التنغيم ودلالته في القرآن الكريم المبحث الثالث

إنضم
28/07/2012
المشاركات
116
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
37
الإقامة
العراق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين الى قيام يوم الدين وبعد :​

الاخوة الافاضل اضع بين ايديكم دراسة التنغيم ودلالته في القران الكريم المبحث الثالث
[FONT=&quot]المبحث الثالث[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]دلالة التنغيم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذكرنا سابقا ان دراسة التنغيم من اهم جوانب الدراسة الصوتية خصوصا واللغوية عموما ، بل من اكثرها خطورة بسبب تعدد النغمات في البيئة او البيئات اللغوية ، وقد ذكرنا بان التنغيم اوسع من ان يحصر [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]فالوظيفة الدلالية يمكن رؤيتها لا في اختلاف علو الصوت وانخفاضة فحسب ولكن في اختلاف الترتيب العام لنغمات المقاطع [/FONT][FONT=&quot]"[FONT=&quot][1][/FONT] .[/FONT]
[FONT=&quot] فاءذا قلت [/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]جاءَ محمدٌ[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]قد تكون إثباتا وقد تكون تأكيدا لمن قام بالحدث [/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]والتنغيم [/FONT][FONT=&quot]" [/FONT][FONT=&quot]هو الفيصل في الحكم والتمييز بين الحالتين [/FONT][FONT=&quot]"[FONT=&quot][2][/FONT] .[/FONT]
[FONT=&quot] وقد اكد الدكتور تمام حسان هذا بقوله عندما تعرّض لمبحث التنغيم [/FONT][FONT=&quot]: " [/FONT][FONT=&quot]وربما كان له وظيفة نحوية هي تحديد الإثبات والنفي في جملة لم تستعمل فيها اداة الاستفهام فتقول لمن يكلمك ولا تراه [/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]أنت محمدٌ ، مقررا ذلك ومستفهما عنه وتختلف طريقة رفع الصوت وخفضه في الاثبات عنها في الاستفهام [/FONT][FONT=&quot]"[FONT=&quot][3][/FONT] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد قدّم الدكتور سلمان العاني دراسة متكاملة بيّن من خلالها العلاقة بين النبر ودرجة الصوت ، اذ يرى ان درجة الصوت تختلف عن النبر ؛ لانها لا تنبني على شدة الصوت ، ولكنها تعتمد بشكل أساسي على الذبذبة الأولية النسبية التي تتوالى داخل التعبير [/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]وهذا لا يعني ان النبر ودرجة الصوت لا يقعان على نفس المقطع في التعبير ، بل كما يمكن لدرجة الصوت ان تعمل مستقلة عن النبر فاءنه يمكن ان يجتمعا على نفس المقطع [/FONT][FONT=&quot]"[FONT=&quot][4][/FONT] .[/FONT]
[FONT=&quot] وحاول الدكتور سلمان العاني تحليل التنغيم في مختلف انواع الكلام المستعمل في اللغة مثل [/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]الجمل الخبرية ، والنداء ، والطلب ، والاستفهام ، اذ يقول [/FONT][FONT=&quot]: " [/FONT][FONT=&quot]وليس هذا التحليل بأية حال عملا شاملا لظاهرة التنغيم ولكنه عرض متواضع للجوانب الرئيسية المستعملة في اللغة [/FONT][FONT=&quot]"[FONT=&quot][5][/FONT] .[/FONT]
[FONT=&quot] ويعمل في النظام النغمي كما يعرضه الدكتور العاني اربعة مستويات لدرجة الصوت ، وتعرف هذه المستويات بالأرقام ، وعلى النحو الاتي [/FONT][FONT=&quot]:[/FONT]
[FONT=&quot]1 = [/FONT][FONT=&quot]درجة منخفضة [/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]2 = [/FONT][FONT=&quot]درجة متوسطة [/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]3 = [/FONT][FONT=&quot]درجة عالية [/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]4 = [/FONT][FONT=&quot]درجة عالية جدا [/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] ومن المؤكد ان هذه المستويات الاربعة ليست مطلقة ، بل نسبية [/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]ويمكن ان نوجز نتائج تلك الدراسة فيما ياتي [/FONT][FONT=&quot]:[FONT=&quot][6][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot] الجمل الخبرية [/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]النمط [/FONT][FONT=&quot]2 – 2 - 1 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأمر[/FONT][FONT=&quot] : [/FONT][FONT=&quot]النمط الغالب [/FONT][FONT=&quot]2 – 3 – 1 .[/FONT]
[FONT=&quot] الاستفهام [/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]النمط الغالب [/FONT][FONT=&quot]3 – 2- 1 .[/FONT]
[FONT=&quot] النداء [/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]النمط الغالب [/FONT][FONT=&quot]2 – 3 – 1 .[/FONT]
[FONT=&quot] التعجب [/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]النمط الغالب [/FONT][FONT=&quot]2 – 3 – 1 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ويتضح من هذا التحليل تميز الجمل الخبرية بنمط متوسط ومنخفض من النغمات ، بينما يتميز أسلوب الطلب بأنواعه بنمط عال من النغمات[/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][7][/FONT][/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وفي ختام حديثنا عن دلالة التنغيم يرى الباحث ان من مظاهر التنغيم إزالة اللبس عن معنى الجملة ، وبه يدرك الفرق بين المعاني [/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]وهذا يأتي باءتقان مجموعة طرق الأداء في النطق تتمثل بالنبر ، والوقف ، والسكت ، والإيقاع ، ووصل بعض الكلام ، واختلاس بعض الاصوات والاستغناء عن بعضها ومد بعضها حتى تكون واضحة جليّة [/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]هذه الأمور هي علامات بارزة وهي ما يكوّن التنغيم [/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]فالمتكلم قد يهدف بحديثه وتتابع نغمات كلامه العتاب ،او الاستحثاث ، او لفت النظر ، او الامتعاض الى غير ذلك [/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]

[FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تمام حسان ، مناهج البحث في اللغة ، ص [/FONT][FONT=&quot]164 .[/FONT]

[FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]غانم قدوري الحمد ، المدخل الى علم اصوات العربية ، ص [/FONT][FONT=&quot]258 .[/FONT]

[FONT=&quot][3][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تمام حسان ، مناهج البحث في اللغة ، ص [/FONT][FONT=&quot]164 .[/FONT]

[FONT=&quot][4][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ظ[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]سلمان حسن العاني ، التشكيل الصوتي في اللغة العربية ، ترجمة [/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]ياسر الملاح ، [/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]جدة[/FONT][FONT=&quot]: 1403[/FONT][FONT=&quot]هـ[/FONT][FONT=&quot]/ 1983[/FONT][FONT=&quot]م ، بلا دار نشر[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot]، ص [/FONT][FONT=&quot]141 [/FONT][FONT=&quot]؛ غانم قدوري الحمد ، المدخل الى علم اصوات العربية ، ص [/FONT][FONT=&quot]258 .[/FONT]

[FONT=&quot][5][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المصدر نفسه ، ص [/FONT][FONT=&quot]149 .[/FONT]

[FONT=&quot][6][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ظ[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]غانم قدوري الحمد ، المدخل الى علم اصوات العربية ، ص [/FONT][FONT=&quot]259 .[/FONT]

[FONT=&quot][7][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ظ[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]سلمان حسن العاني ، ص [/FONT][FONT=&quot]143 -144 .[/FONT]





 
مبحث رائع ، بورك فيك اخانا الاستاذ احمد جاسم محمد
انتظر بلهفة تعلقه واستخدامه في التلاوة القرآنية
امض راشدا
 
بالفعل المبحث رائع جدا..
وإني بالمناسبة ممن يكثر التمعن في دلالات النغم بين قارئ وقارئ دون أن أعي أنني أفعل ذلك, والسبب الذي جعلني ألتفتُ لذلك هو أنني كثيرا ما أتعجب من أن قارئا ذا صوت حسن أو مقبول يستطيع أن يجبر المنصت له على التأثر بتلاوته تأثرا شديدا, بينما قارئ آخر صوته أجمل من القارئ الأول لا يحدث هذا التأثير فيمن ينصت له..
بل أن قراءة الشيخ الواحد كالشيخ عبدالباسط عبد الصمد رحمه الله في سورة يوسف في تسجيلٍ عادي تختلف تماما عن تلاوته لها في الحفلات, والسبب هو عنايته بتجسيد الحوارات بشكل عجيب في تلك الجلسات الهادئة, وهذا ما أُطلق عليه هنا (مستويات التنغيم).
ولأول وهلة كنت أظن أن السر يكمن في المقامات... إلا أن المقامات ليست سببا رئيسيا في قراءة القرآن بهذه المهارة.
وهذا المهارات دائما ما أوصي بها من يشكو من عدم تدبره للتلاوة التي يقرأها بنفسه؛ وكذلك أوصي بها طالباتي حتى وإن لم يكنّ من ذوات الأصوات الحسنة, لأن اعطاء الأمر والنهي صوتا مختلفا عن غيرهما يلفت نظر القارئ والمستمع لمراد الله سبحانه وتعالى, والأمر جلي أكثر مع الاستفهام, وقمة الإبداع في ذلك هو أن يعيش القارئ القصة القرآنية التي يتلوها كأنه يراها؛ فإذا بالتعبيرات المناسبة لكل حوار تفرض نفسها على تلاوته.
وبالمناسبة كنتُ قد أشرتُ إلى أهمية العناية بإعطاء القراءة رونقا يحسنها في نهاية موضوع لي بعنوان: القرآن الكريم وعلم المقامات... واقع يحتاج إلى وقفة!
فجزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم وعلى لفت الانتباه إليه.
 
عودة
أعلى