التفسير حسب ترتيب النزول

ابو بشرى

New member
إنضم
20/03/2004
المشاركات
13
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله الرحمن الرحيم
في بعض المصاحف بيان ترتيب نزول السور 0
قرأت مرة القرآن حسب هذا الترتيب لملاحظة كيف تلقى الصحابة القرآن قبل اكتمال نزوله ؛
ولربطه بتاريخ السيرة0
سؤالي :
هل هناك تفسير حسب ترتيب النزول ؟
ماحكمه؟
مافوائده؟
ما المآخذ عليه؟
قال ابن مسعود رضي الله عنه " والله مامن آية إلا وأعلم متى نزلت وأين نزلت وفيم نزلت "
أو كما قال
فهل وصلنا هذا العلم؟
أم ضاع ؟
وما الحكمة من ضياعه ؟
أوترك السلف له؟
وجزى الله أهل الملتقى خيرا!
 
أخي الكريم أبا بشرى وفقه الله لكل خير .
مرحباً بكم مع إخوانك في ملتقى أهل التفسير وأشكرك على مشاركاتك معنا ، وعلى قصيدتكم التي هممت بالمداخلة حولها ، فرأيت الأخ أبا بيان قد وعد بالتعليق فتوقفتُ.
وأما سؤالك أخي الكريم عن تفسير القرآن بحسب نزوله .
فهناك عدة تفاسير على ترتيب النزول ، والذي أعرفه منها حديث التصنيف ، كتفسير الملا حويش العاني ، وتفسير الشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني ولم يكمله رحمه الله .
وهناك تفسير (التفسير الحديث) لمحمد عزة دروزة ، وهو تفسير بحسب ترتيب النزول بحسب اجتهاده.
وقد طبع قديماً في مصر ثم طبعته دار الغرب مؤخراً في عشرة مجلدات.
وقد بحث منهج المفسر دروزة رحمه الله في رسالة علمية بعنوان :(محمد عزة دروزة وتفسير القرآن الكريم) للدكتور فريد مصطفى سلمان.

وقد ناقش فيها :
- الحكم الشرعي لهذا العمل ، وهو التفسير بحسب النزول في كتاب واحد. وأورد فتوى أبي اليسر عابدين والشيخ عبدالفتاح أبي غدة رحمهم الله بجواز هذه الطريقة والتفريق بين الترتيب في المصحف من أجل التلاوة . والترتيب في التفسير. وناقش الباحث فريد سلمان ذلك بتفصيل يضيق الوقت عن نقله أو تلخيصه الآن.

- منهج المفسر ومصادره وغير ذلك مما درج الباحثون على تناوله في مثل هذه الدراسات.
وأختم بنقل جواب دروزة على جدوى هذه الطريقة في التفسير :
(إن هذه الطريقة تفيد القارئ في تتبع سور التنزيل القرآني مرحلة فمرحلة ، والاستشعار بجو هذه السور ، حيث يكون هذا الترتيب أدعى تفهم القرآن وحكمة التنزيل ، كما إنه يتسق مع المنهج الذي أعتقده الأفضل لفهم القرآن وخدمته).

والحديث في هذا يحتاج إلى بسط نرجو أن يقوم به أحد الأعضاء الفضلاء وفقهم الله.
وأختم بالإشارة إلى أن المستشرق الفرنسي ريجي بلاشير (1900-1973) قد قام بترجمة القرآن الكريم للفرنسية عام 1950 ، ورتب الترجمة بحسب ترتيب النزول . ثم أعادها بعد سبع سنوات ورتبها بحسب ترتيب المصحف المعروف لأنه ثبت له عدم صواب طريقته الأولى .
 
كدتُ أن أطرح موضوعا منفصلا أسأل فيه عن ( أصح ترتيب لسور القرآن بدءا من أولها نزولا وانتهاء بآخرها )

ثم بدا لي أن أبحث في المنتدى أولا ، فوجدت هذا الموضوع فلعله المكان الأنسب لسؤالي ...

فهل أجد لديكم إجابة

بارك الله فيكم
 
في ترتيب سور القرآن الكريم من حيث النزول خلاف بين العلماء تجده في كتب علوم القرآن ، وقد اجتهد عدد من العلماء في تحرير هذه المسألة ومنهم الشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله حيث حاول تتبع هذه المسألة لكي يبني عليها تفسيره وقد وفق في ذلك إلى حد بعيد ، ولكن الإشكال يبقى قائماً حيث إن السور الطوال نزلت متفرقة وتراخى زمان نزولها واستمر طويلاً كسورة البقرة ، ونزل أثناء نزولها سور كاملة ، فكيف يكون التريب إذن ؟ وكذلك بعض السور نزل معظمها في مكان وزمان ثم بعد ذلك بوقت نزلت بعض الآيات التي ألحقت بها .
وعلى كل حال فقد اجتهدوا في بيان الصواب في هذه المسألة ، وإن لم يصيبوه تماماً فقد قاربوه إن شاء الله .
 
في ترتيب سور القرآن الكريم من حيث النزول خلاف بين العلماء تجده في كتب علوم القرآن ، وقد اجتهد عدد من العلماء في تحرير هذه المسألة ومنهم الشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله ......
السلام عليكم
الأستاذ عبدالرحمن الشهري حفظك الله
هل يمكن أن تدلنا على أى من الكتب المتواجدة على شبكة المعلومات وقامت بالتحقيق فى مسائل الخلاف فى ترتيب التنزيل , والتى يمكن تحميلها ؟
و ياليته يكون كتاب أو بحث حقق ذلك الشأن بأسلوب و منهج علمى قويم

و إذا لا يوجد مثل ذلك .. فهل توجد تلك التفاسير- المبنية على أساس ترتيب النزول مثل تفسير عبد الرحمن الميدانى رحمه الله - على الشبكة ؟
 
