الاشتقاق الكبير والدراسات القرآنية

أم رحمة

New member
إنضم
17/02/2006
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أريد أن أستفسر عن موضوع الاشتقاق (الكبير؟) وأنواعه والدراسات القرآنية - هل دُرِس هذا الموضوع سابقا؟ إني أفكر في شيء يتعلق به لعنوان رسالة الماجستير، فهل لكم من الاقتراحات عن تطبيقه أو صيغة العنوان؟ أو أي إرشادات أخرى؟

وجزاكم الله خير الجزاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم في الله
أم رحمة
 
يا أم رحمه ماذا تقصدين بالإشتقاق الكبير ؟ والدراسات القرآنية موضوع طويل جداً فعن أي نوع تسألين ؟ وهل تخصصك لغة عربية أم تفسير ؟ بيني ذلك ليمكن للفضلاء مساعدتك رحمك الله .
 
[align=justify]الاشتقاق عند علماء اللغة أن يكون هناك تناسب بين الصيغتين في اللفظ والمعنى ، وهو على ثلاثة أقسام :
1 - الاشتقاق الصغير ، ويُسمّى الأصغر أيضاً . وهو أن ينتظم اللفظتين المتخالفتين وزناً المتوافقتين تركيباً معنى واحد ، نحو : كتب كاتب مكتوب . (حاشية الجرجاني على الكشاف : 1/33) .
2 - الاشتقاق الكبير . وهو أن يشتركا في الحروف الأصول من غير ترتيب مع اتحاد في المعنى أو تناسب فيه كالجذب والجبذ والحمد والمدح . ( حاشية الجرجاني على الكشاف 1/37) .
3 - الاشتقاق الأكبر . وهو أن يشتركا في أكثر تلك الحروف فقط ويتناسبا في الباقي مع الاتحاد أو التناسب في المعنى كأله ودله وكالفلق والفلج . ( حاشية الجرجاني على الكشاف 1/37) .

وهناك اشتقاق آخر أسماه ابن جني ( الاشتقاق الأكبر ) . " وهو أن تأخذ أصلاً من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً تجتمع التراكيب الستة وما يتصرّف من كل واحد منها عليه ، وإن تباعد شيء من ذلك عنه رُدَّ بلطف الصنعة والتأويل إليه كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد " . ( الخصائص 2/134) .
وذلك نحو ( قول ) ، فإن معناها أين وجدت وكيف وقعت من تقدم بعض حروفها على بعض وتأخّره عنه إنما هو للخفوف والحركة . والتراكيب الستّة هي :
ق و ل ، ق ل و ، و ق ل ، و ل ق ، ل ق و ، ل و ق . ( الخصائص 1/12 ، 2/133) .

وتجدر الإشارة هنا إلى أن موضوع الاشتقاق لم يكن خالصاً لعلم الصرف وحده ، فهو يمثّل نقطة تقاطع بين الصرف ، والنحو ، واللغة ، ذلك أنه يُدرس من زوايا مختلفة :
1 - من حيث كونُه وسيلة لتغيير بنية الكلمة وإنتاج بنية صرفية جديدة ذات معنى دلالي جديد ==> صرف .
2 - من حيث كونُه وسيلة لتوليد المفردات في العربية ، ووسيلة لمعرفة الأصيل والدخيل ==> لغة .
3 - من حيث كونُه وسيلة للتعبير عن بعض الوظائف النحوية ( البناء للمجهول ، التعدية ) ==> نحو .

وقد أ لّف بعض المتقدّمين كالأصمعي ، وقطرب ، والرماني ، والأخفش ، وأبي نصر الباهلي ، والمفضل بن سلمة ، والمبرد ، وابن دريد ، والزجاج ، وابن السراج ، والنحاس وابن خالويه كتباً في الاشتقاق .

وأما ما يخصّ رسالتك - أختي الكريمة - فلعلّك تبحثين فيها استعمال الاشتقاق عند أحد المفسرّين ، كالزمخشري - مثلاً . فهو قد استعمل كل أنواع الاشتقاق في أثناء كشافه ، ومن ذلك :

1 - الاشتقاق الصغير نحو : يقدم وقادم ومستقدم . جاء في الكشاف : " الرحمن فعلان من رحم كغضبان وسكران من غضب وسكر ، وكذلك الرحيم فعيل منه كمريض وسقيم من مرِضَ وسَقِمَ (1/34) . وكاشتقاق ( الميسر ) من ( اليسر ) (2/272) .

2 - الاشتقاق الكبير كالحمد والمدح . جاء فيه : " الحمد والمدح أخوان ، وهو الثناء والنداء على الجميل من نعمة وغيرها " (1/37) . وجاء فيه : " اللفت والفتل أخوان ومطاوعهما الالتفات والانفتال " (2/82) . وجاء فيه : " الفسوق : الخروج من الشيء والانسلاخ منه ، يقال : فسقت الرطبة عن قشرها . ومن مقلوبه : فسقت البيضة : إذا كسرتها وأخرجت ما فيها ، ومن مقلوبه أيضاً فسقت الشيء : إذا أخرجته عن يد مالكه مغتصباً له عليه " (3/149) . وجاء فيه : " والندم ضَرْبٌ من الغمّ ... وهو غمٌّ يصحب الإنسان صحبة لها دوام ولزام لأنه كلما تذكّر المتندّم عليه راجعه ... ومن مقلوباته : أدمن الأمر : أدامه ، ومدن بالمكان : أقام به ، ومنه : المدينة " (2/149) .

3 - الاشتقاق الأكبر نحو نبع ونبر . والزمخشري مولع بهذا النوع من الاشتقاق ويحاول أن يعقد معنى عامّاً لكل الألفاظ التي ينتظمها هذا الاشتقاق . جاء في كشافه : " أنفق شيء وأنفده أخوان وعن يعقوب : نفق الشيء ونفد وكل ما جاء مما فاؤه وعينه فاء فدالّ على معنى الخروج والذهاب ونحو ذلك إذا تأمّلت " (1/101) . وفيه " المفلح : الفائز بالبغية ... والمفلج بالجيم مثله ... والتركيب دالّ على معنى الشقّ والفتح ، وكذلك أخوانه في الفاء والعين ونحو : فلق وفلذ وقلى " (1/114) . وجاء في الفائق " الرمس والدمس والنمس والطمس والغمس أخوات في معنى الكتمان " (1/508) . وفيه أيضاً " عكم وعكف وعكر وعكل وعكظ وعكا أخوات في معنى الوقوف وما يقرب منه " (3/392) .

أسأل الله لك التوفيق والسداد ..

[/align]
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

الأخ الكريم أبو حذيفة، إني أقصد بالاشتقاق الكبير ما أشار إليه الأخ لؤي الطيبي. وكنت أقصد في بالي بالدراسات القرآنية القرآن نفسه ولكن لا أدري لماذا اشتعملت تلك الصيغة، فأعتذر.

إني تخصصي لغة وليس تفسير. وجزاكم الله خيرا على الإرشادات.

الأخ الفاضل لؤي الطيب، أشكر لك على عونك الكريم. هل ترون أن هناك مجالا لبحثي عن الاشتقاق الكبير في القرآن الكريم نفسه [ودلالاته؟] وليس عند المفسرين، مع أنني سأرجع إلى كتب المفسرين للمساعدة في ذلك، وإن كان هناك مجال فكيف صياغة العنوان؟

أشكر لكم جزيل الشكر على مساعدتكم وأسأل الله العظيم أن يجزيكم خير الجزاء. آمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
عودة
أعلى