابح هو كرة الأرض التي يُقلب عليها، ويكور عليها الليل والنهار كما نص على ذلك القرآن، في آية (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ)، وآية (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل).
وكما أن كروية وسباحة الأرض بليلها ونهارها في فلك، من الأمور التي لا ندركها بالأبصار، وتحتاج للرصد من خارج الأرض، فبالمثل لا يمكن الحكم على الأرض هل هي كوكب أو لا، إلا بدراسة منظرها من خارجها من على سطح كوكب آخر، فإذا ظهرت كزينة في سماء الكوكب الآخر، فهي كوكب، وهو الأمر الذي رصده العلم بالإجماع.

3. وينبغي أن نلاحظ أيضاً أن القرآن فرق بين الشمس والقمر من حيث كيفية الإضاءة، فالشمس بذاتها سراج يولد ضوء وحرارة، بينما القمر مُنير، فليس هو مصدر الضوء، وإنما يعكس ضوء الشمس، وإذا كان القمر الذي هو جسم معتم، يعد من زينة السماء لكونه يعكس ضوء الشمس، فنراه لامعا في السماء الدنيا، فينبغي على العاقل أن يتفكر في مظهر الأرض عند رصدها من جهة السماء الدنيا، فلابد أنها تعكس ضوء الشمس مثلها مثل القمر، وحتماً ستبدو زينة مضيئة عند رصدها من على سطح القمر مثلا، فيتحقق فيها تعريف الكوكب اللغوي عند العرب، فالعرب تطلق لفظة الكوكب على كل ما هو مضيء في سماء الأرض، ولو شاهد الأعرابي الأرض لامعة من على سطح القمر، لوصفها بنفس الوصف الذي يُطلقه على الكواكب اللامعة التي ينظر لها من الأرض.

4. وأما زعمهم أن الأرض لو كانت كوكباً لشاركت في رجم الشياطين، فقولهم هذا مردود لا قيمة له، لأن رجم الشياطين ينبغي ان يكون من السماء الدنيا بنص القرآن وليس من الأرض، فالشياطين من سكان الأرض، ويصعدون للسماء الدنيا للإستماع، وخطف الخطفة من عند مقاعد السماء الدنيا، وليس من على الأرض، فتتبعهم رجوم مصابيح السماء، أو الشهب، عند عودتهم بإتجاه الأرض، ولن يُسمى حجر الرجم شهاب الا ما جاء من خارج الارض فيخترق غلافها الجوي فيحترق فيه نتيجة الإحتكاك، ذلك أن لفظة الشهاب في المفهوم العلمي ترتبط بحدوث احتكاك جرم فضائي بالغلاف الجوي، لا بمجرد اندفاع حجر من الأرض للفضاء.

وعليه فالقول بأن الأرض ليست كوكباً، هو قول في غاية الضعف، وينقصه الدليل، ويعكس خللًا في فهم النصوص والمفاهيم العلمية، ولا يصح أن يصدر من باحث يُفترض فيه التثبت والعقل، فلا ينبغي أن يُحمّل النص الشرعي ما لا يحتمله من دلالات علمية مصطلحية، كما لا ينبغي ردّ الحقائق العلمية الثابتة لمجرد غياب الاصطلاح عنها في النص، فالعقل والنقل متكاملان لا متعارضان، وصدق الله إذ يقول (بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُ)، ويقول (وَمَا يَتَّبِعُ أَكۡثَرُهُمۡ إِلَّا ظَنًّاۚ إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ).

اللهم ما كان من توفيق فمنك وحدك وما كان من ظن أو خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء.

د. محمود عبدالله نجا
عضو هيئة تدريس، كلية طب المنصورة، مصر
 
هل اسم الأرض خاص بأرضنا، أم وصف قابل للتغير حسب موقع الراصد لها؟

ينبغي أن نعلم أن إطلاق وصف "الأرض" أو "الكوكب" على أرضنا أو على أجرام السماء هو اصطلاح نسبي يرتبط بموقع الراصد، وليس صفة مطلقة ثابتة بالذات، فإسم الأرض لا يخص أرضنا كما يظن البعض، وإليكم الأدلة من المعاجم اللغوية، وآيات القرآن.

يقول لسان العرب، وغيره من معاجم اللغة، مصطلح الأرض يفيد ثلاثة أصول: والذي يعنينا منها الآن هو (كل شيء يسفل، ويقابل السماء، فيقال لأعلى الفرس: سماء، ولقوائمه: أرض)، وطبعاً لو قلبنا الفرس على ظهره لانعكست الأسماء، فستصبح القوائم سماء والظهر أرض.

وإليكم أدلة القرآن على أن الله أطلق لفظة الأرض على أجرام غير أرضنا مما تعلونا في السماء، وأن اسم الأرض لا يخص أرضنا بل هو وصف قابل للتغير حسب موقع الراصد؛

أ. إطلاق لفظة الأرض على الجنة باعتبارها سكننا المستقبلي، فتكون أرضاً لنا بعد أن كانت سماء، قال الله؛
{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}، وقال {وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض}. قال الطبري عن ابن عباس في الأرض التي يرثها عباد الله (أرض الجنة)، وقال عن قتادة وغيره، قوله: {وأورثنا الأرض}، قال: أرض الجنة.

وفهم أن الجنة ستصير لنا أرضاً ولها سماء، هو ليس فهمي أنا ولكن فهم السلف من قول الله (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض)، فقال البغوي والقرطبي في تفسيريهما عن الضحاك أنه قال (ما دامت سموات الجنة والنار وأرضهما ، وكل ما علاك وأظلك فهو سماء ، وكل ما استقرت عليه قدمك فهو أرض).
وفي تفسير قول الله (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض)، وتفسر قول الله (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات)، يقول ابن كثير في تفسيره نقلا عن مجاهد ، عن ابن عباس أنه قال (لكل جنة سماء وأرض).

ب. أطلق الله اسم الأرض على أرضين أخرى في باقي السماوات، ومن ذلك قول الله {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن}، وقول الله {الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض}، قال الطبري (أي مالك جميع ما في السماوات السبع وما في الأرضين السبع).
ومع أن هذه الأرضين في السماء بالنسبة لنا، إلا أنها أرضين بالنسبة لسكانها الذين يعيشون فوقها، ولو نظروا فوقهم لرأوا أرضنا من السماء التي تعلوهم.

مع ملاحظة أن سلفنا الصالح قد أجمعوا على أن أرضنا مكورة، والسماء تحيط بها من كل الجهات، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى جزء 5، ص١٥٠ (اعلم أن الأرض قد اتفقوا على أنها كروية الشكل، وهي في الماء المحيط بأكثرها إذ اليابس السدس وزيادة بقليل والماء أيضاً مقبب من كل جانب للأرض، وإذا كانت سماء الدنيا فوق الأرض محيطة بها فالثانية كروية، وكذا الباقي، والكرسي فوق الأفلاك كلها، والعرش فوق الكرسي). وطالما السماء تحيط بالأرض، فمن نظر للأرض من أحد كواكب السماء، فسيراها زينة في السماء كما نرى نحن القمر زينة في السماء، فالعبرة بمكان الراصد والله تعالى أعلى وأعلم.

ومما يؤكد أن أرضنا محاطة بالسماء كما قال ابن تيمية، أن الله أشار في قرآنه لسباحة الليل والنهار في فلك مثل الشمس والقمر، وهذا يعني أن الأرض جرم يدور في فلك مثل الشمس والقمر، قال تعالى (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)، ومعلوم أن الليل والنهار لا يسبحان بذاتهما في الفلك لأنهما زمانان، وانما السابح هو كرة الأرض التي يتقلب عليها، ويكور عليها الليل والنهار.

