أحمد بن محمد فال
New member
- إنضم
- 14/06/2010
- المشاركات
- 159
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
التــــعريـــــف
بكتاب صعود النظر
إلى
معارف القمر في قراءة الثلاثة :خلف ويعقوب وأبي جعفر
للعلامة سيد عبد الله بن الحاج إبراهيم الشنقيطي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيئين وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وبعد: فقد قام كاتب هذه السطور بدراسة وتحقيق كتاب"صعود النظر إلى معارف القمر في القراءات الثلاث للعلامة سيد عبد الله بن الحاج إبراهيم الشنقيطي في إطار رسالة جامعية لنيل درجة الدكتورة في التفسير وعلوم القرآن من كلية أصول الدين بجامعة أم درمان الإسلامية بالخرطوم وقد تمت مناقشة الرسالة المذكورة في مطلع السنة الماضية،وهذه نبذة عن الكتاب ومؤلفه،أما الكتاب فهو شرح على منظومة قمر السعادة في القراءات الثلاث للمؤلف المذكور،وتقع منظومة قمر السعادة في نحو ثلاثمائة وثمانين بيتا،والكتاب من نوادر الكتب المؤلفة في بابه ولم يسبق له رأى النور منذ أن وضعه مؤلفه قبل أكثر من قرنين من الزَّمن،إذ كان إلى وقت قريب يعتبر في حكم خبر كان،ولا تقتصر أهمية على الجوانب التقليدية ،كشهرة مؤلفه وأهمية موضوعه.. وإنما تتعدى ذلك لتشمل جوانب أخرى ذات أهمية بالغة في تاريخ القراءات في المغرب الإسلامي باعتبار أن مؤلفه من أبرز من ألف في الثلاث بعد إدريس المنجرة وابنه عبد الرحمن، والكتاب بالإضافة إلى ذلك يمثل جانبا من جهود مؤلفه في تقريب العلوم بصياغتها في قالب النظم ،حيث نظم في أصول الفقه مراقي السعود ونظم في علوم الحديث طلعة الأنوار ونظم في علوم البلاغة نَور الأقاح ،وقد رجع المؤلف في كتابه إلى مصادر عديدة في مقدمتها مؤلفات ابن الجزري،كالنشر وتقريبه وطيبته ،ومن أبرز مصادره تفسير الصفاقسي المسمى بالمجيد في إعراب القرآن المجيد ومصطلح الإشارات في القراءات الزوائد المروية عن الثقات لابن القاصح وشرح الزبيدي على الدرة ونهج الدماثة وكنز المعاني كلاهما للجعبري وعرف الند للهلالي وتفصيل عقد الدرر لابن غازي والحصرية للقيرواني والفجر الساطع لابن القاضي،ومن أهم ماميز الكتاب عناية مؤلفه بتوجيه القراءات الثلاث والاستدلال لها باللغة والنحو مع تأثر واضح بالمدرسة المغربية تجلى في عنايته بالعشر الصغير ونقده لبعض الظواهر التي ميزت أداء بعض قراء المغرب في تلك الفترة،وهي مسألة استأثرت باهتمام بعض شيوخ المؤلف،كعمر بن يوسف الفاسي ومحمد بن عبد السلام الفاسي وأحمد بن عبد العزيز الهلالي،وهو من شيوخ شيوخ المؤلف،أما منهج المؤلف فسوف نخصه بحديث خاص في ختام هذه الكلمة،لكن نشير هنا إلى أنه سلك في نظمه طريق الدرة وانتهج نهج ناظمها،ولم يخرج عن ذلك إلا قليلا، فربما صرح بأسماء القراء وربما جمع رموزهم في كلمة واحدة وقد يستعمل بعض الألقاب للدلالة عليهم ،كالثامن لأبي جعفر و التاسع أو الحضرمي أو المفَصَّح ليعقوب،أما المؤلف فهو: سيد عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي الشنقيطي المولود سنة 1152هـ والمتوفى سنة 1233هـ،تربى في محيط علمي متميز،فشب محبا للعلم ساعيا في تحصيله،ومن أبرز شيوخه خارج محيطه الأسري المختار بن بون الجكني وسيد عبد الله بن الفاضل الشمشوي، فقد درس على الأول الكافية والتسهيل والمساعد وألفية السيوطي في البيان وشرحها عقود الجمان والتلخيص في البيان وشرحه للتفتزاني وكبرى السنوسي في التوحيد ووسطاه وصغراه ودرس على الثاني ديوان الشعراء الستة الجاهليين، وديوان غيلان و لامية الأفعال لابن مالك......ولم يكتف المؤلف بما حصَّل من علوم خلال تطوافه في محاظر شنقيط،فتاقت نفسه إلى السفر خارج بلده،فرحل إلى مراكش فأخذ عن بعض علمائها،ثم انتقل منها إلى فاس،فمكث فيها سبع سنين أخذ خلالها عن جماعة من أعيان علمائها منهم:o محمد بن الحسن بن مسعود البناني صاحب الحاشية الشهيرة على شرح الزرقاني على مختصر خليل،قرأ عليه المؤلف الحديث وعلومه وقواعد الفقه، نقل عنه المؤلف في كطرد الضَّوال والفتاوى والنوازل، وكان يصفه في كل مرة بقوله قال شيخنا،وقد نص الكتاني في فهرس الفهارس على أخذ المؤلف عن البناني حين قال (..وله-يعني البناني- فهرس لطيفة تضمنت أسانيده في العلوم المتداولة ، أتصل بفهرسته ومروياته بإسناد غريب مسلسل بأهل الصحراء ، وهو أني أرويها عن الشيخ الطائر الصيت أبي عبد الله محمد مصطفى ماء العينين الشنقيطي عن والده الشيخ محمد فاضل بن مامين عن الشيخ مصطفى الكحيل عن عبد الله بن إبراهيم العلوي صاحب مراقي السعود وغيرها عن الشيخ بناني والشيخ التاودي مالهما..)
