التفسير بالإعجاز العلمي قائم على الظنِّ والاحتمال، وليس على اليقين

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
5
النقاط
38
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
لقد بقي تفسير القرآن بما ورد في كتب العلوم التجريبية والكونية يسمى بالتفسير العلمي ، وهو اجتهاد في ربط بعض ظواهر الكون المكتشفة حديثًا بالقرآن ، وإبراز أن القرآن قد دلَّ عليها ، وهذه النتيجة لا تختلف عن الانتقال من تسمية هذه الظاهرة التفسيرية الجديدة باسم الإعجاز العلمي ، فهذا يفسر ، وذاك يفسر ، وإنما الاختلاف في كون المفسَّر به نظرية أو حقيقة .
وفي كلا الحالتين ( أي : كونه تفسيرًا علميًّا أو إعجازًا علميًّا ) لا يختلف الحال في أن تفسير القرآن بهذا أو ذاك إنما هو تفسير احتمالي ظني .
فلو وصلنا إلى ظاهرة كونية ما إلى كونها حقيقة علمية ثابتة ، فإن رَبْطَنَا لها بالقرآن ، وجعلنا لها تفسير لآية من الآية جهد بشري ظني احتمالي ، وهو كأي تفسير اجتهادي آخر غيره لا يختلف عنه أبدًا ، ولا شكَّ أن مخرج هذا التفسير هو الرأي والاجتهاد .
ومن ادعى في ( الإعجاز العلمي ) خلاف ذلك ، فهذا يدلُّ على خلل علمي في فهم التفسير عند الجازم بالتفسير بالإعجاز العلمي .
ولأضرب لكم مثالاً تتضح به المسألة .
يقول الشيخ عبد الله المصلح : (إن الإعجاز العلمي هو الأمر الخارق للعادة المقرون بالتحدي السالم من المعارضة الذي يتعلق ببحث قضية علمية وصل العلم فيها إلى سقف المعرفة وكانت دلالة النص على ها دلالة ظاهرة،فاتفقت الحقيقة العلمية مع الدلالة الشرعية الظاهرة الواضحة في القرآن و السنة.. الله سبحانه و تعالى حدثنا في كتابه عن أخفض وأدنى بقعة في الأرض ذاكرا أنها البقعة التي وقعت فيها معركة بين الروم والفرس فقال جل ذكره:( ألـم.غلبت الروم) أين غلبت؟(في أدني الأرض)في أدني بقعة من الأرض تحت مستوى سطح البحر وهي المنطقة القريبة من بحيرة طبرية إحدى بقاع اغوار الأردن، والتي تنخفض عن سطح البحر 395م ..
(غلبت الروم في أدنى الأرض) أي في تلك البقعة المنخفضة..فكيف عرف محمد(صلى الله عليه وسلم) ومن أخبره بذلك ؟
إنه الله الذي خلق الأرض ويعلم حقائقها و أسرارها سبحانه و تعالى .. لقد فهم أكثر الأولين أن الأدنى هو الاقرب،لان المعركة وقعت في منطقة متاخمة للجزيرة العربية،وهو فهم صحيح يحتملة النص لغة وحدثا إلا أن مكتسبات العلم الحديث اعطتنا معنى هو اكثر دقة في بيان دلالة اللفظ القرآني على موقع الحدث .. وهو ما لم يكن من الاولين أن يدركوه في ضوء إمكاناتهم و معارفهم..إن أدنى الأرض اخفضها وأدناها عن مستوى سطح البحر،وهذا المعنى لم يكن معروفا أو مكتشفا من الناحية الجيولوجيه،وعرف حديثا بعد أن رصدت بقاع الأرض وأجريت الدراسات لمعرفة أعلى بقعة في العالم عن مستوى سطح البحر، وهي قمم جبال الهملايا بشرق آسيا وأدنى نقطة في منطقة النحر الميت .وفي ضوء هذا المعنى يكون القرآن قد اخبرنا عن أدنى بقعة في الأرض وهي الأرض التي دارت فيها تلك المعركة . ويؤكد ذلك أن ابن عباس رضي الله عنهما فسرها بأرض الأردن و فلسطين، وهذه بعض شواهد الإعجاز في القرآن وهي كثيرة ومتجددة ) . (1)
