انتهت الحلقة الخامسة والعشرون من برنامج أضواء القرآن
وهي بعنوان: قواعد مهمة في التعامل مع تفسير السلف للقرآن الكريم .
وقد شرفت الحلقة بضيف كريم هو:
د. مساعد بن سليمان الطيار ، الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود، ورئيس المجلس العلمي بمركز تفسير للدراسات القرآنية.
أدار اللقاء د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود ، و مدير عام مركز تفسير للدراسات القرآنية
وقد كانت حلقة ثرية مكملة للحلقة الماضية التي تحدثت في ذات الموضوع مع إجمالها لما سبق.
وإليكم بعض ما جاء فيها باختصار:
**إذا أُطلق مفهوم السلف إطلاقا خاصا كان لدينا معيار زماني ومعيار منهجي. فالمعيار الزماني مستنبط مما حدده الرسول صلى الله عليه وسلم بخير القرون (الطبقات الثلاث). أما المعيار المنهجي فهو مستنبط من قول النبي صلى الله عليه وسلم حين عرّف من هم السلف.
ولابد من الاعتداد بالمعيارين معا.
** أوضح د.مساعد ماهو المقصود بالتفسير الذي نتحدث عنه في هذه الحلقة فقال: معلوم أن التفسير هو بيان معاني كلمات الله. وحدود هذا التفسير: إذا انسبك الكلام المترجم عن المعنى في السياق (المعنى العام) دون خلل = كان ذلك تفسيرا, فإن حدث خلل في المعنى العام لم يكن تفسيرا. فالتفسير منه المنقول البحت (وهذا لا مجال للنقاش فيه). ومنه تفسير الاختلاف الذي يدخله الاجتهاد. وهذا هو موضوعنا الذي نتحدث عنه.
**قال البعض أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتكلم عن أخبار العلم وظواهره ومعجزاته لأن الناس في زمانه قد يكذبوه!!. وهذه تهمة خاطئة, لأن الصحابة قد صدّقوا الرسول صلى الله عليه وسلم في أبعد من ذلك كالإيمان بالوحي وخبر السماء والإسراء والمعراج وغيرها.
**يرى د. مساعد أن من أسباب توقف العقل السلفي على الإتباع = ظهور المعتزلة والعقليين وخوضهم بالباطل.
**ليس في القرآن كلمة لا يعلم معناها الصحابة ولا السلف بمجموعهم. لأن الصحابة ومن بعدهم لم يتوقفوا عن تفسير كل كلمة. فلا تكاد تجد مقطعا من الآيات لم يتكلم في تفسيرها السلف, وهناك بعض الآيات لا تحتاج إلى تفسير إلى وقتنا الحاضر لوضوحها.
**مجموع تفسير الصحابة لا يخرج الحق منه, فمن أقصى تفسيرهم وقال بتفسير علمي جديد, فإما أن يأتي تفسيره موافقا لهم فيُقبل وفق شروط وضوابط, وإما أن ينفي تفسيره وصول السلف للحق في تفاسيرهم ويثبته لنفسه. فهذا لا شك في مخالفته للمنهج الصحيح.
والخلاصة: أنه لا يجوز أن نجتهد في تفسير القرآن الكريم فنأتي بتفسير جديد يناقض تفسير السلف, أما إن كان تفسيرينا يضيف على تفسير السلف ولا يلغيه, أو يرجح من أقوال السلف ما هو أحق وأصوب فلا مانع من ذلك.
**فقه تفسير السلف من الأمور المهمة, ومن لا يباشر التفسير ويقرأ فيه كثيرا بروية وتعمق فقد لا يفهم تفسير السلف فهما صحيحا.
**طرق السلف في التفسير كثيرة منها :
*الاختصار مع بلوغ المعنى.
*يعتمد تفسيرهم على المعنى دون تحرير اللغة.
*التعبير عن التفسير بما يطابقه في اللغة.
*التعبير عن تفسير اللفظ باللازم.
*التعبير عن المعنى العام بالمثال.
**من يقول بأن معاني القرآن تتغير في كل عصر هو مخطئ لأن القرآن ثابت المعنى منذ عصره الأول.
ومن يقول أن القرآن الكريم له ظاهر وباطن (أي معنى باطنا يخالف الظاهر) فقوله مردود. لأن الباطن لابد أن يوافق الظاهر,
فإن خالفه فإما أن يكون الباطن خاطئ, وإما أن يكون فهمنا للظاهر خاطئ.
**العصمة للمنهج لا للأفراد, بمعنى أن أخطاء الأفراد لا ترد مجموع المنهج.
**مصطلحات السلف في تفاسيرهم كثيرة منها:
مصطلح (النسخ) ومفهومه لديهم: رفع أي جزء من أجزاء الآية, ومنه رفع المتوهم.
مصطلح (النزول) ويعنون به: لفظ النزول بعمومه ويشمل سبب النزول المباشر وغير المباشر.
**وقد حظيت الحلقة بمداخلتين هاتفيتين من كل من:
- الشيخ محمد صالح سليمان (أبو صفوت)
- والشيخ نايف بن سعيد الزهراني .
وقد أثريا الحلقة بمداخلتيهما فجزاهما الله خيرا.
نسأل الله أن يبارك في جهود الجميع وأن يجعل ماقدموه من علم بركة عليهم في الدنيا والآخرة.