انتهت بحمد الله الحلقة التاسعة من برنامج أضواء القرآن
وكانت بعنوان:
البدع العملية المتعلقة بالقرآن الكريم
وكان ضيف الحلقة:
الشيخ أحمد بن عبدالله بن محمد آل عبدالكريم، المحاضر بقسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومؤلف كتاب (البدع العملية المتعلقة بالقرآن الكريم)
وقد أدار اللقاء د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري، الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود .
وكانت حلقة ماتعة ومركزة وثرية بالمعلومات
وقد تحدثت عن أبرز البدع المتعلقة بالقرآن وتاريخ ظهورها
وإليكم أبرز ما نوقش فيها باختصار:
**البدع هي طريقة مخترعة في الدين يقصد بهاالتعبد.
والبدع العملية المتعلقة بتلاوة القرآن الكريم هي كل فعل ظاهر يُقصد به التعبد والتقرب إلى الله لكنه لا يستند فيه إلى دليل.
**الفرق بين البدعة والمعصية أن المعصية يعلم صاحبها أنهيرتكب معصية لكن البدعة يظن صاحبها أنه يتقرب بها إلى الله. لذا فهي أعظم لما فيهامن افتراء على الله, كما أنها تتضمن تلميحا بأن الدين ناقص لم يكتمل.
**سبب وقوع بعض الناس في البدع إما لتنشئتهم في بيئة تنتشر فيها البدعوإما بسبب وسائل الإعلام التي تعمل على نشر البدعوتهوينها على المجتمع, وإما بسبب قياس الأمور المستجدة على مالا يصح القياس عليه. كمن يقيس سنية تقبيلالمصحف على تقبيل الحجر الأسود وجواز تقبيل الأطفال لأن تقبيل كلام الله أشرفوأعظم. وهذا قياس باطل.
**من البدع المتعلقة بتلاوة القرآن الكريم: تقبيل المصحف وجعل ذلك عادة وعبادة يتقرب بها إلى الله لأنه لا أصل لذلك. ولا بأس فيمن فعل ذلك على غير العادة وعلى غير قصد العبادة.
**من البدع المتعلقة بتلاوة القرآن الكريم: تلاوته على المقامات الموسيقية الخاصة بأهل الغناء, ولم يذكر هذا الأمر في كتب القراءات والتجويد المتقدمة إلا في مقام التحذير منه, وقد أدرك أنس بن مالك رضي الله عنه من يفعل ذلك فأنكره, وأما حديث ((ليس منا من لم يتغنى بالقرآن)) فالمقصود بالتغني فيه تحسين الصوت والعناية بتطبيق أحكام التجويد.
ومن يقرأ معتنيا بأحكام التجويد لا يضره على أي مقام كان ولا أي مقام قصد لأن العبرة هي المحافظة على أحكام التجويد.
**من البدع المتعلقة بتلاوة القرآن الكريم والمنتشرة في بعض المجتمعات قراءة بعض سور القرآن قراءة جماعية في المساجد بعيد الصلوات. وقراءة القرآن عبادة لم تشرع بهيئة الجماعة ولا بالإدارة, وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: ((لا يجهر بعضكم على بعض في القراءة)).
**من البدع المتعلقة بتلاوة القرآن الكريم المنتشرة في أغلب المساجد: كتابة الآيات القرآنية علىالأبواب وعلى المحاريب وغيره وهذا لا ينبغي لأن حرمة القرآن لا تناسب أن تكون زخرفة, كماأنها تشغل المصلي.
**من البدع المتعلقة بتلاوة القرآن الكريم: قراءة القرآن في المحافل والاجتماع لذلك واستئجار القراء لذلك. وكذلكاستئجار قارئ لقراءة القرآن على القبور. وهذا الاستئجار قد منع منه الفقهاء ولم يستحبه منهم أحد, وقد استدلوا على ذلك بقوله تعالى: (( ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا)) فالقرآن لا يباع بهذه الطريقة فهو أجل وأعظم.
**من البدع المتعلقة بتلاوة القرآن الكريم والتي لم تصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم قراءة سورة يس على المحتضر, وإنما الصحيح أن يقرأ على المحتضر في حال احتضاره وكربه أي آيات من القرآن الكريم. قال عليه السلام ((إذا حضرتم الميت فلا تقولوا إلا خيرا)) وكلمة (خيرا ) هذه تعم كل خير, ولاشك أن كتاب الله خير ما ينطق به, فقراءة القرآن على الميت ليست سنة وإنما هي من جملة المشروع.
**ليس من الحكمة هجر المبتدع في تلاوة القرآن الكريم وقطع الأواصر به والبراءة منه وإنما يجتهد العاقل في نصحه لأن بدعته متعلقة بالأعمال وليس بالاعتقاد وليست من البدع المكفرة ولم يقل قائل بكفر صاحبها. وإنما يستحق من المولاة بقدر ما فيه من الخير والصلاح والسنة, ويستحق البراءة بقدر ما فيه من الشر والفجور والبدعة.
**حكم قراءة القرآن وإهداءثوابها للميت , وهل يعد ذلك بدعة؟
الرأي الأول من اختار وصول الثواب للميت قال بذلك ابنتيمية وابن القيم والسعدي وابن عثيمين.
أما الرأي الثاني اختار عدم وصوله للميت قال بهالشافعي والألباني وغيرهم.
وجمهور السلف على وصول ثواب القراءة للميت.
**من البدع العلمية المتعلقة بتلاوة القرآن الكريم: بدعة جمع القراءات فيالتلاوة, وقد ظهر ذلك في مدارس الإقراء متأخرا حيث أُذن بها للمتأهل المتعلم وليس للمبتدئ ولا للعامة.
**منالبدع العملية المتعلقة بتلاوة القرآن الكريم: ختم القرآن الكريم في صلاة الفريضة وهو مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم, ولا نقول بسنية ختم القرآن في النوافل ولا ببدعيته وإنما هو على الجواز.
وقد حظيت الحلقة بمداخلات هامة ومتنوعة من كل من :
*أ.د. إبراهيم بن سعيد الدوسري أستاذ الدراسات القرآنية بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
*و د.سهل بن رفاع العتيبي الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود.
*الشيخ عبدالعزيز الطريفي ، الباحث بوزارة الشؤون الإسلامية.
نسأل الله أن يبارك لهم جميعا في علمهم وعملهم, وأن يجزيهم خير الجزاء على ما بذلوا من أوقاتهم من أجل خدمة كتاب الله. وفقنا الله وإياكم لمرضاته.