التعجب في حقه تعالى

إنضم
30/10/2004
المشاركات
342
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
لا نقاش أن التعجب مستحيل في حقه تعالى كيف لا والمتعجب يشعر بعظم ما تعجب منه وهذا نقص لا كمال
كيف لا والمتعجب علمه قاصر عما تعجب منه وهذا نقص لا كمال
ولقد وردت صيغة التعجب في
((فما أصبرهم على النار))--البقرة 175
فلا يكون معنى قوله تعالى أنه يتعجب من صبرهم على النار---معاذ الله أن يكون هذا المعنى المراد.
إذن معنى الآية " أن فعل هؤلاء مما يجب أن يتعجب منه"
قال القرطبي :(فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ مَذْهَب الْجُمْهُور - مِنْهُمْ الْحَسَن وَمُجَاهِد - أَنَّ " مَا " مَعْنَاهُ التَّعَجُّب هُوَ مَرْدُود إِلَى الْمَخْلُوقِينَ , كَأَنَّهُ قَالَ : اِعْجَبُوا مِنْ صَبْرهمْ عَلَى النَّار وَمُكْثهمْ فِيهَا ))
 
عجيب أمرك يا جمال

تنفي التعجب الذي أثبته الله لنفسه في قوله : { بل عجبتُ ويسخرون }

سبحان الله !!

أأنت أعلم بالله منه جل وعلا بنفسه ؟!
 
الأخ العبيدي


بل العجيب أمر إبن كثيرالمعروف بأثريته إذ قال

((وقوله عز وجل: { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ } أي: بل عجبت يا محمد من تكذيب هؤلاء المنكرين للبعث، وأنت موقن مصدق بما أخبر الله تعالى من الأمر العجيب، وهو إعادة الأجسام بعد فنائها، وهم بخلاف أمرك؛ من شدة تكذيبهم، ويسخرون مما تقول لهم من ذلك))

والعجيب أمر الشوكاني الذي تحول عن زيديته إذ قال((: { بَلْ عَجِبْتَ } يا محمد من قدرة الله سبحانه { وَيَسْخُرُونَ } منك بسبب تعجبك، أو ويسخرون منك بما تقوله من إثبات المعاد.))
وقراءة الضم قراءة حمزة والكسائي وخلف هي بضم التاء

وأظن أن قراءة الضم يجب أن لا تختلف بالمعنى عن قراءة الفتح--

-لذلك نقل الشوكاني المتحول عن مذهب الزيدية ما يلي


((وقال عليّ بن سليمان: معنى القراءتين واحد، والتقدير: قل: يا محمد: بل عجبت؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخاطب بالقرآن. قال النحاس: وهذا قول حسن، وإضمار القول كثير

. وقيل: إن معنى الإخبار من الله سبحانه عن نفسه بالعجب أنه ظهر من أمره، وسخطه على من كفر به ما يقوم مقام العجب من المخلوقين.


قال الهروي: ويقال: معنى عجب ربكم، أي: رضي ربكم وأثاب، فسماه عجباً، وليس بعجب في الحقيقة، فيكون معنى { عجبت } هنا: عظم فعلهم عندي.

وحكى النقاش: أن معنى { بل عجبت }: بل أنكرت.

قال الحسن بن الفضل: التعجب من الله: إنكار الشيء وتعظيمه، وهو لغة العرب،


وقيل: معناه: أنه بلغ في كمال قدرته، وكثرة مخلوقاته إلى حيث عجب منها،))


ولم ينقل قولا واحدا فيه إسناد العجب لله حقيقة


وهذا أمر عجيب من إمام تحول عن زيديته
 
في نقلك عن الشوكاني حذف لا يليق بالأمانة العلمية ، وهذا نص كلامه : ( قرأ الجمهور بفتح التاء من (عجبت) على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. وقرأ حمزة، والكسائي بضمها. ورويت هذه القراءة عن عليّ، وابن مسعود، وابن عباس، واختارها أبو عبيد، والفراء.
قال الفراء: قرأها الناس بنصب التاء، ورفعها، والرفع أحبّ إليّ؛ لأنها عن عليّ، وعبد الله، وابن عباس. قال: والعجب أن أسند إلى الله، فليس معناه من الله كمعناه من العباد.)
ثم ذكر قول الهروي وما بعده مما ذكرته في نقلك .

