أبو عمار المليباري
New member
ابن الجوزي إمام معروف ومشهور ، وهو أحد الأعلام الذين برّزوا في فنون شتى ، فله في كل فن نصيب وافر ، والذي يهمنا في هذا المقام هو موقفه من علم القراءات ، وقد لخصته في نقاط تالية :
1- يرى ابن الجوزي أنه ينبغي على طالب العلم ألا يفني عمره في طلب الروايات بحيث يهمل العلوم الأخرى ، فإذا رغب الطالب في القراءات فعليه الاكتفاء بالقراءات العشر ، قال رحمه الله في صيد الخاطر : (اعلم أنه لو اتسع العمر لم أمنع من الإيغال في كل علم إلى منتهاه ، غير أن العمر قصير ، والعلم كثير ، فينبغي للإنسان أن يقتصر من القراءات إذا حفظ القرآن على العشر) .
كما ذكر رحمه الله أن من تلبيس الشيطان على القراء : الاهتمام الزائد بالقراءات والغلو فيها حتى يؤدي ذلك إلى التفريط في الفرائض والواجبات ، قال رحمه الله في تلبيس إبليس (2/665) تحقيق د. أحمد المزيد : (فمن ذلك أن أحدهم يشتغل بالقراءات الشاذة وتحصيلها ، فيُفني أكثر عمره في جمعها وتصنيفها والإقراء بها ، ويشغله ذلك عن معرفة الفرائض والواجبات ، فربما رأيت إمام مسجد تصدر للإقراء ولا يعرف ما يفسد الصلاة) .
وقال رحمه الله في صيد الخاطر : (قد ثبت بالدليل شرف العلم وفضله ، إلا أن طلاب العلم افترقوا ، فكل تدعوه نفسه إلى شيء ، فمنهم من أذهب عمره في القراءات ، وذاك تفريط في العلم ؛ لأنه إنما ينبغي أن يعتمد على المشهور منها لا على الشاذ ، وما أقبح القارىء يسأل عن مسألة الفقه وهو لا يدري ، وليس ما شغله عن ذلك إلا كثرة الطرق في روايات القراءات) .
2- ابن الجوزي لا يجيز القراءة بالشواذ ، ويرى أن الصلاة لا تصح بالقراءة الشاذة ، يقول رحمه الله في التلبيس (2/666) : (ومن ذلك أن أحدهم يقرأ في محرابه بالشاذ ويترك المتواتر المشهور ، والصحيح عند العلماء أن الصلاة لا تصح بهذا الشاذ) .
3- القراءات المتواترة عند ابن الجوزي هي العشر ، بدليل عبارته المذكورة أولاً والتي تحث طالب العلم على تلقي القراءات العشر ، ثم إنه قرأ القراءات العشر على الإمام المقرئ ابن الباقلاني ، فدل ذلك على أن العشر متواترة عنده ؛ لأنه لا يجيز القراءة ولا الإقراء بالشواذ كما تقدم .
وقد أخذ الإمام ابن الجوزي القراءات العشر عن الإمام أبي بكر الباقلاني بمضمن كتاب "الإرشاد" لأبي العز القلانسي ، وذكر ذلك الحافظ أبو بكر ابن نقطة في كتابه "التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد" ، وكذلك الإمام ابن الجزري في ترجمة ابن الباقلاني ، وهو عبد الله بن منصور الباقلاني الواسطي المتوفى سنة (593هـ) وشيخه أبو العز صاحب كتاب "الإرشاد" .
والعجيب أنه تلقى القراءات وسنه نحو الثمانين كما أفاد الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ، يقول الذهبي معلقاً (21/37) : (فانظر إلى هذه الهمة العالية !) .
فليكن الإمام ابن الجوزي قدوة لغيره من المتخصصين في الفنون الأخرى ، فإن تخصصهم فيها لا يمنعهم من تلقي القرآن بالروايات المختلفة ، ثم إن كبر السن أيضاً لا ينبغي أن يحول دون تلقي الروايات .
4- لا يجيز ابن الجوزي جمع القراءات بالحرف ، فيقول رحمه الله في التلبيس (2/666) : (ومنهم من يجمع القراءات فيقول "مَلِكِ مَالِكِ مَلاَّكِ" وهذا لا يجوز لأنه إخراج للقرآن عن نظمه) ، والقراءة الأخيرة شاذة منسوبة إلى علي بن أبي طالب كما في النشر .
5- يكره ابن الجوزي قراءة القرآن بالألحان ، فقال في التلبيس (2/669) (ومن ذلك أن جماعة من القراء أحدثوا قراءة الألحان وقد كانت إلى حد قريب ، وعلى ذلك فقد كرهها أحمد بن حنبل وغيره ولم يكرهها الشافعي ... قال الشافعي : أما استماع الحداء ونشيد الأعراب فلا بأس به ، ولا بأس بقراءة الألحان وتحسين الصوت ... قلت : إنما أشار الشافعي إلى ما كان في زمانه ، وكانوا يلحنون يسيراً ، فأما اليوم فقد صيروا ذلك على قانون الأغاني ، وكلما قرب ذلك من مشابهة الغناء زادت كراهته ، فإن أُخرج القرآن عن حدِّ وضعه حرم ذلك) .
