التنبيه والرد على ما ورد في ترجمة الحافظ عثمان بن أبي شيبة من تصحيفه للقرآن الكريم

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
04/09/2009
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
السعودية - الرياض
قرأت في ترجمة الحافظ عثمان بن أبي شيبة – رحمه الله – في كتاب "سير أعلام النبلاء " ، و "ميزان الاعتدال " ، أن هذا الحافظ كان يصحف كلام الله ، وأنه صاحب دعابة حتى فيما يتصحف من القرآن العظيم ، ولولا أن هذا النقل اتخذه طائفة الشيعة للطعن بالقرآن الكريم ، وتحريف أهل السنة له ، ما كتبت فيه .. وقد اشكل عليَّ هذا الأمر من قبل ، واحتج به علينا بعض الإسماعلية ، فكان مما كتبته للفائدة والرد على من يحتج به :
أن الذي ذكره الذهبي في كتاب "سير أعلام النبلاء " ، و "ميزان الاعتدال " فيه نظر ، ولا يصح من وجوه :
(1) لا يشك أحد بإمامة وجلالة وحفظ هذا العالم عثمان بن أبي شيبة :
فهو كما قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/415 ، 416) :
« الامام الحافظ الكبير المفسر، أبو الحسن ، عثمان بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستى العبسي مولاهم الكوفي صاحب التصانيف ، وأخو الحافظ أبي بكر » .
وقد حدث عنه حق كثير من الأئمة والعلماء ، حدث عنه : البخاري ، ومسلم ، واحتجا به في كتابيهما ، وأبو داود ، وابن ماجة في " سننهما "، وأبو حاتم ، والفسوي ، وإبراهيم الحربي، وإبراهيم بن أبي طالب ، وبقي بن مخلد ، وعبد الله بن أحمد ، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي ، وزكريا خياط السنة ، وأبو يعلى ، والفريابي ، والبغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وولده الحافظ محمد بن عثمان، ومطين ، وعدد كثير.
وسئل عنه أحمد بن حنبل، فأثنى عليه ، وقال : ما علمت إلا خيرا.
وقال يحيى بن معين : ثقة مأمون .
فكيف يحتج برجل يصحف في كتاب الله عمداً ، وأين إنكار العلماء عليه ، وهو عَلَمَ يروي عنه القاصي والداني ، وعلى رأسهم أخوه الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة ، صاحب المصنف ، وأين علماء الجرح والتعديل عن قوله وتصحيفه للقرآن الكريم .
(2) هذا الرجل صنف تفسيراً للقرآن الكريم -كما ذكر العلماء في ترجمته - ، فكيف يقبل منه وهو يصحف كلام رب العالمين ؟ !! . بل كيف يكون ثقة مأموناً في الحديث وهو يصحف في كتاب الله ولا يضبطه ؟ ، فمن باب أولى عدم ضبطه للحديث .
هذا مما يدل على ضعف ما نقل عنه في هذا .
(3) أما قول الذهبي في "سير أعلام النبلاء " (9/415 ، 416) : « وهو مع ثقته صاحب دعابة حتى فيما يتصحف من القرآن العظيم ، سامحه الله » .
وقال في الميزان : « قلت : فكأنه كان صاحب دعابة . ولعله تاب وأناب » .
وقوله : « قلت : إلا أن عثمان كان لا يحفظ القرآن فيما قيل ( على صيغة التمريض ) .
فقال أحمد بن كامل : حدثنا الحسن بن الحباب ، أن عثمان بن أبي شيبة قرأ عليهم في تفسير :( ألم تر كيف فعل ربك ) - قالها : ألف ، لام ، ميم .
قلت : لعله سبق لسان وإلا فقطعاً كان يحفظ سورة الفيل ، وهذا تفسيره قد حمله الناس عنه . قال الخطيب في جامعه : لم يحك عن أحد من المحدثين من التصحيف في القرآن الكريم أكثر مما حكى عن عثمان بن أبي شيبة ، ثم ساق بسنده عن إسماعيل بن محمد التسترى ، سمعت عثمان بن أبي شيبة يقرأ : فإن لم يصبها وابل فظل . وقرأ مرة الخوارج مكلبين .
وقال أحمد بن كامل القاضى : حدثنا أبو شيخ الاصبهاني محمد بن الحسن ، قال : قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة : بطشتم خبازين . وقال محمد بن عبيد الله بن المنادى ، قال لنا عثمان بن أبي شيبة : ن ، والقلم - في أي سورة هو ؟ وقال مطين : قرأ عثمان بن أبي شيبة : فضرب لهم سنور له ناب ، فردوا عليه، فقال: قراءة حمزة عندنا بدعة . وقال يحيى بن محمد بن كأس النخعي : حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخصاف، قال : قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة تفسيره. فقال : جعل السفينة في رجل أخيه، فقيل : إنما هو السقاية . فقال : أنا وأخى أبو بكر لا نقرأ لعاصم » .
فلا يستقيم ، لأن التصحيف نوع من التحريف . فإسناد الذهبي الذي ذكره لا يعرف من أخرجه ، وكذا إسناد الخطيب متأخر جداً وفيه مجاهيل . فلا غرابة أن يكون ـ رحمه الله ـ صاحب دعابة دس فيها هذا التصحيف في كتاب الله من الرافضة ، وغيرهم .
(4) غرابة متنون هذه الرواية يحكم العاقل بضعفها ونكارتها :
(الخوارج مكلبين ) ، ( ن ، والقلم ، في أي سورة هو ؟ ) هذا يعرفه الصبيان فكيف بالعلماء ، أو بالعالم الذي صنف تفسيراً للقرآن الكريم . (فضرب لهم سنور له ناب ) كيف يستقيم المعنى له بهذا التحريف ، وباقي الآية تقول : ( باطنه فيه الرحمه وظاهره من قبله العذاب ) !! ، (جعل السفينة في رجل أخيه ) كيف يفهم هذا الكلام ، وما معناه ؟ كيف يجعل السفينة في رجل أخيه ؟!!! (بطشتم خبازين ) وهل الخباز له بطش !
هذا مما يدل على نكارة هذه المتون والرويات التي لا يمكن أن تصدر من جاهل فضلاً عن عالم ثقة مأمون ، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحهما واحتجا به ، وروى عنه غيرهما من الأئمة الثقات الأثبات ، بل وله تفسير للقرآن تناوله العلماء بالقبول والرضا ، وحمله الناس عنه .
هذا ما أحببت الإفادة به ، دفاعاً عن علماء الحديث ورواته ، وحتى لا يتخذ ذلك حجة وطعناً في الدين .



 
والله يا شيخ ضيدان

قد ضربت على الوتر الحساس

فما أكثر ما نرى من التنكيت على ما يتعلق بالشرائع

بل يحصل فيه من المجاملة واعتباره من باب المسامرة ما يقف منه شعر رأسك

ولو نكّت على شخص أحدهم ولو من بعيد ، أقام الدنيا ولم يقعدها حتى يُعتذر له وتقدم له القرابين !

موضوع الاستهزاء بالدين يحتاج إلى مزيد من التحذير والنذير

وجزاك الله خيراً ..
 
