إن كان الجواب بأن السرد التاريخي للآيات وتفسيرها على هذا النحو يضمن تمام الفائدة، فهذا طعن في الترتيب الحالي للمصحف، إذ يمكن الاستغناء عنه بهذا الترتيب الزمني، ومن ثم تتحقق الإجابة بانعدام الفائدة من السرد التاريخي واعتماد ذلك أساسا للتفسير،
والله الهدي إلى سبيل الرشاد
لا يا أخى وفقك الله و إيانا للحق و الرشاد
لا يطعن أحد الطريقتين فى الترتيب فى صحة الأخرى , فكما لطريقة ترتيب المصحف الحالى أحوال متعلقة بالأحداث و الظروف - إن صح التعبير - فى عهد النبي (ص) و الصحابة الكرام أدت لهذا الترتيب و جمع القرآن على هذا النحو ,, مما لا يسمح لأحد بأن يطعن فى تلك الطريقة ...
أيضاً الطريقة الأخرى وهى ترتيب النزول لها فوائدها ووجاهتها و قد ذُكِرَ طرفاً منها
كما أن فائدتها فى معرفة الناسخ و المنسوخ, و معرفة السيرة الصحيحة , و ربطها بأسباب النزول كلها فوائد علمية عظيمة لا تخفى على أحد ولا أود أن أقول أن العلم سيخسر كثيراً إذا لم يحصلها
و ما كان أعظمها و أجملها لولا الإختلاف فى ترتيب النزول , و أظن أنه يجب البحث فى الروايات من أحاديث أو آثار ترتيب الآيات و السور و ترتيب كل مجموعة من الآيات نزلت فى سياق واحد متصل , و معرفة درجات تلك المرويات وفق(( منهج القدامى فى الحكم على الرواية و فى العلل و تتبع الطرق و الأسانيد و مقارنتها)) , فإن كل فروع العلم تخدم بعضها
و بهذا نستطيع بالبحث معرفة أصح ما قيل بشأن ترتيب سور و آيات كتابنا العزيز
أما إذا تبين لنا إختلاف الصحابة فى ذلك فيما صح عنهم من آثار فعلينا - بعد ذلك - أن نبحث بأسلوب مختلف , و هو المفاضلة بالقرائن بين أقاويلهم حتى نعرف أكثرها دقة و أقربها للعلم الصحيح و لحال علم الصحابى عند النبي (ص)
الأمر ليس بالهين و لا قليل الفائدة فإذا لم نستخدم هذا العلم(( ترتيب النزول )) فى التفسير فعلى الأقل هو علم مستقل بذاته وله فوائد عظام , لذا أرجو من العلماء أخذ ما ذكرتُ فى الإعتبار
و خير ما يقال أن طريقتى ترتيب القرآن لكل منهما فوائد : فواحدة تراعى المناسبات و وحدة المعنى , و الأخرى مفيدة للغاية لعلوم قرآنية أخرى لا تقل أهمية عن التفسير
واعذرونى إن جانبنى الصواب فى شئ مما قلته
وفقنا الله و إياكم للحق و الرشاد