التفسير العلمي للقرآن الكريم , نحو مصطلح أدق :

إنضم
30/05/2012
المشاركات
14
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
دمشق
التفسير العلمي للقرآن الكريم , نحو مصطلح أدق :

إن الاتجاه إلى التفسير العلمي يأخذ في الزيادة يوماً بعد يوم مع مرور الزمن , ويتدرج إلى مزاحمة اتجاهات التفسير الأخرى, حتى ليكاد يخلو له الميدان اليوم .
وسواء أرضي منكروا هذا الاتجاه في التفسير أم لم يرضوا فإن شيوع التفسير العلمي أصبح حقيقة معروفة , ومازال أنصاره يزدادون يوماً بعد يوم , وكل يوم يطلع علينا دعاته بتفسير آية أو آيات أو دعوة إليه وتأييد له .
ومما يلفت النظر في هذا المجال أن الأغلبية من أصحاب الاتجاه العلمي في العصر الحديث هم من غير العلماء المتخصصين في علوم اللغة والشريعة , وإنما هم مثقفون بثقافات علمية أخرى استهوتهم فكرة المزاوجة بين العلم والدين وشغفوا بخلق توازن بين المجالين فراحوا يؤلفون ويكتبون .(1)

حيث إن تحديات العصر قومية وحضارية هي التي جعلت بعض المفكرين يلحون على تفسير القرآن تفسيراً علمياً لتحديد موقف الدين من العلم من ناحية ,ولإشعار المسلمين بدورهم القيادي بهذا الكتاب من ناحية أخرى .
وبقدر ما تقسو هذه التحديات تشتد الحاجة إلى تأمين هذا الموقع الفكري الخطير من حيث مسايرة الزمن ودفع التقدم وحتمية التطور .(2).
والصحيح أن مَن فَقِهَ التفسير و أحاط به فقد حاز الدينَ كله , إذ أن بقية العلوم كلها قد تتفرعُ عن التفسير , أو هي تصب فيه , إذا ما أخذنا التفسير بمعناه الواسع .

وتواترت الجهود في ذلك , حتى صار إرثُ التفسير ضخماً للغاية , مَرَدُّ ذلك إلى مرور الزمن وتعاقب العصور وتبدل الأحوال وتباين الآراء , وإلى قرب الطريق أو بعدها ..

فصُنِّف التفسير وقُسِّم وبُوِّب , وأَخَذَتِ الاصطلاحات في تقسيمه تنمو باطِّراد نموِّ مادةِ التفسير ذاتها على مرِّ الزمن.
أو بشكل أدق بتوسع الباحثين في استثارة مكامن الخلاف أو الاختلاف , وتحقيق الآراء أو تقييمها , فعند ذلك تكون ولادة الاصطلاح الأولى.

وحداثة الاصطلاح أو جدة التسمية لا تعبر في حقيقة الأمر عن عمر ما اصطلح له ؛ وإلا فقد يتقارب المصطلح ومعناه أو يتباعد زمانهما وقد يتحدان في بعض الأحيان .

فحينما يطرح التفسير العلمي للقرآن الكريم , قد يلزم المرء أن يستحضر معاني التفريق بين التسمية والمسمى .
إذ أن الأولى قد تخرج الثاني عن بعض مجاله .

فمصطلح التفسير العلمي قد ينطوي في واقع الأمر على معنى قديم ؛ ربما يمتد ليصل إلى عهد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.
وإن لم يكن ذلك المعنى في تلك الحقبة البعيدة هو بالضرورة ذات ما هو عليه الآن ؛ إلا أنه يعد نوعاً مما يشتمل عليه المصطلح الحالي .

ولعل ما يزيد حذر القائل بامتداد أصول ( التفسير العلمي ) إلى عصر الصحابة الكرام ؛ هو ما صَاحَبَ هذا التفسير من زلات وعثرات وثغرات أو أغلاطٍ فادحة, وتعددٍ في الأساليب والمناهج والطرق , والتي تجتمع كلها تحت اسم واحد على اختلافها بل وتضادها في كثير من الأحيان !!

