الإيمان والإسلام في بيت لوط عليه السلام

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
يقول تعالى : ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ . قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ . لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ . مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ . فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ . فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ . وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ [الذاريات:21-27].
يقول ابن عاشور (ت:1393هـ) : " والمؤمن : هو المصدق بما يجب التصديق به . والمسلم المنقاد إلى مقتضى الإِيمان ولا نجاة إلا بمجموع الأمرين ، فحصل في الكلام مع التفنن في الألفاظ الإِشارة إلى التنويه بكليهما وإلى أن النجاة باجتماعهما .
والآية تشير إلى أن امرأة لوط كانت تظهر الانقياد لزوجها وتضمر الكفر وممالأة أهل القرية على فسادهم ، قال تعالى : ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ [التحريم:10] ، فبيت لوط كان كله من المسلمين ولم يكن كله من المؤمنين ، فلذلك لم ينج منهم إلا الذين اتصفوا بالإِيمان والإِسلام معاً " .

والله أعلم وأحكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البين في هذا أن آل لوط كانوا هم من وصفوا بالإسلام مستثنى منهم زوجه ، فأي إسلام لا يكون ناتجا للإيمان فهو نفاق صرف لا يعتد به ، ووصف زوج لوط بأنها من المسلمين يجعلها قد بلغت دعوة ابراهيم عليه السلام (واجعلنا مسلمين لك) فلا يصح في حقها أن توصف بالاسلام فهي مستثناة منه لأن مآلها هو مآل الكفار والمجرمين لخيانتها ونفاقها أما المسلمين الذين أخرجهم الله فلم تكن زوج لوط من بينهم وبالتالي فلم تكن ابدا من المسلمين.
 
أخي عدنان حفظكم الله
فبيت لوط عليه السلام كان كله من المسلمين ، لقوله تعالى : ﴿ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الذاريات:26] ؛ لأن امرأته كانت مسلمة ولم تكن مؤمنة ، فأخرج الله من كان في القرية من المؤمنين ، يقول ابن كثير (ت:774هـ) : " ﴿فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ، وهم لوط وأهل بيته إلا امرأته " . يقول تعالى : ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ﴾[هود:81] . يقول مقاتل (ت:150هـ) : " فالتفتت فأصابها حجر فقتلها " .
فالآية تؤكد أن هناك فرقا بين الإيمان والإسلام ، بخلاف ما ذكر بعض المفسرين على أن الإيمان والإسلام واحد ولا فرق بينهما . ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : الماتريدي (ت:333هـ) والرماني (ت:384هـ) .

والله أعلم وأحكم
 
الأخوة الكرام بارك الله بكم
أولاً : جزى الله الأخ عبد الكريم عزيز خيراً على الموضوع الجميل.

ثانيا: كلاكما محق فيما يرى , ولكن بالنسبة لموضوع الإيمان والإسلام والذي لا يفقهه كثير من الناس على مر العصور , فإني أحب الاسترشاد بكتاب الله في هذا الشأن

و لنتفق قبلها جميعاً على أن الإسلام سابق للإيمان لكثير مما ورد في كتاب الله من آيات في هذا الشأن , وسأورد هاتين الآيتين اختصاراً:

يقول الله تعالى في سورة الحجرات : (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُواأَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)
والآية الآخرى في قوله تعالى في الآية التي تليها : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)

ولما كان أهل المدينة مجتمعا اختلط به أهل الحق والباطل قال الله تعالى عنه: (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم

و ها هنا تنبيه على أن الله عز و جل هو القائل عن المنافقين:لا تعلمهم نحن نعلمهم!
بينما حينما وصف الله عز و جل الأنصار ( خاصة من دون سائر أهل المدينة كلهم ) , وصفهم بقوله تعالى : (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْكَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)

فذكر الله تعالى ها هنا صفة الإيمان لمن أحب المهاجرين من الأنصار و لم يجد في صدره حاجة مما أوتي و آثر على نفسه ولو كان به خصاصة.

وأحب ها هنا أن أشير إلى حديث ورد بهذا الشأن

روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة " أبي عمر البيروتي " من طريق هشام بن عمار : حدثنا صدقة بن خالد ، حدثنا بن جابر ، حدثني شيخ بيروت يكنى أبا عمر ، أظنه حدثني عن أبي الدرداء ؛ أن رجلا يقال له " حرملة " أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :الإيمان هاهنا - وأشار بيده إلى لسانه - والنفاق ها هنا - وأشار بيده إلى قلبه ولم يذكر الله إلا قليلا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اجعل له لسانا ذاكرا ، وقلبا شاكرا ، وارزقه حبي ، وحب من يحبني ، وصير أمره إلى خير" . فقال : يا رسول الله ، إنه كان لي أصحاب من المنافقين وكنت رأسا فيهم ،أفلا آتيك بهم ؟ قال : " من أتانا استغفرنا له ، ومن أصر على دينه فالله أولى به ، ولا تخرقن على أحد سترا " قال : وكذا رواه أبو أحمد الحاكم ، عن أبي بكر الباغندي ، عن هشام بن عمار ، به .