وعليه فلا يمكن لأحد أن يرفض تسمية بعض الأجرام الأخرى في السماوات بالأرضين، فالله هو من أخبر بذلك في قرآنه، ولغة العرب أكدت ذلك، فالأرض مصطلح لما سفل تحت الأقدام، وسيتغير نظرنا لها بتغير موقع الراصد، فمن سكنها سيراها أرضاً تحت قدمه، ومن سكن أحد كواكب السماء فرصد أرضنا فسيراها في العلو ككوكب يعكس ضوء الشمس مثل القمر، فتصبح الارض من زينة السماء بالنسبة للراصد على كوكب آخر، فهذا هو تعريف العرب للكواكب، جرم مضيء في السماء، وهذه صفة لا علاقة لها بطبيعة الجرم ذاته، بل بطريقة، ومكان رصده، وهو ما يوافق المعنى اللغوي "السماء ما علاك، والأرض ما سَفَلَ تحتك". وهذا الفهم النسبي للأرض بحسب موقع الراصد يجعل إطلاق صفة "كوكب" على أرضنا أمر منطقي وعلمي، وليس تجاوزًا شرعيًا.
 
- لا مشكلة في جواز الوصف لغويا، لكن اصطلاحا تظل الأرض أرضا لا كوكبا. والقرآن نزل بلغة العرب واستخداماتهم اللغوية التي اصطلحوا عليها، ولم يصفوا الأرض بأنها كوكب.
لا تحاول إهمال المنظور البشري. فالقرآن نزل للبشر لا لكائنات فضائية تسكن المريخ!

- أما النسبية التي تتكلم عنها فهي باب لتدمير المصطلحات بحيث يصبح النص يحتمل المعنى ونقيضه! ما فائدة الاصطلاح على المعاني إذن؟!
وأسألك: الله في السماء أم معنا في الأرض؟ هل بالنسبة له نحن في جهة العلو؟؟
وهل الملائكة عندما "تهبط" من السماء للأرض يعني هذا أنها في نفس الوقت تكون صاعدة للأعلى؟!
لا. هناك علو مطلق وسفول مطلق. لا تمزج كلام آينشتاين عن الـ "فريم أوف ريفيرنس" بمصطلحاتنا الشرعية!
قديما انحرف المعتزلة عندما أدخلوا منطق وفلسفة الإغريق في العقيدة.
مسألة العلو مسألة هامة للغاية في العقيدة، وضل بسببها كثيرون وانحرفوا.. فلا تتكلم فيما لا تفقه ولا تدخل حقل ألغام بلا خريطة، تخبط خبط عشواء انتصارا لنظريات الفلكيين الغربيين.
 
- لا مشكلة في جواز الوصف لغويا، لكن اصطلاحا تظل الأرض أرضا لا كوكبا. والقرآن نزل بلغة العرب واستخداماتهم اللغوية التي اصطلحوا عليها، ولم يصفوا الأرض بأنها كوكب.
لا تحاول إهمال المنظور البشري. فالقرآن نزل للبشر لا لكائنات فضائية تسكن المريخ!

- أما النسبية التي تتكلم عنها فهي باب لتدمير المصطلحات بحيث يصبح النص يحتمل المعنى ونقيضه! ما فائدة الاصطلاح على المعاني إذن؟!
وأسألك: الله في السماء أم معنا في الأرض؟ هل بالنسبة له نحن في جهة العلو؟؟
وهل الملائكة عندما "تهبط" من السماء للأرض يعني هذا أنها في نفس الوقت تكون صاعدة للأعلى؟!
لا. هناك علو مطلق وسفول مطلق. لا تمزج كلام آينشتاين عن الـ "فريم أوف ريفيرنس" بمصطلحاتنا الشرعية!
قديما انحرف المعتزلة عندما أدخلوا منطق وفلسفة الإغريق في العقيدة.
مسألة العلو مسألة هامة للغاية في العقيدة، وضل بسببها كثيرون وانحرفوا.. فلا تتكلم فيما لا تفقه ولا تدخل حقل ألغام بلا خريطة، تخبط خبط عشواء انتصارا لنظريات الفلكيين الغربيين.

بداية أعجبني فيك بعض الإنصاف الذي لم أجده عند كثيرين، فلم تنكر صحة الإستدلال اللغوي فأشكرك لذلك.

وأستغرب منك أن يكون كل ردك فلسفي بحت بلا أي دليل صريح يثبت أن الأرض ليست كوكبا، فتنهاني عن شيء لم أفعله، وتفعل أنت ما تنهاني عنه، فأحد استدلالاتي لغوي بحت.

قولك القرآن نزل بلسان العرب يرد على اعتراضك، فأصل كل مصطلح اللغة، والعرب وصفت كل ما سفل بالأرض، وكل ما علا بالسماء، وقرائن السياق هي ما تحدد مراد المتكلم.
فلماذا تريد من العرب أن تسمي الأرض كوكبا وهي تحت أقدامهم، هل هم مجانين؟
ولماذا يخاطبهم الله بأن الأرض كوكب وهي أسفل اقدامهم، هل كانوا ليقبلوا ذلك، الله خاطبهم بالمحسوس لهم، ولم يذكر لهم هذا الغيب لعدم حاجتهم له، فسكوت القرآن عن وصف الأرض بالكوكب ليس سكوت إنكار كما تتوهم، وغيرك من كل طائفة المسطحين، ولكن سكوت عن علم لا ينفع وجهل لا يضر.
فكون الأرض كوكبا أو لا، هو أمر دنيوي بحت، والنبي قال أنتم أعلم بشؤون دنياكم، وهناك إجماع علمي من علماء من شتى أنحاء العالم أجمعوا على كون الأرض كوكب، وهذا الإجماع له قيمته، ولا يوجد نص شرعي يخالفه، ولو كان عندك مثل هذا النص لوضعته بلا تفلسف زائد.

وأما استدلالك بمكان الله فباطل، فعلو الله مطلق، فهو ظاهر فوق كل سماء وفوق كل أرض، وبائن من كل خلقه.

وأما استدلالك بالملائكة في عروجهم وهبوطهم فأيضا باطل لأن الله يصف لك يا ساكن الأرض ما يحدث من فوقك من خبر العوالم العلوية، فكل ما اتجه منها لك فهو في اتجاه النزول لأنه يسفل معك للأرض التي تسكنها، وكل ما اتجه منها للسماء فهو مبتعد عنك للعلو، فلا مجال لأن تقول الهابط منها صاعد في نفس الوقت، وهنا لابد من توضيح أمر مهم، وهو أن السماء تحيط بالأرض المكورة من كل اتجاه، وكل سماء تحيط بالتي قبلها، ولذا عند أي نقطة على سطح الأرض ستكون السماء اعلاك، والملاك اما نازل باتجاهك او صاعد باتجاه السماء.

وهذا الفهم سيحقق العلو المطلق للسماوات وما فيها وما علاها، والسفل المطلق للأرض..

وإذا رفضت تكوير الأرض، وإحاطة السماء بها، فالأمر بسيط عليك أن تثبت بالدليل الصريح أن كامل الأرض مسطحة، والسماء لا تحيط بها، أعانك الله.

وأما النسبية التي قصدتها في كلامي اعلاه فهي نسبية الأرض لأجرام السماء المحيطة، فما ستراه كراصد من على الأرض، حتما ليس ما ستراه كراصد من على القمر، فعكس مواقع الراصد تجعل النظرة تختلف بلا أدنى شك، فأنت على الأرض ترى القطار يتحرك، وأنت على القطار سترى ما على الأرض هو الذي يتحرك.

