**أهمية معرفة آداب تلاوة القرآن الكريم لتعلقها ولزومها لكل مسلم في تلاوته للقرآن سواء في الصلاة أم في خارجها.
**معنى آداب تلاوة القرآن: أولا الأدب هو: وصف لحالة السلوك التي تعتري القارئ سواء كان هذا السلوك واجبا أو مستحبا.
وآداب القرآن متدرجة تشمل (ما يتأدب به الطالب مع القرآن, ومع نفسه, ومع شيخه الذي يعلمه)
**لابد -لتعلم أي علم- من جملة من الآداب, وقارئ القرآن الذي هو أشرف العلوم يجب عليه أن يكون ذا أدب جم, فلا يكفيه من الآداب الظاهر منها وإنما يعتني بالباطن منها والذي هو من أعمال القلوب. كما ينبغي عليه أن يتخلق بأخلاق القرآن التي هي في نص القرآن (وما أكثرها) وكذلك الأخلاق التي يتصف بها القرآن ذاته كالكرم والبذل والعزة والصدق وغيرها.
**من آداب قراءة القرآن قبل تلاوته : الطهارة واستقبال القبلة والسواك إن أمكن, ثم اختيار المكان الذي يعين على الخشوع, واستحضار القلب.
من آداب قراءة القرآن أثناء التلاوة: الاستعاذة والبسملة, استحضار عظمة القرآن الكريم وجماله وبلاغته, التدبر والتفكر في آياته ومافيها من أوامر ونواهي.
**تعد الاستعاذة بالله قبل الشروع في القراءة عنوان البدء بالقراءة وهي من تهيئة المكان: المكان القلبي (بتهيئته واستعداده للتلاوة واستقبال آيات الله) والمكان الحولي (بتخليته من الجن والشياطين ووساوسهم).
**ينبغي على قارئ القرآن أن يخلي قلبه لاستقبال كلام الله, فيتفكر فيما يتلو من الآيات ويتأمل ما فيها من أوامر ونواه وأمثلة وحكم وغيرها, ومن فاته ذلك فقد فاته من الخير الكثير.
**من تجارب بعض المشايخ الكرام أن بذل جهد عشر دقائق في حفظ كتاب الله أو بعض متون الشاطبية باستحضار للقلب خير من جهد ساعة وساعتين بانشغال القلب وانصرافه.
**لا خلاف على وجوب الاستعاذة في بداية القراءة, وكذلك البسملة بعد الاستعاذة في أول القراءة وفي أول كل سورة عدا سورة براءة.
أما عند وصل سورة بسورة بنفس واحد دون الوقف فمن القراء من يبسمل, ومنهم من لم يبسمل. أما إذا وقف فتلزمه البسملة.
وأما عند بدء القراءة من أثناء السورة فيكتفى بالاستعاذة دون البسملة فالبسملة ليست واجبة لكن أئمة الأداء يرون أن القارئ مخير بالإتيان بها أو تركها, وإن أتى بها فلن يعدم أجر تلاوتها, كما أن البعض يرى أن الآيات التي تتحدث عن الله أو عن رحمته وجنته...الخ يقتضي الإتيان بها تأدبا مع الآيات, والعكس فإن جاءت آيات تتحدث عن الشيطان أو عن عذاب الله فيكتفى بالاستعاذة.
** التنبيه على أهمية تلقي القرآن من معلم متقن بالمشافهة كما تلقاه الرسول عليه السلام من جبريل, ثم تلقته الأمة بعد ذلك جيلا بعد جيل. وهناك بعض الأحكام التجويدية التي إن وصفت وصفا دقيقا يصعب على المتعلم استيعابها إلا بالتلقي من شيخ متقن.
**يجوز أخذ معلم القرآن الأجرة نظير وقته وليس نظير قراءته خاصة إذا كان ليس له إلا الاشتغال بالإقراء الذي يشغله عن السعي لقوته وقوت عياله. إما إن كان يأخذ مقابل قراءته فإن أعطي كثيرا قرأ كثيرا وأتقن أكثر؛ وإن أعطي قليلا فرط؛ فهذا لا يجوز. ولا شك أن عدم أخذ الأجرة هو الأكمل.
**آداب حفظ القرآن الكريم ومراجعته تعين على إتمام مشروع الحفظ دون التوقف, ومن تلك الآداب:
*أن تبدأ بما تيسر لك حفظه ولو كان سطرا.
* أن يخصص الحافظ لنفسه حظا من النظر في المصحف حتى ترتسم الصفحة في ذهنه.
*أن يخصص الحافظ لنفسه حظا من الاستماع للجزء الذي يريد حفظه.
*الاقتصار على نسخة واحدة من المصحف حتى يألف الحافظ مكان الآيات ذهنيا.
*أن يجعل لنفسه نصيبا من التكرار فإذا ما استطاع قراءة الجزء الذي يحفظه غيبا فليثبته بالتكرار.
*الحرص على تخصيص ورد ثابت للمراجعة.
**ضرورة التفات معلم القرآن إلى العناية بتعليم طلابه التطبيق أكثر من حرصه على حفظهم, والتطبيق يشمل تعليمهم التجويد وتعليمهم سائر آداب قارئ القرآن.
**من له حظ كبير من تلاوة القرآن وهو حريص على ذلك؛ لابد أن يحب القرآن ويحب العيش مع آياته, فيدفعه ذلك إلى الحرص على حفظه واستحضاره غيبا في صلاته وقيامه وسائر أوقاته.
**أهمية العناية بتحسين الصوت في القرآن الكريم والتغني به, والعناية بالتلوين الصوتي يزيد القراءة رونقا (وهو تنويع الصوت بحسب المناسب لمعنى الآية).
**لابد أن يحرص معلم القرآن على توضيح الخطأ للطالب ويبسطه له ويترفق في توجيهه بالشكل الذي يتقبله.
**بعض السلوكيات التي يقوم بها الناس مع القرآن والتي تدل على تعظيمه كتقبيله وعدم وضعه على الأرض, ورفعه في مكان عال تشريفا له, والعناية به وبأوراقه ونسخه.... وما إلى ذلك، فلا بأس بها ما دام لم يقصد بها تخصيصها بالتعبد.
**من آداب مجلس الإقراء ـ الذي يتكون من (معلم وطالب وقرآن) ـ مايلي:
*التوقير المتبادل بين هذه الأركان الثلاثة. والأدب في المجلس عموما (في الجلسة وفي الدخول والخروج, ومسك المصحف...الخ)
*على المعلم أن ينبه الطالب على أخطائه بحرص ورفق وتناصح وليس بعدم اهتمام ولا بعنف ولا بسخرية. وأن يحاول التأكد فهم الطالب لما يصححه له.
*على الطالب تصيح أخطاءه ومتابعتها وبذل الجهد للتخلص منها. وعليه التأدب مع المعلم خاصة حين يلفت نظره إلى خطئ لم ينتبه له المعلم. وكذلك يفضل عدم القراءة على أكثر من شيخ في نفس الوقت.