الإعجاز العلمي في(يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان)

لطيفة

New member
إنضم
15 يوليو 2007
المشاركات
471
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
يقول الرازي:
اللؤلؤ لا يخرج إلا من المالح فكيف قال: منهما؟ نقول الجواب عنه من وجهين أحدهما: أن ظاهر كلام الله تعالى أولى بالاعتبار من كلام بعض الناس الذي لا يوثق بقوله، ومن علم أن اللؤلؤ لا يخرج من الماء العذب وهب أن الغواصين ما أخرجوه إلا من المالح وما وجدوه إلا فيه، لكن لا يلزم من هذا أن لا يوجد في الغير سلمنا لم قلتم: أن الصدف يخرج بأمر الله من الماء العذب إلى الماء المالح وكيف يمكن الجزم والأمور الأرضية الظاهرة خفيت عن التجار الذين قطعوا المفاوز وداروا البلاد فكيف لا يخفى أمر ما في قعر البحر عليهم ثانيهما: أن نقول: إن صح قولهم في اللؤلؤ أنه لا يخرج إلا من البحر المالح فنقول: فيه وجوه أحدها: أن الصدف لا يتولد فيه اللؤلؤ إلا من المطر وهو بحر السماء ثانيها: أنه يتولد في ملتقاهما ثم يدخل الصدف في المالح عند انعقاد الدر فيه طالبا للملوحة كالمتوحمة التي تشتهي الملوحة أوائل/ الحمل فيثقل هناك فلا يمكنه الدخول في العذب ثالثها: أن ما ذكرتم إنما كان يرد أن لو قال: يخرج من كل واحد منهما فأما على قوله: يخرج منهما لا يرد إذ الخارج من أحدهما مع أن أحدهما مبهم خارج منهما كما قال تعالى:
وجعل القمر فيهن نورا [نوح: 16] يقال: فلان خرج من بلاد كذا ودخل في بلاد كذا ولم يخرج إلا من موضع من بيت من محلة في بلدة رابعها: أن (من) ليست لابتداء شيء كما يقال: خرجت الكوفة بل لابتداء عقلي كما يقال: خلق آدم من تراب ووجدت الروح من أمر الله فكذلك اللؤلؤ يخرج من الماء أي منه يتولد.))أ.ه


إذا كان معنى كلامه أن الضمير في (يخرج منهما) يراد به البحران: العذب والمالح
والعلماء يقولون إنما يخرج اللؤلؤ من المالح.. فهل في الآية إعجاز علمي.. وهل أدرك علماء العصر الحديث ذلك..أو كتبوا عنه..؟​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين


اكتشاف اللؤلؤ والمرجان في المياه العذبة


قال تعالى "وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا" (فاطر 35: 12).
وقال تعالى "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء ربكما تكذبان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان"قرآن كريم


حيرة المفسرين القدامى والمحدثين في تأويل " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان"
يقول الرازي
اللؤلؤ لا يخرج إلا من المالح فكيف قال: منهما؟ نقول الجواب عنه من وجهين أحدهما: أن ظاهر كلام الله تعالى أولى بالاعتبار من كلام بعض الناس الذي لا يوثق بقوله، ومن علم أن اللؤلؤ لا يخرج من الماء العذب وهب أن الغواصين ما أخرجوه إلا من المالح وما وجدوه إلا فيه، لكن لا يلزم من هذا أن لا يوجد في الغير سلمنا لم قلتم: أن الصدف يخرج بأمر الله من الماء العذب إلى الماء المالح وكيف يمكن الجزم والأمور الأرضية الظاهرة خفيت عن التجار الذين قطعوا المفاوز وداروا البلاد فكيف لا يخفى أمر ما في قعر البحر ....الخ


الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
{فبأي ءالآء ربكما تكذبان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان}
أي: يخرج من البحرين العذب والمالح اللؤلؤ والمرجان، وهو قطع من اللؤلؤ أحمر جميل الشكل واللون مع أنها مياه، وقوله تعالى: {منهما} أضاف الخروج إلى البحرين العذب والمالح، وقد قيل: إن اللؤلؤ لا يخرج إلا من المالح ولا يخرج من العذب، والذين قالوا بهذا اضطربوا في معنى الآية
كيف يقول الله {منهما} وهو من أحدهما؟
فأجابوا: بأن هذا من باب التغليب،
والتغليب أن يغلب أحد الجانبين على الآخر، مثلما يقال: العمران، لأبي بكر وعمر، ويقال: القمران، للشمس والقمر، فهذا من باب التغليب، فـ {منهما} المراد واحد منهما،\
وقال بعضهم: بل هذا على حذف مضاف، والتقدير: يخرج: من أحدهما،
وهناك قول ثالث: أن تبقى الآية على ظاهرها لا تغليب ولا حذف، ويقول {منهما} أي: منهما جميعاً يخرج اللؤلؤ والمرجان، وإن امتاز المالح بأنه أكثر وأطيب.
فبأي هذه الأقوال الثلاثة، نأخذ؟
نأخذ بما يوافق ظاهر القرآن، فالله - عز وجل - يقول: {يخرج منهما} وهو خالقهما وهو يعلم ماذا يخرج منهما، فإذا كانت الآية ظاهرها أن اللؤلؤ يخرج منهما جميعاً وجب الأخذ بظاهرها، لكن لا شك أن اللؤلؤ من الماء المالح أكثر وأطيب، لكن لا يمنع أن نقول بظاهر الآية، بل يتعين أن نقول بظاهر الآية، وهذه قاعدة في القرآن والسنة: إننا نحمل الشيء على ظاهره، ولا نؤول، اللهم إلا لضرورة، فإذا كان هناك ضرورة، فلابد أن نتمشى على ما تقتضيه الضرورة، أما بغير ضرورة فيجب أن نحمل القرآن والسنة على ظاهرهما {فبأي ءالاء ربكما تكذبان } لأن ما في هذه البحار وما يحصل من المنافع العظيمة، نِعم كثيرة لا يمكن للإنسان أن ينكرها أبداً.