والواقع أننا لم نزل بحاجة الى مزيد من التحقيق والفرز والتبيين في هذا المجال , ولا أقول البحث؛ على اعتبار أن البحث قد أنجز على مدار العصور حول ما يؤخذ وما يُرد من التفسير أياً كان اسمه وتحت أي مصطلح كان .
وفق أصول وقواعدَ , فلا شك أن ما وافق - مما يندرج تحت التفسير العلمي - المنهجَ الصحيح في التفسير يؤخذ وإن اختلف في رتبته؛ أيكون تفسيراً بمعنى التبيين أو يكون استطراداً مقبولاً , كمثل ما يستفيض فيه المفسرون من غير قصدِ كونه تفسيراً بذاته .

وقد يُرى تعذر القول برجوع أصوله إلى عهد الصحابة الكرام ؛ ذلك أن قول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه :
((أنزل في هذا القرآن كل علم وبين لنا فيه كل شيء, ولكن علمنا يقتصر عما يبين لنا في القرآن )).
لا يحمل على كونه بدايةً لهذا النوع من التفسير , إلا أن يفسر قوله على غير معناه .

ذلك أن أحداً من المفسرين لا يقول أنه أتى بكمال تفسير القرآن الكريم , فالكل متفقون أنه لايعلم تأويله إلا الله , ثم الراسخون في العلم على درجات في التفسير بعضهم أعلم من بعض .
وليس من الضرورة أن يحمل قول ابن مسعود على أنه تأصيل للمنهج الذي يقول بأن القرآن حوى علوم الأولين والآخرين وأصول العلوم كلها ودقائقها وما شابه ...
بل لا يصح أن يفهم منه ذلك , على اعتبار أن هذا القول هو من الأقوال التي تندرج تحت ( مصطلح ) التفسير العلمي للقرآن الكريم , ولكنها لا تطابق شروط وقواعد المنهج الصحيح في الفسير...

إلا أننا في ذات الوقت قد نجد من يرى في آثار الصحابة الكرام ما قد يصلح لأن يُعدَّ بدايةً لمناهجَ أخرى مما يندرج تحت ذات المصطلح .
كقول أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه : (( لا يفقه الرجل حتى يجعل للقرآن وجوهاً )).
و إن كان جعل الوجوه للقرآن لا يليق فيه التكلف , فنعود بذلك إلى الحديث عن الشروط , وبعدها نعود إلى نقطة تعدد ما تحت المصطلح الواحد مما قد يرجع بعضها إلى عصر الصحابة الكرام .
وفي الواقع إن مردَّ الاختلاف في تحديد نشأة التفسير العلمي يعود إلى عمق الاختلاف فيما يسمى بهذا الاسم , وإن كان قد يصح–ربما - أن يسمى كل منها بذات الاسم كل على حدى .
كما قد يصح أن يسمى التأويل تفسيراً , ويصح أن يسمى التأويل حملاً للنص على غير دلالته فلا يكون حينها تفسيراً ..
أما أن يجمع التأويل والتفسير باسم التأويل , أو باسم التفسير , فهو مما لا يستسيغه المنطق , وما يحتاط لتركه .
حتى اصطلح على قصر التأويل على غير التفسير ؛ حفظاً للتفسير من أن يقود الحذر في الدين إلى ترك شيء منه , أو أن يدفع طلب العلم إلى أن يؤخذ في التفسير ماليس منه ...

فلعلَّ مصطلح التفسير العلمي للقرآن الكريم قد أضحى واسعاً جداً بعد كل هذه المؤلفات الضخمة والندوات والبرامج والمؤتمرات .....
ولعل هذا النتاج الضخم قد حوى من التسرع والتأويل وليّ أعناق اللغة و المقاصد الشرعية بل والقرآن ذاته ... الكثير مما لا يليق أن يعامل به أي نصٍ كان ؛ فكيف بالتعامل مع كتاب الله سبحانه وتعالى وكلامه عز وجل !!

