أبو عبد المعز
Member
- إنضم
- 20/04/2003
- المشاركات
- 581
- مستوى التفاعل
- 24
- النقاط
- 18
الرجل الذي تناوبته الحياة والموت ست مرات!
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة : 259]
هذه آية الآية !!
الرجل صاحب الحمار جعله الله آية للناس والطريف أن قصته كلها معروضة في آية واحدة فقط (آية واحدة تضمنت احداث مائة عام وحوارات ومشاهدات وحجاج وعبر!)
ومن الطريف أيضا أن تكون هذه الآية مسبوقة بمناظرة خليل الرحمن مع الملك الظالم وهي مناظرة في آية واحدة
ومن الطريف أيضا أن تكون هذه الأية ملحوقة بتجربة خليل الرحمن وهي تجربة في آية واحدة أيضا
ومن الطريف أيضا أن تتحد الآيات الثلاث في موضوع واحد ذي فصول ثلاث:( إحياء،إماتة،بعث)
وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ
إفراد الآية إشارة إلى التميز والتخصيص فعلى سبيل المقارنة مع قصة أصحاب الكهف ( وهي القصة التي تخطر ببال قارئ قصة صاحب الحمار غالبا) نجد قصتهم آية معدودة في جملة آيات أخرى بدون تميز:
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا [الكهف : 9]
وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ [الكهف : 17]
لكن الرجل المار على القرية الخربة جعله الله آية وليس من الآيات...ولعل هذا التميز يفسر بكون الرجل مر بتجربة عمرية فريدة بين البشر فقد تناوبته الموت والحياة ست مرات وهذا عرض بحسب التسلسل الزمني
1- نوبة الموت الأصلية قبل أن تنفخ فيه الروح :
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة : 28]
قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ [غافر : 11]
2- نوبة الحياة العادية من نفخ الروح والخروج من الرحم إلى مروره بالقرية الخاوية على عروشها...
3- نوبة الموت الثانية : فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ
4- نوبة الحياة الثانية : ثُمَّ بَعَثَهُ
5- نوبة الموت الثالثة : لا شك أن الرجل قد مات بعد تجربته تلك وذاق الموتة الطبيعية التي قدرها على كل البشر:
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ [الأنبياء : 34]
6- نوبة الحياة الثالثة لا شك عندنا أن الرجل سيبعثه الله يوم القيامة ضمن المبعوثين
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا [الكهف : 47]
فتلك ستة كاملة!
لا يقال أن أصحاب الكهف كانوا كذلك لأنهم لم يموتوا في الكهف بل ناموا فقط :
فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا [الكهف : 11]
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا [الكهف : 18]
ولا يقال إن المسيح عيسى بن مريم كان كذلك لأنه لم يمت ولم يصلب بل رفعه الله إليه:
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [آل عمران : 55]
فالمراد به عند جمهور المفسرين هو: وفاة نوم، أي أن الله تعالى ألقى عليه النوم قبل رفعه إلى السماء. قال ابن كثير في تفسيره: وقال الأكثرون المراد بالوفاة هاهنا النوم؛ كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ [الأنعام:60]، وقال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً [الزمر:42]. انتهى.
وقال القرطبي في تفسيره عن قوله تعالى: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [المائدة:117] قال: قيل هذا يدل على أن الله عز وجل توفاه قبل أن يرفعه، وليس بشيء؛ لأن الأخبار تظاهرت برفعه وأنه في السماء حي، وأنه ينزل ويقتل الدجال، وإنما المعنى: فلما رفعتني إلى السماء. انتهى.
والله أعلم.
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة : 259]
هذه آية الآية !!
الرجل صاحب الحمار جعله الله آية للناس والطريف أن قصته كلها معروضة في آية واحدة فقط (آية واحدة تضمنت احداث مائة عام وحوارات ومشاهدات وحجاج وعبر!)
ومن الطريف أيضا أن تكون هذه الآية مسبوقة بمناظرة خليل الرحمن مع الملك الظالم وهي مناظرة في آية واحدة
ومن الطريف أيضا أن تكون هذه الأية ملحوقة بتجربة خليل الرحمن وهي تجربة في آية واحدة أيضا
ومن الطريف أيضا أن تتحد الآيات الثلاث في موضوع واحد ذي فصول ثلاث:( إحياء،إماتة،بعث)
وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ
إفراد الآية إشارة إلى التميز والتخصيص فعلى سبيل المقارنة مع قصة أصحاب الكهف ( وهي القصة التي تخطر ببال قارئ قصة صاحب الحمار غالبا) نجد قصتهم آية معدودة في جملة آيات أخرى بدون تميز:
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا [الكهف : 9]
وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ [الكهف : 17]
لكن الرجل المار على القرية الخربة جعله الله آية وليس من الآيات...ولعل هذا التميز يفسر بكون الرجل مر بتجربة عمرية فريدة بين البشر فقد تناوبته الموت والحياة ست مرات وهذا عرض بحسب التسلسل الزمني
1- نوبة الموت الأصلية قبل أن تنفخ فيه الروح :
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة : 28]
قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ [غافر : 11]
2- نوبة الحياة العادية من نفخ الروح والخروج من الرحم إلى مروره بالقرية الخاوية على عروشها...
3- نوبة الموت الثانية : فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ
4- نوبة الحياة الثانية : ثُمَّ بَعَثَهُ
5- نوبة الموت الثالثة : لا شك أن الرجل قد مات بعد تجربته تلك وذاق الموتة الطبيعية التي قدرها على كل البشر:
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ [الأنبياء : 34]
6- نوبة الحياة الثالثة لا شك عندنا أن الرجل سيبعثه الله يوم القيامة ضمن المبعوثين
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا [الكهف : 47]
فتلك ستة كاملة!
لا يقال أن أصحاب الكهف كانوا كذلك لأنهم لم يموتوا في الكهف بل ناموا فقط :
فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا [الكهف : 11]
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا [الكهف : 18]
ولا يقال إن المسيح عيسى بن مريم كان كذلك لأنه لم يمت ولم يصلب بل رفعه الله إليه:
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [آل عمران : 55]
فالمراد به عند جمهور المفسرين هو: وفاة نوم، أي أن الله تعالى ألقى عليه النوم قبل رفعه إلى السماء. قال ابن كثير في تفسيره: وقال الأكثرون المراد بالوفاة هاهنا النوم؛ كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ [الأنعام:60]، وقال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً [الزمر:42]. انتهى.
وقال القرطبي في تفسيره عن قوله تعالى: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [المائدة:117] قال: قيل هذا يدل على أن الله عز وجل توفاه قبل أن يرفعه، وليس بشيء؛ لأن الأخبار تظاهرت برفعه وأنه في السماء حي، وأنه ينزل ويقتل الدجال، وإنما المعنى: فلما رفعتني إلى السماء. انتهى.
والله أعلم.