أولاً:أقوال النقاد فيه:
1- نقل الخطيب عن يحيى بن معين أنه قال: ابني أبي شيبة عثمان وعبد الله ثقتان صدوقان ليس فيهما شك."[1]"و نقل عن فضلك الرازي أنه قال: سألت يحيى بن معين فقلت من أحب إليك محمد بن حميد الرازي أو عثمان بن أبي شيبة ؟ فقال ثقتين أمينين مأمونين ."[2]"
2- قال العجلي: هو كوفي ثقة."[3]"
3- قال أبو حاتم: هو صدوق."[4]"
4- نقل الذهبي عن الأزدي أنه قال: رأيت أصحابنا يذكرون أن عثمان روى أحاديث لا يتابع عليها."[5]" و تعقب الذهبي هذا القول، و قال: قلت عثمان لا يحتاج إلى متابع ولا ينكر له أن ينفرد بأحاديث لسعة ما روى وقد يغلط وقد اعتمده الشيخان في صحيحيهما...... وقد سئل عنه أحمد ؟ فقال: ما علمت إلا خيرا، وأثنى عليه،وقال يحيى: ثقة مأمون."[6]"
5- نقل الخطيب عن أبي حاتم أنه قال: سمعت رجلا يسأل محمد بن عبد الله بن نمير عن عثمان بن أبي شيبة؟ فقال محمد بن عبيد الله:سبحان الله ومثله يسأل عنه ! إنما يسأل هو عنا."[7]"
6- قال الذهبي: هو الحافظ الكبير المفسر.[8]" و قال:هو أحد أئمة الحديث الأعلام كأخيه أبي بكر."[9]"
7- قال ابن حجر:هو الكوفي ثقة حافظ شهير وله أوهام وقيل كان لا يحفظ القرآن."[10]"
قال الذهبي موضحاً لهذا القيل:وهو مع ثقته صاحب دعابة حتى فيما يتصحف من القرآن العظيم، سامحه الله."[11]"
و قد نقل الذهبي عن الخطيب البغدادي بعض الروايات بشأن تصحيفه للقرآن الكريم"[12]"،سأناقش هذه المسألة فيما بعد - مستعيناً بالله-.
8- قال السيوطي: هو أحد الحفاظ الأعلام."[13]"
ثانياً: الحكم على الراوي:
بعد الوقوف على أقوال كثير من أئمة الحديث تبين لنا:
1- أن الراوي( عثمان بن أبي شيبة ) ثقة يعتمد عليه.
2- أما قول ابن حجر فيه:(له أوهام)فلا يؤثر في مكانته و عدالته و ضبطه، و يبقى ثقة، لان العبرة بالكثرة، فلم يقل أحد أنه كثير الأوهام، و من يخلو من الأوهام و الزلات ؟ فقد وقع في الخطأ و الوهم و الغفلة و النسيان الكبار من الأئمة و الجهابذة من العلماء، و هذه طبيعة الانسان، لذلك نجد أن ابن حجر نفسه يثبت ذلك، حيث و صفه بأنه (ثقة حافظ شهير) ثم قال: ( و له أو هام )، غير أن جميع علماء الجرح و التعديل و النقاد – من المتقدمين و المتأخرين- و ثقوه مطلقا دون ذكر الأوهام .
3- أما بشأن ما نقله الخطيب و بعده الذهبي: بأنه تعمد في تصحيف القرآن الكريم عار عن الصحة و لا يثبت عنه بأي وجه من الوجوه لما يأتي:
أولاً- الروايات الواردة في تصحيف (عثمان بن أبي شيبة )للقرآن الكريم:
1- قال الخطيب:أنا محمد بن الحسن الأهوازي، أنا"[14]" أبو أحمد العسكري، أنا أبو العباس بن عمار، أنا ابن أبي سعد، حدثني محمد بن يوسف، قال: حدثني إسماعيل بن محمد السبري، قال: سمعت عثمان بن أبي شيبة، يقرأ:▬ فإن لم يصبها وابل فظل ♂[البقرة:256]أصل الآية(فطل)، قال: وقرأ مرة ▬الخوارج مكلبين ♂[ المائدة:4]أصل الآية▬الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ♂."[15]"
2- وقال: أنا محمد بن الحسن، أنا أبو أحمد العسكري، أنا أبو بكر بن الأنباري، قال: سمعت القاضي المقدمي، عن إبراهيم بن أورمة الأصبهاني، قال: قرأ «عثمان بن أبي شيبة: » جعل السقاية في رجل أخيه، فقيل له: في رحل أخيه، فقال: تحت الجيم واحدة."[16]"يراد بقولهI:▬جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ♂[ يوسف:70].
3- وقال: أنا أبو حامد الدلوي، أنا علي بن عمر الحافظ، نا القاضي أحمد بن كامل، نا أبو شيخ الأصبهاني محمد بن الحسن، قال: قرأ علينا «عثمان بن أبي شيبة »في التفسير: (وإذا بطاسيم بطاسيم خبازين ) يريد قوله تعالى: ▬وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ♂ [ الشعراء:130]."[17]"
4- وقال: أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو القاسم علي بن محمد بن كاس النخعي القاضي، نا إبراهيم بن عبد الله الخصاف، قال: قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير: ( فلما جهزهم بجهازهم جعل السفينة في رجل أخيه )، فقيل له: إنما ▬جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ♂ [ يوسف:70]، فقال: أنا وأخي أبو بكر لا نقرأ لعاصم.
5 - وقال: أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: سمعت عبد الله بن يحيى الطلحي، يقول: سمعت محمد بن عبد الله الحضرمي(المطين)، يقول: قرأ عثمان بن أبي شيبة: فضرب بينهم بسنور له ناب، فقال له بعض أصحابه: إنما هو ▬بِسُورٍ لَهُ بَابٌ ♂[الحديد:13] فقال: (( أنا لا أقرأ قراءة حمزة، قراءة حمزة عندنا بدعة ))."[18]"
ثانياً: مناقشة هذه الروايات:
1- أما بشأن الرواية الاولى و الثانية: في سندها ( محمد بن الحسن الأهوازي ) قال الذهبي: هو متهم."[19]" وقال عنه: كتب عنه أبو بكر الخطيب متهم بالكذب لا ينبغي الرواية عنه."[20]"
إذن فهو غني عن التعليق: لأنه ساقط متروك.
2- أما الرواية الثالثة:ففيها ( أحمد بن كامل )، قال ابن حجر عنه: لينه الدارقطني وقال كان متساهلا."[21]"
و ذكره ابن الجوزي في ( الضعفاء و المتروكين) و قال نقلاً عن الدارقطني أنه قال: كان يحدث من حفظه بما ليس في كتبه وكان متساهلا،وأهلكه العُجبُ- الكبر-."[22]"
و قال الذهبي عنه: كان يعتمد على حفظه فيهم."[23]"
3- أما بشأن الرواية الرابعة: ففي سندها (أبو الحسن محمد بن عبد الواحد) لم يوثقه غير الخطيب، و لم يروِ عنه غيره"[24]"، و قال الدارقطني في مثل هذه الحالة: ((فأما من لم يرو عنه إلا رجل واحد انفرد بخبر وجب التوقف عن خبره ذلك حتى يوافقه غيره والله أعلم.))"[25]"
و فيها ( إبراهيم بن عبد الله الخصاف): ليس له ترجمة في كتب الرجال و تراجم الرواة، و قيل أنه ذُكِرَ في كتاب ( الرجال) للنجاشي أحد الكتب الخمسة المعتبرة عند الشيعة."[26]" لكنني راجعت الكتاب المذكور، فلم أقف على ترجمته، بل ذكره ضمن أسانيده مرتين و كنيته( أبو إسحاق)"[27]" إذن فهو مجهول و لا يعتبر به .
4- أما بشأن ما ورد في الرواية الخامسة :ما ورد عن ( المطين):
فلا يؤخذ بقول(المطين) عن (عثمان بن أبي شيبة ) و ابنه ( محمد) لان بين (المطين) و بين( محمد ) عداوة، و هما قرينان:
قال ابن حجر: الحافظ مطين محدث الكوفة خط عليه محمد بن عثمان بن أبي شيبة وخط على بن أبي شيبة وآل أمرهما إلى القطيعة ولا نعتد بحمد الله بكثير من كلام الأقران بعضهم في بعض، وقال أبو نعيم بن عدي الجرجاني وقع بينهما كلام حتى خرج كل واحد منهما إلى الخشونة والوقيعة في صاحبه فقلت لابن أبي شيبة ما هذا الذي بينكما فذكر لي أحاديث أخطأ فيها مطين وانه رد عليه يعني فهذا مبدأ الشر وذكر أبو نعيم فصلا طويلا إلى ان قال يظهر لي ان الصواب الإمساك عن القبول من كل واحد منهما في صاحبه."[28]"
نستنتج من هذا:أن ( المطين) تجاوز عن (محمد) الى أبيه (عثمان)، لان ( ابن عدي) ذهب الى أبعد ما ذكره ابن حجر،و وصف ما حدث بينهما بالابتلاء."[29]"
و قد تبين لنا من خلال دراستنا لأسانيد هذه الروايات: أنها لا تصلح للإحتجاج بها لما بيّناه آنفاً، وما من رواية من هذه الروايات إلاّ و في سندها:من يتهم بالكذب، أو مجهول الحال، أو من فيه مقال وعليه انتقادات.
و قال ابن كثير تعقيباً على هذه الروايات و مثلها: وما ينقله كثير من الناس عن عثمان بن أبي شيبة أنه كان يصحف في قراءة القرآن فغريب جداً؛ لأن له كتاباً في التفسير!"[30]"
و لذلك كله: فإن الراوي ( عثمان بن أبي شيبة ) يعد ثقة حافظاً معتبراً، ولا يسقط عدالته، و ثقته بهذه الروايات، و غيرها.
قال الذهبي دفاعاً عنه: و قد أكثر عنه البخاري، و مسلم و احتجا به."[31]" و كان له في صحيح البخاري(53) رواية، و في صحيح مسلم( 135) رواية كما أشار اليه ابن حجر."[32]" ولهذا فان التنقيص من شأنه: يعد تنقيصاً لشأن الصحيحين.



[1] - تأريخ بغداد للخطيب 11/287.

[2] - المصدر نفسه.

[3] - معرفة الثقات:له 2/130.

[4] - الجرح و التعديل لابنه 6/ 166.

[5] - ميزان الأعتدال في نقد الرجال:له 5/ 49.

[6] - المصدر نفسه.

[7] - تأريخ بغداد للخطيب11/ 287-288. و ينظر تهذيب الكمال للمزي 19/ 482.

[8] - سير أعلام النبلاء :له 11/151، و ينظر: تذكرة الحفاظ: له أيضاً 2/ 444.

[9] - ميزان الأعتدال في نقد الرجال: له 5/48.

[10] - تقريب التهذيب :له ص: 386.

[11] - ميزان الاعتدال للذهبي 5/ 50

[12] - الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع للخطيب 1/299 – روايا ذات أرقام: 642، 43، 44، 45، 46.

[13] - طبقات الحفاظ :له 1/ 196.

[14] - أن لفظ ( أنا ) بمعنى ( أخبرنا ) أو حدثنا) كما نقل ابن رجب في (شرح العلل لابن رجب 1/ 234.)عن محمد بن المثنى أنه قال: سمعت يحيى القطان يقول: ( ثنا ) و ( أنا) واحد.

[15] - الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع للخطيب 1/299 – رواية رقم:642. وينظر ميزان الاعتدال للذهبي 5/50 نقلاً عن الخطيب دون ذكر السند كاملاً.

[16] - المصدران نفسهما رواية رقم:645 في الجامع

[17] - الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع للخطيب 1/299 – رواية رقم:643. وينظر ميزان الاعتدال للذهبي 5/50 نقلاً عن الخطيب دون ذكر السند كاملاً.

[18] - الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع للخطيب 1/299 – رواية رقم:643.و ينظر ميزان الاعتدال للذهبي 5/50 نقلاً عن الخطيب دون ذكر السند كاملاً.

[19] - المغني في الضعفاء: له 2/567.

[20] - ميزان الاعتدال في نقد الرجال: له 6/11.

[21] - لسان الميزان: له 1/249.

[22] - الضعفاء و المتروكين لابن الجوزي1/83.

[23] - ميزان الاعتدال في نقد الرجال له 1/272.

[24] - تأريخ الاسلام للذهبي 29/245.

[25] - سنه 3/ 174- الحديث رقم:266.

[26] - يراجع موقع يا حسين: http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=108733، و الكتب الخمسة لديهم هي: رجال البرقي ورجال الطوسي والفهرست للطوسي واختيار معرفة الرجال(رجال الكشي) ورجال النجاشي

[27] - الرجال للنجاشي ص: 834.

[28] - لسان الميزان: له 5/233.

[29] - الكامل في الضعفاء الرجال: له 6/295.

[30] - الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لأحمد شاكر ص:220.

[31] - سير أعلام النبلاء:له 11/152.

[32] - ينظر تهذيب التهذيب: له 7/136.
 
