الردّ على من نسب إبدال الضاد ظاءاً إلى الشيخ العلامة عبيد الله الأفغاني

إنضم
10/04/2005
المشاركات
1,122
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الجزائر
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,ومن سيّئات أعمالنا ,من يهده الله فلا مضلّ له ,ومن يضلل فلا هادي له ,وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ,وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وبعد ,

تقوّل أحد الأساتذة في رسالةٍ له على الشيخ العلامّة عبيد الله الأفغاني حفظه الله بأنّه يقول بإبدال الضاد ظاءاً. ومن الغرابة أنّه لم يتوقّف إلى هذا الحدّ بل حذّر مجالسته والتلقّي عنه. فقال في رسالته " في فترة تواجدي بالمدينة المنورة ونزولي الدائم للحرم النبوي وجلوسي الدائم مع أهل الأسانيد وشيوخ الأداء لتلقي القرآن كان هناك أمر شديد النكير ينشره ويقول به الشيخ عبيد الله الأفغاني وهو تقريره أن الضاد العربية الفصيحة عنده هي حرف الظاء وكان يتعصب جدا لهذا الرأي ولذا أحذر من التأثر بالمقرئ عبيد الله الأفغاني الذي ينشر هذه البدعة في القراءة في المسجد النبوي الشريف، وله أشرطة في الدعوة إليها فكان الشيوخ ينصحونه بالتي هي أحسن ولكنه لم يستجب فاحذروا من كلامه أو التلقي منه وهناك من يدعو إلى هذه البدعة الصوتية أيضا في بلاد المغرب العربي وللرد على أمثال هذا الشيخ ومن على شاكلته من أهل المغرب العربي الذي يصرون أن الضاد الفصيحة هي حرف الظاء ….. "

وقد قمت بالردّ عليه عن طريق بريده الإلكتروني وبعد أيّامٍ تراجع ونزع ما كتبه على الشيخ في كتابه فحمدتّ الله على ذلك والتمست منه الخير لذلك. وقبل يومين دخلت في موقعه الجديد الذي أنشأه فإذا بي أجد نفس الكلام الذي كتبه على الشيخ عبيد ففهمت أنّ الأستاذ ينافق ويحتال حيث لم يقمّ بالردّ عليّ من جهة ومن جهة أخرى ينشر ما كتبه على الشيخ عبيد في مواقع أخرى.

ولأجل ذلك عزمت أنّ أكتب هذه الأسطر دفاعاً على شيخي عبيد الله الأفغاني ولولا هذا الدافع لما قمت بذلك حيث لا يؤاخذ الصغير بما يقول. لذلك لن أذكر اسم هذا الأستاذ حتى لا يعلُو شأنه وخاصّة أنّه في بداية الثلاثينات من عمره ويتكلّم في المشايخ والعلماء الذي أمضو أكثر من عمر هذا الأستاذ في خدمة القرءان الكريم.

وقبل الدخول في الموضوع أريد أن ألفت انتباه القرّاء على أن القول بإبدال الضاد ظاءاً مطلقاً قولٌ ضعيف لا يُلتفت إليه ومن أخذ به فهو مخالف لما ذكره جهابذه هذا الفن كابن الجزري ومكّي القيسي وأبي عمروالداني والحافظ الهمذاني وغيرهم إذ لابدّ من التمييز بينهما في المخرج والاستطالة كما قال بن الجزري : والضاد باستطالة ومخرج........... ميّز من الظاء وكلّها تجي
وأريد أن أسأل هذا الأستاذ هذا يوجد في هذا الوقت واحدٌ من أهل الأداء يقول بإبدال الضاد ظاءاً مطلقاً ؟ هذا مستحيل لأنّ المسألة معلومة من الدين بالضرورة ومن يقول بذلك فهو بلا شكّ مخالف لجماهير أهل الأداء. فالأستاذ يردّ على أناس معدومين غير موجودين. والردّ في هذا النوع من المسائل لا يأتي إلاّ من أناس أعجبوا بإنفسهم ويسعون للظهور والشهرة ، ولمّا عجزوا عن الردّ على من قال بتشابه الحرفين تقوّلوا عليهم حتّى يسهل الردّ. فالله هو الذي يرفع أهل العلم بإخلاصهم وتقواهم له كما قال جلّ في علاه { يرفع الله الذي آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } وليس بالتقوّل والتحايل والله المستعان.

وما تقوّل عليه هذا الأستاذ غير صحيح وافتراء لما سيأتي :

أوّلاً : أطالب الأستاذ أن ينقل من كلام الشيخ عبيد ما يدلّ على أنّه يقول بإبدال الضاد ظاءاً. لقوله تعالى { يأيّها الذين آمنوا إن جاءكم قاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين }. وكان الأستاذ مقيماً في المدينة وكان بوسعه التثبّت من الخبر بسؤال الشيخ مباشرة والتحاور معه.

ثانياً : قرأت القرءان الكريم ختمة كاملة منذ عشر سنوات بقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي على الشيخ عبيد وقد أجازني بذلك والحمد لله ولازمته لمدّة ثلاثة أشهر ملازمة تامّة وما سمعته قطّ يقول بأنّ الضاد تلفظ ظاءاً بل كان ولا يزال حفظه الله يؤكّد على التمييز بينهما في المخرج والاستطالة مع تشابههما في السمع وكان لا يرى النطق بالضاد ظاءاً إلاّ لمن صعب عليه النطق بالضاد لا سيما الأعاجم من الأفغان والهند وباكستان وغيرهم عملاً بأخفّ الضررين وذلك لكون الظاء أقرب الحروف صفة وشبَهاً إلى الضاد بخلاف الدال المفخّمة أو الطاء التي يقرأ بها اليوم والرسالة التي ألّفها والمسماة (تنبيه العباد إلى كيفية النطق بالضاد ) تشهد لما قلت فقد قال في خاتمة الكتاب " بعد أن تبيّن لمتّبعي الحقّ أنّ الضاد المنطوقة في كثير من بلاد الإسلام ، ومن كثير من القرّاء والأنام ، هي في حقيقتها ليست إلاّ دالاً مفخّمة أو مرققة وأنّه لا يجوز نطق الضاد على تلكم الصورة ، وأنّ الصواب نطقها ضاداً مشابها للظاء إلا في المخرج وأن التقارب بين الظاء والضاد يجوز عند عدم القدرة بنطق الضاد نطقها بالظاء وأن ذلك أولى من نطقها دالاً اهـ ص28). وقال أيضاً " فالواجب التعلّم بأن يخرج الضاد من مخرجه إذا أمكن وإلاّ يخرجها ظاءاً خالصاً لأنّهما متشابهان صوتاً وسمعاً لا فرق بينهما إلاّ في المخرج والاستطالة وباقي الصفات مشتركة " نفس المصدر ص 24. قلت هل كلامه هذا يدل على أن الضاد تُقرأ ظاء مطلقاً ؟ فمن أين أتى بهذا القول .؟

ثالثاً : قد وفقني الله أن زرت الشيخ عبيد الله الأفغاني في الحرم النبوى في موسم الحجّ الفارط وأخبرته أن واحداً من الأساتذة يزعم أنّكم تقولون بأنّ الضاد تُنطَق ظاء فقال مجيباً " هذا كذّاب حسبنا الله ونعم الوكيل ". والشيخ والحمد لله لا يزال يُقرئ في المسجد النبوي لمن أراد أن يتحقق من قولي هذا.

رابعاً : القول بتشابه الحرفين في السمع أو جواز استعمال أحدهما مكان الآخر عند تعذّر النطق بالضاد قاله غير واحدٍ من علماء الإسلام كمكّي في الرعاية وابن تيمية وابن كثير وغيرهم من علماء التجويد واللغة والأصول والفقه والتفسير وحتّى العلماء المعاصرون كالشيخ الألباني والشيخ بن باز والشيخ العثيمين رحمهم الله وفتاواهم موجودة في كتاب الشيخ عبيد الله الأفغاني فكيف يحذّر هذا الأستاذ من الشيخ عبيد في مسألة أقرّها علماء الإسلام قديماً وحديثاً ، وخاصّة أنّ الخلاف في هذه المسألة قديم كما ذكر الشيخ غانم قدوري الحمد في كتابه الدراسات الصوتية. والضاد من أصعب الحروف حيث قال مكّي في ذلك الوقت " وهو أمرٌ يقصر فيه أكثر من القراء والأئمّة " وهذا الكلام قاله في أوائل القرن الخامس فما بالك اليوم . ويأتي هذا المغرور ويخطّئ المشايخ بسهولة تامّة.

خامساً : لماذا لم يقدح الأستاذ في المشايخ الذين يوافقون الشيخ عبيد في هذه المسألة كالشيخ السيّد عامر عثمان رحمه الله والشيخ إبراهيم شحاته السمنودي وغيرهم من المقرئين المعاصرين في مصر وفي مكّة والمدينة وهم موجودون بكثرة.

سادساً : لماذا لم يقدح ولم يحذّرمن العلماء الذين يخالفهم في بعض المسائل التي يترتّب على تطبيقها تغيير في الصوت كالذين يقرءون بالفرجة في الإقلاب والإخفاء الشفوي ، أو الذين يجعلون مرتبة التفخيم للساكن بعد الكسر في مرتبة المكسور ، أو الذين يجعلون القلقلة تابعة للفتح أو لحركة ما قبلها ، فأين العدل والإنصاف ؟. مع أنه من المفروض أن لا فرق بين مسألة الضاد وهذه المسائل في الخطأ إذ يترتّب على جميعها تغييرٌ في الصوت.

سابعاً : أن الشيخ عبيد الله الأفغاني من علماء التجويد واللغة العربية مجتهد مأجورٌ على كلّ حال فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر ، وقد تلقّى الضاد الشبيهة بالظاء عن شيخه بالسند المتصل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم وهذا النطق هو الموافق لما ذكره صاحب الرعاية والأدلّة التي ساقها بن غانم المقدسي والمرعشي رحم الله الجميع والتي ما استطاع أحد أن يردّ عليها إذ لو استطاع أحد مع المعاصرين أن يردّ عليهما لبادر إلى ذلك وهيهات حتى وصل بهم الأمر أن يقولوا إن إسماعيل الأزميري ردّ عليهما ردّاً مفحماً فما لنا أن نقول لهؤلاء إن كان هذا الردّ مفحماً حقاً فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

ثامناً : أم يتجرّأ أحد من كبار العلماء في المدينة النبوية من التحذير والقدح في الشيخ عبيد الله الأفغاني فكيف بهذا الأستاذ يقوم بذلك ، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله. وأذكر أنني كنت جالساً مع شيخي عبيدالله في الحرم المدني عندما كنت أعرض عليه القرءان ، فرأيت الشيخ الحُذَيفي حفظه الله إمام وخطيب المسجد النبوي يقترب من الشيخ فلمّا دنا منه ورءاه الشيخ عبيد قام إليه وتعانقا تعانقاً شديداً. انظر كيف كانت المودّة بينهما مع أنّهما لا يتّفقان في مسألة الضاد. ثمّ يأتي هذا الأستاذ المغرور ويتكلّم ويحذّر من الشيخ عبيد.
والشيخ عبيد من القرّاء المسندين المعروفين في المدينة وقد رفعه الله بهذا القرءان إذ يزدحم الناس عليه إلى اليوم. فانظر كيف جعل الله له القبول في المدينة حتى من أكابر مشايخها كالشيخ الحذيفي وغيره وكلّ ما تُكُلّم فيه لم يضره ولن يضرّه قط كما قيل :
على أنّه من كان شَمساً مَقَامُهُ.........فلا الْمَدْحُ يُعْلِيهِ ولا الذَّمُ ضاَئِرُ

هذا ما أردتّ قوله باختصار وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحي شريف الجزائري
 
جزاك الله خيراً على هذا البيان عن الشيخ عبيد الله الأفغاني وهو شيخنا حفظه الله وأمد في عمره على الطاعة والخير ، وما ذكرته عنه وفقك الله هو الصحيح عنه . وأما رسالته التي أشرتم إليها بعنوان (تنبيه العباد إلى كيفية النطق بالضاد) فقد نشرها أخي الكريم الدكتور يحيى بن عبدالله الشهري في كتابه الماتع الذي أفرده لترجمة الشيخ المقرئ عبيد الله الأفغاني بعنوان (العالم الرباني عبيد الله الأفغاني). ولست أدري هل نشرت من قبل ذلك أم أنكم رجعتم إليها مخطوطة.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

جزاكم الله خيراً فضيلة الشيخ على هذا التعليق المبارك ، وأحيطكم علماً أنّي استلمت نسخة في كتاب تنبيه العباد مباشرة من يد الشيخ عبيد الله الأفغاني في موسم الحجّ الفارط ولا أدري هل طبع أم لا.

وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

زيادة توضيح : فالكتاب مطبوع ولكن لا أدري هل نُشِرَ أم لا. فالمراد من قولي لا أدري هل طُبع أم لا أي لا أدري هل نُشرَ في المكاتب أم لا.

والسلام عليكم ورحمة الله.
 
[align=justify]أشكرك ثم أشكرك ثم أشكرك

أشكرك أولا : لغيرتك لشيخك وللحق الذي قال به .
وأشكرك ثانيا : لتجاهلك لذكر اسم هذا الشخص تنكير له وتحقير ، وهذه عادة قديمة عظيمة المنزع .
وأشكرك ثالثا : لتتلمذك على يد هذا العالم الرباني ، وما أظن هذا إلا إحسانا وتوفيقا نالك من ذي الطول.

وأقول لك زادك الله توفيقا : إن كنت قد صحبت هذا العالم ثلاثة أشهر فقد لازمته ثلاثة أعوام أو تزيد ، وأشهد أني ما سمعت منه مثل هذه الفرية ، بل كنت أظنه من القلائل الحريصين على تحقيق مخرج هذا الحرف المخرج الصحيح ، فجزاه الله خيرا عن قيامه بكتابه وانتصابه لتعليمه يوم أن التهى الناس بالدرهم والدينار ، وتركوا ما وعدهم به العزيز الجبار .

