لقد احتدم النقاش في عصرنا في موضوع نشأة التفسير الموضوعي فبين مدّعٍ أن السلف المتقدمين و من تلاهم من العلماء العارفين لم يكتبوا في موضوعاته و لم يتنبهوا لنفيس فوائده وبين مدّع أن المستشرقين هم أبو عذرته و الكاشف عن سر فضيلته....
و دخل فيمن ادعى السبق بعض الباحثين من الشيعة فزعم أن علمائهم أول من صنف فيه و لست بصدد بيان موضوع النشأة على وجهه لأنه يحتاج إلى تفصيل و تمثيل و براهين فالإطلاق فيه غير مصيب و التفصيل هو الصواب فقد عرف السلف ضروبا منه و ألواناً لكن لم يشتهر عندهم بهذا الاسم و لا عرف لديهم على هذا الرسم بجميع شرائطه المحدثة هذا مع كونهم كانوا به عارفين و لفوائده الجمة مدركين فتراهم يستحضرون الآيات المتعلقة بالباب والموضوع عند استشهادهم بها و هذا موضع يحتاج لمزيد بيان فأرجئه رغبة في الاختصار إلى حين.
فأمّا عبارة هذا الباحث الشيعي فسأذكرها مبيناً وهائها على وجه الإيجاز.
قال الباحث الشيعي و اسمه جعفر الهادي:( وأوّل من طرق هذا الباب لفيف من علماء الشيعة عند تفسيرهم آيات الأحكام الشرعية المتعلقة بعمل المكلف في حياته الفردية والاجتماعية .... و قد اعترف الذهبي في كتابه التفسير و المفسرون بذلك :
يقول الذهبي عند ما يتطرق إلى تفسير «كنز العرفان في فقه القرآن»: يتعرض هذا التفسير لآيات الأحكام فقط، وهو لا يتمشى مع القرآن سورة سورة على حسب ترتيب المصحف ذاكراً ما في كلّ سورة من آيات الأحكام كما فعل الجصاص وابن العربي مثلاً، بل طريقته في تفسيره: انّه يعقد فيه أبواباً كأبواب الفقه، ويدرج في كلّ باب منها الآيات التي تدخل تحت موضوع واحد، فمثلاً يقول: باب الطهارة، ثمّ يذكر ما ورد في الطهارة من الآيات القرآنية ((التفسير و المفسرون : 2 / 465))
) اهـ. مفاهيم القرآن لحعفر الهاديباختصار .
واستمر في هذا الزعم وأضاف قائلا : ( العلاّمة المجلسي هو أوّل من استعمل إجمالا هذه الطريقة :التفسير حسب الموضوع، فإنّه في كتابه «بحار الأنوار» جمع الآيات المربوطة بكل موضوع في أوّل الأبواب، وفسّرها تفسيراً سريعاً بلا استنتاج منه. وهذه الخطوة القصيرة خطوة جليلة في عالم التفسير نأسف على أنّ المفسرين بعده لم يسيروا على ضوئها، ولا يمكن تفسير القرآن بالقرآن، والاستفادة الكاملة منه وتلقّي مفاهيمه العالية الصحيحة إلاّ بالمنهج المذكور ) اهـ. ( )
وهذا الذي قاله خطأ تابع في بعضه الشيخ الدكتور:محمد الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون، فقد سبق الإمام الطحاوي رحمه الله ( ت: 321هـ ) في كتابه أحكام القرآن إلى هذه الطريقة وهي جمع آيات الأحكام في أبواب تخصها كباب الطهارة والصلاة و الصيام الخ...وكتاب الإمام الطحاوي قد طبع الموجود منه في تركيا في مجلدين عام : 1416هـ ، وليس الكتاب كاملا ،وهو كتاب عظيم الفائدة من جهة الحديث و الفقه، فإنه يروي بسنده الأحاديث العالية من طريق الأئمة والرواة المشهورين و غيرهم ويذكر مذاهب الأئمة بحسب ما اطلع عليه رحمه الله ولم يكن كتابه مطبوعا في وقت الدكتور : الذهبي فلذلك قال ما قال ، ولعل الطحاوي أيضا مسبوق إلى هذه الطريقة.
ولا نشك أنه قد جاء بعده من قلده فيها من علماء السنة وفي هذا رد على زعم هذا الباحث الشيعي أسبقية علماء الشيعة لعلماء أهل السنة في هذا الباب .
و أنبه هنا إلى أن الدكتور الذهبي صاحب التفسير و المفسرون لم يقل إن الشيعة أسبق في مجال التفسير الموضوعي، ولكن استدل هذا الباحث الشيعي بكلامه في كتب أحكام القرآن على أن الشيعة أسبق في مجال التأليف بهذه الطريقة و قد بينت ما فيه.