بيدَ أن ذلك لا ينفي –حقيقةً-المطابقة الصريحة الواضحة والموافِقة بذات الوقت لشروط المفسرين –رحمهم الله تعالى- في اعتماد التفسير ؛ في العديد من الآيات القرآنية الكريمة دون تأويل أو خروج عن اللغة أو المقاصد أو حتى ربما قد تكون هي الأنسب لغةً وأقل تكلفاً.

ولعل حجج المانعين لمبدأ التفسير العلمي من حيث أصل مبدأ التفسير العلمي لا منهجيته( أتوافق شروط المفسرين أم لا) إن تكن مقبولة-ربما- إلا أنها قد لا تكون ملزمة أو نهائية في المنع .

وقد يكون في جعل المقبول الموفَق من نماذج التفسير العلمي في منزلة الاستطراد أو التوسع في فهم مدلول القرآن الكريم خروجاً من منعهم إن كان لابد منه .

فربما على المفسرين -ولا أقصد أصحاب التفسير العلمي إذ أن أولئك غالباً ليسوا علماء في الشريعة-أن يعمدوا إلى ما كتب تحت مصطلح التفسير العلمي فيصنفوه , ويصطلحوا له , ويخلصوه مما شابه أو يستخلصوه من بين التآويل والظنون , كما فرقوا سابقاً بين التفسير والتاويل , وبين التفسير والإسرائيليات أوالخرافات وإن لم يكونوا هم من وضعوها ..

[line]-[/line]
(1) التفسير العلمي للقرآن في الميزان .لــــــ د. أحمد عمر أبو حجر .
(2)القرآن وقضايا الإنسان . لـــــ د. عائشة عبد الرحمن .
 
بيدَ أن ذلك لا ينفي –حقيقةً-المطابقة الصريحة الواضحة والموافِقة بذات الوقت لشروط المفسرين –رحمهم الله تعالى- في اعتماد التفسير ؛ في العديد من الآيات القرآنية الكريمة دون تأويل أو خروج عن اللغة أو المقاصد أو حتى ربما قد تكون هي الأنسب لغةً وأقل تكلفاً.


ولعل حجج المانعين لمبدأ التفسير العلمي من حيث أصل مبدأ التفسير العلمي لا منهجيته( أتوافق شروط المفسرين أم لا) إن تكن مقبولة-ربما- إلا أنها قد لا تكون ملزمة أو نهائية في المنع .


وقد يكون في جعل المقبول الموفَق من نماذج التفسير العلمي في منزلة الاستطراد أو التوسع في فهم مدلول القرآن الكريم خروجاً من منعهم إن كان لابد منه .


فربما على المفسرين -ولا أقصد أصحاب التفسير العلمي إذ أن أولئك غالباً ليسوا علماء في الشريعة-أن يعمدوا إلى ما كتب تحت مصطلح التفسير العلمي فيصنفوه , ويصطلحوا له , ويخلصوه مما شابه أو يستخلصوه من بين التآويل والظنون , كما فرقوا سابقاً بين التفسير والتاويل , وبين التفسير والإسرائيليات أوالخرافات وإن لم يكونوا هم من وضعوها ..