ولقد سمعت منه الثناء العاطر على شيب وشبيبة من أهل الجزائر ، أقبلوا على التعلم على يديه ونفع الله بهم ، فلعلك واحد منهم إن شاء الله .

ومع أن الرجل ليس بصاحب الشهرة العريضة بين الناس ، لحبسه نفسه داخل مسجده وبين طلابه ، ولقد حاولت أن أحصي مرة عدد الساعات التي يقضيها في المسجد فقط ـ فضلا عن التعليم الجامعي ـ فكانت قراب الثلاث عشرة ساعة في اليوم والليلة ، لافرق عنده بين خميس أو سبت أو قيظ أوقر ، فليس هناك وقت للشا ي والماجريات ، ومع أن الرجل قد شارف التسعين من عمره فمازال على وظيفه من الدرس ، ماغير ولابدل مع أنه يحمل حملا ، ومع هذه السن فلاتجده في حديثه كنتيا أو مهذرما ، فليس غير القرآن , وهذه سنة من الله لأهل القرآن جعلنا الله جميعا منهم .

ولقد سألته مرة عن سبب انصرافه عن التأليف فاعتذر بضيق الوقت ، وتدريس هذه الشبيبة المتواردة من أقطار الأرض ، وكان هذا كعذر محمد الأمين رحمه الله .

ولعل الله يساعد فننشط لكتابة جوانب من حياة الشيخ العلمية والعملية التي قد يجد فيها البعض فائدة .

وأختم بأن حب التلميذ لشيخه غريزة فطرية يصعب على النفس تجاهلها ، ولعل هذ ا من وفاء الطبع وكريم السجايا عند كثير من الطلاب ، وهذه من سماحة الشرع المطهر ، فلم تأت الشريعة بما يخالف الغرائز الفطرية ، أو يمنع من إتيان الإنسان لها ، إلا أنها قد بينت معالم سيرها ، فحددت حدودها وبينت أطرها وهذبت شذوذها ، كغريزة ( الحب) فلن تجد نصا يمنع من حب الإنسان لزوجه أو ولده أو والده ... كلا ، لكن الشرع المطهر بين لك أن من تحبه لودعاك إلى عصيانه أن تجانب قوله فقال سبحانه : ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) وبين لك بأن حبك لمحبوبك لايسيغ لك أن تخالف أمره فتتعدى حدوده أو تنتهك محارمه من أجل هذا المحبوب .
وفي حب الجمال مثلا : كثير من أصحاب الطبع السيلم والذوق الرفيع يحب كل ماهو جميل ، وهذه غريزة فطرية سليمة ، سوقها كاسد عند كثيف الطبع ، فتجد الأول يحب المرأة الحسناء ، والبيت الواسع ، والسيارة الفارهة ، والحذاء السبتي ، والثوب المنمق ، وطبعة الكتاب الفاخرة ...
وهذه من الغرائر التي اشترك فيها عامة الخلق ، لكنك لاتجد نصا في الشرع يدعوك إلى أن تبحث عن زوجة حسناء أو دابة فارهة أو بيت واسع ... ولن تجد كذلك من النصوص مايحرم عليك ذلك ، لكن ورد في ميزان الشرع المطهر مايضبط تعاملك مع هذه الأمور فأمرك الباري سبحانه أن تغض البصر عن محارم المسلمين ، وأن تكون هذه السيارة الفارهة من مال حلال لا تريد بها علو على ألآخرين ، وهكذا في نصوص ليست غائبة عن طلاب الشرع المطهر بحمد الله ... والله جميل يحب الجمال .

[align=center]والذي نفسه بغير جمال *** لايرى في الوجود شيئا جميلا [/align]

وهكذا حب التلميذ لشيخه سائغ مستساغ ، وهو دليل على الوفاء وتأصيل ألانتماء ، لكن دون تقديس الرافضة وفوق تناسي طلاب الجامعة .

ولعل هذه نواة صالحة تكون لبنة لمقال ييسره الله الكريم .

وبالنسبة للكتاب المذكور فقد طبع مستقلا ، ضم بين دفتيه ست رسائل ، ولا أعلم هل كلها كنت ضمن ماطبعه د / يحيى البكري في ترجمة الشيخ أم أن منها مايطبع لأول مرة ، وعلى كل حال سيصلك نسخة من الكتاب أبا عبدالله ـ إن شاء الله ـ بطريقة تدلني عليها .


ولعلها لاتطوى هذه الصفحة حتى أسجل فيها الشكرالعظيم لله رب العالمين ، فهو صاحب الفضل والإنعام في كل ماهو كائن وكان ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على حبيب الرحمن وآله وسلم .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فائدة حديثية تفسيرية عصرية :

روينا في المسند من طريق أبي عبدالله عبيدالله الأفغاني قال حدثني العلامة عبدالرزاق عفيفي عن كتاب تفسير المنار فقال : ( هو كتاب يدني المؤمن من الشك ويدني الكافر من الإيمان ) .
وفي رواية أخرى من نفس الطريق والمتن إلا أنها كنت بالكفر بدل الشك .

وقد ذكر أهل الجرح والتعديل بأن هذا إسناد ظاهره الاتصال ، فقد ذكروا في ترجمة الشيخ عبيد الله بأنه ثبت ثقة عالم بالقرآن ، وقالوا في ترجمة الشيخ عبدالرزاق ثبت ثقة عالم بالتفسير ورجاله .

لكن هناك علة ظاهرة تقدح في ثبوت مثل هذه الرواية عند أهل الصناعة من علماء الجرح والتعديل ، مما يطعن في صحتها وثبوتها وجواز روايتها للناس ، وهي جهالة عين الراوي عن عبيد الله ، فلابد من تحقيق الخبر من أهل التفسير العارفين به ، وبهذا فلاتجوز رواية مثل هذا الخبر إلا لمن حقق هذا الكلام ودرس الكتاب ، وخرج بقناعة ذاتية عنه .

وعندي أن صاحب المنار رحمه الله وإن كان أقرب من شيخه لمنهج أهل السنة والجماعة ، وشيخه محمد عبده أقرب من شيخه جمال الدين الأفغاني للمنهج ، إلا أن ماذكره العلامة عبدالرزاق عفيفي رحمه الله يدعو إلى تصديقه والتثبت عند القراءة فيه أو النقل عنه ، فعلى القول بصحة الخبر الوارد وثبوته ، فلايعني هذا إطلاقه على منهجه في تفسيره إن شاء الله ، وتقصده لذلك ، لما علمناه من حب الرجل للسنة ورجالها كشيخ الإسلام رحمه الله ، مع أني لم أحقق المسألة أو أمحصها ، فقد أرسلتها إرسالا لعلمي أنها تمرح في مهيع واسع ومنتجع خصب يحرسه ويرتاده حملة القرآن ومفسريه ، والله أعلم .[/align]
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

بارك الله فيكم أخي الشيخ ابن الشجري على هذه الإضافات القيّمة المباركة التي تكتب من ذهب وأشكركم كل الشكر لذلك. وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أخوكم محمد يحي شريف الجزائري
 
جزاك الله خيراً . . . والشيخ الآن يحتاج منكم الدعاء . . فهو يعاني من أعراض الشيخوخه
 
أخي محمد الجزائري
أحسنت في الرد والذب عن شيخك الموقر/عبيد الله الأفغاني
ورفع الله قدرك بذلك وامد في عمر الشيخ ونفع به المسلمين ولكني أرجو أن تسمح لي بالاختلاف معك في ما توجهت به من النعوت السيئة لهذا الأستاذ - المجهول عندي - ولكن أيا كان فلا يليق بك نعته بالفسوق حين استدلالك بالآية, ونعته بالنفاق كذلك,والشيخ عبيد الله وفقهالله لم يعرف إلا بالتواضع واللين ومحبة الخير والتورع والبعد عن الوقيعة في أي أحد ولو كان خصما له, وأنت تلميذ له وينالك من سجاياه وخصاله ما لا ينال الاخرين..
أما بالنسبة لموضوع الخلاف فأظن الرجل المذكور قد يعذر في وصفه لضاد الشيخ بأنها ظاء وذلك لأن من لم يستمع بتمعن وإدراك لنطق الشيخ ويتدرب علىيديه فلن يظهر له في الغالب فارق بين الضاد والظاء, وأنا كنت كذلك منقبل وجلست بين يدي الشيخ وشرح لي وجهته وذكر لي ما يستدل به من أقوال العلماء والمقرئين, بل وحتى بعض قصائد الشعراء القراء الموريتانيين التي وصلت للشيخ مؤيدة له في وجهته..
ولكن التحذير من الشيخ بهذا الأسلوب المقيت أمر لا يسكت عليه بل للشخ فضائل تذكر وتشكر ولا تطوى ولا تكفر..والحمد لله رب العالمين...
 
إلى الله المشتكى شيخ جليل أفنى عمره وحياته ووقته في تعليم كتاب الله تعالى أكثر من خمسين سنة ، ثم يأتي طويلب علم يريد أن يصد الناس عن هذا العالم الرباني .. ولكنه الغرور والعجب .. هداه الله لما يحبه ويرضاه
 
جزاكم الله خيرا
ومثل هذا لا ينال من مكانة الشيخ
بارك الله في عمره
وقد ابتلينا بعدم فهمهم لكلام الشيخ
بلاء عظيما
فنسأل الله أن يثبتنا وأن يظهر الحق
 
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
جزى الله الشيخ الموفق محمد يحي شريف خير الجزاء وزاده شرفا وعلما
ليس بمستغرب على أمثالكم الدفاع عن الشيخ عبيد الله الافغاني وقد أفدتم من علمه وتشرفتم بالجلوس بين يديه .
أخي لقد أخذنا القراءة عن الشيخ في مدينة أبها لسنوات عديدة - والحمد لله - وقد اشتهر - حفظه الله وأطال في عمره على طاعة الله - بتشدده في التفريق بين الضاء والظاء ، وكان ينكر على من لم يفرق بينهما في المخرج وذكر أن بعض شيوخه كان يدخل اصبعه في فم المتلقي ليبين له مخرج الضاء ، وقد دهشت من نقلك لمن تجاهلت اسمه- وقد اصبت بتجاهله - وإذا كان شيخنا ضحي بعمره لتعليم القرآن وتخرج على يديه آلاف الطلاب ثم يأتي رجل لا يعرف للشيخ قدره ، ولا يتثبت في نقله ، ليتهمه بما لم يقل .أقول إذا كان الأمر كذلك فهل سيسلم أحد من ألسنه هؤلاء
بارك الله فيك أخي ووفقك بدفاعك عن شيخنا وأحسن الله خاتمة الشيخ وجعل ما قدمه من جهد في ميزان حسناته
 
جزاك الله خيرا على حسن دفاعك عن الشيخ حفظه الله

وبارك الله فيك على الاهتمام والحب والوفاء

وأما مسألة رأي الشيخ الأفغاني في الضاد فهي أشهر من نار على علم
صحيح إنه لا يقول إنها ظاء خالصة

ولكنه يقول بقول يخالف فيه أئمة الحرم وائمة الأداء ،
ويقول إن هذه الضاد التي ينطق بها الحصري وعبد الباسط والمنشاوي والقراء وأئمة الحرم غير صحيحة
ويقول إن الصحيح هو ما ينطق به هو

وللتوثيق فهذا تسجيل لقراءة الشيخ لسورة الفاتحة

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86826

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86826
 
أرجو أن يكون صوت الضاد واضحا في الملف المرفق

وليس هذا فقط بل يلاحظ تفخيم الألف في إياك والإشمام في راء الرحمن
وهذا مما لم يقل به أحد لا في السلف ولا في الخلف
وهناك ملاحظات دقيقة لا تخفى على أهل الاختصاص وليس مقصودي تتبعها هنا
بل مقصودي توضيح أن للشيخ ـ حفظه الله ـ مذهبا في الضاد غير المعمول به عن القراء المعتبرين

وجزى الله خيرا الشيخ على حبه للقرآن واقرائه وصلاحه وتقواه
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

فضيلة الشيخ الدكتور يحيى الغوثاني السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

كان الأولى لكم أن تردّوا على الأدلة التي ساقها الشيخ عبيد حفظه الله تعالى والأدلة التي ذكرها ابن غانم المقدسي والمرعشي وغيرهها ، هذا الذي نريده منكم. أمّا ما ذكرتموه لا يدلّ على الحقّ لأنّ الحقّ لا يعرف إلاّ بالدليل والحجة والبرهان وهو ما نصه أئمتنا الذين نقلوا لنا القرءان حتى وصل إلى الشيخ الحصري والمنشاوي وغيرهما رحمهم الله جميعاً. وقد نقلتُ هذا البحث في موقعكم منذ حوالي سنتين ولم تحرّك ساكناً إلاّ الآن.
والآن تريد أن تبيّن أخطاء الشيخ حفظه الله تعالى مع علمك أنّ المقرئ مهما بلغ من الإتقان فهو ليس معصوماً وقد تجد بعض الأخطاء حتى لبعض المشايخ الذين يشار إليهم بالبنان، ولأوّل مرّة وللأسف أرى أخطاء المشايخ تعرض على المنتديات ويا ليت الفاعل كان من صغار طلبة العلم

وإن كنت يا شيخ تريد التحدّث في مسألة الضاد فأنّي أفتح لك المجال ولكن دع الشيخ عبيد في مكانه لأنّ مسألة الضاد مسألة كباقي المسائل الأخرى تعالج بالعلم والأدلة وليس بالتعرّض للعلماء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحى شريف الجزائري
 
السلام عليكم

الأخ الفاضل محمد يحيي شريف
ما قاله د/ يحيي الغوثاني صحيح ــ وهو لا يقصد بذلك طعنا في الشيخ الأفغاني ــ ولكنه يثبت حقائق بهذه الأخطاء التي ذكرها د/ يحيي الغوثاني ـ حفظه الله ـ انتفت حجية الشيخ الأفغاني ، وما عليه قراء الشام ومصر هي الضاد الصحيحة ، وما ذكرتَه من نصوص ليست فيها حجة .. والعبرة بما عليه أهل القطبين . والسلام عليكم
 
الأخ الفاضل الباحث محمد يجيى شريف

هناك مسألة عند الأصوليين اسمها تحرير المناط

فأنا لست بصدد مناقشة راي الفريقين بخصوص الضاد فهذا بحث طويل وانت تعرف رأيي فيه وتعرف انني فتحت المجال للحوار فيه في موقعي مدة طويلة

وأما محور كلامي هنا هو تحرير المناط

واقصد بذلك أنك تنفي أن يكون للشيخ عبيد الله رايا في الضاد غير راي العلماء
حيث عنونت لمقالك ب (( الردّ على من نسب إبدال الضاد ظاءاً إلى الشيخ العلامة عبيد الله الأفغاني ))

وأنا أثبت لك أن الشيخ يقول برأي أخر يخالف فيه كل علماء الأداء
وذلك ليس قيلا عن قال بل بنطق الشيخ نفسه حفظه الله ورعاه

فقط أنا هنا حررت المناط أظنك فهمت ما معنى تحرير المناط

أما هل هو على صواب أم بقية العلماء على الصواب فهذه مسالة لم أتطرق لها هنا وليس من قصدي بحثها هنا

مع إجلالي وتقديري للعلماء جميعا ولأهل القرآن حفظهم الله ورعاهم
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

فضيلة الشيخ الدكتور يحيى الغوثاني السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

لقد ذكرتم أنّ الشيخ عبيد حفظه الله تعالى قد خالف كلّ علماء الأداء أي جميع علماء الأداء وهذا إطلاق وعموم فيه نظر، فمن العلماء المعاصرين الذين يقولون بذلك الشيخ السيد عامر عثمان شيخ عموم المقارئ المصرية في وقته رحمه الله تعالى والشيخ إبراهيم علي علي شحاته السمنودي حفظه الله وغيرهما من علماء الأزهر الشريف وكذا الشيخ إبراهيم الشاعر شيخ قراء المسجد النبوي الأسبق وغيرهم كثير. فليس من الإنصاف أن تعمّم ما ليس عامّاً وأن تستعمل المطلق فيما كان تقييده جلياً.

