بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
هذه سلسلة سألخص فيها قدر المستطاع عن الإلحاد الروحاني وصناعة الخرافة في حركة العصر الجديد…
فالإلحاد نوعين مادي و روحاني
الإلحاد المادي يطلق على إنكار وجود الخالق - والعياذبالله-
وهناك نوع آخر وهو الإلحاد الروحاني يمثل انحراف عن العقيدة الصحيحة والتوحيد باسم الروحانية الباطنية.
فالروحانية ترجمة Spirituality وخلفياته الفلسفية ولاعلاقة للروحانية بلفظ الروح في سياقنا ولغتنا. كما ذكر د٠ مليباري.
والروحانية تعنى البحث الشخصي في الغيبيات والمصير والعوالم الخفية -الجن، الملائكة- ثم التعامل معها.
مصادرهم في المعرفة: الباطن وأساطير الأولين مع الابتعاد عن الأديان والوحي!!
لا يصح تداول مفهوم الإلحاد الروحاني دون العروج على مفهوم الباطنية (الإيزوتيرك) العلم الباطني الداخلي وعكسها (اكزوتيرك) العلم الظاهري.
والإيزوتيرك منظور ديني يقوم على اكتساب المعرفة الصوفية، خاصة في شكل الغنوصية القديمة (Gnosticism )
، وتشير الغنوصية إلى مجموعة أفكار ومعارف من الديانات القديمة التي انبعثت من المجتمعات اليهودية في القرنين الأول والثاني الميلاديين.
صناعة الخرافة:
هي الفكرة التي تقوم على مجرد تخيلات دون وجود سبب من النقل أو العقل أو المنطق، عدم الارتكاز على حقيقة علمية أو وحي، وترتبط الخرافات بفلكلور الشعوب، حيث أن الخرافة عادة ما تمثل إرثا تاريخيا تتناقله الأجيال. وهو معتقد لا عقلاني أو ممارسة لا عقلانية.
كيف تصنع الخرافة:
يستخدم فن التضليل وخبث التجهيل للناس باسم العلم، فتمرر دورات الشعوذة والعلاجات الوهمية بل والسحر والطقوس الشيطانية متنكرة بثوب العلم أو الطب أو علم النفس.
حركة العصر الجديد الباطنية والمشهورة بعلوم الطاقة الكونية الفلسفية، كلها ينطبق عليها تعريف الخرافة.
إذن عندما نقول "علم الطاقة خرافة " نعني أن التأثير المزعوم للشفاء بالطاقة لا ينتسب للطاقة إنما سببه أحد أمرين:
١) الإيحاء والتخييل، في أبسط أحواله .
٢) الاستعانة بالجن والشعوذة، في مراحله المتقدمة.
فلا يوجد شيء اسمه طاقة إيجابية وسلبية، إنما هو لعب على العقول، وهذا ما يسمى الخرافة.
-أهل علوم الطاقة والوعى الزائف…عندما يطلب منهم الدليل على صحة ادعاءاتهم :
فمجمعون على اجابة واحدة بقولهم: "مستوى الوعي لديك منخفض، لذا لن تستطيع أن تفهم، ارفع مستواك وستصلك الحقيقة"!
- الوقاية من الخرافة:
الطريق الأوحد المؤدي للسلامة من الخرافات والانحرافات العقدية هو الثبات على الصراط المستقيم، بالتحلي بالوعي الفكري السليم.
الوعي لغة: هو الفهم وسلامة الإدراك ويطلق على الحفظ واليقظة.
يتم الوعي من خلال إدراكنا للواقع والحقائق التي تجري من حولنا أثناء اتصالنا مع المحيط الذي نعيش فيه.
وبالتالي نصبح أكثر قدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في المواقف المختلفة.
أما الوعي الفكري: هو ما يمتلكه الإنسان من أفكار ووجهات نظر تتعلق يالحياة ومفاهيمها، وما يحيط به من بيئه، وله جانبان:
الجانب الإيجابي من الوعي الفكري فهو السليم: وعيا حقيقيا صادقا بطبيعة الأمور والقضايا المحيطة بالإنسان مما يجعل الأفكار والأحكام والسلوكيات تسير في طريق مستقيم لا عوج فيه ولا انحراف، لا يمكن الحصول عليه إلا عن طريق: الوحي أو العلم الحقيقي.
الجانب السلبي: هو عيا مضللا زائفا يحيط بطبيعة الأمور والقضايا المحيطة بالإنسان، وهو الوعي الذي لاتدرك معه الأمور على حقيقتها، بل يتخبط فيه الإنسان بتفسير القضايا على فهمه الخاص، وحتما يدخل في ذلك الهوى، مما سيجعل الحكم خاطئا فيسير صاحبها في طريق منحرف معوج يضيع في الضلالات.