وعليه لا يوجد علو مطلق الا لله المحيط بكل شيء، الظاهر البائن من كل شيء

ولن يكون هناك سفل مطلق للأرض الا في حالة واحدة فقط لا غير، أرض مسطحة ممتدة بلا نهاية، يعلوها سماء ممتدة بلا نهاية، يعلوها العرش والرحمن على العرش استوى، فأصبح الكون ممتد في اتجاه واحد للأعلى ولا يوجد كون أسفل الأرض، فكأن هناك نصف كرة، فلا توجد احاطة لله على ملكه، والله أثبت الإحاطة، فهل الله له وجود تحت الأرض المسطحة عياذا بالله؟!!!!!!

الآن أنت مطالب بأمرين؛

١. إثبات أن الأرض ليست كوكب بدليل معتبر والأفضل دليل صريح

٢. إثبات أن الأرض مسطحة وممتدة بلا نهاية، ولا يوجد أسفلها شيء

أعانك الله على بلواك
 
وهذا الفهم سيحقق العلو المطلق للسماوات وما فيها وما علاها، والسفل المطلق للأرض
إذن تعترف أن الأرض في سفل مطلق، لا نسبي؟ جميل.

ولن يكون هناك سفل مطلق للأرض الا في حالة واحدة فقط لا غير، أرض مسطحة ممتدة بلا نهاية
ثم نعود وتناقض نفسك وتنكر أن الكرة الأرضية في سفل مطلق!
اضطراب فكري.
لم يجد ابن تيمية ولا الذهبي (في مختصر العلو، ت الألباني) أي صعوبة في التوفيق بين كروية الأرض وبين كونها في السفل المطلق! لأنهم آمنوا بمركزية الكرة الأرضية للكون، وأن السماوات محيطة بها كالكرة أيضا من كل اتجاه.
فأسفل نقطة هي المركز.
المثير للسخرية هو أن تفكيرك أنت هو المتأثر بخرافة الأرض المسطحة من حيث لا تشعر.. حيث تظن أن السفول يعني "النقطة المقابلة لموقعك والتي تقع على السطح من الناحية الأخرى"، وكأنك تظن أن الناس في استراليا يعيشون أسفل الكرة الأرضية! لا. هم في الحقيقة يعيشون على سطح الكرة الأرضية مثلك تماما!

وها هي الأقوال صريحة:

"وليس تحت وجه الأرض إلا وسطها، ونهاية التحت المركز"
(مجموع الفتاوى) (5/ 150)

قال الذهبي "الأرض في جوف العالم العلوي، وأن كرة الأرض في وسط السماء كبطيخة في جوف بطيخة، والسماء محيطة بها من جميع جوانبها، وأن سفل العالم هو جوف كرة الأرض، وهو المركز، وهو منتهى السفل والتحت"
(مختصر العلو للعلي العظيم) (1/ 74)

وقد قال ابن تيمية: ’’ ومن علم أن الأفلاك مستديرة وأن المحيط الذي هو السقف هو أعلى عليين وأن المركز الذي هو باطن ذلك وجوفه ـ وهو قعر الأرض ـ هو سجين واسفل سافلين علم من مقابلة الله بين أعلى عليين وبين سجين‘‘
مجموع الفتاوى 25/ 196

اقتباسات منشورة على مدونتي منذ 10 سنوات

كون الأرض كوكبا أو لا، هو أمر دنيوي بحت، والنبي قال أنتم أعلم بشؤون دنياكم، وهناك إجماع علمي من علماء من شتى أنحاء العالم أجمعوا على كون الأرض كوكب
إن كنت تؤمن بهذا فعلا فلماذا تنشره في منتدى شرعي وتحاول الاستدلال بالقرآن؟!
لا. موضوعنا هنا هو المصطلح الشرعي، لا مصطلحات العلوم الدنيوية!
فهل تجهل مثلا أن اللغة العربية وقت نزول القرآن كانت لا تفرق بين النجم والكوكب، وبالتالي نزل القرآن بلغة هؤلاء العرب ولم يفرق أيضا بين النجم والكوكب.. بينما علم الفلك كانت له مصطلحاته الخاصة به، مثله مثل أي فن أو صنعة في العالم، وأن اصطلاحات هؤلاء الفلكيين لا يجوز فرضها على تفسير القرآن؟
كل مجال له مصطلحاته المنفصلة. فلا تخلط بين ما اتفقت عليه فئة من أهل الصنائع وبين المصطلحات الشرعية في القرآن والسنة.
وهذا شيء بديهي يعلمه أي طالب علم. فلا يجوز أن نخلط بين المعنى الشرعي لكلمة صلاة أو زكاة وبين المعنى اللغوي البحت. هل يجوز مثلا أن نغسل عملاتنا الورقية ونزعم أن هذا هو الزكاة المقصودة شرعا لأن لغويا في المعاجم كلمة زكاة تعني تطهير؟!
لا طبعا. هذا عبث. المصطلح الشرعي شيء والمعنى اللغوي شيء آخر والمصطلح النصراني أو اليهودي لكلمة زكاة أو صلاة شيء ثالث مختلف.

فلا معنى لقولك أن الفلكيين أجمعوا على اعتبار الأرض كوكبا في اصطلاحهم، حيث أننا هنا نناقش المصطلح الشرعي لا المصطلح الفلكي! تماما كما أنه لا يجوز الخلط بين معنى كلمة ذرة أو سيارة في زمننا وبين معنى هذه الكلمات في القرآن! لأن المعنى الحديث مستحدث، ولا يعني أبدا أن السيارة في سورة يوسف كانت تعمل بالنفط!
 
إذن تعترف أن الأرض في سفل مطلق، لا نسبي؟ جميل.


ثم نعود وتناقض نفسك وتنكر أن الكرة الأرضية في سفل مطلق!
اضطراب فكري.
لم يجد ابن تيمية ولا الذهبي (في مختصر العلو، ت الألباني) أي صعوبة في التوفيق بين كروية الأرض وبين كونها في السفل المطلق! لأنهم آمنوا بمركزية الكرة الأرضية للكون، وأن السماوات محيطة بها كالكرة أيضا من كل اتجاه.
فأسفل نقطة هي المركز.
المثير للسخرية هو أن تفكيرك أنت هو المتأثر بخرافة الأرض المسطحة من حيث لا تشعر.. حيث تظن أن السفول يعني "النقطة المقابلة لموقعك والتي تقع على السطح من الناحية الأخرى"، وكأنك تظن أن الناس في استراليا يعيشون أسفل الكرة الأرضية! لا. هم في الحقيقة يعيشون على سطح الكرة الأرضية مثلك تماما!

