التفسير بالرأي عند أبي بكر الصديق: استفسار

عمر محمد

New member
إنضم
24/12/2011
المشاركات
805
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
33
الإقامة
القاهرة
السلام عليكم

قال الشيخ ابن العثيمين في شرحه على مقدمة التفسير، في هذا الرابط :


binothaimeen.com -

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( من قال في القرآن برأية فأصاب فقد أخطأ )) ، قال الترمذي هذا حديث غريب، وقد تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي حزم,وهكذا روي عن بعض أهل العلم عن أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم وغيرهم أنهم شددوا في أن يفسر القرآن بغير علم.وأما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم أنهم فسروا القرآن فليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن أو فسروه بغير علم أو من قبل أنفسهم . وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا أنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم بغير علم، فمن قال في القرآن برأية فقد تكلف ما لا علم به، وسلك غير ما أمر به فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ؛ لأنه لم يأت الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس عن جهل فهو في النار وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر، لكن يكون أخف جرما ممن أخطأ، والله أعلم.

السؤال: كيف نجمع بين قول ابن العثمين السابق وبين النقل التالي:


روى الشعبي عن أبي بكر الصديق: أنه سئل عن الكلالة، فقال: أقول فيها برأيي، فإن يكن
صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان منه: الكلالة من
لا ولد له ولا والد.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الرأى المنهى عنه هو الرأى الفاسد الذى لا سند له الا هوى النفس وصاحبه لا يملك أدوات العلم والمعرفة لتفسير أيات الله .
أقتبس "قول علي رضي الله عنه : (( لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه )) ، معناه :
لو كان الدين بالرأي المختل ؛ لكان مسح أسفل الخف أولى ؛ لأن الرأي السوي الصحيح لا يجعل أسفل الخف أولى بالمسح ؛ لأن مسح أسفل الخف لن يمنع بعد المشي عليه شيئا ، بل إصابة الرطوبة لأسفله سيجمع ما على الأرض عليه .
فالرأي السديد والعقل الرجيح لن يرجح مسح أسفل الخف ، وإنما سيرجح ما قررته الشريعة من مسح أعلى الخف .
واحتجاج أعداء العقل بهذا القول دون عقل هو ما يجعلهم يظنونه يتضمن انتقاصا للعقل !!
وإلا فلو كان الدين بلا عقل ، لما جاز أن يكون الدين خطابا للعقلاء .
فالدين والوحي جاء خطابا للعقل الصحيح ، وليس الدين بالعقل الخاطئ ، ولا بلا عقل ، كما يريد المبطلون .
ومعنى كون الدين خطابا للعقل : أنه لا يأتي بمحالات العقول ، وما يطلب منها انتقاصه فضلا عن إلغائه "
ولعل الكلالة هى الفيصل فى هذا الشأن فللذين يحتجون على من يفسرون القرأن بعقولهم يعطوننا تفسيرا للكلالة من السنة المطهرة أو من النص القرأنى فأن لم يجدوا ولن يجدوا فكيف سيفعل فى أنصبة الجد والأخوة وهى تعتمد على معنى الكلالة تحديدا وهو أمر قد أختلف فى تفسيره أهل العلم ة ففيهم من حجب الأخوة بالجد وفيهم من لم يحجب فأن فهموا المعنى الحقيقى للكلالة لعرفوا أن لكل فريق نصيبه من الميراث ولما أختلفوا والأختلاف رحمة.
 
اما الجمع فبين الحديث وفهم الصديقرضي الله عنه لا كلام ابن عثيمنرحمه الله
لانه لا يتطلب ذلك، لان مثل هذا عناء فالتاويل والجمع لا يضطر اليه الا في الفاظ النبيصلى الله عليه وسلم وفي كتاب اللهعز وجل واما في عبارة عالم ومفسر فلا.
ونص على هذه الفائدة ابن عطيةرحمه الله.
 
وبعد ذلك فكلام الشيخ وجه في الجمع بين الحديث وقول الصحابي
وتقريره بكلام من هو اقدم منه وهو لابن عطية من تحريره:
ان معنى الحديث ان يسال الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برايه دون نظر فيما قال العلماء واقتضته قوانين العلوم، وليس يدخل فيه ان يقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر؛ فان القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رايه.
 
اما ماروي في الباب عن باب مدينة العلم الامام علي عليه السلام فليس على وجهه؛
بل الذي فيه اشارة الى ان الراي الراجح بحسب العقل ان يمسح باطن الخف لا ظاهره لملابسته للارض،لا انه راي مختل بل الاختلال في تقديم العقل على صحيح النقل.
والذي يعطيه : النهي عن اعمال الراي في باب العبادات التي هي توقيفات.
وهو اصل قاعدة الفقهاء.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...اما بعد...جزاكم الله تعالى خيرا...أخي الفاضل عمر ان المقصود بالرأي هو القول بالقرآن الكريم من غير الأخذ بالاسباب وهي علوم القرآن على إختلاف أنواعها....اما قول الخليفة الاول اللهم أرض عنه فلا يقصد بالرأي المجرد من غير علم فهو
كما تعلم من أفضل الصحابة ولكنه تواضع فقال ما قال ووفقه الله تعالى للصواب...
اما بالنسبة لتفسير الاخ الكريم خالد لقول امير المؤمنين علي بن ابي طالب اللهم أرض عنه
فليس بصحيح لإن أسفل الخف يتسخ اكثر من أعلاه وان كلامه على ما قبل الوضوء وليس
بعده...وان مراده ان على المسلم ان يٌسلم الى القرآن والحديث الصحيح اذا لم يفهم الحكمة
من الامر....وأٌشير الى اخي الدكتور مخلص ان كلام ابن عطية وابن عثيمين رحمهما الله
تعالى في نفس المعنى.....والله تعالى اعلم.

 
عودة
أعلى