بـــــنـــــت عـــــائـــــشـــــة
New member
التفسير العلمي للقرآن الكريم , نحو مصطلح أدق :
إن الاتجاه إلى التفسير العلمي يأخذ في الزيادة يوماً بعد يوم مع مرور الزمن , ويتدرج إلى مزاحمة اتجاهات التفسير الأخرى, حتى ليكاد يخلو له الميدان اليوم .
وسواء أرضي منكروا هذا الاتجاه في التفسير أم لم يرضوا فإن شيوع التفسير العلمي أصبح حقيقة معروفة , ومازال أنصاره يزدادون يوماً بعد يوم , وكل يوم يطلع علينا دعاته بتفسير آية أو آيات أو دعوة إليه وتأييد له .
ومما يلفت النظر في هذا المجال أن الأغلبية من أصحاب الاتجاه العلمي في العصر الحديث هم من غير العلماء المتخصصين في علوم اللغة والشريعة , وإنما هم مثقفون بثقافات علمية أخرى استهوتهم فكرة المزاوجة بين العلم والدين وشغفوا بخلق توازن بين المجالين فراحوا يؤلفون ويكتبون .(1)
وسواء أرضي منكروا هذا الاتجاه في التفسير أم لم يرضوا فإن شيوع التفسير العلمي أصبح حقيقة معروفة , ومازال أنصاره يزدادون يوماً بعد يوم , وكل يوم يطلع علينا دعاته بتفسير آية أو آيات أو دعوة إليه وتأييد له .
ومما يلفت النظر في هذا المجال أن الأغلبية من أصحاب الاتجاه العلمي في العصر الحديث هم من غير العلماء المتخصصين في علوم اللغة والشريعة , وإنما هم مثقفون بثقافات علمية أخرى استهوتهم فكرة المزاوجة بين العلم والدين وشغفوا بخلق توازن بين المجالين فراحوا يؤلفون ويكتبون .(1)
حيث إن تحديات العصر قومية وحضارية هي التي جعلت بعض المفكرين يلحون على تفسير القرآن تفسيراً علمياً لتحديد موقف الدين من العلم من ناحية ,ولإشعار المسلمين بدورهم القيادي بهذا الكتاب من ناحية أخرى .
وبقدر ما تقسو هذه التحديات تشتد الحاجة إلى تأمين هذا الموقع الفكري الخطير من حيث مسايرة الزمن ودفع التقدم وحتمية التطور .(2).
والصحيح أن مَن فَقِهَ التفسير و أحاط به فقد حاز الدينَ كله , إذ أن بقية العلوم كلها قد تتفرعُ عن التفسير , أو هي تصب فيه , إذا ما أخذنا التفسير بمعناه الواسع .
وبقدر ما تقسو هذه التحديات تشتد الحاجة إلى تأمين هذا الموقع الفكري الخطير من حيث مسايرة الزمن ودفع التقدم وحتمية التطور .(2).
والصحيح أن مَن فَقِهَ التفسير و أحاط به فقد حاز الدينَ كله , إذ أن بقية العلوم كلها قد تتفرعُ عن التفسير , أو هي تصب فيه , إذا ما أخذنا التفسير بمعناه الواسع .
وتواترت الجهود في ذلك , حتى صار إرثُ التفسير ضخماً للغاية , مَرَدُّ ذلك إلى مرور الزمن وتعاقب العصور وتبدل الأحوال وتباين الآراء , وإلى قرب الطريق أو بعدها ..
فصُنِّف التفسير وقُسِّم وبُوِّب , وأَخَذَتِ الاصطلاحات في تقسيمه تنمو باطِّراد نموِّ مادةِ التفسير ذاتها على مرِّ الزمن.
أو بشكل أدق بتوسع الباحثين في استثارة مكامن الخلاف أو الاختلاف , وتحقيق الآراء أو تقييمها , فعند ذلك تكون ولادة الاصطلاح الأولى.
أو بشكل أدق بتوسع الباحثين في استثارة مكامن الخلاف أو الاختلاف , وتحقيق الآراء أو تقييمها , فعند ذلك تكون ولادة الاصطلاح الأولى.
وحداثة الاصطلاح أو جدة التسمية لا تعبر في حقيقة الأمر عن عمر ما اصطلح له ؛ وإلا فقد يتقارب المصطلح ومعناه أو يتباعد زمانهما وقد يتحدان في بعض الأحيان .
فحينما يطرح التفسير العلمي للقرآن الكريم , قد يلزم المرء أن يستحضر معاني التفريق بين التسمية والمسمى .
إذ أن الأولى قد تخرج الثاني عن بعض مجاله .
