التصاريف لمعاني الذكر في القرآن الكريم

إنضم
5 أبريل 2007
المشاركات
39
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
عمان / الأردن
قد تتصرف الكلمة الواحدة في القرآن الكريم لعدة معان ومن ذلك معنى كلمة الذكر وقد بين العلامة ابن سلام معاني هذه الكلمة في القرآن الكريم على الوجوه التالية :
الأول: الذكر يعني الطاعة والعمل )
وذلك قوله في سورة البقرة: ( فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ ) . يقول: اذكروني بالطَّاعة، أطيعوني، أذكركم بالخير .
الثاني: الذكر باللسان )
وذلك قوله في سورة النِّساء: ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلاَةَ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ) يعني اذكروه باللِّسان ( قِيَاماً وَقُعُوداً ) . وقال في آل عمران مثل ذلك. وقال في سورة البقرة: ( فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ) باللِّسان ( كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ ) بألسنتكم ( أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ) يعني باللِّسَان. وقال في سورة الأَحزاب: ( ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ) يعني باللِّسَان. وقال: ( وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ ) .
الثالث: الذكر بالقلب
وذلك قوله في سورة آل عمران: ( وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ )يعني ذكروه في أنفسهم وعملوا أنَّهُ سَائلهم عمّا عملوا .
وذلك قوله في سورة يوسف: ( ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ) . يقول يوسف: اذكر أمري عند الملك. وقال في سورة مريم: ( وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ) . يقول: اذكر لأَهل مكَّة أمر إِبراهيم. وكذلك أمر مريم وموسى وإِسماعيل وإِدريس .
الخامس: الذكر يعني الحفظ
وذلك قوله في سورة البقرة: ( خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ) يعني احفظوا ما فيه، يعني ما في التوراة من الأَمر والنَّهي. وقال في سورة آل عمران: ( وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ ) يعني احفظوا. وكذلك التي في سورة البقرة. ونحوه كثير .
السادس: الذكر يعني عظة
وذلك قوله في سورة الأَنعام ( فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ ) يعني ما وُعِظوا به. ومثلها في الأَعراف: ( فَلَماَّ نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ ) يعني وعظوا به، ( أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُوۤءِ ) . وقال في يس: ( أَإِن ذُكِّرْتُم ) يعني وعظتم. وقال في ق: ( فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْآنِ ) يعني عظ بالقرآن. وقال: ( إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ ) يعني واعظا ( لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ ) . ونحوه كثير .
السابع: الذكر يعني الشرف
وذلك قوله في سورة الزَّخرف: ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ) يعني لشرف لك ولقومك، يعني القرآن، يعني النبوة. وفي يس. وهو قول سفيان. وكقوله في سورة المؤمنون: ( فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ ) يعني شرفهم. وقال في سورة الأَنبيَاء: ( لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ ) يعني شرفكم، يعني قريشا.
الثامن: الذكر يعني الخبر
وذلك قوله في سورة الأَنبياء: ( هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ) يعني خبر من معي وخبر من قبلي. وكقوله في سورة والصَّافَّات: ( لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ ) يعني خبرا من الأَوَّلِين. وقال في سورة الكهف: ( قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً ) يعني خبرا من الأَولين .
التاسع: الذكر يعني الوحي
وذلك قوله في اقتربت السَّاعة: ( أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا ) يعني أأنزل عليه الوحي من بيننا. وكقوله في الصَّافات: ( فَٱلتَّالِيَاتِ ذِكْراً ) يعني الوحي. وكقوله في والمرسلات: ( فَٱلْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً ) يعني الوحي. وقال في الحجر: ( وَقَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ ) يعني الوحي، القرآن .
العاشر: الذكر يعني القرآن
وذلك قوله في سورة الأَنبياء: ( وَهَـٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ ) يعني القرآن وهو قول قتادة. وفيها أيضا ( عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ ) ، القرآن. وقال [في سورة الزخرف: ( أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحاً ) يعني القرآن. وقال في سورة الأَنبياء: ( مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ ) يعني القرآن وكذلك في سورة الشُّعَراء. ونحوه كثير.
الحادي عشر: الذكر يعني التوراة
وذلك قوله في سورة الأَنبياء: ( فَاسْئَلُوۤاْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ ) يعني أهل التَّوراة. وقال الحسن: أهل الكتابين. وقال ابن عباس: ( مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ ) التوراة، عبد الله بن سلام وأصحابه المؤمنين. ومثلها في سورة النَّحل قال: ( إِلَيْهِمْ فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ ) يعني التوراة، عبد الله بن سلاَّم وأصحابه الَّذين أسلموا. وهو قول قتادة.
الثاني عشر: الذكر يعني الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه يعني اللوح المحفوظ
يعني اللَّوح المحفوظ. وذلك قوله في سورة الأَنبياء: ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ ) يعني من بعد اللَّوح المحفوظ. وهو قول مجاهد.
الثالث عشر: الذكر يعني البيان من الله
وذلك قول نوح لقومه في سورة الأَعراف: ( أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) يعني بيانا من ربِّكُمْ. وقول هود فيها أيضا: ( أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) . وقال: ( صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ ) يعني ذي البيان. وقال في ص: ( هَـٰذَا ذِكْرٌ )يعني بيان ( وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ). ومثله كثير.
الرابع عشر: الذكر يعني التفكر
وذلك قوله في ص: ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ) يعني ما القرآن إِلاَّ تفكُّر للعالمين اي الغافلين عن الله. ومثلها في إِذا الشَّمس كوّرت: ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ) يعني تفكُّرا. وقوله في سورة يس: ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ ) يعني ما هو إِلاَّ تفكُّر للعالمين وقرآن مبين.
الخامس عشر: الذكر يعني الصلوات الخمس
وذلك قوله في سورة البقرة: ( فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ) يعني صلُّوا لله، يعني الصَّلوات الخمس ( كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ) . وكقوله في سورة النُّور: ( رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ ) يعني عن الصلوات الخمس. وقال في سورة المنافقين: ( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ) يعني عن الصَّلوات الخمس، وحضور الجمعة .
السادس عشر: الذكر يعني صلاة واحدة وذلك قوله في سورة الجمعة: ( فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ) يعني صلاة الجمعة خاصَّة في هذا الموضع. وقول سليمان: ( إِنِّيۤ أَحْبَبْتُ حُبَّ ٱلْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي ) يعني عن الصَّلاّة، صلاة العصر خاصة .
المرجع : كتاب ( التصاريف لتفسير القرآن مما اشتبهت أسمائه وتصرفت معانيه ) ليحيى بن سلام
.
 
عودة
أعلى