البعير ، وحبل السفينة

ابو يزيد

New member
إنضم
08/06/2004
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
تأملت قول الله تعالى : " ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سمّ الخياط " فقلت في نفسي : ما علاقة الجمل بسم الخياط ؟ وعند مطالعة كتب التفسير تبين لي أن من المفسرين من فسره بالبعير ومنهم من فسره بحبل السفينة وللفائدة أجمل لكم كلام المفسرين رحمهم الله :
ابن كثير : ( قوله تعالى { ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } هكذا قرأه الجمهور وفسروه بأنه البعير قال ابن مسعود : هو الجمل ابن الناقة وفي رواية زوج الناقة وقال الحسن البصري : حتى يدخل البعير في خرم الإبرة وكذا قال أبو العالية والضحاك وكذا روى علي بن أبي طلحة العوفي عن ابن عباس وقال مجاهد وعكرمة عن ابن عباس : إنه كان يقرؤها يلج الجُمّل في سم الخياط بضم الجيم وتشديد الميم يعني الحبل الغليظ في خرم الإبرة وهذا اختيار سعيد بن جبير وفي رواية أنه قرأ حتى يلج الجمل يعني قلوس السفن وهي الحبال الغلاظ .
القرطبي : قرأ ابن عباس الجُمَّل بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها وهو حبل السفينة الذي يقال له القلس وهو حبال مجموعة جمع جملة قاله أحمد بن يحيى ثعلب وقيل : الحبل الغليظ من القنب وقيل : الحبل الذي يصعد به في النخل وروى عنه أيضا وعن سعيد بن جبير : الجُمْل بضم الجيم وتخفيف الميم هو القلس أيضا والحبل على ما ذكرنا آنفا وروى عنه أيضا الجُمُل بضمتين جمع جمل كأسد وأسد والجمل مثل أسد وأسد وعن أبي السمال الجَمْل بفتح الجيم وسكون الميم وتخفيف جمل
فتح القدير : { ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } أي أن هؤلاء الكفار المكذبين المستكبرين لا يدخلون الجنة بحال من الأحوال ولهذا علقه بالمستحيل فقال : { حتى يلج الجمل في سم الخياط } وهو لا يلج أبدا وخص الجمل بالذكر لكونه يضرب به المثل في كبر الذات وخص سم الخياط وهو ثقب الإبرة بالذكر لكونه غاية في الضيق والجمل الذكر من الإبل والجمع جمال وأجمال وجمالات وإنما سمي جملا إذا أربع وقرأ ابن عباس الجمل بضم الجيم وفتح الميم مشددة وهو حبل السفينة الذي يقال له : القلس وهو حبال مجموعة قاله ثعلب وقيل : الحبل الغليظ من القنب وقيل : الحبل الذي يصعد به في النخل وقرأ سعيد بن جبير الجمل بضم الجيم وتخفيف الميم وهو القلس أيضا وقرأ أبو السماك الجمل بضم الجيم وسكون الميم وقرئ أيضا بضمهما وقرأ عبد الله بن مسعود : حتى يلج الجمل الأصغر في سم الخياط
تفسير البغوي : { ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } أي : حتى يدخل البعير في ثقب الإبرة والخياط والمخيط الإبرة والمراد منه : أنهم لا يدخلون الجنة أبدا لأن الشيء إذا علق بما يستحيل كونه يدل ذلك على تأكيد المنع كما يقال : لا أفعل كذا حتى يشيب الغراب أو يبيض .
تفسير البيضاوي : أي حتى يدخل ما هو مثل في عظم الجرم وهو البعير فيما هو مثل في ضيق المسلك وهو ثقبة الإبرة وذلك مما لا يكون فكذا ما يتوقف عليه وقرئ { الجمل } كالقمل والجمل كالنغر والجمل كالقفل والجمل كالنصب والجمل كالحبل وهو الحبل الغليظ من القنب وقيل حبل السفينة .
تفسير ابي السعود : أي حتى يدخل ما هو مثل في عظم الجرم فيما علم في ضيق الملك وهو يقبة الإبرة وفي كون الجمل مما ليس من شأنه الولج في سم الإبرة مبالغة في الاستبعاد وقرىء الجمل كالقمل والجمل كالنغر والجمل كالقفل والجمل كالنصب والجمل كالحبل وهي الحبل الغليظ من القنب وقيل حبل السفينة وسم بالضم والكسر وقرىء في سم المخيط وهو الخياط أي ما يخاط به كالحزام والمحزم.