إذ أن الأولى قد تخرج الثاني عن بعض مجاله .
فمصطلح التفسير العلمي قد ينطوي في واقع الأمر على معنى قديم ؛ ربما يمتد ليصل إلى عهد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.
وإن لم يكن ذلك المعنى في تلك الحقبة البعيدة هو بالضرورة ذات ما هو عليه الآن ؛ إلا أنه يعد نوعاً مما يشتمل عليه المصطلح الحالي .
وإن لم يكن ذلك المعنى في تلك الحقبة البعيدة هو بالضرورة ذات ما هو عليه الآن ؛ إلا أنه يعد نوعاً مما يشتمل عليه المصطلح الحالي .
ولعل ما يزيد حذر القائل بامتداد أصول ( التفسير العلمي ) إلى عصر الصحابة الكرام ؛ هو ما صَاحَبَ هذا التفسير من زلات وعثرات وثغرات أو أغلاطٍ فادحة, وتعددٍ في الأساليب والمناهج والطرق , والتي تجتمع كلها تحت اسم واحد على اختلافها بل وتضادها في كثير من الأحيان !!
والواقع أننا لم نزل بحاجة الى مزيد من التحقيق والفرز والتبيين في هذا المجال , ولا أقول البحث؛ على اعتبار أن البحث قد أنجز على مدار العصور حول ما يؤخذ وما يُرد من التفسير أياً كان اسمه وتحت أي مصطلح كان .
وفق أصول وقواعدَ , فلا شك أن ما وافق - مما يندرج تحت التفسير العلمي - المنهجَ الصحيح في التفسير يؤخذ وإن اختلف في رتبته؛ أيكون تفسيراً بمعنى التبيين أو يكون استطراداً مقبولاً , كمثل ما يستفيض فيه المفسرون من غير قصدِ كونه تفسيراً بذاته .
وفق أصول وقواعدَ , فلا شك أن ما وافق - مما يندرج تحت التفسير العلمي - المنهجَ الصحيح في التفسير يؤخذ وإن اختلف في رتبته؛ أيكون تفسيراً بمعنى التبيين أو يكون استطراداً مقبولاً , كمثل ما يستفيض فيه المفسرون من غير قصدِ كونه تفسيراً بذاته .
وقد يُرى تعذر القول برجوع أصوله إلى عهد الصحابة الكرام ؛ ذلك أن قول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه :
((أنزل في هذا القرآن كل علم وبين لنا فيه كل شيء, ولكن علمنا يقتصر عما يبين لنا في القرآن )).
لا يحمل على كونه بدايةً لهذا النوع من التفسير , إلا أن يفسر قوله على غير معناه .
((أنزل في هذا القرآن كل علم وبين لنا فيه كل شيء, ولكن علمنا يقتصر عما يبين لنا في القرآن )).
لا يحمل على كونه بدايةً لهذا النوع من التفسير , إلا أن يفسر قوله على غير معناه .
ذلك أن أحداً من المفسرين لا يقول أنه أتى بكمال تفسير القرآن الكريم , فالكل متفقون أنه لايعلم تأويله إلا الله , ثم الراسخون في العلم على درجات في التفسير بعضهم أعلم من بعض .
وليس من الضرورة أن يحمل قول ابن مسعود على أنه تأصيل للمنهج الذي يقول بأن القرآن حوى علوم الأولين والآخرين وأصول العلوم كلها ودقائقها وما شابه ...
بل لا يصح أن يفهم منه ذلك , على اعتبار أن هذا القول هو من الأقوال التي تندرج تحت ( مصطلح ) التفسير العلمي للقرآن الكريم , ولكنها لا تطابق شروط وقواعد المنهج الصحيح في الفسير...
وليس من الضرورة أن يحمل قول ابن مسعود على أنه تأصيل للمنهج الذي يقول بأن القرآن حوى علوم الأولين والآخرين وأصول العلوم كلها ودقائقها وما شابه ...
بل لا يصح أن يفهم منه ذلك , على اعتبار أن هذا القول هو من الأقوال التي تندرج تحت ( مصطلح ) التفسير العلمي للقرآن الكريم , ولكنها لا تطابق شروط وقواعد المنهج الصحيح في الفسير...
إلا أننا في ذات الوقت قد نجد من يرى في آثار الصحابة الكرام ما قد يصلح لأن يُعدَّ بدايةً لمناهجَ أخرى مما يندرج تحت ذات المصطلح .