 
اسعدك الله سعادة الدارين شيخي
لي وجهة نظر في نسبة الاسلام للمنافقين ولكن لابد من مناقشة ذلك ليستقر في المفهوم فالإسلام برأيي هو عمل الجوارح الذي ينتج اصلا من استقرار الايمان فإن غاب الايمان فأي عمل للجوارح بعده لا يعتد به وهو نفاق محض فالحقيقة أن الايمان ليس مرتبة اعلى من الاسلام ينتقل إليها المسلم والا فيصبح طريق الايمان يمر بالنفاق قبلا بمعنى يجب أن تسلم اولا ثم تؤمن والحقيقة يجب أن تؤمن اولا ثم يكون من نواتج الايمان عمل الجوارح وهو الاسلام ، فالإسلام حالة راقية تنتج عن استقرار الايمان في النفس ، ولذلك تمنى ابراهيم عليه السلام أن يصل هو ابنه اسماعيل عليه السلام لحالة الاسلام هذه فقال تعالى على لسانه { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة:128]
أما خضوع المنافقين للنبي صلى الله عليه وسلم فهو استسلام للنبي وليس اسلام لله بالمعنى الشرعي الذي نعنيه ، وعندما يقرر الشارع الكريم مفهوم الاسلام في كتابه الكريم فهو لا يقرر استسلام المنافقين للسلطة المؤمنة وإظهار الشعائر الخالية من الايمان اتقاء من المؤمنين بل يقصد الحالة الإيمانية الراقية التي يترافق معها عمل القلب (الايمان) مع عمل الجوارح (الاسلام) ، وبيت لوط سوى زوجه يعدون من المسلمين لأنهم حازوا شرف الاصطفاء بالانقاذ من العذاب أما الزوجة فإنها طالما لم تكن مسلمة فلم تدخل في أهل هذا البيت ومصداق ذلك ابن نوح حين قال تعالى (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) فأخرجه من آل بيته ولكن البيت المسلم لا يزال موجودا لم ينتفي بانتفاء الاسلام عن احد أهله بل انتفت الأهلية عن هذا الكافر.
أما لوط فنبوته لا تخفي عنه سلوك زوجه حتى تتخفى بفعلها المشين عن زوجها فهو يعلم سوءها ولم يراجع ربه فيها حين قضى بهلاكها لعلمه باستحقاقها للعذاب.
إن أخطأت فأستغفر الله ولكم جميل الاعتذار وصادق الدعوات
 
أسعدك الله أخ عدنان

أنا فهمت رأيك من أول مرة , ولذلك قلت أنك على حق فيما ترى.
ولكن فهمك للأمر تنقصه بعض الجوانب الأخرى.
فقولك مثلا : " فالحقيقة أن الايمان ليس مرتبة اعلى من الاسلام ينتقل إليها المسلم والا فيصبح طريق الايمان يمر بالنفاق قبلا بمعنى يجب أن تسلم اولا ثم تؤمن والحقيقة يجب أن تؤمن اولا ثم يكون من نواتج الايمان عمل الجوارح وهو الاسلام "

هذاالقول ينافيه قول الله تعالى في سورةالحجرات : (قَالَتِ الْأَعْرَابُآمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)

الإيمان يدخل القلوب بعدالابتلاءات والاختبارات تماماً مثل امتحانات المدرسة فأنت لا ترتفع درجة إلا بعد الاختبار.. ولذا كان أشد الناس بلاءا هم الأنبياء فالصالحون فالأمثل منهم فالأمثل.

والإيمان درجات فهناك المؤمن الضعيف والمؤمن القوى و في كل خير , وليس بين المؤمنين منافقون!

لكن بالنسبة للمسلمين هناك المسلم بلسانه و المسلم لحبه لله و لما أنزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبالنسبة لمجتمع المدينةفقد اختلط بالنفاق لأن منهم من دخل الإسلام حبا للإيمان والتوحيد و منهم من دخل لدنيا أرادها.. ولذا في سورة الواقعة تجد التقسيم إلى أزواج ثلاثة : السابقون السابقون , والمؤمنون والكافرون.

أنا فهمت من كلامك أننا قد نطلق –كبشر - على إنسان لفظ مسلم و قد يكون منافقاً , ولكن أن يطلق الله اللفظ على بيت لوط عليه السلام فهنا استشكل عليك.

ربما - والله تعالى أعلم -,أقول ربما لو كانت امرأة لوط مؤمنة لقال الله تعالى غير بيت من المؤمنين, ولكن لأن الله تعالى أراد أن يبين أن البيت كما الدولة في عصرنا!

لدينا ما شاء الله في التعداد كذا و كذا من الدول الإسلامية و لكن هل هي دول مؤمنة ؟ و هل شعوبها على الكامل خبيثة أم طيبة ؟ أم يوجد استثناءات فلا نعمم !

يمن الله على رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم بأمرين , قال الله تعالى : ( ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان )

الكتاب هو الشريعة و هو عندنا الإسلام والإيمان موجود حتى عند النصارى واليهود سابقاً, بل إن رسول الله إبراهيم عليه السلام هو الذي سمانا مسلمين من قبل , فما بالنا بمن سبق إبراهيمعليه السلام من المؤمنين بأنبياء الله و رسله السابقين , فماذا نسميهم؟

ليس معنى هذا أن النبي محمدا صلى الله عليه و سلم لم يكن يعرف الإيمان ولكن هل كان يستطيع التعبير عن الإيمان؟

ما الذي علّمه أن يعبر عن الإيمان الذي يكون في القلوب ؟ لولا أن هدانا الله للإسلام وللإيمان لما كنا لننطق بكلمة واحدة مما ورد في سياق الموضوع , ولما أسلم الناس حين سماعهم سحر البيان عندالمسلمين , ولما بكت عينك خشوعاً حين تسمع قصة إسلام يوسف استس مثلا والذي أسلم بسبب آية اهدنا الصراط المستقيم ! يرددها الكثيرون في كل صلاة !

