انتهت للتو الحلقة الواحدة والعشرين من برنامج أضواء القرآن
وكانت بعنوان:
تفسير القرآن بالقرآن وأهميته في أصول التفسير .
وقد شرفت الحلقة بضيف كريم هو :
فضيلة الشيخ الدكتور محسن بن حامد المطيري ، الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود .
أدار اللقاء د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري ، الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود
وقد كانت حلقة ماتعة نافعة مبسطة تهم شريحة كبيرة من المشاهدين تحدثت عن تفسير القرآن بالقرآن وتعريفه ومصادره وضوابطه وأهم كتبه.
وإليكم أبرز ما نوقش فيها باختصار:
**علم التفسير هو: علم قائم على مباني وطرق وأساليب, ولا يمكن الوصول إليه إلا عبر هذه الطرق وإلا ضل من تركها وخرج عنها.
**أشهر مقدمات أصول التفسير مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية, وقد أفاض فيها, وتناول فيها تفسير القرآن بالقرآن, فقال: إن أحسن طرق التفسير هي تفسير القرآن بالقرآن . وقد نبه على ذلك أيضا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في كتابه أضواء القرآن وهو أوسع ما ألف في ذلك.
**المقصود بتفسير القرآن بالقرآن هو: بيان معان القرآن بالقرآن.
هو أوسع أنواع التفسير وهو أوسع من تفسير القرآن بالسنة.
** مراتب تفسير القرآن بالقرآن:
*المرتبة الأولى: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بالقرآن ومثال ذلك:((الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)) وقد شق على الصحابة إطلاق كلمة بظلم, فاستفهموا عن المراد بها من الرسول صلى الله عليه وسلم ففسرها لهم الرسول بأنها ليست تعني عموم الظلم وإنما تفسرها وتخصصها آية أخرى هي: ((إن الشرك لظلم عظيم))
*المرتبة الثانية: تفسير القرآن للقرآن ومثال ذلك: ((والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق؟؟ * النجم الثاقب))
*المرتبة الثالثة: تشمل كل من فسر القرآن بالقرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم كــ (المجمل والمقيد والعام والخاص والمطلق واالمخصص ... الخ).
مثال (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة)) عذاب الزانية قد خصص إطلاقه في موضع آخر: (( فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب)).
*المرتبة الرابعة: سياق القرآن الكريم.
*المرتبة الخامسة: الوجوه والنظائر.
* المرتبة السادسة: الجمع بين الآيات, مثل المتشابهات. ومثال عليها مراحل خلق الإنسان المتفرقة في آيات القرآن الكريم.
*المرتبة السابعة: التنظير بين الآيات فيقال: هذه الآية (كـ) هذه الآية.
*المرتبة الثامنة: التفسير الموضوعي.
**نشأ تفسير القرآن بالقرآن مع بداية الوحي, ودليل ذلك (( لا تحرك به لسانك لتعجل به* إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرآنه فاتبع قرآنه* ثم إن علينا بيانه)) فهذه الآية تعد أصلا في نشأة تفسير القرآن بالقرآن.
**من الصحابة من كان معتينا بتفسير القرآن بالقرآن كعبدالله بن عباس رضي الله عنه, وكذلك ابن مسعود رضي الله عنه لكنه كان يعتني بتفسير القرآن بالقراءات أكثر.
**بعض تفسير القرآن للقرآن (أي تفسير الآية بما يأتي بعدها من آيات) لا يستقيم مثال ((فلله المكر جميعا)) فلا يصح تفسيرها على ما بعدها ((يعلم ما تكسب كل نفس...)) لأنه ينفى صفة المكر عن الله.
**هناك أثر لعلي بن أبي طالب أرسل ابن عباس رضي الله عنهما وأوصاه: فقال: لا تخاصمهم بالقرآن لأنه حمال ذو وجوه ولكن خاصمهم بالسنة. وقوله هذا ينبه على حجية القرآن.
**ابن تيمية يرى أن أحسن التفسير تفسير القرآن بالقرآن, وأتى بعده الزرقاني فقسم التفسير إلى تفسير بالمأثور وتفسير بالرأي والاجتهاد. ورأى أنه لا يجوز أن يخالف أحد التفسير بالمأثور.
وهذه العبارة مشكلة. لأن التفسير بالمأثور غير ملزم, لأنه يدخله الرأي والاجتهاد. فلا يلزم قبوله.
**من مصادر تفسير القرآن بالقرآن ما يكون تفسيرا إلحاديا. ككتاب: الهداية والعرفان لتفسير القرآن بالقرآن, وكذلك كتاب البيان بالقرآن لمصطفى النهدوي.
وبعض المصادر بعيدة عن تفسير القرآن بالقرآن ككتاب: تفسير القرآن بالقرآن للخطيب.
**ضوابط ينبغي مراعاتها عند تفسير القرآن بالقرآن, لأن منه ما يكون صحيحا ومنه ما يكون خطأ.
*عدم مخالفة تفسير القرآن بالقرآن لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
*لزوم التفصيل في تفسير القرآن بالقرآن فلا يقبل مطلقا وإنما لابد من التفصيل فيه.
*التفسير الصريح للقرآن أولى بما هو أقل منه.
**تقديم دلالة السياق يوضح معاني الكثير من الآيات ومن ذلك: ((قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين* ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيدي الخائنين*وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إنه هو الغفور الرحيم)) فاختلفوا فيمن قال ((وما أبرئ نفسي...)): هل هي امرأة العزيز أم يوسف عليه السلام؟؟, فقال الجمهور أن هذا من كلام يوسف عليه السلام لأن فيه لجوء إلى الله سبحانه تعالى. وأن امرأة العزيز إنما قالت فقط ((ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين))
والقول الثاني فيها: أن الأصل اتصال السياق فهذا من قول امرأة العزيز, واستدلوا على ذلك بأن يوسف عليه السلام لم يكن حاضرا في هذا الحوار بل كان في السجن.
**القرائن في تفسير القرآن بالقرآن تشمل السياق والضمائر وغيرها.
**تفسير القرآن بالقرآن منه المتواتر ومنه الشاذ.
**أسباب الخطأ في تفسير القرآن : الغفلة عن اللغة, اتباع المتشابه وترك المحكم, الخطأ في الاعتقاد, التعصب ,الحمل على المجاز.... الخ.
نسأل الله أن يجزي ضيفنا الكريم ومحاورَه خير الجزاء, وأن ينفعنا والمشاهدين الكرام بما سمعنا وما علمنا.