كقول أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه : (( لا يفقه الرجل حتى يجعل للقرآن وجوهاً )).و إن كان جعل الوجوه للقرآن لا يليق فيه التكلف , فنعود بذلك إلى الحديث عن الشروط , وبعدها نعود إلى نقطة تعدد ما تحت المصطلح الواحد مما قد يرجع بعضها إلى عصر الصحابة الكرام .
وفي الواقع إن مردَّ الاختلاف في تحديد نشأة التفسير العلمي يعود إلى عمق الاختلاف فيما يسمى بهذا الاسم , وإن كان قد يصح–ربما - أن يسمى كل منها بذات الاسم كل على حدى .
كما قد يصح أن يسمى التأويل تفسيراً , ويصح أن يسمى التأويل حملاً للنص على غير دلالته فلا يكون حينها تفسيراً ..
أما أن يجمع التأويل والتفسير باسم التأويل , أو باسم التفسير , فهو مما لا يستسيغه المنطق , وما يحتاط لتركه .
حتى اصطلح على قصر التأويل على غير التفسير ؛ حفظاً للتفسير من أن يقود الحذر في الدين إلى ترك شيء منه , أو أن يدفع طلب العلم إلى أن يؤخذ في التفسير ماليس منه ...
وفي الواقع إن مردَّ الاختلاف في تحديد نشأة التفسير العلمي يعود إلى عمق الاختلاف فيما يسمى بهذا الاسم , وإن كان قد يصح–ربما - أن يسمى كل منها بذات الاسم كل على حدى .
كما قد يصح أن يسمى التأويل تفسيراً , ويصح أن يسمى التأويل حملاً للنص على غير دلالته فلا يكون حينها تفسيراً ..
أما أن يجمع التأويل والتفسير باسم التأويل , أو باسم التفسير , فهو مما لا يستسيغه المنطق , وما يحتاط لتركه .
حتى اصطلح على قصر التأويل على غير التفسير ؛ حفظاً للتفسير من أن يقود الحذر في الدين إلى ترك شيء منه , أو أن يدفع طلب العلم إلى أن يؤخذ في التفسير ماليس منه ...
فلعلَّ مصطلح التفسير العلمي للقرآن الكريم قد أضحى واسعاً جداً بعد كل هذه المؤلفات الضخمة والندوات والبرامج والمؤتمرات .....
ولعل هذا النتاج الضخم قد حوى من التسرع والتأويل وليّ أعناق اللغة و المقاصد الشرعية بل والقرآن ذاته ... الكثير مما لا يليق أن يعامل به أي نصٍ كان ؛ فكيف بالتعامل مع كتاب الله سبحانه وتعالى وكلامه عز وجل !!
ولعل هذا النتاج الضخم قد حوى من التسرع والتأويل وليّ أعناق اللغة و المقاصد الشرعية بل والقرآن ذاته ... الكثير مما لا يليق أن يعامل به أي نصٍ كان ؛ فكيف بالتعامل مع كتاب الله سبحانه وتعالى وكلامه عز وجل !!
بيدَ أن ذلك لا ينفي –حقيقةً-المطابقة الصريحة الواضحة والموافِقة بذات الوقت لشروط المفسرين –رحمهم الله تعالى- في اعتماد التفسير ؛ في العديد من الآيات القرآنية الكريمة دون تأويل أو خروج عن اللغة أو المقاصد أو حتى ربما قد تكون هي الأنسب لغةً وأقل تكلفاً.
ولعل حجج المانعين لمبدأ التفسير العلمي من حيث أصل مبدأ التفسير العلمي لا منهجيته( أتوافق شروط المفسرين أم لا) إن تكن مقبولة-ربما- إلا أنها قد لا تكون ملزمة أو نهائية في المنع .
وقد يكون في جعل المقبول الموفَق من نماذج التفسير العلمي في منزلة الاستطراد أو التوسع في فهم مدلول القرآن الكريم خروجاً من منعهم إن كان لابد منه .
فربما على المفسرين -ولا أقصد أصحاب التفسير العلمي إذ أن أولئك غالباً ليسوا علماء في الشريعة-أن يعمدوا إلى ما كتب تحت مصطلح التفسير العلمي فيصنفوه , ويصطلحوا له , ويخلصوه مما شابه أو يستخلصوه من بين التآويل والظنون , كما فرقوا سابقاً بين التفسير والتاويل , وبين التفسير والإسرائيليات أوالخرافات وإن لم يكونوا هم من وضعوها ..
[line]-[/line]
(1) التفسير العلمي للقرآن في الميزان .لــــــ د. أحمد عمر أبو حجر .
(2)القرآن وقضايا الإنسان . لـــــ د. عائشة عبد الرحمن .
(2)القرآن وقضايا الإنسان . لـــــ د. عائشة عبد الرحمن .