إن النتيجة التي يريد أن يصل إليها الشيخ الفاضل أن ( أدنى ) في الآية بمعنى ( أخفض ) ، والسؤال القائم كالآتي :
هل يمكن (الجزم) بأن هذا المعنى مرادٌ من الآية ؟
إذا كان نعم ، فما الدليل ؟
وإذا كان لا ، فإن معنى هذا أن دلالة الآية على هذا الاكتشاف الذي يُقال بأنه حقيقة علمية دلالة احتمالية ظنية ، وما دام دلالة احتمالية ظنية فأين مقام الإعجاز؟!
وأما قوله حفظه الله : (فاتفقت الحقيقة العلمية مع الدلالة الشرعية الظاهرة الواضحة في القرآن ) ، فإن دعوى الاتفاق ظنيٌّ وليس يقينيًّا ، فهو في نظر بعض الناس فقط ، وهذا محل نظر واجتهاد ، فالحقيقة العلمية قد تكون صحيحة ، والآية الشرعية لا خلاف فيها ، لكن الخلاف في دعوى الاتفاق والربط بين هذه الحقيقة العلمية وتلك الحقيقة الشرعية ، وهذا الاتفاق الظني هو مناط الإعجاز العلمي عند المعتنين به .
ولا يخفى على من ينظر في كلام بعض المعتنين بالإعجاز من إيراد تفسيراتهم بالإعجاز العلمي على أنها حقٌّ مطلقٌ ، ويعبرون بعبارات توهم هذا ، ومن ذلك قول الشيخ الفاضل هنا : ((غلبت الروم في أدنى الأرض) أي في تلك البقعة المنخفضة..فكيف عرف محمد(صلى الله عليه وسلم) ومن أخبره بذلك ؟ )
فقوله هذا يلزم منه أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عرف هذا المعنى ، ولكننا لا نجد فيما بين يدينا من كتب التفسير أي إشارة لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى .
وإذا كان لا نجد أي إشارة في كتب التفسير لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى فإن هذا التعبير من الشيخ عبد الله ادِّعاءٌ على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا لا يجوز إلا ببرهان .
ومما قد يقوله من يرى صحة هذا الادعاء أنه عرفه ولم يخبر به .
وهذا يعني أن هذا المعنى الذي عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم قد ظهر لبعض المعاصرين فقط دون غيرنا من الصحابة والتابعين لهم إلى يومنا هذا ، فهل يُعقل مثل هذا؟!
وأما إن قال قائل : إنك حملت كلام الشيخ عبد الله على غير محمله ، وهو يريد أنه عرف اللفظ ، وهو ( أدنى ) قراءة.
فأقول : إن هذا لا يُتصوَّر فيه الاختلاف ، فكلنا نقر ونجزم بذلك ؛ لأنه بلغنا عنه صلى الله عليه وسلم ، وإنما الخلاف في معنى ( أدنى ) فلينتبه لذلك .
ومحصلة القول أننا لو أجزنا تفسير ( أدنى ) بأنه ( أخفض ) ، وليس هو كذلك عندي ، فإن هذا التفسير رأي واجتهاد واحتمال وظنٌّ ، وليس تفسيرًا يقينيًا بأن هذا المعنى مرادٌ من هذا اللفظ .
وإذا أدركت هذا بان لك وظهر سقوط شطر من مصطلح الإعجاز العلمي الذي يقوم في تفسيراته على الظن والاحتمال .
ــــــــــــ
(1) ينظر كلامه على هذا الرابط : http://www.nooran.org/O/3/3-1.htm
 
