الإيمان قبل القرآن

إنضم
22 مايو 2006
المشاركات
2,552
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
58
الإقامة
الرياض
من يتأمل مقاصد القرآن الكريم يجد أن الله عز وجل جعل الإيمان شرطا في الانتفاع بالقرآن الكريم، وهو سبب في كونه له هدى ورحمة وشفاء، وبين سبحانه أن ليس كذلك لغير المؤمنين، بل يكون عليهم عمى وخسارًا
قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82]
وقال سبحانه : [قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ ] [فصلت: 44].
ومن يتأمل حال السلف الصالح رضي الله عنه يجد أنهم فهموا كيف يعيشون مع القرآن، فكانوا يحرصون على تحقيق الإيمان قبل القرآن بسلامة القصد والعقيدة ، والتخلق بخلق القرآن، والعمل بشرعه.
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )) رواه مسلم/223
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : بقول عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: " لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرٍ وَأَحَدُنَا يَرَى الْإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَتَعَلَّمُ حَلَالَهَا وَحَرَامَهَا، وَأَمْرَهَا وَزَاجِرَهَا، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ نُوقَفَ عِنْدَهُ مِنْهَا، كَمَا تَعَلَّمُونَ أَنْتُمُ الْيَوْمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ رِجَالًا يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ قَبْلَ الْإِيمَانِ، فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ، وَلَا يَدْرِي مَا أَمْرُهُوَلَا زَاجِرُهُ، وَلَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهُ وَيَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقْلِ " رواه الطبراني في الأوسط، قال الحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علة ووافقه الذهبي أنظر : المستدرك على الصحيحين 1/35
والدقل : بفتح الدال المهملة بعدها قاف مفتوحة وهو رديء التمر ويابسه ، انظر : (النهاية لابن الأثير 2/172
قال الحسن البصري: [ إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبُّر آياته إلا باتباعه، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفاً وقد - والله ! - أسقطه كله مايُرى القرآن له في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نَفَسٍ ! والله ! ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الوَرَعة متى كانت القراء مثل هذا ؟ لا كثَّر الله في الناس أمثالهم]. الزهد (ص/276)
 


ولم يرزق الصحابة رضوان الله عليهم حفظ القرآن بقدر ما رزقوا حب العمل بالقرآن

عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: [ كان الفاضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة ونحوها ورزقوا العمل بالقرآن، وإن آخر هذه الأمة يقرؤون القرآن، منهم الصبي والأعمى ولا يرزقون العمل به. الجامع لأحكام القرآن (1/39)

وقال ابن مسعود رضي الله عنه : إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسهل علينا العمل به، وإن مَنْ بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به ] الجامع لأحكام القرآن (1/40)

نسأل جل في علاه أن يرزقنا حب العمل بكتابه والتخلق بخلقه وللحديث بقية بمشيئة الله تعالى

 
مازلنا في انتظار البقية .
هذا الموضوع هام جدا .
وقد قال أحد العلماء : الذي ليس عنده نور الإيمان هو لايستفيد من نور القرآن.
 
شكر الله يا شيخ جمال.
يضاف للآثار السابقة قول جُنْدُبٍ رضي الله عنه: «كُنَّا مَعَ نَبِيِّنَا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِتْيَانًا حَزَاوِرَةَ، فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَنَزْدَادُ بِهِ إِيمَانًا، فَإِنَّكُمُ الْيَوْمَ تَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ قَبْلَ الْإِيمَانِ» وكلها تدل على معنى واحد.

تعلم الإيمان قبل القرآن يعني تهيئة القلب لتلقي تعاليم القرآن والاهتداء بأنواره، فهو كتهيئة الأرض حتى تكون صالحة للزرع.
ويدخل في ذلك أن يَقِرَ في القلب حب الله والتعلق به ومعرفة ربوبيته لخلقه، والاطمئنان العميق لصدق النبي صلى الله عليه وسلم وأن ما جاء به من عند الله تعالى، وأن كتابه هو المعجز والهدى والنور والفرقان، فإذا سمع آيات الله بعدها وقعت من قلبه موقعها وتمكنت منه ونفعه الله بها.
 