فكيف تقول : "ولم ينقل قولا واحدا فيه إسناد العجب لله حقيقة" ؟!!

وهذه بعض الأقوال الأخرى في تفسير الآية :
قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري : ( قوله: بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ اختلفت القرّاء في قراءة ذلك :
فقرأته عامة قرّاء الكوفة: «بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ» بضم التاء من عجبت، بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكا، وتكذيبهم تنزيلي وهم يسخرون. وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة بَلْ عَجِبْتَ بفتح التاء بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قرّاء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب.

فإن قال قائل: وكيف يكون مصيبا القارىء بهما مع اختلاف معنييهما ؟
قيل: إنهما وإن اختلف معنياهما فكلّ واحد من معنييه صحيح ، قد عجب محمد مما أعطاه الله من الفضل، وسخر منه أهل الشرك بالله ، وقد عجب ربنا من عظيم ما قاله المشركون في الله، وَسخِر المشركون بما قالوه.)

وفي تفسير أضواء البيان للشنقيطي : ( {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخُرُونَ}.
قرأ هذا الحرف عامة القراء السبعة غير حمزة والكسائي: { عَجِبْتَ} بالتاء المفتوحة وهي تاء الخطاب، المخاطب بها النبيّ صلى الله عليه وسلم. وقرأ حمزة والكسائي: { بَلْ عَجِبْتَ} ، بضم التاء وهي تاء المتكلم، وهو اللَّه جلَّ وعلا.
وقد قدّمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن القراءتين المختلفتين يحكم لهما بحكم الآيتين.
وبذلك تعلم أن هذه الآية الكريمة على قراءة حمزة والكسائي فيها إثبات العجب للَّه تعالىٰ، فهي إذًا من آيات الصفات على هذه القراءة.
وقد أوضحنا طريق الحقّ التي هي مذهب السلف في آيات الصفات، وأحاديثها في سورة «الأعراف»، في الكلام على قوله تعالىٰ: { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ} ، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.)
 
الدكتور العبيدي


القول الذي في الشوكاني


((قال: والعجب أن أسند إلى الله، فليس معناه من الله كمعناه من العباد))----يعني تماما أنه لم ينقل قولا يسند معنى العجب الحقيقى لله تعالى


ألم تر قول المنقول عنه (فليس معناه من الله كمعناه من العباد)---فالعجب في حقه له معنى آخر غير العجب عندنا

ونرجو من الله أن نكون أمناء عند حسن ظنك


وأنا نقلت لك من الشوكاني وانا وانت نعرف توجهه ومع ذلك نقل ما نقل.

ولم أشأ أن أنقل لك من آخرين مع أنهم الجمهور وقولهم نفس قولي
 
أحسنت شيخنا العبيدي على حسن الرد .
 
قال الشيخ ابن عثيمين ( مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية )
العجب ثابت لله تعالى بالكتاب والسنة ، ففي الكتاب بقوله تعالى : ( بل عجبتُ) على قراءة ضم التاء ، وفي السنة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( عجب ربنا من قنوط عباده وقرب خيره ). الحديث (1)
والممتنع على الله من العجب هو ما كان سببه الجهل بسبب المتعجب منه ؛ لأن الله لا يخفي عليه شيء، أما العجب الذي سببه خروج الشيئ عن نظائره أو عما ينبغي أن يكون عليه فإن ذلك ثابت لله .وقد فسره أهل السنة والجماعة بأنه عجب حقيقي يليق بالله ، وفسره أهل التأويل بثواب الله أو عقوبته ، ويرد عليهم بأنه خلاف ظاهر النص وإجماع السلف .
(1) رواه احمد (4/12) وابن ماجة ، كتاب المقدمة ، باب فيما أنكرت الجهمية رقم (181) وابن أبى عاصم في السنة رقم (554) والبيهقي في الأسماء والصفات ص (473) . والحديث حسنه الألباني في الصحيحة رقم (2810) .
 
أخي جمال :


ماذا عن قوله صلى الله عليه وسلم مخبراً عن ربه :

1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (( لقد عَجِبَ الله عَزَّ وجلَّ (أو : ضحك) من فلان وفلانة )) .
رواه البخاري (4889) ، ومسلم (2054) بلفظ : (( قد عَجِب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة )) .


