محمد عز الدين المعيار
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
ارتبطت بلدان الغرب الإسلامي ببعضها البعض ارتباطا وثيقا ، إلى درجة يتعذر معها الفصل بينها ، و إذا كانت العلاقات السياسية قد اتسمت في فترات من التاريخ بالتوتر و الاضطراب ، فإن العلاقات العلمية والثقافية ، ظلت حية قوية نابضة بالحياة ، دون غياب خصوصيات كل قطر على حدة .
و أمام اتساع الرقعة ، وطول المدة ، وكثافة الرصيد العلمي لهذه البلدان فإنه من الصعب الإلمام بهذا الموضوع من كل جوانبه ، في مثل هذه العجالة ، ولذلك سنكون مضطرين إلى الإيجاز قدر الإمكان ، و الاكتفاء بالإشارات في أكثر الأحيان ، مع التركيز على المغرب الأقصى والأندلس .
لقد نزل القرآن الكريم بلغة العرب{إنا أنزلناه قرآنا عربيا }وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، هو المرجع في فهمه وبيانه كما قال اللهتبارك وتعالى : {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون).
ولم يحتج الذين أدركوا نزول الوحي في عمومهم ، أن يسألوا عن معاني القرآن لأنهم "كانوا عرب الألسن ، فاستغنوا بعلمهم عن المسألة عن معانيه"،ومع مرور الزمان وتعاقب السنين، ازدادت الحاجة إلى معرفة معاني القرآن ، نتيجة لاتساع رقعة البلاد الإسلامية ، وامتزاج الأجناس البشرية، مما استدعى تعليم اللغة العربية وتفسير القرآن، خصوصا بالنسبة لغير العرب .
ودون الدخول في تفاصيل مراحل الفتح الإسلامي لهذه البلدان ،و ما رافقه من تعليم العربية والقرآن ، ومن رحلات من المشرق وإليه ،وحسبنا – هنا – أن نشير إلى أن أهل المغرب تعلقوا منذ البداية بالمدينة النبوية المطهرة، و بساكنها عليه السلام .
ويذكر بعض المؤرخين أن أهل المغرب، تطلعوا إلى الدين الجديد منذ وقت مبكر، قبل وصول الفاتحين إلى بلادهم، أو اتساع رقعة الإسلام فيها وقصة رجال "رجراجة" في المغرب معروفة ، و كذا عشرة رجال مقبرة زواوة في تونس ، كما أقبل على الدين كثير منهم ، منذ أوائل الفتح الإسلامي لأقطارهم، مما يدعم القول بأن الإسلام انتشر بإقبال الناس عليه ، لا تحت طائلة الإكراه وحد السيف ...
مقدمة :
ارتبطت بلدان الغرب الإسلامي ببعضها البعض ارتباطا وثيقا ، إلى درجة يتعذر معها الفصل بينها ، و إذا كانت العلاقات السياسية قد اتسمت في فترات من التاريخ بالتوتر و الاضطراب ، فإن العلاقات العلمية والثقافية ، ظلت حية قوية نابضة بالحياة ، دون غياب خصوصيات كل قطر على حدة .
و أمام اتساع الرقعة ، وطول المدة ، وكثافة الرصيد العلمي لهذه البلدان فإنه من الصعب الإلمام بهذا الموضوع من كل جوانبه ، في مثل هذه العجالة ، ولذلك سنكون مضطرين إلى الإيجاز قدر الإمكان ، و الاكتفاء بالإشارات في أكثر الأحيان ، مع التركيز على المغرب الأقصى والأندلس .
لقد نزل القرآن الكريم بلغة العرب{إنا أنزلناه قرآنا عربيا }وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، هو المرجع في فهمه وبيانه كما قال اللهتبارك وتعالى : {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون).
ولم يحتج الذين أدركوا نزول الوحي في عمومهم ، أن يسألوا عن معاني القرآن لأنهم "كانوا عرب الألسن ، فاستغنوا بعلمهم عن المسألة عن معانيه"،ومع مرور الزمان وتعاقب السنين، ازدادت الحاجة إلى معرفة معاني القرآن ، نتيجة لاتساع رقعة البلاد الإسلامية ، وامتزاج الأجناس البشرية، مما استدعى تعليم اللغة العربية وتفسير القرآن، خصوصا بالنسبة لغير العرب .
ودون الدخول في تفاصيل مراحل الفتح الإسلامي لهذه البلدان ،و ما رافقه من تعليم العربية والقرآن ، ومن رحلات من المشرق وإليه ،وحسبنا – هنا – أن نشير إلى أن أهل المغرب تعلقوا منذ البداية بالمدينة النبوية المطهرة، و بساكنها عليه السلام .
ويذكر بعض المؤرخين أن أهل المغرب، تطلعوا إلى الدين الجديد منذ وقت مبكر، قبل وصول الفاتحين إلى بلادهم، أو اتساع رقعة الإسلام فيها وقصة رجال "رجراجة" في المغرب معروفة ، و كذا عشرة رجال مقبرة زواوة في تونس ، كما أقبل على الدين كثير منهم ، منذ أوائل الفتح الإسلامي لأقطارهم، مما يدعم القول بأن الإسلام انتشر بإقبال الناس عليه ، لا تحت طائلة الإكراه وحد السيف ...