جزى الله الأخوة الكرام على مشاركتهم وجعل ما سجلوه في سجل حسناتهم.
لا شك أن تلاوة القرآن وحفظه تزيد الإيمان لكن الله عز وجل بين أنه ذلك أيضا للمؤمنين قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الأنفال2

عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ الدَّهْرِ وَإِنَّ أَحَدَنَا يُؤْتَى الْإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ , وَفِي لَفْظٍ : إنَّا كُنَّا صُدُورَ هَذِهِ الْأُمَّةِ , وَكَانَ الرَّجُلُ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ وَصَالِحِيهِمْ مَا يُقِيمُ إلَّا سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ , وَكَانَ الْقُرْآنُ ثَقِيلًا عَلَيْهِمْ وَرُزِقُوا عِلْمًا بِهِ وَعَمَلًا , وَإِنَّ آخِرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَخِفُّ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنُ حَتَّى يَقْرَأَهُ الصَّبِيُّ وَالْعَجَمِيُّ لَا يَعْلَمُونَ مِنْهُ شَيْئًا , أَوْ قَالَ لَا يُسَلِّمُونَ مِنْهُ الشَّيْءَ )) الفتاوى لشيخ الإسلام 6/ 650

وعَنْ حَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إنَّا آمَنَّا وَلَمْ نَقْرَأْ الْقُرْآنَ وَسَيَجِيءُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَلَا يُؤْمِنُونَ )) الفتاوى لشيخ الإسلام 6/ 650

وليس معنى ذلك هو التقليل من شأن تلاوة القرأن وحفظه حاشا لله، بل التهيئة للانتفاع به.
تأمل ما قاله أبو بكر بن عياش رحمه الله " مَا سَبَقَكُمْ أَبُو بَكْرٍ بِفَضْلِ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ وَلَكِنْ بِشَيْءِ وَقَرَ فِي قَلْبِهِ " . وَهُوَ الْيَقِينُ وَالْإِيمَانُ )) مجموع الفتاوى 2/285

وللحديث بقية بإذن الله تعالى لتوضيح المعاني المبهمة ، والمجال للأخوة الكرام للتوضيح وبيان خصائص الإيمان، ونواقضها، والفرق بين الإيمان الكامل والناقص ، وأسباب زيادة الإيمان، وعلامات الإيمان، فهذا بحر كبير لن يستوعب بمقال .
والله الموفق والهادي
 
الحمد لله وبعد فأين تضع خبر جبير بن مطعم رضي الله عنه عندما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور بمكة ( وجبير مشرك)قال فكاد قلبي يطير.... الحديث أليس هذا نوع انتفاع أن يقاد للاسلام أظن ياشيخ أن المسألة نسبيه وشكرا
 
جزاكم الله خيرا وبارك فيك
قال قتادة رحمه الله في قوله( وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه( وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ ) به( إِلا خَسَارًا) أنه لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه، وإن الله جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين. ابن جرير الطبري : 17/525
وقال قتادة رحمه الله : لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان قضى الله الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا اهـ تفسير البغوي/ 123

قال الإمام الطبري رحمه الله : في قوله عزّ وجلّ( وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) يقول تعالى ذكره: وننزل عليك يا محمد من القرآن ما هو شفاء يستشفى به من الجهل من الضلالة، ويبصر به من العمى للمؤمنين ورحمة لهم دون الكافرين به، لأن المؤمنين يعملون بما فيه من فرائض الله، ويحلون حلاله، ويحرّمون حرامه فيدخلهم بذلك الجنة، ويُنجيهم من عذابه، فهو لهم رحمة ونعمة من الله، أنعم بها عليهم( وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) يقول: ولا يزيد هذا الذي ننزل عليك من القرآن الكافرين به إلا خسارا: يقول: إهلاكا، لأنهم كلما نزل فيه أمر من الله بشيء أو نهى عن شيء كفروا به، فلم يأتمروا لأمره، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه، فزادهم ذلك خسارا إلى ما كانوا فيه قبل ذلك من الخسار، ورجسا إلى رجسهم اهـ ابن جرير الطبري : 17/525
وقال العلامة السعدي : فالقرآن مشتمل على الشفاء والرحمة، وليس ذلك لكل أحد، وإنما ذلك للمؤمنين به، المصدقين بآياته، العاملين به، وأما الظالمون بعدم التصديق به أو عدم العمل به، فلا تزيدهم آياته إلا خسارًا، إذ به تقوم عليهم الحجة، فالشفاء الذي تضمنه القرآن عام لشفاء القلوب، من الشبه، والجهالة، والآراء الفاسدة، والانحراف السيئ، والقصود السيئة، فإنه مشتمل على العلم اليقيني، الذي تزول به كل شبهة وجهالة، والوعظ والتذكير، الذي يزول به كل شهوة تخالف أمر الله، ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها، وأما الرحمة، فإن ما فيه من الأسباب والوسائل التي يحث عليها، متى فعلها العبد فاز بالرحمة والسعادة الأبدية، والثواب العاجل والآجل. اهـ 465
قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } [فصلت: 44]، وهذا من جملة شقائهم أن ما يهدي القلوب يكون سببا لضلالهم ودمارهم، كما أن سيئ المزاج لو غذي بما غذي به لا يزيده إلا خبالا ونقصا اهـ ابن كثير 4/229
 
