{وَكَذلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُواْ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً}
قوله تعالى: {ابْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً} أي: استروهم من الناس بأن تجعلوهم وراء ذلك البنيان. وفي القائلين لهذا قولان.أحدهما: أنهم مشركو ذلك الزمان، وقد ذكرناه عن ابن عباس.والثاني: أنهم الذين أسلموا حين رأوا أهل الكهف، قاله ابن السائب.قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَى أَمْرِهِمْ} قال ابن قتيبة: يعني المطاعين والرؤساء، قال المفسرون: وهم الملك وأصحابه المؤمنون أتخذوا عليهم مسجدا. قال سعيد بن جبير: بني عليهم الملك بيعه. زاد المسير
--------------------
علمائنا الكرام تعلمون ما يثار حول هذه الآية من شبهات حول جواز بناء المساجد على القبور وهذا مرفوض جملة وتفصيلا لورود النصوص الكثير حول النهي عن ذلك ولعن من فعله وعندي جواب بسيط حول هذه الشبهة يؤيده هذا التفسير
الأ وهو أن يقال أن المسلمون قالوا ابنوا بنياً ليسترهم عن الناس حتى لا يفتتوا بهم ثم إن المطاعين والرؤساء غلبوهم بالرأي وهو اتخاذ المسجد الذي هو مخالف لدين الأنبياء
فلا حجة لمن قال بجوازه حيث أن العلماء قد أمروا بالحق لكنه رد ورفض ثم غلَّبوا على أمرهم والله أعلم
-----------فما رأي مشائخنا الكرام بهذا القول-------------
الاخ ناصر ..
يمكن الرد على هذه الشبهة بسؤال من خمس كلمات ، هل في الاية ذكر للموت ؟
سؤال اجابته بنعم او لا ، إن قال لا سقطت الشبهة ، وإن قال نعم قلنا له تفضل اين ذكر في سورة الكهف أن اهل المدينة رأو فتية الكهف أموات .
الرد على الشبهة حول هذه الآية ((... قال الذين غلبوا على أَمرهم لنتخذن عليهم...
الرد على الشبهة حول هذه الآية ((... قال الذين غلبوا على أَمرهم لنتخذن عليهم...
كلمة " بنيان" في الآية معروف معناها مجهول الغرض منها لكن السياق لا يوحي بأن سترهم عن الناس هو الغرض الرئيس من بناء البنيان، وقول سعيد بن جبير "بنى عليهم الملك بيعة" هو تفسير ل"مسجداًً"، وهو تفسير مقصود فيما يظهر لأن سعيد هدف إلى تعيين زمانهم في الفترة النصرانية، وَأَمَّا المشكل في الآية من حيث ورود اتخاذ المسجد على القبر وقد نُهينا عنه [على فرض أن كهفهم قبرهم وأن "عليهم" تعني فوقهم] فحلّه الداني هو أن العلماء قالوا "شرعُ مَنْ قبلنا في شرعنا شرعٌ لنا إلا إذا ورد الدليل على نسخه أو تخصيصه بهم" وفي هذه المسألة قد صحّ نكير النبيّ عليه وعلى آله الصلاة والسلام على من اتخذ القبر مسجدا، إلا أن هذا القول مُتعقّب بكون الحديث ظنِّي الثبوت والقرآن قطعيّ الثبوت، والجواب أن الخبر وإن كان ظني الثبوت بلفظه فقد يصبح قطعي الثبوت بمعناه إذا اجتمع إليه عمل الصحابة به ثم الذين يلونهم دون مخالف يُعْرَف. فإن قيل: يُستبعَدُ أن يورد القرآنُ شيئاً كأنه يرتضيه فيلعن النبيّ فاعله قلنا إن هذا ليس بحجة لأمور أهمها أنا متفقون أن لفظ الحديث ظني الثبوت فالجدال على اللعن لا يؤثر في ثبوت النهي أيا كان اللفظ ويؤيد ثبوت النهي الإجماع المتصل بين أهل العلم من الصحابة وتابعيهم ولا مخالف يُعرف، ومنها أن الحديث يخصص معاني القرآن وهذا تخصيص وثانيها أن لعن النبي لمن اتخذ القبر مسجدا قديكون لمن جعل ذلك دأبه وعادته في قبور الصالحين، وأن هذه الواقعة مستثناة بوجود الفرق بين اتخاذ القبر مسجدا لمجرد كونه قبر صالح أو نبي وبين اتخاذ المكان نفسه مسجدا لظهور المعجزة فيه وهي انطباق الكهف عليهم أمام أنظار الذين غلبوا على أمرهم وهذا تفريق