وهل خالف الشيخ عبيد العلماء القدامى الذين نقلوا لنا القرءان حتّى وصل إلى المعاصرين. لماذا لا تتعرضون لغيره من العلماء الذين يقولون بقوله كالشيخ السيد عامر والشيخ السمنودي ؟ الجواب : لأنك لو تعرضت لهؤلاء الأفذاذ لسمعت الردود تنزل كالمطر بخلاف الشيخ عبيد فليس له شوكة فلا يعرف قدره إلاّ من لازمه مدّة من الزمن.

فأدلة الطرفين موجودة ومجال النقاش فيها مفتوحٌ في كلّ المنتديات فنأمل في المستقبل أن تناقش المسألة بدون التعرض إلى الشيخ لأنّ الشيخ له سند فيما يقول ولم ينفرد بقولٍ ولم يخالف أقوال القدامى فلمَ التهجم عليه إذن.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائري
 
يبدو يا أخي الفاضل أنك لا زلت تغني في واد ونحن في واد

وللعلم اقول :

إنني قرأت الفاتحة على الشيخ العلامة المقرئ السيد عامر عثمان في المدنية المنورة ( وبالضاد ) وأقرها وهذا ما كان عليه أخر عمره وهو ما استقر عليه رأيه أخيرا بشهادة الشيخ الحذيفي والشيخ الأخضر والشيخ تميم الزعبي وهم ممن جالسه وتلقى عنه كثيرا

وكذلك قرأت الفاتحة بالقراءات العشر على العلامة المقرئ الشيخ إبراهيم شحاته السمنودي فقرأتها بالضاد فأقرها وهي مسجلة عندي بالصوت والصورة

وأما الشيخ إبراهيم الأخضر فقد جالسته مرارا وأخذت عنه بعض علوم المقامات والأنغام وسمعته مرارا يقرأ بالضاد التي أقرأ بها

وتسجيلاته تشهد بذلك وهي موجودة ومنتشرة بل كانت تحت إشراف الشيخ الزيات والشيخ المرصفي والشيخ السيد عامر عثمان والشيخ عبد الرازق والشيخ عبد الحكيم عبد السلام وغيرهم من القراء الفضلاء

فيا أخي الحبيب المسألة محسومة ولا اريد نقاشا بها

وأعود فأقول للجميع لم أرد مناقشة المسألة هنا فأنا أعلم أنه ألف فيها حوالي عشرة كتب

ولكنني اردت أن أثبت ما نفاه لأخ محمد شريف عن الشيخ عبيد.... فالشيخ عبيد حفظه الله نعم يقول بضاد غريبة شبيهة بالظاء وأنت تنفي أنه يقول بضاد غريبة
والتسجيل الذي أثبته ليس تشهيرا بالشيخ بل اثبات ما نفيته حضرتك

وأرجو أن يقفل النقاش لأنني لست بصدد أن أناقش مسألة أعتبرها إجماعية ولم يخالف فيها إلا من شذ عن العلماء المعتبرين ( وكلمة شذ هنا مصطلح علمي مفهوم المراد منه عند العلماء )

والله أعلم وعلمه أتم وأحكم
 
منقوووووووووووووووووووووول

رسالة فاصلة في الضاد الظائية

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد...


هذا بحث في الضاد قمت بكتابته فاستحسنها بعض الإخوان وطلب نشرها ليفيد الجميع فأجبت طلبه راجيا من الله القبول . آمين
قد كثر الحديث في أيامنا في مسألة الضاد الظائية وأردت أن أضع بحثا تستطيع أخي القارئ أن تناقش الظائيين بكل سهولة ويسر دون الحاجة لنفي الضاد الظائية من الأساس . فالعبرة دائما في قراءة القرآن انتشار القراءة وقبول الناس لها وهذه الضاد الظائية لم تلق قبولا عند السواد الأعظم من الناس ، فليس كل نص يصلح الاستدلال به فما تواتر عند الناس ـ القراء ـ هو المقبول ولو خالفت النصوص كما سنري في مشكلة الضاد .

سأضع لك أخي مخرج الضاد عند علماء الأصوات وعلماء التجويد : وذكر عبد الوهاب القرطبي في كتابه الموضح في التجويد تعريف مخرج الضاد بقوله ( ومن أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد وإن شئت أخرجتها من الجانب اليمن وإن شئت من اليسر ....) اهـ ص 78
قال الشيخ أيمن سويد :الضاد (ض ) : من إحدى حافتي اللسان أو كلاهما معا وهذا الحرف انفردت به اللغة العربية وهو يخرج من منطقة حافة اللسان اليمني أو اليسرى أو هما معا ولكن هذا لا يمنع أن تشارك حافة اللسان إلي منتهاها كلها ولكن الضغط والاعتماد علي إحدى حافتي اللسان أو هما معا وهذه المنطقة تقرع الجدار الداخلي للأضراس العليا ففي هذه المنطقة يقع الضغط وكانت بعض القبائل تضغط علي الحافة اليمني والبعض الآخر يضغط علي الحافة اليسرى والبعض يضغط علي الحافتين معا بتوزيع متعادل وعند النطق بالضاد يلتصق المخرج تماما فينحبس الهواء وراء اللسان وهذا الانحباس يسبب الضغط فيندفع اللسان إلى الأمام مليمترات بسيطة فيصل رأس اللسان إلي منطقة التقاء اللحم باللسان مع مراعاة عدم إخراج طرف اللسان لأنه يمكن أن يصل إلي مخرج الظاء وهو أطراف الأسنان العليا لذلك نجد خلطا بين الضاد والظاء
(( ومخرج الظاء هو منتهى رأس اللسان مع أطراف الثنايا العليا ))ا.هـ

قال د/ عبد الصبور شاهين في مخرج الضاد:" والضاد أيضا تبدأ من مخرج الدال ، ويأخذ اللسان شكله المقعر مطبقا علي الحنك الأعلى لتكون الضاد ." علم الأصوات صـ116
قال د/ حسن جبل :"الضاد : تخرج من بين حافتي اللسان ـ أو أحدهما ـ وبين ما يحاذيهما من الأضراس العليا مع تقعر وسط اللسان والتقاء طرفه بأصول الثنايا العليا وما حولها بين موقع طرف اللسان مع اللام وموقعه من الطاء وأختيها .... ثم قال وما يظن جديدا في هذا التحديد ليس جديدا فقد ذكره سيبويه حيث حدد موقع طرف اللسان معها بيين موقع طرف اللسان مع اللام وموقعه من الطاء فقال : إن الضاد استطالت حتي اتصلت بمخرج اللام ...."المختصر في أصوات اللغة العربية صـ 130


والخلاف في الضاد الظائية بين أهلها في وضع طرف اللسان فالشيخ الجوهري كان ينكر وضع طرف اللسان بأصول الثناياـ كما أخذها من الشيخ عامر عثمان ـ محتجا بأن ابن الجزري قال الحافة ولم يقل بطرف اللسان ، وعلماء الأصوات يضعون طرف اللسان بأصول الثنايا العليا ..انظر قول د/ جبل . والله أعلم بالصواب .


ونحن نناقش أهل الضاد الظائية مقرين لهم بأن وصف سيبويه ينطبق علي الضاد الظائية ، وهذا لا يمنع وجود الضاد المصرية قديما كما سنري ـ إن شاء الله ـ ولكن الخلاف دائر بين نقطتين:
الأولي : عدم وجود الضاد الظائية حاليا ـ كما وصفها سيبويه ـ .
الثانية : إثبات وجود الضاد المصرية منذ القدم .

وبداية أقول : إن الضاد الظائية كانت موجودة وهذا ما يؤكده أقوال القدامي ــ بخلاف من أنكروها تماما ـ ولكننا نقول: إن الضاد الظائية لا وجود لها الآن ـ كما وصفها القدامي ـ .. وهذا ليس قولي بل قول علماء الأصوات أنفسهم رغم أنهم يقولون : بالضاد الظائية ولكنهم ينطقونها ويختلفون في طريقة نطقها لأنهم ينطقونها حسب وصف سيبويه وغيره دون سماع ـ أي بالتقريب ـ .


وإليك هذه الأقوال : قال ا. د غانم قدوري ـ متخصص في علم الأصوات ـ: " والضاد بهذه الصفات لم يعد لها وجود في النطق العربي الفصيح في زماننا ، لا في قراءة القرآن ، ولا في غيرها ، كما يقول علماء الأصوات " ا. هـ

إخواني في الله .. انظروا إلي هذه الفقرة من كلام ا.د غانم قدوري :" ، كما يقول علماء الأصوات" أي هو لم ينفرد بذلك وهذا يصدق قول صاحب كتاب " إعلام السادة النجباء .." بأنهم الآن اعتمدوا علي وصف سيبويه في نطق الضاد التي يتحدثون عنها " ا.هـ كلامه بتصرف

وقال أ.د محمد حسن جبل بعد شرحه لوصف كلام سيبويه :" وأنا أنطقها وأعلمها طلابي حسب الوصف القديم تماما ." صـ 130

انظر أخي الكريم اعتماده علي وصف سيبويه دون إثبات أن نطقه سماعي لمعرفته بعدم وجود هذه الضاد بين القراء والناس ونطقه اجتهادي .. وقد ذهبت إلي كلية علوم القرآن وسألته : أين نجد القبيلة التي تنطق الضاد الظائية ؟ قال: أنا أنطق الضاد كما وصفها سيبويه ، قلت له بعدم وجود الضاد الظائية قاله غانم قدوري، قال: غانم نقل قول مستشرق .. قلت له : وأين ما يخالف قوله أو قول المستشرق ؟ قال : (يا ولد أنا زعلان منك ).. والله والله ما استطاع أن يأتي بقرية صغيرة .ولم يقل في الجزائر والحجاز مع اعترافه بأن أهل الحجاز يأتون به ظاء . رغم شدة تعصبه للضاد الظائية .فكل ما في الأمر النطق اجتهادي فقط .

ولم يستطع أن يذكر لي ولو قرية صغيرة تنطقها كما وصفها سيبويه .. وللرد ببطلان هذا الاجتهاد ـ أي النطق بالوصف ـ نقرأ ما قاله ابن الجزري في التمهيد:" واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص علي إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم " صـ 82

قال ابن الجزري ذلك والألسن لا تزال فيها بعض الاستقامة فما بالنا في أيامنا التي سيطرت اللغات الأجنبية مع سيطرة العامية علي ألسنة الناس ؟؟
قال د/ عبد الصبور شاهين في كتابه (علم الأصوات) :"... إن ما نسمعه من نطق أبناء الجزيرة العربية والعراق للضاد هو أقرب الوجوه النطقية إلي القديم ولكنها تلبس في نطقهم كثيرا بالظاء ..." صـ 117

أقول : وقلب الضاد ظاء من الخطورة بمكان حيث يؤدي إلي تغير المعني قال ابن الجزري :"... فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت ظاء وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق ، وهذا لا يجوز في كلام الله تعالي ، إذ لو قلنا ( الضالين ) بالظاء كان معناه : الدائمين ، وهذا خلاف مراد الله تعالي ، وهو مبطل للصلاة لأن الضلال بالضاد وهو ضد الهدي كقوله تعالي ( ضل من تدعون إلا إياه) و( والضالين) الفاتحة 7 ونحوه وبالظاء هو الدوام كقوله تعالي ( ظل وجهه مسودا ) فمثل الذي يجعل الضاد ظاء في هذا وشبهه كالذي يبدل السين صادا في نحو قوله تعالي ( وأسروا النجوى) و(أصروا واستكبروا ) فالأول من السر والثاني من الإصرار .."صـ 82،83
وقد أجاز ابن كثير بإقامة أحدهما مكان الآخر وكذا في بعض الفتاوى وهذا عند الضرورة أي عند عجز القارئ لنطق الضاد السليمة والقاعدة معروفة لدا الأصوليين : الضرورات تبيح المحذورات .