قد يكون الله امتن علي وعليكم بالفطرة السليمة منذ نشأتنا ولكن هل كنا مؤمنين كأطفال ونستطيع التعبير عن ذلك بألسنتنا و سعادتنا بهدايتنا؟ أنا عن نفسي تعرضت لابتلاءات و ما زلت فيها و قد شاب شعري في الإسلام و أخاف على نفسي الفتنة المهلكة ولكني أؤمن بقول الله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواالْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖمَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)

ألم يأت جبريل عليه السلام للنبي ذات يوم و هو بين أصحابه فسأله عن الإيمان و الإسلام والإحسان فماذا قال الرسول محمد صلى الله عليه و سلم : هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم!

لا أرى في الأمر سوى ما بينت من أن الله أطلق لفظ الإسلام على بيت اجتمع فيه الإيمان والخيانة , وذلك كما يطلق على الدولة الظالمة لفظ "قرية" , وعلى الدولة التي فيها مؤمن واحد لفظ "مدينة"!

وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِإِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ(14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)

هذا والله تعالى أعلم .
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.


 
الأخت الفاضلة
الآية التي تفضلتي بالاستشهاد بها للأسف فهمت عند فئام عريضة من المسلمين فهماً خاطئا بأن وصف المنافقين بالمسلمين هو ذات الوصف الذي يأمر الله به في قوله { إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [البقرة:131] وغيره من المواضع التي يعد الإسلام فيها أرقى مراحل الدين وهو الهدف من الرسالات ، وهذا الخلط انتج لنا ما سمي (مراتب الدين) فجُعِلَ الاسلام للكل ، والإيمان لفئة أقل والإحسان لنزر يسير من الربانيين وأولياء الله الصالحين وهذا خلل قاد لفقدان الرقابة الذاتية وزرع النفاق في الأمة مشرعناً بمنهج يدرس لأبنائنا ما أنزل الله به من سلطان ، ولن أعجل في إثبات خلل هذا التقعيد الظالم فقد أعددت بحثاً متكاملاً يثبت بأن هذا التقعيد وترتيب الدين لثلاثة مراتب اعلاها لنخبة النخبة وأدناها للجميع قول باطل مختل يناقض القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فساوى بين اسلام ابراهيم برفعته وعظمته وبين استسلام منافقي الأعراب الذين قال لهم الله تعالى (قولوا أسلمنا) فكان من أعظم معالم الخلل التي نحصد نتائجها في وهن الأمة اليوم وضياع دينها وأمانتها ، ولعلنا نقرأه هنا قريباً ومن كان لديه رد على ما سيقرأ فإني له من الشاكرين وأدخر له الدعاء في جوف الليل صوبني أو خطَّأني والله الهادي الى سواء السبيل.
 
أخي الكريم.

أنت على صواب في كل ما قلته, بل وأتفق معك في رأيك بأن الأمور معقدة في عصرنا لأن المسلمين يكفرون بالإيمان, و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله, ولكن أكثر الناس لا يعلمون!

ولكن الله عز و جل هو القائل للأعراب : ( قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)
و هذا بعدما قالوا : ( آمنّا )
سأذكر لك من كتاب الله عز و جل ما ذكرته أنت بكل بساطة, يقول الله تعالى : (
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْآمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗأَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ )

هؤلاء فِرَقٌ من الناس على مر العصور الإسلامية يرفضون الإيمان و يستهزئون بأهله.
و سيفترق المسلمون كما أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم على 73 فرقة! ليسوا كلهم منافقون.
 
أخي الكريم.

أنت على صواب في كل ما قلته, بل وأتفق معك في رأيك بأن الأمور معقدة في عصرنا لأن المسلمين يكفرون بالإيمان, و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله, ولكن أكثر الناس لا يعلمون!

ولكن الله عز و جل هو القائل للأعراب : ( قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)
و هذا بعدما قالوا : ( آمنّا )
سأذكر لك من كتاب الله عز و جل ما ذكرته أنت بكل بساطة, يقول الله تعالى : (
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْآمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗأَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ )

هؤلاء فِرَقٌ من الناس على مر العصور الإسلامية يرفضون الإيمان و يستهزئون بأهله.
و سيفترق المسلمون كما أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم على 73 فرقة! ليسوا كلهم منافقون.
 
الأخت الفاضلة ابتسام والأخ الفاضل عدنان جزاكما الله خيرا وأحسن إليكما ، ونرجو من الله التوفيق والسداد .
وبعد ، ليكون التواصل جيدا أقترح أن نضبط المصطلح الذي نتعامل به أولا . ثم تأتي الاستنتاجات بعد ذلك .
فالموضوع المعد للنقاش يدور حول مصطلحين اثنين هما : الإسلام والإيمان .
يقول الراغب الأصفهاني (ت:502هـ) في تعريف الإسلام : " والْإِسْلَامُ في الشّرع على ضربين :
أحدهما : دون الإيمان ، وهو الاعتراف باللسان ، وبه يحقن الدّم ، حصل معه الاعتقاد أو لم يحصل ، وإيّاه قصد بقوله : ﴿قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا﴾ [الحجرات:14] .
والثاني : فوق الإيمان ، وهو أن يكون مع الاعتراف اعتقاد بالقلب ، ووفاء بالفعل ، واستسلام لله في جميع ما قضى وقدّر ، كما ذكر عن إبراهيم عليه السلام في قوله : ﴿إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ﴾ [البقرة:131] " .
إذا علمنا أن مصطلح الإسلام له معنيان ، ورجعنا إلى قول الله تعالى : ﴿ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ ، حيث ذكر المفسرون أن بيت لوط يتكون من لوط عليه السلام وامرأته وبنتيه ، نجد أن مصطلح الإسلام هنا من النوع الأول ؛ لأن " امرأة لوط كانت تظهر الانقياد لزوجها وتضمر الكفر وممالأة أهل القرية على فسادهم " . وبهذا الاستثناء أطلق لفظ (المسلمين) على أهل البيت جميعا . فهو بيت غير متجانس ، فيه المؤمنون ، وفيه غير المؤمنين المحصور في امرأة لوط وحدها .