كلام نفيس لشيخ الإسلام بن تيمية
قال تعالى : { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا } الآية [ التوبة : 124 ] .
قال شيخ الإسلام بن تيمية : رحمه الله : قال جُنْدُب بن عبد الله، وعبد الله بن عمر : تعلَّمنا الإيمان، ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانًا، فهم كانوا يتعلمون الإيمان، ثم يتعلمون القرآن . وقال بعضهم في قوله : { نُّورٌ على نُورٍ } [ النور : 35 ] ، قال : نور القرآن على نور الإيمان، كما قال : { وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا } [ الشوري : 52 ] ، وقال السُّدِّي في قوله : { نُّورٌ على نُورٍ } نور القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا، فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه .
فتبين أن قوله : { أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } [ هود : 17 ] ، يعني هدي الإيمان، { وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } أي من الله، يعني : القرآن شاهد من الله يوافق الإيمان ويتبعه، وقال : { وَيَتْلُوه } لأن الإيمان هو المقصود؛ لأنه إنما يراد بإنزال القرآن الإيمان وزيادته .​
ولهذا كان الإيمان بدون قراءة القرآن ينفع صاحبه ويدخل به الجنة، والقرآن بلا إيمان لا ينفع في الآخرة؛ بل صاحبه منافق؛ كما في الصحيحين عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأُتْرجَّة، طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر/، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها ) . ........ إلخ الفتاوى/ 2/ 275
 
كلام نفيس لابن كثير رحمه الله :
قال تعالى : ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ )) البقرة: 2
قال ابن كثير رحمه الله : وخصّت الهداية للمتَّقين. كما قال: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } [فصلت: 44]. { وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا } [الإسراء: 82] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اختصاص المؤمنين بالنفع بالقرآن؛ لأنه هو في نفسه هدى، ولكن لا يناله إلا الأبرار، كما قال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [يونس: 57] .
وعن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: { هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } يعني: نورًا للمتقين.
وقال الشعبي: هدى من الضلالة. وقال سعيد بن جبير: تبيان للمتَّقين. وكل ذلك صحيح.
وعن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: { هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } قال: هم المؤمنون.
وعن ابن عباس: { لِلْمُتَّقِينَ } أي: الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى، ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به.
وعن الضحاك، عن ابن عباس: { لِلْمُتَّقِينَ } قال: المؤمنين الذين يتَّقون الشرك بي، ويعملون بطاعتي.
وعن الحسن البصري، قوله: { لِلْمُتَّقِينَ } قال: اتَّقوا ما حرّم الله عليهم، وأدوا ما افترض عليهم.
وقال أبو بكر بن عياش: سألني الأعمش عن المتَّقين، قال: فأجبته. فقال [لي] سل عنها الكلبي، فسألته فقال: الذين يجتنبون كبائر الإثم. قال: فرجعت إلى الأعمش، فقال: نرى أنه كذلك. ولم ينكره.
وقال قتادة { لِلْمُتَّقِينَ } هم الذين نعتهم الله بقوله: { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ } الآية والتي بعدها [البقرة: 3، 4].
واختار ابن جرير: أن الآية تَعُمّ ذلك كله، وهو كما قال. اهـ ابن كثير / 1/ 162
 
