الدواعي الخفية للدعوة العصرية لكتابة المصاحف بالتراتيب الزمنية

إنضم
18/08/2005
المشاركات
506
مستوى التفاعل
10
النقاط
18
العمر
67
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم

لا أكتب هذه المقالة لإعادة فتح موضوع ، و لكنه لفهم الدواعي المستترة ، و قد سأل بعض الإخوة عن الفائدة المرجوة من الدعوة لترتيب كتابة سور القرآن تبعا للتسلسل الزماني
و قد كتب د . ياسر النعيمي :
( ......العقبة الثانية: بيان فائدة هذا الترتيب،، فما الفائدة المرجوة من معرفة ترتيب جميع الآيات والسور زمنياً؟!
وأعتقد أن الفائدة ــ إن وجدت ــ فائدة قليلة لا تستحق هذا العناء وهذه الضجة التي أثارها المتحمسون لهذه الفكرة من المسلمين وغيرهم،، ويكفي في بيان عدم جدوى هذه الفائدة أن السلف الصالح لم يعتنوا بهذا الموضوع على النحو الذي يفعله هؤلاء. وفقنا الله جميعاً لمعرفة الحق واتباعه...) . اهـ​
* * *
و الظاهر أنها مسألة يراد بإثارتها باطل
و لها ما وراءها، و هي حلقة من عدة حلقات
و من بعض ذلك : ما يهدف إليه ما يسمون زورا بالقرآنيين ، و القرآن منهم براء :
فنادوا – أولا - بترك و حذف السنة النبوية ، و الاقتصار على القرآن . و فشلوا في ذلك ، و رد الله كيدهم ، و خاب سعيهم
ثم نادوا بالترتيب الزمني لسور القرآن في كتابة المصاحف ؛ بجعل موضع السور التي نزلت بمكة في اول المصحف ، و وضع السور التي نزلت بالمدينة في آخر المصحف ، و بمعنى آخر : جعل آيات و سور العقيدة و التوحيد في أول المصحف ، و وضع آيات و سور التشريع – المعاملات و الحكم و الجهاد – في آخر المصحف .
و هو تمهيد لفصل هذه السور أو إهمالها و تعطيلها ، وإثارة الشبهات و الشكوك فيها ، و عدم الاحتكام إليها في شئون الحياة . و بعبارة أخري : فصل أحكام الدين عن سياسة الدنيا و إدارة شئونها المتعددة . أي : العلمانية بصورة مستترة .
--------
و هو قريب مما صرح به هنا صاحب مقالة ترتيب القرآن وفقا للتسلسل التاريخي – في حديث لصحيفة النوفيليست السويسرية ؛ حيث سئل :
(( لماذا قرآن بحسب التسلسل التاريخي ؟

فأجاب : إنّ السور القرآنية غير مرتبة حسب التسلسل الزمني لتاريخ نزولها، وهذا ما يصّعب قراءتها. خلاصة القول، وبحسب الرواية، لقد قام الخليفة عثمان بترتيب سور وآيات القرآن بعد خمسة عشر أو عشرين سنة من وفاة محمد. حيث تمّ وضع السور الأكثر طولاً في بداية الكتاب رغم أن نزولها قد كان في وقت لاحق (بين 622 و632 بحسب التقويم الميلادي)، وذلك خلال الحقبة المدنية، في الوقت الذي أصبح فيه محمد رئيس دولة. وهذا ما يفسّر وجود قواعد تشريعية في هذه السور. في الحقيقة، إن تلك السور كانت أشدّ قسوة لأنها تنظم تشريعات الحرب، المجتمع، الخ.​

في المقابل، فإنّ السور المرتبة في آخر القرآن تتعلق بالحقبة الزمنية الأولى لمحمد كرسول في مكة، بين 610 و 622. هذه السور أكثر شعريّة وأخلاقية. باختصار، ووفقاً للتسلسل التاريخي، فإننا نقرأ القرآن حاليا بالعكس وهذا ما يجعله صعبا للفهم بالنسبة للشخص العادي. لقد قمت بإعادة ترتيب ذلك بشكل صحيح استناداً لتعليمات جامعة الأزهر في القاهرة التي تعتبر ذات نفوذ مهم في الاسلام السنّي.​