إن موضوعات الإعجاز العلمي تتكرر في العديد من الصفحات ، ومن أراد أن يتابعها على هذه النحو وقع في زلل وتشتت فكره ، أرجو توحيد الجهود للخروج بالقول الحق الذي يظهر للقارئ من البراهين والأدلة التي يسوقها أطراف النقاش
 
قول الشيخ الفاضل هنا : ((غلبت الروم في أدنى الأرض) أي في تلك البقعة المنخفضة..فكيف عرف محمد(صلى الله عليه وسلم) ومن أخبره بذلك ؟ )
فقوله هذا يلزم منه أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عرف هذا المعنى ، ولكننا لا نجد فيما بين يدينا من كتب التفسير أي إشارة لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى .
وإذا كان لا نجد أي إشارة في كتب التفسير لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى فإن هذا التعبير من الشيخ عبد الله ادِّعاءٌ على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا لا يجوز إلا ببرهان .
ومما قد يقوله من يرى صحة هذا الادعاء أنه عرفه ولم يخبر به .
وهذا يعني أن هذا المعنى الذي عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم قد ظهر لبعض المعاصرين فقط دون غيرنا من الصحابة والتابعين لهم إلى يومنا هذا ، فهل يُعقل مثل هذا؟!
ــــــــــــ
(1) ينظر كلامه على هذا الرابط : http://www.nooran.org/O/3/3-1.htm

هذا في نظري من باب لزوم ما لا يلزم.
وفي الحقيقة الجهل بعلم المنطق (وهو من أجل العلوم) جعل البعض يسوق قياسات استثنائية تتضمن لوازم باطلة في نفس الأمر، وتنبني على وجوه في الإلزام لا صحة لها.
وفي مثالنا هذا لا يلزم من عدم وجدان تصريح في كتب التفسير بأن الرسول صلى الله عليه وسلم اراد بأدنى أخفض أن لا يوجد هذا التفسير من الرسول صلى الله عليه وسلم في نفس الأمر. والقاعدة القائلة بأنه لا يلزم من عدم الوجدان عدم الوجود أشهر من أن تذكر لولا حاجتنا إليها في هذا المقام.
وهل كل ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم مفسرا به القرآن وصلنا على وجه القطع واليقين؟؟ لا يجوز عاقل ذلك. فإذن يجوز أن يكون تفسير أدنى بأخفض قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لم يصلنا. وهل يجب على الله تعالى إيصال جميع ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في باب التفسير؟ قطعا لا يجب، لا سيما أنه ليس مما يتوقف عليه تمام تبليغ الرسالة.
وليس كل ما نسبه العلماء من تفسيرات للنبي صلى الله عليه وسلم ادعاء باطل عليه؟؟ بل هذه دعوى خطيرة، فمعلوم أن علماء الفقه يبنون أحكاما كثيرة بناء على نسبتهم أفهاما مختلفة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عليه الصلاة والسلام لم يصرح بها تصريحا، ولم يقل عاقل بأن الفقهاء افتروا وادعوا على النبي شيئا لم يقله. وكذلك هنا لما قلنا بأن من معاني الأدنى الأخفض وكان ذلك سائغا في اللغة فلا وجه للإنكار، لا سيما أن العلوم التجريبية تثبت جواز إرادة ذلك.
ثم لا يخفى أن السؤال الذي ينطلق منه الباحث يريد الوصول منه إلى أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يأت بهذا القرآن من عنده، وإنما علمه إياه من يعلم تلك الحقائق ومن خلقها مطابقة لعلمه إياها وهو الله تعالى.
ثم ما الإشكال في أن تظهر لبعض المعاصرين حقائق من هذا القبيل لم تظهر للصحابة والتابعين؟؟ وهل يجب أن نأله الصحابه والتابعين ونجعلهم قد علموا جميع حقائق القرآن حتى نكون سلفيين؟؟
للقرآن حقائق وأسرار لا تنقضي، وقد علم الصحابة والتابعون ما يحتاجون إليها منه، والمعاصرون لم يعلموا كثيرا مما علمه الصحابة والتابعون، والتابعون والصحابة لم يعلموا كثيرا مما علمه وسيعلمه المعاصرون، كدقة تطور الأجنة مثلا بالصورة وهلم جرا، وليس هذا قادحا في علم الصحابة.
والله أعلم.
 
إن موضوعات الإعجاز العلمي تتكرر في العديد من الصفحات ، ومن أراد أن يتابعها على هذه النحو وقع في زلل وتشتت فكره ، أرجو توحيد الجهود للخروج بالقول الحق الذي يظهر للقارئ من البراهين والأدلة التي يسوقها أطراف النقاش

نطلب جوابك أستاذنا الكريم حسن وكذلك الأستاذ علي أبو عائشة على آية أطوار الجنين في سورة الحج على هذا الرابط:

http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=17479
 
الأخ الكريم بكر، إليك الإجابة مكررة لأنك كررت السؤال:

1. كانت العرب تعرف معنى نطفة وعلقة ومضغة. ونحن نأخذ المعنى منهم.
2. لم تكن العرب، ولا أي أحد من البشر، يستطيع أن يتحقق من هذه المعلومة. ولكن بعد اكتشاف المجاهر والأشعة السينية أمكن التحقق من صدق هذا الإخبار الرباني. أي لم يكن بالإمكان أن يخبر به أحد من البشر ويبقى على صدقيته حتى الآن.
3. وحتى لا نطيل، فالقضية مشهورة، سأتحدث عن المسألة التي سألتك عنها في مداخلتي السابقة، أي:" فكسونا العظام لحما":
ثبت علمياً أن النسيج العظمي يتكون قبل النسيج اللحمي، ويكون محاطاً بنوع من البروتين. وبعد اكتمال النسيج العظمي يتحول هذا البروتين إلى بروتين لحمي.
 
أستاذنا الكريم مساعد الطيار حفظه الله

1. لا نشك لحظة أن هناك من يتعسف ويحمّل النص الكريم ما لا يحتمل. وأمثال هؤلاء يميزهم الناس ولا يخفى تهافتهم على أهل العلم.
2. ولا نشك أيضاً أن هناك من النصوص ما يحتمل أكثر من وجه، فيقوم البعض بحمل النص على وجه بعينه وينسبه إلى الإعجاز العلمي. وهذا نشكره ولا نقبل منه الجزم بوجه، وإن كان ما جاء به لا بد أن نُعرّف الناس أنه من الوجوه المحتملة.
3. هناك من النصوص ما لا يحتمل الظن، انظر مثلاً قوله تعالى:" وجعلنا من الماء كل شيء حي". فهل يوجد كائن حي لا يدخل الماء في تكوينه؟! وإذا لم يكن فيه ماء فهل يمكن أن تظهر عليه علامات الحياة؟! وكيف يمكن لبشر عاش قبل قرون متطاولة أن يجزم مثل هذا الجزم؟! ثم أين الظن عندما يُصرّح النص الكريم بأن العظم يتكون قبل اللحم:" فكسونا العظام لحماً"؟!
4. القول بالإعجاز العلمي يحتمه العقل، كيف؟!
إذا كان الذي خلق هو الذي أنزل، وإذا كان الخالق الذي يكلم الناس يتوسع في وصف الكون ومظاهره المختلفة، ويحدث الناس عن الكائنات المُبدعة، فلا بد عندها أن يطابق وصفه سبحانه للواقع المخلوق، وإلا فالبديل هو الاختلاف والتضاد الدال على بشرية الكلام:"لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً".
 
الدكتور مساعد

التفسير أغلبه قائم على الظن والاحتمال وليس على القطع واليقين.

وإذا كان الأمر كذلك فما ذكرتم لا يكفي لرد القول بالإعجاز العلمي.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصبح ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي حجازي الهوى ، قولك إن التفسير قائم على الظن أمر خطير جدا لأن صريح نص آيات القرآن الكريم بأمرنا بعدم اتباع الظن ، فهل الحق أن نترك كل التفاسير؟؟؟ أم أن قولك مخالف للصحة ؟؟؟؟
قال سبحانه وتعالى: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام:116)
وقال سبحانه: (أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (يونس:66)
وقال سبحانه: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى) (لنجم:23)
وقال سبحانه: (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (لنجم:28)

وأرجو ممن سألني عن رأيي في الإعجاز العلمي في مراحل خلق الجنين ، أن يقرأ بحث أستاذ دكتور متخصص في مجال التشريح وعلم الأجنّة ، يعمل في المملكة العربية السعودية ، والبحث في المرفقات
علما أن هناك الكثير الكثير من المؤلفات في هذا الموضوع ، ومن العلماء من تابع هذا الأمر بالتصوير الحي لجميع هذه المراحل (مراحل خلق الجنين) ، الأمر الذي لا يدع مجالا للشك في أن القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصبح ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي حجازي الهوى ، قولك إن التفسير قائم على الظن أمر خطير جدا لأن صريح نص آيات القرآن الكريم بأمرنا بعدم اتباع الظن ، فهل الحق أن نترك كل التفاسير؟؟؟ أم أن قولك مخالف للصحة ؟؟؟؟
.


الأخ الفاضل حسن

أرجو منك أن تتأمل الموضوع جيدا وتنظر في أقوال أهل العلم في هذه المسألة حتى يتبين لك المراد.

ولا يلزم من قولي : "إن أغلب التفسير قائم على الظن" ، لا يلزم منه ترك كل التفاسير.
 