القرآن الكريم يؤثر حتى في الجماد كما قال تعالى : (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) [الحشر : 21 ] ..
قال ابن جرير : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل، وهو حجر، لرأيته يا محمد يا خاشعًا؛ يقول: متذللا متصدّعا من خشية الله على قساوته، حذرًا من أن لا يؤدّي حقّ الله المفترض عليه في تعظيم القرآن، وقد أنزل على ابن آدم وهو بحقه مستخفٌّ، وعنه عما فيه من العِبَر والذكر مُعْرض، كأن لم يسمعها، كأن في أذنيه وقرًا. هـ الطبري 23/ 300
ولقد تواترت الأخبار بتأثر من سمع القرآن، وهم أصناف:
الصنف الأول : من سمعه فتأثر به وانتفع به
النموذج الأول : كما في وفد النجاشي قال تعالى : (( وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)
قال أبو جعفر: وإذا سمع هؤلاء الذين قالوا:"إنا نَصَارى" الذين وصفت لك، يا محمد، صفتهم أنك تجدهم أقرب الناس مودة للذين آمنوا ما أنزل إليك من الكتاب يُتْلى "ترى أعينهم تفيض من الدمع".
وقال رحمه الله : ويعني بقوله تعالى ذكره:"يقولون ربنا آمنا"، أنهم يقولون: يا ربنا، صدَّقنا لما سمعنا ما أنزلته إلى نبيك محمد صلى الله عليه وسلم من كتابك، وأقررنا به أنه من عندك، وأنه الحق لا شك فيه
النموذج الثاني: كما في قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عندما سمع القرآن قبل إسلامه ، فإذا به يتحول إلى إنسان جديد، ويلقى وراء ظهره كل ما كان يكنه من عداوة وبغض للإسلام ونبيه، ويتقدم مبايعاً موقناً أن هذه الكلمات ليست من قول بشر. ينظر القرطبي 11/ 163.
الصنف الثاني : من سمعه وتأثر به وشهد بصدقه لكنه لم ينتفع به، كبرا أو حسدا ، أو أنفة . إلخ ومن أمثلة ذلك
النموذج الأول : قصة الوليد بن عقبة عندما دخل على النبىِّ صلَّى الله عليه وسلم وقال يا محمد اقرأْ علىَّ شيئاً ممَّا أُنزِل عليك فقرأَ قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ} الآية فقال الوليد: إِنَّ لهذا الكلام لحلاوة، وإِن عليه لطلاوة، وإِنَّ أَسفله لمغدِق، وإِنَّ أَعلاه لمثمر، وإِنَّ لى فيه نظرا، ولا يقول مثل هذا بشر اهـ القرطبي 19/ 74 ، وابن كثير2/131
النموذج الثاني: اعتراف أبي طالب وشهادته فقد عرف الله بقلبه ، واعترف بلسانه ، ولكنه لم يدين به، ولم يؤمن، بسبب الأنفة والخوف من ملامة قومه.
قال أبو طالب :
ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة ... لوجدتني سمحا بذاك مبينا
انظر : أضواء البيان 5/ 243 ، والبغوي/ 1/ 64
النموذج الثالث: اعتراف اليهود وشهادتهم بصدق ما جاء به الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرفوه معرفة تامة، ومع ذلك كتموا وهم يعلمون ، حسدًا وكبرا، فلم ينفعهم ذلك بشيئ لأنهم لم يؤمنوا به. قال تعالى (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ). [البقرة : 146].
قال ابن جرير رحمه الله أوضح الدليل على أنه قد كان فيهم المعاند في جحود نبوّته صلى الله عليه وسلم، مع علمٍ منهم به وبصحة نبوّته اهـ ابن جرير 11/ 333
والخلاصة: أن هذا القرآن يتأثر به من سمعه، ولكن لن ينتفع به إلا من آمن به وصدقه، واتبع هديه ، بأن يأتمر بأمره وينتهى بنهيه .
وللحديث بقية بإذن الله تعالى
والله الهادي إلى سواء السبيل
 
من صفات أهل الإيمان

الخشوع في الصلاة ، وتجنب اللغو، وأداء الزكاة، وحفظ فروجهم، وحفظ أماناتهم، وصلاتهم.
قال تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1}الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(357).
الخوف والوجل عند ذكر الله تعالى
قال تعالى:{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {2} الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}(358).
عدم الشك في إيمانهم
قال تعالى:{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}(359).
طاعتهم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وموالاتهم للمؤمنين، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر
قال تعالى:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }(360).
كثرة التوبة والحمد والصيام والسجود
{ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } (361).
محبتهم لحكم الله تعالى، والتسليم التام لشرعه
قال تعالى: { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا } (362).