-أساليب تنمية الوعي الفكري السليم:
١) الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه، وطلب الهداية والإرشاد منه، وعدم الاتكال على النفس وذلك يتطلب عدم تضخيم الذات أو اتباع الهوى…
٢)الإقبال على العلم الحقيقي ونبذ الخرافة، لتحصيل السلامة من الانحراف العقدي.
٣)اتخاذ محفز على الوعي الفكري السليم، من صحبة وحضور المحاضرات والدورات …
حركة العصر الجديد:
حركة فكرية إلحادية روحانية باطنية حديثة غربية، لاتحكمها عقائد دينية أو طقوس موحدة.
تتستر تحت كثير من جوانب الحياة البشرية المقبولة والمرغوب بها.
وكل ذلك ماهو إلا زورا وكذبا لتناولها الروحانيات والفلسفات الشرقية والغربية.
أساس حركة العصر الجديد هي فوضى فكرية وانحراف عقدي كبير بل نوازل عقدية خطيرة تكاد كلها بمفاهيمها وممارساتها تقوم على أساسين:
أ) التبادل الطاقي المزعوم مع الكون.
ب) عقيدة وحدة الوجود الكفرية.
وهي لا تكاد تخرج عن ثلاث حالات:
١) إما خرافة وخزعبلات.
٢) وإما سحر وشعوذات.
٣) وإما كفر وشركيات.
وجميع المنظمات والجهات التي تتبنى فكر العصر الجديد لها هدف وغاية مشتركة شبه موحدة وهو تأليه الذات والإغراق في روحانيات بلا حدود.
تكونت بذرة الحركة في الغرب النصراني، وهناك وضعت اللبنات الأولى لنشر أفكارها ثم انتشرت عبر المجتمعات الدينية الغامضة والميتافزيقية في السبعينيات والثمانينيات وأقوى مؤيدي الحركة هم من أتباع Esoteric (الباطنية الحديثية).
أشهر رموز حركة العصر الجديد:
- هيلينا بلافانسكي، تعتبر من أسياد الحركة ففي أواخر القرن ١٩، أعلنت عن عصر جديد قادم.
وقد ولدت عام ١٨٣١م في لندن من أم روسية وأب ألماني
وهي ساحرة مشعوذة عرافة حشاشة أمية بلا مؤهلات علمية، هربت من زوجها فطافت العالم في كهوف التيبت ومعابد الهند فاعتنقت البوذية وجمعت كل وثنياتهم كقانون الجذب والطاقة الكونية والوعي المزعوم…
ثم تبنتها الماسونية في أمريكا وسمتها الفيلسوفة! وأمدتها بالمال والأعوان…
أسست منظمة الثيوصوفية ١٨٧٥م في الولايات المتحدة…
فأصبحت الأفكار والعقائد الهندوسية والبوذية بارزة في الثيوصوفيا ومن الظواهر المميزة فيها الاعتقاد بتناسخ الأرواح طبقا لفكرة الكارما الهندوسية. وكانت هيلينا تعتبر الشيطان هو إله كوكب الأرض.
نمت الباطنية وتمثلها الثيوصوفيا في أواخر القرن ١٩ (والثيوصوفيا تعني الحكمة الإلهية بالانجليزية Theosophia).
إلا أنه في أوائل القرن العشرين تضررت هذه الجمعية من خلال سلسلة من الفضائح الجنسية التي تورطت فيها قادتها.
- بيلي ١٨٨٠ - ١٩٤٩، مؤسسة مدرسة Arcane school الانجليزية (منظمة تنشر التعاليم الروحية).
بعد موت بيلي أنشأ أعضاء سابقون في المدرسة الآركانية مجموعة من الجماعات الثيوصوفية المستقلة الجديدة التي ازدهرت فيها الآمال بعصر جديد، حيث ادعت هذه المجموعات القدرة على نقل الطاقة الروحية إلى العالم وأنها تلقت رسائل موجهة من كائنات مختلفة خارقة للطبيعة.
- ديفيد سبانجلر ١٩٤٥، طور عام ١٩٧٠ الفكرة الأساسية لحركة العصر الجديد، حيث كان يعتقد بإطلاق موجات جديدة من الطاقة الروحية التي أشارت إليها بعض التغييرات الفلكية (على سبيل المثال: حركة الأرض في دورة جديدة تُعرف باسم عصر الدلو) فاقترح أن يستخدم الناس هذه الطاقة الجديدة لإظهار العصر الجديد.
