الإعجاز العلمي والانهزام المعرفي للكاتب خالد عبدالله المشوح

فهد الناصر

New member
إنضم
07/02/2004
المشاركات
166
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
يشكل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أحد العلوم الحاضرة التي يبذل عليها المسلمون اليوم مالاً وجهداً كبيرين من خلال إنشاء الهيئات الخاصة بهذا المجال وتنظيم المؤتمرات وعقد الندوات وتفريغ الباحثين والعلماء.
الإشكالية ليست هنا وإنما في القيمة العلمية المضافة للقرآن الكريم من خلال هذه القراءات الإعجازية التي يوافقني الكثير على أن جزءا ليس بالقليل منها مُتكلف بشكل غير مبرر! إن الانبهار بالحضارة المادية الغربية غير المعلن هو الذي قاد إلى تبني هذه الهيئات والصرف ببذخ عليها في محاولة غير مدروسة لإثبات دعم القرآن للعلم أو حتى قدرة الوحي على التنبؤ بالاكتشافات العلمية، كما أن الاهتمام بهذا النوع من العلوم هو محاولة لسد النقص في حياة المسلمين والناتج عن التخلف العلمي والبحثي الذي جعل العالم الإسلامي في ذيل الدول التي تصرف على المعرفة!
قبل فترة اطلعت على كلام للفيلسوف التونسي أبي يعرب المرزوقي بعثه لي أحد الزملاء، حول أثر الإعجاز العلمي على القرآن وهي نظرة قاسية بعض الشيء لكن فيها الكثير من الحقيقة التي ينبغي التوقف عندها حتى لا تكون نتيجتها عكسية مع الامتداد الزمني والتطور العلمي.
يقول أبو يعرب في رده على الإعجازيين: وحتى الرد على كلام بعض الدجالين في الإعجاز العلمي لا يبرره لأن هؤلاء الدجالين يفصلون بين العلم والدين ويريدون تأييد الدين بالعلم: وهم يتصورون أنفسهم رافعين من شأن القرآن عندما يزعمون له الإعجاز العلمي ولا يدرون أنهم يحطون من الحقيقة الدينية إذ يجعلونها تاريخية كما هو جوهر الحقيقة العلمية.
إن الإصرار على تطبيق حقائق علمية (اليوم) على أنها إعجاز قرآني يقود بلا شك إلى إنكارها بعد فترة لأن الحقيقة العلمية ليست دائمة ومقدسة وإنما متطورة بقدر ما وصل إليه التطور العلمي ما يعني أنها ربما بعد مئة عام تصبح هذه الحقائق من الغرائب العلمية التي يُتندر بها! وهو الأمر الذي سيجعل كثيرا من المسلمين يدافع عنها بدافع ارتباطها بالإعجاز العلمي للقرآن وبنظرة مستقبلية يقودنا الأمر إلى أن الإعجاز سيجلب على المسلمين مستقبلا إحراجات كبيرة تفوق فوائدها اليوم .
المبهورون بالإعجاز العلمي اليوم ينظرون إلى تأثيره الحالي متناسين أن القرآن ليس واقعا تاريخيا أو متجددا علميا وإنما كتابا مقدسا دائما. صحيح أن بعض من الغربيين بهرهم الإعجاز العلمي وقادهم إلى البحث عن الإسلام وبعد قراءتهم القرآن أسلموا لكن هذا ليس مبرراً أن نُدخل كتاب الله بعد مائة عام إلى البحث العلمي والتاريخي في حال ربط نظريات علمية به يتم تجاوزها معرفيا؟
لذا فإن القرآن يملك من الإعجاز ما يغني عن هذه التكلفات وحسبنا أنه كلام الله ومصدر تشريع الإسلام الأول لذا فلسنا بحاجة إلى ربط اكتشافات علمية غير قطعية به وإنما هي نتيجة نظريات فردية أو حتى جمعية فإذا صدقت اليوم فليس بالضرورة أن تصدق غدا فالقرآن في النهاية حقيقة دينية إلهية مطلقة غير قابلة للتاريخية كما هو حال الحقائق العلمية. عليه فإن المبالغة في تطويع نصوص القرآن والسنة إلى قراءات تجريبية ونظريات علمية لا يؤثر على تلك النظريات وحسب بل يؤثر على أجيال يمكن أن تشهد ما يمكن أن نسميه استماتة في دعم النص الإلهي بنظرية بشرية يمكن أن تتلاشى في يوم من الأيام.

