الاستشهاد بآية لغير ما نزلت له

سليم برهان

New member
إنضم
18/12/2010
المشاركات
57
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
جاء في تقرير لفوزي البشري على قناة الجزيرة عند سقوط مبارك ما يلي :
(اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ..
مصير سبقه اليه الشهر الماضي الرئيس التونسي الذي لم يجد من الهرب بداً فنجا هو الآخر ببدنه تاركاً أمثولة بأن الشعوب أبقى وأقوى من الطغاة اذا صح منهم العزم ..
وان مثل مبارك في شعبه كمثل زين العابدين ..
اذ قال له شعبه اصلح ، قال ما انا من المصلحين ..
الا بعداً لمبارك كما بعد زين العابدين )
والسؤال :
هل يجوز استخدام الآيات القرآنية لغير ما انزلت له ....كما في " اليوم ننجيك ببدنك " فمن المعلوم انها في فرعون ...؟
وهل يجوز استخدام " الا بعداً ل .... كما بعد ..... " اي استخدام تركيب مشابه لتركيب آية؟
 
لا بأس بالاقتباس من آيات القرآن الكريم والتمثل بها ما لم يكن في موضع استهزاء أو سخرية.
 
تتميماً لكلام أخي الحبيب محمد أقول:
إنه قد يُستَدل لجواز الاقتباس من القرآن في غير مواضع الهزل بحديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه - صحيحاً - بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لهُ: {لا والله لا نكون كالملأ من بني إسرائيل إذ قالوا لموسى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون}.

قال الهيثمي في المَجمَع: رواهُ البزار , ورجاله رجال الصحيح (9/ 507) تحقيق/ الدرويش.
 
لا بأس بالاقتباس من آيات القرآن الكريم والتمثل بها ما لم يكن في موضع استهزاء أو سخرية.​
المشكلة أخي في مناسبة الآية والهدف من ذكرها .وهل هذا من تحريف الكلم عن مواضعه ؟
 
ممن درس المسألة السيوطي في فتاويه، والدكتور العسكر في كتابه: " الاقتباس دراسة بلاغية شرعية،وللدكتور مساعد الطيار مقالة ذات صلة وثيقة بالموضوع نشرت في مجلة قرآنية تصدر من جدة - لعل اسمها : ( مواكب)، كما تعرض لها الشيخ المتفنن أحمد بن عمر الحازمي في بداية شرحه المسموع لمنظومة الزمزمي في علوم القرآن ،وقد تميز بالتنبيه على أمور ربما لا توجد عند غيره ، والمسألة فيها أمور تحتاج إلى مزيد تحرير، والله اعلم.
 
المشاركة التي بدأها أخونا الفاضل سليم مشكوراً، التي جاءت على شكل سؤال دون أن يقرر شيئاً، مشاركة مفيدة، لكن قد تذهب فائدتها إن أصبحت مناقشاتنا بطريقة مختلفة، وما قاله أخي الحبيب نسيم يحتاج إلى وقفة وهو: "أعيبُ في كلامِك أخي "سليم" أنَّك قُلتَ إنَّ هذه الآيَة نَزلَت في فِرعَون.
أقُول: إنَّ الآية لَم تَنزِل في فِرعَون كشَخص وإنَّما كنمُوذَج بَشري يُمكِن تكرُّرُه في كُلِّ زَمان ومَكان؛ وقَصر الآيات على محالِّ وُرودِها مِن أكبَر العُيوب في التَّعامُل مَع القُرآن؛ ولا يَختَلِف هذا الفِكر عمَّن يقُول بأنَّ القُرآن "أساطير الأوَّلين" فالنَّتيجَة واحِدة!" انتهى
كلام الأخ سليم بدايةً غير معيب، فعندما قال متسائلاً: "هل يجوز استخدام الآيات القرآنية لغير ما أنزلت له ....كما في " اليوم ننجيك ببدنك " فمن المعلوم انها في فرعون ...؟" فقوله: إنها في فرعون كلام سديد لا غبار عليه، وقولك يا أخ نسيم نزلت في فرعون باعتباره نموذجاً بشرياً لا باعتباره شخصاً كلام لا يستقيم؛ لأنك تنفي أن الآية قد نزلت في فرعون باعتباره شخصاً، وهذا النفي لا دليل عليه، فالآية نزلت في الحديث عن شخص فرعون أولاً، وبعد ذلك نستفيد من هذا النموذج الذي يمكن تكراره، ولا أدري كيف خلصت إلى هذه النتيجة الواحدة، بل سأقول أمراً آخر: ألا تظن يا أخ نسيم بأننا لو نظرنا إلى الآيات على أنها سيقت باعتبار المتحدَث عنه نموذجاً بشرياً فقط لا باعتباره شخصاً يدخلنا في دوامة الرمزية؟!
ثم أعود لما طرحه الأخ سليم في استفساره، فأقول: هناك فرق بين التفسير والاستشهاد، فالاستشهاد يكفي أن يشترك فيه الشاهد بالمستشهد عليه في المعنى العام، أو بأي جزئية من جزئياته، بشرط علم المتكلم بالتفسير الصحيح للآية، والتفسير هو بيان مراد كلام الله تعالى ضمن مجموعة من الأصول والقواعد، فأنْ أستشهد على كلامي بآية مرتبطة ولو بوجهٍ من المعاني أمر لا بأس به، كقولي للمريض: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وأنا أقصد الطبيب، مع حضور التفسير الصحيح للآية وأنها في أهل الكتاب، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
 
عودة
أعلى