بصدد هذا الموضوع نجد أنفسنا أمام سؤالين غاية في الأهمية، ما هو المقصود بالتفسير حسب النزول؟ وما هي أهمية هذا التفسير؟
بالنسبة للسؤال الأول، يتضح أنه السرد التاريخي للآيات وتفسيرها لكن هذا يجرنا إلى سؤال آخر، وهو هل تتم فائدة هذا السرد بتحقق وحدة موضوعية أو شرعية بين الآيات في سردها التاريخي، أم أنها تقف في وضع عزلة يستغلق عندها الفهم الكامل الشامل لمتعلقاتها الشرعية والعقدية؟ إن كان الجواب بأن السرد التاريخي للآيات وتفسيرها على هذا النحو يضمن تمام الفائدة، فهذا طعن في الترتيب الحالي للمصحف، إذ يمكن الاستغناء عنه بهذا الترتيب الزمني، ومن ثم تتحقق الإجابة بانعدام الفائدة من السرد التاريخي واعتماد ذلك أساسا للتفسير، وأصدق دليل على ذلك ما توصل إليه المستشرق الفرنسي المذكور عاليه من قيامه في بادي الأمر بترجمة القرآن معتمدا على أسباب النزول "السرد التاريخي لنزول الآيات" ثم عدوله عن ذلك لتبين خطأ منهجه. ومعنى هذا أنه وجد الآيات معزولة تماما في سياقاتها، وثمة فواصل وعلاقات مفقودة يفتقر إليها هذا الترتيب. وهنا تتضح حكمة الحق جل وعلا في ترتيب القرآن على هذا النحو، فهو ترتيب مقصود لغاية مقصودة. ولو صح أن التفسير التاريخي لنزول الآيات له فائدة في تمام المعنى العام من مقصود الشارع الحكيم، لقام به الرسول صلى الله عليه وسلم ووجه الصحابة رضوان الله عليهم إليه، بل نستطيع أن نقول لأمر كتاب الوحي بتسجيل البيان التاريخي لنزول كل آية "الوقت واليوم والشهر والسنة". لكن كما هو واضح من سيرته صلى الله عليه وسلم، كان غاية في الحرص على ذكر اسم السورة التي تُضم إليها الآية ورقم الآية في السورة المعنية وكان صلوات ربي وتسليماته عليه يوجه الصحابة رضوان الله عليهم إلى هذه التفاصيل ويستوثق من قيامهم بها بكل دقة وحزم، حتى أنهم في جمع القرآن على عهد الصديق أبي بكر رضي الله عنه وعلى عهد ذي النورين رضي الله عنه تتبعوا هذا الترتيب الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تسجل كتب السنة أو السيرة أن أحدا ن الصحابة أشار إلى أهمية السرد الزمني لنزول الآيات وأثر ذلك على تفسير القرآن وفهمه.

ومن هنا تتضح الإجابة على السؤال الثاني، وهو ما أهمية التفسير الزمني للآيات؟ في الحقيقة ليس لهذا النوع من التفسير أهمية كبيرة اللهم إلا العلم بأسباب النزول، وحتى في هذه الجهة قد أغنت السنة وأخبار كبار المفسرين من الصحابة مثل ابن عباس وابن مسعود وغيرهم رضي الله عنهم بذكر أسباب نزول الآية إن وجد. ومن القواعد التفسيرية الشرعية التي نشأنا عليها في على التفسير قولهم "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" وبهذه القاعدة ينطبق حكم الآية شرعا وعقيدة على الأمة باختلاف أزمانها وبقاعها، أما أن نحصر التفسير داخل قوقعة السرد الزمني للآيات فهو بمنزلة حصر القرآن، بل أجزاء معينة منه في فترة زمنية محددة لا يتعداها، إذ ليس كل آي القرآن لها سبب نزول. وهذا الأمر مرفوض شرعا وعقيدة.

والله الهدي إلى سبيل الرشاد
 
إن كان الجواب بأن السرد التاريخي للآيات وتفسيرها على هذا النحو يضمن تمام الفائدة، فهذا طعن في الترتيب الحالي للمصحف، إذ يمكن الاستغناء عنه بهذا الترتيب الزمني، ومن ثم تتحقق الإجابة بانعدام الفائدة من السرد التاريخي واعتماد ذلك أساسا للتفسير،

والله الهدي إلى سبيل الرشاد
لا يا أخى وفقك الله و إيانا للحق و الرشاد
لا يطعن أحد الطريقتين فى الترتيب فى صحة الأخرى , فكما لطريقة ترتيب المصحف الحالى أحوال متعلقة بالأحداث و الظروف - إن صح التعبير - فى عهد النبي (ص) و الصحابة الكرام أدت لهذا الترتيب و جمع القرآن على هذا النحو ,, مما لا يسمح لأحد بأن يطعن فى تلك الطريقة ...
أيضاً الطريقة الأخرى وهى ترتيب النزول لها فوائدها ووجاهتها و قد ذُكِرَ طرفاً منها
كما أن فائدتها فى معرفة الناسخ و المنسوخ, و معرفة السيرة الصحيحة , و ربطها بأسباب النزول كلها فوائد علمية عظيمة لا تخفى على أحد ولا أود أن أقول أن العلم سيخسر كثيراً إذا لم يحصلها
و ما كان أعظمها و أجملها لولا الإختلاف فى ترتيب النزول , و أظن أنه يجب البحث فى الروايات من أحاديث أو آثار ترتيب الآيات و السور و ترتيب كل مجموعة من الآيات نزلت فى سياق واحد متصل , و معرفة درجات تلك المرويات وفق(( منهج القدامى فى الحكم على الرواية و فى العلل و تتبع الطرق و الأسانيد و مقارنتها)) , فإن كل فروع العلم تخدم بعضها
و بهذا نستطيع بالبحث معرفة أصح ما قيل بشأن ترتيب سور و آيات كتابنا العزيز
أما إذا تبين لنا إختلاف الصحابة فى ذلك فيما صح عنهم من آثار فعلينا - بعد ذلك - أن نبحث بأسلوب مختلف , و هو المفاضلة بالقرائن بين أقاويلهم حتى نعرف أكثرها دقة و أقربها للعلم الصحيح و لحال علم الصحابى عند النبي (ص)
الأمر ليس بالهين و لا قليل الفائدة فإذا لم نستخدم هذا العلم(( ترتيب النزول )) فى التفسير فعلى الأقل هو علم مستقل بذاته وله فوائد عظام , لذا أرجو من العلماء أخذ ما ذكرتُ فى الإعتبار
و خير ما يقال أن طريقتى ترتيب القرآن لكل منهما فوائد : فواحدة تراعى المناسبات و وحدة المعنى , و الأخرى مفيدة للغاية لعلوم قرآنية أخرى لا تقل أهمية عن التفسير