المصدر : جريدة الوطن السعودية .
 
الأخوة الكرام،

1. العلم يسعى إلى الحقيقة العلمية في سُلّم صاعد حتى يصلها، أما الدين الحق فيُخبِرك بالحقيقة ولا يتدرج صعوداً إليها. ومن هنا فالتناقض بين معطيات العلم والدين أمر حتمي. ولكن عندما يصل العلم إلى الحقيقة فالتوافق عندها حتمي إذا كان رباني المصدر.
2. الغرب ينفق المليارات على البحوث بغض النظر عن مجالها، ومن هنا لا عجب أن يتطور. ونحن اليوم ننعى على من يُنفق في بحوث الإعجاز العلمي، أليس هذا عجيباً؟!
3. العلم اليوم أقدر منه في السابق على التمييز بين الحقائق والنظريات. وعندما نُفسِّر بنظرية نكون قد فسرنا بظني، وعندما نفسر بحقيقة نكون قد فسرنا بقطعي أو ما يقاربه. وما علينا إذا ثبت في المستقبل خطأ المفسر؟! هل أخطاء المفسرين مسألة مُستجدّة، أم هي حقيقة من حقائق تاريخ التفسير؟!. بل إنّ أخطاء القدماء من المفسرين ظاهرة وماثلة لكل دارس، ولا ضير في ذلك، لأن هذا أبلغ دليل على القصور البشري.
4. الانبهار بالغرب كان في القرون القريبة الماضية. أم اليوم فقد استعاد المسلمون توازنهم بعد أن غادروا محطة التخلف، وهم الآن أعلم بحقيقة الحضارة الغربية، وهم اليوم أقدر على النقد والتمييز بين الغث والسمين. بل إن مسألة الإعجاز العلمي تصاعدت بتصاعد وعي المسلمين.
5. نفهم ونتفهّم عندما يكتب بعضهم ينتقد البحوث المُتكلّفة والتي تُحمّل النص الكريم ما لا يحتمل. في المقابل لا نتفهم موقف أولئك الذين يتعاملون بالجُمْلة، فتأتي أحكامهم متشنجة وغير منطقية وغير مريحة. وكأنهم يُصرّون، من حيث لا يعلمون، على القول بحتمية التناقض بين الدين ومعطيات العلم حتى ولو كانت حقائق.
 
الإشكالية ليست هنا وإنما في القيمة العلمية المضافة للقرآن الكريم من خلال هذه القراءات الإعجازية التي يوافقني الكثير على أن جزءا ليس بالقليل منها مُتكلف بشكل غير مبرر! إن الانبهار بالحضارة المادية الغربية غير المعلن هو الذي قاد إلى تبني هذه الهيئات والصرف ببذخ عليها في محاولة غير مدروسة لإثبات دعم القرآن للعلم أو حتى قدرة الوحي على التنبؤ بالاكتشافات العلمية، كما أن الاهتمام بهذا النوع من العلوم هو محاولة لسد النقص في حياة المسلمين والناتج عن التخلف العلمي والبحثي الذي جعل العالم الإسلامي في ذيل الدول التي تصرف على المعرفة!
المصدر : جريدة الوطن السعودية .

قيمة القرآن متجددة بتجدد القدرة على الاستنباط والفهم ، والقيمة مضافة بالنسبة إلى المخاطب بالقرآن لا أن القرآن اكتسب هذه القيمة بعد أن كانت غير موجودة.

