الإيغال في الدين أم الرقة فيه ؟!!!

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع فاطمة
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

فاطمة

New member
إنضم
21/12/2011
المشاركات
28
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
44
الإقامة
منطقة الرياض
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد :
أعمق الأمة علماً .. أجودها فهماً .. , أقومها هديهاً .. أفضلها حالاً .. , أكثرها بياناً .. أقلها تكلفاً .. ؛
أولئك أقوام جمعوا المواهب والفضائل , طابت حياتهم لله فطيب الله ذكرهم وامتلأت به الأرض .. رضي الله عنهم ورضوا عنه ..
........................................................
إن المتأمل فيما نقل إلينا من أخبارهم في كتب السير يجد في بعضها من المثالية , أوالغرابة مايناقض هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , الأمر الذي قد يغفل عنه القلة من الدعاة إلى الله اليوم !! .. وهي إن صحت روايةً , قد تأثر سلباً على عوام الناس ممن يفهم ما قدم له من أخبارهم على أنها أنموذج ..
.......................................
وقد بوب البخاري في كتاب العلم : باب من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية ألا يفهموا .. , وقال عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه :"ماأنت بمحدث قوما حديثاً لاتبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" .., وصدق والله كما سأورد بقصة واقعية فيما يأتي ..
وماأجمل ما قال الإمام ابن القيم :"فلابد من مخاطبة أهل الزمان باصطلاحهم ,إذ لاقوة لهم للتشمير إلى تلقي السلوك عن السلف الأول وكلماتهم وهديهم , ولو برز لهم هديهم وحالهم أنكروه ............. إلى آخر ماقال "..
......................
ومما دعاني لكتابة هذا الموضوع , إحدى الأخوات كانت تعاني من كثرة مايقع بين يديها من كتب الرقائق و المواعظ منذو عمر مبكر , حتى أصبحت تبحث في هذا النوع قراءة وسماعاً , وفي الأمس القريب تشتكي حال مؤلمة من القنوط , وبعض الشك والوساوس , بل وصلت بها الحال إلى ترك بعض الأطعمة !! ووالله ماعرفت أن أجيبها سوى أن نصحتها بتدبر كتاب الله !..
فسبحان الله ماأجمل الوسطية .. لاإفراط ولاتفريط ..
........
أخير أختم بسؤال : أيهما أسوأ حالاً الإيغال في الدين أم الرقة فيه .. ؟!!
والحمد لله من قبل ومن بعد , والصلاة والسلام على نبينا محمد .
 
بارك الله فيك ، فالوسطية هي الدين ، وهي تعين على الاستمرار في الاستقامة . والغلو في الدين مظنة الانقطاع وربما الانتكاس ، وكذلك الرقة في الدين ، ولا مفاضلة بين قبيحين . ونسأل الله أن يعيننا على الاستقامة وأن يكفينا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .
وكثرة إيراد بعض قصص العباد والزهاد لها ما ذكرتم من الآثار ، وقد يشعر البعض بالإحباط فيترك الاستقامة بالكلية قنوطا من الوصول إلى هذه المستويات ، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم هو خير الهدي وأكمله وأسهله .
 
جزى الله خيرًا فضيلة الدكتور عبدالرحمن الشهري على ما قال وأحب أن أضيف ما يلي :

1- أنه ينبغي ملاحظة أن مثل هؤلاء العلماء والعباد والزهاد الذين نقرأ سيرهم في كتب التراجم كانوا أعلام وصفوة قرونهم فمثلاً كتاب الإمام الذهبي رحمه الله المشهور في هذا الباب سماه ( سير أعلام النبلاء ) وكتاب ابن الجوزي رحمه الله سماه ( صفة الصفوة )وهكذا.
أما حال عامة المسلمين حتى في القرون الخيرية لم تكن كحال هؤلاء الذين دونت سيرهم بل ما دونت هذه السير إلا لأن لأصحابها خصوصية ونبوغ في علم أو عبادة فيقتدي بهم أهل زمانهم ومن بعدهم .

2- هؤلاء الصفوة لم يصلوا لهذه المراتب العالية في العبادة والعلم إلا بعد سنوات طوال من المجاهدة والصبر مع المداومة على محاسبة النفس وتزكيتها والحرص على مصاحبة العلماء الربانيين حتى أن شيخ الإسلام رحمه الله كان إذا أثني عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلامًا جيدًا !

3- هؤلاء الأعلام عاشوا في أزمنة كثير خيرها , قليل شرها , كثير علماؤها وعبادها , الدين فيها ممكن وأهل الطاعة فيها أعزاء ,كثير من أهلها من يعين على الخير ويذكر بالله تبارك وتعالى , مع انحسار في الفتن من الشبهات والشهوات .
أما الآن فالأحوال أبلغ من الكلام ... والله المستعان .