واعذرونى إن جانبنى الصواب فى شئ مما قلته
وفقنا الله و إياكم للحق و الرشاد
 
السلام عليكم
الأستاذ عبدالرحمن الشهري حفظك الله
هل يمكن أن تدلنا على أى من الكتب المتواجدة على شبكة المعلومات وقامت بالتحقيق فى مسائل الخلاف فى ترتيب التنزيل , والتى يمكن تحميلها ؟
و ياليته يكون كتاب أو بحث حقق ذلك الشأن بأسلوب و منهج علمى قويم

و إذا لا يوجد مثل ذلك .. فهل توجد تلك التفاسير- المبنية على أساس ترتيب النزول مثل تفسير عبد الرحمن الميدانى رحمه الله - على الشبكة ؟
أكرر طلبى أجيبونى بارك الله فيكم
هل من راجى للثواب يدلنا على هذا الأمر للأهمية وله عظيم الشكر و العرفان
 
الباحث عن الحق يقول "فكما لطريقة ترتيب المصحف الحالى أحوال متعلقة بالأحداث و الظروف - إن صح التعبير - فى عهد النبي (ص) و الصحابة الكرام أدت لهذا الترتيب و جمع القرآن على هذا النحو" ولو دقق النظر فيما يقول لعلم أنه بهذا يوافق المستشرقين أن ترتيب المصحف من تلقاء النبي صلى الله عليه وسلم وليس توقيفيا، والجزء الثاني من قوله- بالخط المائل- كلام مائل عن الحق فلم يكن للصحابة رضوان الله عليم دخل مباشر أو غير مباشر في ترتيب القرآن على النحو الموجود عليه الآن. إن ما يقوله هذا الباحث عن الحق ادعاء بين التهافت ثابت البطلان. بل إن أسلوب كتابته استشراقي بحت فما من مسلم يورد عبارته هذه على النسق المجترئ وما فيها كذلك من تأفف من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم تفصيلا مثلما فعل الباحث عن الحق بقوله "الرسول (ص)"، وكذلك عدم ثنائه على الصحابة رض الله عنهم ومعاملتهم كمن يعرفهم من أترابه أو جيرانه- وهم أرفع قدرا وأعلى منزلة وأسمى مكانة رضوان ربي عليهم أجمعين- وبخاصة في منتدى مهيب مثل هذا يختص بعلوم القرآن الكريم.

أما ما يذكره من فوائد لهذا الترتيب التاريخي المزعوم من معرفة الناسخ والمنسوخ والسيرة الصحيحة وخسارة العلم إذا لم يحصلهما، فلا يلزم ذلك السرد التاريخي في لزوم ترتيب تاريخي واعتماده في تتابع تفسير الآيات، فأي فائدة ننالها من وضع الآيات متوالية حسب نزولها والقيام بتفسيرها على هذا النحو؟ هل ياترى تفيد تكاملا في المعنى على النطاق الشرعي والعقدي؟ إنها بدعة لم يقل بها أحد من الأولين من السلف الصالح وأئمة التابعين رضي الله عنهم أجمعين، كما لم يرد لها ذكر من قريب أو بعيد على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم. كما أن عبارته "السيرة الصحيحة" في كتب السيرة وكتب السنن، وهذا منهج استحدثه القرآنيون الآن بالاعتماد على القرآن وحده وترك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي محاولة أقل ما يقال عنها أنها بائسة مبتورة موءودة.

أي خسارة يا باحثا عن الحق في أمر لم يذكره الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل تظن أن بإمكان أحد مهما كان لقبه أو وزنه أن يستدرك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخاصة في ترتيب القرآن؟ أليس هذا طعنا في ترتيب القرآن التوقيفي وسعيا من وراء حجاب إلى إثارة الشك في نفوس المسلمين نحو الوحي القرآني لفظا ومضمونا وترتيبا وتواترا وتفسيرا؟