o محمد بن الطالب التاودي الشهير بابن سودة المري،نقل عنه المؤلف في طرد الضَّوال أثناء كلامه على حكم القاضي بغير المشهور،فقال(..وبمثل هذا أجاب شيخنا سيد محمد بن سودة التاودي الفاسي أدام الله عزه، لما سئل عن الخصم إذا حكم عليه القاضي وأراد من القاضي أن يعطيه نسخة من الحكم لينظر فيها العلماء، ثم ذكر نص جواب ابن سودة..) ونقل الكتاني في ترجمة التاودي مالفظه((..له فهرس صغرى وكبرى نرويهما وكل ما يصح له من مؤلف ومروي من طرق تلامذته المجازين منه عامة، كالسيد مرتضى الزبيدي والشيخ الأمير المصري وأبي الحسن الصعيدي .. وعبد الله بن إبراهيم العلوي الشنقيطي..)
o عبد الله بن إدريس العراقي الفاسي، أخذ عنه المؤلف نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لابن حجر،كما نص عليه المؤلف في نيل النجاح، أثناء مناقشته لأبي زرعة الرازي في بعض المسائل الحديثية،حيث قال: (..وإنما عزوته لإدريس تنصلا من ورطة ما نسب إلى أبي زرعة الرازي ،فإني لم أقف عليه لغيره، ولكن في العزو إليه كفاية،ثم قال:(..وهو مولاي إدريس العراقي أصلا والفاسي وطنا ،الشريف الحسيني بضم الحاء ،حافظ الزمان ومفيد الأوان، أدركته بالمغرب، لكن لم أدخل فاسا إلا بعد وفاته...أخذت عن ابنه سيدي عبد الله نخبة الفكر في مصطلح الأثر للحافظ بن حجر، وكان سيدي إدريس كالحافظين :السيوطي وابن حجر في الحديث وعلومه،توفي رحمه الله سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف )
o عمر بن عبد الله بن يوسف الفهري الفاسي الشهير بعمر الفاسي نقل عنه المؤلف في نشر البنود في مبحث مسالك العلة فقال "وقد نظم شيخنا سيدي عمر الفاسي القوادح" ثم ذكر النظم
o محمد بن عبد السلام الفاسي ،أخذ عنه المؤلف القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة وأخذ عنه طرق نافع المعروفة بالعشر الصغير،ويروي ابن عبد السلام الفاسي عن عبد الرحمن بن إدريس المنجرة بأسانيد المتصلة بابن القاضي وابن الجزري
ويفهم مما ذكرته بعض مصادر ترجمة المؤلف أنه أخذ عن بعض علماء الأزهر والحرمين،إلا أني لم نقف على أسماء هؤلاء العلماء ولم أتمكن من تحديد العلوم التي أخذ عنهم،إلا أنه يفهم من بعض الإشارات التي أورها المؤلف في صعود النظر أنه كان على صلة بعلماء القراءات أثناء وجوده في المشرق ،فقد أشاد في مقدمة صعود النظر بقراءة أهل المشرق ووصفهم بأنهم يقرؤون القرآن غضا طريا كما أنزل،وقد وقفت على بعض كتب القراءات التي جلبها من المشرق ،منها شرح الزبيدي على الدرة،وهو بخط مشرقي ومنها القباقبية في القراءات الأربع عشرة لمحمد بن خليلي المقدسي، أما تلاميذه فهم كثر ذكر منهم صاحب الدر الخالد نحو الأربعين وأغلبهم علماء مشهورون،وأما مؤلفاته فأشهرها مراقي السعود وشرحها نشر البنود وطلعة الأنوار وشرحها هدى الأبرار ونورالأقاح وشرحه فيض الفتاح وغرة الصباح وشرحها نيل النجاح وقمر السعادة وشرحه صعود النظر وطرد الضوال والهمل عن الكروع في مسائل العمل وشرح على المنهج المنتخب للزقاق ومجموع الفتاوى.....ولعلي أتبع هذا التعريف بنبذة عن مضمون الكتاب ومنهج مؤلفه فيه مع بيان الخطة المتبعة في تحقيقه