بارك الله فيك .......أوافقك تماما، أصبحت هذه المطالبة ضرورة الآن

ولن ينتهي هذا الأمر إلا ان يرزق الله الأمة بعالم يمسك بين يديه طرفي العلوم الشرعية والعلوم الطبيعية حتى يستطيع التوفيق بينهما
 
بارك الله فيك .......أوافقك تماما، أصبحت هذه المطالبة ضرورة الآن

ولن ينتهي هذا الأمر إلا ان يرزق الله الأمة بعالم يمسك بين يديه طرفي العلوم الشرعية والعلوم الطبيعية حتى يستطيع التوفيق بينهما

لعل الأمر أهون من ذلك ؛ ففي الأمة علماء كثر ولا داعي لكونهم علماء في الطبيعة ؛ يكفي أن يطلعوا فقط على ما يرد تحت مسمى التفسير العلمي فيخضعوه لقواعد التفسير ويوجهوا إلى ما وافق منه فيؤخذ .
أما ترك الأمر كله والاكتفاء بالتحذير من مضاره ؛ فهو -في نظري- يقسم الناس إلى مؤيدلكل ما ورد تحت اسم التفسير العلمي كله أو معارض لذلك كله ؛ لأنه من الصعوبة بمكان أن يصبح كل الناس باحثين فيقارنوا ويحللوا ويأخذوا ويتركوا .
 
أختيَّ المكرمتين بنت عائشة وأمة الحق وفقكما الله ،،
حبذا لو قرأتم كتاب الأستاذ الدكتور مساعد الطيار " الإعجاز العلمي إلى أين ؟ " وقد سبق التعريف به هنا ، ومقالاته المنثورة في هذا الملتقى عن موضوعكم .
 
يا حبيتي متبعة :
شكر الله حرصك :
أنا اعرف تماماً مخاطر الإعجاز العلمي وإلصاق نظرياته بالقرآن ... ومتابعة جيدة على الساحة .

أقصد فهم علمي للآيات وليس بالضرورة تفسيرا...
هناك عالم واسع من العلم نستطيع الاستفادة منه ...
أعرف أصول التفسير وأنا أول من يقدرها ...
لكن هناك طبقة كبيرة من المفكرين والمثقفين تزداد وتنتشر تحتاج إلى أكثر أو قولي تنوع في الخطاب حتى لا تنقطع الدعوة بالقرآن

على العموم بحثت لعل في المسألة شيء لم أطلع عليه فلم اجد سوى هذا :
http://vb.tafsir.net/tafsir25927/

فلو تكرمت بإطلاعي أكون شاكرة
 
ولا داعي لكونهم علماء في الطبيعة ؛ .
أختي الفاضلة بنت عائشة :
ألا ترين صعوبة ذلك .
هل المطلوب من علماء الشريعة ان يكونوا ملمين بعلوم الفيزياء والفلك والرياضيات وعلوم الأرض والاجتماع ....الخ حتى يستطيعوا ان يحكموا بصحة المعلومة أو بطلانها!
وحتى لو ألموا بها ، ألا تعلمين -حفظك الله- سرعة تغير هذه العلوم وتطورها ، يكفي أنهم عندما اكتشفوا نظرية الأوتار في الفيزياء انقلب عالمهم رأساً على عقب ، كأن لم يعلموا بعد علم شيئا
فما هي المعايير المطلوبة ؟
ما زلت أرى المشكلة في الجانب الآخر ، ان يلم عالم الطبيعيات بعلوم الشريعة ويكون على قدر من الهدى والتقى ومحبة القرآن وأن يسترشد بإخوانه من علماء الشرع فيما يصلح وما لا يصلح ...
والأمر هين وبسيط إن شاء الله
القرآن واضح وصريح وغني عن هذا كله والآيات التي يستشعر منها البعد العلمي قليلة
لكننا نحتاج للخطاب العلمي لمواكبة العصر وجذب الجيل الصاعد المفتون بهذه العلوم
 
أختيَّ المكرمتين بنت عائشة وأمة الحق وفقكما الله ،،
حبذا لو قرأتم كتاب الأستاذ الدكتور مساعد الطيار " الإعجاز العلمي إلى أين ؟ " وقد سبق التعريف به هنا ، ومقالاته المنثورة في هذا الملتقى عن موضوعكم .