ومن الأسلوب الاستشراقي الذي يتبعه هذا الباحث عن الحق من باب دس السم في العسل، إشارته إلى اختلاف ترتيب النزول وما ورد فيه من أخبار ووجوب البحث في هذه الأخبار وترجيحها، وهذا يؤكد أنه لا علم له من قريب أو بعيد بما قامت به علوم الحديث وعلم الرجال في تناول أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم والحكم عليها متنا وسندا، ومنها ما يتعلق بالتفسير حتى أن كل رواة الحديث أفردوا أبوابا في مصنفاتهم للتفسير يذكرون فيه سبب النزول والناسخ والمنسوخ وما ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم من تفسير للآية وكذا ما ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم وأئمة التابعين بطريق التواتر وعلى ألسنة الثقات. كما صنف كثر من أئمة العلم في علوم القرآن تفصيلا أمثال السيوطي والزركشي وابن حزم والشافعي رحمهم الله أجمعين فيما يتعلق بالآي من ناسخ ومنسوخ وسببا لنزول.
ومن أين لك بالحكم على هذه الفكرة المبتسرة "تفسير القرآن حسب ترتيب النزول" بأنها علم مستقل؟ من أين لك بهذا الإطلاق؟ هل أورده أحد من المفسرين من الصحابة رضي الله عنهم أو التابعين؟ ما هي إلا محاولة في العصر الحديث ثبت عدم جدواها ومن ثم تلاشت قبل ظهورها مثل زبد البحر يذهب جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس.
إن جل ما ذكره العلماء في أسباب النزول ووقت النزول أنه من لوازم المفسر والمجتهد لأنه عون له على معرفة القرائن التي نزلت فيها الآية ومن ثم تفسيرها على النحو الصحيح وتطبيق الأحكام المتعلقة بها، بيد أن القاعدة الأصولية التفسيرية تبقى قائمة ألا وهي "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب." وما سبب النزول إلا عونا في استخدام قواعد أصول الفقه في تتبع الأحكام وأحوال صدورها- ما يسمى بالعلة- ومن ثم تطبيق الحكم بالقياس على الأحوال التي تتقاسم نفس العلة الواردة في الحكم الأول.
كما أن مواقيت وأسباب نزول الآيات ذخرت بها كتب السن والتفاسير، وقد حقق العلماء روايتها سندا ومتنا، وما ورد فيه اختلاف بين المفسرين إنما تعدد وقائع وتنوع يتضح أثرهما في تناول حياة البشر في عصرنا الحديث وتقديم الحلول لمشكلاتهم على تنوعها سببا و مضمونا.
وأرجو أن الباحث عن الحق لا يغضب مما أوردناه هنا، فقد طلب أن يؤخذ ما قال بعين الاعتبار، وقد وفينا طلبه.
نسأل الله بإخلاص أن يهديه إلى الحق الذي يبحث عنه، فمن طلب الحق صادقا، أعانه الله ووفقه إليه فاغتنمه أنى وجده وآمن به. أما من يدعي البحث عن الحق مثله مثل من يدعي النوم وتذهب إليه توقظه فلا يستيقظ، وإن لمته فيما بعد، اعتذر قائلا كنت نائما.
وصدق الله إذ يقول في الذكر الحكيم: "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره" (القيامة:14-15) بمعنى أنه وإن اعتذر إليك بنومه فهو يعرف في داخل نفسه أن كذاب ومدعي، ومن ثم لن تجدي معه النصيحة فلا تذهب نفسك عليه حسرات، ومن العجيب أن الآيات في أعقاب هاتين الآيتين تقول: "لا تحرك به لسانك لتعجل به إنا علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأنه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه" (القيامة: 16-19) وهذا الخطاب من الحق جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يثبت أن وحي القرآن من الله لفظا وجمعا وترتيبا وقراءة وشرحا وتفسيرا على لسان نبيه الخاتم محمد صلوات ربي وتسليماته عليه. وليس لأحد أيا كان لقبه أو وزنه أن يستدرك على الله جل وعلا في وحيه أو على النبي صلى الله عليه وسلم في ما بلع عن ربه.

والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
الأخ الكريم وليد شحاتة البيومي وفقه الله
لا ينقضي عجبي من غضبك وإرعادك وانفعالك بسبب كلام علمي رزين كتبه الأخ باحث عن الحق ، وسؤاله سؤال علمي مشروع لا ملاحظة عليه تستدعي كل هذه الجلبة والإثارة المفتعلة .
وهناك فرق شاسع جداً بين أمرين :
- الدعوة الى تفسير القرآن بحسب ترتيب النزول بحسب ما يثبت صحته ويقارب .
- والدعوة إلى إعادة ترتيب القرآن في المصحف بحسب النزول .

فالأول مشروع وله فوائد ، والثاني باطل ولم يقل به أحد .
وقد كتب أحدهم كتاباً للجامع الأزهر يدعو فيه إلى إعادة ترتيب القرآن بحسب ترتيب النزول ، فأحيل كتابه للعلامة الجليل الدكتور محمد عبدالله دراز رحمه الله وغفر له . فكتب جواباً علمياً هادئاً جداً يدل على علمه وعقله واتزانه وبعد نظره ، بين فيه غاية البيان عدم جواز هذا الأمر ، وما يؤدي إليه من سلبيات . وقد نشر بحثه هذا ضمن مقالاته (حصاد قلم) الذي نشر مؤخراً بعناية أحد محبيه .

وأما تفسير القرآن حسب النزول فكما ذكر أخي الكريم باحث عن الحق في مشاركته السابقة ، وليت من يكتب أو يعقب يراجع كلامه جيداً قبل نشره فكثرة الأخطاء العلمية واللغوية والنحوية تُذهبُ رونقَه إن كان له رونق .
 
جزاك الله خيرا على هذا التوجيه، ولم نقصد إطلاقا الإسائة لأحد، ونسأل الله الغفران لنا ولكم جميعا.

وأرجو منكم دكتور عبد الرحمن توضيح هذه الجملة لي "فكما لطريقة ترتيب المصحف الحالى أحوال متعلقة بالأحداث و الظروف - إن صح التعبير - فى عهد النبي (ص) و الصحابة الكرام أدت لهذا الترتيب و جمع القرآن على هذا النحو" من كلام الباحث عن الحق. لعلي فهمتها خطأ. والخطأ من الإنسان والغفران من الرحمن. ولكم مني جزيل الشكر والعرفان على توجيهكم.

والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
 
كما نطلب منكم أستاذنا الدكتور عبد الرحمن أن ترشدونا إلى الأخطاء العلمية واللغوية التي وجدتموها فيما كتبته لعلي منكم أستفيد واسترشد، ورحم الله رجلا أهدى إلي عيوبي.

كما أحب ان أؤكد أني لا أحب الافتعال ولا أقربه أبدا، فهو نفاق أو رياء، ولا أظن الدكتور عبد الرحمن يتهمني بإيهما.

نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم ويعفو عنا وعنكم.

والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أود أن أشكر أخي الفاضل وليد شحاتة على رجوعه السريع إلى الحق، وأسأل الله تعالى لنا وله التوفيق إلى الصواب. وأزيد في تأكيد كلام أخينا فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى بما يلي:
1- أن الغيرة على الحق لا ينبغي أن تصل إلى حد تجاوز قواعج المنهج العلمي الرصين.
2- أن مناقشة الأفكار لا ينبغي أن تمتد إلى نبش النوايا والمقاصد؛ خاصة إذا لم يكن في كلام المُخالِف ما يدل عليها دلالة واضحة.
3- أن موضوع تفسير القرآن بحسب ترتيب النزول قد تراكمت فيه عدة كتب وبحوث على المستويين النظري والتطبيقي، ولا أدري إن كان أخونا وليد قد اطلع عليها أم لا؛ ولكني أقول إن الاطلاع عليها لازم قبل الرد.
4- أن ما ذكره المخالفون من أدلة مانعة من تفسير القرآن بحسب ترتيب النزول لسيت كلها قاطعة؛ بل تحتمل وجوها من الرد. ولا أقول إن أدلة الموافقين قاطعة؛ بل هي أيضا ضرب من الاجتهاد يحتمل ويحتمل.
وأنا شخصيا ما زلت أبحث في هذه القضية، مع شعورٍ مبدئيٍّ بأهميةٍ منهجيةٍ خاصةٍ للتفسير بحسب ترتيب النزول، وأقصد بها تَمَثُّلَ النموذج الدعوي النبوي الشريف الذي تم بتوجيه مستمر من القرآن الكريم.
وقد نبت هذا الشعور من خلال عدة مجالس للتفسير حضرتها مع شيخي وأستاذي العلامة الدكتور الشاهد البوشيخي اعتمد فيها ترتيب النزول وتضمنت فوائد علمية ومنهجية ودعوية في غاية الأهمية.
 