أما الباحثون في الاعجاز العلمي فهم أبعد ما يكونون عن الانبهار بالحضارة الغربية ، بل هم أناس جادون ناجحون في تخصاصتهم العلمية سبروا الحضارة الغربية وعرفوا جوانبها الايجابية والسلبية وفي نفس الوقت عرفوا قرآنهم وسنتهم على الوجه الصحيح ومن ثم بينوا للمنبهرين بالحضارة الغربية أن دينهم هو دين العلم والمعرفة وأنه لا يتعارض مع ما وصلت إليه العلوم الإنسانية من اكتشافات سنن الله في النفس وفي الكون ، بل إن فيه ما يصدقها بل ويدعو إلى اكتشافها.

إن آيات الله المتلوة تسير في خط واحد مع آياته المنظورة في الكون وفي النفس وهذا ما يعمل المتكلمون في الاعجاز من أجل بيانه للناس.
 
ربما بعد مئة عام تصبح هذه الحقائق من الغرائب العلمية التي يُتندر بها! وهو الأمر الذي سيجعل كثيرا من المسلمين يدافع عنها بدافع ارتباطها بالإعجاز العلمي للقرآن . . . . في حال ربط نظريات علمية به يتم تجاوزها معرفيا؟
لذا فإن القرآن يملك من الإعجاز ما يغني عن هذه التكلفات وحسبنا أنه كلام الله ومصدر تشريع الإسلام الأول لذا فلسنا بحاجة إلى ربط اكتشافات علمية غير قطعية به .[/url]

من اليسير ملاحظة أن الكاتب يخلط وعلى نحو معيب ما بين القرآن الكريم كنص الهى مقدس ، واجتهادنا فى فهمه و تفسيرنا له وتدبرنا فيه وكلها أمور غير مقدسة
ان القرآن شىء ومحاولات فهمه وتفسيره شىء آخر
لكن الكاتب لا يميز بينهما فنراه يخلط ما بين : المقدس وغير المقدس ، الالهى والبشرى ، المطلق والتاريخى
ولا أدرى كيف يتصور أن اجتهاداتنا فى فهم القرآن سوف تلتصق به حتى تصير جزءا منه لا ينفك عنه ؟!!
انها رؤية قاصرة وغير منطقية بالمرة ، فعلم التفسير فى تطور مستمر ، ولا يوجد تفسير يرتبط بالقرآن ويكتسب قداسته ، فلماذا نستثنى التفسيرات العلمية من هذا الأمر ؟؟
لماذا نزعم أنها سوف ترتبط به ولن تنفك عنه ؟!
ان هذا زعم عجيب ، والأعجب منه تكرار الكاتب لتعبير ( الربط ) أكثر من مرة واصراره عليه
ان هذا التعبير يبدو مضللا جدا والى حد بعيد ، وفيه مبالغة كبيرة ، ويجافى الحقيقة تماما
 
الذي يثير عجبي فيمن يشككون في الإعجاز العلمي للقرآن (مع اعتراضي على كلمة إعجاز! وأحبذ تسميته:السبق العلمي) أنهم دوما يلعبون على وطر تغير الحقائق العلمية! وأنا أعجب وأتساؤل:
كيف تتغير الحقائق العلمية؟ إن الحقيقة العلمية لا تتغير, فإذا ذكر القرآن توصيفا لظاهرة طبيعة ووافقت تصورا علميا فإن هذا يعني أن هذا التصور العلمي حقيقي غير قابل للتغير!
القضية كلها هي كيفية قراءتنا للنص القرآني! فأنصار الإعجاز العلمي يستدلون بكلمة موجودة في آية على نظريات أو أقوال لا علاقة للنص بها! وهذا هو موضع الخلل!
فلكي نقول بسبق علمي للقرآن لا بد أن تكون المعلومة مما ذُكر مباشرة وليس من باب الإشارات وذلك مثل قوله تعالى:
يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان!
فهنا حقيقة علمية صريحة لا تقبل اللي وهي أن البحار العذبة (الأنهار) يوجد بها لؤلؤ ومرجان! وهذا يخالف المعهود عند الناس حتى فترة قريبة! ولهذا وجدنا المفسرين يقولون بالتغليب وما شابه!
لذا فعندما يُكتشف في القرن العشرين وجودهما في بعض الأنهار في اليابان وروسيا وبعض دول أوروبا وأمريكا الجنوبية فإن هذا سبق علمي للقرآن لا مراء فيه!
وفي الختام نقول:
هناك من يحمل النص القرآني ما لا يحتمل وعلى النقيض هناك من يغلق عينيه أمام حقائقه الباهرة!
جنبنا الله أن نكون أحدهما والسلام عليكم ورحمة الله!
 