و لما سئل :
ما هي الفائدة من هذا التسلسل التاريخي؟

أجاب : يبين لنا التسلسل التاريخي كيف تطور الوحي وكيف أخذ بالتدرج من المرحلة النبوية والشعريّة إلى المرحلة الأكثر تشريعاً. وبالمناسبة، يوجد تيّار ديني في الاسلام، غير مقبول في جامعات العالم الإسلامي، ولكن يحاول إسماع صوته عن طريق الأنترنت، هذا التيار يطالب بالأخذ بالجزء الأول من القرآن الكريم الذي يعتبر أقل عنفاً وأكثر نبويةً. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى إعادة وضع التشريعات الإسلامية في سياقها التاريخي الثقافي وإعادة تفسير القرآن الكريم بطريقة تؤدي إلى تطبيق مبادئه الأخلاقية والعالمية دون غيرها. معظم المثقفين الليبراليين المسلمين ينضمون إلى هذا التيار ( المسمى بالقرآني) الذي يهدف إلى العودة إلى إسلام صافي. في هذا الوقت، لايستطيع أنصار هذا التيار التعبير بشكل فعلي وعلني عن آرائهم في غير آوربا.​

ولكن هناك أيضا إلى جانب القرآن الكريم ، الأحاديث النبوية، هذه الأفعال والتصرفات المنسوبة لمحمد قد وردت في موسوعات لا حصر لها وهي السنة ….​

نعم، كما أن تلك الأحاديث تؤثر بشكل كبير بالشريعة الإسلامية وتعتبر مصدره الثاني. فمثلا رجم النساء الزانيات وقتل المرتدين نجده في الأحاديث وليس في القرآن.. هناك تيار ديني آخر في الإسلام، هو أيضا مرفوض في الاسلام الرسمي، يقترح تصفية الشريعة الاسلامية من كل ما هو غير موجود في القرآن الكريم وترك السنة جانبا. )) . اهـ
[ حوار مع ....: ترتيب آيات القرآن الكريم بحسب التسلسل التاريخي ]

{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } .[الذاريات: 55]​
 
ما جاء في هذا المقال هو احد نتائج ترتيب القرآن الزمني. وهو ما يصل اليه المفكر السوداني محمود محمد طه في كتابه الرسالة الثانية من الإسلام والذي يعتبر ان القرآن المكي هو أصل الإسلام، أما القرآن المدني فهو قرآن سياسي يأخذ بالمعطيات المكانية والزمانية. وعليه فإنه يرى ان القرآن المكي ينسخ القرآن المدني وليس العكس. ومن المعروف ان المرحوم محمود محمد طه تم شنقه علم 1985 بتحريض من ألأزهر وتسفيق من من هيئات اسلامية اخرى. وكتبه ممنوعة التداول في العالم العربي والاسلامي، ولكن يمكن الوصول اليها جميعا من خلال الأنتيرنيت هذا الموقع. وأنا شخصيا اتبنى هذا الموقف وهو أحد الدوافع التي جعلتني انشر القرآن بالتسلسل التاريخي. ووفقا لما اعرفه لم ينادي المرحوم محمود محمد طه بنشر القرآن الكريم بالترتيب التاريخي، ولكن هذا الترتيب يساعد على فهم نظريته.
أشكر الدكتور الفاضل د.أبو بكر خليل للتنبيه الى هذه النقطة المهمة جدا. صحيح انه لا يتقف معها، ولكن هذا امر يستحق النقاش رفضا أو تأييدا. ويجب ان لا يخاف الناس من الافصاح عن آرائهم باللجوء الى التقية. فمن دون نقاش لا يمكن تقدم الفكر. وقد ذكرت نظرية المرحوم محمود محمد طه في مقدمة كتابي.
أما قوله في أن القرآنيون ينادون بنشر القرآن بالتسلسل التاريخي، فهذا يستحق التوسع فيه لمعرفة من منهم يطالب بذلك وما قاموا به لتحقيق هذه الخطوة التي اعتبرها خطوة أكثر اهمية مما يدعى الربيع العربي.
 