وقال ابن الجزري : وقد أطلق ابن جني في كتاب التنبيه وغيره أن من العرب من يجعل الضاد ظاء مطلقا في جميع كلامهم ، وهذا غريب وفيه توسع للعامة." التمهيد82 ،هذا عند الضرورة وحيث لا ضرورة الآن في ظل وجود الضاد الحالية بطل هذا القول، فلم يرض ابن الجزري إقامة أحدهما مكان الآخر وعلق بقوله:" وهذا غريب وفيه توسع للعامة."


هذه هي أقوال علماء الأصوات المعاصرين وهم مجمعون علي عدم وجود هذه الضاد ومن يعترض ويخالف أهل التخصص لا يعتد بقوله إلا أن يأتي بدليل واضح وهذا الدليل معدوم كما قال أهل التخصص فبطل قولهم .. وهذا لا يخالف فيه أحد .
فما السبب في عدم وجود هذه الضاد الآن ؟؟
الجواب واضح : وهو صعوبة هذا الحرف فتخفف الناس من صعوبتها حتى أصبحت لا وجود لها وأقوال العلماء في صعوبتها كثيرة .. قال غانم قدوري : الضاد صوت صعب الأداء ومن ثم أخذت ألسنة الناس تنحرف في نطقه إلي أصوات أخري ويبدوا أن ذلك ظهر في القرون المتقدمة حتي وجدنا عبد الوهاب القرطبي يصرح في القرن الخامس أن أكثر القراء ينطقونها ظاء ثم يأتي ابن وثيق بعد قرن من ذلك ليقول :" قل من يحكمها في الناس " ثم يقول ابن الجزري في أواخر القرن الثامن :" ألسنة الناس فيه مختلفة وقل من يحسنه ." الدراسات الصوتية عند علماء التجويد صـ 231 .

وللأسف جاء في زماننا من يقول بعدم صعوبة هذا الحرف.. فالعجب أن نجد من يقول بسهولة الضاد الظائية .. كما يقول ذلك الشيخ فرغلي العرباوي في بحث الضاد وكان يقول بالضاد الظائية والشيخ فرغلي نقل فتوى علماء الأزهر في الضاد ولم يصرح إلي الآن هل رجع هو عن ضاده أم لا ؟؟ وما زال بحث الضاد الظائية موجودا في موقعه لمن أراد التحميل !!

قال في صدر هذا العنوان :" هل الضاد أصعب المخارج كما اشتهر أم لا " ثم قال :" قال أحمد بن عيسى السيلي الحنبلي في (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة( 1/203 )
(( والضادُ مخــرجه عسير جـــدا***من أول إحدى الحافتين يبدا ((
(( مع ما يلي الأضراس مستطيلُ***رخو ومن يقرأ كذا قـــليـــل ))ُ
(( قـارئه بالصـفــــة المـقــررة***سبحان من يسره وعسـره ))
ثم قال :".. بل تطورت الضاد الفصيحة وصارت مفخم الدال في تلفظهم اليومي لأصوات الكلام ... فالله المستعان كيف نقرأ القرآن ونبدل الضاد العربية الفصيحة بمفخم الدال ولكن هذا هو واقع بعض الدول العربية الآن في نطقها للضاد ومنهم من يبدلها ظاءا خالصة فما بالكم بالعجم وغير العربي كيف له أن يحسن النطق بالضاد الفصيحة فهؤلاء ومن على شاكلتهم الضاد أصعب المخارج عليهم أما من تدرب عليها برياضة الفك واللسان معا فهي سهلة ويسرة كباقي الحروف قال ابن الجزري رحمه الله في المقدمة الجزرية :
(( وليس بينه وبين تركه ****** إلا رياضة امرئ بفكه ))

ثم قال:" ولا داعي من إثارة الرعب والخوف في قلوب من أراد تعلم القرآن من تخويفه بالضاد وصعوبتها وغير ذلك من الألفاظ ونجد في بعض الكتب التي صنفت في التجويد من قولهم أن خروجها من الأيمن أيسر ومن الأيسر أعسر ومنهما عسير فكلٌ يعبر عن سهولة ما تيسر له وعن عسر ما صعب عليه من نطقها وكل هذا الرعب الذي يسيره بعض طلاب العلم وبعض الشيوخ من تخويف الناس من صعوبة مخرج الضاد لا أحبه وكم من شخص قرأ علي وكانت الضاد صعبة عليه وعلمته كيف يتدرب عليها فأحسن نطقها ولله الحمد والمنة . " ا.هـ
فهذا الكلام عجيب وغريب ولم ينفرد به غير الشيخ فرغلي وهذا دأب من يكتب في موضوع دون الرجوع للعلماء حيث لا يدري أنه خالف " أمة لا إله إلا الله " والرد عليه لا يحتاج لعناء قال ابن الجزري في التمهيد :" واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص علي إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم " ا.هـ صـ 82

هذا مع ما نقله عن العلماء القائلين بصعوبة الضاد حيث قال فرغلي :" اشتهر وانتشر من خلال استقرائي لكتب المتقدمين والمعاصرين الإجماع على قولهم : إن الضاد أصعب الحروف على الإطلاق وهذا لا يعني إسقاط التكليف في إخراجها من مخرجها كما يتوهم البعض" ا.هـ.!!!

أقول:هذا ابن الجزري يقول :" لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم" وهذا فرغلي يقول :" وكم من شخص قرأ عليّ وكانت الضاد صعبة عليه وعلمته كيف يتدرب عليها فأحسن نطقها". ففرغلي استطاع أن يفعل ما لم يستطع ابن الجزري فعله ـ ما شاء الله ـ هل نحن في زمن المعجزات ؟؟؟

ولكني أري أن السبب في ذلك أن فرغلي لا ينطق الضاد الذي يقول به ابن الجزري أصلا لأن هذه الضاد ليست لها وجود من الأصل كما ينطقها القدامي .

ثم نسأل هؤلاء الظائيين : بماذا تحتجون في قولكم بالضاد الظائية ؟؟ أجابوا بنصوص القدامي ، وإن قلت لهم وماذا تفعلون بما عليه الناس الآن ؟؟ قالوا نحن نقدم النصوص علي ما عليه الناس ؟؟ قلنا لهم : فماذا تفعلون في نص هو أوضح من نص الضاد ؟ قالوا وما هو؟ أجبنا: نصوص الطاء فنصوص القدامي مجمعة علي أن الضاد الحالية هي صوت الطاء القديمة !!! فإن قالوا كيف ذلك ؟ قلنا لهم هذه هي الأدلة :
: نص سيبويه :" ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا " ننظر ماذا يقول علماء التجويد .
قال مكي:" كذلك لولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا .." الرعاية صـ99
قال عبد الوهاب القرطبي :" ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا ولولا الجهر الذي في الدال لصارت تاء فأحسن تخليصها منهما " الموضح 76

قال المرعشي :" .. ويفترق الطاء عن الدال بالإطباق والاستعلاء والتفخيم ، فلولا هذه الثلاثة لكانت دالا ، ولولا أضدادها في الدال لكانت طاء .." جهد المقل صـ 57

وقال أيضا:" واحذر عن إعطاء الطاء همسا كما يفعله بعض الناس ، حتى إذا أزلت إطباقه وتفخيمه علي ما لفظوا به يصير تاء ، وحق الطاء أن يكون بحيث إذا أزلت إطباقه وتفخيمه يصير دالا " الدراسات الصوتية صـ 213

قال المقدسي في بغية المرتاد :" أما الضاد الذي يشبه الدال المفخمة والطاء المهملة الذي ينطق به أكثر المصريين ولنسمه بالضاد الطائية " من كتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري صـ209

قال ابن الجزري في التمهيد:" ومنهم من لا يوصلها إلي مخرجها بل يخرجها دونه ممزوجة بالطاء المهملة لا يقدرون علي غير ذلك وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب.." صـ 82
قال الصفا قسي في كتابه " تنبيه الغافلين.. : " قال في التمهيد : ومن الناس من لا يوصلها إلي مخرجها بل يخرجها ممزوجة بالطاء وهم أكثر أهل مصر وبعض أهل المغرب " انتهي وفي قوله لا يقدر صوابه لا يعرف إذ المعلوم أنهم غير عاجزين عن ذلك بل لو علموا لتعلموا ..وقوله بعض أهل المغرب يريد الأقصى وأما الأدنى فإنهم يبدلونها ظاء معجمة كما تقدم وليس هذا مختصا بأهل مصر والغرب بل يفعله كثير ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد .." أ.هـ صـ87

أقول : انظر إلي هذه الفقرة" بل يفعله كثير ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد .." إذا كان هذا هو الحال ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد كما قال الصفا قسي فما ظنك بأهل هذا الزمان ؟؟.. إنا لله وإنا إليه راجعون ..



هذه نصوص صريحة واضحة وضوح الشمس في علاه بأن الطاء القديمة هي الضاد الحالية ، بل وذكر سيبويه الطاء التي كالتاء في الحروف الغير مستحسنة في القرآن وذكر أنها لغة بعض الأعاجم .. هذا مع قول المرعشي السابق .
إذن الجميع مجمعون علي ان الضاد الحالية هي صوت الطاء القديمة ولا يماري في ذلك إلا جاهل أو متعسف ، وبعد أقوال النحاة وإمامهم والقراء القدامي ننظر ماذا قال علماء الأصوات الحاليين في ذكرهم وجود الطاء القديمة ـ الضاد الحالية ـ في العالم العربي :

قال د/ عبد الصبور شاهين قائلا:"..وربما زاد في ثبات الصورة الجديدة تطور آخر حدث للطاء حين فقدت جهرها ،فصارت مفخمة مهموسة ، لتصبح نظير التاء المرققة المهموسة ، وبذلك حدث تبادل في المواقع ـ يقصد بين الطاء والضاد ـ وتعدل في نظام الهجائية العربية "صـ 117
وذكر ا.د غانم قدوري في الدراسات الصوتية " .. أن بعض المحدثين ذكر أن الطاء العربية القديمة ( الدال المطبقة ) لا تزال تسمع في بعض البلدان مثل جنوبي الجزيرة العربية ، حيث يقولون (مضر) يريدون (مطر) ... ينطقون بالطاء ضادا مثل التي تنطق في مصر اليوم "صـ 209

قال أ.د / محمد حسن حسن جبل في الطاء:" .. وأن نطق أهل صعيد مصر للطاء يكاد يطابق ضادنا المصرية. فهو النطق الفصيح لأنه يتحقق فيه مقررات الأئمة عن الطاء. ولا عجب في هذا فأهل صعيد مصر جمهورهم قبائل عربية نزحت من الجزيرة العربية ثم هم معروف عنهم قوة الحفاظ علي الموروث أما الطاء التي ينطقها أهل شمال مصر وتشيع الآن فهي مهموسة فليست هي الفصحي قطعا . ولعل طاءنا هذه هي المقصودة بالكلام عمن ينطقون الطاء تاء .

ثم ذكر في هامش الكتاب سيبويه وابن جني وابن سنان وابن يعيش ،قال : والفيروزبادي وسماها طاء العجز " ا.هـ المختصر في أصوات اللغة العربية صـ 139


أقول : حتى من جهة الحس ـ أي التجربة ـ تجد صحة قولهم ، قد قرر علماء التجويد أن الطاء أقوي الحروف فلو قلت (طال )(ضال)لوجدت الضاد أقوي في السمع من الطاء فدل ذلك علي صدق قول القدامى .

إذن الجميع متفقون علي هذه القضية ونقول للظائيين إذا كنتم تحتجون بالنصوص ، فلماذا تركتم نصوص الطاء التي هي أوضح من الضاد الظائية ؟ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟؟ إمَّا أن تأخذوا بسائر النصوص أو تتركوا سائرها ؟؟ فإن قالوا لا خلاف في الطاء اليوم ؟؟ قلنا وما أدراكم ؟ قالوا هذا ما عليه الناس اليوم ؟ قلنا وكذا الضاد الحالية هذا ما عليه الناس اليوم ، فإن قالوا هناك بعض القراء يقولون بالضاد الظائية ؟؟ قلنا كذا هناك من يقول بالطاء القديمة في الجزيرة العربية ومصر دل ذلك علي صحة وصف القدامى . ثم نقول لهم لم اعتبرتم ما عليه الناس اليوم في الطاء ولم تعتبروها في الضاد الظائية ؟؟ فلن تجد جوابا شافيا ستجدهم يترنحون ولا يُفهم ما يقولون .
أما مسألة التحريرات : فهي دائرة بين إثبات وجه لم يذكره الناظم أو إلغاء وجه فيه الخلاف عند الناظم ويتفرع من هذا ما ذكره الناظم وذكر عدم جوازه . وتؤخذ هذه الأوجه من شهرة النصوص المنقولة عن هذا الطريق ـ أي استفاضة هذا الوجه عن هذا الطريق هو الذي أدي إلي الأخذ بهذا الوجه ، فإن ذكر خلاف عن راو مثلا يقولون المشهور عن فلان كذا وهذا كثير يثبتون الغنة لفلان والمد لفلان والترقيق لفلان والتفخيم لفلان حيث التمييز بين هذه الأوجه لا تحتاج إلي توضيح فالقراء يعلمون المد من القصر وكذا يعلمون الترقيق من التفخيم وهكذا.. أما الكيفية أي مقادير المدود ـ أي حد الطول أو حد التوسط ، والغنن فالمشافهة تحكم ذلك، لا دخل لها بالتحريرات .. فلم نر في كتب التحريرات من قال الضاد والظاء أو الفرجة والإطباق .. اعلم الفرق ؟!! ارجع إلي شروح المتون والتحريرات . إذن ماذا يقصدون بتقديم النصوص ؟ الكلام هنا عن الشيوخ الذين تصدوا دون تأهيل أما المهرة والحذاق ـ ولا يخلوا عصر منهم ـ فتلقيهم حجة كما صرح بذلك العلماء قال مكي :" . فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية وجبت له الإمامة وصحّت عليه القراءة. ( الرعاية ص90 ومكي والداني أخذا هذا من كلام ابن مجاهد وأمثال الضباع وعامر والزيات والقاضي لم يختلف علي فطنتهم ومهارتهم فدل أنه المقصود في كلامهم. والله أعلم
ثم نقول لهم :هل الضاد الحالية أكثر انتشارا ؟ أم الضاد الظائية ؟ فلا جدوي إلا بالاعتراف بكثرة الضاد الحالية .. فلم تركتم الكثرة وانصرفتم عنها ؟ قالوا : الحق لا يعرف بالكثرة ؟؟ قلنا لهم أخطأتم ، لأن القرآن مبني علي التواتر فلا بد في القرآن ـ خاصة ـ أن يكون الحق مع الكثرة لأن العبرة في القراءة شهرة الوجه واستفاضتها ، يقول الشيخ على النورى الصفاقسى - رحمه الله -: " . . . وهذه الأحرف السبعة داخلة فى القراء ات العشرة، التى بلغتنا بالتواتر، وغيرها مما اندرس وكان متواتراً ، راجع إِليها ، لأن القران محفوظ من الضياع ولو تطاولت عليه السنون
( إِنَّا نحنُ نَزلنَا الذِِِِِِِِِِكـرَ وإِنَّا لَهُ ولَحَفِظـُونَ ) .
وقال : " مذهب الأصوليين ، وفقهاء المذاهب الأربعة، والمحدثين ، والقراء أن التواتر شرط فى صحة القراءة، ولا تثبت بالسند الصحيح غير المتواتر ولو وافقت رسم المصاحف العثمانية ، العربية( 30)اهـ.
وانظر إلي ما نقله ابن الجزري عن أبي شامة في النشر حيث قال:" والخلف (قال) الإمام الكبير أبو شامه في "مرشده": وقد شاع على ألسنة جماعة من المقرئين المتأخرين وغيرهم من المقلدين أن القراءات السبع كلها متواترة أي كل فرد فرد ما روى عن هؤلاء الأئمة السبعة قالوا والقطع بأنها منزلة من عند الله واجب ونحن بهذا نقول ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها " أ.هـ
حتي من يقول بصحة السند لابد عنده أن يشتهر الوجه وهو معني قوله :" ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها".