تصحيح:

ورد في كلامي السابق، في رقم 1: خطأ مطبعي هو "قواعج" والصواب: "قواعد"
 
جزاك الله خير الجزاء أخونا مصطفى فوضيل، وجعلنا الله جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
 
الدكتور عبد الرحمن الشهرى بارك الله فيك على ردك بالنيابة عنى و حسن ظنكم بى

الأخ الفاضل مصطفى فوضيل أكرر لكم نفس الشكر على حسن الظن و الرد العلمى

الأخ الفاضل وليد شحاتة بيومي إن كان ردك هذا بدافع غيرة على الإسلام ,و ليس لمجرد التعصب لرأى أو لإبداء غلبة فى الحوار أو لرفض توجيه النقد لك فيما قلت .. فأنا أعتز بشعور الغيرة على الدين هذا بالرغم من سوء ظنك بى , و سأوضح لك تفصيلاً ما إنتقدتَه عليَّ قريباً إذا سمح الوقت إن شاء الله ولو على فترات متتابعة
أما قولك:
(( وما فيها كذلك من تأفف من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم تفصيلا مثلما فعل الباحث عن الحق بقوله "الرسول (ص)" ))
فأنت تعلم أن هذا الأسلوب ليس تأففاً , فهو أسلوب شائع فى الكتابة لاختصار الوقت , و لم أبتكره من عند نفسى , و هذا واضح و أظنك كنت تعلمه قبل أن تسطر ذلك الزعم
ولنا عودة بإذن الله
 
السلام عليكم
الأخ وليد شحاتة
أنا حينما قلت :
" فكما لطريقة ترتيب المصحف الحالى أحوال متعلقة بالأحداث و الظروف - إن صح التعبير - فى عهد النبي (ص) و الصحابة الكرام أدت لهذا الترتيب و جمع القرآن على هذا النحو .... "
.. فلم أكن أقصد أن أحدد مصدر هذا الترتيب إن كان من الله - عز و جل - أو من خاتم المرسلين - صلى الله عليه وسلم - , و إنما قصدت الحكمة التى هى من وراء ذلك الترتيب دون التعرض لذكر من الذى أنشأه و الدليل على ذلك أنى أتبعت تلك العبارة بقولى :
" مما لا يسمح لأحد بأن يطعن فى تلك الطريقة " , أى أن لها حكمة تجعلها مع مصدر تلك الطريقة فى الترتيب : طريقة شرعية لايطعن فيها أحد
و لو لاحظت من لغتى أنى جعلتها لغة لينة هادئة لأنى لم أسمح لنفسى و لم أرغب فى نقد ذلك الترتيب , و إنما كنت أقصد أن تلك الأحوال التى ذكرتها هى الحكمة وراء ترتيب المصحف على غير ترتيب النزول , وفى كلامى كله ما دل على أن الطريقتين لكل منهما فائدة ,
و ربما خاننى التعبير فى تلك العبارة فكان الأولى بى أن أوضحها أكثر بدلاً من ذكرها ثم أقول :" إن صح التعبير" و لكن تلك آفة التسرع فى الكتابة التى ينتج عنها تسرع فى الفهم
 
جزى الجميع خير الجزاء، وإن شاء الله الكل باحث عن الحق، وينبغي التلطف في العبارات وإحسان الظن بجيمع الإخوة وحمل كلامهم على أحسن الوجوه، والله يغفرلنا ولكم
 
[align=center] بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

لعل آخر ما جد في هذا الموضوع ، صدور كتاب بعنوان :

{ فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول ـ القسم الأول ـ }

تأليف : محمد عابد الجابري .

طبع بدار النشر المغربية ـ الدار البيضاء ـ المغرب .
الطبعة الأولى : 2008 .
[/align]
 
[align=center]بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

من مقدمة كتاب { فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول ـ القسم الأول ـ}
تأليف : محمد عابد الجابري .[/align]

تقديم و تمهيد :

القسم الأول من الكتاب في 367 صفحة … و من المنتظر أن يصدر في ثلاثة أقسام .

يحتوي فهرس القسم الأول إجمالا على ما يلي :

مقدمة

المرحلة الأولى : النبوة و الربوبية و الألوهية
العلق ـ المدثر ـ المسد ـ التكوير ـ الأعلى ـ الليل ـ الفجر ـ الضحى ـ الشرح ـ العصر ـ العاديات ـ الكوثر ـ التكاثر ـ الماعون ـ الكافرون ـ الفيل ـ الفلق ـ الناس ـ الإخلاص ـ الفاتحة ـ الرحمن ـ النجم ـ عبس ـ الشمس ـ البروج ـ التين ـ قريش ـ

المرحلة الثانية : البعث و مشاهد القيامة
استهلال
القارعة ـ الزلزلة ـ القيامة ـ الهمزة ـ المرسلات ـ ق ـ البلد ـ العلق (بقية) ـ المدثر (بقية) ـ القلم ـ الطارق ـ القمر .
استطراد: المعاد.