والله أعلم وأحكم
 
هذا جزء من كتابي : البلاغ المبين في حقيقة الدين:

التأصيل التراتبي يقود لفهم فاسد:

جعل مفهوم مراتب الدين من زوجة نبي الله لوط امرأة مسلمة ولم يدرك القائلين بهذا أنهم يجعلون مرتبة الإسلام المدعاة مرتبة نفاق وينسف كل آية مدح الإسلام والمسلمين في القرآن الكريم، ومن أمثلة هذه الفكرة ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية حيث نسب امرأة لوط للإسلام فقال:
والمقصود أن امرأة لوط لم تكن مؤمنة، ولم تكن من الناجين المخرجين، فلم تدخل في قوله تعالى: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٣٥) وكانت من أهل البيت المسلمين، وممن وجد فيه، ولهذا قال تعالى: (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٣٦).[1]
وما قاله شارح كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول في محاولة نسبة الإسلام لامرأة لوط ونفي الإيمان عنها ساعياً في ظنه للاستدلال على نظريته في تراتب الدين:
أن آية الذاريات توافق آية الحجرات؛ لأن الله أخبر أنه أخرج من كان فيها مؤمناً، قال: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات:٣٥]، وأنه لم يجد إلا أهل بيت من المسلمين، وذلك لأن امرأة لوط كانت في أهل البيت الموجودين، ولم تكن من المخرجين الذين نجوا، فقال تعالى: (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الذاريات:٣٦]، أي: ومنهم امرأة لوط، ولكن من حصل لهم الإخراج وصفهم الله بالإيمان، وامرأة لوط ليست من المخرجين، وأما الموجودون في البيت فقد وصفهم جميعاً بالإسلام فقال: (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الذاريات:٣٦]، وامرأة لوط كانت كافرة، هي موجودة معهم في البيت، فلما كانت معهم وصفهم الله بالإسلام؛ لأنها كانت تظهر أنها على دين زوجها، وهي في الحقيقة على دين قومها، ولذلك لم يخرجها الله معهم، وقال: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات:٣٥] ومعهم المرأة؛ لأنها من الذين أظهروا الإسلام؛ ولهذا يقول المؤلف رحمه الله: (وذلك لأن امرأة لوط كانت في أهل البيت الموجودين، ولم تكن من المخرجين الذين نجوا، بل كانت من الغابرين الباقين في العذاب) كما قال تعالى: (إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ) [الشعراء:١٧١] أي: في الباقين، وكانت في الظاهر مع زوجها على دينه، فتظهر الإسلام، وفي الباطن مع قومها على دينهم، خائنة لزوجها تدل قومها على أضيافه، فإذا جاء إلى لوط أضياف دلت عليهم، كما قال الله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) [التحريم:١٠] وكانت خيانتهما لهما في الدين لا في الفراش؛ لأن زوجة النبي مصونة العرض،[2] وإنه ما بغت امرأة نبي قط، وهذا من صيانة الله لأنبيائه.[3]
وتابعه ابن القيم رحمه الله على هذا الفهم فقال عن هذا الموضع:
وقوله: (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٣٦) لما كان الموجودون (٤) من المخرجين أوقع اسم الإِسلام عليهم؛ لأنَّ امرأة لوط كانت من أهل هذا البيت، وهي مسلمةٌ في الظاهر، فكانت في البيت الموجودين لا في القوم الناجين. وقد أخبر الله سبحانه عن خيانة امرأة لوط،[4]
وسيأتي في الفصل القادم ما يوضح المفهوم السديد للإسلام وإنزال الآية الكريمة لنجد بطلان ما ذهبوا إليه من وصف امرأة لوط بالإسلام وأن الإسلام ليس بمرتبة دونية تضم المنافقين كما يدعون.


[1] ص305 - كتاب الإيمان الأوسط ط ابن الجوزي - خيانة امرأة لوط عليه السلام في الدين لا في الفراش.

[2] هل خيانة الله والكفر به أهون من الزنا؟

[3] ج9ص6 - شرح كتاب الإيمان الأوسط لابن تيمية الراجحي.

[4] ص82 - كتاب الرسالة التبوكية زاد المهاجر إلى ربه ط عطاءات العلم - سر الفرق بين الإسلام والإيمان في الآيتين
 
ومن الأمثلة التي مضت معنا وكانت صورة واضحة للخطأ الذي سببته مراتب الدين هو فهم قصة لوط وأهله فيقول تعالى:
فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 35 فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ 36 [الذاريات]