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

كنت أتمنى أن يكون هذا السامي علميا وأخلاقيا ليثمر حوارا نستفيد منه جميعا ولكن تبين لنا بعد تقدم الجدال كيف ظهرت عورته وتناقضاته مما يثبت أنه لا يريد شيء وراء كل تلك التخبطات والدعاوى المرسلة إلا حب الظهور الذي يقصم الظهور وهذا ما حدث فعلا في حواراته هنا وهناك، ولم يأتي هنا أو لم يؤتى به إلى هنا لتكرار ما يقول إلا تحقيق نفس الهدف. وبعد ان اطلعت على بعض ما يقول رأيت صورة مطابقة لما عند اليمين المتطرف الغربي سواء في المحتوى او الشكل او استخدام الميديا، وسوف ينضم هذا السامي الى السلسلة التي يحتفي بها اليمين المتطرف وهي سلسلة من المتخصصين وهم عندهم كل من قال وانتقد بما يوافق توجهاتهم "اكسبير" متخصص من متخصصة صومالية ايان هيرسي آلي الى متخصصة بل "دكتورة" و "بروفيسورة" وفاء سلطان إلى متخصص هندي سلمان رشدي وامثالهم كثير وكلهم في الحقيقة أقزام إذا تم مقارنتهم بروبرت سبنسر في هذا المجال حول اللاتسامح اصله الاعتقاد الحرفي بان القرآن كلام الله، والعنف كنتيجة منطقية لتعاليم الشريعة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.

فوجب التمييز هنا بين هذا النوع ونوع آخر يريد بالترتيب الزمني أشياء أخرى اكاديمية بحثية او سياسية.
 
الوقاحة الصبيانية - اعتذار نولدكه عما كتبه في " تاريخ القرآن "

الوقاحة الصبيانية - اعتذار نولدكه عما كتبه في " تاريخ القرآن "


بعض المستشرقين كانوا أكثر احتراما لأنفسهم و مكانتهم العلمية ؛ فلم يترددوا و لم يأنفوا من الإعلان عن خطئهم ، بل " وقاحتهم " كما قالوا عن أنفسهم ، فيما كتبوه من قبل عن الإسلام و القرآن ، و من هؤلاء المستشرق الألماني المشهور تيودور نولدكه - صاحب كتاب " تاريخ القرآن " - فبعد ما يقرب من الخمسين سنة من إصداره كتابه هذا ، كتب في تقديمه للطبعة الثانية منه ، ما يأتي :
(( و قد قام ( يعني تلميذه الذي عهد إليه بإعادة النظر فيه لإعادة طبعه ) بقدر الإمكان بجعل الكتاب الذي أنجزته بسرعة قبل نصف قرن مراعيا المستلزمات الحاضرة .
أقول ( و الكلام هنا لنولدكه ) : " بقدر الإمكان " ؛ لأن آثار الوقاحة الصبيانية لن يمكن محوها بالكلية ، من دون أن يعاد تأليف الكتاب من جديد . بعض ما قلته حينذاك بقليل او كثير من الثقة ، انعدمت به ثقتي لاحقا )) .اهـ
هذا ما قاله نولدكه في 1909 م ، في تقديمه للطبعة الثانية لكتابه " تاريخ القرآن "
· * *
و الأمر الذي يثير الاستهجان بل الاشمئزاز ، أن يعاود بعض صبية المستشرقين الآن ترديد ذلك الذي وصفه معلموهم من قبل قرن من الزمان بـ " الوقاحة الصبيانية " ، و " عدم الثقة " !
 
ليس عيباً أن يخطئ الإنسان في فهمه وفي تصوره لظروف معينة قد تكون غيبت عنه الحقيقة
ولكن العيب أن يتمسك بالخطأ بعد أن تتضح الأمور
وأشد منه عيبا من يعرف الطرق الموصلة إلى الحقائق والتي يتفق عليها العقلاء ، ثم يستخدمها في جانب ، ويعرض عنها في آخر ...وهذه طبيعة مرضى القلوب ، والذين ذكرهم الله في كتابه فقال:
(وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) ) النور​
 
عودة
أعلى