ما الاختلاف الدي ترينه بين ما طرحه الشيخ وبين ما أطرحه ؟
أرجو تبيين دلك ..
فلا أظن أختي الكريمة أني قلت ما ينافيه ..
 
أختي الفاضلة بنت عائشة :
ألا ترين صعوبة ذلك .
هل المطلوب من علماء الشريعة ان يكونوا ملمين بعلوم الفيزياء والفلك والرياضيات وعلوم الأرض والاجتماع ....الخ حتى يستطيعوا ان يحكموا بصحة المعلومة أو بطلانها!
وحتى لو ألموا بها ، ألا تعلمين -حفظك الله- سرعة تغير هذه العلوم وتطورها ، يكفي أنهم عندما اكتشفوا نظرية الأوتار في الفيزياء انقلب عالمهم رأساً على عقب ، كأن لم يعلموا بعد علم شيئا
فما هي المعايير المطلوبة ؟
ما زلت أرى المشكلة في الجانب الآخر ، ان يلم عالم الطبيعيات بعلوم الشريعة ويكون على قدر من الهدى والتقى ومحبة القرآن وأن يسترشد بإخوانه من علماء الشرع فيما يصلح وما لا يصلح ...
والأمر هين وبسيط إن شاء الله
القرآن واضح وصريح وغني عن هذا كله والآيات التي يستشعر منها البعد العلمي قليلة
لكننا نحتاج للخطاب العلمي لمواكبة العصر وجذب الجيل الصاعد المفتون بهذه العلوم

أختي الفاضلة أحترم كثيراً وجهة نظرك , ولو كان ما تقولين فخير وأفضل , ولكن إن لم يكن فقبل النظر في صحة النظرية نحتاج إلى النظر في هل لغة ًوحسب قواعد التفسير يمكن القول بهدا القول وجعله مما تدل عليه الآية ؟ سواء صحت النظرية أم لم تصح , ثم إن وافقت اللغة والاخبار والقواعد , قد نحتاج إلى الاستعانة بمن وصفتهم بالمتخصصين في الطبيعة .
واظن أن اغلب ( التفاسير العلمية) قد تسقط قبل النظر في صحة النظرية أو عدمها , فنحن كما لا نقبل أن نحمل الآية على معلومة قد تعرضها للانتقاص من قدرها , كدلك لا نقبل أن نأول الآيات لتحمل معنى هي لا تشير إليه ولو كان صحيحاً بحد داته .
 
شكراً للأخت بنت عائشة ، وقد وجدت صعوبة في فهم أكثر كلامك في المشاركة الأولى ، وعلى كل حال فالموضوع طرق كثيراً في الملتقى وعرضت كتب كثيرة فيه وأبحاث تناولت هذه المسائل بالتفصيل لعلكم تراجعونها بارك الله فيكم .
 
الموضوع رائع جداً , والحقيقة أن فرقاً دقيقاً جداً يقوم بين (التفسير العلمي) و (الإعجاز العلمي) ومتى تم الفصل بين تلازُمهما استقام حالُ الكاتب والقارئ لهذه المقالة فيما أزعم.
 
والصحيح أن مَن فَقِهَ التفسير و أحاط به فقد حاز الدينَ كله , إذ أن بقية العلوم كلها قد تتفرعُ عن التفسير , أو هي تصب فيه , إذا ما أخذنا التفسير بمعناه الواسع .

وتواترت الجهود في ذلك , حتى صار إرثُ التفسير ضخماً للغاية , مَرَدُّ ذلك إلى مرور الزمن وتعاقب العصور وتبدل الأحوال وتباين الآراء , وإلى قرب الطريق أو بعدها ..

فصُنِّف التفسير وقُسِّم وبُوِّب , وأَخَذَتِ الاصطلاحات في تقسيمه تنمو باطِّراد نموِّ مادةِ التفسير ذاتها على مرِّ الزمن.
أو بشكل أدق بتوسع الباحثين في استثارة مكامن الخلاف أو الاختلاف , وتحقيق الآراء أو تقييمها , فعند ذلك تكون ولادة الاصطلاح الأولى.