وها هي الأقوال صريحة:

"وليس تحت وجه الأرض إلا وسطها، ونهاية التحت المركز"
(مجموع الفتاوى) (5/ 150)

قال الذهبي "الأرض في جوف العالم العلوي، وأن كرة الأرض في وسط السماء كبطيخة في جوف بطيخة، والسماء محيطة بها من جميع جوانبها، وأن سفل العالم هو جوف كرة الأرض، وهو المركز، وهو منتهى السفل والتحت"
(مختصر العلو للعلي العظيم) (1/ 74)

وقد قال ابن تيمية: ’’ ومن علم أن الأفلاك مستديرة وأن المحيط الذي هو السقف هو أعلى عليين وأن المركز الذي هو باطن ذلك وجوفه ـ وهو قعر الأرض ـ هو سجين واسفل سافلين علم من مقابلة الله بين أعلى عليين وبين سجين‘‘
مجموع الفتاوى 25/ 196

اقتباسات منشورة على مدونتي منذ 10 سنوات


إن كنت تؤمن بهذا فعلا فلماذا تنشره في منتدى شرعي وتحاول الاستدلال بالقرآن؟!
لا. موضوعنا هنا هو المصطلح الشرعي، لا مصطلحات العلوم الدنيوية!
فهل تجهل مثلا أن اللغة العربية وقت نزول القرآن كانت لا تفرق بين النجم والكوكب، وبالتالي نزل القرآن بلغة هؤلاء العرب ولم يفرق أيضا بين النجم والكوكب.. بينما علم الفلك كانت له مصطلحاته الخاصة به، مثله مثل أي فن أو صنعة في العالم، وأن اصطلاحات هؤلاء الفلكيين لا يجوز فرضها على تفسير القرآن؟
كل مجال له مصطلحاته المنفصلة. فلا تخلط بين ما اتفقت عليه فئة من أهل الصنائع وبين المصطلحات الشرعية في القرآن والسنة.
وهذا شيء بديهي يعلمه أي طالب علم. فلا يجوز أن نخلط بين المعنى الشرعي لكلمة صلاة أو زكاة وبين المعنى اللغوي البحت. هل يجوز مثلا أن نغسل عملاتنا الورقية ونزعم أن هذا هو الزكاة المقصودة شرعا لأن لغويا في المعاجم كلمة زكاة تعني تطهير؟!
لا طبعا. هذا عبث. المصطلح الشرعي شيء والمعنى اللغوي شيء آخر والمصطلح النصراني أو اليهودي لكلمة زكاة أو صلاة شيء ثالث مختلف.

فلا معنى لقولك أن الفلكيين أجمعوا على اعتبار الأرض كوكبا في اصطلاحهم، حيث أننا هنا نناقش المصطلح الشرعي لا المصطلح الفلكي! تماما كما أنه لا يجوز الخلط بين معنى كلمة ذرة أو سيارة في زمننا وبين معنى هذه الكلمات في القرآن! لأن المعنى الحديث مستحدث، ولا يعني أبدا أن السيارة في سورة يوسف كانت تعمل بالنفط!

رد لا قيمة له لأنك ببساطة لم تقدم دليل شرعي واضح ينفي أن الأرض ليست كوكب، وهو لب النقاش، قدمت لك أدلة شرعية فزعمت أنها غير شرعية، فقدم أنت الدليل الشرعي وتنتهي المسألة.

أول دليل شرعي قدمته لك هو العرف الذي أجمع عليه العلماء الذين درسوا الفلك فأجمعوا أن الأرض كوكب، وصار عرفا بين الناس، والعرف كما تعلم من الشرع، وتعلم قول أهل العلم (المعروف عرفا ، كالمشروط شرطا، والثابت بالعرف كالثابت بالنص).

يقول السيوطي في الأشباه والنظائر، ص89 (العرف بمنزلة الإجماع عند عدم وجود النص بل هو أزيد من الإجماع لأنه يدخل فيه أفراد المجتمع من غير المجتهدين).

ويقول ابن عابدين في نشر العرف، ص113 (الثابت بالعرف ثابت بدليل شرعي" و"الثابت بالعرف كالثابت بالنص).

ويقول ابن تيمية، فتاوى، ج7، ص40 (يؤدي العرف دوراً هاماً في تفسير النصوص الشرعية التي جاءت مطلقة، ولم يرد في الشرع واللغة تفسير لها، فكل لفظ ليس له حد ولا ضابط في الشرع ولا في اللغة، فإنه يرجع في بيانه إلى العرف والعادة).

وقريبا من قول ابن تيمية يقول السيوطي في الأشباه والنظائر، ص90 (كثير من المسائل التي لم يرد فيها نص شرعي، يرجع إلى العرف والعادة في إعطاء حكم فيها، مثل: الحرز في السرقة، وسن الحيض، وأقل الحيض، والنفاس، والبلوغ، والنجاسات المعفو عن قليلها، والتأخير المانع من الرد بالعيب).

وهذا العرف كما تعلم لا يعتبر فاسد إلا إذا خالف نص شرعي، فعليك بنص شرعي يثبت أن الأرض ليست كوكب فنعتبر بعدها اجماع ان الأرض كوكب هو عرف فاسد، وإذا لم تأت به فطبق قول الله (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بالعرف)، ولذا آمرك بأن تأخذ بهذا العرف أو ترده بالشرع.
=======

وأما الدليل الثاني فهو نسبية اسم الأرض في اللغة، والذي اقررت بصحته ولكن ترفض استخدامه على أرض الواقع، وكأن الله قال بنزول القرآن بلسان عربي، ثم ننكر دور اللغة في التطبيق العملي، مع أن التأويل، والأحكام تدور مع الفهم اللغوي، وهذه قاعدة اشهر من أن أتعب نفسي في نقل أدلتها، ألم ترى اختلاف العلماء في تحديد زمن عدة المطلقة لاختلاف فهمهم لمعنى القروء (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء). وهل فهم السادة العلماء الذين نقلت لهم أن الأرض كروية الا بدليل لغوي وهو التكوير، فكيف لك أن تطالبني باهمال الدليل اللغوي وعدم تطبيقه؟!!!!!

وحقيقة أشكرك على جميع استدلالات السادة العلماء الذين نقلت لهم والتي تجعل الأرض كرة محاطة بالسماء، وكما تعلم الأجرام في افلاك مختلفة بما فيها الأرض لقول الله عن الشمس والقمر والليل والنهار (كل يجري لأجل مسمى)، (وكل في فلك يسبحون)، والأرض ممسوكة للسماء عن الزوال، أي ممنوعة من الفناء الا بأمر الله، وممنوعة من الابتعاد عن الأجرام المحيطة.

الآن ضع نفسك على القمر وصف لي كيف سترى القمر، وكيف سترى الأرض؟
هل سترى القمر تحت قدميك كوكب أم أرض؟،
هل سترى الأرض بدون خلفية سماوية؟!،
وهل سترى الأرض مظلمة أم مضيئة؟
وعندما ترجع للأرض، هل ستقول أنا صاعد للأرض أم نازل للأرض؟

وأرجو ألا تحيد عن الجواب بكلام كثير بلا قيمة، فأنا أملك جواب شرعي وهو العرف، ثم نسبية اسم الأرض في القرآن حسب موقع الراصد، فهناك ستة أرضين في السماوات هي بالنسبة لي الان سماء، وإذا وقفت عليها ستكون لي أرض، وهناك جنة هي بالنسبة لي سماء، ومن دخلها ستصبح له أرض. كما أن عندي تشابه كبير بين جرم الأرض وأجرام السماء، الكروية، الجريان والسباحة في فلك، تعكس ضوء الشمس، فكيف تنفي أن يراها الراصد من القمر كوكب؟!!!!
 
عندما ترجع للأرض، هل ستقول أنا صاعد للأرض أم نازل للأرض؟
نازل، حيث أنها السفول المطلق باعترافك.
ضع نفسك في السماء السابعة، ثم انتقل إلى السماء الدنيا.. هل هذا نزول أم صعود؟ نزول طبعا، والله ينزل كل ليلة، والملائكة التي تتجه من طبقة سماوية لطبقة سماوية أخرى تحتها توصف حركتها بأنها نزول، لا صعود!
هل تريد أن تقنعني أن نزول الله كل ليلة معناه أنه "يصعد" إلينا؟!
لا. الاتجاهات الكونية في الشرع مطلقة لا نسبية. السماء فوقنا دائما أينما كنا على الأرض، وفلك القمر فوقنا دائما، وأي انتقال من "فوق" إلى "تحت" هو نزول.