الإيمان بالملائكة وكتبه والنبين، وإنفاق المال في سبيل الله ، والصبر.
{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}(363).
يقدمون طاعة الله تعالى، ورسوله.
قال تعالى:{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (364).
وقال: {يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ}(365).
يحبون رسول الله أكثر من حبهم لأي مخلوق
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)(375).
يخشون الله تعالى وحده، ولا يخافون أحداً سواه
قال تعالى :{ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ } (366).
يخلصون دينهم لله
قال تعالى:{ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا } (367).
لا تأخذوهم رأفة في إقامة حدود الله
قال تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} (368).
أنهم يردون الأمر إلى الله تعالى ورسوله عند النزاع
قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}(369).
صادقون مع الله تعالى في عهدهم لنصرة الدين، قال تعالى:
{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } (370).
أنهم يعملون الصالحات
قال تعالى:{ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا } (371).
أنهم إخوة في الله
قال تعالى:{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (372).
يصحلون بين أخويهم
وقال : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (373).
يحبون لأخوانهم ما يحبونه لأنفسهم
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)(374).
أنهم مبتلون وممتحنون في دينهم ودنياهم
قال تعالى: { هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا } (376).
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله؛ حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)(377).

أحسن الناس أخلاقاً
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)(380).
وقال : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)(381
 
جزاك الله خيراً وبارك في ياشيخ
فأنا انتفعت كثيراً بموضوعك وتداخلات الإخوان فيه كذهب زاده التنقيش جمالاً
 
نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقا وعملا متقبلا وأن يجمع المؤمنين على كلمة سواء
 
سنقوم ـ بإذن الله ـ بتجميع الموضوع في ملف وورد ونقرأه بتمهل وتمعن ..
بارك الله فيك ياشيخ جمال ...
 
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا لكم. دارت دائرة من تبادل المعرفة حول علاقة الايمان بالقرآن و هو تبادل كان يجب أن يسبقه تحديد للايمان في هذا السياق.
أنا الذي أثار إنتباهي قبل كل شيء هو العنوان و غالبا من نقرأ العنوان نأخذ منه فكرة ثم نستمر في قراءة الموضوع و تلك الفكرة معلقة في الذهن و البعض الآخر قد يكتفي بالعنوان فقط. أنا أريد أن أفهم أن الرسالة هي: الإيمان بالقرآن قبل الإنتفاع به شفاءا لما في الصدور أو الإيمان بالقرآن قبل جني ثمراته. أو ما يقارب.

أما الايمان قبل القرآن فقد تبادر إلى ذهني شيء غريب عندما قرأت العنوان.
ربطته بما قاله ليس عوام و لكن علماء النصرانية: لا طريق لفهم الثالوث بل يجب أن تؤمن أولا.
ليس هذا هو الحال مع القرآن الذي كان و ما زال يدعو إلى تدبره و بأساليب شتى.

أعتذر وجزاكم الله كل خير..
 
جزاك الله خيرا
مثال الإيمان قبل القرآن استحضار النية الصالحة قبل الحفظ وقبل التلاوة ، لا رياء ولا سمعه ولا شهرة
كما في الحديث :
عن أبي هريرة فقال له قائل من أهل الشام أيها الشيخ حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أول الناس يقضى لهم يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال فلان جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب قال أبو عبد الرحمن ولم أفهم تحب كما أردت أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكن ليقال إنه جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه فألقي في النار . رواه النسائي / 3137 وصححه الألباني