4- تقوى الله عز وجل هي أن يجعل العبد بينه وبين عقاب الله وعذابه وقاية ويكون ذلك بفعل الواجب وترك المحرم فلا يستلزم الوصول لمثل هذه المراتب حتى نكون محققين لتقوى الله سبحانه وتعالى .

5- مثل هذه السير تُذكر للعبرة - من شحذ الهمة وترك العجب بالعمل وغيرها - لا للقدوة فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .

نسأل الله أن يفرج عنا وعن هذه الأخت الكريمة وعن كل إخواننا المسلمين وأن يهدينا لما يحب ويرضى إنه هو الرحيم الودود .
 
شكر الله لكم هذه الإضافة ..
وإن المتأمل لبعض ماروي من أحاديث نبينا عليه وآله الصلاة والسلام من إجتهاده في عبادته ، يجد مناسبتها لفهوم عامة الناس , فهي محددة وغير متكلفة , عدا ماكان في مواسم عبادية خاصة كقيامه في رمضان وغيره ..
 
شكر الله لكم وبارك فيكم.
ومثل هذا الأمر يبين أهمية التأصيل لعلم السلوك، وأخذه عن العلماء الراسخين الذين يأخذون بيد الطالب إلى ما ينفعه ويصلحه ولا يوقعه في المزالق.
 
وأزيدُ على ما ذكَر إخواني من قبلُ أنَّ في هذه القصصَ بعضَ المبالغَات والمغالطات المنطوية على مخالفات شرعية تُناقضُ أصول التَّشريع وحِكَمَه وأحكامَـهُ , كما يُحكَى عن بعضِهم أنَّـهُ يهمُّ بالدُّعَـاء ويرفعُ يديه ثمَّ يتذكَّرُ ذنوبهُ فينزلُ يديه حياءً من الله ويقول إنما يفعلُ هذا من كانت له حظوةٌ عنده أو كلاما قريباً من هذا.
وكذلك من يترك أكل اللحم , أو يمشي مع البهائم ويسرح معها إلى غير ذلك من المناكر عقلاً ونقلاً.

ولا شكَّ أن هذا مدخلٌ من مداخل إبليسَ الرَّحْـبة التي يصدًُّ بها المرءَ عن الحقِّ والهُدَى والنُّور , ولذلكَ فإنَّ أوْلى ما على المُسلم في اتخاذ القُدوة الحسَنةِ المعصُومة الحبيبة إلى الله أن يتَّخذ من حال رسول الله صلى الله عليه وسلم مُغتَسلاً بارداً وشراباً وغُدواً ورواحاً , ومن إعجاز حياته صلى الله عليه وسلم أنه لا يقصدُها طالبُ قدوةٍ مهما كان موقعه الاجتماعي (يتيماً - أجيراً - تاجراً - زوجاً - معلماً - مظلوماً - قاضياً - دائناً - مديناً - كافلاً - أباً - جداً - صهراً - خطيباً - إماماً - ملكاً - مؤذناً - صاحباً - جاراً - قائداً عسكرياً - مصلحاً اجتماعياً- داعيةً - عالماً - طريداً - غنيا - فقيراً ... الخ) إلا وجد شفاء العليل والغليل , ولذلك أناط الله به الأسوة وحدَه دون العالمين بعدَه فقال (لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ)
 
من أحسن ما اطلعت عليه في هذا الصدد: سلسلة (التزكية على منهاج النبوة) لفضيلة الشيخ الدكتور معاذ سعيد حوى، حريّ بكل مسلم وطالب علم الحرص عليها ودراستها والسعي في التحقق بها.
وقد صدر منها:
- مقدمات في التزكية.
- تزكية العقل.
- تزكية الجسد.
- تزكية القلب.
قال عنها الناشر: "الكاتبون في علم التزكية كثير، ولكل عصر احتياجاته وعباراته وثقافته، فلعل هذا الكتاب يلبي حاجة عصره، ليعبِّر عن علم التزكية وأعمالها بعبارة سهلة مفهومة، مقررا مفاهيم واضحة ثابتة، مبنية على أدلة صحيحة صريحة، ليرجع بالقارئ إلى ظلال التزكية التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تربى عليها أصحابه رضي الله عنهم، فكانوا أعظم جيل وأرقاه وأزكاه، وقد كانت هذه المعاني أحوالا يعيشها المؤمنون يومياً..."

ولمن صعب عليه الوصول إلى هذه السلسلة يمكنه الاستفادة من موقع الشيخ [ التـزكـيـة ] ففيه خير كبير..
وفقني الله وإياكم لما يحب.​
 
شكر الله لكم أخوتي الفضلاء هذه الإضافات العلمية النافعة .
ولفت النظر فضيلة د:الشنقيطي لإعجاز رسول الله في كونه قدوة على اختلاف مواقع الناس وذكر من بينها المؤذن ! فهل ورد عنه صلى الله عليه وسلم الأذان ؟ وإن لم يرد فما العلة في كونه لم يُؤذِّن؟!
 
عودة
أعلى