جزى الله الأخوين ضيدان وعبدالعزيز خير الجزاء على هذا التوضيح وتبرئة علماء الحديث من هذه المطاعن المفتعلة المفتراة

وكثيرا ما أجد من الرافضة والمستشرقين من يأتي بهذه الروايات وما شابهها يلبسون بها
وفي كتب الأدب حكايات من هذا القبيل يقشعر لها جلد المؤمن ولا حول ولا قوة إلا بالله, مع أن الظاهر على من تعمد تصحيف القرآن أنه كافر بعينه كفرا أكبر مخرجا من الملة لأنه استهزأ بآيات الله

أخي عبدالعزيز بالنسبة إلى الرواية الخامسة التي فيها المطين فهي مشكلة
هل ترى أن المطين افتعلها -ولا يظن ذلك به لكونه ثقة- أم أنه رواها عمن لا يوثق به ولم يذكر الراوي؟
 
أخ العزيز أخ يوسف لو تنظر إلى كلام مرة أخرى قلت:(أما بشأن ما ورد في الرواية الخامسة :ما ورد عن ( المطين):
فلا يؤخذ بقول(المطين) عن (عثمان بن أبي شيبة ) و ابنه ( محمد) لان بين (المطين) و بين( محمد ) عداوة، و هما قرينان:) يعني هذا من قبل كلام الأقران بعضهم عن بعض، و إلا ذكرت مكانته و أمانته
 
لكل المعلقين ومنهم صاحب السُؤال مع إحترامي الشديد لردودهم النافعة ، إلا أنكم لم تُدققوا في معنى التصحيف ، ما الذي يقصد به؟ ، و ماسياق التصحيف الذي وجدتموه في ترجمة الإمام ، إنما ذلك من قبل إقتباس القرآن مع التضمين ، و إختلف فيه العلماء بين كراهيته و تحريمه ، فكل روايات التي أتيت بها هي في سياق مزاحه مع أقرانه أو تقصده و هجومه على أشخاص معينين للخلاف السياسي أو بدع معينة ، قُلت و هذا النوع من التصحيف الذي هو الإقباس مع تضمين المعنى ، يُمارسه لحد الآن العوام و يمارسه كثير من الدعاة و العلماء في سياق المُزاح و الدعابة ، و قد قد يتقصد بعضهم معنى في الحديث مع شخص بآية قرآنية ، و قد إختلف الفقهاء في حكم المزاح بالقرآن على مذاهب ، مدار المسألة على الذي يُصحف الآية و الذي لا يُصحفها ، و إن كان مُراده من الآية حسن تعبيرها و عربيتها لا كفرا بها و إستهزاءا بمعناها ،فهو خلاف ، الظاهر أن فيه الجواز إذا فعله المسلم بدون تصحيف ، أو إستعمل نفس ألفاظ الآية تصحيفا على نية أن ماقاله ليس من القرآن ، بدليل أن ترجمات صحابة و تابعيين و علماء و فقهاء مليئة بهذا النوع من الإقتباس ، و لكن هذه القضية فيها مسائل دقيقة و كل حالة تتفرع عليها مسائل من الفقه،و في ذذلك يقول السيوطي رحمه الله عن الإقتباس مأصلا حكمه : لم يتعرض له المتقدمون ، ولا أكثر المتأخرين من الشافعية ، مع شيوع الاقتباس في أعصارهم ، واستعمال الشعراء له قديماً ، وحديثاً ، وقد تعرض له جماعة من المتأخرين ، فسئل عنه الشيخ العز بن عبد السلام فأجازه ، واستدل له بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من قوله في الصلاة وغيرها : ( وجهت وجهي ... إلخ ) ، وقوله : ( اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا اقض عني الدين وأغنني من الفقر ) .
وفي سياق الكلام لأبي بكر ... " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " .
وفي حديث لابن عمر ... " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " .
وقد اشتهر عند المالكية تحريمه ، وتشديد النكير على فاعله ، لكن منهم من فرَّق بين الشِّعر فكره الاقتباس فيه ، وبين النثر فأجازه ، وممن استعمله في النثر من المالكية : القاضي عياض ، وابن دقيق العيد ، وقد استعمله فقهاء الحنفية في كتبهم الفقهية .
ونقل السيوطي عن " شرح بديعية " ابن حجة أن الاقتباس ثلاثة أقسام :
الأول : مقبول ، وهو ما كان في الخطب والمواعظ والعهود .
والثاني : مباح ، وهو ما كان في الغزل والرسائل والقصص .
والثالث : مردود ، وهو على ضربين .
أحدهما : اقتباس ما نَسبه الله إلى نفسه ، بأن ينسبه المقتبِس إلى نفسه ، كما قيل عمن وقع على شكوى بقوله : " إن إلينا إيابهم ، ثم إن علينا حسابهم " !! .
والآخر : تضمين آية في معنى هزل ، أو مجون .
قال السيوطي : وهذا التقسيم حسن جدّاً ، وبه أقول " انتهى .
و للعلامة الددو كلاما جميلا كنت سمعته قبل مدة لما سُئل عن مزاح الشيخ عائض القرني بالقرآن ، فهو كثيرا ما يقتبس من القرآن و السنة إلى حد تصحيف ما إقتبسه ، فذكر في ذلك العلامة الددو ، أن المُزاح لغير الإستهزاء المشهور فيه الكراهة، خاصة و أن عامة المسلمين و خاصة من الملوك و أصحاب المناصب يقتبسون آيات القرآن لبلاغتها و حسن تعبيرها ليتقصدو به معنى آخر سواء في المُزاح أو التعريض السياسي ، و أن الحرمة فيه إن كان إستهزاءا بمعنى الآيات الكتاب ....و أظن أن قو ل السيوطي هو الصواب إن شاء الله و أن مأخذ الإقتباس التضميني هو مردود على الكراهة ..و الله أعلم ..
 
أخ العزيز الأخ(
[FONT=ge_m] محمد بنغالب) لسنا من أثار هذه المسألة بل أول من دونها و تكلم بها، هما عالمان من أعلام هذه الأمة و هما الخطيب و الذهبي و لا أظن انهما جاهلان بما تفضلت به،أو لم يفهما المسألة على حقيقتها؟!
مع حبي و احترمي لك و و للجميع[/FONT]
 
بلى قد فهم الإمام الذهبي و الخطيب المسألة على حقيقتها، لكنك مع الأسف لم تتنبه ، فقد علما أن الإمام بن أبي شيبة مارس أسلوبا في المزاح و الكلام كان سائدا بين عوام المسلمين ،بغض النظر عن صواب هذا الأسلوب في المُزاح أو خطإه ، يعتمد ألفاظ القرآن وأسلوب عربية آياته، و المسألة أيظا ليست قضية من أثار الإشكال أيها الأخ الكريم ، على الرغم أنك لم تلاحظ أن الذهبي في سير أعلام النبلاء و في الميزان و لا ما رواه الخطيب ، هما بصدد نقل الروايات و ليس بصدد الحكم الفقهي ، على أن تعقيب الذهبي يُشم منه رائحة حكم فقهي للإقتباس مع التضمين ،و هو قول الذهبي "وهو مع ثقتهصاحب دعابة حتى فيما يتصحف من القرآن العظيم ، سامحه الله » .
وقال في الميزان : « قلت : فكأنه كان صاحب دعابة . ولعله تاب وأناب »
الشاهد في المسألة قول الذهبي صاحب دعابة ، و لعله تاب ، أو" قوله سامحه الله" ، بمعنى أن الذهبي ينكر هذا النوع من المزاح و الدعابة من الإمام عثمان بن أبي شيبة، و يشم من كلامه فتوى فقهية بكراهة هذا النوع من المزاح و الدعابة بالقرآن تصحيفا ، كما أنك لم تتنبه أن إصطلاح الإقتباس كمفهوم له ضوابطه لم يظهر إلا بعد الإمام الذهبي و الخطيب ،و أن التأصيل الفقهي للمسألة بدأ في القرن العاشر الهجري ، و بدأ علماء أمثال السيوطي يجمعون الأقوال في المسألة ، على الرغم أن الفقهاء من قبل كانوا يفتون فيها تحت مسائل متفرقة تتعلق بالقرآن من حيث آدابه و حكم إستعماله في الشعر و الكلام بين الناس ، و المسألة أوضح من الشمس ، حيث أن الروايات ماهي إلا ناقلة لروح المزاح و الدعابة التي كان يتمتع بها الإمام بن أبي شيبة في الحديث مع أقرانه، و تعريضه السياسي بالخوارج من خلال القرآن ،و إن كان هذا مكروها فقها و كان خطأ منه رحمه الله و سامحه على هذا و هذا لكونه محدثا و ليس فقيها ، و أنبهك إلى أن هذه المسألة لازالت منتشرة إلى يوم الناس هذا في عوام الناس حتى في صالحيهم ، و قد سبق و قلت لك إلى أن تصحيف القرآن أو الإقتباس التضميني الذي يقصد منه المتحدث، إستخدام أسلوب عربية القرآن بنية أن كلامه ليس من القرآن، هو مكروه فقها وإن كان حراما على مذهب المالكية و على مذهب المعاصرين من الفقهاء ووهي الفتوى التي عليها العمل في المجمعات الفقهية ، على أن المسألة فيها تفصيل من حيث نوع الإقتباس و قصد الإقتباس ، و الله أعلم.
 
جزاك الله لعل ما تفضلت به صحيح: المهم في الأمر هو كلنا بصد الدفاع عن هذا العالم الجليل ، و توضيح ما أشكل على بعض الناس.
 
في أخبار الحمقى والمغفلين ذكره ابن الجوزي في باب المغفلين من القراء والمصحفين، فتسأل كيف نأخذ فهم الدين (قرآن وحديث) من أحمق أو مغفل، فضلا عن الدين ذاته، علما بأنهم كانوا يقولون لا تأخذوا القرآن من مصحفي، ولا العلم من صحفي؟

فكيف يحتج برجل يصحف في كتاب الله عمداً
إن كان تصحيفه عن غير عمد فأدهى وأمر لأن المتلقي حينها لا يقدر على التمييز فلا يدري الأصل من المصحف، بينما يقترن التصحيف المتعمد بعبارات وحركات وغيرها مع توجيه وتحكيم، كما أنه لا يقع إلا في مجالس خاصة؛ وإن كان على غير عمد، فإنه حفظ الحديث وأهمل القرآن، وهذه تهمة شنيعة أيضا.