2- حـديث أبي هريرة رضي الله عنـه : (( عَجِبَ الله من قوم يدخلون الجنــة في السلاسل )) .
رواه البخاري (3010) .


أعتقد أن هذه نصوص صريحة الدلالة على أن المتعجب هو الله سبحانه وتعالى لا المخلوقين .


 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
عبدالرحمن السديس قال:
قال ابن القيم في بدائع الفوائد4/814:
فائدة دلالات التعجب: التعجب كما يدل على محبة الله لفعل نحو (عجب ربك من شاب ليست له صبوة ) و(يعجب ربك من رجل ثار من فراشه ووطائه إلى الصلاة)، ونحو ذلك، وقد يدل على بغض الفعل نحو قوله (وإن تعجب فعجب قولهم)، وقوله (بل عجبتُ ويسخرون)( كيف تكفرون بالله) ...
وقال ابن القيم في مدارج السالكين ج: 1 /126
قال تعالى: (وإن تعجب فعجب قولهم ) الآية
وفي الآية قولان:
أحدهما: إن تعجب من قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد، فعجب قولهم كيف ينكرون هذا ، وقد خلقوا من تراب ولم يكونوا شيئا ،
والثاني: إن تعجب من شركهم مع الله غيره وعدم انقيادهم لتوحيده وعبادته وحده لا شريك له فإنكارهم للبعث وقولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أعجب، وعلى التقديرين فإنكار المعاد عجب من الإنسان ، وهو محض إنكار الرب والكفر به والجحد لإلهيته ، وقدرته وحكمته وعدله وسلطانه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى 16 /290
قوله: فما يكذبك ليس نفيا للتكذيب، فقد و قع، بل قد يقال: إنه تعجب منه كما، قال (و إن تعجب فعجب قولهم) الآية
أبومجاهدالعبيدي قال:
وجدت نقلاً صريحاً ذكره ابن جرير رحمه الله تعالى ، وهو ما أخرجه بسنده عن قتادة ، قال ابن جرير : ( حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وَإنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} إن عجبت يا مـحمد فعجب {قَوْلُهُمْ أئِذَاكُنَّا تُرَابـاً أئِنَّا لَفِـي خَـلْقٍ جَدِيدٍ} عجب الرحمن تبـارك وتعالـى من تكذيبهم بـالبعث بعد الـموت .)
 
جمال حسني الشرباتي قال:
لا نقاش أن التعجب مستحيل في حقه تعالى
كيف لا والمتعجب يشعر بعظم ما تعجب منه وهذا نقص لا كمال
كيف لا والمتعجب علمه قاصر عما تعجب منه وهذا نقص لا كمال
من هنا جاء الخلل ،
الخطوة الأولى : قياس الخالق بالمخلوق (تشبيه ذهني) .
الخطوة الثانية : وهي نتيجة للأولى : التعطيل (تعطيل الله تعالى عن صفته)
كما عبر الأخ بأنه مستحيل ! ثم ذهب يبين وجه الاستحالة ، وهي أنه فسر [ العجب] منه تعالى كما لو كان من أحد البشر !!

ولذا قيل كل معطل مشبه ، لأنه شبه أولا في ذهنه ، ثم فر من التشبيه إلى التعطيل .

أخي وفقك الله ربنا تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى .
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} (65) سورة مريم
أنصحك بقراءة كتب العقيدة التي على طريقة سلف الأمة الأبرار ، والبعد عن بدع المتأخرين ..
[align=center]فكل خير في اتباع من سلف ** وكل شر في ابتداع من خلف[/align]

تنبيه : تم تعديل ما بين المعكوفين من الغضب إلى العجب من قبل المشرف : أبي مجاهد العبيدي ، وأعتذر منك يا شيخ عبدالرحمن ، لكن ظهر لي أنه خطأ طباعي غير مقصود .
 