فهناك ستة أرضين في السماوات
لا أسلم لك بهذا الرأي، ولا إجماع عليه أصلا. الرأي المشهور هو أنها أرضين تحت الأرض (طبقاتها الداخلية)، لا أنها سمك كل سماء.

وكما تعلم الأجرام في افلاك مختلفة بما فيها الأرض لقول الله عن الشمس والقمر والليل والنهار (كل يجري لأجل مسمى)، (وكل في فلك يسبحون)
لا، ليس "بما فيها الأرض" كما تزعم.
الأرض لم توصف أبدا في القرآن بأنها تجري في فلك، والنص واضح خلوه من كلمة الأرض.
الأرض مثلها مثل السماء، ممنوعة من الحركة الزوالية، أي الانتقالية. وأيضا كما قال ابن مسعود تكذيبا لكعب الأحبار: كفى بها زوالا أن تدور!
والتنوين في "كل" هو تنوين عوض، ولا يشير لـ "كل الأجرام" كما يزعم الأعجازيون الذين لا يفقهون العربية. هل "وكل فيها خالدون" معناها أي كل المخلوقات خالدة في النار؟! لا طبعا.. كلمة "كل" تعود على أشياء محددة، مذكورة في النص قبلها.

ثم من التناقض الطريف أن تزعموا أن سباحة وجريان الليل والنهار في فلك تعني الأرض نفسها، وسأبين لك تناقضكم ببساطة:
- لو فهمتم تعاقب الليل والنهار هنا على أنه دوران الأرض حول نفسها، فسنرد عليكم: وهل الدوران حول النفس اسمه جريان في فلك؟! الفلك "أوربت" لا "روتيشن"!
- أما لو فهمتم أن سباحة الليل والنهار في فلك معناها جريان الأرض حول الشمس، فسنرد عليكم: وهل تعاقب الليل والنهار سنوي؟!
ففهمكم خطأ في الحالتين.
والسلام.
 
نازل، حيث أنها السفول المطلق باعترافك.
ضع نفسك في السماء السابعة، ثم انتقل إلى السماء الدنيا.. هل هذا نزول أم صعود؟ نزول طبعا، والله ينزل كل ليلة، والملائكة التي تتجه من طبقة سماوية لطبقة سماوية أخرى تحتها توصف حركتها بأنها نزول، لا صعود!
هل تريد أن تقنعني أن نزول الله كل ليلة معناه أنه "يصعد" إلينا؟!
لا. الاتجاهات الكونية في الشرع مطلقة لا نسبية. السماء فوقنا دائما أينما كنا على الأرض، وفلك القمر فوقنا دائما، وأي انتقال من "فوق" إلى "تحت" هو نزول.


لا أسلم لك بهذا الرأي، ولا إجماع عليه أصلا. الرأي المشهور هو أنها أرضين تحت الأرض (طبقاتها الداخلية)، لا أنها سمك كل سماء.


لا، ليس "بما فيها الأرض" كما تزعم.
الأرض لم توصف أبدا في القرآن بأنها تجري في فلك، والنص واضح خلوه من كلمة الأرض.
الأرض مثلها مثل السماء، ممنوعة من الحركة الزوالية، أي الانتقالية. وأيضا كما قال ابن مسعود تكذيبا لكعب الأحبار: كفى بها زوالا أن تدور!
والتنوين في "كل" هو تنوين عوض، ولا يشير لـ "كل الأجرام" كما يزعم الأعجازيون الذين لا يفقهون العربية. هل "وكل فيها خالدون" معناها أي كل المخلوقات خالدة في النار؟! لا طبعا.. كلمة "كل" تعود على أشياء محددة، مذكورة في النص قبلها.

ثم من التناقض الطريف أن تزعموا أن سباحة وجريان الليل والنهار في فلك تعني الأرض نفسها، وسأبين لك تناقضكم ببساطة:
- لو فهمتم تعاقب الليل والنهار هنا على أنه دوران الأرض حول نفسها، فسنرد عليكم: وهل الدوران حول النفس اسمه جريان في فلك؟! الفلك "أوربت" لا "روتيشن"!
- أما لو فهمتم أن سباحة الليل والنهار في فلك معناها جريان الأرض حول الشمس، فسنرد عليكم: وهل تعاقب الليل والنهار سنوي؟!
ففهمكم خطأ في الحالتين.
والسلام.

١. كالعادة رد بلا قيمة، فلم تقدم اي دليل يثبت أن الأرض ليست كوكب، وتتفلسف بما ليس لك به علم، وتحيد عن جواب أسئلتي

٢. لم يحدث أن قلت الأرض هي جهة السفول المطلق هكذا بإطلاق، ولكن قيدت هذا القول بفهم معين وهو وجود الراصد على الأرض فلا يغادرها، فتكون الأرض دائما أسفله، والحركات بالنسبة له نزول من اعلى او صعود لأعلى، وأما إذا غادر الأرض فالأمر نسبي كما بينت في ثاني مداخلة لي أعلاه، فلا تنسب لي ما ليس من قولي، وعندك كل كلامي لو اخرجت منه أني قلت أن الأرض هي جهة السفول المطلق دون القيد الذي ذكرته فلك مني ألف جنيه، بالتوفيق.

٣. لن اضع نفسي في السماء السابعة وانتقل للاولى، فهذه حجة لا قيمة لها في النقاش، وتدل على أنك تناقش بدون علم، أو بالاحرى تجادل في آيات الله بغير هدى، فنحن نناقش الكواكب في السماء الدنيا وعلاقتها بالأرض فقط لا غير، هل الأرض كوكب من كواكب السماء الدنيا ام لا، وأما الانتقال بين اي سماء والاخرى ففيه حتمية الصعود والنزول لأن السماوات طباق، بعضها فوق بعض، وأما داخل السماء الدنيا فلا يوجد هذا الطباق الذي تريد اثباته الا في حالة واحدة سبق ذكرتها لك وأنت نفيتها، وهي أن تكون الأرض مسطحة وكل الكواكب في الاعلى، وليس اسفلها شيء، ولكن انت نفيت ذلك، وأثبت باعترافك ونقولاتك عن السادة العلماء أن الأرض كرة تحيط بها الكواكب من كل الجهات، والأرض ممسوكة لها.

٤. واما تخيل ان الارض مركز للسماء الدنيا أو الكون فهذا قول لا سند شرعي او علمي له، ونكتفي بما قاله العلماء السماء تحيط بالارض من كل اتجاه، وهذا لا يثبت المركزية واعطيك مثال واقعي لعلك تفهم، فانت اذا دخلت غابة عظيمة الحجم من أشجار عالية، فعند اي نقطة داخلها وتحيط بك الاشجار من كل اتجاه ستشعر انك في مركزها، وهذا ما يحدث حاليا مع هعماء الفلك، هناك افق رصدي للاجرام لا يمكن تجاوزه للراصد من على الارض، وهذا يعطي انطباع وهمي ان الارض في المركز، مع انه لا دليل عليه

٥. استدلالك بنزول الله باطل لانه غيب لا يشبه ما يفعله المخلوقون

٦. استدلالك بنزول الملائكة ايضا باطل لأنها كما قلت اعلاه تتحرك بين السماوات الطباق، وبعضها فوق بعض، وهذا ليس الحال داخل السماء الدنيا، واليك الدليل في النقطة القادمة.