فإسناد الذهبي الذي ذكره لا يعرف من أخرجه ، وكذا إسناد الخطيب متأخر جداً وفيه مجاهيل
هنا تسأل عن الإسناد وفي الأشياء الأخرى لا حاجة للإسناد؛ كيف؟ من قال أنه عالم وحافظ وكبير ومفسر وو؟ لعله كان من القصاصين! أقصد في المرويات المشهورة والمستفيضة قد تشكك في المعطيات التفصيلية لكن ليس في الحادثة أو في الفكرة العامة - وهي التصحيف هنا، وإلا حاولت من غير شعور إفهامنا أنك ملم بالإسناد أكثر من إلمام أهل الإسناد والجرح والتعديل به. أضف إلى ذلك أن تلك المقولة (لا تأخذوا القرآن من مصحفي، ولا العلم من صحفي) إنما تدل على ما ذكره الأستاذ بنغالب أن هذا الأسلوب في المزاح والدعابة والكلام كان ظاهرة مجتمعية معروفة، أما توسيع دائرة (الإستهزاء بالدين) فمن البدع في السياسة وفي البيئات المتنطعة.

ولولا أن هذا النقل اتخذه طائفة الشيعة للطعن بالقرآن الكريم
ليس طائفة الشيعة هكذا بإطلاق أخي العزيز. المتزمتون الطائفيون منهم، نعم، وإلا العقلاء منهم يعرفون جيدا أن المصحفين عندهم أكثر، بل عندهم محرفون أيضا، وبين التصحيف والتحريف كما بين السماء والأرض!
 
رحم الله الأمام البربهاري حين قال : مَثَل أصحاب البدع مَثَل العقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويُخرجون أذنابهم فإذا تمكّنوا لدَغوا، وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون "
وصدق رحمه الله ! مهما تقادمت عليهم الأيام أو توشحوا " بالموضوعية " فلا تجدهم إلا معاول لهدم الدين.
تشمئز قلوبهم إذا ذكر الله وحده ، وإذا ذكر مهرطقيهم إذا هم يستبشرون.
متحيزون للنخاع إذا ذكر مهرطقيهم وأفكارهم المنغمسة بالكفر .
وإذا ذكر غيرهم يتحفونك " بالموضوعية " كذباً وزوراً .
 
في أخبار الحمقى والمغفلين ذكره ابن الجوزي في باب المغفلين من القراء والمصحفين، فتسأل كيف نأخذ فهم الدين (قرآن وحديث) من أحمق أو مغفل، فضلا عن الدين ذاته، علما بأنهم كانوا يقولون لا تأخذوا القرآن من مصحفي، ولا العلم من صحفي؟


إن كان تصحيفه عن غير عمد فأدهى وأمر لأن المتلقي حينها لا يقدر على التمييز فلا يدري الأصل من المصحف، بينما يقترن التصحيف المتعمد بعبارات وحركات وغيرها مع توجيه وتحكيم، كما أنه لا يقع إلا في مجالس خاصة؛ وإن كان على غير عمد، فإنه حفظ الحديث وأهمل القرآن، وهذه تهمة شنيعة أيضا.


هنا تسأل عن الإسناد وفي الأشياء الأخرى لا حاجة للإسناد؛ كيف؟ من قال أنه عالم وحافظ وكبير ومفسر وو؟ لعله كان من القصاصين! أقصد في المرويات المشهورة والمستفيضة قد تشكك في المعطيات التفصيلية لكن ليس في الحادثة أو في الفكرة العامة - وهي التصحيف هنا، وإلا حاولت من غير شعور إفهامنا أنك ملم بالإسناد أكثر من إلمام أهل الإسناد والجرح والتعديل به. أضف إلى ذلك أن تلك المقولة (لا تأخذوا القرآن من مصحفي، ولا العلم من صحفي) إنما تدل على ما ذكره الأستاذ بنغالب أن هذا الأسلوب في المزاح والدعابة والكلام كان ظاهرة مجتمعية معروفة، أما توسيع دائرة (الإستهزاء بالدين) فمن البدع في السياسة وفي البيئات المتنطعة.


ليس طائفة الشيعة هكذا بإطلاق أخي العزيز. المتزمتون الطائفيون منهم، نعم، وإلا العقلاء منهم يعرفون جيدا أن المصحفين عندهم أكثر، بل عندهم محرفون أيضا، وبين التصحيف والتحريف كما بين السماء والأرض!
مع كامل إحترامي لما عقبت به ، لكن قولك " ذكره ابن الجوزي في أخبار الحمقى و المغفلين" و لم تنتبهي إلى أنه لم يذكره في أبواب المحدثين و إنما ذكره في أبواب القراء ، لأن إمامة في القراءات و القرآن ساقطة لأنه لا يميز كلامه من رعونته و هو مفهوم الأحمق المغفل ، و هي صفة مسقطة للإعتبار العلمي خاصة و أن الروايات عن عثمان بن أبي شيبة ذكرها ابن الجوزي في باب القراء ،و ليس في باب المحدثين و هذا له دلالة بأن عثمان بن أبي شيبة إمامته ساقطة في علم القراءات ، و هذا يُفسر لي جهلك عند قولك "بشناعة جهل المحدث عثمان بن أبي شيبة بالقرآن" أو حتى بالفقه ،و كان أجدر بك أن تنتبهي إلى حقيقة تاريخية في العلوم الإسلامية ، و أيظا حقيقة معرفية في كل العلوم ، وهي حقيقة قد أجمع عليها علماء المسلمين على إختلاف مذاهبهم ،" أن التخصص لا ينفي الجهل " ، فالمحدث قد لا يكون فقيها و قد لا يكون مقرئا ، و قد فرق العلماء منذ القدم بين المحدث و الفقيه و المقرئ و الأصولي ، و إن كان لا يُمتنعُ إجتماعها في الكُمل من أهل العلم كالإمام مالك فهو فقيه و محدث ،أو الشافعي فهو فقيه و محدث ،أو الطبري فهو إمام في العربية و عالم بالقراءات و فقيه و محدث ، و قد لا يكون إلا محدثا كابن معين و ابن شاهين وابن صاعد وغيرهم ممن ممن ضعف علمهم بالفقه وجهلهم بالقرآن ، و كانوا لا يقرأونه إلا من المصاحف ،فالإمام عثمان بن أبي شيبة لم يكن إماما في الفقه حتى نطعن في إمامته في الفقه ، أو إماما في العربية حتى نُغلطه في العربية أو إماما في علم القراءات ، أو إماما في علوم القرآن حتى نطعن في إمامته لكونه يمازح كما تمازح العوام أقرانها بظواهر القرآن و الأحاديث المشتهرة على الألسن ، لأن الإمام عمر بن أبي شيبة جاهل بهذه العلوم قطعا و لا يجوز أن يكون إماما في شيء من هذه العلوم ، لأنه لا تثبت متابعة الجاهل في شيء، أو محاسبته على جهله ، و إنما إستحق الإمام عمر بن أبي شيبة الإمامة باعتراف علماء الدين قاطبة في إختصاص واحد ،و هي إمامته في علم الحديث خاصة لاغير ، لأنه من أهل صناعة الحديث و تخصصه منحصر فيه ، و أما جهل الإمام عثمان بن أبي شيبة بالقرآن او الفقه هذا لا يقدح في علمه بالحديث وهو تخصص له ،وقد نقل ذلك الإمام أبي الفرج ابن الجوزي في كتابه "تلبيس إبليس " غلبة الجهل على طائفة من المحدثين الكبار ، لكونهم تشاغلوا بالحديث عن سماع القرآن و حفظه ،و عن تعلم ضرورات الإسلام من الصلاة والصيام و أحكام الدين ، حتى أن بعضهم لا يعلم حتى قصار السور من القرآن ،لكونهم غالوا في سماع و تدارس علم الحديث ، فأهملوا القرآن و أهملوا الفقه في الدين ، يقول ابن الجوزي في تلبيس إبليس "فترى المحدث يكتب و يسمع خمسين سنة و يجمع الكتب و لايدري مافيها أي من الفقه ، و لو وقعت له حادثة في صلاته لإفتقر إلى بعض أحداث المتفقهة ، الذين يترددون إليه لسماع الحديث منه ، و بهؤلاء تمكن الطاعنون على المحدثين فقالوا : زوامل أسفار لا يدرون مامعهم " و يقول أيظا " ومنهم من لا يحفظ القرآن و لا يعرف أركان الصلاة .." بمعنى آخر أن أمثال هؤلاء أئمة لا شك في إمامتهم في علم الحديث و نقد الرجال و الروايات لكن إمامتهم منحصرة في إختصاصهم ، فهم لا يَعْدُون أن يكونو عواما و جهالا في غير تخصصاتهم ، من الفقه ، أو علم القراءات أو علوم القرآن فعلمهم كعلم العوام أو أقل في غير تخصصاتهم . أما ما ذكرته عن تأويل خاص لما رواه علماء السلف من التابعين ،أمثال سليمان بن موسى و سعيد بن عبد العزيز التنوخي كما نقل عنهم أبي أحمد حسن العسكري في كتابه "أخبار المصحفين : و هي قولهم " لا تَأْخُذُوا الْقُرْآنَ مِنَ الْمُصْحَفِيِّينَ ، وَلا الْعِلْمَ مِنَ الصَّحَفِيِّينَ " ، و هي مقولة لا تفسر بتأويلك الذي يُخرج الظاهر عن معناه المقصود، فالمعنى واضح مما سبق بيانه ز لا يحتاج تكلفا في التأوبل ،من أن العلم و تعلم القرآن يجب أن يكون عن العلماء والمشايخ ،حتى يضبط الآخذ ما يأخذ ،فإن كان علما حققه وإن كان قرآنا ضبطه ، وإلا كان المتعلم من المصاحف و الكتب أو من غير المتخصصين ، واقعا في أخطاء النساخ و تصحيفاتهم وأوهامهم ،و بالفعل هذه المقولة تجري على الإمام عثمان بن أبي شيبة في كل العلوم من القرآن إلى الفقه ، ماعدى علم الحديث الذي هو إمام فيه ، يرجع إليه فيه الناس ليضبطوا و يتحققوا في علم الحديث .
فقط للعلم أن ما يُعاب على المحدثين ، يُعاب أيظا على الفقهاء ، إذ أن الفقيه قد يكون جاهلا بعلم الحديث فيستدل بأحاديث ضعيفة أو موضوعة أو لا تثبت و كم هي أمثال هذه الروايات في كتب فقهاء لا يشق لهم غبار في علم الفقه ، فهم أئمة في الفقه ، لكنهم جُهال في علم الحديث ، و هذه المسألة في تفرق علم الدين إلى تخصصات و طوائف ، جاء من كثرة التصنيفات ، حتى إعتنت كل طائفة بعلم على حساب الأخرى . ...
أما ماتفضل به الأخوين الكريمين عبد العزيز فيصل الحقي وضيدان بن عبد الرحمان ، فقد نقدا الروايات نقدا علميا ،و عدم ثبوث أكثر تلك الروايات ، فهذا يُفسر لي الكثير من العبارات المبالغ فيها التي جاءت من طرق ضعيفة ،ورغم ذلك فالإمام عمر بن أبي شيبة إمام في الحديث و إن كان جهله بالفقه و القرآن ،لا يطعن في هذه الإمامة الإختصاصية بعلم الحديث ،.... فالعالم باختصاص قد يكون جاهلا بآخر .
و أحب أن أنبه هنا لشيء آخر وهو أن التمازح بالقرآن و بالأحاديث المُشتهرة ، ليست ظاهرة كانت في المجتمع ثم إنتهت ، بل هي ظاهرة لازالت في المجتمع و هي منتشرة كثيرا ، و لا يعني التمازح بالقرآن الإستهزاء بالقرآن ، و لكن معناه تَقَصدُ الأشخاص بمضمون الآية أو الحديث ،على سبيل الفكاهة أو على سبيل الذم ، ومنه ما يتقوله بعض العامة "وخاب كل فلان عنيد " يقصد به خصمه ، مصحفا قوله تعالى " و خاب كل جبار عنيد " ، أو كقول ذلك الفتى الخارجي للحجاج " يخرجون من دين الله أفواجا " كناية عن ملك بني أمية ، أو قول بعضهم مزاحا عند الوليمة " و استفتحوا الوليمة " و كل هذا بالطبع مكروه و لا يجوز و الفتوى على منعه ، و لا يقال بأن الناس قد كفرت أو هي تستهزئ بالدين لأنها ماقصدت الدين و لا القرآن بشيء و إنما إقتبسوا من القرآن و أقوال الحديث ليتقصدوا به أشخاص معينين في سياق الفكاهة او الذم ، لكن آفة العوام الجهل ، و لا يجب متابعتهم على هذا الجهل ...و الله أعلم ..
 
