الإلحاد الروحاني وصناعة الخرافة ...

السليماني

New member
إنضم
18/07/2020
المشاركات
133
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
الإقامة
السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد:


هذه سلسلة سألخص فيها قدر المستطاع عن الإلحاد الروحاني وصناعة الخرافة في حركة العصر الجديد…


فالإلحاد نوعين مادي و روحاني


الإلحاد المادي يطلق على إنكار وجود الخالق - والعياذبالله-


وهناك نوع آخر وهو الإلحاد الروحاني يمثل انحراف عن العقيدة الصحيحة والتوحيد باسم الروحانية الباطنية.


فالروحانية ترجمة Spirituality وخلفياته الفلسفية ولاعلاقة للروحانية بلفظ الروح في سياقنا ولغتنا. كما ذكر د٠ مليباري.


والروحانية تعنى البحث الشخصي في الغيبيات والمصير والعوالم الخفية -الجن، الملائكة- ثم التعامل معها.

مصادرهم في المعرفة: الباطن وأساطير الأولين مع الابتعاد عن الأديان والوحي!!

لا يصح تداول مفهوم الإلحاد الروحاني دون العروج على مفهوم الباطنية (الإيزوتيرك) العلم الباطني الداخلي وعكسها (اكزوتيرك) العلم الظاهري.

والإيزوتيرك منظور ديني يقوم على اكتساب المعرفة الصوفية، خاصة في شكل الغنوصية القديمة (Gnosticism )


، وتشير الغنوصية إلى مجموعة أفكار ومعارف من الديانات القديمة التي انبعثت من المجتمعات اليهودية في القرنين الأول والثاني الميلاديين.

صناعة الخرافة:


هي الفكرة التي تقوم على مجرد تخيلات دون وجود سبب من النقل أو العقل أو المنطق، عدم الارتكاز على حقيقة علمية أو وحي، وترتبط الخرافات بفلكلور الشعوب، حيث أن الخرافة عادة ما تمثل إرثا تاريخيا تتناقله الأجيال. وهو معتقد لا عقلاني أو ممارسة لا عقلانية.


كيف تصنع الخرافة:


يستخدم فن التضليل وخبث التجهيل للناس باسم العلم، فتمرر دورات الشعوذة والعلاجات الوهمية بل والسحر والطقوس الشيطانية متنكرة بثوب العلم أو الطب أو علم النفس.
حركة العصر الجديد الباطنية والمشهورة بعلوم الطاقة الكونية الفلسفية، كلها ينطبق عليها تعريف الخرافة.


إذن عندما نقول "علم الطاقة خرافة " نعني أن التأثير المزعوم للشفاء بالطاقة لا ينتسب للطاقة إنما سببه أحد أمرين:


١) الإيحاء والتخييل، في أبسط أحواله .


٢) الاستعانة بالجن والشعوذة، في مراحله المتقدمة.

فلا يوجد شيء اسمه طاقة إيجابية وسلبية، إنما هو لعب على العقول، وهذا ما يسمى الخرافة.


-أهل علوم الطاقة والوعى الزائف…عندما يطلب منهم الدليل على صحة ادعاءاتهم :


فمجمعون على اجابة واحدة بقولهم: "مستوى الوعي لديك منخفض، لذا لن تستطيع أن تفهم، ارفع مستواك وستصلك الحقيقة"!


- الوقاية من الخرافة:


الطريق الأوحد المؤدي للسلامة من الخرافات والانحرافات العقدية هو الثبات على الصراط المستقيم، بالتحلي بالوعي الفكري السليم.


الوعي لغة: هو الفهم وسلامة الإدراك ويطلق على الحفظ واليقظة.


يتم الوعي من خلال إدراكنا للواقع والحقائق التي تجري من حولنا أثناء اتصالنا مع المحيط الذي نعيش فيه.


وبالتالي نصبح أكثر قدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في المواقف المختلفة.


أما الوعي الفكري: هو ما يمتلكه الإنسان من أفكار ووجهات نظر تتعلق يالحياة ومفاهيمها، وما يحيط به من بيئه، وله جانبان:


الجانب الإيجابي من الوعي الفكري فهو السليم: وعيا حقيقيا صادقا بطبيعة الأمور والقضايا المحيطة بالإنسان مما يجعل الأفكار والأحكام والسلوكيات تسير في طريق مستقيم لا عوج فيه ولا انحراف، لا يمكن الحصول عليه إلا عن طريق: الوحي أو العلم الحقيقي.


