علي عبد الصمد الهتاري
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم اجعلنا في أحسن ما جئتنا به من الحق بإذنك
زعم بعض علماء اللغه أنه لاتوجد تورية في القرءان الكريم , وقد عللوا ذلك بان التورية ضرب من الكذب والقرءان منزّه عن ذلك . وقبل أن ننظر
في هذا الزّعم لنعرف مامعنى التورية .
التورية لغة : الستر .
التورية نوع من انواع البلاغة والمحسنات البديعية , وتعني إطلاق لفظٍ له معنيان , معنى ( قريب ) يصل إلى الذهن لأوّل وهلة ولا يقصده الكاتب ,
ومعنى ( بعيد ) لا يصل الى الذهن إلا بعد تمعّنٍ ورويّة و يقصده الكاتب .
وإليك بعض الامثله , قال الشاعر :
يا عاذلي فيه قلْ لي ---- إذا بدا كيف أسلو ؟
يمـرّ بي كلّ وقتٍ ---- وكلما (مرّ) يحلو .
فكلمة ( مرّ ) لها معنيان ماخوذة من المرارة أو من المرور .
او كقولنا : قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم . فينتظر السامع منك بقية الحديث وإنما قصدتَ قالَ من القيلوله .
وفي الامثله العاميه صلّيتُ الظّهر بالمغرب او هل يجوز أكل الليمون قبل العصر . العصر هنا لها معنيان وهو وقت العصر أو عصر الليمون .
ونقول لهؤلاءتعلمون حتماً أنّ الله لا يعجزه بأن ياتي بالتورية في قرءانه .
ولكي نعرف ذلك لنتمعّن في الآية التالية ,
قال تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , ( فان خفتم شقاقَ بينِهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها .. ) وما يهمنا هنا
جملة( شقاقَ بينِهما ) , حيث أضاف الله الظرف ( بين ) لكلمة شقاق , وأطلق الظرف ( بين ) وهو المعنى الظاهر وأراد ( البين ) وهو البُعد والفراق,(1)
وعلى كلامنا العادي سنقول الآية هكذا : فان خفتم شقاقاً بينََهما بتنوين القاف نصباً من كلمة شقاق , ونصب نون بينَهما .
والمعنى على قول الله تعالى : إبعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها عندما يحدث شقاق ( بين ) أي شقاق فراق وبُعد وليس عند أي شقاق .
وعلى معنى كلامنا : إبعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها عندما يحدث بينهما أي شقاق والسبب في تغير المعنى لإننا نكّرنا كلمة شقاق فجعلناها شقاقاً .
أمّا على كلام الله فهي مُعرّفةً ظاهراّ وباطناّ , أمّا ظاهراّ فهي مُعرّفة بالإضافة إلى الظرف ( بين ) وأمّا باطناّ فهي مُعرّفة بالإضافة الى ( البينْ ) اللذي
هو الإسم ومعناه البُعد والفراق فتأمل ذلك .
وعلى هذا ترى أن الله استعمل التورية بطريقةٍ ذكيةٍ وساحرةٍ وبليغةٍ وخاليةٍ من الكذب .
والله أعلم .
والحمد لله رب العالمين .
(1) وإنما أضيف الشقاق إلى البين، لأن البين قد يكون اسما، كما قال جلّ ثناؤه: «لَقدْ تقطَّعَ بَيْنُكُمْ» في قراءة من قرأ ذلك.( تفسير الطبري ) .
(1) البين: يكون فرقة ووصلا، واسما، وظرفا متمكنا، والبعد، وبالكسر: الناحية، والفصل بين الأرضين، وارتفاع في غلظ، وقدر مد البصر . ( عن القاموس المحيط )
أللهم اجعلنا في أحسن ما جئتنا به من الحق بإذنك
زعم بعض علماء اللغه أنه لاتوجد تورية في القرءان الكريم , وقد عللوا ذلك بان التورية ضرب من الكذب والقرءان منزّه عن ذلك . وقبل أن ننظر
في هذا الزّعم لنعرف مامعنى التورية .
التورية لغة : الستر .
التورية نوع من انواع البلاغة والمحسنات البديعية , وتعني إطلاق لفظٍ له معنيان , معنى ( قريب ) يصل إلى الذهن لأوّل وهلة ولا يقصده الكاتب ,
ومعنى ( بعيد ) لا يصل الى الذهن إلا بعد تمعّنٍ ورويّة و يقصده الكاتب .
وإليك بعض الامثله , قال الشاعر :
يا عاذلي فيه قلْ لي ---- إذا بدا كيف أسلو ؟
يمـرّ بي كلّ وقتٍ ---- وكلما (مرّ) يحلو .
فكلمة ( مرّ ) لها معنيان ماخوذة من المرارة أو من المرور .
او كقولنا : قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم . فينتظر السامع منك بقية الحديث وإنما قصدتَ قالَ من القيلوله .
وفي الامثله العاميه صلّيتُ الظّهر بالمغرب او هل يجوز أكل الليمون قبل العصر . العصر هنا لها معنيان وهو وقت العصر أو عصر الليمون .
ونقول لهؤلاءتعلمون حتماً أنّ الله لا يعجزه بأن ياتي بالتورية في قرءانه .
ولكي نعرف ذلك لنتمعّن في الآية التالية ,
قال تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , ( فان خفتم شقاقَ بينِهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها .. ) وما يهمنا هنا
جملة( شقاقَ بينِهما ) , حيث أضاف الله الظرف ( بين ) لكلمة شقاق , وأطلق الظرف ( بين ) وهو المعنى الظاهر وأراد ( البين ) وهو البُعد والفراق,(1)
وعلى كلامنا العادي سنقول الآية هكذا : فان خفتم شقاقاً بينََهما بتنوين القاف نصباً من كلمة شقاق , ونصب نون بينَهما .
والمعنى على قول الله تعالى : إبعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها عندما يحدث شقاق ( بين ) أي شقاق فراق وبُعد وليس عند أي شقاق .
وعلى معنى كلامنا : إبعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها عندما يحدث بينهما أي شقاق والسبب في تغير المعنى لإننا نكّرنا كلمة شقاق فجعلناها شقاقاً .
أمّا على كلام الله فهي مُعرّفةً ظاهراّ وباطناّ , أمّا ظاهراّ فهي مُعرّفة بالإضافة إلى الظرف ( بين ) وأمّا باطناّ فهي مُعرّفة بالإضافة الى ( البينْ ) اللذي
هو الإسم ومعناه البُعد والفراق فتأمل ذلك .
وعلى هذا ترى أن الله استعمل التورية بطريقةٍ ذكيةٍ وساحرةٍ وبليغةٍ وخاليةٍ من الكذب .
والله أعلم .
والحمد لله رب العالمين .
(1) وإنما أضيف الشقاق إلى البين، لأن البين قد يكون اسما، كما قال جلّ ثناؤه: «لَقدْ تقطَّعَ بَيْنُكُمْ» في قراءة من قرأ ذلك.( تفسير الطبري ) .
(1) البين: يكون فرقة ووصلا، واسما، وظرفا متمكنا، والبعد، وبالكسر: الناحية، والفصل بين الأرضين، وارتفاع في غلظ، وقدر مد البصر . ( عن القاموس المحيط )