1- يرى ابن الجوزي أنه ينبغي على طالب العلم ألا يفني عمره في طلب الروايات بحيث يهمل العلوم الأخرى ، فإذا رغب الطالب في القراءات فعليه الاكتفاء بالقراءات العشر ، قال رحمه الله في صيد الخاطر : (اعلم أنه لو اتسع العمر لم أمنع من الإيغال في كل علم إلى منتهاه ، غير أن العمر قصير ، والعلم كثير ، فينبغي للإنسان أن يقتصر من القراءات إذا حفظ القرآن على العشر) .
كما ذكر رحمه الله أن من تلبيس الشيطان على القراء : الاهتمام الزائد بالقراءات والغلو فيها حتى يؤدي ذلك إلى التفريط في الفرائض والواجبات ، قال رحمه الله في تلبيس إبليس (2/665) تحقيق د. أحمد المزيد : (فمن ذلك أن أحدهم يشتغل بالقراءات الشاذة وتحصيلها ، فيُفني أكثر عمره في جمعها وتصنيفها والإقراء بها ، ويشغله ذلك عن معرفة الفرائض والواجبات ، فربما رأيت إمام مسجد تصدر للإقراء ولا يعرف ما يفسد الصلاة) .
وقال رحمه الله في صيد الخاطر : (قد ثبت بالدليل شرف العلم وفضله ، إلا أن طلاب العلم افترقوا ، فكل تدعوه نفسه إلى شيء ، فمنهم من أذهب عمره في القراءات ، وذاك تفريط في العلم ؛ لأنه إنما ينبغي أن يعتمد على المشهور منها لا على الشاذ ، وما أقبح القارىء يسأل عن مسألة الفقه وهو لا يدري ، وليس ما شغله عن ذلك إلا كثرة الطرق في روايات القراءات) .
2- ابن الجوزي لا يجيز القراءة بالشواذ ، ويرى أن الصلاة لا تصح بالقراءة الشاذة ، يقول رحمه الله في التلبيس (2/666) : (ومن ذلك أن أحدهم يقرأ في محرابه بالشاذ ويترك المتواتر المشهور ، والصحيح عند العلماء أن الصلاة لا تصح بهذا الشاذ) .
3- القراءات المتواترة عند ابن الجوزي هي العشر ، بدليل عبارته المذكورة أولاً والتي تحث طالب العلم على تلقي القراءات العشر ، ثم إنه قرأ القراءات العشر على الإمام المقرئ ابن الباقلاني ، فدل ذلك على أن العشر متواترة عنده ؛ لأنه لا يجيز القراءة ولا الإقراء بالشواذ كما تقدم .
وقد أخذ الإمام ابن الجوزي القراءات العشر عن الإمام أبي بكر الباقلاني بمضمن كتاب "الإرشاد" لأبي العز القلانسي ، وذكر ذلك الحافظ أبو بكر ابن نقطة في كتابه "التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد" ، وكذلك الإمام ابن الجزري في ترجمة ابن الباقلاني ، وهو عبد الله بن منصور الباقلاني الواسطي المتوفى سنة (593هـ) وشيخه أبو العز صاحب كتاب "الإرشاد" .
والعجيب أنه تلقى القراءات وسنه نحو الثمانين كما أفاد الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ، يقول الذهبي معلقاً (21/37) : (فانظر إلى هذه الهمة العالية !) .
فليكن الإمام ابن الجوزي قدوة لغيره من المتخصصين في الفنون الأخرى ، فإن تخصصهم فيها لا يمنعهم من تلقي القرآن بالروايات المختلفة ، ثم إن كبر السن أيضاً لا ينبغي أن يحول دون تلقي الروايات .
4- لا يجيز ابن الجوزي جمع القراءات بالحرف ، فيقول رحمه الله في التلبيس (2/666) : (ومنهم من يجمع القراءات فيقول "مَلِكِ مَالِكِ مَلاَّكِ" وهذا لا يجوز لأنه إخراج للقرآن عن نظمه) ، والقراءة الأخيرة شاذة منسوبة إلى علي بن أبي طالب كما في النشر .
5- يكره ابن الجوزي قراءة القرآن بالألحان ، فقال في التلبيس (2/669) (ومن ذلك أن جماعة من القراء أحدثوا قراءة الألحان وقد كانت إلى حد قريب ، وعلى ذلك فقد كرهها أحمد بن حنبل وغيره ولم يكرهها الشافعي ... قال الشافعي : أما استماع الحداء ونشيد الأعراب فلا بأس به ، ولا بأس بقراءة الألحان وتحسين الصوت ... قلت : إنما أشار الشافعي إلى ما كان في زمانه ، وكانوا يلحنون يسيراً ، فأما اليوم فقد صيروا ذلك على قانون الأغاني ، وكلما قرب ذلك من مشابهة الغناء زادت كراهته ، فإن أُخرج القرآن عن حدِّ وضعه حرم ذلك) .