وأنه لا يتعارض مع ما وصلت إليه العلوم الإنسانية من اكتشافات سنن الله في النفس وفي الكون ، بل إن فيه ما يصدقها بل ويدعو إلى اكتشافها.

السؤال المطروح : هو هل يمكن أن تكون كل الاكتشافات الإنسانية معصومة من الخطأ بحيث لم نجد منها "حقيقة علمية" أو نظرية علمية واحدة تعارض القرآن الكريم ؟
لماذا دائما يترك أصحاب الإعجاز النصارى حتى يكتشفوا مسألة ما فيتسابقون عبر القنوات الفضائية ليقولوا : هذا الذي اكتشفتم يدل عليه القرآن في قوله تعالى : .. طارحين كل أقوال السلف جانيا ، وكل مفاهيم اللغة أرضا .
ويمعنى آخر لماذا لم يحوزوا السبق فيقولوا مثلا : الآية كذا تدل على كذا مما لم يكتشف بعد ، ثم يقوموا بفتح مختبرات تتوصل علميا إلى ما توصلوا له وحيا ؟
 
السؤال المطروح : هو هل يمكن أن تكون كل الاكتشافات الإنسانية معصومة من الخطأ بحيث لم نجد منها "حقيقة علمية" أو نظرية علمية واحدة تعارض القرآن الكريم ؟
؟

لم يقل أحد إن الاكتشافات الإنسانية معصومة .

والحقائق العلمية لا يمكن أن تعارض القرآن، فكيف تتوقع أن توجد حقيقة علمية تتعارض مع القرآن؟

أما النظريات فهناك الكثير من النظريات حكم عليها بالسقوط ومعارضتها لصريح القرآن ومنها نظرية دارون.


لماذا دائما يترك أصحاب الإعجاز النصارى حتى يكتشفوا مسألة ما فيتسابقون عبر القنوات الفضائية ليقولوا : هذا الذي اكتشفتم يدل عليه القرآن في قوله تعالى : .. طارحين كل أقوال السلف جانيا ، وكل مفاهيم اللغة أرضا .
ويمعنى آخر لماذا لم يحوزوا السبق فيقولوا مثلا : الآية كذا تدل على كذا مما لم يكتشف بعد ، ثم يقوموا بفتح مختبرات تتوصل علميا إلى ما توصلوا له وحيا ؟

أخي إبراهيم

اسمح لي أن أقول إن هذا الكلام لا يليق بطالب العلم ، هل نرد الحقائق التي سبق إليها القرآن لأن المسلمين قعدوا عن اكتشاف سنن الله في خلقه ؟

مثل هذا القول لا يصح إيراده.

إذا أخبر الله تعالى أنه سيخلق للبشر من وسائل النقل غير ما هو معروف للبشرية وقت التنزيل ثم سبق غير المسلمين إلى صنع السيارة والقطار والطائرة ، هل يصح أن ننكر ما أخبر عنه القرآن من أجل هذا؟
 
لم يقل أحد إن الاكتشافات الإنسانية معصومة .

والحقائق العلمية لا يمكن أن تعارض القرآن، فكيف تتوقع أن توجد حقيقة علمية تتعارض مع القرآن؟

أما النظريات فهناك الكثير من النظريات حكم عليها بالسقوط ومعارضتها لصريح القرآن ومنها نظرية دارون.


أخي إبراهيم

اسمح لي أن أقول إن هذا الكلام لا يليق بطالب العلم ، هل نرد الحقائق التي سبق إليها القرآن لأن المسلمين قعدوا عن اكتشاف سنن الله في خلقه ؟

مثل هذا القول لا يصح إيراده.