دقيق لا يسوغ تجاهله عند التفكّر في المسألة. فقولهم (لنتخذن عليهم مسجدا) لا يعني على القبر بل على المكان الذي ظهر فيه فعل الله جليا أمام أعين العباد، فإن حاج محاجّ (رافضي أو قبوري) بأنه يقيس على البناء عليهم جواز البناء على قبور الصالحين أجيب بأنه قياس مردود لأن النهي الصحيح ورد عاما وهذا مخصص بما تقدم، فأنت مطالب بأن تجد لك سلفا من أهل العلم أجاز أن يقاس على هذه المسألة، وكونهم لم يفعلوا إجماعا دليل على عدم جواز مخالفتهم وأن بناء المساجد على القبور لا يجوز. فإن سأل سائل كيف أرد على رافضي يرفض إجماع الصحابة وأهل العلم؟ فالجواب أنه يمكن أن يطالب بإثبات جواز ذلك عمن لا يستجيز مخالفتهم نظريا فلا عليّ ولا السبطان رضي الله عنهم ولا علي بن الحسين ولا محمد بن علي أو أخوه زيد ولا جعفر بن محمد قد بنى على قبر أو أجازه وقد روى مالك في الموطّأ ثمانين حديثا عن جعفر وقال ما رأيته إلا صائما وما زرتُه إلا قام وأعدّ لي متّكأً ، فأهل البيت - بأي معنى فهمت المصطلح- لم يُنقل عنهم مخالفة إجماع المسلمين ومخالفتهم مكابرة وعناد ظاهر. والله أعلم
لو كان ذلك شرع للذين قبلنا لما لعنهم النبي صلى الله عليه وسلم ،أعني اليهود والنصارى.
وفي ظني أن القرآن أخبر حكايتهم فقط وليس للإقرار. وهذا إن سلمنا أن الذين غلبوا على أمرهم هم المؤمنون. والسنة بينت بشكل واضح وجلي عظمة وجرم ذلك الفعل.
وكل من يلف حول هذا الموضوع( إقرار القبورية)هو يعرف في قرارة نفسه أن القبور اليوم في العالم الإسلامي ؛ يعرف أنها مجرد مزارات شركية شاء أم أبى. وقد حذر القرآن الكريم المسلمين من مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه بلغة شديدة وأولئك الناس مصرون على بدعتهم وجرمهم الكبير ولاحول ولا قوة إلا بالله.
بسم1
السياق سياق تنازع وغلبة وقد كان بناء المسجد ثمرة لذلك فإن كانت بدعة فهى مردودة وإن كان أصلا فهو منسوخ.
(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِد»
قال تعالى{ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}
جاء ذكر التماثيل بأنها كانت تصنع لسيدنا سليمان عليه السلام فهل معنى ذلك أننا نقر ذلك فى شريعتنا؟
لقد أجابهم الله إلى دعائهم حين قالوا :
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) الكهف
فآتاهم من لدنه رحمه وهيأ لهم من أمرهم رشداً ، فيستحيل أن يختم الله لهم بأن يكونون باب ضلال وفتنة وكلا الفريقين ضل في فهم حقيقة الآية.
لقد هيأ الله لهؤلاء الفتية قوما من أهل الإيمان سواء الغالبين أو المغلوبين ، وعندما قبض الله الفتية وقع القوم في حيرة هل هي وفاة نهائية أم أن الله سيبعثهم في زمن آخر ، فانقسموا في ذلك الى فريقين ، الفريق الأول أشار بدفنهم تحت التراب كموتى اكراما لهم كما يفعل بمن مات من المؤمنين.
وقسم آخر ظن بأنهم ربما يبعثهم الله وأنهم في حال نوم وليسوا أمواتاً فيكون دفنهم قتل لهم وقد يمنع بعثهم كما حصل حيث بعثهم الله بعد مدة من كهفهم ، فرأوا بأن يبنوا عليهم بنيانا : فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ
ربهم أعلم بحالهم إن كانوا نائمين أو أمواتاً فإن شاء سبحانه وتعالى فأيقظهم فيكونون تحت بناء يحفظ اجسادهم ولا يردم عليهم التراب فيقتلهم ويمنعهم من البعث - في ظنهم - واتخاذ المسجد عليهم على اعتبار أنهم أحياء فيختلف الناس إلى المسجد للصلاة فيقفون على حالهم إن بعثوا وقاموا بعد ذلك ، فلم يأت ذكر قبر ولا موت ولا تبرك ولا عبادة ولكن الفهم السقيم آفة العلم والله اعلم وصل اللهم على محمد.