أخي الكريم بنغالب؛
أتفق معك أن التخصص لا ينفي الجهل، وأنت لم تفهم كلامي أو أنا أسأت التعبير. خلاصة الفكرة أن تصحيف القرآن عندي لا يلزم منه الجهل بالقرآن، فكان ولابد أن نميز بين التصحيف الذي أصله الخطأ، والتصحيف من باب المزاح والدعابة، ثم التصحيف الذي هو من الإستهزاء والإستخفاف بالدين وهذا مستبعد بالكلية عندما يتعلق الأمر بعوام المسلمين بله العلماء والأئمة، ولا يصدر هذا النوع من التصحيف إلا من منافق أو من على شاكلته!

بالنسبة للتصحيف الفكاهي في السؤال عن حكمه وحكم من يرتكبه امغفل هو أم مذنب أم ماذا، فسؤال فقهي وقد إختلفوا في مسألته، والظاهر أن ابن الجوزي من الذين يستشكلونه، ولم يذكره في باب المحدثين لأنه كان يعلم طبيعة التصحيف وهو تصحيف متعمد، ولو لم يتعمد التصحيف لكان هذا قدحا في حفظه، فكيف وقد قيل أنه كان مفسرا، أو كيف يفسر وهو لم يقرأ القرآن (مرة واحدة في حياته) ؟

و بالفعل هذه المقولة تجري على الإمام عثمان بن أبي شيبة في كل العلوم من القرآن إلى الفقه
لا أتفق معك في هذه النقطة، ولكن تجري عليك في حالة واحدة كمعلم عندك تلاميذ يأخذون عنك القرآن، وفي هذا الحالة حتى التفسير ينبغي إستبعاده وأنت تلقنهم القرآن، فما بالك بالتصحيف؟ وإن صح قولك فقد أخطأ كل من قال عنه "مفسر". فما رأيك ؟
 
ليس الإمام عثمان بن أبي شيبة أصلا إماما في التفسير ، و إنما هو محدث إمام في الحديث فقط ، فالمحدث ناقل لرويات ، و قد ينقلها في باب مخصوص ، كالعقيدة أو الأحكام أو التفسير ، فنقله للروايات في العقيدة و الأحكام لا يجعل منه متكلما فقيها ، و لا نقله للروايات و الآثار التي جاءت في تفسير السور يجعل منه إماما في التفسير ، و إلا كان جميع المحدثين أئمة في التفسير ، فالإمام البخاري نقل روايات في التفسير ضمن الجامع الصحيح و الإمام المسلم في صحيحه و كذالك من تبعه من المحدثين وهذا لا يجعل منهم مفسرين إلا إذا كانوا متضلعين من علم القرآن فآنئذ كلام آخر ، و قد ذكرت لك مقولة إبن الجوزي وهو محدث وفقيه و ذكر ظاهرة الجهل عند المحدثين بالقرآن و الفقه ، حتى أن بعض من لا يحفظ القرآن و لا فقه له في الدين إلا موهبته في تمكنه من الحفظ والسماع فيجمع الروايات و الآثار في تفسير القرآن كإبن شاهين الذي له جزء في تفسير القرآن ، يُعلق عليه ابن الجوزي قائلا " و كان ابن شاهين قد صنف في الحديث مصنفات كثيرة أقلها جزء و أكثرها التفسير و هو ألف جزء وما كان يعرف في الفقه شيئا " ، الشاهد من هذا أن المحدث وظيفته الأساسية أنه ناقل للحديث فقط ، و قد ينقل في مواضيع الأحكام و التفسير مجموعة من الروايات لكن هذا فقط لأن الروايات من تخصصه ، أما سؤال متى يبدأ تخصص الإمام في التفسير أو الإمام في الفقه ؟؟ ، يبدأ بمناقشة هذه الروايات و الترجيح بينها ، أو بين المقارنة بين مقصود الآية و بين الرواية التي جاءت عن طريق الآحاد ، فالمفسر يتجاوز النقل و الفقيه يتجاوز النقل ،إلى الترجيح و الإستنباط و مناقشة الأدلة من القرآن أولا ثم السنة ، و هذا التضلع من القرآن قد إفتقده الإمام عثمان بن أبي شيبة ، فهو ليس إماما في التفسير قطعا .
فقط للتنبيه لم يكن للإمام عثمان بن أبي شيبة له مجالس رسمية في تحفيظ القرآن أو القراءات ، هذا خطأ من قبلك لم يذكره أحد ، فكل من أرخ للإمام الحافظ عثمان بن أبي شيبة أرخ له في صناعة علم الحديث ، و لكن غلطة المؤرخ كالذهبي أنه يجعل التصنيف حاكما على اللقب حتى أصبح المتأخرون يُلقبون الجابري و المرزقي بالمفسرين فقط لأنهم صنفوا في التفسير ، على أن لقب المفسر لا يُمتنع أن يُعطى لكل أحد ، لكن لقب إمام في التفسير ، هو اللقب المهم في الموضوع وهو الذي يجب أن لا يُعطى لكل أحد ، لأنه لقب علمي يصف صاحبه بالتخصص ، و بتالي فقط لأن المحدث جمع الروايات التي في التفسير أصبح مفسرا ، و أصبح المتأخرون يقولون إمام في التفسير ، و هذا خطأ ،يتضح عند دراسة طبيعة وظيفة التحديث الناقلة للروايات ، التي لا تجعل من المحدث إماما في التفسير أو إماما في الفقه ، و أما روايته على المواضيع لا تجعل منه متخصصا في كل موضوع.
قولك " الظاهر أن ابن الجوزي من الذين يستشكلونه، ولم يذكره في باب المحدثين لأنه كان يعلم طبيعة التصحيف وهو تصحيف متعمد، ولو لم يتعمد التصحيف لكان هذا قدحا في حفظه، فكيف وقد قيل أنه كان مفسرا، أو كيف يفسر وهو لم يقرأ القرآن (مرة واحدة في حياته) ؟" بالطبع الروايات التي جاءت في القدح في الإمام عثمان بن أبي شيسة لم تأت في كونه محدثا ، أو أنه كان يُصحف في الأحاديث ، و إلا لكان قضى عليه و هدمه أئمة الجرح و التعديل ،كالإمام أحمد و إبنه عبد الله و غيرهم ، و أفتوا فتواهم المشهورة في علم الجرح و التعديل ، " متروك الحديث " و انتهى الأمر ، لكن هذه الروايات جاءت في ميدان آخر غير علم الحديث وهو كونه من القراء و كونه من المفسرين ، فالروايات في كتب الجرح والتعديل و نقل الملاحظين من المحدثين أمثال ابن الجوزي و أبي أحمد العسكري ، جعلوا الإمام عثمان بن أبي شيبة مجروحا في علم القراءات و التفسير وضعيفا في هذا الميدان ،فإمامته في هذين العلمين ساقطة، لأنه يُعد من المُغفلين فيهما، لا يصح النقل عنه في هذين العلمين ، إلا في علم الحديث لأنه كان لا يُصحف فيه و كان ضابطا له و حافظا متقنا فيه ..و هذا لا إشكال أن يكون إمام في الحديث مجروحا في علم القراءات و التفسير ، لأن مثلا ابن فارس ليس إماما في الفقه بل إمام في اللغة و إن كانت كتبه فيها مسائل فقهية قد أجاب عنها ..فالمسألة تترد بين المفسر و الإمام في في التفسير ، أما الأولى فهي لكل أحد و ثانية هي للمفسر حقا ...و الله أعلم .
 