قال صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب و طعمها طيب و مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها و طعمها حلو و مثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب و طعمها مر و مثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح و طعمها مر ( حم ق 4 ) عن أبي موسى . قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5840 في صحيح الجامع
فليس كل من قرأ القرآن انتفع وليس كل من حفظ القرآن انتفع ، وليس كل من جود القرآن انتفع إلا إذا حقق أصل الإيمان
ثم بعد ذلك يزداد بتلاوة القرآن إيمانا ويزداد بحفظه إيمانا ، ويزداد بتجويده إيمانا ، ويزداد بحسن خلقه إيمانا، وكل ما سبق عمل صالح، والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
 
كلام نفيس للعلامة ابن باز رحمه الله تعالى:
قال تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (1) المعنى أنه صلى الله عليه وسلم كان يتدبر القرآن , ويكثر من تلاوته , ويعمل بما فيه , فكان خلقه القرآن تلاوة وتدبرا , وعملا بأوامره , وتركا لنواهيه , وترغيبا في طاعة الله ورسوله , ودعوة إلى الخير , ونصيحة لله ولعباده . إلى غير ذلك من وجوه الخير ، وقال تعالى : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ } (2) فالقرآن هو أحسن القصص , وهو خلق النبي صلى الله عليه وسلم . ونصيحتي لجميع المسلمين رجالا ونساء , جنا وإنسا , عربا وعجما , علماء ومتعلمين , نصيحتي للجميع أن يعتنوا بالقرآن الكريم وأن يكثروا من تلاوته بالتدبر والتعقل بالليل والنهار , ولا سيما في الأوقات المناسبة التي فيها القلوب حاضرة للتدبر والتعقل , والذي لا يحفظه يقرؤه من المصحف , والذي لا يحفظ إلا البعض يقرأ ما تيسر منه . قال تعالى: { فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ } (3) ا هـ مجموع فتاوى ابن باز 9/17
 
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد
اللهم اجعلنا من أهل القرآن واجعله لنا شفيعا يوم نلقاك ورارفعنا به الدرجات العلا
 
مثال الإيمان قبل القرآن استحضار النية الصالحة قبل الحفظ وقبل التلاوة ، لا رياء ولا سمعه ولا شهرة.
نعم نعم، وقد تجد من غير المسلمين الكتاب و المستشرقين من يدعي أن غير المسلم يشق عليه قراءة القرآن، وقلما تجد من يبدأ فيه و يكمله، وأن هذا يعود إلى لاتسلسله وتداخل المواضيع والاشارات فيه، يكاد يحس القارئ عن أي شيء يتكلم. ومثل ذلك نجد عند برنارد كارا دو فو أن القارئ يحس عند قراءة مبسوطات الفقه و يقرأ القرآن الفرق بين نص ساذج مبهم في صورة من صور البداوة الأولى، ونص محلل تحليل علمي دقيق من آثار تفكير مثقف والى غير ذلك مما قال، وقد أعقب د. مصطفى عبد الرزاق بملاحظات على هذا الكلام في فصل النظريات في نشأة الفقه الاسلامي من كتاب التمهيد في فلسفة الاسلاميين، يقول:
(دع عنك ما في مقارنته بين نصوص القرآن ونصوص الكتب الفقهية من عسف و حيف في غير رفق، فما كان القرآن كتابا فنيا يصح أن تقارن نصوصه بكتب الفنون).

المقارنة غير صحيحة، نعم.
ثم الذهن يتعود على شيء معيّن فيرسمه وكثير يشق عليه قراءة كتب فكرية لأن إهتمامه فني أو أدبي فيتربى الذهن على ذلك.

والأهم كما قلتم أستاذنا جمال القرش في الكلام الذي إقتبتسه هو إستحضار النية وهذا للمؤمن، لكن ماذا عن غير المؤمن؟ هل هو أيضا يجب أن يراعي الإستعداد النفسي و ينفتح على كل الإحتمالات المتعلقة بقيمة ومصدرية القرآن؟ فهل هي شبهة جديدة توجه لنص و تركيب القرآن أم لها مثيل في ما مضى ؟

هناك مناقشات كثيرة وردود متنوعة إلا أن إلقاء النظرة على هذه الفرضيات من خلال القرآن و التراث أحسن.

