إنضم
12 يناير 2006
المشاركات
372
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المدينة النبوية
الاستغفار في القرآن على وجهين
قال ابن الجوزي : " الاستغفار استفعال من طلب الغفران والغفران تغطية الذنب بالعفو عنه والغفر الستر ويقال اصبغ ثوبك فهو أغفر للوسخ وغفر الخد والصوف ما علا فوق الثوب منهما كالزئبر سمي غفرا لأنه يستر الثوب ويقال لجنة الرأس مغفر لأنها تستر الرأس وقال أبو سليمان الخطابي وحكى بعض أهل اللغة أن المغفرة مأخوذة من الغفر وهو نبت يداوى به الجراح يقال إنه إذا ذر عليها دملها وأبرأها ذكر بعض المفسرين أن الاستغفار في القرآن على وجهين - أحدهما الاستغفار نفسه وهو طلب الغفران ومنه قوله تعالى في هود واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه وفي يوسف واستغفري لذنبك وفي نوح استغفروا ربكم إنه كان غفارا وهو كثير في القرآن والثاني الصلاة ومنه قوله تعالى في آل عمران والمستغفرين بالأسحار وفي الأنفال وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وفي الذاريات وبالأسحار هم يستغفرون وقد عد بعضهم الآية التي في يوسف من قسم الاستغفار وجعل التي في هود وفي نوح بمعنى التوحيد فيكون الباب على قوله من أقسام الثلاثة .
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص 89 - 91 .
قال ابن القيم :" الاستغفار فهو نوعان مفرد ومقرون بالتوبة فالمفرد كقول نوح عليه السلام لقومه استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا وكقول صالح لقومه لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون النمل 46 وكقوله تعالى واستغفروا الله إن الله غفور رحيم البقرة 199وقوله وما كان الله يعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون الأنفال 33 والمقرون كقوله تعالى استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله هود 3 وقول هود لقومه استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا هود 52 وقول صالح لقومه هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب هود 61 وقول شعيب واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود هود 90 فالاستغفار المفرد كالتوبة بل هو التوبة بعينها مع تضمنه طلب المغفرة من الله وهو محو الذنب وإزالة أثره ووقاية شره لا كما ظنه بعض الناس أنها الستر فإن الله يستر على من يغفر له ومن لا يغفر له ولكن الستر لازم مسماها أو جزؤه فدلالتها عليه إما بالتضمن وإما باللزوم وحقيقتها وقاية شر الذنب ومنه المغفر لما يقي الرأس من الأذى والستر لازم لهذا المعنى وإلا فالعمامة لا تسمى مغفرا ولا القبع ونحوه مع ستره فلا بد في لفظ المغفر من الوقاية وهذا الاستغفار هو الذي يمنع العذاب في قوله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون الأنفال 33 فإن الله لا يعذب مستغفراً وأما من أصر على الذنب وطلب من الله مغفرته فهذا ليس باستغفار مطلق ولهذا لا يمنع العذاب فالاستغفار يتضمن التوبة والتوبة تتضمن الاستغفار وكل منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق وأما عند اقتران إحدى اللفظتين بالأخرى فالاستغفار طلب وقاية شر ما مضى والتوبة الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله فها هنا ذنبان ذنب قد مضى فالاستغفار منه طلب وقاية شره وذنب يخاف وقوعه فالتوبة العزم على أن لا يفعله والرجوع إلى الله يتناول النوعين رجوع إليه ليقيه شر ما مضى ورجوع إليه ليقيه شر ما يستقبل من شر نفسه وسيئات أعماله وأيضا فإن المذنب بمنزلة من ركب طريقا تؤديه إلى هلاكه ولا توصله إلى المقصود فهو مأمور أن يوليها ظهره ويرجع إلى الطريق التي فيها نجاته والتى توصله إلى مقصوده وفيها فلاحه فههنا أمران لا بد منهما مفارقة شيء والرجوع إلى غيره فخصت التوبة بالرجوع و الاستغفار بالمفارقة وعند إفراد أحدهما يتناول الأمرين ولهذا جاء والله أعلم الأمر بهما مرتبا بقوله استغفروا ربكم ثم توبوا إليه فإنه الرجوع إلى طريق الحق بعد مفارقة الباطل وأيضا فالاستغفار من باب إزالة الضرر والتوبة طلب جلب المنفعة فالمغفرة أن يقيه شر الذنب والتوبة أن يحصل له بعد هذه الوقاية ما يحبه وكل منهما يستلزم الآخر عند إفراده والله أعلم .
مدارج السالكين لابن القيم 1/ 307 – 309 .
 