وحداثة الاصطلاح أو جدة التسمية لا تعبر في حقيقة الأمر عن عمر ما اصطلح له ؛ وإلا فقد يتقارب المصطلح ومعناه أو يتباعد زمانهما وقد يتحدان في بعض الأحيان .

رعاك الله، وجزيت الخير على هذا الاهتمام المصطلحي في البيئة التفسيرية.
وقد لاحظت أيتها الفاضلة أن بعض العبارات كالمقتبسة أعلاه تصلح أن تكون مقدمة للدخول في موضوعك، فإن كنت ستكتبين ذلك في موضوع علمي مثلا، أقترح إعادة التنظيم الوارد، وتنسيق العبارة بما ينسجم ووصولها للب الموضوع، وبالتوفيق.
 
شكراً للأخت بنت عائشة ، وقد وجدت صعوبة في فهم أكثر كلامك في المشاركة الأولى ، وعلى كل حال فالموضوع طرق كثيراً في الملتقى وعرضت كتب كثيرة فيه وأبحاث تناولت هذه المسائل بالتفصيل لعلكم تراجعونها بارك الله فيكم .
بارك الله فيكم شيخنا الكريم , شكراً على تفضلكم بالمرور , ولعل مشاركتي الأولى يعتريها ما يعتري المشاركات الأُوَل من النقص .
حفظكم الرحمن ووفقكم ورفع قدركم
 
الموضوع رائع جداً , والحقيقة أن فرقاً دقيقاً جداً يقوم بين (التفسير العلمي) و (الإعجاز العلمي) ومتى تم الفصل بين تلازُمهما استقام حالُ الكاتب والقارئ لهذه المقالة فيما أزعم.

الشيخ الكريم , شكر الله لك وجزاك خيراً ..
لعل من هناك من يرى أن لا إعجاز علمي في القرآن , وأن الإعجاز منوط فقط بمن قامت عليهم الحجة فعجزوا عن الإتيان بمثله في لغته وسبكه سواء من العرب الفصحاء الذين نزل عليهم أو من سواهم ... وسواء أكان التحدي مستمراً أو قلنا ان قيام الحجة على أفصح العرب هو حجة على غيرهم من باب أولى .. و أن ما يصح منه من إشارات علمية لا تسمى إعجازاً وإن صحت لغة وعلماً , بل أقصى ما يذهب فيها أنها دلالة كونه من تنزيل رب العالمين سبحانه , فتكون بذلك دليلاً على صحة نبوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم , وقد فرّق الاستاذ محمود شاكر رحمه الله تعالى في تقديمة لكتاب الظاهرة القرآنية بين ذلك وذهب إلى أن الاعجاز ما يجريه الله لنبيه لإظهار نبوته مما يجعز البشر عن مثله , فكان القرآن معجزة لا يأتي بآيةٍ من مثله أحد على مر العصور , و رأى أن سبق القرآن -إن صح - لحقيقة علمية ما لا يعد إعجازاً بل غاية ما فيه أنه يدل على أنه من تنزيل رب العالمين الذي خلق الكون وأنزل الكتاب .

بارك الله فيكم
 
رعاك الله، وجزيت الخير على هذا الاهتمام المصطلحي في البيئة التفسيرية.
وقد لاحظت أيتها الفاضلة أن بعض العبارات كالمقتبسة أعلاه تصلح أن تكون مقدمة للدخول في موضوعك، فإن كنت ستكتبين ذلك في موضوع علمي مثلا، أقترح إعادة التنظيم الوارد، وتنسيق العبارة بما ينسجم ووصولها للب الموضوع، وبالتوفيق.

شكر الله لكم وبارك فيكم
شكراً على نصائحكم وجزيتم كل خير
 
عودة
أعلى