وما سبق واستشهدنا به أنهم يقولون بأن نسبة الإسلام لبيت لوط تدخل فيه امرأة لوط أما الإخراج والنجاة فاقتصر على المؤمنين واستدلوا بذلك على أن مرتبة الإسلام دون مرتبة الإيمان وأن امرأة لوط منافقة كانت تظهر الإخلاص وتبطن الخيانة فقرروا بوضوح بأن الإسلام يدخل فيه المنافقين، برغم أن القرآن الكريم لم يقرر ما إذا كان فعل امرأة لوط خفيٌّ أم ظاهر.
أما نحن فنقول بأن الإسلام هو الفعل والترك المترتب على تحقق الإيمان وهو الحالة المثلى للمؤمن، فإبراهيم عليه السلام حينما (أسلما) هو وإسماعيل أي امتثلا واستسلما لحكم الله بالفعل لمقتضيات الإيمان بأن يذبح إبراهيم ابنه ويستسلم إسماعيل لفعل أبيه كان فعلهم هذا إسلاماً (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) كان تحقيقاً لدعوة إبراهيم ربه قائلاً "واجعلنا مسلمين لك"
وكذلك الحال فيما يتعلق بنبي الله لوط وأهل بيته، والقول بأن قوله تعالى " فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " يشمل امرأة لوط لأنها مسلمة غير مؤمنة وأنها أتت بالمرتبة الأدنى وأظهرت الإسلام قول يراد منه إثبات نظرية مراتب الدين وهذا قول باطل من عدة وجوه:
أولاً: أن القول بأن امرأة لوط كانت تخفي الكفر وتظهر الإيمان مجازفة غير سديدة ولا دليل عليها، لا في القرآن الكريم ولا السنة فالأصل أن لوط يعلم بفعل امرأته كما كان نوح يعلم بفعل ابنه وامرأته، والقول بنفاق امرأة لوط وامرأة نوح قول بلا دليل وإنما افتراه الرافضة سعياً في الطعن في زوجتي النبي g عائشة وحفصة رضي الله عنهما ونسبة النفاق إليهما قياساً على امرأتي نوح ولوط وهذا القول باطل معلوم البطلان ، يقول الرافضي التستري "ويأتي في " عائشة " نزول قوله تعالى: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيلا أدخلا النار مع الداخلين) باعتراف عمر في عائشة وحفصة."[1]
ثانياً: القاعدة القرآنية هي أن الكافر تنتفي نسبته لأهل بيت النبوة فهذا نوح عليه السلام في قوله تعالى ينادي ربه لتحقيق وعده وإنجاء ابنه لأنه من أهله فيقول تعالى: (وَنَادَىٰ نُوحٞ رَّبَّهُۥ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِي مِنۡ أَهۡلِي وَإِنَّ وَعۡدَكَ ٱلۡحَقُّ وَأَنتَ أَحۡكَمُ ٱلۡحَٰكِمِينَ ٤٥) ]هود[ فأجابه الله بأن ابنه ليس من أهله فكفره أدى لخروجه وانتفاء هذه الصفة عنه فيقول تعالى : (قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحٖۖ فَلَا تَسۡـَٔلۡنِ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ إِنِّيٓ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ ٤٦) وسكت نوح عن امرأته وكذلك الأمر بالنسبة لامرأة لوط، فخيانتها أدت لخروجها من أهل بيت لوط، فيكون قوله تعالى " فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " يشمل نوح وبناته ولا يشمل امرأته.
ثالثاً: أن الملائكة أخبروا لوطاً بأن امرأته مستثناة من النجاة فقال تعالى: وَلَمَّآ أَن جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗاۖ وَقَالُواْ لَا تَخَفۡ وَلَا تَحۡزَنۡ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهۡلَكَ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ ٣٣ ]العنكبوت[ أما امرأة لوط فكانت كافرة مارقة استحقت العذاب ولم يعترض لوط عليه السلام أو يجادل الملائكة في هذا الخبر.
رابعاً: أن قوله تعالى : فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 35 فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ 36 [الذاريات] سياق واحد لا يجزأ فالآيتين مرتبطين ببعضهما بفاء التعقيب (فما وجدنا فيها) يقصد بهم لوط وبناته من دون امرأته ذلك أن إيمان لوط وبناته تحقق بنهيهم عن السوء وامتناعهم عن فعل المنكرات فاجتازوا الإيمان وحققوه بالتطبيق العملي (المسلمين) وهذا هو عين الإحسان فأراد الله ان يبين لنا بوصفهم كمسلمين أنهم استسلموا لأمر الله بالخلوص من أفعال السوء العملية وتركها فتجاوزوا التصديق الاعتقادي إلى التطبيق العملي.
خامساً: أن الآية متصلة بما قبلها بفاء (العطف)، فيقول تعالى (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أي قضينا بأن تتحقق نجاة المؤمنين من قرية لوط، فلما أنجيناهم لم نجد من المؤمنين الذين وافق إيمانهم أفعالهم واستسلموا لأمر الله سوى أهل بيت واحد (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ويراد بذلك من استسلم لأمر الله من أهله أما من عاند وكفر فهو ليس من أهل البيت أصلاً، ونرى في ترتيب الآية بأن النجاة سبقت تعيين المسلمين الذين تم اخراجهم وفي سورة الحجر يبين الحق تعالى بأن امرأته ليست من آله، فيقول تعالى على لسان الملائكة : (قَالُوٓاْ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمٖ مُّجۡرِمِينَ ٥٨ إِلَّآ ءَالَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمۡ أَجۡمَعِينَ ٥٩ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ قَدَّرۡنَآ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ ٦٠) ، وكذلك قال الخراط في اعرابها " جملة «فما وجدنا» معطوفة على جملة «أخرجنا» ، «غير» مفعول به، الجار «من المسلمين» متعلق بنعت لـ «غير» ."[2] فأوضح صلة الآية بالآية السابقة وأنهما ليستا منفصلتين.