ولأهمية الاستغفار وفضله ؛ تجد أن دعوة جميع الأنبياء جاءت بالاستغفار ، كما في قصة نوح وهود وصالح وشعيب ومحمد عليهم الصلاة والسلام ، بل إن سيرة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عابقة بكثرة استغفاره ، وهو الذي قد غفر له ماتقدّم من ذنبه وما تأخر .
ولأهميته ؛ فإنه يمنع العذاب ، ولأهميته فقد حرم منه المشركون ، ونهي المسلم عن الاستغفار لهم .
والله أعلم .
 
قال ابن القيم : " التوبة توجب للتائب آثارا عجيبة من المقامات التي لا
تحصل بدونها فتوجب له من المحبة والرقة واللطف وشكر الله وحمده والرضا عنه عبوديات أخر فإنه إذا تاب الى الله تقبل الله توبته فرتب له على ذلك القبول أنواعا من النعم لا يهتدي العبد لتفاصيلها بل يزال يتقلب في بركتها وآثارها ما لم ينقضها ويفسدها ، ومنها ان الله سبحانه يحبه ويفرح بتوبته اعظم فرح وقد تقرر ان الجزاء من جنس العمل فلا ينسى الفرحة التي يظفر بها عند التوبة النصوح وتأمل كيف تجد القلب يرقص فرحا وأنت لا تدري بسبب ذلك الفرح ما هو وهذا أمر لا يحس به الا حيي القلب وأما ميت القلب فإنما يجد الفرح عند ظفره بالذنب ولا يعرف فرحاً غيره فوازن إذا بين هذين الفرحين وانظر ما يعقبه فرح الظفر بالذنب من أنواع الأحزان والهموم والغموم والمصائب فمن يشتري فرحة ساعة بغم الأبد وانظر ما يعقبه فرح الظفر بالطاعة والتوبة النصوح من الانشراح الدائم والنعيم وطيب العيش ووازن بين هذا وهذا ثم اختر ما يليق بك ويناسبك وكل يعمل على شاكلته وكل امرئ يصبو الى ما يناسبه " .

مفتاح دار السعادة 1 / 294 .
 
هنا سؤال كثير ما أسال عنه هل يجوز أن يستغفر الإنسان بنية شيء في نفسه؟ مثلا تستغفر الطالبه من أجل ان أن يفتح الله عليها في الإختبارات مثال أخر أو تستغفر من أجل تحقيق أمر ما في حياتها فستغفريوميا لأجل هذا الشيء؟؟؟؟
ارجو ممن يعرف الإجابه الرد للأهمية
 
ثمرات الاستغفار وفوائده

ثمرات الاستغفار وفوائده

إن للاستغفار ثمرات عظيمة جداً ، كعظمة الاستغفار نفسه ، كيف لا ، وأنت تتعامل وتطلب من الغفار العفو الكريم ذي الطول ، لا إله إلا هو
ومن هذه الثمرات والفوائد:
1 ـ غفران الذنوب : بعد محوها ومحو آثارها ، والستر وعدم الفضيحة
2 ـ رضى الله تعالى ومحبته
3 ـ رحمة الله تعالى، {لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون}
4 ـ رفع العذاب { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}
5 ـ الخير الكثير والبركة { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ، ويمددكم بأمرال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً} وقال الثوري : إذا أبطأ عنك الرزق فاستغفر الله
6 ـ جلاء القلوب
7 ـ الاستغفار هو حاجة العبد الدائمة
8 ـ يعود الحلم والأناة
9 ـ كثرة الزهد والعبادة
10 ـ بيان النطق
نقلته باختصار من تحفة الأبرار بشرح حديث سيد الاستغفار للشيخ فواز أحمد زمرلي
 
لا يحتاج المسلم عند الاستغفار الى نية شيء معين سوى ان ينوي ان يغفر الله له ذنوبه ويصلح احواله .. ويعطيه الاجر العظيم على الاستغفار في الاخرة ، ومن نوى هذه النية نال خيري الدنيا والآخرة ..
 
عودة
أعلى