المرحلة الثالثة : إبطال الشرك و عبادة الأصنام
استهلال
الأعراف ـ الجن ـ يس ـ الفرقان ـ فاطر ـ مريم ـ طه ـ الواقعة ـ الشعراء ـ النمل ـ القصص ـ يونس ـ هود ـ يوسف ـ
استطراد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و مما جاء في المقدمة التي اطلعت على محتواها حتى الآن و يتناسب و موضوع المشاركات في هذا الملف ، و من باب التعريف بهذا الكتاب ، أنقل لكم الفقرة التالية و هامشها من المقدمة …

[ و هذا نص ما قاله محمد عابد الجابري فيها]:

…{ لا بد من الإشارة إلى أننا ميزنا في تسلسل السور حسب ترتيب النزول بين مراحل ، راعينا فيها التطابق ، النسبي على الأقل، بين مسار التنزيل و مسيرة الدعوة ، و سيلمس القارئ بنفسه أن ما قمنا به في هذا المجال لا يعدو أن يكون مجرد وضع عناوين لكل مرحلة . و هكذا نتبين بكل وضوح أنه ، مع أن القرآن نزل منجما و خلال أزيد من عشرين سنة. فإن تسلسل سوره ـ حسب ترتيب النزول ـ يباطنه تسلسل منطقي سرعان ما نكتشفه عندما ننتبه إلى الموضوع الذي تركز عليه هذه المجموعة من السور أو تلك في تسلسلها؛ و بالرجوع إلى وقائع السيرة نكتشف أن ذلك المنطق ، الذي يباطن تسلسل السور داخل كل مجموعة ، يتطابق في مضمونه مع تسلسل هذه الوقائع ؛ الشيء الذي نتبين منه بوضوح أن مسار التنزيل مساوق فعلا لمسيرة الدعوة (*)
و هكذا ميزنا في مسار التنزيل و مسيرة الدعوة، خلال العهد المكي، بين ست مراحل:

ـ المرحلة الأولى : في النبوة و الربوبية و الألوهية.
ـ المرحلة الثانية : في البعث و الجزاء و مشاهد القيامة.
ـالمرحلة الثالثة : في إبطال الشرك و تسفيه عبادة الأصنام.

و هذه المرحلة الثالثة هي التي تشكل محتوى هذا القسم الأول الذي يضم اثنتين و خمسين سورة : من سورة العلق ( " إقرأ باسم ربك" و هي أول سورة نزلت )، إلى سورة يوسف التي ختمنا بها هذا القسم. أما السور الأخرى الباقية من القرآن المكي فتضمها المراحل الرابعة و الخامسة و السادسة ، و هي موضوع القسم الثاني من الكتاب . أما القرآن المدني فيستقل به القسم الثالث.
و كما صدرنا كل مرحلة باستهلال، موجز في الغالب، ختمنا باستطراد استشرافي، طويل في الأغلب الأعم، قدمنا فيه ما يناسب المرحلة من بيانات إضافية تتعلق بموضوع من الموضوعات التي ركزت عليه سور المرحلة.

و لابد من الإفصاح هنا عن مدى شعورنا بالرضى و التوفيق ببناء هذا التفسير على أساس ترتيب النزول، ليس فقط على مستوى ما عبرنا عنه في " التعريف بالقرآن " بمسار " الكون و التكوين "، و نعبر عنه هنا بـ"مسار التنزيل " بل أيضا على مستوى مسيرة الدعوة المحمدية و السيرة النبوية. و الواقع أنه إذا كان من الضروري التعبير ، في كلمات معدودة ، عن جوهر ما دشنا القول فيه بهذا العمل ، فنحن لا نتردد في ادعاء أننا نشعر بالتوفيق في " قراءة القرآن بالسيرة و قراءة السيرة بالقرآن".ذلك أن هذا النوع من القراءة المزدوجة قد مكنني من التعرف على حقيقة ذلك السر الذي أشرت إليه في نهاية خاتمة " المدخل إلى القرآن" عندما كتبت أقول :" و علي أن أعترف الآن أن هناك سرا لم يستطع عقلي اكتناه حقيقته : إنه هذا الذي عبرنا عنه بـــ" العلاقة الحميمية بين محمد بن عبد الله و بين القرآن الحكيم".
ـــــــــــــــــــــ
(*) : و هذا مصداقا لقوله تعالى .{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (32) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33) ـ الفرقان ـ} . فالحكمة من تنزيله مفرقا هو تثبيت فؤاد النبي عليه السلام بالجواب في الحين و في كل مرة على اعتراضات قريش و استهزاءاتهم و إحراجاتهم و اعتداءاتهم. و هذا التنزيل المفرق قد جاء مرتلا ترتيلا أي متتابعا شيئا فشيئا، منضدا مرتبا. و هكذا فما من مثل يضربه مشركو مكة لتعزيز اعتراضاتهم و تقوية حججهم إلا ويأتي الرد عليه من القرآن بما هو أوضح بيانا للحق و أحسن تفسيرا ، و هذا جعل مسار التنزيل مساوقا أصلا لوقائع السيرة النبوية. و هذه الآية نفسها نزلت ردا على قريش عندما استصغروا من شأن القرآن و قالوا ما هو إلا أقاويل يأتيها محمد من حين لآخر. قالوا : فلو كان نبيا حقا لجاء مجموعا، مثل كتاب موسى، غافلين أو متغافلين عن أن التوراة كتبها موسى ( بعدما أخذ الألواح التي أعطاه الله ) يحكي فيها قصة الخليقة بهدف الوصول إلى نشوء بني إسرائيل و تقلبات الأحوال و الظروف بهم ، و قصة شيوخهم الأولين ، إبراهيم ، و إسحاق ، و يعقوب ( و اسمه الأصلي إسرائيل )، و قصة التحاق هذا الأخير بابنه يوسف في مصر حيث تكاثروا، ثم خروجهم منها بعد أربعمائة سنة بقيادة موسى الذي كلفه الله بذلك الخ. أما القرآن فهو كتاب دعوة إلى الله موجهة إلى قوم أعرضوا عنها و حاجوها و قاوموها فكان الرد عليه مفرقا تفرق رد فعلهم إزاءها الخ.}…/اهــ …
ـــــــــــــــــــــــ
إنتهى ما نقل عن محمد عابد الجابري …
المصدر: مقدمة كتابه { فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول ـ القسم الأول } [ صص : 14 ـ 15 ] .
 