٧. إذا أردت الاستدلال بحركة الملك داخل السماء الدنيا، والتي سألتك عن مثلها فلم تجب، حين قلت لك ضع نفسك على القمر وصف عودتك، فرددت بجرأة الجهال حتما سيكون نزول، ودعني الان انسف قولك هذا نسفا بذكر كيفية قدوم سيدنا جبريل للأرض للقاء النبي والذي وصفه الله بقوله (ذو مرة فاستوى، وهو بالأفق الأعلى، ثم دنا فتدلى)، فجبريل عليه السلام وصل للافق الاعلى في منطقة الشمس والكواكب، والمفروض بعدها ينزل للارض مباشرة، هذا لو كانت علاقة كواكب السماء الدنيا بالأرض في الفضاء علاقة علو مباشر كما تزعم، ففي الفضاء العلاقة نسبية، فعلى الارض ما فوك سماء، وعلى اي كوكب اخر ما فوق ومنه الارض سيصير سماء، وتبدو فيه الارض كوكب لامع مضيء، ولذا النزول أو التدلي سبقه لفظ عجيب وهو (دنا) وتعني الاقتراب، اذا جبريل جاء للأرض عبر حركتين الأولى اقتراب، والثانية نزول، والسبب بسيط جدا، ففي الفضاء لا توجد جاذبية الا عند الأجرام، ولا توجد اتجهات اتجهات، فتكون الحركة العلمية من الفضاء نحو اي كوكب هي اقتراب من الجرم الذي تريد الوصول له، فإذا دخلت مجال جذبه فهنا تنشأ علاقة العلو والسفل، فسترى وتشعر عندها بأن الأرض تحتك وباقي السماء اعلاك، وهذه مرحلة التدلي، ولاحظ ان التدلي غير النزول، فالتدلي يكون في مسار منحني، وكل ذلك يثبت ان جبريل كان في طريقه من الافق الاعلى لكوكب الارض، فلا يدخلها في مسار خطي نازل ولكن في مسار منحني، وهو يقابل نسار العروج.

ولذا سألتك عن وجودك على القمر، كيف سترى الارض فرفضت الجواب لأنه يفضح جدالك بالباطل، فالارض حينها ستصبح لك سماء، والقمر أرض، ولكي تعود للارض لابد ان تفعل مثل سيدنا جبريل فتستوي اولا في الافق الاعلى أي تصعد للفضاء من على سطح القمر، فأولى حركاتك ستكون صعود، ولكن لضعف جاذبية القمر، ولوقوعه في مجال جاذبية الارض فشعورك بهذا الصعود للافق لن يكون مثل وجودك على كوكب ضخم مثل المشتري ذو جاذبية اكبر بكثير من الارض، وعندها ستشعر بصعود قوي للسماء مثل صعودك من على الارض للفضاء، المهم بعد ان تستوي كجبريل في الأفق، ستدنو من الجرم الذي تحب، فقد تذهب للمريخ فتدنو اولا منه، او للارض، فتدنو اولا منها، وعند دخول مدى الجذب القوي للجرم يبدأ النزول. ومما يدل على ذلك حرفي العطف ثم والفاء، ثم دنا تدل على اقتراب بتدرج من شيء بعيد، وأما فتدلى، فالفاء تفيد السرعة وذلك لدخول جسده في منطقة جذب الارض.


وهذا يثبت بلا ادنى شك أن الأرض كوكب مثلها مثل اي كوكب في السماء، ولا عزاء للمجادلين بالباطل.

وان شاء الله قريبا، ربما هذا الاسبوع انشر هذا البحث فانتظر حتى النشر لتعلم باقي التفاصيل

٨. ومرة اخرى تثبت جهلك بالتحكم في معنى السبع أرضين فتجعلها كلها داخل أرضنا، مع ان الله قال يتنزل الامر بينهن، اي بين السماء وكل ارض، كما قال تعالى يدبر الامر من السماء الى الأرض، اي لكل ارض، فالارض اسم جنس.

والامر اهمه الشرع وتدبير المعايش، فما هي المخلوقات في باطن أرضك التي ينزل لها الامر بشرع من شرع الله، وتدبير لامور معاشها؟!
أرضنا بها الانس والجن، وهم المكلفون العقلاء فيها فقط لا غير، ولا يوجد في طبقاتها تلداخلية مكلفون بالامر غيرنا، واما الارضين الاخرى ففي السماوات، وبث الله فيها خلقا كما بث في ارضنا، وما بث فيهما من دابة، ومنهم عقلاء مثلنا.

٩. واما عدم اعترافك بالإجماع على أن الارض كوكب، فصدقني لا قيمة لاعترافك، فهو اعتراض جاهل لا يمثل شيء في اهل الذكر، وهم علماء الفلك، طالما لم تأت بنص صريح من قرآن او سنة يعارضهم، فاجماعهم من شرع الله.

١٠. باقي مداخلتك لا قيمة لها فلا علاقة لها بموضوع الحوار، وان شاء الله لها ابحاث خاصة فلما انشرها جادل فيها كالعادة بغير علم.

والسلام عليكم ورحمة الله
 
- لا تدع شهوة تسويد الردود تعميك عن القراءة بتأئن.
الم تقرأ جملتي الواضحة: (فلك القمر فوقنا دائما، وأي انتقال من "فوق" إلى "تحت" هو نزول)؟!
ام تراك تظن أن أجزاء من فلك القمر تقع تحت الكرة الأرضية؟؟ لا. كل موضع من المواضع التي يمر بها القمر خلال جريانه حول الأرض هو موضع فوق الأرض.. وبالتالي الانتقال منه إلى الأرض هو نزول.


- هل تعرف معنى كلمة "مطلق" (أبسوليوت)؟ إذ للأسف يبدو من ردودك عدم فهم الفرق الاصطلاحي بين كلمة مطلق وكلمة نسبي.
تعبيرك الآتي مثير للابتسام (قلت: لم يحدث أن قلت الأرض هي جهة السفول المطلق هكذا بإطلاق)، وكأنك لم تنتبه لتناقضك في تأييد الإطلاق ثم إنكاره في نفس النفس!

- تغييرنا لاتجاهاتنا لا يؤثر على الاتجاهات المطلقة. وهذا شيء بديهي أستغرب أنك لا تفهمه! وقوع الشخص من فوق برج هو نزول للأسفل، حتى لو كان ساقطا برأسه أو بقدمه أو على بطنه أو على ظهره أو أحد جانبية. ولو كنت تسير في الأرض بظهرك أحيانا وبوجهك أحيانا، لكن اتجاهك المطلق في الحالتين هو السفر من مصر إلى جنوب أفريقيا، فاتجاهك "المطلق" لن يتغير! بل ستكون دائما قاصدا الجنوب (لا الشمال!)، حتى لو كنت راكبا سيارة تتجه للجنوب بالعودة للوراء ونظر السائق من زجاج نافذته الخلفية.
هل فهمت الفرق بين النسبي والمطلق؟ أرجو.

فرؤيتك للأرض من القمر هي أمر نسبي، ورؤيتي للقمر من الأرض هي أمر نسبي، لكن أيهما هو الصواب الموافق للمطلق، يا ترى؟ طبعا الإجابة الصحيحة هي أن الأرض في الأسفل المطلق والقمر دائما فوقها ويعلوها.
ولفهم هذا تخيل نفسك حارج الكون تماما، في إطار مرجعي مطلق، تنظر للنجوم والكواكب والأقمار.. ثم اسأل نفسك: هل النجوم تعلو الأرض أم لا؟
وطبعا بعض المفسرين أكدوا هذا الفهم عندما فهموا أن النجوم العملاقة ستسقط على الأرض يوم القيامة، وأن السماء ممنوعة من السقوط على الأرض في الدنيا، إلخ. ففي فهمهم للنصوص كانوا يصفون حركة ارتطام نجم بالأرض بأنها حركة سقوط وهبوط ونزول من الأعلى للأسفل، لأن النجم "فوق" الأرض مطلقا، وليست حركة اصطدام كرات بلياردو كلها على نفس المستوى الأفقي مثلا.