الأخ الفاضل حسن

أرجو منك أن تتأمل الموضوع جيدا وتنظر في أقوال أهل العلم في هذه المسألة حتى يتبين لك المراد.

ولا يلزم من قولي : "إن أغلب التفسير قائم على الظن" ، لا يلزم منه ترك كل التفاسير.

وبناء عليه فأن يكون اغلب ما قيل في الإعجاز العلمي قائم على الظن ، فإن في الإعجاز العلمي من الحقائق ما لا يمكن التنكر له او رفضه إلا عنادا واستكبارا.
وهناك ملاحظة مهمة لعل البعض قد تنبه إليها :
الذين يكتبون في الإعجاز العلمي كان هدفهم أن يثبتوا صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرآن هو كتاب الله الكريم ، ولكنهم انحرفوا عن ذلك حينما توسعوا في كتاباتهم ، فانطلقوا يكتبون عن الإعجاز في البحار والأشجار وفي كل ما خلق الله من صغيرة او كبيرة ، وهكذا فما يكتبونه هو دليل على قدرة الله وبديع خلقه وليس على صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا علاقة له بالإعجاز العلمي .
 
الاعجاز العلمي داخل في الاعجاز البلاغي وكلاهما ليس قطعيا، ولا ضرورة لأن يكون قطعيا،
ولم يقل أحد بضرورة الاقتصار على التفسير بالمأثور

فما تتحمله اللغة ويقبله العقل لا يجوز إنكاره

لكن لا يظن أن المقصود بإعجازيته أن القرآن جاء فقط ليذكر الحقيقة العلمية، كلا.

بل إن مكمن الإعجاز في أنه يشرح أمرا آخر واضحا في عصر تنزله ، ومع ذلك يحمل "إشارة" تنكشف حين يحين وقتها
 
الاعجاز العلمي داخل في الاعجاز البلاغي وكلاهما ليس قطعيا، ولا ضرورة لأن يكون قطعيا

ولم يقل أحد بضرورة الاقتصار على التفسير بالمأثور

فما تتحمله اللغة ويقبله العقل لا يجوز إنكاره

أحييك بشدة على هذا الكلام النفيس ، وان كنت أخالفك فحسب فى قولك أن الاعجاز البلاغى ليس قطعيا ، أما فيما عدا ذلك فأوافقك تمام الموافقة
بارك الله فيك أخى الحبيب
 
أحسنت أستاذنا العليمي ، وشكرا لك على التنبيه

فربما كان تعبيري موهما غير المقصود

أعني أن كثيرا من الاوجه البلاغية التي يذكرها أهل اللغة، ويتفننون فيها، لا يلزم أن يكون كلامهم فيها قطعيا، لا يتطرق إليه الاحتمال،

بل أكثر أحكام الشريعة قائمة على الظن وغالب الظن

والنصوص قطعية الدلالة هي الأقل
 
أحسنت أستاذنا العليمي ، وشكرا لك على التنبيه
فربما كان تعبيري موهما غير المقصود
أعني أن كثيرا من الاوجه البلاغية التي يذكرها أهل اللغة، ويتفننون فيها، لا يلزم أن يكون كلامهم فيها قطعيا، لا يتطرق إليه الاحتمال،

الآن استقام معنى عبارتك بعد هذا التوضيح
وقد توقعت أن يكون قد خانك التعبير ، وهذا أمر يحدث لنا جميعا
وهذا الذى أشرت اليه أمر صحيح ، وهو ما يسمى ( التكلف ) ، حيث نجد أهل الصناعة من البلاغيين يتكلفون أحيانا لاثبات اعجاز لفظ دون أن يتمهلوا فى تدبره حق التدبر ، أو دون أن يقولوا : الله أعلم بمراده اذا لم يتبين لهم وجه الاعجاز فيه ، فتراهم يحاولون فحسب دون أن يقروا بعجزهم
بارك الله فيكم ونفع بكم
 