ولا يعلم باب من أبواب العلم النافع إلا و السبق فيه -و لله - الحمد للجمهور الأعظم أتباع السنة المحمدية، أهل السنة و الجماعة ليس يشك في ذلك من عنده علم.
و دخل فيمن ادعى السبق بعض الباحثين من الشيعة فزعم أن علمائهم أول من صنف فيه و لست بصدد بيان موضوع النشأة على وجهه لأنه يحتاج إلى تفصيل و تمثيل و براهين فالإطلاق فيه غير مصيب و التفصيل هو الصواب فقد عرف السلف ضروبا منه و ألواناً لكن لم يشتهر عندهم بهذا الاسم و لا عرف لديهم على هذا الرسم بجميع شرائطه المحدثة هذا مع كونهم كانوا به عارفين و لفوائده الجمة مدركين فتراهم يستحضرون الآيات المتعلقة بالباب والموضوع عند استشهادهم بها و هذا موضع يحتاج لمزيد بيان فأرجئه رغبة في الاختصار إلى حين.
فأمّا عبارة هذا الباحث الشيعي فسأذكرها مبيناً وهائها على وجه الإيجاز.
قال الباحث الشيعي و اسمه جعفر الهادي:( وأوّل من طرق هذا الباب لفيف من علماء الشيعة عند تفسيرهم آيات الأحكام الشرعية المتعلقة بعمل المكلف في حياته الفردية والاجتماعية .... و قد اعترف الذهبي في كتابه التفسير و المفسرون بذلك :
يقول الذهبي عند ما يتطرق إلى تفسير «كنز العرفان في فقه القرآن»: يتعرض هذا التفسير لآيات الأحكام فقط، وهو لا يتمشى مع القرآن سورة سورة على حسب ترتيب المصحف ذاكراً ما في كلّ سورة من آيات الأحكام كما فعل الجصاص وابن العربي مثلاً، بل طريقته في تفسيره: انّه يعقد فيه أبواباً كأبواب الفقه، ويدرج في كلّ باب منها الآيات التي تدخل تحت موضوع واحد، فمثلاً يقول: باب الطهارة، ثمّ يذكر ما ورد في الطهارة من الآيات القرآنية ((التفسير و المفسرون : 2 / 465))
) اهـ. مفاهيم القرآن لحعفر الهاديباختصار .
واستمر في هذا الزعم وأضاف قائلا : ( العلاّمة المجلسي هو أوّل من استعمل إجمالا هذه الطريقة :التفسير حسب الموضوع، فإنّه في كتابه «بحار الأنوار» جمع الآيات المربوطة بكل موضوع في أوّل الأبواب، وفسّرها تفسيراً سريعاً بلا استنتاج منه. وهذه الخطوة القصيرة خطوة جليلة في عالم التفسير نأسف على أنّ المفسرين بعده لم يسيروا على ضوئها، ولا يمكن تفسير القرآن بالقرآن، والاستفادة الكاملة منه وتلقّي مفاهيمه العالية الصحيحة إلاّ بالمنهج المذكور ) اهـ. ( )
وهذا الذي قاله خطأ تابع في بعضه الشيخ الدكتور:محمد الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون، فقد سبق الإمام الطحاوي رحمه الله ( ت: 321هـ ) في كتابه أحكام القرآن إلى هذه الطريقة وهي جمع آيات الأحكام في أبواب تخصها كباب الطهارة والصلاة و الصيام الخ...وكتاب الإمام الطحاوي قد طبع الموجود منه في تركيا في مجلدين عام : 1416هـ ، وليس الكتاب كاملا ،وهو كتاب عظيم الفائدة من جهة الحديث و الفقه، فإنه يروي بسنده الأحاديث العالية من طريق الأئمة والرواة المشهورين و غيرهم ويذكر مذاهب الأئمة بحسب ما اطلع عليه رحمه الله ولم يكن كتابه مطبوعا في وقت الدكتور : الذهبي فلذلك قال ما قال ، ولعل الطحاوي أيضا مسبوق إلى هذه الطريقة.
ولا نشك أنه قد جاء بعده من قلده فيها من علماء السنة وفي هذا رد على زعم هذا الباحث الشيعي أسبقية علماء الشيعة لعلماء أهل السنة في هذا الباب .
و أنبه هنا إلى أن الدكتور الذهبي صاحب التفسير و المفسرون لم يقل إن الشيعة أسبق في مجال التفسير الموضوعي، ولكن استدل هذا الباحث الشيعي بكلامه في كتب أحكام القرآن على أن الشيعة أسبق في مجال التأليف بهذه الطريقة و قد بينت ما فيه.
ولا يعلم باب من أبواب العلم النافع إلا و السبق فيه -و لله - الحمد للجمهور الأعظم أتباع السنة المحمدية، أهل السنة و الجماعة ليس يشك في ذلك من عنده علم.