وعليكم السلام،
كان هناك تعليق أعلاه مع الأخ باسل قلت فيه ،
الآية التى تسبق آية خلق آدم مباشرة تقول (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ -29-البقرة
أى أن الله تعالى خلق الأرض بكل ذلك الجمال والتوازن والتآلف وسخّره للبشر ،
إلا أن هناك خلق سيخلقه الله تعالى سيفسد كل ذلك الجمال ويخرب ذلك الميزان،
الله تعالى قال للملائكة ما ترونه فى الأرض من جمال وبديع صنع، سيكون فيها من لا يقدّر كل ذلك بل سيفسد فيها وسيسفك الدماء ومن سيكفر بي !
فكانت دهشتهم وسؤالهم (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)-
فسؤالهم لماذا يخلق خليفة بهذه الصفات على الأرض ولا يخلق فيها مثلهم صالحين يسبحونه ويقدسونه ؟
وكانت إجابة الله تعالى (إنّى أعلم ما لا تعلمون)
فلم يقل لهم (من أنبئكم بهذا؟ أو كيف تكهنتم بهذا؟)، هذا يعنى أنه أخبرهم بأمر ذلك الخليفة على الأرض وهو ما تم حذفه إيجازا وبلاغة،
ثانيا : هناك آيات كثيرة تقول أن الشر فى البشر والكفر نسبته أكبر من الخير :
وأقرب مثال أن إبني آدم قتل أحدهما الآخر! ، لم يكن هناك ذهب ولا بترول وأطماع بعد، فقط بسبب الحسد !، بل آدم نفسه عليه السلام نسي عهد الله تعالى وإتبع وسوسة الشيطان وأكل هو وزوجه من الشجرة .
والآيات :
حتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)- هود
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ – الحج
وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)
وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)
فَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)
وقليل من عبادي الشكور
إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59) – هود
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)
تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8
ثالثا:
إذا كان علمهم من اللوح المحفوظ عن صفات ذلك الخليفة، فهل لم يطّلعوا فى اللوح المحفوظ على حكمة ذلك الخلق وقدراته؟ أو لم يطلعوا فى اللوح المحفوظ بأنه تعالى سيرسل لذلك الخليفة رسل وأنبياء وصالحين ؟ أو يطلعوا على أى تفاصيل أخرى؟
وإذا كان الملائكة قد علموا من حياة الجن سابقا على الأرض، فهل الجن ليس لديهم رسل أو حرية إختيار أو يمنحهم الله تعالى علوما (تناسب قدراتهم) كما منح البشر؟
أى كأن الملائكة سألته مندهشة (أتجعل فيها- للمرة الثانية - من يفسد فيها ويسفك الدماء؟) فأجابهم الله تعالى (إنّى أعلم ما لا تعلمون)؟!
صدق الله العظيم
كتبت أنت أعلاه :
- لو كان ذلك الحذف صحيحا لما تكلم العلماء عن مسألة تتعلق بهذه الآية، وهي قولهم: كيف عرفت الملائكة أن ذرية آدم ستفسد في الأرض وتسفك الدماء؟
فقيل: إنهم اطلعوا على اللوح المحفوظ، وقيل قاسوا على أمة الجن التي سبقتهم ...
أما لو كان ذلك الحذف قائما لعلم بديهة أن الملائكة عرفوا تلك الصفات بإخبار الله عنها.
أقول:
العلماء السابقون بشر مثلنا يجتهدون ويصيبون ويخطئون، وهناك الكثير الكثير من العلوم والإستنباطات فى القرآن الكريم لم يكتبوا عنها أو يفهموها بالصورة الصحيحة !