الاستيضاح عن عربية القرآن

إنضم
02/07/2011
المشاركات
123
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
كازاخستان
أنزل القرآن بلسان عربي مبين، و هذا يشمل المفردات و أساليبها في الخطاب.
و يذكر بعض العلماء من وجوه إعجاز القرآن: "صورة سياقه وأسلوبه المخالف لأساليب كلام أهل البلاغة من العرب نظماً ونثراً حتى حارت فيه عقولهم ولم يهتدوا إلى الإتيان بشيء مثله مع توفر دواعيهم على تحصيل ذلك وتقريعه لهم على العجز عنه" ("فتح الباري" 9| 10، دار السلام بالرياض، الطبعة الأولى 1421).
أرجو التوضيح في هذه المسألة و جزاكم الله خيراً.
 
هذه المسألة أشبعها من كتب في إعجاز القرآن البياني بحثاً وشرحاً ، والمقصود بها ما وصفه أنيس بن جنادة الغفاري الشاعر أخو أبي ذر رضي الله عنهما حين انطلق إلى مكة ليسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ويأتي بخبره إلى أخيه فقال لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعته على أقراء الشعر - أي بحوره وأوزانه - فلم يلتئم، وما يلتئم على لسان واحد بعدى أنه شعر ثم أسلم. والقصة في صحيح مسلم .
وورد مثل هذه الصفة عن عتبة بن ربيعة والنضر بن الحارث ، فالقرآن لا يشبه نسج الخطب ولا القصائد ولا النثر المعهود عندهم ، ومع ذلك فهموه كله ، ولم يغب عنهم من معانيه ولا من ألفاظه شيء ، وإلا طعنوا فيه بعدم فقههم له .
والظاهر أن المشركين لما لم يجدوا بداً من إلحاق القرآن بصنف من أصناف كلامهم ألحقوه بأشبه الكلام به فقالوا إنه شعر تقريباً للدهماء بما عهده القوم من الكلام الجدير بالاعتبار من حيث ما فيه من دقائق المعاني وأحكام الانتظام والنفوذ إلى العقول، فإنه مع بلوغه أقصى حد في فصاحة العربية ومع طول أغراضه وتفنن معانيه وكونه نثرا لا شعرا ترى أسلوبه يجري على الألسنة سلسا سهلا لا تفاوت في فصاحة تراكيبه، وترى حفظه أسرع من حفظ الشعر. وقد اختار العرب الشعر لتخليد أغراضهم وآدابهم لأن ما يقتضيه من الوزن يلجئ إلى التدريب على ألفاظ متوازنة فيكسبها ذلك التوازن تلاؤما، فتكون سلسة على الألسن، فلذلك انحصر تسابق جياد البلاغة في الكلام المنظوم، وفحول الشعراء مع ذلك متفاوتون في سلاسة الكلام مع تسامحهم في أمور كثيرة اغتفرها الناس لهم وهي المسماة بالضرورات.
ولعلك أخي الكريم تراجع بعض المصادر التي أفاضت في بيان تفاصيل هذه المسألة وأذكر لك منها على سبيل المثال :
- الإعجاز البياني للدكتور محمد محمد أبو موسى .
- مداخل إعجاز القرآن لمحمود محمد شاكر .
- الإعجاز القرآني لمحمد سعد بركة .
- خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية للمطعني .
وغيرها كثير .
 
عودة
أعلى