- نزول الأمر بين السماء والأرض فيه رأي مشهور، وهو أنه بين السماوات ككتلة وبين الأرضين ككتلة، ولسنا مضطرين للأخذ بقول من قال أن كل أرض فيها آدم كآدمكم إلخ. بل المثلية بين السماوات والأرضين عددية، لا في الحجم ولا في التركيب. فلا مانع أن تكون طبقات السماء مفصولة عن بعضها بينما طبقات الأرض ملتحمة فوق بعضها بلا فراغات.
ولا مانع أن يكون الأمر النازل يشمل الجمادات أيضا (أي أنه أمر كوني لا شرعي فقط) وبالتلي لا مشكلة في أن يسير الله صخور طبقات الأرض الداخلية كما يسير صخور طبقة أرضنا السطحية، حتى لو لم يكن بالداخل سكان.
ولا داع حاليا للدخول في جدال حول الموجود في باطن الأرض، فما نعلمه يقينا عن باطن الأرض - على عكس ما يقوله صديقك زغلول في رحلاتكم للمؤتمرات الإعجازية - قليل جدا، والباقي ظنون واستنتاجات. أتعلم مثلا أننا لم نحفر من الأرض إلا كالنسبة بين قشرة التفاحة للتفاحة نفسها؟! والباقي مجرد افتراضات عن الوشاح واللب العلوي إلى آخره، مبنية على مجرد قراءة موجات صوتية تمر بين الصخور، وعلى نظريات عن الزلازل ومعادن اللب وكثافة الأرض يستحيل إثباتها عمليا ولا مسها باليد ولا حتى رؤيتها بالعين المجردة.
لا أمانع مثلا أن يؤمن بعض المسلمين أن جهنم في الأرض وأنها ستبرز لنا - ويتضاعف حجمها المضغوط - يوم القيامة. هي غيبيات. أما مسألتنا فمتعلقة بمسألة العلو، وهو موضوع مرتبط بعض الشيء بالعقيدة، ولهذا أعيره أهمية خاصة.

- تقول: "اعتراض جاهل لا يمثل شيء في اهل الذكر، وهم علماء الفلك"
أنصحك بالعودة عن هذا الفهم! فالذكر هو الأمور الشرعية والوحي (حتى لو كان وحيا بقاياه عند اليهود)، لا العلوم الدنيوية.
وللأسف ذكرتني بتعليق قرأته قديما على الفيسبوك لأحد المصريين عندما هلك هوكنج فترحم عليه هذا الجاهل في منشور وقال أنه أحد المقصودين بـ "إنما يخشى الله من عباده العلماءُ"!!
تصور ملحد لا يعترف بالله أصلا ويقال عليه هذا، بسبب أن بعض المسلمين مفتونون بالعلوم الدنيوية في عصرنا!
لا. اجماعاتهم مثلها مثل الدارونية الماكرو، ليست حجة علينا كمسلمين.
ولم يقل أحد أبدا أن مصادر التشريع هي الكتاب والسنة والإجماع والقياس ووكالة الفضاء الأمريكية!
لا تبلعوا كل ما يتقيؤون.
 
إضافة للقراء المهتمين بموضوع ثبات الكرة الأرضية ومركزيتها للكون:
فتاوى المسألة مشهورة، بداية من كلام ابن مسعود عن معنى الزوال، ونهاية بفتوى ابن باز المؤيدة أيضا لثبات الأرض.
أما التفاصيل العلمية فموجودة على مدونتي ومن سنوات طويلة، ملحق بها رسوم توضيحية.. وهي باختصار عما يسمى اليوم النظام البراهي الجديد، أي تعديلات على تيخو براهي الفلكي القديم الذي جاء بعد كوبرنيكوس وقال أن الأرض ثابتة أما الكواكب فتدور حول الشمس ثم تدور الشمس (بالكواكب) حول الأرض. فصنع نظاما خليطا بين النظام البطلمي القديم (الذي كان أخطاؤه كثيرة) وبين نظام كوبرنيكوس (الذي أيضا كانت أخطاؤه كثيرة، خصوصا قبل تعديلات كبلر وجاليليو)
ثم جاء الكاثوليكي روبرت سنجينس واعترض على أن الكنيسة الباباوية في الفاتيكان خضعت لجاليلو واعتذرت لذكراه، فأفنى جزءا كبيرا من عمره في تحسين نظام تيخو براهي حسابيا وفيزيائيا، ثم نشر كتابا في 3 أجزاء ضخمة عما يسمى الـ
Neo-Tychonic System
Book Title: Galileo Was Wrong
وهو كتاب يحتاج هيئة تدعم ترجمته، مع قص الأجزاء الدينية منه، والإبقاء على الأجزاء العلمية. لكن للأسف العرب يترجمون شفرة دافنشي ومباريات الجوع، لا أمثال هذا!
 
- لا تدع شهوة تسويد الردود تعميك عن القراءة بتأئن.
الم تقرأ جملتي الواضحة: (فلك القمر فوقنا دائما، وأي انتقال من "فوق" إلى "تحت" هو نزول)؟!
ام تراك تظن أن أجزاء من فلك القمر تقع تحت الكرة الأرضية؟؟ لا. كل موضع من المواضع التي يمر بها القمر خلال جريانه حول الأرض هو موضع فوق الأرض.. وبالتالي الانتقال منه إلى الأرض هو نزول.


- هل تعرف معنى كلمة "مطلق" (أبسوليوت)؟ إذ للأسف يبدو من ردودك عدم فهم الفرق الاصطلاحي بين كلمة مطلق وكلمة نسبي.
تعبيرك الآتي مثير للابتسام (قلت: لم يحدث أن قلت الأرض هي جهة السفول المطلق هكذا بإطلاق)، وكأنك لم تنتبه لتناقضك في تأييد الإطلاق ثم إنكاره في نفس النفس!

- تغييرنا لاتجاهاتنا لا يؤثر على الاتجاهات المطلقة. وهذا شيء بديهي أستغرب أنك لا تفهمه! وقوع الشخص من فوق برج هو نزول للأسفل، حتى لو كان ساقطا برأسه أو بقدمه أو على بطنه أو على ظهره أو أحد جانبية. ولو كنت تسير في الأرض بظهرك أحيانا وبوجهك أحيانا، لكن اتجاهك المطلق في الحالتين هو السفر من مصر إلى جنوب أفريقيا، فاتجاهك "المطلق" لن يتغير! بل ستكون دائما قاصدا الجنوب (لا الشمال!)، حتى لو كنت راكبا سيارة تتجه للجنوب بالعودة للوراء ونظر السائق من زجاج نافذته الخلفية.
هل فهمت الفرق بين النسبي والمطلق؟ أرجو.