شكراً للأخوين الفاضلين ضيدان وعبد العزيز على ما تفضلا به من نقد موضوعي لتلك الرويات.
والأمر كما ذكرا -بارك الله فيهما-: توثيقُ الأئمة لهذا الإمام الكبير دليلٌ واضح على عدم ثبوتها عنه رحمه الله، فقد كان علماء الجرح والتعديل يضعّفون مَن يقع فيما دون ذلك بمراحل، ومنْ يجرؤ على تصحيف آيات الكتاب ولوكان مازحاً لايُمكن أن يأمنوه على مرويات السنة ألبتة. والله أعلم.
 
شكراً للأخوين الفاضلين ضيدان وعبد العزيز على ما تفضلا به من نقد موضوعي لتلك الرويات.
والأمر كما ذكرا -بارك الله فيهما-: توثيقُ الأئمة لهذا الإمام الكبير دليلٌ واضح على عدم ثبوتها عنه رحمه الله، فقد كان علماء الجرح والتعديل يضعّفون مَن يقع فيما دون ذلك بمراحل، ومنْ يجرؤ على تصحيف آيات الكتاب ولوكان مازحاً لايُمكن أن يأمنوه على مرويات السنة ألبتة. والله أعلم.
توثيق الأئمة الكبار في الجرح والتعديل إنما كان في الرواية و علم الحديث، و إنما سقطت إمامة الإمام عثمان بن أبي شيبة في علم القراءات والتفسير بما نقله عنه علماء الجرح و التعديل عنه في هذا التخصص، لماذا ؟ لأن الرواية في علم الحديث مسألة يجب أن يتصف صاحبها بالصدق و الأمانة في نقل الروايات و هذا قد شهد له به علماء الحديث في علم الحديث خاصة ، كون الإمام عثمان بن أبي شيبة حافظ متقن ضابط لعلم الرواية ، لكنه مع ذلك ليس ضابطا للقرآن و لا لعلم القراءات و التفسير و لا حتى إماما في الفقه ، و بتالي ليست هذه الروايات قادحة في إمامته في علم الحديث ، بل هي قادحة في إمامته في علم القراءات والتفسير ، و قد تبث أنه كان مغفلا في القرآن كما أن ابن الجوزي وضعه ضمن أخبار الحمقى والمغفلين في باب القراء و ليس في باب المحدثين و هذا يوضح أن العلماء كانوا يفهمون أنه مغفل في القرآن و لا تصح في علم من أي علوم المتصلة بالقرآن ، أما المزاح بالقرآن و تَقَصدُ الناس به في سياق الدعابة أو الذم السياسي أو الإجتماعي ، هذا لا زال يفعله العوام و لا يجعل من الناس فساقا ، لكون الحكم الفقهي إختلف في المسألة ، يُمكنك أن تقرأ ما سبق ففيها مناقشات هذه المسألة ..
 
أقبل أعرابي يريد رجلا وبين يدي الرجل طبق تين، فلما أبصر الأعرابي غطى التين بكسائه والأعرابي يلاحظه، فجلس بين يديه فقال له الرجل: هل تحسن من القرآن شيئا، قال: نعم؛ قال إقرأ، فقرأ: والزيتون وطور سينين، فقال الرجل: أين التين؟ فقال الأعرابي: تحت كسائك!

و أحب أن أنبه هنا لشيء آخر وهو أن التمازح بالقرآن و بالأحاديث المُشتهرة ، ليست ظاهرة كانت في المجتمع ثم إنتهت ، بل هي ظاهرة لازالت في المجتمع و هي منتشرة كثيرا ..
صحيح، لكن أنا ذكرت "ظاهرة مجتمعية" في صيغة الماضي نظرا لتطور الاداب والفنون نتيجة تطور التأليف والنشر، ثم تقدم الوسائل وإنتشارها، إذ لم تعد علاقة المسلم الثقافية (الادبية والفنية والمعرفية ..) بالقرآن كما كانت، بل حتى العلاقة الدينية الروحية الأخلاقية تغيّرت، فليس كل شيء يحدث في المجتمع هو ظاهرة !

فقط للتنبيه لم يكن للإمام عثمان بن أبي شيبة له مجالس رسمية في تحفيظ القرآن أو القراءات ، هذا خطأ من قبلك لم يذكره أحد.
وأنا لم أقل ذلك! لكن أقول لا مانع عقلي مجرد من أخذ القرآن عن مصحّف، مثلما يمنع أخذ القرآن عن مصحفي إذ الإسناد المطلوب إسناد شفهي، بشرط أن لا يكون التصحيف أثناء التلقين.

لأنه يُعد من المُغفلين فيهما، لا يصح النقل عنه في هذين العلمين ، إلا في علم الحديث لأنه كان لا يُصحف فيه و كان ضابطا له و حافظا متقنا فيه .
مغفل؟ هذا حكم لا دخل له بـ (حفظ القرآن) عند "أهل السنة"، ثم إن إدخال كل شاردة وواردة فكاهية ضمن (الإستهزاء) لا يعني هذا الموضوع، وبالتالي لا حاجة للدفاع عن إهتمام أئمة الحديث بحفظ القرآن ولا حاجة للدفاع عن إبن أبي شيبة، أما الذي يرى الغفلة أو الحمق والخفة أو الإستهزاء في هذا النوع من التصحيف فهو المطلوب للدفاع عن الإمام، وما السبيل إلى ذاك غير التشكيك في الروايات ؟

أكرر، لو كان تصحيفه عن غير عمد فهذا يقدح في حفظه وضبطه، بصرف النظر عن التخصص والإمامة، لأن "الحافظ الكبير" و "الحافظ المتقن" لا يخطئ كما أخطأ، فيما ينسب إليه من تصحيفات قرآنية، حتى لو لم يحفظ القرآن، إلا أن تدعي أنه لم يقرأ القرآن طول حياته، ولم يسمعه ولو مرة واحدة. وعليه، بمجرد إسقاط "صاحب دعابة" من كلام الإمام الذهبي، يتغير المعنى طولا وعرضا، وعندها لا سبيل للدفاع عنه لا في الحديث النبوي ولا في غيره، أما التصحيف الفكاهي فلا يقدح فيه، لا في الحديث ولا في غير الحديث، إلا من الناحية الفقهية وهذا موضع إختلاف.

أتمنى فكرتي وصلت، وشكرا.
 
توثيق الأئمة الكبار في الجرح والتعديل إنما كان في الرواية و علم الحديث، و إنما سقطت إمامة الإمام عثمان بن أبي شيبة في علم القراءات والتفسير بما نقله عنه علماء الجرح و التعديل عنه في هذا التخصص، لماذا ؟ لأن الرواية في علم الحديث مسألة يجب أن يتصف صاحبها بالصدق و الأمانة في نقل الروايات و هذا قد شهد له به علماء الحديث في علم الحديث خاصة ، كون الإمام عثمان بن أبي شيبة حافظ متقن ضابط لعلم الرواية ، لكنه مع ذلك ليس ضابطا للقرآن و لا لعلم القراءات و التفسير و لا حتى إماما في الفقه ، و بتالي ليست هذه الروايات قادحة في إمامته في علم الحديث ، بل هي قادحة في إمامته في علم القراءات والتفسير ، و قد تبث أنه كان مغفلا في القرآن كما أن ابن الجوزي وضعه ضمن أخبار الحمقى والمغفلين في باب القراء و ليس في باب المحدثين و هذا يوضح أن العلماء كانوا يفهمون أنه مغفل في القرآن و لا تصح في علم من أي علوم المتصلة بالقرآن ، أما المزاح بالقرآن و تَقَصدُ الناس به في سياق الدعابة أو الذم السياسي أو الإجتماعي ، هذا لا زال يفعله العوام و لا يجعل من الناس فساقا ، لكون الحكم الفقهي إختلف في المسألة ، يُمكنك أن تقرأ ما سبق ففيها مناقشات هذه المسألة ..
بالله عليك يا أخ العزيز: شخص وُصِفَ بهذه الأوصاف هل يليق به أن يشخص ضمن العلماء الجهابذة كما نقل الخطيب عن(نفطويه)،نقل الخطيب عن إبراهيم بن عرفة – نفطويه-أنه قال: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها شَخَّصَ المتوكل الفقهاء والمحدثين فكان فيهم مصعب الزبيري... وعبد الله وعثمان ابنا محمد بن أبي شيبة الكوفيان وهما من بني عبس وكانا من حُفّاظ الناس... وجلس أبو بكر بن أبي شيبة في مسجد الرصافة، وكان أشد تقدما من أخيه عثمان، واجتمع عليه نحواً من ثلاثين الفا من الناس."[1]"


[1] - تأريخ بغداد: له 10/67.
 
أقبل أعرابي يريد رجلا وبين يدي الرجل طبق تين، فلما أبصر الأعرابي غطى التين بكسائه والأعرابي يلاحظه، فجلس بين يديه فقال له الرجل: هل تحسن من القرآن شيئا، قال: نعم؛ قال إقرأ، فقرأ: والزيتون وطور سينين، فقال الرجل: أين التين؟ فقال الأعرابي: تحت كسائك!


صحيح، لكن أنا ذكرت "ظاهرة مجتمعية" في صيغة الماضي نظرا لتطور الاداب والفنون نتيجة تطور التأليف والنشر، ثم تقدم الوسائل وإنتشارها، إذ لم تعد علاقة المسلم الثقافية (الادبية والفنية والمعرفية ..) بالقرآن كما كانت، بل حتى العلاقة الدينية الروحية الأخلاقية تغيّرت، فليس كل شيء يحدث في المجتمع هو ظاهرة !


وأنا لم أقل ذلك! لكن أقول لا مانع عقلي مجرد من أخذ القرآن عن مصحّف، مثلما يمنع أخذ القرآن عن مصحفي إذ الإسناد المطلوب إسناد شفهي، بشرط أن لا يكون التصحيف أثناء التلقين.