- الدلالة القرآنية إما أن تكون قطعية أو تكون ظنية، والظنية على مراتب وأنواع، والعلوم الشرعية التي هي في الحلال والحرام المستنبطة من القرآن كلها ظنية واحتمالية، لأنها مستنبطة استنباطاً، وكذلك العلوم المختلفة الأخرى المستنبطة من القرآن ظنية تتعلق بدلالة النص القرآني.
- إن ذكر خلق الإنسان في القرآن قطعية الدلالة من حيث الأطوار التي نص عليها القرآن، أما تفاصيل الخلق المستنبطة من نظم القرآن وسياقه ودلالات مفرداته وتراكيبه ظنية، ومن المعلوم أن خلق الإنسان من أبحاث الإعجاز العلمي وهي في القرآن نصا واستنباطاً، فإذن ليس كل قضايا الإعجاز العلمي ظنية.
- إن حصر تعريف التفسير العلمي باجتهاد ربط الظاهر الكونية بالقرآن وبيان أن القرآن دل عليها، هذا التعريف كتعريف من عرفه بأنه تحكيم المصطلحات العلمية في دلالات القرآن الكريم، وهذا التعريف يعطي مفهوم التفسير العلمي عند قائله، ولكن التفسير العلمي للقرآن الذي ينبغي أن يكون هو توظيف المعارف الكونية المختلفة في بيان القرآن الكريم، ولا ريب أن هذا التوظيف اجتهاد ضمن القواعد العلمية التي تضبط هذا الاجتهاد، وما دام اجتهاداً مضبوطاً فهو مقبول ومأجور ويدخل تحت الخطأ والصواب.
ولكن هناك نوعا آخر من التفسير العلمي وهو استنباط المعارف العلمية والكونية من القرآن، وهو الذي ذكره السيوطي في الاتقان في أحد أنواع علوم القرآن بـ (العلوم المستنبطة من القرآن الكريم). وهذا النوع اجتهاد أيضاً .
- أما الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فهذا بحثه طويل وأنتم ترون أن لا فرق بينهما وكلامك عندي فيه نظر، وبسط ذلك يطول ولا بد له من مقدمات وتعريفات وليس محل ذلك هنا.
إن التفسير العلمي مقدمة للإعجاز العلمي، وعندما يثبت المفسر والمتخصص أن المعلومات الكونية الموظفة أو المستنبطة من القرآن يقينية أو حقائق أو هي ثابتة بتراكم التجارب؛ وتكون الدلالة عليها من القرآن موجودة - وإن كانت ظنية - فهي إعجاز علمي، وليس شرطاً في الإعجاز العلمي أن تكون الدلالة عليه من القرآن قطعية، لأن القول في آية أن فيها إعجازاً علمياً لا يعني توقف دلالة القرآن على المعنى المدلول عليه في الإعجاز العلمي، بل قد تدل على معانٍ أخرى مع المعنى الذي دلت عليه في الإعجاز العلمي حين ثبوته، لأن القرآن لا تنقضي عجائبه والله أعلم.
 
لقد أعدت قراءة ما كتبه الدكتور مساعد مرة أخرى والذي استوقفني بالقراءة الثانية هو تعريف الإعجاز العلمي للدكتور الفاضل عبد الله المصلح حفظه الله، بأنه "أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي السالم من المعارضة الذي يتعلق ببحث قضية علمية وصل العلم فيها إلى سقف المعرفة وكانت دلالة النص على ها دلالة ظاهرة،فاتفقت الحقيقة العلمية مع الدلالة الشرعية الظاهرة الواضحة في القرآن و السنة.. الله سبحانه و تعالى".
مع أن المصدر الذي نقل عنه أخي الدكتور مساعد لم يذكره ولكن هذا التعريف - في رأيي - فيه ملاحظات عدة، أولها إسقاط تعريف المعجزة على الإعجاز العلمي في القرآن، وهذا الإسقاط سيوقع صاحبه في مشاكل اصطلاحية كثيرة، وينبغي أن يكون تعريف الإعجاز العلمي تعريفا خاصاً يضبطه ويحدد مفهومه على طريقة وضع المصطلحات الشرعية المتبعة عند العلماء.
ثانياً: إن العلوم التي في القرآن الكريم داخلة ضمن التحدي الذي في القرآن إذ لا يتصور أن يقوم التحدي بنظم دون دلالة ومعنى، ولكن جعل التحدي على قضية معينة فهذا يحتاج لنظر.
كما أن حصر كون الإعجاز العلمي بالدلالة الظاهرة فقط أيضاً مشكل في تعريف الإعجاز العلمي، لأن ذكر القرآن للعلوم جاء بدلالات متنوعة وفي سياقات مختلفة وأغراض مقصودة، فالذي يدرس الإعجاز العلمي والتفسير العلمي دون اعتبار ذلك فسيكون بحثه غير مطابق للواقع العلمي للأبحاث الشرعية.
والخلاصة: إن حصر دلالة الإعجاز العلمي بالدلالة الظاهرة والدلالة اليقينية هو تقييد لعمل الباحثين دون دليل أو مسوغ شرعي، بل ينبغي أن تكون أنواع الدلائل المعتبرة عند العلماء معتبرة في الإعجاز العلمي والتفسير العلمي .والله أعلم.
 