اكتشاف اللؤلؤ والمرجان في المياه العذبة وصدق القرآن الكريم
وقف المفسرون القدامى متحيرين أمام فهم هاته الآية القرآنية ، فقد تصوروا وفق لمعارف زمانهم أن اللؤلؤ والمرجان لا يوجدان إلا في البحار الِملْحة. ومنذ عدة سنوات كنت أقرأ هذه الآية، وفجأة تنبهتُ لما كان غائبا عني ، فتساءلت: هل توجد الحلي حقا في مياه الأنهار كما هي موجودة في البحار؟ وقد رجعتُ يومها إلى ترجمة عبد الله يوسف علي للقرآن إلى الإنجليزية، فألفيتُه، في تعليقه على هذه الاية في الهامش، يذكر من أنواع الحلي النهري العقيقَ وبرادةَ الذهب وغيرهما. ثم رجعتُ بعد ذلك إلى "Encyclopaedia Britannica" (الطبعة الرابعة عشرة) فقرأتُ في مادة "Pearls" أن اللؤلؤ يوجد أيضا في المياه العذبة. وبعد هذا وقع في يدي "المنتخَب في تفسير القرآن الكريم"، الذي أصدره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، فقرأتُ في التعليق العلمي الموجود بأسفل الصفحة على الآية المذكورة الكلام التالي الذي يبدو وكأنه كُتِب خصيصا لي : "قد يستبعد بعض الناس أن تكون المياه العذبة مصدرًا للحلي ، ولكن العلم والواقع أثبتا غير ذلك: أما اللؤلؤ فإنه، كما يُسْتَخْرَج من أنواع معينة من البحر، يُسْتَخْرَج أيضا من أنواع معينة أخرى من الأنهار، فتوجَد اللآلئ في المياه العذبة في إنجلترا وأسكتلندا وويلز وتشيكوسلوفاكيا واليابان...إلخ، بالإضافة إلى مصايد اللؤلؤ البحرية المشهورة. ويدخل في ذلك ما تحمله المياه العذبة من المعادن العالية الصلادة كالماس، الذي يُسْتَخْرَج من رواسب الأنهار الجافة المعروفة باليرقة. ويوجد الياقوت كذلك في الرواسب النهرية في موجوك بالقرب من بانالاس في بورما العليا. أما في سيام وفي سيلان فيوجد الياقوت غالبا في الرواسب النهرية. ومن الأحجار شبه الكريمة التي تُسْتَعْمَل في الزينة حجرُ التوباز، ويوجد في الرواسب النهرية في مواقعَ كثيرةٍ ومنتشرةٍ في البرازيل وروسيا (الأورال وسيبريا)، وهو فلورسيليكات الألمونيوم، ويغلب أن يكون أصفرَ أو بُنّيًّا. والزيركون (circon) حَجَرٌ كريمٌ جذابٌ تتقارب خواصه من خواص الماس، ومعظم أنواعه الكريمة تُسْتَخْرَج من الرواسب النهرية".
ولكي يقدِّر القارئ رد فعلي الأول حق قدره أذكر أن بعض المترجمين الأوربيين أنفسهم في العصر الحديث قد استبعدوا أن تكون الأنهار مصدرًا من مصادر الحلي . وقد تجلَّى هذا في ترجمتهم لهذه الآية: فمثلا نرى رودويل الإنجليزي يترجم الجزء الخاص بالحلي منها هكذا: "yet from both ye eat fresh fish, and take forth ornaments to wear". فعبارة "from both" لا تعطي المعنى الموجود في الآية، وهو أن كلا من البحرين فيه حلي لا أن الحلي تستخرج منهما معا بما يمكن أن يكون معناه أنه يخرج من مجموعهما حتى لو لم يخرج في الواقع إلا من أحدهما، وهو ما قد يصلح لترجمة قوله تعالى في سورة "الرحمن": " يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلؤُ وَالمَرْجَانُ " (لاحظ: "منهما" لا "من كل منهما"). كذلك ينقل رُودِي بارِيتْ المستشرق المعروف هذه العبارة إلى الألمانية على النحو التالي: "Aus beiden esst ihr frishes Fleish". إلى هنا والترجمة صحيحة، فهذه العبـارة تقابـل قوله تعالى: "ومن كلٍّ تأكلون لحمًا طريًّا"، وإن استخـدم بارِيتْ في مقابل "طريـًّا" كلمة "frishes "، ومعناها الدقيق "طازج". لكن فلْننتبه لترجمة الجزء التالي الذي يقول فيه: "und (aus dem Salzmeer) gewinnt ihr Schmuck...um ihn eukh anzulegen"، والذي تَرْجَمَته: "وتستخرجون (من البحر الملح) حلية تلبسونها". ويرى القارئ بوضوح كيف أن المترجم قد أضاف من عنده بين قوسين عبارة "من البحر الملح: aus dem Salzmeer"، وهو ما يوحي باستبعاده أن تكون الأنهار مصدرا من مصادر اللؤلؤ والعقيق وغيرهما من أنواع الحلي على ما تقول الآية الكريمة. أما ترجمتا جورج سِيلْ وبَالمَْرْ الإنجليزيتان وترجمتا كازيمريسكي وماسون الفرنسيتان، وكذلك ترجمتا ماكس هننج ومولانا صدر الدين الألمانيتان على سبيل المثال، فقد ترجمت كلُّها النصَّ القرآني كما هو، لكنها التزمت الصمت فلم تعلق بشيء.
ويرى القارئ من هذه الآية كيف أن القرآن قبل أربعة عشر قرنا قد أشار إلى حقيقة علمية يستبعدها ناس مثلي ومثل المستشرق الإنجليزي رودويل ونظيره الألماني رُودِي بارِيت ممن يعيشون في هذا العصر الذي بلغ فيه التقدم العلمي والتقني آمادا مذهلة، فكيف عرفها الرسول الكريم إذن وأدّاها بهذه البساطة لو كان هو مؤلف القرآن، وبخاصة أن الأنهار التي ذُكِر أن اللؤلؤ وغيره من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة تُسْتَخْرَج منها تقع في بلاد سحيقة بالنسبة للجزيرة العربية، بل إن بعضها كالبرازيل مثلا لم يُكْتَشَف إلا في العصور الحديثة؟
ومن هنا نستطيع أن نفهم كيف أن المفسرين القدامى، كالطبري والقرطبي وابن كثير والجلالين على سبيل المثال، قد وقفوا حائرين إزاء هذه الآية وأمثالها حيث يقررون أن الحلي إنما تُسْتَخْرَج من البحر المِلْح فقط، وإن كان القرآن قد ذكر البحرين معا. يريدون أن يقولوا: إن العرب كانت تغلّب في مثل هذه الحالة أحدَ الطرفين على الآخر. بل إن بعضهم، محاولةً منهم الالتصاقَ بالآية وعدم الرغبة في اللجوء إلى المجاز هنا، قد قالوا إن المقصود بالبحر العذب هو ماء المطر، بمعنى أن اللؤلؤ والمَرْجان لا يتم تكونهما إلا إذا نزل ماء المطر على صَدَفهما في البحر فانعقد لؤلؤا ومَرْجانا. وهذا كله خَبْطٌ خاطئ، فالمطر لا يُسَمَّى: "بحرا"، فضلا عن أن القرآن الكريم قد نَصَّ على أن الحُلِي تُسْتَخْرَج من كلٍّ من البحرين، لا من مجموعهما كما يقول مفسرونا القدامى، ولهم العذر رغم أنهم جاؤوا بعد الوحي بعِدّة قرون كانت الحضارة الإسلامية قد قطعت أثناءها أشواطا في مجال العلم والفكر فسيحة، إذ إن المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع لم تُكْشَف إلا في العصر الحديث كما بيّنّا في الفقرات الأخيرة.