وانظر إلي قول الشيخ عبد الرزاق علي موسي في كتابه " الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية :" إن الذين ينطقون بالضاد المشوبة بالظاء قلة جدا بالقياس إلي من ينطقون بالضاد المتواترة والعالم كله مجمع علي قراءة القرآن بها حتى في بعض البلاد العربية الذين ينطقون بها شبيهة بصوت الظاء كالسعودية فإنهم يتحدثون بها في كلامهم خارج القرآن ، وأما القرآن فإنهم يقرؤونه بالضاد المتواترة كما تلقوها عن شيوخهم الذين يتصل سندهم بابن الجزري وغيره ، ويظهر ذلك جليا في وسائل الإعلام عندهم وفي قراءة قرائهم وأئمة الحرمين الشريفين ، وليس هذا فحسب بل في البلاد الأوربية الذين لا يعرفون اللغة العربية والذين عندهم أقليات إسلامية يذاع القرآن عندهم بالضاد المتواترة فظهر من هذه الفروق لكل منصف أن الضاد والظاء مختلفان في اللفظ والسمع والإجماع منعقد علي ذلك وأن الضاد المتواترة هي التي تختلف عن الظاء في اللفظ والسمع والضاد حرف من القرآن ولا نقبل فيه نطقا إلا إذا كان هذا النطق قد تواتر واستفاض ونقلته مئات الألسنة وسمعته مئات الآذان أما ما ينطق به لسان أو لسانان فلا حجة له علينا وهو مردود علي صاحبه ، ولم لم يكن هناك دليل علي بطلان الضاد الظائية إلا أنها لم تتواتر ـ فضلا عن كونها غير متصلة الإسناد ـ لكفي بذلك دليل ، فإن القرآن لا يعرف إلا بالتواتر ." صـ 137

أقول لهم : فلو خرجتم من الطاء فماذا تقولون في جهر الهمزة ؟؟... وصفها سيبويه بالجهر وهي عند المحدثين ليست مجهورة . كتاب " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد " صـ 207
وقال د/ عبد الصبور:" فقد ذكر القدماء وإمامهم سيبويه أن أصوات القاف والطاء والهمزة ـ من بين الأصوات المجهورة ، فإذا استثنينا الهمزة لثبوت عدم معرفة القدماء بطبيعتها (ولا حرج ولا تثريب عليهم في ذلك ) .." علم الأصوات صـ112

أقول : وهكذا ضاعت الهمزة الحقيقية التي وصفها القدامى من الكلام فَلَيتهم يصفوها لنا كما نطقوها بالوصف في الضاد والطاء وغيرها فلماذا أخذوا بما قاله القراء المعاصرون في الهمزة رغم مخالفتها لوصف سيبويه والقراء قديما ؟؟ فدل علي أن تلقي القراء عمدة وأساس في هذا العلم .

وأختم هذه النقطة في جواب للدكتور غانم قدوري حول الضاد القديمة قال فيه:" .

لا نختلف في أن نطق جمهور القراء اليوم للضاد لا يتطابق مع وصف سيبويه ومن تابعه في ذلك من علماء السلف ، والقول : إن بعض القراء اليوم ينطق الضاد القديمة الرخوة التي وصفها سيبويه يحتاج إلى دراسة وتحقيق قبل القطع بأنه عين ذلك النطق القديم الذي يجب التحول إليه ، وأحسب أن مثل هذا الأمر لم يتحقق بعد ، فلم يتيسر لنا سماع ذلك النطق ، وهذه محطات التلاوة القرآنية تعمل ليل نهار ولم ألحظ في القراءات المقدمة فيها مثل ذلك النطق ، وأنا لا أنكر أنه بالإمكان تكلف نطق الضاد القديمة لمن يحاول ذلك ، لكننا لا يمكن الجزم أنه عين الضاد القديمة الرخوة الحافيَّة المجهورة المستطيلة ، مع ما في هذا الصوت المصنوع من غرابة وصعوبة تمنع من تعلمه وترداده بالسهولة المطلوبة في نطق القرآن ، ومن ثم فإن المسارعة إلى إطلاق الأحكام في هذا الموضوع الذي شغل العلماء قديماً وحديثاً قبل التحقق منه أمر لا يخلو من المجازفة غير المحمودة ، وإذا تحققنا من وجود من يروي الضاد القديمة بصورة لا تقبل الشك لزمنا المبادرة إلى تلقيها عنه واعتمادها في قراءتنا للقرآن الكريم . ا.هـ كلامه
بعد بطلان قضية نطق حرف بحسب الوصف , وبعد بطلان احتجاجهم بالنصوص لأنهم محجوجون بنصوص الطاء والهمزة .نثبت بطلان أسانيدهم .

ولكن ننظر إلي قول الشيخ عبد الرزاق علي موسي في كتاب "الفوائد التجويدية" في رجوع السمنودي عن الضاد الظائية :" .. وقد رجع السمنودي عن هذا القول ورجوعه مسجل بصوته عند الشيخ أيمن سويد بجدة ولما سئل : هل قرأت بهذه الضاد المشوبة بالظاء ؟ قال : لا ، وإنما أخذتها من كتب النحو واللغة والأصوات .ا.هـ .. ثم قال : وأما بقية الشيوخ المسجل لهم فهم زملاؤنا ، ولم يقرأ أحد منهم بهذه الضاد ولا شيوخهم كذلك قرءوا بها ، هدانا الله وإياهم إلي سواء السبيل ." ص
139

ثم ذكر الشيخ عبد الرزاق أن الشيخ السباعي هو الوحيد كان ينطق بالضاد الظائية ثم حكي إنه ضرب وأهين وقالوا له (أفسدت علينا صلاتنا يا شيخ ) ثم علق بأنها لم تلق قبول الناس وهو دليل بطلانها " صـ 139/140


وقال ا.د غانم قدوري :" ولا يخفى عليكم أن قراء مصر والشام هم أعلى الناس إسناداً في القراءة ، وليس من السهولة تخطئتهم بناءً على دعاوى غير مسندة ولا مُتَيَقَّنَة ، وإذا كنا نشكك في ضبط أكثر أصحاب الإجازات في القراءة فعلى من سنعتمد في ضبط القراءة ؟! وقولك عنهم :إنهم "يقلدون كما علِّموا" ، هو المنهج الصحيح في تلقي القراءات ، وقد جاء في الأثر :" اقرؤوا كما عُلِّمْتُمْ ".ا.هـ


وهذا قول نحرير في هذا العلم الشيخ عبد الرزاق علي موسي يثبت أن الشيوخ المشهورعنهم الضاد الظائية لم يتلقوها بأسانيد عن شيوخههم بل تلقوها من كتب النحو كما هو في الفقرة السابقة . والشيخ علي سبيع سنده من حسن بدير عن المتولي والشيخ عامر تلميذ علي سبيع والذين نقلوا عن المتولي لم ينقلوا هذه الضاد ولا اشتهر عنه القول بها فدل ذلك علي أنهم لم يتلقوها عن شيوخههم ، وهذا القول يصدق علي الشيخ محمد مكي نصر صاحب كتاب " نهاية القول المفيد " حيث يصل سنده إلي المتولي .

وقد أفادني فضيلة الشيخ إبراهيم الجور يشي (مشرف الإجازات والأسانيد في منتدي البحوث والدراسات القرآنية) عندما طلبت منه : هل الأسانيد مدارها علي العبيدي في مصر ؟؟ فقال : بالنسبة لأسانيد أهل مصر فهي تنتهي لعده مشايخ غير الشيخ العبيدي وهناك عدة أمثلة أسوقها لكم ... مثال : أن الشيخ أحمد بن محمد سلمونه أخذ القراءات العشر الصغرى عن الشيخ سليمان بن مصطفى البياني وهو على شيخه صالح الزجاجي وهو على شيخه علي البدري وهو على أحمد بن عمر الأسقاطي ...

واليكم أيضا مثال أخر وهو : أن أسانيد أهل العراق لا تمرُّ بالشيخ العبيدي نهائيا وهي تصل إلى الشيخ محمد البقري مباشرة وأيضا توجد أسانيد أخرى تركية تلتقي عند الشيخ سليمان المنصوري وغير ذلك من الأسانيد
أما عن أسانيد الأفغاني ليس عندي الآن ، وإذا عثرت عليه أرسله لكم وجزاكم الله خيرا
محبكم في الله
إبراهيم الجوريشي " ا. هـ كلامه ــ حفظه الله ــ

هؤلاء عليهم مدار الأسانيد كما تري لم يشتهر عن أحد منهم القول بالضاد الظائية .. ونقول لإخواننا الظائيين .. هل يستطيع أحد منكم أن يعرض لنا سندا من طريق آخر كلهم يقولون بالضاد الظائية ؟؟ فإن قال قائل : هذا يحتاج أن تبحث في أسانيد العالم بأسره حتى تخلص لك هذه النتيجة؟؟ قلنا : هذه هي الأسانيد المقروءة بها في هذه الأيام وهذا ما عليه الناس ، فنحن أثبتنا صحة قولنا فاثبتوا أنتم صحة قولكم ، وطالما أنكم لم تجدوا سندا واحد متصلا كل رجاله ممن يقولون بالظاء ..بل قولكم ودل علي انقطاع دعواكم في اتصال أسانيدكم ، وثبت صحة قولنا والحمد لله رب العالمين .

وقبل إثبات أن الضاد الحالية لها أصل أحكي لإخواني طرفة وجدتها من أحد الظرفاء الذين كنت أناظرهم في الضاد الظائية .
طريفة:
ذكرت للظريف أقوال العلماء في الطاء ..فقال الظريف بداية : أنا لا أجد حلا لهذه المسألة ..ولأن الظريف لا يريد أن يعترف أنه انهزم .. جاء ثانية وقال وجدت نصوصا تفيد بتشابه الطاء والتاء دون الدال...
لما رأيت هذه النصوص وجدتها تتحدث عن باب (افتعل ) يعني مثل كلمة (اصتبر) علي وزن (افتعل) ولمَّا لحظ العرب قوة الصاد أبدلوا التاء طاء لكي تتلائم مع الصاد فأصبحت (اصطبر) واختاروا الطاء لأنها من من مخرجها وهي مطبقة كالصاد ، فحذر العلماء من التهاون في نطق الطاء لئلا ترجع إلي أصلها التي هي التاء ..فظن الظريف أن الطاء أصلها التاء ... والطريف في الموضوع أن أقوالهم في شبه الدال وباب افتعل في صفحة واحدة أو قل في باب واحد أو قل في كتاب واحد ..فلو كان عنده مثقال ذرة من عقل لحاول الجمع بينهما ،ولكنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ..

ثم نعود لقضية إثبات الضاد الحالية ولنجعلها علي هيئة سؤال:

والسؤال هل للضاد المصرية أصل ؟؟
قال د/محمد حسن حسن جبل فى كتابه "المختصرفى أصوات اللغة العربية " ــ وهو ممن يقولون بالضاد القريبة من الظاء ــ
" ... وتكون فى هذا النطق المتخفف كالضاد المصرية التى تشبه "الدال المفخمة" وشاهد وقوع هذا النطق مبكرا قول الأغلب العجلى ــ حين استنشده عامل عمر بن الخطاب رضى الله عنه ـــ
أرجزا تريد أم قصيدا ـــ وروى : أم قريضا ـــ
لقد سألت هينا موجودا
أم هكذا بينهما تعريضا
كلاهما أجيد مستريضا
فمقابلة الضاد فى القافية بالدال فى كلمتى "قصيدا" وموجودا" أو الأخيرة فقط يعنى أنه كان يحس أنهما متقاربان وكأنهما سواء ــوهذا لايكون إلا بنطق الضاد شديدة . ولهذا الأمر قيمته ، إذ يعنى أن الضاد المصرية ــ الدال المخمة الشديدة ــ لها أساس قديم فصيح . وأيضا نجد في وصف ابن سينا بخروج الضاد أنها شديدة . ا.هــ
انظر معانى القرآن للفراء 1/140،وشرح القصائد السبع لابن الأنبارى 516 ، ولسان العرب ( روض)

أقول: وطالما أنها ثبتت فى لهجات العرب جاز القراءة بها وخاصة فى هذا الحرف ووصف ابن سينا للضاد بالشدة ليس مخالفا للعلماء بل هي لغة موجودة يتناقلها الناس وإن كانت قديما قليلة وانظر إلي قول د/ جبل :" ولهذا الأمر قيمته ، إذ يعنى أن الضاد المصرية ــ الدال المفخمة الشديدة ــ لها أساس قديم فصيح ."