الأخ وليد شحاتة بيومي
أما قولك :
(( أي خسارة يا باحثا عن الحق في أمر لم يذكره الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل تظن أن بإمكان أحد مهما كان لقبه أو وزنه أن يستدرك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخاصة في ترتيب القرآن؟ أليس هذا طعنا في ترتيب القرآن التوقيفي وسعيا من وراء حجاب إلى إثارة الشك في نفوس المسلمين .. .. ))
فنحن لا نستدرك على النبي (ص) بهذا , و إلا فالحكم على الحديث و غيره من مهام العلم الشرعى التى إستحدث أغلبها العلماء بعد عهد الصحابة هى إستدراك عليه (ص ) وفق هذا المنطق العجيب الذى لم يقل به أحد
و للأسف أكثرنا نحن المسلمون المثقفون دينياً _ مع إحترامى للجميع _ يرفض أى جديد أو تحديث فى المنهج العلمى , و الذى لا يخرج عن القواعد الأصلية للمنهج و لكنه فقط يوضح أمور لم تشتهر فيه أو لم يلتفت إليها المصنفون فى علوم التراث

و الرسول (ص ) نفسه لم يأمر بأنواع و فنون كثيرة من العلوم الشرعية لأنها ببساطة لم تبتكر إلا حينما وجدت الحاجة إليها فى عصر لاحق , تماماً مثلما نشأ علم الرجال حينما إحتاج له الحديث بعد إنتشار الكذبة و الضعفاء و المبتدعين

و بالتالى ليس فى الدعوة لعلم ترتيب النزول ( أو إنشاء هذا العلم إن لم يكن قد نشأ كعلم قائم بعد ) أى تشكيك أو طعن فى منهج الترتيب الحالى , بل هو إضافة هامة و مفيدة له و زيادة على العلم و ليست إستدراكاً على الشرع
و الخسارة فى فقدانه بالرغم من كونه علم مستحدث - إن جاز التعبير - هى بسبب ما فيه من فوائد علمية و شرعية عظيمة ذكرنا طرفاً منها
و الله الموفق للحق و الرشاد
 
[align=center]
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

من مقدمة كتاب { فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول ـ القسم الأول ـ}
تأليف : محمد عابد الجابري .[/align]

تقديم و تمهيد ....................QUOTE]

بارك الله فيك يا أخى الكريم على تلك المشاركة الفعالة
و هل لك أن تدلنى على موقع بالشبكة يمكن منه تحميل الكتاب أو مثيله إن أمكن
و إن لم يمكن بالشبكة فأين يمكن أن أجده فى مصر و تحديداً بالإسكندرية
ملحوظة :
هناك مواقع إسلامية يقوم أعضاؤها بتصوير الكتب ضوئياً ثم رفعها على الشبكة فإن علمتم أن مثل هذا الكتاب قد صور أو رفع على موقع أرجو إخبارى
 
الأخ وليد شحاتة
أما قولك:
(( فأي فائدة ننالها من وضع الآيات متوالية حسب نزولها والقيام بتفسيرها على هذا النحو؟ ))
فأنا سأرد على سؤالك مع تغيير بسيط فيه و أكثر تعميماً , و كأنك سألت ما فائدة الترتيب حسب النزول للآيات و السور ؟
الفوائد كثيرة و عظيمة , ففى الناسخ و المنسوخ نعتمد على الروايات و الآثار التى تحدد الناسخ من منسوخه, و التى قد يشوبها علة ما خفية أو عيب قادح , و ليست كل الأحاديث و الآثار حكم عليها العلماء و نقاد الحديث , ومن أهم ما فى هذا النوع من العلم معرفة أى آية ذكرت أولاً لتعد منسوخةً بالأخرى الذى ذكرت آخراً ( الناسخة ) , فالترتيب التاريخى هنا فى غاية الأهمية , و لو كان علم ترتيب النزول محفوظاً اليوم ما إحتاج أينا لتلك الروايات التى يجب مراجعتها جيداً قبل الحكم عليها بالصحة لمعرفة الناسخ من المنسوخ , و لعلمنا من خلاله الآيات الناسخة من المنسوخة

أما فائدة علم الناسخ و المنسوخ سواءً من القرآن أو السنة فهى فائدة شرعية عظيمة
تحدد أى الأحكام نعمل بها و أيها توقف العمل بها و عدلت من الشارع , و فى هذا كل المرونة و التطوير حسب مقتضيات التيسير على عباد الله و مصلحة تطبيق شرعه , ولا عيب فى أن يعدل الله و يستبدل حكماً فقهياً مثلاً فى الكتاب , أو يعدل و يستبدل الرسول (ص) فى فقه السنة , بحسب ما يقتضيه حال المسلمين و الدعوة و غيرها من الأمور
ألا يكفى كل تلك الفوائد يا أخى لتعلم أهمية هذا الترتيب التاريخى للآيات و السور الذى لم يعجبك , فهذه فائدة واحدة فقط من فوائده
و للحديث بقية ...
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

الأخ الأستاذ الفاضل : " باحث عن الحق "

أما عن مكان وجود الكتاب ، فإني قد اقتنيته هذا الأسبوع عند بائع الجرائد و المجلات بمسقط رأسي ، مدينة مراكش الحمراء ، بالمملكة المغربية ... و ليس لدي أي معلومات عن إمكانية وجوده في الشبكة أو في مكتبات مصر الحبيبة ...

و قد سبق لمشرفنا الجليل ، الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ، أن أخبر ـ منذ 14/03/2008 ـ عن صدور الكتاب عن مركز الدراسات العربية ، بالرابط : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11243

و وجدت الكتاب مذكورا في صفحات كثيرة بالشبكة يمكن معرفتها من خلال البحث عن إسم الكتاب {فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول } في محرك البحث " غوغل "...
 