بارك الله فيكم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الايمان قبل القرأن
الموضوع رائع جدا وهذا ما نحتاجه لتصحيح مسارنا في كل مفردات حياتنا لو اننا اوتينا الايمان قبل ان نجري على حفظ حروف القرأن لتغيرت سلوكياتنا
اود نصيحه وطريقه تُتبع مع دراسات للقرأن للمرة الاولى من اين البدايه حتى نحقق الايمان قبل القرأن وفي نفس الوقت مع حفظ حروفه
 
ينبغي على كل معلم للقرآن أن يهتم بالتربية القرآنية كما يهتم بإقامة الحروف وهذا نهج السلف الصالح ويكون ذلك من خلال إحياء نفس التدبر بين الطلاب بدون إسراف وأقحام الطلاب فيما لا طاقة لهم به، ويكون التركيز على ما يفيدهم وينفعهم كغريب القرآن وبعض الفوائد ، وأسباب النزول وفضائل السور ، واللطائف ، ومناسبة الأيات ويتدرج معهم بحسب السن والمستوى كما سبق أن ذكرنا قول الحسن البصري: [ إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبُّر آياته إلا باتباعه، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفاً وقد - والله ! - أسقطه كله مايُرى القرآن له في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نَفَسٍ ! والله ! ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الوَرَعة متى كانت القراء مثل هذا ؟ لا كثَّر الله في الناس أمثالهم]. الزهد (ص/276) وهذا رابط لجزء عم كاملا يمكن أن يستفيد منه معلم القرآن في تدريس مشروع اقرأ وتدبر جزء عم مركز تفسير لمشاركة الملفات
اللهم أجعلنا ممن يقيم حدوده وحروفه.
 
بارك الله بك و قبل جهدك
حيث ان القران و الاسلام متلازمين و حيث ان القران وحي الاسلام وحيث ان الاحسان ثالث المراتب بعد الايمان يرتاح القلب الى الايمان شرط الانتفاع بالقران...بوركت جهودكم
 
لماذا الإيمان أولا
لأنه سبب للانتفاع بالقرآن الكريم
قال تعالى : {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء }فصلت44

وعن أَبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ : رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ : لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ ، وَمَثلُ المُنَافِقِ الَّذِي يقرأ القرآنَ كَمَثلِ الرَّيحانَةِ : ريحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ : لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ )) متفقٌ عَلَيْهِ
لأنه سبب الهداية
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ }يونس9
لأنه سبب في الأمن والهداية
قال تعالى : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82
لأن به التأييد من الله
قال تعالى : {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ ..}الأنفال12
لأنه سبب النجاة
قال تعالى : {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ }يونس
{وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ
}النمل53
{وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }فصلت18
{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ }يونس98
لأنه سبب التثبيت
قال تعالى : {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم27
لأنه سبب النصر
قال تعالى : {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51
سبب للحفظ من الشياطين
قال تعالى : {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل99
لأنه سبب في دفاع الله عن أهله
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }الحج38
لأنه سبب استخلاف الله في الأرض
قال تعالى : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً }النور55
لأنه سبب لاستغفار حملة العرش
قال تعالى : {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }غافر7
لأنه سبب في تحقيق نور الله
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِمِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحديد28

 
بارك الله فيكم،

عندما نقف عند قوله تعالى: { ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين }، فالمتقون في بدء هذه السورة العظيمة في مقابل الذين: { ختم الله على قلوبهم }، وكذلك في مقابل الذين: { في قلوبهم مرض }، فالتقوى عمل قلبي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا وأشار إلى صدره صلى الله عليه وسلم، فتحصيل تلك التقوى هي السبيل للاستفادة من هذا الكتاب الكريم المجيد، والاستفادة من هديه، ولذلك تعرضت السورة في جزء كبير منها لأمراض القلوب، تعرضت لأفعال وأقوال وأحوال المغضوب عليهم التي تدل على قسوة القلب، فأنصح نفسي وإخواني بقراءة هذه الأمراض المذكورة في السورة من آن لآخر (كلما قست قلوبنا)، وعرض نفسك على هذه الأمراض والأحوال التي ابتلي بها المغضوب عليهم،