ثانياً: إن العلوم التي في القرآن الكريم داخلة ضمن التحدي الذي في القرآن إذ لا يتصور أن يقوم التحدي بنظم دون دلالة ومعنى، ولكن جعل التحدي على قضية معينة فهذا يحتاج لنظر..

بارك الله فيك يا دكتور مرهف
وقد أعجبتنى للغاية الفقرة الواردة فى الاقتباس أعلاه ، وبخاصة قولكم :
" اذ لا يتصور أن يقوم التحدى بنظم دون دلالة ومعنى "
انها عبارة بليغة وحكيمة جدا ، وليت الكل يفهمها !
 
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
وجزاك الله خيرا اخي علي أبو عائشة على ما تفضلت به في ردك الاول وقد كفيتني ما أردت قوله وزدت عليه
وقول شيخنا المصلح : هنا : ((غلبت الروم في أدنى الأرض) أي في تلك البقعة المنخفضة..فكيف عرف محمد(صلى الله عليه وسلم) ومن أخبره بذلك ؟ )
معناه : أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يأت بهذا القرآن من عنده، وإنما علمه إياه من يعلم تلك الحقائق ومن خلقها مطابقة لعلمه إياها وهو الله تعالى.
وقول الدكتور مساعد :وإذا كان لا نجد أي إشارة في كتب التفسير لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى فإن هذا التعبير من الشيخ عبد الله ادِّعاءٌ على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا لا يجوز إلا ببرهان .
ادعاء على الشيخ لايجوز إلا ببرهان ايضا ،
 
[align=center] فقوله هذا يلزم منه أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عرف هذا المعنى ، ولكننا لا نجد فيما بين يدينا من كتب التفسير أي إشارة لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى .
وإذا كان لا نجد أي إشارة في كتب التفسير لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى فإن هذا التعبير من الشيخ عبد الله ادِّعاءٌ على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا لا يجوز إلا ببرهان .
ومما قد يقوله من يرى صحة هذا الادعاء أنه عرفه ولم يخبر به .
وهذا يعني أن هذا المعنى الذي عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم قد ظهر لبعض المعاصرين فقط دون غيرنا من الصحابة والتابعين لهم إلى يومنا هذا ، فهل يُعقل مثل هذا؟!
http://www.nooran.org/O/3/3-1.htm

لا يلزم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم كل ما علمه ولا يلزم أن يبلغنا كل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وتكلم به.
الشيء المتفق عليه هو أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ ما أمره الله أن يبلغه وقد فعل صلى الله عليه وسلم وقامت ببلاغه الحجة وقطعت به الأعذار.
أما الفهم في كتاب الله فهو أمر مفتوح لن ينقطع ما دام هناك من يتدبر في هذا القرآن ويستنبط ، وكما في الحديث عن علي رضي الله عنه الذي يرويه البخاري رحمه الله:
عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قُلْتُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنْ الْوَحْيِ إِلَّا مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ ؟
قَالَ لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلًا فِي الْقُرْآنِ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ قُلْتُ وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ قَالَ الْعَقْلُ وَفَكَاكُ الْأَسِيرِ وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.

إما استبعاد الشيخ مساعد وفقه الله أن يظهر لبعض المتأخرين في فهم القرآن ما لم يظهر لمن سبقهم من الصحابة والتابعين وأن هذا لا يعقل فهو أمر يحتاج إلى نظر وتأمل لأن القول به يؤدي إلى القول بغلق باب الاجتهاد في فهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن نصوص القرآن والسنة تدعو إلى الاجتهاد في فهم النصوص ولا أدل عل ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم:
" نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ"

وفق الله الجميع لفهم كتابه والعمل به
 
عودة
أعلى