ضيدان بن عبدالرحمن
New member
قرأت في ترجمة الحافظ عثمان بن أبي شيبة – رحمه الله – في كتاب "سير أعلام النبلاء " ، و "ميزان الاعتدال " ، أن هذا الحافظ كان يصحف كلام الله ، وأنه صاحب دعابة حتى فيما يتصحف من القرآن العظيم ، ولولا أن هذا النقل اتخذه طائفة الشيعة للطعن بالقرآن الكريم ، وتحريف أهل السنة له ، ما كتبت فيه .. وقد اشكل عليَّ هذا الأمر من قبل ، واحتج به علينا بعض الإسماعلية ، فكان مما كتبته للفائدة والرد على من يحتج به :
أن الذي ذكره الذهبي في كتاب "سير أعلام النبلاء " ، و "ميزان الاعتدال " فيه نظر ، ولا يصح من وجوه :
(1) لا يشك أحد بإمامة وجلالة وحفظ هذا العالم عثمان بن أبي شيبة :
فهو كما قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/415 ، 416) :
« الامام الحافظ الكبير المفسر، أبو الحسن ، عثمان بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستى العبسي مولاهم الكوفي صاحب التصانيف ، وأخو الحافظ أبي بكر » .
وقد حدث عنه حق كثير من الأئمة والعلماء ، حدث عنه : البخاري ، ومسلم ، واحتجا به في كتابيهما ، وأبو داود ، وابن ماجة في " سننهما "، وأبو حاتم ، والفسوي ، وإبراهيم الحربي، وإبراهيم بن أبي طالب ، وبقي بن مخلد ، وعبد الله بن أحمد ، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي ، وزكريا خياط السنة ، وأبو يعلى ، والفريابي ، والبغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وولده الحافظ محمد بن عثمان، ومطين ، وعدد كثير.
وسئل عنه أحمد بن حنبل، فأثنى عليه ، وقال : ما علمت إلا خيرا.
وقال يحيى بن معين : ثقة مأمون .
فكيف يحتج برجل يصحف في كتاب الله عمداً ، وأين إنكار العلماء عليه ، وهو عَلَمَ يروي عنه القاصي والداني ، وعلى رأسهم أخوه الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة ، صاحب المصنف ، وأين علماء الجرح والتعديل عن قوله وتصحيفه للقرآن الكريم .
(2) هذا الرجل صنف تفسيراً للقرآن الكريم -كما ذكر العلماء في ترجمته - ، فكيف يقبل منه وهو يصحف كلام رب العالمين ؟ !! . بل كيف يكون ثقة مأموناً في الحديث وهو يصحف في كتاب الله ولا يضبطه ؟ ، فمن باب أولى عدم ضبطه للحديث .
هذا مما يدل على ضعف ما نقل عنه في هذا .
(3) أما قول الذهبي في "سير أعلام النبلاء " (9/415 ، 416) : « وهو مع ثقته صاحب دعابة حتى فيما يتصحف من القرآن العظيم ، سامحه الله » .
وقال في الميزان : « قلت : فكأنه كان صاحب دعابة . ولعله تاب وأناب » .
وقوله : « قلت : إلا أن عثمان كان لا يحفظ القرآن فيما قيل ( على صيغة التمريض ) .
فقال أحمد بن كامل : حدثنا الحسن بن الحباب ، أن عثمان بن أبي شيبة قرأ عليهم في تفسير :( ألم تر كيف فعل ربك ) - قالها : ألف ، لام ، ميم .
قلت : لعله سبق لسان وإلا فقطعاً كان يحفظ سورة الفيل ، وهذا تفسيره قد حمله الناس عنه . قال الخطيب في جامعه : لم يحك عن أحد من المحدثين من التصحيف في القرآن الكريم أكثر مما حكى عن عثمان بن أبي شيبة ، ثم ساق بسنده عن إسماعيل بن محمد التسترى ، سمعت عثمان بن أبي شيبة يقرأ : فإن لم يصبها وابل فظل . وقرأ مرة الخوارج مكلبين .