ومما سمعته من الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - صاحب الأضواء في تفسير هذه الآية ما معناه قال : " إن العرب تعلق المستحيل على الشيء الذي لا يمكن حدوثه ، كقولهم :
إذا شاب الغراب أتيت أهلي ..... وصار القار كاللبن الحليب
والغراب لا يشيب أبدا ، والقار لا يصير لبنا ابدا .. فهؤلاء الكفار لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل الكبير الضخم في خرق الأبرة الصغير الضيق ، وهذا مستحيل ... انتهى كلامه

نعوذ بالله من النار
 
جزاكم الله كل خير مقالة مفيدة ، ولكن لو سمحتم هناك استدراك يسير فقد ذكرتم آنفا ما يأتي : [FONT=&quot] ( وعن سعيد بن جبير : الجُمْل بضم الجيم وتخفيف الميم ) [/FONT][FONT=&quot]والصواب - والله أعلم - أن تضبط كلمة الجمل في هذا الموضع هكذا :[/FONT][FONT=&quot]الجُمَل[/FONT][FONT=&quot] لأنها تخفيف الجُمَّل .
وبارك الله فيكم .[/FONT]
[FONT=&quot][/FONT]
 
وخلاصة ما فهمته أنا من مقالتكم السابقة المفيدة :
أن التفسيرين كليهما صحيحان ، فإن سأل سائل متعجبا : وما العلاقة بين الجمل (البعير) وثقب الإبرة ؟
نقول : علاقة الاستحالة والمبالغة في الاستبعاد ؛ لأن الجمل(البعير) ليس من شأنه الدخول في ثقب الإبرة (كما يستفاد من تفسير أبي السعود ) وهذا هو المعنى المطلوب :أن دخول الكفار الجنة مستحيل ومستبعد مثل استحالة واستبعاد دخول الجمل ( البعير ) في ثقب الإبرة . (والله تعالى أعلم )
 
أحسن الله إليك ،
ربما يناسب أن يضاف إلى ذلك دلالة قوله تعالى
:

إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌصُفْرٌ (33) المرسلات.

والمشهد يعبر عن حبال ضخمة طويلة صفراء جراء اشتعالها ، فكان الشرر الذي هو اصغر ما تنتجه نار الدنيا هو ضخم مرعب في نار جهنم.
 
احتمالات المعنى الإجمالي للأية:
1- استحالة دخولهم الجنة لاستحالة دخول الجمل (الحيوان المعروف) في ثقب الإبرة.
2- استحالة دخولهم الجنة لاستحالة دخول الحبل الغليظ في ثقب الإبرة.
3- استحالة دخولهم الجنة لاستحالة دخول الجمل أو الحبل الغليظ في ثقب الإبرة.