الجانب السلبي: هو عيا مضللا زائفا يحيط بطبيعة الأمور والقضايا المحيطة بالإنسان، وهو الوعي الذي لاتدرك معه الأمور على حقيقتها، بل يتخبط فيه الإنسان بتفسير القضايا على فهمه الخاص، وحتما يدخل في ذلك الهوى، مما سيجعل الحكم خاطئا فيسير صاحبها في طريق منحرف معوج يضيع في الضلالات.


-أساليب تنمية الوعي الفكري السليم:


١) الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه، وطلب الهداية والإرشاد منه، وعدم الاتكال على النفس وذلك يتطلب عدم تضخيم الذات أو اتباع الهوى…


٢)الإقبال على العلم الحقيقي ونبذ الخرافة، لتحصيل السلامة من الانحراف العقدي.


٣)اتخاذ محفز على الوعي الفكري السليم، من صحبة وحضور المحاضرات والدورات …

حركة العصر الجديد:

حركة فكرية إلحادية روحانية باطنية حديثة غربية، لاتحكمها عقائد دينية أو طقوس موحدة.


تتستر تحت كثير من جوانب الحياة البشرية المقبولة والمرغوب بها.


وكل ذلك ماهو إلا زورا وكذبا لتناولها الروحانيات والفلسفات الشرقية والغربية.

أساس حركة العصر الجديد هي فوضى فكرية وانحراف عقدي كبير بل نوازل عقدية خطيرة تكاد كلها بمفاهيمها وممارساتها تقوم على أساسين:


أ) التبادل الطاقي المزعوم مع الكون.


ب) عقيدة وحدة الوجود الكفرية.

وهي لا تكاد تخرج عن ثلاث حالات:


١) إما خرافة وخزعبلات.

٢) وإما سحر وشعوذات.

٣) وإما كفر وشركيات.

وجميع المنظمات والجهات التي تتبنى فكر العصر الجديد لها هدف وغاية مشتركة شبه موحدة وهو تأليه الذات والإغراق في روحانيات بلا حدود.

تكونت بذرة الحركة في الغرب النصراني، وهناك وضعت اللبنات الأولى لنشر أفكارها ثم انتشرت عبر المجتمعات الدينية الغامضة والميتافزيقية في السبعينيات والثمانينيات وأقوى مؤيدي الحركة هم من أتباع Esoteric (الباطنية الحديثية).

أشهر رموز حركة العصر الجديد:

- هيلينا بلافانسكي، تعتبر من أسياد الحركة ففي أواخر القرن ١٩، أعلنت عن عصر جديد قادم.

وقد ولدت عام ١٨٣١م في لندن من أم روسية وأب ألماني

وهي ساحرة مشعوذة عرافة حشاشة أمية بلا مؤهلات علمية، هربت من زوجها فطافت العالم في كهوف التيبت ومعابد الهند فاعتنقت البوذية وجمعت كل وثنياتهم كقانون الجذب والطاقة الكونية والوعي المزعوم…

ثم تبنتها الماسونية في أمريكا وسمتها الفيلسوفة! وأمدتها بالمال والأعوان…

أسست منظمة الثيوصوفية ١٨٧٥م في الولايات المتحدة…

فأصبحت الأفكار والعقائد الهندوسية والبوذية بارزة في الثيوصوفيا ومن الظواهر المميزة فيها الاعتقاد بتناسخ الأرواح طبقا لفكرة الكارما الهندوسية. وكانت هيلينا تعتبر الشيطان هو إله كوكب الأرض.

نمت الباطنية وتمثلها الثيوصوفيا في أواخر القرن ١٩ (والثيوصوفيا تعني الحكمة الإلهية بالانجليزية Theosophia).


إلا أنه في أوائل القرن العشرين تضررت هذه الجمعية من خلال سلسلة من الفضائح الجنسية التي تورطت فيها قادتها.



- بيلي ١٨٨٠ - ١٩٤٩، مؤسسة مدرسة Arcane school الانجليزية (منظمة تنشر التعاليم الروحية).


بعد موت بيلي أنشأ أعضاء سابقون في المدرسة الآركانية مجموعة من الجماعات الثيوصوفية المستقلة الجديدة التي ازدهرت فيها الآمال بعصر جديد، حيث ادعت هذه المجموعات القدرة على نقل الطاقة الروحية إلى العالم وأنها تلقت رسائل موجهة من كائنات مختلفة خارقة للطبيعة.