وقال أحمد بن كامل القاضى : حدثنا أبو شيخ الاصبهاني محمد بن الحسن ، قال : قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة : بطشتم خبازين . وقال محمد بن عبيد الله بن المنادى ، قال لنا عثمان بن أبي شيبة : ن ، والقلم - في أي سورة هو ؟ وقال مطين : قرأ عثمان بن أبي شيبة : فضرب لهم سنور له ناب ، فردوا عليه، فقال: قراءة حمزة عندنا بدعة . وقال يحيى بن محمد بن كأس النخعي : حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخصاف، قال : قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة تفسيره. فقال : جعل السفينة في رجل أخيه، فقيل : إنما هو السقاية . فقال : أنا وأخى أبو بكر لا نقرأ لعاصم » .
فلا يستقيم ، لأن التصحيف نوع من التحريف . فإسناد الذهبي الذي ذكره لا يعرف من أخرجه ، وكذا إسناد الخطيب متأخر جداً وفيه مجاهيل . فلا غرابة أن يكون ـ رحمه الله ـ صاحب دعابة دس فيها هذا التصحيف في كتاب الله من الرافضة ، وغيرهم .
(4) غرابة متنون هذه الرواية يحكم العاقل بضعفها ونكارتها :
(الخوارج مكلبين ) ، ( ن ، والقلم ، في أي سورة هو ؟ ) هذا يعرفه الصبيان فكيف بالعلماء ، أو بالعالم الذي صنف تفسيراً للقرآن الكريم . (فضرب لهم سنور له ناب ) كيف يستقيم المعنى له بهذا التحريف ، وباقي الآية تقول : ( باطنه فيه الرحمه وظاهره من قبله العذاب ) !! ، (جعل السفينة في رجل أخيه ) كيف يفهم هذا الكلام ، وما معناه ؟ كيف يجعل السفينة في رجل أخيه ؟!!! (بطشتم خبازين ) وهل الخباز له بطش !
هذا مما يدل على نكارة هذه المتون والرويات التي لا يمكن أن تصدر من جاهل فضلاً عن عالم ثقة مأمون ، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحهما واحتجا به ، وروى عنه غيرهما من الأئمة الثقات الأثبات ، بل وله تفسير للقرآن تناوله العلماء بالقبول والرضا ، وحمله الناس عنه .
هذا ما أحببت الإفادة به ، دفاعاً عن علماء الحديث ورواته ، وحتى لا يتخذ ذلك حجة وطعناً في الدين .
أن الذي ذكره الذهبي في كتاب "سير أعلام النبلاء " ، و "ميزان الاعتدال " فيه نظر ، ولا يصح من وجوه :
(1) لا يشك أحد بإمامة وجلالة وحفظ هذا العالم عثمان بن أبي شيبة :
فهو كما قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/415 ، 416) :
« الامام الحافظ الكبير المفسر، أبو الحسن ، عثمان بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستى العبسي مولاهم الكوفي صاحب التصانيف ، وأخو الحافظ أبي بكر » .
وقد حدث عنه حق كثير من الأئمة والعلماء ، حدث عنه : البخاري ، ومسلم ، واحتجا به في كتابيهما ، وأبو داود ، وابن ماجة في " سننهما "، وأبو حاتم ، والفسوي ، وإبراهيم الحربي، وإبراهيم بن أبي طالب ، وبقي بن مخلد ، وعبد الله بن أحمد ، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي ، وزكريا خياط السنة ، وأبو يعلى ، والفريابي ، والبغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وولده الحافظ محمد بن عثمان، ومطين ، وعدد كثير.
وسئل عنه أحمد بن حنبل، فأثنى عليه ، وقال : ما علمت إلا خيرا.
وقال يحيى بن معين : ثقة مأمون .
فكيف يحتج برجل يصحف في كتاب الله عمداً ، وأين إنكار العلماء عليه ، وهو عَلَمَ يروي عنه القاصي والداني ، وعلى رأسهم أخوه الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة ، صاحب المصنف ، وأين علماء الجرح والتعديل عن قوله وتصحيفه للقرآن الكريم .