مغفل؟ هذا حكم لا دخل له بـ (حفظ القرآن) عند "أهل السنة"، ثم إن إدخال كل شاردة وواردة فكاهية ضمن (الإستهزاء) لا يعني هذا الموضوع، وبالتالي لا حاجة للدفاع عن إهتمام أئمة الحديث بحفظ القرآن ولا حاجة للدفاع عن إبن أبي شيبة، أما الذي يرى الغفلة أو الحمق والخفة أو الإستهزاء في هذا النوع من التصحيف فهو المطلوب للدفاع عن الإمام، وما السبيل إلى ذاك غير التشكيك في الروايات ؟

أكرر، لو كان تصحيفه عن غير عمد فهذا يقدح في حفظه وضبطه، بصرف النظر عن التخصص والإمامة، لأن "الحافظ الكبير" و "الحافظ المتقن" لا يخطئ كما أخطأ، فيما ينسب إليه من تصحيفات قرآنية، حتى لو لم يحفظ القرآن، إلا أن تدعي أنه لم يقرأ القرآن طول حياته، ولم يسمعه ولو مرة واحدة. وعليه، بمجرد إسقاط "صاحب دعابة" من كلام الإمام الذهبي، يتغير المعنى طولا وعرضا، وعندها لا سبيل للدفاع عنه لا في الحديث النبوي ولا في غيره، أما التصحيف الفكاهي فلا يقدح فيه، لا في الحديث ولا في غير الحديث، إلا من الناحية الفقهية وهذا موضع إختلاف.

أتمنى فكرتي وصلت، وشكرا.
طامتان جمعهما جوابك بغض النظر أولا عن عدم قرائتك لما كتبته ،و ما فندت به إمامة عثمان بن أبي شيبة في علم القراءات و التفسير و أن إمامته الحقة كانت فقط في علم الحديث ، ثانيا عدم تفريقك عن مايفعله العامي و لا يعد إخلالا ، و عن مايفعله الإمام العالم و يُعد قادحا في إمامته، و أن الإمامة قد تنعقد في علم واحد فقط .
أما بالحديث عن الطامتين ،فالطامة الأولى قلت فيها، و أقتبس ما قلته حرفيا : " مغفل؟ هذا حكم لا دخل له بـ (حفظ القرآن) عند "أهل السنة" ،" ، فنحن أيها الكريم لا نتكلم عن " أهل السنة " بهذا اللفظ ذو البُعد العقدي و السياسي الذي يُقابل الشيعة أو أي مذهب آخر من حيث الإطار الإعتقادي و السياسي ،فهذا التعبير بهذا اللفظ يشي بأنك لم تفهم ، إنما نحن نتكلم عن " الإمامة " في العلم ، أي شرط الإتقان و الحفظ و العلم في تخصص من التخصصات ، و أن الإخلال بهذا الشرط يُخرج صاحبه من العلم ، فالغفلة أو المُغفل لا تقدح في العامي الذي يقرأ القرآن أو يحفظه لأن العامي لا أهمية له على المستوى العلمي ، لكن الغفلة أو المغفل في علم من العلوم و خاصة في علم القراءات و علوم القرآن لفظ قادح في "الإمامة " سواء في علم التفسير أو علم القراءات أو علوم القرآن، و يُخرج صاحبه الذي هو الإمام عثمان بن شيبة من هذا العلم فليس إماما في هذه العلوم ، لأن المُغفل هو الذي لا يُميز بين كلامه و رعونته ، و بتالي هنا ينتفي الإتقان و الحفظ و العلم ، لماذا ؟؟ لأننا نتكلم عن شخص يُعد مفسرا و يُعد مقرئا ،لكنه عند طائفة المفسرين و طائفة القراء ، لايُعد إماما لا في التفسير و لا إماما في القراءات لأنهم لا يعترفون بتخصصه و إتقانه في هذين العلمين ،حتى بين طائفة المحدثين لايُعد إماما في هذين العلمين إلا في علم الحديث فهو يُعد إماما حقا فيه ، و بالكلام عن علم الحديث تأتي طامتك الثانية .
و طامتك الثانية قولك بالحرف أن :"لو كان تصحيفه عن غير عمد فهذا يقدح في حفظه وضبطه، بصرف النظر عن التخصص والإمامة، لأن "الحافظ الكبير" و "الحافظ المتقن" لا يخطئ كما أخطأ، فيما ينسب إليه من تصحيفات قرآنية، حتى لو لم يحفظ القرآن، إلا أن تدعي أنه لم يقرأ القرآن طول حياته، ولم يسمعه ولو مرة واحدة. وعليه، بمجرد إسقاط "صاحب دعابة" من كلام الإمام الذهبي، يتغير المعنى طولا وعرضا، وعندها لا سبيل للدفاع عنه لا في الحديث النبوي ولا في غيره "
إنك هنا لم تستوعب ما إستوعبه العلماء من قبل منذ قرون ، وهي نتائج تفرع العلوم وظهور التخصص ، و إنكباب مجموعة من الناس على تخصص واحد فقط ،دون الإطلاع على التخصصات الأخرى ، لذلك أخبرني لماذا لم يَعجب الفقهاء من محدث لا يعرف كيف يرقع صلاته و لا يفقه حتى أبسط الأشياء من المعلوم من الدين بالضرورة ، و لماذا لم يعجب القراء أصحاب القرآن، من محدث لا يعرف القرآن و لا يحفظه و يُخطأ فيه ، لكن حتما سيتعجبون من محدث لا يعرف الحديث و الرواية ، و كان العلماء في عصر الإمام مالك قديما يقولون :" فقيه و محدث" ، و يقولون في غيره : " محدث غير فقيه " ، و قد نقل ابن الجوزي و هو المحدث والفقيه أن ظاهرة الجهل بالقرآن و الفقه هي مسألة كانت معروفة و متفشية في طائفة المحدثين ، لأن الروايات كثيرة وهي ألوف مؤلفة ،و رُواتها بمئات الآلاف ، و بتالي كان من الصعب الإحاطة بها، و كان على من يدرس هذا العلم يجب أن يشتغل به عمرا كثيرا ،فيترك الإنشغال بالقرآن و الفقه ، يقول أبو بكر بن الجوزي رحمه الله " فترى المحدث يكتب و يسمع خمسين سنة و يجمع الكتب و لايدري مافيها أي من الفقه ، و لو وقعت له حادثة في صلاته لإفتقر إلى بعض أحداث المتفقهة ، الذين يترددون إليه لسماع الحديث منه ، و بهؤلاء تمكن الطاعنون على المحدثين فقالوا : زوامل أسفار لا يدرون مامعهم " و يقول أيظا " ومنهم من لا يحفظ القرآن و لا يعرف أركان الصلاة فتشاغل هؤلاء أي المحدثين على زعمهم بفروض الكفاية عن فروض الأعيان .." و يقول أيظا و يضرب المثال بالإمام الحافظ ابن شاهين " و كان ابن شاهين قد صنف في الحديث مصنفات كثيرة أقلها جزء و أكثرها التفسير و هو ألف جزء و ما كان يعرف من الفقه شيئا " بمعنى آخر أن عدم حفظ المُحدث للقرآن او غلطه فيه أو حتى عدم فقهه في الدين كانت مسألة غير قادحة عند المحدثين أنفسهم ،و حتى عند عامة العلماء في روايتهم ، مادام محافظا على الصلوات و متخلقا بالمروءة و الصدق و الأمانة ، لأنهم كانوا يعرفون أن هؤلاء القوم كثير منهم صرف عُمره و طول أيامه في سماع و كتابة الروايات و الرحلة في طلب الحديث ، فأضربوا عن مهمات الدين من الفقه فيه و تعلم القُرآن ، و الحادق فيهم و أقول أيظا الذكي فيهم من حفظ القرآن و الفقه في صغره ثم تشمر لعلم الحديث ....وهذا كان شأن أئمة مالإمام مالك و الشافعي و البخاري و غيرهم ...لذلك الغفلة في القرآن أو حتى حفظه للقرآن لا يقدح في إمامته في تخصصه و هو علم الرواية في علم الحديث
و هذا إن كنت جاهلا به ، فالفقهاء أيظا تفشى فيهم جهلهم بعلم الرواية فلا يُفرقون بين الصحيح و الضعيف و المكذوب ، وقس على ذلك طوائف العلماء الأخرى ، لذلك كان الكُمل من العلماء الذين أحاطوا بالعلوم هم إبريزُ الأمة و مناط التجديد والله أعلم
 
الفاضل بن غالب؛
عندما نكتب في موضوع معين يجب علينا إستحضاره كليا في الذهن حتى نتمكن من إدراك الكلام الضمني في المشاركات الفرعية.

بالنسبة للطامة الأولى هي كذلك عندك لأن الكلام حول الإمامة في العلم وليس عن "أهل السنة"، كما تقول، بينما الموضوع هذا لم يكن ليرى النور بقلم صاحبه، الأستاذ ضيدان، لولا (أن هذا النقل اتخذه طائفة الشيعة للطعن بالقرآن الكريم ، وتحريف أهل السنة له ، ما كتبت فيه ..) - المشاركة 1.

ثم الطامة الثانية، تقول: (دون الإطلاع على التخصصات الأخرى). وأنا لم أتكلم عن التخصص والإمامة والعلم، فأكرر: (لو كان تصحيفه عن غير عمد فهذا يقدح في حفظه وضبطه، بصرف النظر عن التخصص والإمامة، لأن "الحافظ الكبير" و "الحافظ المتقن" لا يخطئ كما أخطأ، فيما ينسب إليه من تصحيفات قرآنية، حتى لو لم يحفظ القرآن، إلا أن تدعي أنه لم يقرأ القرآن طول حياته، ولم يسمعه ولو مرة واحدة. وعليه، بمجرد إسقاط "صاحب دعابة" من كلام الإمام الذهبي، يتغير المعنى طولا وعرضا، وعندها لا سبيل للدفاع عنه لا في الحديث النبوي ولا في غيره).

أما رأيك أنت وهو الرأي الثاني، بعد الرأي الأول الذي قام على التشكيك في الروايات، فرأي متناقض! من ناحية تعترف أن التصحيف من الفكاهة والدعابة، لكن من ناحية أخرى تقول (لا يصح النقل عنه في هذين العلمين ، إلا في علم الحديث لأنه كان لا يُصحف فيه و كان ضابطا له و حافظا متقنا فيه). لو قلت لا يصح النقل عنه بسبب عدم التخصص، لكان كلامك أقرب للإنسجام والتوافق، وبما أنك أقحمت التصحيف بدل التخصص، كان تعليقي كما كررته أكثر من مرة أن تصحيفه لو كان عن غير عمد لقدح هذا في حفظه وضبطه، خاصة وقد قيل "حافظ كبير" و "حافظ متقن"، بل لا يعقل أن نتوقع مثل تلك الأخطاء التصحيفية من عوام المسلمين، فما بالك بحافظ محدث مفسر؟ عليه، تمسكك بالتخصص والإمامة تشبت لا معنى له إلا إن كنت ترى أن التصحيف المقصود إنما كان بسبب عدم حفظ القرآن، أو بسبب الإعتماد على المصحف، أو السهو والنسيان أو تصحيف من نوع آخر، لا علاقة له بالتصحيف الفكاهي.
 