سادساً: خالف العديد من المفسرين القول بأن قوله (المسلمين) يشمل امرأة لوط ولعلنا نستعرض جملة من أقوال اهل العلم فيما يلي:
  • جاء في اللباب عند ابن عادل (880هـ) التقرير بأن المسلمين لا يشمل سوى لوط وابنتيه فقال؛ وقوله: ﴿فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ المسلمين﴾ يعني لوطاً وابنتيه وصفهم الله تعالى بالإيمان والإسلام جميعاً، لأنه ما من مؤمن إلا وهو مسلم، وفيه إشارة إلى أن الكفر إذا غلب، والفِسْقَ إذا فَشَا لا ينفع معه عبادة المؤمنين، بخلاف ما لو كان أكثر الخلق على الطريقة المستقيمة، وفيهم شِرْذِمَةٌ يسيرة يسرقون ويزنون، ومثاله أن العالم كالبَدَن، ووجود الصالحين كالأغذية الباردة والحارة والسموم الواردة عليه الضارة ثم إن البدن إن خلا عن المنافع وفيه الضارّ هلك وإن خلا عن الضار وفيه النافع طاب ونما، وإن وُجِدَا فيه فالحكم للغالب ، وإذا علم أن إطلاق العَامّ على الخَاصِّ لا مانع منه، لأن المسلم أعمّ من المؤمن فإذا سمي المؤمن مسلماً، لا يدل على اتحاد مفهوميهما فكأنه تعالى قال: أخرجنا المؤمنين، فما وجدنا الأعمَّ منهم إلا بَيْتاً من المسلمين، ويلزم من هذا أن لا يكون هناك غيرهم من المؤمنين.
  • عند ابن جرير (ت 310هـ) جاء في تفسير هذه الآية (حدثني ابن عوف، قال: ثنا المعتمر، قال: ثنا صفوان، قال: ثنا أبو المثنى ومسلم أبو الحيل الأشجعيّ قال الله: ﴿فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ لوطا وابنتيه) ولم يذكر زوجته.
  • وقال فيها البغوي؛ ﴿فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ، أَيْ غَيْرَ أَهْلِ بَيْتٍ، ﴿مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، يَعْنِي لُوطًا وَابْنَتَيْهِ، وَصْفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ جَمِيعًا لِأَنَّهُ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَهُوَ مُسْلِمٌ.
  • وقال السمعاني (ت 489هـ) في تفسيره ولم يدخل امرأة لوط في بيته؛ (وَقَوله تَعَالَى: ﴿فأخرجنا من كَانَ فِيهَا من الْمُؤمنِينَ فَمَا وجدنَا فِيهَا غير بَيت من الْمُسلمين﴾ فِيهِ دَلِيل لمن قَالَ: إِن الْإِسْلَام وَالْإِيمَان وَاحِد، وَقد بَينا من قبل. وَعَن قَتَادَة أَنه قَالَ: لَو كَانَ فِي قريات لوط بَيت من الْمُسلمين غير بَيت لوط لم يُهْلِكهُمْ الله تَعَالَى؛ ليعرف قدر الْإِيمَان عِنْد الله تَعَالَى. وَاخْتلف القَوْل أَنه هَل كَانَ آمن بلوط عَلَيْهِ السَّلَام أحد. فأحد الْقَوْلَيْنِ: أَنه كَانَ آمن بِهِ بضع [عشرَة] نفسا. وَالْقَوْل الثَّانِي: أَنه لم يكن آمن بِهِ أحد إِلَّا ابنتاه.
  • أما الواحدي (ت 468هـ) في التفسير البسيط فقال (﴿فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ قال مجاهد، ومقاتل والمفسرون: يعني: لوطًا وبنتيه(١). وهذا مذكور في مواضع من التنزيل كقوله: ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ﴾ [الأعراف: 83] وقوله: {لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ} [العنكبوت: 2] وقوله: ﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ﴾ [القمر: 34] الآيات. والتقدير في الآية: غير أهل بيت، وكثر استعمال هذا حتى انطلق البيت على أهله، فيقال: بيت شريف، يراد به الأهل. وسَمّاهم في الآية الأولى: مؤمنين، وفي الثانية: مسلمين؛ لأنه ما من مؤمن إلا وهو مسلم، وقد يكون مسلمًا ولا يكون مؤمنًا كما قال تعالى ذكره: ﴿قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا [الحجرات: 14].)
فكانت قصة لوط وأهل بيته دليل على استقامة القول بأن الإسلام هو تحقق الإيمان على الجوارح وحصول العبادات والشرائع الناشئة عن استقرار الإيمان، والقول بأن امرأة نوح تدخل في الإسلام قول باطل فالمنافق (إن تجاوزنا بالقول بنفاقها) لا يمكن إدخالها في الدين وهي في الدرك الأسفل من النار والله جامع الكافرين والمنافقين في جهنم يوم القيامة، فإن قيل أن الاعمال الظاهرة هي الإسلام قلنا هل يعد المنافق مسلم لله ؟؟ فإن قيل لا هو غير مسلم لله لأنه غير مؤمن، قلنا فإسلامه بإظهار العبادات للمؤمنين ليس إتيان بشيء من المعلوم من الدين بالضرورة لأنه لا يقبل عند الله.


[1] قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٢٣٦

[2] ج4 ص1235 - كتاب المجتبى من مشكل إعراب القرآن
 
التعليق على ما تقدم: نقول وبالله التوفيق بأن القول بدرجات ومراتب الدين قول مستحدث لم يقل به سلف الأمة وأن أول من قال به هو ابن تيمية رحمه الله (ت 728هـ) وليس على هذه البدعة إجماع سوى من بعض من تابعوه، وأحياها أهل الأثر وكل ذلك مجرد رأي متأخرٌ لا إجماع عليه، ولا بد لمن يظن بأن هذا قول السلف أن يراجع نفسه وتاريخ هذا القول، وقد سلك ابن تيمية كل سبيل للاستدلال على قوله حتى عسف النصوص عسفاً فنسب الإسلام لزوجة لوط المنافقة الهالكة قال بأنها من المسلمين ، ولما وجد الإسلام يرد في القرآن معظماً مفرداً اضطر لاختراع مسالة الاجتماع والافتراق لتسويغ قوله.
 
التعليق على ما تقدم: نقول وبالله التوفيق بأن القول بدرجات ومراتب الدين قول مستحدث لم يقل به سلف الأمة وأن أول من قال به هو ابن تيمية رحمه الله (ت 728هـ) وليس على هذه البدعة إجماع سوى من بعض من تابعوه، وأحياها أهل الأثر وكل ذلك مجرد رأي متأخرٌ لا إجماع عليه، ولا بد لمن يظن بأن هذا قول السلف أن يراجع نفسه وتاريخ هذا القول، وقد سلك ابن تيمية كل سبيل للاستدلال على قوله حتى عسف النصوص عسفاً فنسب الإسلام لزوجة لوط المنافقة الهالكة قال بأنها من المسلمين ، ولما وجد الإسلام يرد في القرآن معظماً مفرداً اضطر لاختراع مسالة الاجتماع والافتراق لتسويغ قوله.

إذا كان قول السلف عن مراتب الدين غير صحيح فما هو رأيك
الصحيح
اعطي مثالا لشخص كافر و ما هي المراحل التي يجب أن يمر بها لكي يصبح مسلما ...
 
أولاً : أتحدى أن تأتِ بقول للسلف بمراتب الدين ، وعندما نقول السلف فنحن نتكلم عن أفاضل القرون الثلاثة الأولى من الصحابة والتابعين وتابعيهم ، وما بعد ذلك فليسوا من السلف فلا تقولي ان ذلك تقرير السلف.

ثانياً فإن دعوتي أحداً للدين فأعلميه أن الدين اعتقاد وإيمان يترافق مع العمل ، فإن تحقق ذلك سمي إسلاماً لله ، وأن لم يتحقق سمي إسلاماً للناس وللسلطة وللدنيا ، وأعلميه بأن الإحسان هو إتيان العبادات (الإسلام) بفعل استقرار الاعتقاد (الإيمان).
أن يؤمن بالله جل وعلا واحداً أحداً فردا صمداً ، وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر خيره وشره.
ثم ينظر ماذا افترض عليه هذا الإله العظيم الذي آمن به ، ويعلم بأن الله وعد من يعمل الصالحات (وهو مؤمن) فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وليعلم انه لا يقبل عمل من امرئ خلا قلبه من الإيمان ، وفعله نفاق.
وليعلم بأن الله جل وعلا قرن العمل بالإيمان ولم يفصله عنه وقال تعالى:
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا [النساء:124]
عملٌ حال الإيمان وليس منفكاً عنه.
وقال تعالى:
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97]
العمل الصالح للذكر والأنثى لا يقبل إلا وهو مؤمن أي سبق إيمانه عمله.
ويقول تعالى:
وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا [الإسراء:19]
والسعي للآخرة هو العمل ، والعمل هو العبادات اللازمة لتحقق الثواب ، ولا يمكن تحققها بلا إيمان أبداً.
ويقول تبارك وتعالى :
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا [طه:112]
والصالحات هي كافة أعمال الجوارح التي ينبغي أن تترافق مع تحقق الإيمان وليس كما قرر ابن تيمية ومن تابعه.
يقول الحق تبارك وتعالى:
فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ [الأنبياء:94]
وهنا أيضا عمل مترافق مع اعتقاد وسعيه مشكور ومكتوب وآمن الظلم والهضم .
ويقول الحق تبارك وتعالى:
مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ [غافر:40]
(وهو مؤمن) أي حال الإيمان ، أما بدون إيمان فعمله كسراب بقيعه يحسبه الظمآن ماءً.​

فإذا لقيتي كافراً ودعوتيه للإسلام فأخبريه أن الدين اعتقاد يقود للعمل ، فإن كان الاعتقاد لا يدفع للعمل فاعلم أن في قلبك مرض لأن قبول العمل مرهون بتحقق التصديق القلبي ، فإن وجدت نفسك تنهض لعمل الطاعة مستحضراً مشاهدة الله لك ، وعلمه بحالك وجزاء العاملين وعقوبة المفرطين ، فاعلم أنك إلى خير.
وأما ما دون ذلك فراجع نفسك فإن كان الناس يظنون بك خيراً فحقيقتك يعلمها الله ولن ينفعك من الناس يوم العرض أحد.
 
التعليق على ما تقدم: نقول وبالله التوفيق بأن القول بدرجات ومراتب الدين قول مستحدث لم يقل به سلف الأمة وأن أول من قال به هو ابن تيمية رحمه الله (ت 728هـ) وليس على هذه البدعة إجماع سوى من بعض من تابعوه،

المشكلة اني قلت بوضوح بأن ذلك ليس قول سلف الأمة وتردي فتقولي :
إذا كان قول السلف عن مراتب الدين غير صحيح فما هو رأيك الصحيح

ربما كلامي غير واضح ؟
 
مثال واحد :
ما دام الإسلام أدنى درجات الدين ومراتبه يدخل فيه المنافق والذي في قلبه مرض والإحسان أعلاها ، فلماذا هؤلاء الأنبياء يدعون ربهم يرجون أن يموتوا مسلمين ولم يقولوا محسنين ولا مؤمنين ؟؟؟
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [يوسف:101]

رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:128]

لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:163]

وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ [الأعراف:126]

فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ [يونس:72]

وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ [يونس:84]
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ [يونس:90]

رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ [الحجر:2]

وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ [النحل:89]

قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ [النحل:102]

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الحج:78]

إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ [النمل:91]

وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ [القصص:53]

وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ [الزمر:12]

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33]

الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ [الزخرف:69]

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [الأحقاف:15]

أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ [القلم:35]

فمن يقول أن المنافقين مسلمين وليسوا مجرمين كذب بآيات الله شاء أم ابى






 
أولاً : أتحدى أن تأتِ بقول للسلف بمراتب الدين ، وعندما نقول السلف فنحن نتكلم عن أفاضل القرون الثلاثة الأولى من الصحابة والتابعين وتابعيهم ، وما بعد ذلك فليسوا من السلف فلا تقولي ان ذلك تقرير السلف.