و لكن هل يقصد كاتب كتاب فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول أنه إعتمد فى ترتيب الآيات و السور و النجوم على السيرة و أحداثها ؟
إن لم يكن كذلك فعلى أى شئ إعتمد فى ذلك الترتيب ؟
إن كان إعتمد على أحداث السيرة فهذا أمر خطير لأن أحداث السيرة تعتمد على روايات
بعضها صحيح و كثير منها ضعيف , كما أن مدونو السيرة يختلفون أحيانا فى ترتيب الوقائع و الأحداث

و إلى اليوم لازال العلماء يحاولون إعادة كتابة السيرة بشكل صحيح , و أذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر
كتاب :
ما شاع و لم يثبت فى السيرة النبوية , و هو كتاب أظنه رائع تناول الكثير من مرويات السيرة
بالتنقيب الحديثى على طريقة علماء الحديث
أرجو جواب ما سبق لمن قرأ الكتاب و عرف منهج المؤلف فيه
 

و لكن هل يقصد كاتب كتاب فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول أنه إعتمد فى ترتيب الآيات و السور و النجوم القرآنية على السيرة و أحداثها ؟
إن لم يكن كذلك فعلى أى شئ إعتمد فى ذلك الترتيب ؟............
أرجو جواب هذا
 

و لكن هل يقصد كاتب كتاب فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول
أنه إعتمد فى ترتيب الآيات و السور و النجوم على السيرة و أحداثها ؟
إن لم يكن كذلك فعلى أى شئ إعتمد فى ذلك الترتيب ؟

إن كان إعتمد على أحداث السيرة فهذا أمر خطير لأن أحداث السيرة تعتمد على روايات
بعضها صحيح و كثير منها ضعيف , كما أن مدونو السيرة يختلفون أحيانا فى ترتيب الوقائع و الأحداث

و إلى اليوم لازال العلماء يحاولون إعادة كتابة السيرة بشكل صحيح , و أذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر
كتاب :
ما شاع و لم يثبت فى السيرة النبوية , و هو كتاب أظنه رائع تناول الكثير من مرويات السيرة
بالتنقيب الحديثى على طريقة علماء الحديث
أرجو جواب ما سبق لمن قرأ الكتاب و عرف منهج المؤلف فيه

أرجو جواب هذا
 
في ترتيب سور القرآن الكريم من حيث النزول خلاف بين العلماء تجده في كتب علوم القرآن ، وقد اجتهد عدد من العلماء في تحرير هذه المسألة ومنهم الشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله حيث حاول تتبع هذه المسألة لكي يبني عليها تفسيره وقد وفق في ذلك إلى حد بعيد ، ولكن الإشكال يبقى قائماً حيث إن السور الطوال نزلت متفرقة وتراخى زمان نزولها واستمر طويلاً كسورة البقرة ، ونزل أثناء نزولها سور كاملة ، فكيف يكون التريب إذن ؟ وكذلك بعض السور نزل معظمها في مكان وزمان ثم بعد ذلك بوقت نزلت بعض الآيات التي ألحقت بها .
وعلى كل حال فقد اجتهدوا في بيان الصواب في هذه المسألة ، وإن لم يصيبوه تماماً فقد قاربوه إن شاء الله .

السلام عليكم

هل من الممكن إيراد ترتيب الشيخ عبد الرحمن حبنكة لسور القرآن حسب النزول ؟

أحتاجه بشدة ... أو أي ترتيب آخر تعتقد أنه الأوفق في هذه المسألة يا شيخ عبد الرحمن.
 
من الجهود المتميزة في الباب كتاب " السيرة الذهبية " للشيخ محمد بن رزق طرهوني، وقد بذل جهداً كبيراً جداً لا يقارن بغيره لأن الشيخ حبنكة ومن قبله مع فضلهم لم يعتنوا بجانب دراسة الأسانيد واعتمدوا في الغالب على رواية جابر بن زيد المذكورة في الإتقان وغيره مع ما في ثبوتها من خلاف ، و مافي متنها من نكارة ، وممن لهم جهد واضح في المسألة ابن عاشور حيث اعتمد رواية جابر بن زيد ابتداءً وذكرها في بداية كل سورة، لكنه محص كثيراً مما فيها مما يخالف الأحاديث الصحيحة وغيرها أثناء التفسير .
 
من الجهود المتميزة في الباب كتاب " السيرة الذهبية " للشيخ محمد بن رزق طرهوني، وقد بذل جهداً كبيراً جداً لا يقارن بغيره لأن الشيخ حبنكة ومن قبله مع فضلهم لم يعتنوا بجانب دراسة الأسانيد واعتمدوا في الغالب على رواية جابر بن زيد المذكورة في الإتقان وغيره مع ما في ثبوتها من خلاف ، و مافي متنها من نكارة ، وممن لهم جهد واضح في المسألة ابن عاشور حيث اعتمد رواية جابر بن زيد ابتداءً وذكرها في بداية كل سورة، لكنه محص كثيراً مما فيها مما يخالف الأحاديث الصحيحة وغيرها أثناء التفسير .

أنا أبحث فقط عن ترتيب السور .. أي يكفي أسماءها حتى يتيسر لي قراءتها بهذا الترتيب من المصحف لغرض ما.
فهل لديك ترتيب الشيخ طرهوني للسور حسب النزول ؟
 
لا تستطيع أن تعرف ترتيبه إلا بقراءة كتابه كاملا حيث يربط حدث السيرة بالسورة أو الآيات التي نزلت، وقد جمعتُ أكثر ترتيبه في صفحات لكنها صفحات تحتاج إلى ترتيب كما أني لم أذكر أدلته حيث يستشهد كثيراً بآثار لا يستشهد بها غيره من المهتمين بهذا الباب ، مع الحكم على أسانيدها، ومطالعة هذه الآثار مهمة لقبول أو قوله أو رده، فلا بد لك من الاطلاع على كتابه، ثم إني سأخرج من بيتي مسافراً بعد دقائق فالمعذرة ولعلي أتواصل معك فيما بعد.
 
أستودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك... ولا تنسانا من الدعاء :)

أما بالنسبة لطلبي فإنه أبسط بكثير مما تعتقد فأنا لا أحتاجه لبحث ولست بطالب علم ... ولكن أريد أن أعرف ترتيب سور القرآن حسب النزول حسب ما ترجح لعلماء ثقات... فيكفيني أن تسرد لي السور مرتبة حسب النزول.... عندما تقدر ... وجزاك الله خيراً مقدماً
 
عودة
أعلى