النص في موسوعة Britannica
Pearls,concretion formed by a mollusk consisting of the same material (called nacre, or mother-of-pearl) as the mollusk’s shell. It is a highly valued gemstone.
Pearls are characterized by their translucence and lustre and by a delicate play of surface colour called orient. The more perfect its shape (spherical or droplike) and the deeper its lustre, the greater its value. Only those pearls produced by mollusks whose shells are lined with mother-of-pearl (e.g., certain species of both saltwater oysters and freshwater clams) are really fine pearls; pearls from other mollusks are reddish or whitish, porcellaneous, or lacking in pearly lustre. Jewelers commonly refer to saltwater pearls as Oriental pearls and to those produced by freshwater mollusks as freshwater pearl
الترجمة
"اللؤلؤ,يتم تشيكله بتصلب الكائن الرخوي الذي يتألف من ذات المادة (تدعى الصدف أو عرق اللؤلؤ ) التي تكون غلافا للكائن الرخوي وهي جوهرة عالية القيمة
تتصف اللآلئ بقوامها نصف الشفاف وببريقها وبتخلخل رقيق للون على سطحها يدعى "الأورينت"
كلما كان شكلها ينزع للكمال أكثر (كروي أو droplike ) وكلما كان بريقها أكثر إشباعا وأقل إضاءة (أي يعكس ضوءا أقل) كلما كانت ثمينة أكثر
فقط اللآلئ التي يتم إنتاجها بالرخويات التي يصطف غلافها توازيا مع عرق اللؤلؤ (مثل فصائل معينة من كلي محار المياه المالحة و محار المياه العذبة) هي فعلا من النوعيات الممتازة أما اللآلئ من الرخويات الأخرى فتكون ضاربة إلى الحمرة أو البياض أو ذات لون بورسلاني أو تفتقد لمعان اللآلئ المميز
الجواهريون يسمون بشكل عام لآلئ المياه المالحة باللآلئ الأورينتية(ذات اللون الأورينتي) بينما يسمون اللآلئ التي تنتجها رخويات المياه العذبة بلآلئ المياه العذبة"


بقية المقال يتحدث بالتفصيل الممل الاختصاصي عن كيفية نشوء اللؤلؤ من البداية وحتى الاكتمال و ألوانه ثم بالثلث الأخير يتحدث عن أماكن استخراج أفضل أنواع اللؤلؤ الأورينتي وأماكن استخراج أفضل أنواع لؤلؤ المياه العذبة مع الأماكن التي تزدهر فيها هذه الصناعة ولم يقل طيلة المقال أي النوعين هو الأفضل


Freshwater mussels in the temperate zone of the Northern Hemisphere have produced pearls of great value, as for example those from the Mississippi River


"رخويات المياه العذبة في المنطقة المعتدلة من نصف الكرة الشمالي تنتج لآلئ ذات قيمة عظيمة مثل التي تستخرج من نهر الميسيسيبي"