أي أن المعاني تتفق في استحالة دخولهم الجنة ، وتختلف في المعنى اللغوي لكلمة (الجمل) ومناسبة ذكره مع الإبرة، وللترجيح بين المعنيين، نرجع إلى قواعد التفسير:
أولا: ضوابط وقواعد عند احتمال اللفظ لمعنيين فأكثر:
1- عامة ألفاظ القرآن تدل على معنيين فأكثر.
2- الكلمة إذا احتملت وجوهًا لم يكن لأحد صرف معناها إلى بعض وجوهها دون بعض إلا بحجة.
ويدخل في هذه الجملة قواعد ثلاث, تعين المفسر على الاختيار في هذه الحالة, هي:
القاعدة الأولى: قد يحتمل اللفظ معاني عدة، ويكون أحدها هو الغالب استعمالًا في القرآن، فيقدم.
القاعدة الثانية: قد يكون اللفظ محتملًا لمعنيين في موضع, ويُعين في موضع آخر.
القاعدة الثالثة: تحمل الآية على المعنى الذي استفاض النقل فيه عن أهل العلم وإن كان غيره محتملًا.
قاعدة: إذا احتمل اللفظ معاني عدة, ولم يمتنع إرادة الجميع, حُمل عليها.
والذي استفاض فيه النقل أن الجمل هو الحيوان المعروف
قاعدة: كل ما أضافه الله تعالى إلى نفسه فله من المزية, والاختصاص على غيره ما أوجب له الاصطفاء والاجتباء.
ثانيا: بعض القواعد المتعلقة بتفسير القرآن باللغة
قاعدة: تُحمل نصوص الكتاب على معهود الأميين في الخطاب
ومعهود الاميين لكلمة جمل أنه هو الحيوان المعروف
قاعدة: في تفسير القرآن بمقتضى اللغة يراعى المعنى الأغلب والأشهر والأفصح, دون الشاذ أو القليل
والمعنى الأغلب والأشهر للجمل أنه هو الحيوان المعروف وهذا ماذكره جماهير المفسرين
وأما معنى الحبل الغليظ فهو معنى ذكره قليل من المفسرين.

فالراجح والله أعلم: أنه الحيوان المعروف
 
الصورة المرفقة صفحة من كتاب "الكامل المفصل " للدكتور أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية السابق. وهو أفضل مصدر عرفته ينفع " غير المتخصصين " في تمييز القراءات الصحيحة من الضعيفة من القرآن، مثلما قال محمد مرسي رئيس مصر السابق " إنما يخشى الله من عباده العلماء " فضم هاء اسم الجلالة ونصب العلماء وقال أنها قراءة قرآنية
لا يجوز تحويل أي شئ لقراءة قرآنية لمجرد تأييد صاحبه لمعنى يشتهيه . وكأن ضبط ما صح من القراءات وما لم يصح أمر لم يشغل بال المسلمين !!!

للعلم: لا يصح تفسير " الجَمَل " - والله أعلم - بحبل السفينة، وإنما يصح تفسير " الجُمَّل " بذلك ، ولم تصح قراءة " الجُمَّل " أصلاً فليست قرءاناً ، ولو كانت قراءة صحيحة أي كانت قرآناً لوجب تفسير قراءة " الجَمَل " بالحيوان المعروف ، و قراءة " الجُمَّل " بحبل السفينة . مثل قراءة " وما هو على الغيب بضنين " وقراءة " وما هو على الغيب بظنين " فـ " ضنين " بخيل و "ظنين " متهم . لكن لا يصح تفسير " ضنين " بـ متهم أو " ظنين " بـ بخيل. هذا مع كون كلاً من " ظنين " و " ضنين " قراءات صحيحة وبالتالي تكون قرآناً، اما مع كون " الجُمَّل " قراءة شاذة فلا يجوز إدخالها في الحديث أصلاً. أولاً لأنها كلمة تختلف عن كلمة " الجَمَل " أساساً، وثانياً لأنها قراءة شاذة وبالتالي ليست قرآناً نتلوه ونتعبّد به خلافاً لكل القراءات القرآنية الصحيحة التي كل منها قرآناً نتعبّد به لله عز وجل. والله أعلم.
 
السلام عليكم
جاءت فى الانجيل عبارة مشابهة،

(إنجيل مرقس 10: 25) مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ»
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل المقاطع التالية لفضيلة المشائخ أد/عبدالرحمن الشهري، أد/محمد بن عبدالعزيز الخضيري، أد/مساعد الطيار، حفظهم الله، تفيد في رفع اللبس، وبالإشارة إلى هذه الآيات الكريمة بالذات

فوائد بينات 1438هـ [10/2] (حتى يلج الجمل في سم الخياط) ما المراد بالجمل؟

https://www.youtube.com/watch?v=_QOTpyygOJI

برنامج ( غريب القرآن ) || الحلقة 17 - { جمالت صفر } أد/ عبدالرحمن الشهري
https://www.youtube.com/watch?v=DkWA_kA0ilA


 
عودة
أعلى