وهذه الأبيات حجة قوية لأن الشعر حجة عند العرب كما جاء في المناظرة التي ذكرها السيوطي في كتاب الإتقان في علوم القرآن :" قال أبوبكر بن الأنباري : قد جاء عن الصحابة والتابعين كثيرا ، الاحتجاج علي غريب القرآن ومشكلة بالشعر . وأنكر جماعة لا علم لهم علي النحويين ذلك ، وقالوا : إذا فعلتم ذلك جعلتم الشعر أصلا للقرآن قالوا : وكيف يجوز أن يحتج بالشعر علي القرآن ، وهو مذموم في القرآن والحديث قال : وليس الأمر كما زعموه من أنا جعلنا الشعر أصلا للقرآن ، بل أردنا تبيين الحرف الغريب من القرآن بالشعر ، لأن الله تعالي قال :( إنا جعلنا قرآنا عربيا ) وقال( بلسان عربي مبين ) وقال ابن عباس : الشعر ديوان العرب ، فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلي ديوانها ثم أخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب وقال أبو عبيدة في فضائله ـ ثم ذكر السند ـ عن ابن عباس أنه كان يأل عن القران فينشد فيه الشعر . قال أبو عبيدة : يعني كان يستشهد به علي الشعر" .... ثم أورد السيوطي ما كان بين ابن عباس ونافع بن الأزرق ، لما سأله نافع عن معاني بعض الكلمات كان ابن عباس يجيب بالشعر .. وهي قصة مشهور . الإتقان صـ 173 وما بعده .

فالذي ينكر الأبيات في الاستشهاد يرد عليه بوصف ابن الأنباري " وأنكر جماعة لا علم لهم علي النحويين ذلك " ولا أظن أن هناك تعقيبا علي هذه الجزئية بعد هذا القول . وتوصية كثير من الصحابة في قولهم :"عليكم بديوان العرب وهو الشعر" وهذا ثابت عن عمر وابن عباس وغيرهما فد علي حجية الشعر في إثبات اللغة مع ما هو ثابت في زماننا قراءة ..والحمد لله رب العالمين .

فإن قيل هذا مخالف لوصف كثير من العلماء للضاد وما دام أنه مخالف لا نأخذ به فما الجواب ؟؟

قلت : واللغة ليس فيها خلاف لأنها مبنية علي السماع فإن كان هناك ثمة خلاف فيحمل علي أنهما لغتان أو علي اللغة القليلة أو الغير مشهورة . أمَّا أن نقول : إن هذا مخالف لهذا ، فنترك هذه اللغة القليلة مثلا هذا ما لم نسمعه من قبل . ثم إن ابن سيناء وصفها بأنها شديدة ..فدل ذلك علي قدمها والحمد لله ، وابن سينا أحد علماء القرن الخامس الهجري حيث قال في كتابه " أسباب حدوث الحروف " ما نصه : وأما الضاد فإنها تحدث عن حبس تام عندما تتقدم موضع الجيم وتقع في الجزء الأمل إذا أطلق أقيم في مسلك الهواء رطوبة وحدة أو رطوبات تتفقع من الهواء الفاعل للصوت ويمتد عليها منحبسا حبسا ثانيا ويتفقأ فيحدث شكل الضاد " ا.هـ 18

إذن قد تبين لك أخي القارئ ثبوت الضاد المصرية قديما ولم تكن مشهورة عند علماء اللغة والتجويد ، وخلاصة القول إنها غير مخترعة بل كانت لهجة ولم تكن مشهورة .. وأما قول الإمام المقدسى في عدم قبوله للضاد المصرية حيث قال ( .. لما رأيت بمحروسة القاهرة التي هي زين البلاد كثيرا من أفاضل الناس فضلا عن الأوغاد يخرجون عن مقتضى العقل والنقل في النطق بالضاد ... ثم شاع الإنكار منهم علينا في كل نادٍ بين حاضرة وبادٍ فأردت مع طلب جمع من الإخوان وإشارة من بعض الأعيان أن أزيل الغبن من غير الرشاد ... وسميته بغية المرتاد لتصحيح الضاد . وقبل الخوض في المرام لابد من تقرير الكلام وتحرير المقام فليعلم أن أصل هذه المسألة أنهم ينطقون بالضاد ممزوجة بالدال المفخمة والطاء المهملة وينكرون على من ينطقون بها قريبة من الظاء المعجمة بحيث يتوهم بعضهم أنها هي وليس كما توهمه فنقول الكلام في إثبات ما أنكروه منحصر في مقدمة فيما يجب أن نقدمه وفصلين محيطين من الدلائل بنوعين وخاتمة لتنبيهات ودفع تمويهات ..) اهـ أما المقدمة فكانت في بيان مخرج الضاد ومالها من الصفات وأما الفصل الأول فذكر فيه ما يدل بالمعقول على أن اللفظ بالضاد كالظاء المعجمة هو المقبول وهي أدلة متعددة لاحت له بالنظر في المعقول فذكر اثنى عشر دليلا تعطي مثالا للبحث الصوتي الأصيل ومن ثَمِّ رأيت أن نقل تلك الأدلة مختصرة مع المحافظة على عبارة المؤلف مع التنبيه أن هذا الكلام المتسلسل لابن غانم المقدسي وهو كالآتي :
" أن علماء هذا الفن وغيرهم تعرضوا للفرق بينهما وبينوا الألفاظ التي تقرأ بالظاء والتي تقرأ بالضاد في مؤلفات مستقلة وغير مستقلة نظما ونثرا ... فياليت شعري لولا التشابه بينهما لفظا والالتباس حتى خفي الفرق بينهما على كثير من الناس لمَ كان هذا الجم الغفير يتعقبون القلم ويسودون القرطاس .."
" أن الضاد ليست في لغة الترك بل مخصوصة باللغة العربية ... دل عليه قول الأستاذ أبي حيان في كتابٍ له في اللغة التركية .... إذا علم ذلك فليس مفقودا في لغة الترك إلا الضاد الشبيه بالظاء المعجمة . أما هذا الحرف الذي يشبه الدال المفخمة والطاء المهملة الذي ينطق به أكثر المصريين ولنسمه بالضاد الطائية فموجود في لغة الترك في أكثر ألفاظهم كما يشهد به العارف في لغتهم بل السامع لكلامهم والموجود غير المفقود وبذلك يتم المقصود .."

" أن الفقهاء ذكروا أحكام من يبدل الضاد ظاء ... ولم يتعرضوا لأحكام من يبدلها بحرف غير الظاء كما تعرضوا لأحكام من يبدلها به فلولا التشابه بينهما لما كانوا يفعلون ذلك ..."
" أن بعض العلماء وصفها بالتفشي ولا تفشي فيه ...." قلت هذا في حد زعمه .
أنهم ذكروا أن من صفاتها النفخ ويشاركها فيه الظاء والذل والزاي ولا يتحقق ذلك إلا بالضاد الشبيهة بالظاء أما الضاد الطائية فلا يوجد فيها هذه الصفة كما يشهد به من أحاط بالمقدمة معرفة ..."
أنهم ذكروا من صفاتها الاستطالة كما مر ذكرها ومعناها في المقدمة وهي المميزة لها عن الظاء ولا يوجد في الضاد الطائية الاستطالة "
" أنهم ذكروا من صفاتها الرخاوة وهذا شديد الدلالة عند من ليس عنده غباوة فإنه لا رخاوة فيها إلا إذا أتت شبيهة بالظاء أما الضاد الطائية فمشوبة بالدال والطاء المهملة وكل منهما حرف شديد فكذا ما هو بينهما بل من عرف معنى الشدة والرخاوة وقدمناهما في المقدمة يجد هذا الحرف متصفا بالشدة قطعا مع قطع النظر عن الدال والطاء .."
أن هذا الحرف صعب على اللسان نص على ذلك علماء هذا الشأن ... فإذا كانت الضاد العربية بهذه المرتبة من الصعوبة وأنت ترى أن لا صعوبة في الضاد الطائية بل هي في غاية السهولة على اللسان يستوي في النطق العالم والجاهل والفارس في العلم والراجل فإنك تعلم بأن الضاد الطائية بعيدة عن الضاد العربية بمراحل .."
أن المخرج المنصوص عليه للضاد في الكتب المعروفة المتداولة ليس إلا للضاد الشبيه بالظاء المعجمة لا الطائية فإنهم قالوا في معرفة مخرج الحرف أن تسكنه وتدخل عليه همزة وتنظر أين ينتهي الصوت فحيث انتهى فثم مخرجه ..... وأنت إذا نطقت بالضاد الطائية وفعلت ما تقدم ذكره لا تجد الصوت ينتهي إلا إلى طرف اللسان وأعلى الحنك وهو مخرج الدال والطاء والتاء ولم نر أن أحدا ذكر أن مخرج الضاد من هذا المحل بل ما ذكرناه لها من المخرج مذكور في كتب لا تحصى في علم القراءات وعلم النحو ... فإن قيل : نحن نروي هذه الضاد الطائية بالمشافهة عن الشيوخ الراوين عن شيوخهم بالإسناد المتصل بأئمة القراء البالغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلنا لا عبرة بالرواية المخالفة للدراية إذ شرط قبول القراءة توافق العربية وقد بينا مخالفتها لما تواتر في كتب العربية والقراءات ... "
"أن من أوصافها الشجرية لقبها بها صاحب القدر الجليل إمام لنحو الخليل ولا يتأتى ذلك إلا إذا كانت شبيهة بالظاء فإن الضاد الطائية تخرج من طرف اللسان لا شجر الفم ...."
قولهم في صفة الإطباق ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا والصاد سينا والظاء ذالا ولخرجت الضاد من الكلام إذ لا يخرج من موضعها غيرها وهذا نص كلام الأستاذ أبي حيان في شرح التسهيل ومثله في شرح المفصل لابن يعيش وهذا كما ترى يخص الضاد الشبيهة بالظاء أما الطائية فتخرج من مخارج الحروف النطعية كما وصفت أخواتها ولقالوا : لولا الإطباق لصارت الضاد دالا بدل قولهم لخرجت من الكلام كما لا يخفى عن ذوي الإفهام ..."
أن أهل مكة التي نشأ النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو سيد العرب وما والاها من بلاد الحجاز التي هي محل العرب وموطنهم إنما ينطقون بالضاد شبيهة بالظاء المعجة ولا يسمع من أحد منهم هذه الطائية وهم نعم المقتدي لمن رام في هذا السبيل الاهتداء "
" الفصل الثاني : فيما يدل بالتصريح على أن التلفظ بالضاد شبيهة بالظاء هو الصحيح وهو المنقول من كلام العلماء الفحول المتلقى كلامهم بالقبول " وقد أورد المؤلف في هذا الفصل اثني عشر نصا عن كبار علماء العربية والتجويد ويستدل بهذه الأقوال أن الضاد تلفظ ظاءا
" وأما الخاتمة ففيها تنبيهات رافعة لتمويهات الأول : انه ليس مرادي بكون الضاد شبيهة وقريبة منها كونها ممزوجة بها غاية الامتزاج بحيث يخفى الفرق بينهما على المجيد لفن التجويد ..." ثم ذكر في الثاني الرد على قول من فسر الشجر بمجمع اللحيين عند العنفقة ورجح التفسير المنقول عن الخليل للشجر بأنه مفرج الفم ثم ذكر في الثالث : الرد على من فسر صعوبة الضاد بصعوبتها على العجم والترك ونحوهم ممن سوى العرب أما على أمثاله من العرب فلا صعوبة فيها .
وختم هذه التنبيهات بقوله " أن من ينطق بالضاد من مخرجها الخالص مع صفاتها المميزة لها حتى عن الظاء فهو في أعلى مراتب النطق بها ومن الفصاحة ودونه من ينطق بها من مخرجها مشوبة بالظاء لكن من مخرجها وبينهما نوع فرق ودونه من ينطق بها ظاء خالصة ومن يشمها الذال ومن يشمها الزاي ومن يجعلها لاما مفخمة وكذا من ينطق بالضاد الطائية فهو في أسفل مراتب النطقية بالنسبة إلى من سبق ذكره ..." اهـ قول المقدسي موجود في كتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري والموجود أمامكم منسوخ من بحث الضاد لفرغلي العرباوي .

والجواب علي المقدسي كالآتي :

أولا :هذه الأبيات حجة عليه وعلي غيره حيث تؤكد قدم الضاد المصرية قال د/ جبل تعليقا علي الأبيات :" ولهذا الأمر قيمته ، إذ يعنى أن الضاد المصرية ــ الدال المفخمة الشديدة ــ لها أساس قديم فصيح ." ومن قرأ حجة علي من لم يقرأ !!

ثانيا : قال المقدسي :" ... فإن قيل : نحن نروي هذه الضاد الطائية بالمشافهة عن الشيوخ الراوين عن شيوخهم بالإسناد المتصل بأئمة القراء البالغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلنا لا عبرة بالرواية المخالفة للدراية إذ شرط قبول القراءة توافق العربية وقد بينا مخالفتها لما تواتر في كتب العربية والقراءات "ا.هـ

الجواب : وهذا كلام لا يصح لأنه ثبت أيضا بالرواية ، ولا عجب في أن يخفي مثل ذلك علي هؤلاء فاللغة لا يحيط بها إلا نبي قاله الشافعي.. انظر إلي الأبيات السابقة .هذا مع ما قاله الشيخ عبد الرزاق علي موسي في الفوائد التجويدية وكذا د/أشرف طلعت في كتابه إعلام السادة النجباء نقلا عن الشيخ الضباع :" ..أن ابن غانم المقدسي ألف رسالة في هيئة النطق بالضاد سماها " بغية المرتاد لتصحيح حرف الضاد " فرغ من تأليفها سنة (985هـ) وأنه لما أعلنها ناقشه الشيخ شحاذة اليمني بحضور عدد من القراء في وقته ، فتراجع ابن غانم عن قوله واعتذر بأنه لا يقول بامتزاج الضاد بالظاء وإنما باختلاس الضاد لضعف إطباقها وتخف قوتها " إعلام السادة النجباء صـ21 والفوائد التجويدية ص129 .

