بسم الله الرحمن الرحيم
أنواع التفسير النبوي الخمسة
عرف البعض التفسير النبوي للقرآن الكريم إجمالا بأنه ماورد عن الرسول ﷺ من قول، أو فعل، أو تقرير في بيان معاني القرآن وقد قسم هذا الرأي التفسير النبوي إلى أنواع على النحو الآتي :
1- التفسير النصي اللفظي الصريح: وهو ما ورد عن النبي-ﷺ من لفظ صريح في تفسير آية، كتفسير لفظ الظلم بأنه الشرك بالله فيما ورد في قوله تعالى: { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } وتفسير”الحساب اليسير”بالعرض في قوله تعالى: { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا }
2- التفسير الموضوعي: وهو أن يستفاد من السنة النبوية في بيان الموضوع الذي تضمنته الآية تقريرًا، أو تفصيلًا دون أن يكون في الحديث تفسير مباشر للآية، مثل قوله تعالى: { فإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} فعند ذكر هذه الآية يتم تفسير النار بالأحاديث التي وردت في شأنها، وتفصيل صفاتها، وأحوالها. تفسر بالأحاديث الآتية: أبي هريرة عن النبي-ﷺ- قال: ناركم هذه التي توقدون جزء واحد من سبعين جزءًا من حر جهنم. قالوا والله إن كانت لكافية يا رسول الله. قال: فإنها فضلت بتسعة وستين جزءًا كلهن مثل حرها”.وعن أبي هريرة أيضًا عن رسول الله -ﷺ أنه قال: “إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم.” وأيضًا مارواه أَبِو هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ سَمِعَ وَجْبَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” -:تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: “هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِ الْآنَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا”.
3- التفسير اللغوي: بمعنى أن يستفاد من السنة في بيان المعنى اللغوي للفظة من ألفاظ القرآن. وهذا النوع لم يكن موجهًا للصحابة؛ لأنهم عرب أهل لغة، وبيان، وفصاحة.والقرآن قد نزل بلسان عربي مبين؛ لذا لم يكونوا محتاجين إلى بيان الغريب، ومعاني مفردات القرآن كحاجة من بعدهم. ومن أمثلته عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله تعالى عنها- أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلاَةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ، ولَيْسَ بِالحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الحَيْضَةُ فَاتْرُكِي الصَّلاَةَ، فَإِذَا ذَهَبَ قَدْرُهَا، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ، وصَلِّي”. فهذا الحديث يفيد في بيان معنى القرء في اللغة أنه الحيض، وإن اختلف الصحابة في تفسير القرء على قولين الحيض والطهر، في قوله تعالى: { والْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ } (البقرة: 228).
4- التفسير الاستشهادي: وهوأن يذكر النبي -ﷺ- الآية في حديث من غير أن يكون فيه تفسير مباشر لها، بل يذكرها على سبيل الاستشهاد لحادثة،أو التأكيد والتقرير لحادثة ما. ومن الأمثلة على ذلك: عن علي بن أبي طالب أن رسول الله -ﷺ- طرقه وفاطمة بنت النبي -عليه السلام- ليلة، فقال :”ألا تصليان؟” فقلت: يا رسول الله، أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلت ذلك، ولم يرجع إليَّ شيئًا، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه، وهو يقول: { وكان الإنسان أكثر شيء جدلًا } فهذا الحديث يفيد في تفسير الآية بوجه غير مباشر.
5- التفسير العام: وهو عموم سنته ﷺ القولية، والفعلية، والتقريرية؛ مما يفيد في بيان شيء من القرآن.ولا يندرج تحت شيء مما سبق، فلا غنى للمفسر عن النظر في عموم سنته، وسيرته-ﷺ-،وما فيها من التطبيق العملي للقرآن الكريم. وقد قال الإمام الشافعي:”جميع السنة شرح للقرآن.
اقرأ المزيد في إسلام أون لاين:
https://islamonline.net/أنواع-التفسير-النبوي/