فمثلا تقف عن قوله تعالى، { وإذ نجيناكم ...}، ثم تتذكر عندما نجاك الله من مهلكة كذا وكذا، فماذا كانت العاقبة، هل ذكرت نعمت الله وشكرتها وداومت على شكرها أم نسيتها،

وهكذا،،،

ولا تترك نفسك، إلا إذا صدق فيك قول الله تعالى: { ...إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } (مريم : 58 )، وقوله تعالى: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } (الزمر : 23 )

فعند ذلك تتأكد من أنك قد أوتيت شيئا من التقوى، فتأثر قلبك لهذا القرآن،،،

وجزاكم الله خيرا،،،
 
الإيمان عرفه العلماء بأنه : تصديق بالقلب، وقول باللسان ، وعمل بالجوارج والأركان .
فالإيمان يورث صاحبه اليقين والتصديق بما يأتي من عند الله ، وهذا وحده كافٍ في دفع العبد لإمتثال أوامر الله تعالى، لذا كان أصحاب النبي رضوان الله عليهم أسرع الناس إمتثالا للأمر والنهي ، وآيات الخمر ، وتحويل القبلة ، شاهدة على ذلك كما جاء النقل الصحيح .
لذا كان الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا حفظ آية لا ينتقل عنها حتي يتعلم ما فيها من العلم والعمل ، وهذا والله هو حقيقة العلم .
فقد أخرج الإمام أحمد، وابن ماجه ، والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني، والأرنؤوط ، عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، فَقَالَ: «ذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ، وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا، وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ زِيَادُ إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ، أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ، وَالنَّصَارَى، يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ، وَالْإِنْجِيلَ لَا يَعْمَلُونَ بِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِمَا؟».
فحقيقة العلم هو معرفته والعمل به، كان الصحابة يتعلمون الإيمان ثم القرآن ، فإذا ما طبقوا أحكامه وعملوا بما فيه زادهم هذا العلم إيماناً فوق إيمانهم ، وهكذا الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . والله تعالى أعلم
 
وقفات إيمانية
تدبر أواخر سورة البقرة

https://youtu.be/igoeP2Ybvd4

�� تدبر ..هو الذي يريكم البرق
https://youtu.be/G-M-KpuXlo0

تدبر من كان يريد العاجلة
https://youtu.be/J4wjLqjFiVc

تدبر لبر الوالدين
https://youtu.be/puitTOAll0k

تدبر وأت ذا القربى حقه
https://youtu.be/47fdYkj383A

وقفة تدبر ولا تقتلوا النفس
https://youtu.be/AEY8Fp8tJXw

تدبر يوم ندع كل أناس
https://youtu.be/HkhHYl8rcsM

تدبر قل رب إما تريني ما يوعدون
سورة المؤمنون

https://youtu.be/X3--R_lpbuM

تدبر فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم
سورة المؤمنون

https://youtu.be/SRC0L4p0K8Y

وقفة تدبر من دلائل قدرة الله تعالى على إحياء الموتى
https://youtu.be/wdjiGVyXlNc


 
مقالات منوعة على الفيس بوك
الإيمان أولا :
عقيدة أهل السنة والجماعة
ثمرات التوحيد
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10220794110542386&id=12267748 98
توحيد الربوبية
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10223445419463452&id=12267748 98
توحيد الألوهية
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10223508347596616&id=12267748 98
توحيد الأسماء والصفات
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10223723260609307&id=12267748 98
الإيمان بالله
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10225277779311303&id=12267748 98
أوثق عرى الإيمان
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10224738592351966&id=12267748 98
الإيمان بالملائكة
الإيمان بالكتب
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10223110995383059&id=12267748 98
الإيمان بالرسل
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10223461784752574&id=12267748 98
علامات الساعة
https://www.facebook.com/1226774898/posts/10225371940385271/
الإيمان باليوم الآخر
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10225386784516365&id=12267748 98
الإيمان بالقدر
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10225400781266275&id=12267748 98
متعلقات بأصول الإيمان
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10225435454973096&id=12267748 98
سورة الفاتحة
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10224026495229983&id=12267748 98
التفسير العقدي
جزء عم
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10224854431887882&id=12267748 98
العلوم الشرعية
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10224992404137102&id=12267748 98
 
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الإيمان والقرآن قولا واعتقادا وعملا
 
عودة
أعلى