(2) هذا الرجل صنف تفسيراً للقرآن الكريم -كما ذكر العلماء في ترجمته - ، فكيف يقبل منه وهو يصحف كلام رب العالمين ؟ !! . بل كيف يكون ثقة مأموناً في الحديث وهو يصحف في كتاب الله ولا يضبطه ؟ ، فمن باب أولى عدم ضبطه للحديث .
هذا مما يدل على ضعف ما نقل عنه في هذا .
(3) أما قول الذهبي في "سير أعلام النبلاء " (9/415 ، 416) : « وهو مع ثقته صاحب دعابة حتى فيما يتصحف من القرآن العظيم ، سامحه الله » .
وقال في الميزان : « قلت : فكأنه كان صاحب دعابة . ولعله تاب وأناب » .
وقوله : « قلت : إلا أن عثمان كان لا يحفظ القرآن فيما قيل ( على صيغة التمريض ) .
فقال أحمد بن كامل : حدثنا الحسن بن الحباب ، أن عثمان بن أبي شيبة قرأ عليهم في تفسير :( ألم تر كيف فعل ربك ) - قالها : ألف ، لام ، ميم .
قلت : لعله سبق لسان وإلا فقطعاً كان يحفظ سورة الفيل ، وهذا تفسيره قد حمله الناس عنه . قال الخطيب في جامعه : لم يحك عن أحد من المحدثين من التصحيف في القرآن الكريم أكثر مما حكى عن عثمان بن أبي شيبة ، ثم ساق بسنده عن إسماعيل بن محمد التسترى ، سمعت عثمان بن أبي شيبة يقرأ : فإن لم يصبها وابل فظل . وقرأ مرة الخوارج مكلبين .
وقال أحمد بن كامل القاضى : حدثنا أبو شيخ الاصبهاني محمد بن الحسن ، قال : قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة : بطشتم خبازين . وقال محمد بن عبيد الله بن المنادى ، قال لنا عثمان بن أبي شيبة : ن ، والقلم - في أي سورة هو ؟ وقال مطين : قرأ عثمان بن أبي شيبة : فضرب لهم سنور له ناب ، فردوا عليه، فقال: قراءة حمزة عندنا بدعة . وقال يحيى بن محمد بن كأس النخعي : حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخصاف، قال : قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة تفسيره. فقال : جعل السفينة في رجل أخيه، فقيل : إنما هو السقاية . فقال : أنا وأخى أبو بكر لا نقرأ لعاصم » .
فلا يستقيم ، لأن التصحيف نوع من التحريف . فإسناد الذهبي الذي ذكره لا يعرف من أخرجه ، وكذا إسناد الخطيب متأخر جداً وفيه مجاهيل . فلا غرابة أن يكون ـ رحمه الله ـ صاحب دعابة دس فيها هذا التصحيف في كتاب الله من الرافضة ، وغيرهم .
(4) غرابة متنون هذه الرواية يحكم العاقل بضعفها ونكارتها :
(الخوارج مكلبين ) ، ( ن ، والقلم ، في أي سورة هو ؟ ) هذا يعرفه الصبيان فكيف بالعلماء ، أو بالعالم الذي صنف تفسيراً للقرآن الكريم . (فضرب لهم سنور له ناب ) كيف يستقيم المعنى له بهذا التحريف ، وباقي الآية تقول : ( باطنه فيه الرحمه وظاهره من قبله العذاب ) !! ، (جعل السفينة في رجل أخيه ) كيف يفهم هذا الكلام ، وما معناه ؟ كيف يجعل السفينة في رجل أخيه ؟!!! (بطشتم خبازين ) وهل الخباز له بطش !
هذا مما يدل على نكارة هذه المتون والرويات التي لا يمكن أن تصدر من جاهل فضلاً عن عالم ثقة مأمون ، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحهما واحتجا به ، وروى عنه غيرهما من الأئمة الثقات الأثبات ، بل وله تفسير للقرآن تناوله العلماء بالقبول والرضا ، وحمله الناس عنه .
هذا ما أحببت الإفادة به ، دفاعاً عن علماء الحديث ورواته ، وحتى لا يتخذ ذلك حجة وطعناً في الدين .