السلام عليكم ورحمة الله

يحضرني هنا أننا قد تحدثنا عن هذا الموضوع سابقا"

وأذكر أن الشيخ عبد الرحمن الشهري وضع مقالة للباحث اللغوي محمد اسماعيل عتوك

وهي في الصفحة الخامسة من ألغاز ولطائف

أرجوا العودة اليها للفائدة

وجزاكم الله خيرا لتفكركم بآيات الله العظيمة

وأن من أخطأ له أجر ومن أصاب أجران

وشكرا"
 
الأخ السديس


نظرا لأني لم أقرأ كفايتي من كتب العقيدة--فربما كان من المناسب أن ترشدني وتدرسني وتفهمني عن إبن عاشور إن كان جهميا في تفسيره هذا للعجب

إنصحني حتى أتجنبه--فالنصيحة واجبة!!


قال إبن عاشور


((وقرأ حمزة والكسائي وخلف { بَلْ عَجِبْتُ } بضم التاء للمتكلم فيجوز أن يكون المراد: أن الله أسند العجب إلى نفسه. ويُعرَف أنه ليس المراد حقيقةَ العجب المستلزمة الروعة والمفاجأة بأمر غير مترقب بل المراد التعجيب أو الكناية عن لازمه، وهو استعظام الأمر المتعجب منه. وليس لهذا الاستعمال نظير في القرآن ولكنه تكرر في كلام النبوءة منه قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليعجب من رجلين يَقتُل أحدهُما الآخرَ يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيُقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد " رواه النسائي بهذا اللفظ. يعني ثم يسلم القاتل الذي كان كافراً فيقاتل فيستشهد في سبيل الله.

وقولُه في حديث الأنصاري وزوجه إذ أضافا رجلاً فأطعماه عشاءهما وتركا صبيانهما «عجِب الله من فعالكما».

ونزل فيه
{ ويؤثرون على أنفسهم }
[الحشر: 9]. وقوله: «عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل». وإنما عدل عن الصريح وهو الاستعظام لأن الكناية أبلغ من التصريح، والصارف عن معنى اللفظ الصريح في قوله: { عَجِبْتُ } ما هو معلوم من مخالفته تعالى للحوادث. ويجوز أن يكون أطلق { عجبت } على معنى المجازاة على عَجبهم لأن قوله:
{ فاستفتهم أهم أشدُّ خلقاً }
[الصافات:11] دلّ على أنهم عجبوا من إعادة الخلق فتوعدهم الله بعقاب على عَجبهم. وأطلق على ذلك العقاب فعل { عجبت } كما أطلق على عقاب مكرهم المكرُ في قوله:
{ ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين }
[آل عمران: 54].))
 
يا أستاذ شرباتي
الحق أبلج ، والسخرية ، والتهويل بمثل هذا الكلام لا ينفع ..
فعقيدة أهل السنة والجماعة لا تؤخذ بالالتقاط من هنا وهناك !
فهي أرسى من الجبال الشامخات ، سار عليها السلف ، وقعدوا لها في كتبهم بما يزيل شبهة كل متشكك ، و معاند ..
ولا يضرها من خالف ذلك من أهل العلم المتأخرين سواء كان سببه : جهل ، أو تقليد ، أو تعصب ، أو عدم رسوخ قدم ... الخ
ومعلوم أن كتب التفسير ، وشروح الحديث كثير منها لم يسلم من شائبة تجهم ، أو اعتزل ، أو (تمشعر) أو تصوف ..

ونحو صفة العجب صفة الضحك والغضب والفرح وغيرها من صفات الأفعال ، والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات .
[align=center]وكل خير في اتباع من سلف ** وكل شر في ابتداع من خلف[/align]
 
أخ السديس

بعد الإحترام


هل قول الطبري في معنى العجب مقبول عندكم؟؟


قال((قوله: { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ } اختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الكوفة: «بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ» بضم التاء من عجبت، بـمعنى: بل عظم عندي وكبر اتـخاذهم لـي شريكاً، وتكذيبهم تنزيـلـي وهم يسخرون.))
 
سؤال بسيط وواضح للأستاذ جمال :

هل أنت تريد الوصول إلى الحق في مثل هذه المسائل العقدية المهمة فنتحاور معك لنبين لك الحق أو تبينه لنا بالحجة والبرهان من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
أم أنك تريد فقط إثارة شبهات ، وليس لك نية في الرجوع عما تتبناه من عقيدة التأويل ؟

أرجو الإجابة بوضوح حتى نعلم مرادك هدانا الله وإياك للحق ، وسلك بنا وبك صراطه المستقيم ؟

وقد طلبت منك سابقاً هذا الطلب : ( ولعلك أخي الكريم - إذا كنت حريصاً على معرفة الحق في هذا الباب - تقرأ هذا البحث فإنه مفيد وقيم : منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات للعلامة محمد الأمين الشنقيطي )

فكان جوابك : ( أنا لا أفتح مثل هذه المواضيع ولم أفتحها )
 
الأخ الدكتور العبيدي

أية شبهة تثار عندما يحمل المرء رأي مفسر كبير كالطبري أو يحمل رأي مفسر مجاهد كإبن عاشور--أو يحمل رأي الرازي--أو يحمل رأي النسفي --أو القرطبي __أو البيضاوي---أو --أو--

وإذا حمل المرء رأيا لهم صلت عليه سيف تهمة الجهمية
ولم ترفضون علينا ذلك وتحصرونا بالشنقيطي---أليس من المناسب ألا تقطعوا بالأمر وأن تقولوا--:-لك أن تحمل رأيهم ولنا أن نحمل رأيا أخر فلا نستبد بك ولا تستبد بنا
 
لم تجب على السؤال أخي جمال ؛ وفن الهروب سهل ، ولست - واللهِ - إلا ناصحاً لك إن كنت تحب النصيحة ، ولسنا جميعاً متعبدين باتباع فلان أو فلان ، وإنما الاتباع لكتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد بيّن ذلك الشنقيطي في البحث المشار إليه ، فاقرأه إن كنت من الباحثين عن الحق ، فإن كان ما قرره حقاً فبها ونعمت ، وإن كان غير ذلك فبين لنا الحق ، ونحن متبعون له إن شاء الله .
 
جزى الله خيراً أهل السنَّة على ما بينوه من الحق في الاعتقاد الصحيح
وهذه فائدة لم أرَ أحداً ذكرها أحببت المشاركة بها :
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
والعجب هنا : عجبُ استحسان ، استحسن عز وجل صنيعهما من تلك الليلة ، لما يشتمل عليه من الفوائد العظيمة .
" شرح رياض الصالحين " ( 3 / 420 ) .
 
وهذا - وقد ذُكر في غير مباحث هذه الصفة هنا - نقل عن الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله تعليقاً على تأويل الحافظ ابن حجر لتلك الصفة :
قال الحافظ ابن حجر 6 / 145 على حديث رقم ( 3010) "وقد تقدم توجيه العجب في حق الله في أوائل الجهاد، وأن معناه الرضا، ونحو ذلك".
قال الشيخ البراك : قوله: " وأن معناه الرضا ": هذا يقتضي نفي حقيقة العجب، وقد ثبتت صفة العجب لله تعالى بالكتاب والسنة كما قُرئ: {بل عجبتُ ويسخرون}، وكما قال تعالى: {وإن تعجب فعجب قولهم}. وفي الحديث: " عجب ربك من قنوط عباده ". وأهل السنة والجماعة يثبتون العجب لله تعالى على ما يليق به، كما يثبتون الضحك، والفرح، والحب، والبغض. والنفاة ينفون حقائق هذه الصفات. ومعلوم أن العجب الذي يثبت لله تعالى ليس كعجب المخلوقين؛ لا في حقيقته، ولا في سببه؛ فإن عجب المخلوق يكون لخفاء السبب كما قيل: إذا ظهر السبب بطل العجب، أما العجب من الله تعالى فإنه واقع مع كمال العلم، لكنه يقتضي أن الشيء الذي عجب الله منه قد تميز عن نظائره.
وتفسير العجب بالرضا لا يصح؛ فإن الله يعجب من بعض ما يحب ويرضى، ويعجب من بعض ما يبغض ويسخط كما في الآيتين والحديث. ومن يفسر من النفاة العجب بالرضا يفسر الرضا بالإرادة؛ فيؤول الأمر إلى تفسير العجب بالإرادة؛ وهذا كله من صرف ألفاظ النصوص عن ظاهرها بغير حجة؛ وهذا هو التحريف الذي نهى الله عنه في كتابه وذم به اليهود في قوله تعالى: "يحرفون الكلم من بعد مواضعه".
انتهى
والنقل من مشاركة للشيخ الفاضل " عبد الرحمن السديس " وفقه الله
 
عودة
أعلى