والسؤال : هل ضاد علماء الأصوات المحدثين ـ الضاد الظائية ـ يدخل تحت قول ابن كثير :" يغتفر الإخلال بحرف الضاد ؟؟
أقول بالطبع لا .. لأن هذه الضاد منطوقة عن طريق الوصف (هي الآن ظنية الثبوت) ولا يوجد من يقول بها من الناس وهذا ما قاله علماء الأصوات أنفسهم ـ رغم قولهم بالضاد الظائية ـ ...فهي ضاد موجودة في الكتب ولذلك تجدهم يختلفون في طريقة أدائها لأنها مبنية علي اجتهادهم الشخصي في تحليل كلام سيبويه .

فلماذا نعدل عن الضاد الحالية الثابتة ونأخذ بضاد وهمية لا يمكن القول بأنها هي الضاد القديمة ، لأننا لم نسمعها وهذا أيضا مع قول ابن الجزري :" واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص علي إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم " ا.هـ ؟؟ ثم نقول : أيهما أولي : أن نأخذ بما سمعناه وكان موجودا منذ القدم وتواتر ؟؟ أم ما جاءنا عن طريق الوصف فيحتمل الصواب والخطأ ؟؟ ومن قال بغير ذلك فليسمّ لنا القبيلة أو البلدة التي تقرأ هذه الضاد ولن يستطيعوا لأن أهل التخصص لم يجدوا هذا الوصف في أي بلد .

فإن قال قائل:إذا كان الإجماع موجودا منذ القدم هل يتغير الآن ؟

أقول : نعم .. والدليل أن الطاء قديما كانت هي صوت الضاد الحالية ثم تغيرت وخالفت الإجماع ولم يعترض أحد.. أقول بل هي موجودة إلي الآن ..انظر قول جبل وغانم قدوري في وجودها .

أقول : إذا كان الأمر كذلك فكيف استخدم العرب قديما الضاد كما في الأبيات السابقة وهي تدل علي معني الضاد وليست الطاء ؟؟ فإن قالوا هذه لهجة أخري ، قلنا إذن يجوز لنا القراءة بها كما تلقيناه عمن سبقونا ،، ودل هذا الكلام أن الطاء الحالية جاءت نتيجة تطورات حدثت فلا ضاد ولا طاء .. فماذا بقي لنا من الأحرف ؟؟ ولماذا لا نأخذ بما يقوله القراء عن طريق المشافهة ؟؟ أليست المشافهة أسلم ؟؟ قال ا.د/عبد الصبور شاهين في كتابه ـ علم الأصوات ـ :" ...فإن صوتي الطاء والقاف يكونان قد تعرضا للهمس خلال القرون وصارا ينطقان بوصفهما الجديد مهموسين ،عند قراء القرآن وهم المقياس المثالي لسلامة النطق الحرفي للفصحي "ا.هـ صـ112 والقراء القائلون بالضاد الظائية لا يأخذون بالطاء الشبيهة بالضاد المصرية رغم مطابقتها لوصف سيبويه والقراء أيضا ؟؟

فإن قال قائل : ألم تقولوا : إن الطاء القديمة صوت الضاد ؟ فكيف تثبتون لنا صحة الضاد وهي صوت الطاء قديما ؟؟
أقول : لا ضير في ذلك فهناك كثير من الأمثلة التي تدل علي تغير الحرف وهي تحل بنفس المعني ما دام الناس تعارفوا علي ذلك في لغتهم ولهجاتهم مثل : (حتي حين) هذيل تقول (عتي حين ) فهي علي اللهجتين تفيد الغاية ، فتغير الحرف في اللهجتين والمعني واحد ،ومثل إبدال الشين من كاف يقولون ـ تميم ـ "ما جاء بش " يريدون "ما جاء بك" ونقل ابن جني في المحتسب قوله تعالي "قد جعل ربك تحتك سريا " يقرؤونها " قد جعل ربش تحتش سريا "ومثل "مده" يريدون "مدح" والأمثلة علي ذلك كثيرة في استعمال العرب للكلمات مع تغير حرف وبقاء المعني ، أعني أن العجيليين كانوا يستخدمون صوت الطاء القديمة في حرف الضاد وهذا ما عليه الناس اليوم ، هذا مع وصف ابن سينا بأنها شديدة.

... إذن هذه الضاد لها أصل قديم أيضا كما قدمنا ،وللمزيد في معرفة تغير حرف في كلمة مع عدم تغير المعني ارجع لكتاب الموضح للقرطبي وكذا للسان العرب.
والخلاصة : إن القرآن الكريم يؤخذ مشافهة وهناك بعض الأوجه التي كانت مشهورة وتركها القراء مثل إظهار الميم الساكنة عند الباء ، بل قال أبو علاء الهمذاني العطار :" وأكثر أهل الأداء علي إظهارها أيضا عند الباء " وقال المرادي:" القول بالبيان أشهر وعليه الأكثر" الدراسات الصوتية صـ392




وهكذا إخوتي في الله إذا أخذنا بأوصاف القدامى في الأحرف وتركنا ما عليه القراء في زماننا لغيرنا هذه الأحرف المختلف فيها كما يري علماء الأصوات ، فالذين أخذوا الضاد الظائية حسب الوصف كان يجب عليهم أن يأخذوا في الأحرف الأخري حيث لا يوجد لهم مستند في عصرنا سوي وصف سيبويه ، والعجيب أنك تري ممن لا علم عنده يقول لك هذه الضاد أخذناه مشافهة من شيوخنا فلا يعرف هذا المسكين أن شيوخه لم يتلقوا هذه الضاد ، إنما أخذوها بناء علي الوصف كما سبق .
وهذه الفقرة منقولة من بحث فتوي علماء الأزهر بتحريم الضاد الظائية: وفرغلي نقله من كتاب ( الجامع في علم التجويد ) . لفضيلة الشيخ / نبيل بن عبد الحميد وتمّ مراجعة هذا الكتاب من فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله ـ حفظهما الله ـ وكنت أنا والشيخ نبيل معا في معهد القراءات في بنها وكنا نقرأ معا علي العلامة الشيخ عبدالله الجوهري وكان معي أيضا في مقرأة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف في الإسعاف
وإليك كلامه:" قال المصنف من ( ص 222 : 231)

الفصل السادس
الفرق بين الضاد والظاء

لعل من مثيرات العجب أن نعقد فصلاً كاملاُ للتفريق بين حرفين اثنين , سبق الحديث عنهما في معرض حديثنا عن مخارج الحروف وصفاتها . والأعجب أن يفرد بعض أهل العلم لهذين الحرفين رسائل ومصنفات خاصة ؛ ذلك لأن اتجاهاً يفرط في القول بتقارب الحرفين مخرجاً , واشتراكهما في أغلب الصفات إلى حد يخرج نطق أحدهما دون حد فاصل عن الآخر . وبصورة أدق ينطقون الضاد ظاء أو على الأقل مشمة بها ؛ وقد واجه أهل العلم قديماً وحديثاً هذا الاتجاه وردوا على هؤلاء القائلين بالضاد الظائية , ومع تتابع الزمن وامتداد الآجال عاد هذا الاتجاه بصورة أكثر قوة وعاد أصحابه أكثر جرأة في محاولة تبرير اتجاههم وإضفاء الشرعية عليه ؛ وعملنا في الصفحات التالية هو مناقشة هؤلاء والرد على شبههم على النحو التالي :

أولاً : الحديث عن الفرق بين الضاد والظاء من جهة المخرج والصفة , وبيان أن هناك من هو أقرب منهما في المخرج واشتركا في جميع الصفات ولم يقل أحد بمثل قولهم بضرورة التشابه بين هذين الحرفين .

ثانياً : مناقشة الأدلة التي استند إليها أصحاب هذا الرأي وتفنيدها .

ثالثاً : هل لأصحاب الرأي رواية في الضاد الظائية عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أم هو باجتهاد منهم ؟

أولاً : الفرق بين الضاد والظاء

نفرق بين الضاد والظاء من حيث المخرج والصفة , وسوف يكون الحديث أولاً :
1 – من حيث المخرج :

تخرج الضاد من : أول إحدى حافتي اللسان بعد مخرج الياء , وقبل مخرج اللام مستطيلة إلى أول مخرج اللام مع ما يلي الضاد من الأضراس العليا وأول الحافة مما يلي الحلق .

تخرج الظاء : ما بين ظهر اللسان مما يلي رأسه وبين رأس الثنيتين العليين ويشاركها في هذا المخرج كل من الذال والثاء .

2 - من حيث الصفات :
الضاد – مجهورة , رخوة , مستعلية , مطبقة , مصمتة , مستطيلة .
الظاء - مجهورة , رخوة , مستعلية , مطبقة , مصمتة , ----- .

ولكي تتم الفائدة ويتضح أن هناك فرقاً بين الضاد والظاء في اللفظ نأخذ أمثلة لبعض الأحرف التي تقاربت تقارباً شديداً عن الضاد والظاء , وهي :

أ – مثال لحرفين تقاربا مخرجاً وصفة ولم يفترقا إلا في صفة واحدة وهما اللام والراء .

مخرج اللام : تخرج من إحدى حافتي اللسان لمنتهاه من جهة طرفه .
مخرج الراء : تخرج الراء من رأس اللسان مع ظهره مما يلي رأسه .
الصفات :
اللام : مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة , منحرفة , ---- .
الراء : مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة , منحرفة . متكررة .

فأنت تلاحظ : أن اللام والراء متقاربتان جداً في المخرج لدرجة أن بعض أهل العلم " الفراء " وموافقيه جعلوها متجانسين , واتفقا في جميع الصفات وتميزت الراء عن اللام بالتكرير .

ب – مثال آخر لحرفين اتفقا في الصفات واختلفا في المخرج : وهما التاء والكاف .

فالتاء مخرجها : ما بين ظهر اللسان وأصل الثنيتين العليين .
والكاف مخرجها : أقصى اللسان جهة أسفل مع ما يقابلها من سقف الحنك بعد مخرج القاف .
ومن جهة الصفات :

التاء : مهموسة , شديدة , مستفلة , منفتحة , مصمتة .
الكاف : مهموسة , شديدة , مستفلة , منفتحة , مصمتة .

فأنت ترى أن كلاً من التاء والكاف اشتركتا في جميع الصفات واختلفتا في المخرج .

ج – مثال ثالث لحرفي النون والميم :

مخرج النون : رأس اللسان وما يحاذيه من اللثة .
ومخرج الميم : ما بين الشفتين معاً .

من حيث الصفات :

النون : مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة .
الميم : مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة .

فأنت ترى أيضاً أن كلاً منم النون والميم اتفقا في جميع الصفات واقتربا في المخرج .

المناقشة : زعم أصحاب الضاد الظائية التشابه بين الضاد والظاء في النطق لقرب مخرجيهما , واشتراكهما في جميع الصفات ما عدا صفة واحدة وهي الاستطالة , وأنت ترى قد رأيت معي أن هناك حروفاً بينها تقارب أشدّ من الضاد والظاء , مثل اللام والراء , واشتركا في جميع الصفات , ولم يختلفا إلا في صفة واحدة , ولم يقل أحد بضرورة تشابهها في اللفظ من أجل هذا التقارب على رأي الجمهور , والتجانس على رأي الفراء وموافقيه , واتفاقهما في جميع الصفات ما عدا صفة التكرير التي تميزت بها الراء .

بل وأكثر من ذلك نجد أن كلاًّ من السين والزاي اشتركتا في المخرج واتفقتا في جميع الصفات ولم يقل أحد بضرورة التشابه بينهما لهذا التجانس لاشتراكما في المخرج واتفاقهما في جميع الصفات , ولم يفترقا إلا في صفة واحدة فقط وهي الهمس في السين ويقابلها الجهر في الزاي , ولولاهما لكانت السين زاياً , والزاي سيناً .

فأين الضاد والظاء من هذه الحروف ؟

فكل حرف شارك غيره في المخرج فلا يتميز عنه إلا بالصفات , وكل حرف شارك غيره في الصفات فلا يتميز عنه إلا بالمخرج .

وجهارة الضاد تعتبر مانعاً قوياًّ لاختلاطها بصوت الظاء , فإذا أردت أن تحقق صفة الجهر في الضاد ؛ فينبغي – كما يقول سيبويه – أن تشبع الاعتماد عليه في موضع خروجه , بحيث يمتنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه , ولرخاوتها جرى معها الصوت .

ثم اعلم : أن بعض الحروف أقوى في الجهر من بعض على حسب ما في الحرف من صفات القوة , ولذلك يعد حرف الضاد ضمن الحروف القوية في الجهر , وذلك لاجتماع صفات القوة فيه فيما عدا صفة واحدة وهي الرخاوة ؛ وعلى ذلك فإن نطق الضاد لابد من أن يكون الاعتماد قوياً على المخرج بما يتلاءم وما في الضاد من قوة الجهر وانحباس النفس .

أما الظاء ؛ ففيها إنزال رتبة في الجهر من الضاد , لأن صفات القوة التي اجتمعت فيها أقل من صفات القوة في الضاد , لوجود صفة الاستطالة في الضاد وهي من صفات القوة . فالرخاوة في الظاء تكون أكثر لخروجها من ذلق اللسان وأطراف الثنايا العليا , فيكون جريان الصوت فيها أقوى .

ثانياً : مناقشة الأدلة التي استند إليها أصحاب الضاد الظائية

استدل أصحاب الضاد الظائية بأقوال أهل العلم منهم المحدث والمفسر , ومنهم أهل الأداء ؛ فاستأنسوا بقول الحافظ ابن كثير صاحب التفسير , في معرض حديثه عن تفسير قوله تعالى ( وَلا الضَّالِّين َ)( الفاتحة: من الآية 7 ) قال رحمه الله : " والصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما , وذلك أن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس ؛ ومخرج الظاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ولأن كلاً من الحرفين من الحروف المجهورة ومن الحروف الرخوة , ومن الحروف المطبقة فلهذا كله اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميز ذلك " .