منقول
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
هذه سلسلة سألخص فيها قدر المستطاع عن الإلحاد الروحاني وصناعة الخرافة في حركة العصر الجديد…
فالإلحاد نوعين مادي و روحاني
الإلحاد المادي يطلق على إنكار وجود الخالق - والعياذبالله-
وهناك نوع آخر وهو الإلحاد الروحاني يمثل انحراف عن العقيدة الصحيحة والتوحيد باسم الروحانية الباطنية.
فالروحانية ترجمة Spirituality وخلفياته الفلسفية ولاعلاقة للروحانية بلفظ الروح في سياقنا ولغتنا. كما ذكر د٠ مليباري.
والروحانية تعنى البحث الشخصي في الغيبيات والمصير والعوالم الخفية -الجن، الملائكة- ثم التعامل معها.
مصادرهم في المعرفة: الباطن وأساطير الأولين مع الابتعاد عن الأديان والوحي!!
لا يصح تداول مفهوم الإلحاد الروحاني دون العروج على مفهوم الباطنية (الإيزوتيرك) العلم الباطني الداخلي وعكسها (اكزوتيرك) العلم الظاهري.
والإيزوتيرك منظور ديني يقوم على اكتساب المعرفة الصوفية، خاصة في شكل الغنوصية القديمة (Gnosticism )
، وتشير الغنوصية إلى مجموعة أفكار ومعارف من الديانات القديمة التي انبعثت من المجتمعات اليهودية في القرنين الأول والثاني الميلاديين.
صناعة الخرافة:
هي الفكرة التي تقوم على مجرد تخيلات دون وجود سبب من النقل أو العقل أو المنطق، عدم الارتكاز على حقيقة علمية أو وحي، وترتبط الخرافات بفلكلور الشعوب، حيث أن الخرافة عادة ما تمثل إرثا تاريخيا تتناقله الأجيال. وهو معتقد لا عقلاني أو ممارسة لا عقلانية.
كيف تصنع الخرافة:
يستخدم فن التضليل وخبث التجهيل للناس باسم العلم، فتمرر دورات الشعوذة والعلاجات الوهمية بل والسحر والطقوس الشيطانية متنكرة بثوب العلم أو الطب أو علم النفس.
حركة العصر الجديد الباطنية والمشهورة بعلوم الطاقة الكونية الفلسفية، كلها ينطبق عليها تعريف الخرافة.
إذن عندما نقول "علم الطاقة خرافة " نعني أن التأثير المزعوم للشفاء بالطاقة لا ينتسب للطاقة إنما سببه أحد أمرين:
١) الإيحاء والتخييل، في أبسط أحواله .
٢) الاستعانة بالجن والشعوذة، في مراحله المتقدمة.
فلا يوجد شيء اسمه طاقة إيجابية وسلبية، إنما هو لعب على العقول، وهذا ما يسمى الخرافة.
-أهل علوم الطاقة والوعى الزائف…عندما يطلب منهم الدليل على صحة ادعاءاتهم :
فمجمعون على اجابة واحدة بقولهم: "مستوى الوعي لديك منخفض، لذا لن تستطيع أن تفهم، ارفع مستواك وستصلك الحقيقة"!
- الوقاية من الخرافة:
الطريق الأوحد المؤدي للسلامة من الخرافات والانحرافات العقدية هو الثبات على الصراط المستقيم، بالتحلي بالوعي الفكري السليم.
الوعي لغة: هو الفهم وسلامة الإدراك ويطلق على الحفظ واليقظة.
يتم الوعي من خلال إدراكنا للواقع والحقائق التي تجري من حولنا أثناء اتصالنا مع المحيط الذي نعيش فيه.
وبالتالي نصبح أكثر قدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في المواقف المختلفة.
أما الوعي الفكري: هو ما يمتلكه الإنسان من أفكار ووجهات نظر تتعلق يالحياة ومفاهيمها، وما يحيط به من بيئه، وله جانبان:
الجانب الإيجابي من الوعي الفكري فهو السليم: وعيا حقيقيا صادقا بطبيعة الأمور والقضايا المحيطة بالإنسان مما يجعل الأفكار والأحكام والسلوكيات تسير في طريق مستقيم لا عوج فيه ولا انحراف، لا يمكن الحصول عليه إلا عن طريق: الوحي أو العلم الحقيقي.
الجانب السلبي: هو عيا مضللا زائفا يحيط بطبيعة الأمور والقضايا المحيطة بالإنسان، وهو الوعي الذي لاتدرك معه الأمور على حقيقتها، بل يتخبط فيه الإنسان بتفسير القضايا على فهمه الخاص، وحتما يدخل في ذلك الهوى، مما سيجعل الحكم خاطئا فيسير صاحبها في طريق منحرف معوج يضيع في الضلالات.
-أساليب تنمية الوعي الفكري السليم:
١) الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه، وطلب الهداية والإرشاد منه، وعدم الاتكال على النفس وذلك يتطلب عدم تضخيم الذات أو اتباع الهوى…
٢)الإقبال على العلم الحقيقي ونبذ الخرافة، لتحصيل السلامة من الانحراف العقدي.
٣)اتخاذ محفز على الوعي الفكري السليم، من صحبة وحضور المحاضرات والدورات …
حركة العصر الجديد:
حركة فكرية إلحادية روحانية باطنية حديثة غربية، لاتحكمها عقائد دينية أو طقوس موحدة.
تتستر تحت كثير من جوانب الحياة البشرية المقبولة والمرغوب بها.
وكل ذلك ماهو إلا زورا وكذبا لتناولها الروحانيات والفلسفات الشرقية والغربية.
أساس حركة العصر الجديد هي فوضى فكرية وانحراف عقدي كبير بل نوازل عقدية خطيرة تكاد كلها بمفاهيمها وممارساتها تقوم على أساسين:
أ) التبادل الطاقي المزعوم مع الكون.
ب) عقيدة وحدة الوجود الكفرية.
وهي لا تكاد تخرج عن ثلاث حالات:
١) إما خرافة وخزعبلات.
٢) وإما سحر وشعوذات.
٣) وإما كفر وشركيات.
وجميع المنظمات والجهات التي تتبنى فكر العصر الجديد لها هدف وغاية مشتركة شبه موحدة وهو تأليه الذات والإغراق في روحانيات بلا حدود.
تكونت بذرة الحركة في الغرب النصراني، وهناك وضعت اللبنات الأولى لنشر أفكارها ثم انتشرت عبر المجتمعات الدينية الغامضة والميتافزيقية في السبعينيات والثمانينيات وأقوى مؤيدي الحركة هم من أتباع Esoteric (الباطنية الحديثية).
أشهر رموز حركة العصر الجديد:
- هيلينا بلافانسكي، تعتبر من أسياد الحركة ففي أواخر القرن ١٩، أعلنت عن عصر جديد قادم.
وقد ولدت عام ١٨٣١م في لندن من أم روسية وأب ألماني
وهي ساحرة مشعوذة عرافة حشاشة أمية بلا مؤهلات علمية، هربت من زوجها فطافت العالم في كهوف التيبت ومعابد الهند فاعتنقت البوذية وجمعت كل وثنياتهم كقانون الجذب والطاقة الكونية والوعي المزعوم…
ثم تبنتها الماسونية في أمريكا وسمتها الفيلسوفة! وأمدتها بالمال والأعوان…
أسست منظمة الثيوصوفية ١٨٧٥م في الولايات المتحدة…
فأصبحت الأفكار والعقائد الهندوسية والبوذية بارزة في الثيوصوفيا ومن الظواهر المميزة فيها الاعتقاد بتناسخ الأرواح طبقا لفكرة الكارما الهندوسية. وكانت هيلينا تعتبر الشيطان هو إله كوكب الأرض.
نمت الباطنية وتمثلها الثيوصوفيا في أواخر القرن ١٩ (والثيوصوفيا تعني الحكمة الإلهية بالانجليزية Theosophia).
إلا أنه في أوائل القرن العشرين تضررت هذه الجمعية من خلال سلسلة من الفضائح الجنسية التي تورطت فيها قادتها.
- بيلي ١٨٨٠ - ١٩٤٩، مؤسسة مدرسة Arcane school الانجليزية (منظمة تنشر التعاليم الروحية).
بعد موت بيلي أنشأ أعضاء سابقون في المدرسة الآركانية مجموعة من الجماعات الثيوصوفية المستقلة الجديدة التي ازدهرت فيها الآمال بعصر جديد، حيث ادعت هذه المجموعات القدرة على نقل الطاقة الروحية إلى العالم وأنها تلقت رسائل موجهة من كائنات مختلفة خارقة للطبيعة.
- ديفيد سبانجلر ١٩٤٥، طور عام ١٩٧٠ الفكرة الأساسية لحركة العصر الجديد، حيث كان يعتقد بإطلاق موجات جديدة من الطاقة الروحية التي أشارت إليها بعض التغييرات الفلكية (على سبيل المثال: حركة الأرض في دورة جديدة تُعرف باسم عصر الدلو) فاقترح أن يستخدم الناس هذه الطاقة الجديدة لإظهار العصر الجديد.
منقول