- ديفيد سبانجلر ١٩٤٥، طور عام ١٩٧٠ الفكرة الأساسية لحركة العصر الجديد، حيث كان يعتقد بإطلاق موجات جديدة من الطاقة الروحية التي أشارت إليها بعض التغييرات الفلكية (على سبيل المثال: حركة الأرض في دورة جديدة تُعرف باسم عصر الدلو) فاقترح أن يستخدم الناس هذه الطاقة الجديدة لإظهار العصر الجديد.


منقول
 
-ومع نمو الحركة نشرت الدوريات وافتتحت المكتبات المتخصصة لبيع كتب العصر الجديد ومقاطع الفيديو…مما أدى إلى تجرؤ أتباع الحركة دمج الممارسات السحرية الغامضة التقليدية -كقراءة التاروت، والتنجيم، واليوغا- مع الاستشارة النفسية القياسية…


للذين خاصة لم يتمكنوا من الشفاء من خلال الطب التقليدي والعلاج النفسي، فدعت الحركة إلى ممارسات العلاج البديلة والطبيعية مثل التدليك، الوجبات الغذائية الطبيعية، وتقويم العمود الفقري، والوخز بالإبر.

-اكتشف العديد من أتباع العصر الجديد قدراتهم النفسية المزعومة، فبرزوا بالقنوات، وادعوا إقامة اتصال مع كيانات مختلفة خارجة عن الطبيعة، بل خارج عن كوكب الأرض، وتداولوا الجوانب الروحية والفلسفية والنفسية،


ولكن في نهاية الثمانينيات تعرضت حركة العصر الجديد للسخرية لقبولها الأفكار والممارسات غير العلمية…

- وفي منتصف التسعينيات عادت للانتعاش واجتذاب مئات الآلاف من الأتباع الجدد…ومن المحزن أنها لاقت رواجا في بلاد التوحيد.

-معهد ايسالن [Esalen] يعتبر محضن الحركة الذي تأسس عام ١٩٦٢، والذي أنتج عشرات البرامج التي تقوم في أصلها على عقائد الغنوص "الروحانيات" التي تم تصميمها بعناية وربطها بمجالات الحياة المختلفة: كالصحة والرياضة، والعلاج النفسي، والتغذية، والتطوير وتحقيق الذات، والفن، وهندسة الديكور وتصميم المنازل، والحب والسلام، والتعليم، والوعي، بل حتى الدين…


لتوافق احتياجات أكثر الناس ثم تم تسويقها بشكل برامج تدريبية متعددة المستويات لتضمن زرع الفكر والمبادئ في نفوس وعقول المتدربين بتدرج لا يواجه مباشرة معتقداتهم الدينية، وإنما يوافقها ثم يداهنها ثم يزاحمها فيقضيها!


أسلوب خبيث قد انطلى على كثير من الناس بما فيهم المسلمين الموحدين…
كيف وصلت إلينا هذه الفتنة؟

مع الانفتاح الثقافي وفي ظل العولمة وامتدادها، انتشرت حركة العصر الجديد في العالم أجمع سنة ١٩٧٠-١٩٨٠، وظهرت في العالم الإسلامي بواسطة رموز عربية إسلامية… حيث انتشر عدد من الأفكار والممارسات التي يمكن تصنيفها تحت مظلة "العصر الجديد"، تحت ستار التطبيب البديل والتنمية البشرية والرياضة وغيرها… ومنها البرمجة اللغوية العصبية، قانون الجذب، الكارما، اليوجا بأنواعها، طاقة المكان، العلاج بالطفل الداخلي، الوقوف العائلي… وأخرى.



أبرز سمات حركة العصر الجديد:

١- النظرة الموحدة للكون والوجود:


وتتحقق من خلال عقيدتي الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، وتنص الحلول والاتحاد على أن الإله قد يحل في مخلوقاته، بل وقد يتحد معهم فتحصل بذلك الاستنارة أو الإشراق المتمثل باتحاد المخلوق بالخالق -تعالى الله عما يقولون- .


أما وحدة الوجود فعقيدة كفرية تنص على وجود قوة إلهية أو طاقة رئيسية واحدة خارج الإنسان تسمى طاقة كونية، ولديها وجود داخل الإنسان كجزء من روحه وتسمى الذات العليا الإلهية (الشرارة الإلهية)!


…وحدة الوجود والحلول والاتحاد خدعة شيطانية يوحي بها الشيطان إلى أوليائه تعظيما لنفسه، وكفرا وشركا بالله الواحد الأحد، فالله سبحانه لايحل في مخلوقاته ولا يتحد بهم… بل هو الله جل وعلا مستو على عرشه… وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

٢-الاعتقاد بنسبية الحق والدعوة إلى وحدة الأديان:


الحركة لاتؤمن بطريق واحد للنجاة، ولاتقدم منهجا محددا للحياة يتبين من خلاله المحرم من المباح، بل تهدف إلى خلق روحانيات بدون حدود أو قيود.
فنراها تشجع التيارات الباطنية داخل الديانات القائمة دون العمل على صرف أحد عن انتمائه الديني الأصيل وإن كانت هذه غايتهم،


ووحدة الأديان أي الاعتقاد ظاهريا بصحة جميع المعتقدات الدينية، وصواب جميع العبادات، وأنها كلها طرق إلى غاية واحدة، لذلك ينادون بدمج جملة من الأديان والملل في دين واحد مستمد منها جميعا، هذا ظاهريا، إلا أنها في حقيقتها تحارب جميع الأديان، ولكن بخبث ودهاء.


… قال تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} فقد جاءت الرسالة الإسلامية واضحة صريحة في تحديد معيار الحق ووصف ما عداه بالباطل، لقوله تعالى: {وقل جاء الحق وزهق الباطل}.

٣-الاعتقاد بالوحي الذاتي المستغنى عن التوسط النبوي:


فيرون أن الوحي ممكن أن ينزل على إنسان في أوقات الصفاء الذهني بممارسات معينة من التأملات العميقة الموهومة، فيزعمون أنهم يمكنهم التواصل مع الملائكة الكرام ويطلبون منهم المدد والمساعدة والشفاء، وحتى الحكمة والجمال!!

وفي ذلك تناقض، فمرة يدعون الاستغناء بذواتهم، ومرة يطلبون المدد من الأرواح والملائكة!!


…قال تعالى: { وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا}.


ومع الأسف أنه بالرغم من وضوح الإشكالات العقدية الشديدة في تطبيقات الباطنية الحديثة لأي متابع سواء مطلع أو مختص، إلا أنها انطلت على الكثير من المسلمين.


خطورة حركة العصر الجديد:


تكمن في كونها أخطر الدعوات والفتن التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم لما تحمله في طياتها من سمات باطنية روحية منزوعة التكاليف.


والتي تقدح في العقيدة بطريق غير مباشر، وربما تخرج المسلم من الملة والعياذ بالله دون أن يعي بذلك.


كما تكمن خطورتها في أنها عبارة عن دين جديد يؤله الذات، ويقوم على الخرافات والشعوذات…

قلنا ونؤكد أن حركة العصر الجديد تنتهج مع الدين السماوي أسلوب:


الموافقة ثم المداهنة ثم المزاحمة ثم الإقصاء.
 
مفهوم الطاقة والوعي بين الحقيقة والزيف:

أولا: معنى الطاقة الكونية:
المراد بالطاقة في حركة العصر الجديد:
هي الاعتقاد بوجود قوة عظمى خلف كل شيء يقابل بالإله عند أصحاب الديانات السماوية.


- والطاقة الكونية هي أول ما يطلب من المتدرب في دورات التنمية البشرية التابعة لحركة العصر الجديد الإيمان به وبقوته وأهميته، ويمارس كيفية الشعور به واستمداده وفعل ما يساعد على تدفقه في جسده.
ففي حركة العصر الجديد يتم الاعتقاد بأن كل مافي الوجود هو الكلي الواحد وكل مافي الكون إنما هو تجل له.

-من كلام المشتغلين بهذا المجال فالطاقة الكونية هي طاقة ذات مفهوم فلسفي قائم على عقائد أديان الشرق خصوصا الصين والهند والتبت.
وتسمى بأسماء مختلفة بحسب المناطق واللغات والخلفيات الدينية،… فهو يسمى:
العقل الكلي عند فلاسفة الإغريق .
والطاو في فلسفات الصين.
وبراهما عند الهندوس.
والبرانا أو طاقة الحياة أو طاقة قوة الحياة عند قدماء الهندوس.

وتأخذ عند الصينيين اسم تشي، وعند اليابانيين اسم كي، وعند الفراعنة تسمى الكا، ومنها الريكي وهو العلاج بالطاقة، والنور الأعلى عند المانوية،

وفي الفلسفة الغربية الروحية وبرامج العصر الجديد إضافة لأسمائها الشرقية يطلق عليها قوة الحياة أو الطاقة الكونية أو المصدر أو الوعي.
كما أن هناك مسميات أخرى فلسفية تطلق على الطاقة الكونية…
ومهما تعددت مسمياتها فإنها جميعها تشير إلى أن هناك طاقة مبثوثة في كل مكان وفي كل شيء، في الإنسان والحيوان والنبات، وهي طاقة التي خلقت الكون وتدعمه!

- والطاقة التي يتحدث عنها هؤلاء المعالجون والمدربون مختلفة تماما عن الطاقة بمعناها الفيزيائي (الميكانيكية والكهربائية والضوئية وغيرها) كما تختلف تماما عن ما يقصد بالطاقة الحيوية الفيزيائية وهي الطاقة الحرارية الفيزيائية الصادرة من مصدر عضوي للإستخدام كوقود متجدد!،
فهي مفهوم ينتمي إلى المجال الروحاني، ومن أكثر الأسماء المتداولة الطاقة الكونية والطاقة الحيوية، وهي أسماء مستحدثة لها، وبينهما فرق بسيط.
أما الطاقة الكونية فهي الطاقة المتولدة المنبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود، ولها نفس قوته وتأثيره لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق (لامرئي ولا شكل له وليس له بداية وليس له نهاية).
وأما الطاقة الحيوية هي نفسها الطاقة الكونية الفلسفية عندما تكون متعلقة بالجسم وعلاجه ومقوماته الحيوية، (أي خارج الجسم تكون طاقة كونية وداخله تكون طاقة حيوية بزعمهم أنها تضيف عليه تغيرا في حيويته).

- والمروجون للطاقة الكونية أو الحيوية من أصحاب الديانات السماوية ومنهم المسلمون يفسرونها بما يظهر عدم تعارضه مع عقيدتهم في الإله، فيدعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون، وجعل لها تأثيرا عظيما على حياتنا… ويزعم مروجوها من المسلمين -جهلا أو تلبيسا- أنها المقصودة بمصطلح "البركة"، فهي التي تسيّر الأمور بسلاسة، ويستشعرها المسلم في وقته وصحته.

- وهناك العديد من مروجي تطبيقات الطاقة الفلسفية يقومون بمحاولة الخلط بينهما أو تصوير الطاقة الحيوية الفلسفية على أنها طاقة كهرومغناطيسية لإضفاء صيغة علمية على كتبهم وأقوالهم فيغتر بها القارئ البسيط.

ثانيا: خرافات الشاكرات كمراكز للطاقة:

يكاد لايخلو تطبيق من تطبيقات حركة العصر الجديد من الارتكاز على وهم وخرافة الشاكرات،

حيث يتم الادعاء بأن هناك مراكز للطاقة في الجسم (عددها سبعة).

وبحسب زعمهم يتم التبادل الطاقي بين الجسم والكون من خلالها،

وزعموا أنها تحتاج لجلسات تنظيف وإزالة (الانسدادات) عن طريق طقوس تأمل وغيرها،

كما زعموا أنها موجودة حقا في الجسم الأثيري (الجسم الطاقي)، لابد من تفعيلها (فتح الشاكرات) ليتم الشفاء التام ومن ثم الاستنارة!!

لماذا هي خرافة ؟

لأنه ينطبق عليها معنى الخرافة؛ الاعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم والمعرفة.
وترتبط بفلكلور الشعوب، حيث أن الخرافة عادة ما تمثل إرثا تاريخيا تتناقله الأجيال.

ما هي الشاكرات؟ وما هو الجسم الطاقي ؟

الجسم الطاقي أو الأثيري Etheric body عبارة عن جسم متخيل يُزعم أنه يوازي جسم الإنسان المادي، به مراكز للطاقة الحيوية المفترضة (الشاكرات)، ومسارات لهذه الطاقة تسمى الميريديانات Meridians، يتكون هذا الجسم من سبع طبقات كل طبقة ترتبط بشاكرا معينة.

والشاكرات مفهوم مأخوذ من النصوص الهندوسية، وهي عبارة عن مراكز دائرية اعتقد أتباع الأديان الشرقية قديما أنها تتموضع عموديا على الجسم من الرأس إلى أسفل العمود الفقري، وأنها مستعدة لاستقبال الطاقة من العالم الخارجي، عددها سبعة، جعلوا لكل واحدة منها لون خاص:

١- مولادارا (شاكرا الجذر)

٢- سفادستانا (شاكرا الحوض)

٣- مانيبورا (شاكرا البطن)

٤- أناهاتا (شاكرا القلب)

٥- فيشودا (شاكرا الحلق)

٦- اجنا ( شاكرا العين الثالثة)

٧- ساهاسرارا (شاكرا التاج)

وكل هذه الأسماء التي تم تعريبها هي باللغة السنسكريتية؛ وهي لغة طقوسية للهندوسية والبوذية…


الشاكرا… تعني العجلة الدائرة وهي مراكز القوى الروحية النفسية في الجسم، وتعتمد الممارسات الباطنية الهندوسية والبوذية بصورة بارزة على الشاكرات، وترتبط بزعمهم بألوان وأصوات ومانترا وآلهة محددة.

وقد ثبت في مصادر العقائد الباطنية علاقة الشاكرات بروحانيات الكواكب والتنجيم المحرم في الإسلام.

وقد ذكر في موسوعة الثيوسوفيا أن فتح هذه الشاكرات بطريقة غير صحيحة يقود في حالات كثيرة إلى الموت أو الجنون بل إلى انتهاكات أخلاقية!


وتؤكد الموسوعة أن هناك ٧ قوى روحية شمسية ( أو ١٢ ) تنتقل على شكل إشعاعات عبر الكواكب المقدسة السبعة، لتصل إلى الجسم الانساني! وبالتالى فإن كل واحدة من هذه القوى لديها مركز يناظرها ويستقبلها في الجسم البشري (الشاكرات).


-كما يزعمون أن الشاكرا في أسفل العمود الفقري تنطوي على قوة سرية غامضة "كونداليني"، والتي يسعى الشخص لإيقاظها باليوغا كي ترتفع للأعلى مرورا بالشاكرات الأخرى حتى تصل إلى الشاكرا السابعة فوق الرأس فيحصل للانسان بذلك الاستنارة!

-وأوضحت الموسوعة الثيوسوفية الشاكرات بأسمائها والكوكب المتحكم في كل منها:
زحل / المريخ / المشتري / الزهره / عطارد / القمر / الشمس.


وصرحت بلافانسكي -مؤسسة الثيوسوفيا في القرن ١٩ في كتابها- بأن المراكز السبعة في جسم الإنسان هي التي تصلها ذبذبات الاشعاعات الروحانية!

ويكمن السبب في فساد زعم وجود تلك الشاكرات في كونه ضرب من ضروب التقول والافتراء دون برهان أو دليل حقيقي، ويقول الله تعالى: { ولاتقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}


كما يقول الإمام السعدي مفسرا لهذه الآية: " ولا تتبع ماليس لك به علم، بل تثبت في كل ما تقوله وتفعله"، كما يعزى السبب في تحريم الاعتقاد بالشاكرات لما ثبت من علاقتها بعلوم التنجيم والسحر المحرمان في الإسلام.

ثالثا: خدعة الاستشفاء بالطاقة الكونية:


يزعم المعتقدين بالطاقة الكونية أن بإمكانهم شفاء الأمراض عن طريق إرسال طاقة شفائية -وذلك طبعا من الخرافات- التي تمرر بإلباسها تارة ثوب العلم وتارة ثوب الدين.

حيث يدعون بأن هناك طاقة مستمدة من الشمس أو الهواء أو النبات أو التراب يستطيع الإنسان بتدريبات (طقوس) معينة وتأملات عميقة استمداد هذه الطاقة الشفائية من الكون.


ثم يقوم المعالج ببثها إلى المريض الذي لجأ إليه ليشفى، سواء باللمس أو عن بعد، هذه الشعوذة المسماة (طاقة) لاتعمل إلا إذا استسلم الطرف المتلقي وتهيأ نفسيا لقبولها.


أما الرافض لها فلن يتمكن المعالج من التأثير عليه بإرسالها له !


ويصرح أحد المعالجين بالطاقة بأن الطاقة الحيوية هو علاج كان يستخدمه الفراعنة عبر تعاليم هرمس الحكيم وكانوا يسمونها "الكا"، ثم انتقلت إلى الصينيين وكانوا يسموها "تشي"، ثم سميت عند الهنود "برانا"، وأبقراط في كلامه عن الطب كان يقول أنها "طاقة الحياة".

ومن المفاهيم المرتبطة بالشفاء بالطاقة:
الين واليانغ
التاي تشي
المايكروبيوتك

الريكي
 
عودة
أعلى