إذا أخبر الله تعالى أنه سيخلق للبشر من وسائل النقل غير ما هو معروف للبشرية وقت التنزيل ثم سبق غير المسلمين إلى صنع السيارة والقطار والطائرة ، هل يصح أن ننكر ما أخبر عنه القرآن من أجل هذا؟

أخي الكريم : وهل يليق بطالب علم أن يقول بلسان الحال إن النظريات العلمية معصومة ، وإن لم يصرح بها باللسان العربي الفصيح ؟
وحتى تتأكد من ذلك أذكر لي "حقيقة علمية" واحدة من الاكتشافات العلمية الحديثة - وهي كثيرة وفي مختلف الفنون - وبين أنها تعارض نص القرآن الكريم في كذا وكذا ، ولكن بشرط أن لا يكون النصارى قد أعلنوا أنها خطأ.
أما قولك في نظرية دارون ؛ فهل أعلن دعاة الإعجاز أنها ساقطة قبل أن يعلن علماء الآثار والحفريات الغربيين أن أدلته واهية ، وأنها تدل على غير ما ذهب إليه دارون ، ولا أطيل عليك بالتفاصيل لأنها معلومة عند الجميع .
وعند مثال آخر أوضح من ذلك وهو : عندما ظهرت نظرية "جاليليوا" من أن الأرض تدور وأن الشمس هي مركز "الكون" على حد تعبيره أو على الأقل مركز درب التبانة على حد تعبير المعاصرين ، وصرح بعض تلامذته قبل مقتله من أن الشمس ثابتة ، وأن الكواكب تدور حولها .
فماذا لم يرد عليه العلماء المعاصرون له ، أو المعاصرين لنا ويثبتوا أن الشمس تجري ؟
لماذا تركوا النصارى في غيهم حتى اكتشفوا بوسائلهم أن الشمس تدور ؟
ما فائدة أن نظل ننتظر - ما دام القرآن يدل على هذا الذي تقولون صراحة - حتى يثبته النصارى ثم نأتي لنتكلف في لي أعناق النصوص حتى تتلاءم مع تلك "الحقائق العلمية" ؟
أرجو الإجابة على هذه الأسئلة والتي قبلها حتى نكون على بصيرة من الأمر .

أخي الكريم : أنا - وكل الرافضين للإعجاز بأقسامه - لا ننكر شيئا مما دل عليه القرآن الكريم ، ولكن لا نتكلف في تفسير كتاب الله تعالى بلا دليل ، ولا نجبر معاني القرآن الكريم على أن تتلاءم مع اكتشاف هنا أو نظرية هناك .
بل نؤمن بما في كتاب الله تعالى إجمالا وتفصيلا ؛ فما أدركنا معناه منه بالطرق المعروفة لتفسير القرآن الكريم آمنا به وعملنا بمقتضاه ما استطعنا ، وما لم ندرك معناه فوضنا أمره لله تعالى وآمنا به كل من عند ربنا.
والله يهدينا جميعا سواء السبيل.
 
التعديل الأخير:
الأخ الكريم الحسني،

1. هذا الغزالي قبل جاليلو بخمسمائة سنة يصف الخسوف والكسوف بدقة، وكان يعلم أن الأرض كرة تدور حول الشمس...الخ. ثم أنت تجد اليوم ممن يُعدّ من العلماء في الشرع ثم هو لايزال يُنكر أن الأرض كرة تدور. فهل تقترح أن نناقش أمثال هؤلاء فنضيّع وقتنا ووقت الناس، أم تنصح بأن نهمل جدالهم في هذه المسائل؟!
2. العلم ليس غربياً، بل إن الغرب قد تتلمذ على المسلمين، ثم دار الزمان دورته فعاد المسلمون يتتلمذون على الغرب، ثم دار الزمان دورته فأصبح العلم مشاعاً بين الناس. ومن هنا لا يقال إن العلم غربي.
3. نظرية التطور لم تسقط، وإنما تتطور. المسلمون الذين رفضوا نظرية التطور قلدوا اليهود والنصارى في رفضهم. أما القرآن الكريم فبريء من تخلف المسلمين. وإذا قلنا إن الإنسان لم يتطور فمن أين لنا أن الحيوانات لم تتطور؟!! أليس من أعجب العجب أن يتنطح علماء الدين في القرن العشرين لرفض نظرية التطور وينسبون رفضهم إلى النصوص الدينية، والتي هي بريئة من فهمهم المتأثر باليهود والنصارى.
4. إذا كنا نأخذ بظاهر القرآن فلماذا نتكلف التأويل لمثل قوله تعالى:" بدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماءٍ مهين، ثم سواه ونفخ فيه من روحه"، ومعلوم أن:"فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين". وهذا يعني أن السلالة من ماء مهين كانت قبل التسوية والنفخ. وهذا لا يعني أن الإنسان كان ثمرة للتطور وإنما يعني أننا لم نتدبر القرآن بعد لنصل إلى:"قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق".
وأخيراً: عقيدتنا أن الإنسان لم يتطور، ولكنه أخذ أخذاً خاصاً كما أخذ عيسى عليه السلام، ثم كانت الزوجية. أما الحيوانات فأنى لنا بنص يرفض التطور؟!!
 