الفاضل بن غالب؛
عندما نكتب في موضوع معين يجب علينا إستحضاره كليا في الذهن حتى نتمكن من إدراك الكلام الضمني في المشاركات الفرعية.

بالنسبة للطامة الأولى هي كذلك عندك لأن الكلام حول الإمامة في العلم وليس عن "أهل السنة"، كما تقول، بينما الموضوع هذا لم يكن ليرى النور بقلم صاحبه، الأستاذ ضيدان، لولا (أن هذا النقل اتخذه طائفة الشيعة للطعن بالقرآن الكريم ، وتحريف أهل السنة له ، ما كتبت فيه ..) - المشاركة 1.

ثم الطامة الثانية، تقول: (دون الإطلاع على التخصصات الأخرى). وأنا لم أتكلم عن التخصص والإمامة والعلم، فأكرر: (لو كان تصحيفه عن غير عمد فهذا يقدح في حفظه وضبطه، بصرف النظر عن التخصص والإمامة، لأن "الحافظ الكبير" و "الحافظ المتقن" لا يخطئ كما أخطأ، فيما ينسب إليه من تصحيفات قرآنية، حتى لو لم يحفظ القرآن، إلا أن تدعي أنه لم يقرأ القرآن طول حياته، ولم يسمعه ولو مرة واحدة. وعليه، بمجرد إسقاط "صاحب دعابة" من كلام الإمام الذهبي، يتغير المعنى طولا وعرضا، وعندها لا سبيل للدفاع عنه لا في الحديث النبوي ولا في غيره).

أما رأيك أنت وهو الرأي الثاني، بعد الرأي الأول الذي قام على التشكيك في الروايات، فرأي متناقض! من ناحية تعترف أن التصحيف من الفكاهة والدعابة، لكن من ناحية أخرى تقول (لا يصح النقل عنه في هذين العلمين ، إلا في علم الحديث لأنه كان لا يُصحف فيه و كان ضابطا له و حافظا متقنا فيه). لو قلت لا يصح النقل عنه بسبب عدم التخصص، لكان كلامك أقرب للإنسجام والتوافق، وبما أنك أقحمت التصحيف بدل التخصص، كان تعليقي كما كررته أكثر من مرة أن تصحيفه لو كان عن غير عمد لقدح هذا في حفظه وضبطه، خاصة وقد قيل "حافظ كبير" و "حافظ متقن"، بل لا يعقل أن نتوقع مثل تلك الأخطاء التصحيفية من عوام المسلمين، فما بالك بحافظ محدث مفسر؟ عليه، تمسكك بالتخصص والإمامة تشبت لا معنى له إلا إن كنت ترى أن التصحيف المقصود إنما كان بسبب عدم حفظ القرآن، أو بسبب الإعتماد على المصحف، أو السهو والنسيان أو تصحيف من نوع آخر، لا علاقة له بالتصحيف الفكاهي.
للمرة الثانية أيها الأخ الكريم ، تجتزأ من كلامي و تأخذ منه و تترك ، و لا تأخذ منه إلا ماوافق هواك ،و لا تقرأ قبل أن تجيب ، و هذه إشكالية كل حوار ، و هو عدم سماع الآخر و فهم فكرته ، لذلك لا تعجل علي ،فعندما تقول "لو قلت لا يصح النقل عنه بسبب عدم التخصص، لكان كلامك أقرب للإنسجام والتوافق، وبما أنك أقحمت التصحيف بدل التخصص، كان تعليقي كما كررته أكثر من مرة أن تصحيفه لو كان عن غير عمد لقدح هذا في حفظه وضبطه، خاصة وقد قيل "حافظ كبير" و "حافظ متقن"، بل لا يعقل أن نتوقع مثل تلك الأخطاء التصحيفية من عوام المسلمين، فما بالك بحافظ محدث مفسر؟ عليه" ...هنا ترجع إلى خطإك الأول بينته لك في كل مرة ، لكنك تهرب من الإجابة لا أعرف لماذا ؟؟ ، أنك تفترض " أنه لمجرد أنه حافظ للحديث يجب أن يكون حافظا للقرآن لا يغلط و لا يُصحف فيه ، فإن كان عن عمد فهو مخل بأمانته ، وإن كان عن خطأ فهو ليس بحافظ " و تتناسى و أعيد هنا و أكرر ، الإمام في الحديث هو إمام في الحديث فقط و يجوز أن يكون جاهلا بالقرآن و الفقه ، و العلماء قبلك بمئات السنين كانوا يفهمون هذا و كانو يفرقون بين المحدث الفقيه الذي جمع بين الحديث و الفقه و بين المحدث غير الفقيه ، و الفقيه بالطبع يكون حافظا للقرآن ، و أعيد إستحضار ما وصف به ابن الجوزي طائفة المحدثين و تفسيره لسبب جهلهم بالقرآن و الفقه، و تبيينه أن ظاهرة الجهل بالقرآن و الفقه هي مسألة كانت معروفة و متفشية في طائفة المحدثين ، لماذا ؟؟ لأن الروايات كثيرة وهي ألوف مؤلفة ،و رُواتها بمئات الآلاف ، و بتالي كان من الصعب الإحاطة بها، و كان على من يدرس هذا العلم يجب أن يشتغل به عمرا كثيرا ،فيترك الإنشغال بالقرآن و الفقه ، و حتى تفهم جيدا عني خذ هذا لا الكلام من محدث و فقيه، يقول أبو بكر بن الجوزي الفقيه المحدث "فترى المحدث يكتب و يسمع خمسين سنة و يجمع الكتب و لايدري مافيها أي من الفقه ، و لو وقعت له حادثة في صلاته لإفتقر إلى بعض أحداث المتفقهة ، الذين يترددون إليه لسماع الحديث منه ، و بهؤلاء تمكن الطاعنون على المحدثين فقالوا : زوامل أسفار لا يدرون مامعهم " و يقول أيظا " ومنهم من لا يحفظ القرآن و لا يعرف أركان الصلاة فتشاغل هؤلاء أي المحدثين على زعمهم بفروض الكفاية عن فروض الأعيان .." و يقول أيظا و يضرب المثال بالإمام الحافظ ابن شاهين " و كان ابن شاهين قد صنف في الحديث مصنفات كثيرة أقلها جزء و أكثرها التفسير و هو ألف جزء و ما كان يعرف من الفقه شيئا " بمعنى آخر أن عدم حفظ المُحدث للقرآن او غلطه فيه أو حتى عدم فقهه في الدين كانت مسألة غير قادحة عند المحدثين أنفسهم ،و حتى عند عامة العلماء في روايتهم ، مادام محافظا على الصلوات و متخلقا بالمروءة و الصدق و الأمانة ، لأنهم كانوا يعرفون أن هؤلاء القوم كثير منهم صرف عُمره و طول أيامه في سماع و كتابة الروايات و الرحلة في طلب الحديث ، فأضربوا عن مهمات الدين من الفقه فيه و تعلم القُرآن .
أما الشيء الثاني الذي أحبه لك يا أخي الكريم أن لا تكون مدافعا عن نفسك و لو كنت مخطئا ، فأما موضوع " أهل السنة" أخذناها من كلامك و من كلامك نرد ، و قد نفيت أن تكون الغفلة و المغفل قادحا في حفظ القرآن و قلت عند أهل السنة ، و أنا إنتقدتك في جعلك الغفلة والمغفل ليس من القوادح في الإمامة في علوم القرآن من التفسير إلى القراءات و حاولت تشتيت المسألة و مصادرتها بالخلاف السني الشيعي ، و أنت تعلم أن العوام سواء كانو مغفلين أو غير مغفلين لا يهم ذلك ، بينما الإمام مقصود بالتقليد، فكونه مغفلا فهذا يُجرح إمامته في علم القراءات و التفسير ، لكن الإمام عثمان أبي شيبة إمام و حافظ و أكرر حافظ فقظ في علم الحديث و الرواية ، أما التفسير و القراءات فليس إماما في التفسير و القراءات ، أنا أتحدى أنك أن يأتيني أي أحد بالكتب التي إعتنت بطبقات القراء و تجد فيها عثمان بن أبي شيبة ضمن طبقات الأئمة القراء ، أو تجد أحدا وصف عثمان بن أبي شيبة أنه إمام و أقول إمام في التفسير ، لايوجد ، إنما هو إمام و حافظ متقن في الحديث و علم الرواية ...أتمنى أن تقرأ التعليق كاملا جيدا قبل الرد ..
 
أخ العزيز الأخ بن غالب: لديّ سؤال : هل ثبت عندك تصحفه للقرآن أو ما نُسِبَ إليه؟ و هل لديك دليل آخر غير ما عرضتها و و بينت بطلانها؟!
إذا كان جوابك بنعم . لو تتكرم وتذكر لنا دليلك، و إلا النقاش بناءً على هذه الروايات باطل، و ما بني على فاسد فهو فاسد
 
هنا ترجع إلى خطإك الأول بينته لك في كل مرة ، لكنك تهرب من الإجابة لا أعرف لماذا ؟؟ ، أنك تفترض " أنه لمجرد أنه حافظ للحديث يجب أن يكون حافظا للقرآن لا يغلط و لا يُصحف فيه ، فإن كان عن عمد فهو مخل بأمانته ، وإن كان عن خطأ فهو ليس بحافظ ".
لا، ليس هذا ما افترضه !

و يقول أيظا " ومنهم من لا يحفظ القرآن
هذا الكلام لا يعني ومنهم من يصحّف القرآن، فيجعل أَلَمْ ألف لام ميم مثلا، خاصة إن عرف عنه الحفظ والضبط، فضلا عن إتقانهما!

فأما موضوع " أهل السنة" .. و قد نفيت أن تكون الغفلة و المغفل قادحا في حفظ القرآن و قلت عند أهل السنة
غير صحيح.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى