البقاعي--وتناسب الآي والسور

إنضم
30/10/2004
المشاركات
342
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
برهان الدين البقاعي "ت 885 هـ" له كتاب في التفسير غير مطروق من قبل الجمهور هو"نظم الدرر في تناسب الآي والسور

قال ((فعلم مناسبات القرآن علمٌ تعرف منه علل ترتيب أجزائه، وهو سر البلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المقال لمقتضى الحال، وتتوقف الإجادة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها". ))

وهذا نموذج لأسلوبه في إجراء التناسب --أو ما نسميه في لغة العصر الوحدة الموضوعية

قال في تفسير آية 10 من سورة فاطر((إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه))
((ولما رغب في اقتناص العزة بعد أن أخبر أنه لا شيء فيها لغيره، دل على اختصاصه بها بشمول علمه وقدرته، وبين أنها إنما تنال بالحكمة فقال: { إليه } أي لا إلى غيره { يصعد الكلم الطيب } أي الجاري على قوانين الشرع عن نية حسنة وعقيدة صحيحة سواء كان سراً علناً لأنه عين الحكمة، فيعز صاحبه ويثيبه.

ولما أعلى رتبة القول الحكيم، بين أن الفعل أعلى منه لأنه المقصود بالذات، والقول وسيلة إليه، فقال دالاًّ على علوه بتغيير السياق: { والعمل الصالح يرفعه } هو سبحانه يتولى رفعه ولصاحبه عنده عز منيع ونعيم مقيم، وعمله يفوز،
))

وكان قد ربطها مع قوله تعالى((من كان يريد العزة فلله العزة جميعا))---فكما نلاحظ يسير رابطا الآي برباطات لطيفة--وانظر كيف أشار إلى عظم أمر العمل بكون السياق قد تغير (
: { والعمل الصالح يرفعه }
وكنت قد قرأت في موقعكم رأي الشوكاني فيه : «ومن أمعن النظر في كتاب له في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علميّ المعقول والمنقول، وكثيراً ما يشكل عليّ شيء في الكتاب العزيز وأرجع إلى مطولات التفسير ومختصراتها فلا أجد ما يشفي غليلي، وأرجع إلى هذا الكتاب فأجد ما يفيد» [ البدر الطالع 1/20 ـ 22 ] .
أنا حقيقة أرغب بتقييم لكتاب البقاعي في التفسير فمن يزود الفقير إلى الله بالمزيد حوله؟
 
لإحدى الأخوات بمعهد الحضارة الإسلامية بوهران اهتمام كبير بهذا الموضوع , وبكتاب البقاعي خصوصا وهي الآن تقوم ببحث سيقدم كرسالة ماجستير نسأل الله لها التوفيق والنجاح في الدارين
 
عودة
أعلى