فأنت ترى معي كيف قدم ابن كثير كلامه بـ : " يغتفر الإخلال " , وختمه بـ : " لمن لا يميز ذلك " , إذا كان الأمر ليس كما ذهب القائلون بالضاد الظائية , فقوله : " يغتفر لمن لا يميز " حجة عليهم وليس حجة لهم ؛ إذ أن مفاد العبارتين أنه مما يقع فيه الخطأ واللحن , وأن من يمكنه التمييز بينهما لا يغتفر له خلط أحد الحرفين بالآخر .

فمن أخرج الضاد قريبة من الظاء يعتبر لحناً في كتاب الله كما ذهب إلى ذلك أهل الأداء في هذا العصور .

قال الإمام ابن الجزري : واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرف يعسر على اللسان غيره، والناس يتفاضلون في النطق به . فمنهم من يجعله ظاء مطلقاً، لأنه يشارك الظاء في صفاتها كلها، ويزيد عليها بالاستطالة، فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت ظاء، وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق. وهذا لا يجوز في كلام الله تعالى، لمخالفة المعنى الذي أراد الله تعالى، إذ لو قلنا الضالين بالظاء كان معناه الدائمين، وهذا خلاف مراد الله تعالى، وهو مبطل للصلاة، لأن (الضلال) هو ضد (الهدى)، كقوله: ضل من تدعون إلا إياه ، ولا الضالين ونحوه، وبالظاء هو الدوام كقوله: ظل وجهه مسوداً وشبهه، فمثال الذي يجعل الضاد ظاء في هذا وشبهه كالذي يبدل السين صاداً في نحو قوله: وأسروا النجوى و أصروا واستكبروا فالأول من السر، والثاني من الإصرار.

ثم قال : واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص على إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم.فإذا أتي بعد الضاد ظاء معجمة وجب الاعتناء ببيان أحدهما من الآخر لتقارب التشابه في نحو ( أَنْقَضَ ظَهْرَكَ)(الشرح: من الآية3) ( يَعَضُّ الظَّالِمُ)(الفرقان: من الآية27)

وإذا سكنت وأتى بعدها حرف إطباق وجب التحفظ بلفظ الضاد، لئلا يسبق اللسان إلى ما هو أخف عليه، وهو الإدغام، نحو قوله: فمن اضطر و ) اضْطُرِرْتُمْ)(الأنعام: من الآية119) وإذا أتى بعدها حرف من حروف المعجم فلا بد من المحافظة على بيانها، وإلا بادر اللسان إلى ما هو أخف منها، نحو قوله : ) أَعْرَضْتُمْ)(الاسراء: من الآية67) (أَفَضْتُمْ) (البقرة: من الآية198) .

فأنت ترى معي أن كلام ابن الجزري – وهو إمام هذا الفن – واضح جلي في بطلان من ينطق الضاد ظاء أو شبيه بالظاء , لأنه لا تشابه , بل التحذير لم يكن بين الضاد والظاء فقط في قوله , بل جعله عاماً في كل حرفين متجانسين أو متقاربين فأتى بمثال للطاء في نحو : ) اضْطُرَّ )(البقرة: من الآية)173 (اضْطُرِرْتُمْ)(الأنعام: من الآية119) وكذا التاء في نحو ( أَعْرَضْتُمْ)(الاسراء: من الآية67) )ا أَفَضْتُمْ)(البقرة: من الآية198) .

قال الشيخ زكريا الأنصاري في شرح قول ابن الجزري :

وإن تلاقيا البيان لازم

قال : فقال : البيان لأحدهما من الآخر لازم للقارئ لئلا يختلط أحدهما بالآخر فتبطل صلاته , وذلك في نحو قوله تعالى : ( أَنْقَضَ ظَهْرَكَ)(الشرح: من الآية3) وقوله في سورة الفرقان : ( يَعَضُّ الظَّالِمُ)(الفرقان : من الآية27) وهناك فرق بين العض والعظ .

وفي المنح الفكرية أيضا : قال ابن المصنف وتبعه الرومي : وليحترز من عدم بيانها , فإنه لو أبدل ضاداً بظاء وبالعكس بطلت صلاته لفساد المعنى .

قال المصري : فلو أبدل ضاداً بظاء في الفاتحة لم تصح قراءته بتلك الكلمة ؛ ثم قال : " وخلاصة المرام ما ذكره ابن الهمام : من أن الفصل إن كان بلا مشقة كالظاء مع الضاد فقرأ الطالحات مكان الصالحات تفسد , وإن كان بمشقة الضاد مع الظاء , والسين مع الصاد والطاء مع التاء قيل : تفسد وأكثرهم : لا تفسد " .

ونقول : وهذا أيضاً يؤيد ما ذهبنا إليه من أنه لم يخص الضاد مع الظاء ؛ بل الصاد والسين , والطاء والتاء .

ونفهم من ذلك : أن الحرفين تقاربا صفة ومخرجا لا بد من بيان أحدهما من الآخر , سواء الضاد والظاء أو غيرهما . والله أعلم .


ثالثاً : مناقشة القائلين بالظاء من جهة السند

وإذا كنا نتحدث عن الضاد الظائية المزعومة من جهة السند ؛ فلا يفهم من ذلك أننا نطعن في أسانيد هؤلاء العلماء الإجلاء , أو غيرهم , ولكننا نناقش ونفند ما زعموه , قاصدين من وراء ذلك بيان الحق في هذه المسألة .

ونقول : زعم هؤلاء وخاصة أهل هذا العصر منهم : أن الضاد الظائية منسوبة إلى فضيلة الشيخ عامر عثمان في هذا العصر – رحمه الله – مع ملاحظة : أن هذه القضية منذ أمد بعيد , ولم تكن في هذا العصر فقط .

ونقول لهم : إذا صح كلامكم فلا بد وأن تكون هذه الضاد وصلتنا عن طريق الرواية , عن طريق فريد عصره الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات – أطال الله في عمره - ؛ لأن كلاً من العالمين الجليلين يتقابل سندهما عند علامة العصر العلامة " المتولي " .

مع ملاحظة : أن الشيخ الزيات أعلى سنداً من فضيلة الشيخ عامر , فكيف تصل إلى هؤلاء هذه الضاد المزعومة ولا تصلنا ؟ مع أن المصدر واحد !!!

ثم إن كثيراً ممن تزعموا أمر هذه الضاد عادوا وتركوا الضاد الظائية إلى الضاد العادية , بل تزعموا الرد على من يدعي الضاد الظائية ومن هؤلاء العلماء : فضيلة الشيخ / ‘إبراهيم شحاته السمنودي , ذكر ذلك لنا فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف , وذلك عند قراءة الكتب الثلاث على فضيلته , ثم إن كل من قرأنا عليهم من العلماء لم يقرؤنا إلا بالضاد المشهورة التي تقرأ حالياً في مصر والحجاز خاصة الحرمين الشريفين وأكثر البلاد الإسلامية ؛ ثم إن وزارة الأوقاف المصرية كونت لجنة من كبار علماء القراءات في قطرنا الحبيب من بينهم أصحاب الفضيلة :

فضيلة الشيخ / رزق خليل حبة شيخ المقارئ المصرية – بارك الله في عمره –
وفضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف .
وفضيلة الشيخ / عبد الله الجوهري – رحمه الله –
وفضيلة الشيخ الدكتور / المعصراوي

وبعض العلماء الأفاضل , وانتهت هذه اللجنة إلى تأثيم من ينطق بالضاد الظائية واتفقوا على منع من يقرأ بها أو يقرئ .

ثم إن معظم علماء وقراء عصرنا على منع تعليم هذه الضاد المزعومة .وإليك البيان الذي أصدرته وزارة الأوقاف المصرية في ذلك .

نقول : أصدرت وزارة الأوقاف المصرية ؛ الإدارة العامية لشئون القرآن كتابها الدوري رقم ( 8 ) لسنة 1997 جاء فيه :

فقد شاع بين قلة من الذين يقرؤون القرآن نطق الضاد ظاء أو شبيهة بها الأمر الذي لو تركناه لأحدث فتنة كبرى , فضلاً عن أنه تحريف لبعض كلمات القرآن الكريم ؛ وقد جاء في هامش الفتوى الكبرى للإمام ابن حجر الهيثمي ج 1 ص 138 عن الإمام شمس الدين محمد الرملي بأن من أبدل الضاد ظاء سواء كان في الفاتحة أم في غيرها , من فعل ذلك قادراً عالماًً عامداً بطلت صلاته ؛ وصرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرحه للمقدمة الجزرية من كتاب المنح الفكرية ص 43 ؛ بأن من فعل ذلك فسدت صلاته وعليه أكثر الأئمة ؛ لذلك :

دعت الإدارة العامة لشئون القرآن إلى تشكيل لجنة يوم الاثنين الموافق 28 من ذي الحجة سنة 1417 هـ الموافق 5 / 5 / 1997 م , من المختصين والمهتمين بالحفاظ على القرآن غضاً طريّاَ كما نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ تكونت اللجنة من السادة :

1 – محمد عبد الباري , مدير عام شئون القرآن – رئيسا .
2 – رزق خليل حبة , شيخ عموم المقارئ – عضواً .
3 – محمود طنطاوي , وكيل المقارئ – عضواً .
4 – عبد الحكيم عبد اللطيف , شيخ مقرأ الأزهر – عضواً .
5 – محمود برانق , شيخ ومفتش مقارئ – عضواً .
6 – عبد الله الجوهري , مفتش مقارئ – عضواً .
7 – الشيخ د . أحمد المعصراوي شيخ مقرأ الحسين – عضواً .
8 – عباس محمد جبر , مدير إدارة التحفيظ – عضواً .
9 – محمود محمد عطية .

وبعد المناقشة المستفيضة : أقرت اللجنة : بأن القرآن الكريم قطعي الثبوت حرفاً حرفاً ونقل إلينا بالتواتر والتلقي إلى قيام الساعة , ولا يجوز إبدال أي حرف بحرف آخر أو شبيه به ؛ واتفقت اللجنة على ما ورد من أقوال الأئمة من أنه إذا نطقت الضاد ظاء أو شبيهة بها في الصلاة بطلت الصلاة ؛ وحرام على من قرأ بها أو يقرأ بها غيره . انتهى كلامه .

قلت : فحوى هذه الفتوى نقلته من كتاب ( الجامع في علم التجويد ) لفضيلة الشيخ / نبيل بن عبد الحميد بن علي . وتمّ مراجعة هذا الكتاب من فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله . ( حفظهما الله ) . من مطبوعات مطبعة الفاروق الحديثة للطباعة والنشر . 3 درب شريف من شارع راتب حدائق شبرا , ت 2055688 – 4307526 ." ا.هـ
وهذه الفتوي دلت علي عدم دخول الضاد الظائية في قول ابن كثير وتقدم الرد.

قد علمت أخي مما سبق ثبوت الضاد المصرية وعدم وجود الضاد الظائية إلا في الكتب كما قال علماء الأصوات .. ونحن إذا تتبعنا علماء الأصوات وتركنا ما أخذناه من مشايخنا لغيرنا أحرفا كثيرة يخطئ فيها علماء الأصوات علماء التجويد والقراء ،بل المعتمد المشافهة .


هذا ما من الله به علينا وأسأل الله السلامة من كل ذلك وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين .
والحمد لله رب العالميـــــــن
الحكيم أبو عمر عبد الحكيم
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم [align=right]

- لماذا هذا التعصب للرجال وللمشايخ الذين يتصل سندهم بالقدامى الذين أجمعوا على رخاوة الضاد وأثبتوا التشابه بين الحرفين بصراحة تامّة لا يشوبها شيء من الاحتمال ؟

- كيف يُعاب على ما يسمونهم بالظائيين مخالفة القراء اليوم وهم بدورهم يخالفون نصوص الأئمّة الذين كانوا أقرب الناس بالقرون المشهود لها بالخيرية والذين دوّنوا في كتبهم ما تلقوه عن مشايخهم. ؟

- أتظنّ يا أيّها الدكتور أنك ستتخلّص من هذه المسألة بمجرّد كلمات فقط وترمي بهذه السهولة ما أجمع عليه أئمّة هذا الفنّ قاطبة ؟ يمكنك أن تقول ما تريد ولكن نصوص الأئمّة ما زالت موجودة ولا تزال إلى قيام الساعة بإذن الله ولن يستطيع واحد محوها وحذفها فهي التراث الوحيد الذي يبيّن الكيفية الصحيحة التي قرأ بها أسلاف هذه الأمّة. ونحن مسئولون جميعاً عن ذلك وخاصّة أنّ المخطوط يُطبع الآن والحقائق ستظهر شيئا بع شيء فعلى الأقلّ أن لا تردّ هذه الضاد الأصيلة. ولا يُعاب على من قرأ بالضاد الدالية ما دام تلقاها عن شيخه ولكنه بمجرج الاطلاع على أقوال الأئمّة يتوقّف ويتمهّل ولا يردّ بهذه الشناعة لأنّ أقوال القدامى لا تردّ بهذه الشناعة إذ واجبنا قبل كلّ شيء توقيرها ومن لم يوقّرها لا أنتظر منه ما ينتظر طالب العلم من العلماء الربانيين.

- كيف تلقّى القراء بالقبول اليوم بعض المسائل التي بُنيت على أساس اجتهادٍ محض وبالمقابل يردّون ما أجمع عليه القراء القدامى في مسألة الضاد؟ أهذه منهجية نفتخر بها يا دكتور ؟ كان من السهل على القدامى أن يصفوا الضاد بالشدّة أو على الأقل بالبينية ولكنهم أجمعوا أقول أجمعوا على رخاوتها.



إن لم يكن للظائيين سند فمن أين للداليين سند حيث ينتهي سندهم إلى الذين أجمعوا على رخاوة الضاد

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائري
 
عودة
أعلى