[*]المراجع
[*]
pearl | gemstone | Encyclopedia Britannica


انواع اللآلئ ومن بينها لآلئ المياه العذبة :
http://www.up-00.com/


http://www.bluenile.com/pearl-jewelry/pearl-education


للإستزادة :


http://www.honora.com/learn-about-ho...hwater-pearls/


http://www.honora.com/blog/freshwate...rls-different/


Freshwater Pearls


Freshwater Cultured Pearls | Blue Nile


Cultured Pearls Versus Freshwater Pearls | Pearls Shown Above are All Freshwater


 
والدعاوى ما لم يقيموا عليها

بيناتٍ: أصحابها أدعياء



في النص أعلاه ٤ دعاوى:

١- حيرة المفسرين

٢- محل الخلاف متعلق بالفهم

٣- تعلق الفهم بمعارف الزمان

٤- حصر فهم الآية بتعيين موضع استخراج اللؤلؤ



وسأقف مع كل منها وقفة يسيرة موجزة:

١- أما الأولى فإن الحيرة تعني التخبط دون التأكد من إصابة الحق.

ونسبة هذا لمن سبق من المفسرين يعني أن بعض معاني القرآن كان مجهولا عن قرون متطاولة.

وهذا مناقض للازم قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ وقوله جل وعلا: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾

فإن لازمه أن الله تعالى قد حفظ كتابه: ألفاظه ومعانيه، وأن نبينا ﷺ لم يقبض إلا وقد بيّن للناس هذا المعاني، ولم يكن منها شيء خافيا على أحد.

فإن قيل: فما الذي نراه من خلاف السلف وتعدد أقوالهم في التفسير؟

قيل: الخلاف لا يعني الحيرة وعدم إدراك الصواب، بل جله مما تحتمله الآية وفيه الراجح والمرجوح، والحق لا يخرج عن مجموع أقوالهم، وكل خلاف مقبول ما لم ينقض هذه الأقوال جميعا، لأنه يعود إلى اللازم السابق وهو أن السلف جهلوا جميعا معنى من معاني القرآن.

وأكثر ما جاء من بعدهم من أقوال: خارج عن حد بيان المعنى كما سيتبين في النقطة التالية.



٢- أما دعوى أن خلافهم كان في "فهم" الآية كما جاء في المشاركة فمنقوض بما سبق، فالمعاني كلها مفهومه منذ تنزل القرآن، والمشكل منها بينه الرسول ﷺ، ولم يبق إلا أمران:

احتمالات ترجع كلها إلى فهم واحد وتحتملها الآية ولا تتناقض في الغالب.

أو عبارات متعلقة بأمور خارجة عن بيان المعنى، كاستنباط فائدة، أو تعليق نكتة متعلقة بالآية وما إلى ذلك.

وما يتعلق بالحلاوة والملوحة هنا هو من النوع الأخير، وليس من باب "فهم المعنى" كما سيأتي في التنبيه الرابع فليتنبه!



٣- وأما أن الفهم يختلف باختلاف الزمان فدعوى تسقط بفهم ما سبق، فإذا تبين أن:

- معاني القرآن مفهومه منذ عصر التنزيل

- وأن ما يأتي بعد ذلك بابه الفوائد والاستنباطات وحسب

= تبيّن أن ما يظهر من علوم جديدة ليس ناقضا للفهوم القديمة، بل هو إما مؤكد لها وموضح لصدقها، أو متعلق بشيء خارجي لا علاقة له بالمعنى.



٤- وختاما فإن الحديث عن ملوحة المياه وعذوبتها لا يتوجه إلى معنى الآية، فأقوال السلف في معناها تتوجه إلى بيان قدرة الله تعالى مما أودعه البحار بأنواعها، عذبها وملحها، وما يخرجه منها من اللؤلؤ وغيره، وأقوال علماء العصر الحديث عند تأملها إما مؤكدة لهذا الفهم، وغير ناقضة له، أو تضيف فوائد علمية لا تتعلق بمعنى الآية، وقد تصح وقد لا تصح دون أن يتأثر المعنى الذي أجمع عليه السلف.



هذه وقفات عجلى كتبتها لتكرر مثل هذه الدعاوى، وهي مما ينبغي أن يكون فيها النهج واضحا عند طلاب العلم وأنا منهم، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.
 
عودة
أعلى