فرؤيتك للأرض من القمر هي أمر نسبي، ورؤيتي للقمر من الأرض هي أمر نسبي، لكن أيهما هو الصواب الموافق للمطلق، يا ترى؟ طبعا الإجابة الصحيحة هي أن الأرض في الأسفل المطلق والقمر دائما فوقها ويعلوها.
ولفهم هذا تخيل نفسك حارج الكون تماما، في إطار مرجعي مطلق، تنظر للنجوم والكواكب والأقمار.. ثم اسأل نفسك: هل النجوم تعلو الأرض أم لا؟
وطبعا بعض المفسرين أكدوا هذا الفهم عندما فهموا أن النجوم العملاقة ستسقط على الأرض يوم القيامة، وأن السماء ممنوعة من السقوط على الأرض في الدنيا، إلخ. ففي فهمهم للنصوص كانوا يصفون حركة ارتطام نجم بالأرض بأنها حركة سقوط وهبوط ونزول من الأعلى للأسفل، لأن النجم "فوق" الأرض مطلقا، وليست حركة اصطدام كرات بلياردو كلها على نفس المستوى الأفقي مثلا.

- نزول الأمر بين السماء والأرض فيه رأي مشهور، وهو أنه بين السماوات ككتلة وبين الأرضين ككتلة، ولسنا مضطرين للأخذ بقول من قال أن كل أرض فيها آدم كآدمكم إلخ. بل المثلية بين السماوات والأرضين عددية، لا في الحجم ولا في التركيب. فلا مانع أن تكون طبقات السماء مفصولة عن بعضها بينما طبقات الأرض ملتحمة فوق بعضها بلا فراغات.
ولا مانع أن يكون الأمر النازل يشمل الجمادات أيضا (أي أنه أمر كوني لا شرعي فقط) وبالتلي لا مشكلة في أن يسير الله صخور طبقات الأرض الداخلية كما يسير صخور طبقة أرضنا السطحية، حتى لو لم يكن بالداخل سكان.
ولا داع حاليا للدخول في جدال حول الموجود في باطن الأرض، فما نعلمه يقينا عن باطن الأرض - على عكس ما يقوله صديقك زغلول في رحلاتكم للمؤتمرات الإعجازية - قليل جدا، والباقي ظنون واستنتاجات. أتعلم مثلا أننا لم نحفر من الأرض إلا كالنسبة بين قشرة التفاحة للتفاحة نفسها؟! والباقي مجرد افتراضات عن الوشاح واللب العلوي إلى آخره، مبنية على مجرد قراءة موجات صوتية تمر بين الصخور، وعلى نظريات عن الزلازل ومعادن اللب وكثافة الأرض يستحيل إثباتها عمليا ولا مسها باليد ولا حتى رؤيتها بالعين المجردة.
لا أمانع مثلا أن يؤمن بعض المسلمين أن جهنم في الأرض وأنها ستبرز لنا - ويتضاعف حجمها المضغوط - يوم القيامة. هي غيبيات. أما مسألتنا فمتعلقة بمسألة العلو، وهو موضوع مرتبط بعض الشيء بالعقيدة، ولهذا أعيره أهمية خاصة.

- تقول: "اعتراض جاهل لا يمثل شيء في اهل الذكر، وهم علماء الفلك"
أنصحك بالعودة عن هذا الفهم! فالذكر هو الأمور الشرعية والوحي (حتى لو كان وحيا بقاياه عند اليهود)، لا العلوم الدنيوية.
وللأسف ذكرتني بتعليق قرأته قديما على الفيسبوك لأحد المصريين عندما هلك هوكنج فترحم عليه هذا الجاهل في منشور وقال أنه أحد المقصودين بـ "إنما يخشى الله من عباده العلماءُ"!!
تصور ملحد لا يعترف بالله أصلا ويقال عليه هذا، بسبب أن بعض المسلمين مفتونون بالعلوم الدنيوية في عصرنا!
لا. اجماعاتهم مثلها مثل الدارونية الماكرو، ليست حجة علينا كمسلمين.
ولم يقل أحد أبدا أن مصادر التشريع هي الكتاب والسنة والإجماع والقياس ووكالة الفضاء الأمريكية!
لا تبلعوا كل ما يتقيؤون.

١. كالعادة كلام كثير بدون أدلة

٢. أنت لم تفهم كلامي عن المطلق والنسبي لسبب بسيط جدا، وهو أنك لا تفرق بين التعريف والتطبيق، فالمطلق هو تعريف السماء والأرض، فما تحت قدمك لغويا هو دائما أرض، وما فوق رأسك لغويا هو دائما سماء، وأما من حيث التطبيق فالأمر نسبي كما سبق وبينت، فمحال تقف على القمر، او على اي كوكب آخر وترى ما وقفت عليه سماء وترى أرضنا أرض لابد أن ينعكس الوضع، وسقت الأدلة على ذلك من القرآن، ولك مطلق الحرية في القبول او الرفض، فأنا اخاطب العقلاء فقط.

٣. أنت مقر بأن الأرض كروية وتحيط بها السماء من كل ناحية، وأنا مقر بأن الراصد عند اي نقطة على سطح الأرض سيرى أرضنا أرض له وكل الأجرام سماء له، ثم أنت تقر بجملتك الواضحة التي لا اعترض عليها: (فلك القمر فوقنا دائما، وأي انتقال من "فوق" إلى "تحت" هو نزول)؟!
فالقمر بالفعل نراه دائما فوقنا من على اي نقطة على سطح الأرض، وهذا هو مطلق التعريف، ولكنك تهمل كيف سترى الأرض من على القمر، فتهمل نسبية التطبيق، وتهمل الكيفية التي تنتقل بها من القمر الى الأرض بجهل منقطع النظير، ودعني اوضح لك سوء فهمك

اذا انتقلت لتقف على سطح القمر فحتما أصبح القمر لك أرض، وأرضنا ستصبح بالنسبة لك سماء، بحسب التعريف اللغوي، والذي اقره القرآن في تسميته لأماكن اخرى غير أرضنا بمصطلح الأرض، وأرجو ان تثبت عكس ذلك بدليل واضح.

إذا أردت النزول من القمر للارض فلن يكون نزول مباشر كما تظن، والا لكانت حجارة القمر تسقط على رؤوسنا ليل نهار طالما الأمر نزول مباشر.
ولكن نزولك من القمر او اي جرم آخر للأرض لازم له اتجاه للسماء (الفضاء) بين الاجرام ثم توجه للارض، فيسبق التدلي للأرض استواء للافق الاعلى كما فعل جبريل عليه السلام، فلم ينزل للأرض بكلمة واحدة هي النزول، ولكن نزل للارض من خلال ثلاث حركات، استواء بالافق الاعلى، ثم اقتراب من الأرض، ثم تدلي، والاقتراب غير التدلي، الاقتراب في الفضاء بدون جهات، ولكن توجه لمقصود، واما عند دخولك مجال جذب الجرم مثل الأرض فصار هناك جهة فناسبها التدلي بمعنى النزول مع الاقتراب في نفس الوقت.

الآن صف لنا أنت كيف ستصعد للقمر وتنزل من عليه للأرض بحركة واحدة، وان كان هذا ممكنا فما الذي يمنع حجارته من السقوط على رأسك فتهلكك؟
أتمنى أرى جواب مؤصل بأدلة

٤. نجوم السماء لن تسقط على الارض الا في عقيدة النصارى في سفر الرؤيا، رؤيا يوحنا، وأما في الاسلام فانها ستنتثر مبتعدة عنا، ولا يوجد نص واحد من قرآن او سنة يقول بسقوط النجوم على الأرض، وقبل أن تتشنج اكتب على جوجل (هل تهوي نجوم السماء للأرض، د. محمود نجا)، واقرأ وتعلم، واستعمل عقلك فهو بالمجان

٥. باقي مداخلتك لا قيمة لها ولا تستحق أي رد
 
عودة
أعلى