أخي الكريم : البيراوي .
يبدو أن ثقافتي اللغوية ضحلة بحيث لم تستطع أن تفهم ما أردته ..
إني لم أتكلم عن كروية الأرض - وإن كنت لا اجد لها دليلا مقنعا عدا ما يدرس في المدارس وما تبثه وسائل الإعلام - وإنما تكلمت عن القول بأن الشمس ثابتة لا تتحرك وإنما أتيت ب"جاليليو" لأبين أنه من خلال نسفه لعقيدة الكنيسة التي كانت تظن أن الأرض ثابتة وأنها مركز الكون نتج عن ذلك قول بعض أتباعه إن الشمس ثابتة وأن كل الكواكب تدور حولها ؛ ثم طوروا تلك الفكرة ليصلوا إلى أن الشمس تدور وأن الذي يدور حولها هو كواكب دربها فقط .
أما قول الغزالي الذي ذكرت فلم أطلع عليه ، وغالب ظني أنه أخذ من اهل الكلام والمتصوفة كما هو شأن كثير من مؤلفاته ؛ بل كلها ، وهذا ليس كلامي حتى تحاسبني عليه بل هو منصوص قول شيخ الإسلام وكثير من أهل العلم بعده وقد صرح به الشيخ العلامة السلفي : عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى في كثير من كتاباته وبينه بالأدلة القاطعة ..
أما كلامك في نظرية التطور فأظنك استعجلت فيه ؛ فهي قد سقطت بشهادة المراكز العلمية الغربية ؛ وصاروا ينكتون على من يعرج عليها ..
وأما سقوطها في الإنسان فهو منصوص الوحي ، وكذلك الحيوانات التي تنفي أنها سقطت فيها ، فهي فيها أظهر سقوطا ألا تسمع قول الله تعالى : "والخيل والبغال والحمير" وإذا كانت هذه الحمير تتطور من نسل آخر فهذا يعني أننا في كل يوم سنشهد بعض ظواهر ذلك التطور ؛ حتى لو فرضنا أنه يقع في مليارات السنوات فلا بد من ظهور بعض مظاهره ..
وأما علماء الجينات فقد أثبتوا بما لا يدع مجالا لشك من يصدقهم بأن الحمار حمار وهو نطفة ، والخيل خيل وهي نطفة ... فأين التطور الذي تقول ..
وأما قولك في الآية الكريمة : "فإذا سويته" فلم يتضح لي ما تقصد به .
وأما قولك : أما الحيوانات فأنى لنا بنص يرفض التطور .
فإن النصوص الواردة في الحيوانات كلها لا تفيد التطور بمعناه عند دارون ؛ بل هي صريحة في عكسه .
وعلى كل فأنا لا أريد أن نخرج عن الموضوع ، ونشتغل بنظرية التطور فقد حظيت بما يكفيها وأزيد .
وإنما أريد أجوبة مقنعة على الأسئلة التي طرحتها بشأن الإعجاز العلمي.
والله تعالى أعلم .
 
[align=center]إلى الأخوين الكريمين
إبراهيم الحسني
وأبو عمرو البيراوي
أقول لكما

كلا طرفي قصد الأمور ذميم[/align]
 
عودة
أعلى