ثانياً فإن دعوتي أحداً للدين فأعلميه أن الدين اعتقاد وإيمان يترافق مع العمل ، فإن تحقق ذلك سمي إسلاماً لله ، وأن لم يتحقق سمي إسلاماً للناس وللسلطة وللدنيا ، وأعلميه بأن الإحسان هو إتيان العبادات (الإسلام) بفعل استقرار الاعتقاد (الإيمان).
أن يؤمن بالله جل وعلا واحداً أحداً فردا صمداً ، وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر خيره وشره.
ثم ينظر ماذا افترض عليه هذا الإله العظيم الذي آمن به ، ويعلم بأن الله وعد من يعمل الصالحات (وهو مؤمن) فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وليعلم انه لا يقبل عمل من امرئ خلا قلبه من الإيمان ، وفعله نفاق.
وليعلم بأن الله جل وعلا قرن العمل بالإيمان ولم يفصله عنه وقال تعالى:
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا [النساء:124]
عملٌ حال الإيمان وليس منفكاً عنه.
وقال تعالى:
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97]
العمل الصالح للذكر والأنثى لا يقبل إلا وهو مؤمن أي سبق إيمانه عمله.
ويقول تعالى:
وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا [الإسراء:19]
والسعي للآخرة هو العمل ، والعمل هو العبادات اللازمة لتحقق الثواب ، ولا يمكن تحققها بلا إيمان أبداً.
ويقول تبارك وتعالى :
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا [طه:112]
والصالحات هي كافة أعمال الجوارح التي ينبغي أن تترافق مع تحقق الإيمان وليس كما قرر ابن تيمية ومن تابعه.
يقول الحق تبارك وتعالى:
فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ [الأنبياء:94]
وهنا أيضا عمل مترافق مع اعتقاد وسعيه مشكور ومكتوب وآمن الظلم والهضم .
ويقول الحق تبارك وتعالى:
مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ [غافر:40]
(وهو مؤمن) أي حال الإيمان ، أما بدون إيمان فعمله كسراب بقيعه يحسبه الظمآن ماءً.​




فإذا لقيتي كافراً ودعوتيه للإسلام فأخبريه أن الدين اعتقاد يقود للعمل ، فإن كان الاعتقاد لا يدفع للعمل فاعلم أن في قلبك مرض لأن قبول العمل مرهون بتحقق التصديق القلبي ، فإن وجدت نفسك تنهض لعمل الطاعة مستحضراً مشاهدة الله لك ، وعلمه بحالك وجزاء العاملين وعقوبة المفرطين ، فاعلم أنك إلى خير.
وأما ما دون ذلك فراجع نفسك فإن كان الناس يظنون بك خيراً فحقيقتك يعلمها الله ولن ينفعك من الناس يوم العرض أحد.



​​​​​ ادعوك أن تتمعن في الحديث التالي و تفكر فيه جيدا ...و فكر كيف كان يفعل الرسول صلى الله عليه و سلم .



وعَن ابن عُمَر رَضِيَ اللَّه عنْهَما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ مُتفقٌ عليه.

بالتوفيق
 
قلت : فإن دعوتي أحداً للدين فأعلميه أن الدين اعتقاد وإيمان يترافق مع العمل ، فإن تحقق ذلك سمي إسلاماً لله )


​​​​​ الاصح هو تعليمه أولا معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله لكي يشهد لأن إن لم يكن إله لم يكن هناك أصلا دين و لا إيمان ...


​​​​​​


​​​​​
​​​
 
ما دخل ما قلتيه بمراتب الدين؟
وأين الرد على كلامي الطويل العريض؟
وهل قلت ان الشهادة لا تعصم المال والدم ؟؟ عصمت مال ودماء المنافقين ، نحن نتحدث عن مراتب الدين المبتدعة
الله يصلح حالنا وحالك
 
نعم له دخل .

١. الشهادة هو الركن الأول من الإسلام و الرسول صلى الله عليه و سلم يقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ... أي أن الدخول في الإسلام يبدأ بالشهادة و بالتي بالإسلام ..

٢ . إذا كان هناك من يسلم فقط للناس أو ينافق فهذا لا يعني أن الخلل في مراتب الدين و أن الإيمان هو قبل الإسلام بل الخلل برجع إلى الشخص نفسه … فالشهادة يجب أن يشهدها العبد و هو مخلص ...و الصلاة يجب إقامها لله و الصوم لله و الزكاة لله ...
٣. بالنسبة لإمرآة لوط فهي كافرة و هناك من المفسرين الذين لم يعتبرنها من المسلمين ..

٣. أصلا،إذا قام العبد بالشهادة و هو مخلص و الصلاة و الصوم و الزكاة و هو مخلص و سائر العبادات و هو مخلص فهذا بحد ذاته من الإيمان ..


...
 
عودة
أعلى