الإعجاز العلمي في القرآن

موقع تفسير

Administrator
طاقم الإدارة
إنضم
17/03/2003
المشاركات
2,896
مستوى التفاعل
43
النقاط
48
الإقامة
.
مشاهدة المرفق 12839
تُعَدّ مسألة الإعجاز العلمي في القرآن من المسائل العلمية الحادثة في هذا العصر، وهذه المقالة تسلّط الضوء على هذه المسألة، وتجيب عن سؤال العلاقة بين القرآن والعلم التجريبي، كما تَعرِض لعددٍ من المسائل المنهجية المتعلقة بالمصطلح وتطبيقاته.


يمكنكم قراءة المقال كاملاً عبر الرابط التالي:
tafsir.net/article/5245
 
"كلّ هذا الجهد إنما هو لأجل التوفيق بين ما يسمونه علمًا وبين ما جاء في القرآن.
ولقد كان لهذه القضية سلفٌ كالفلاسفة الذين عاشوا في ظلِّ الإسلام حين أرادوا أن يوفِّقوا بين ما في القرآن وبين ما في الفلسفة"
صحيح.

وقد نقل ابن تيمية قول من قال: "المعتزلة مخانيث الفلاسفة؛ والأشعرية مخانيث المعتزلة"
مجموع الفتاوى (6/ 359)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد انظروا إلى أهل العلم ومنهم الاستاذ مساعد الطيار حفظه الله تعالى عندما يكتبون في مسألة شائكة ومعقدة مثل الاعجاز العلمي في القرآن يعطون لكل صاحب حق حقه حتى تستقيم النظرة الفاحصة لكل ما يجري ...ولعلي اكتب مشاركة لاحقة لمناقشة ما كتبه الأستاذ الكريم مساعد الطيار والله تعالى أعلم .
 
الإعجازيون
"منهم من لا يعرف تفسير السلف - الصحابة والتابعين وأتباعهم - أصلًا ولا يرجع إليه، وكأنه لا يعتدُّ به ولا يراه شيئًا"
"يتفوّهون بكلام يَلزم منه تجهيل الصحابة وتصغير عقولهم"
"يَلزم من هذا الكلام أنّ الصحابة قد خفي عليهم شيء من معانيه، وكذا خفي على التابعين وأتباعهم، وبقي بعض القرآن غامضًا لا يُعْرَف حتى جاء (التقدم العلمي!) فكشف عن هذه المعاني.
ولو كان يعتقد هذا اللازم، فالأمر خطير جدًّا"
"كيف يكون خِيرةُ الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - ضعيفي المستوى العلمي، وما المراد بالعلم الذي ضعفوا فيه؟!
أليسوا أعلم الأمة، والأمة عالَةٌ عليهم في هذا؟! ألم يخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى يوم القيامة؟! حَفِظَه منهم مَن حفظه، ونَسِيَه مَن نسيه.
إنّ مثل هذا القول خطير، وإني لأُحسن الظنّ بأن قائله لم يتنبّه لِمَا يتبطّنه هذا الكلام من خطأ محضٍ"
 
بسم الله الرحمن الرحيم
انت في وادي والكلام العلمي للباحثين في الاعجاز العلمي في وادي آخر الامر ليس كما كتبت فان الله تعالى شاءت قدرته ان يضمن كتابه المعجز اشارات علمية كونية معجزة سيكتشفها الناس لاحقا لكي يبقى كتابه الكريم جالس على العرش كما تجلس انت على عرش العناد والمكابرة اللهم اهدنا جميعا للعلم النافع واصرف عنا سيء الاخلاق .
 
:)
العلماء التابعين أنفسهم -الذين يستشهد بهم المدعو سلامة- هم الذين قالوا أنه لا نهاية لفهم معانى كتاب الله تعالى وسيظل البشر يجدون فيه كل العلوم على مرّ العصور الى يوم القيامة وهذا من إعجاز الكتاب الكريم وذكر الأخ بشيرعبدالعال كثير من أقوالهم فى هذا الخصوص،
أنظر الى حجة الإسلام الإسلام أبى حامد الغزالى ماذا قال :
أحد حجب فهم القرآن الكريم :
رابعها
: أن يكون قد قرأ تفسيراً ظاهراً واعتقد أنه لا معنى لكلمات القرآن إلا ما تناوله النقل عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما، وأن ما وراء ذلك تفسير بالرأي ، وأن من فسر القرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار فهذا أيضا من الحجب العظيمة.

وقال أيضا :
وإنما ينكشف للراسخين في العلم من أسراره بقدر غزارة علومهم وصفاء قلوبهم وتوفر دواعيهم على التدبر وتجردهم للطلب. ويكون لكل واحد حد في الترقي إلى درجة أعلى منه.
فأما الاستيفاء فلا مطمع فيه ولو كان البحر مداداً والأشجار أقلاماً فأسرار كلمات الله لا نهاية لها فتنفد الأبحر قبل أن تنفد كلمات الله عز وجل. فمن هذا الوجه تتفاوت الخلق في الفهم بعد الاشتراك في معرفة ظاهر التفسير وظاهر التفسير لا يغني عنه.


ولكن المدعو سلامة لا يقرأ أقوال هؤلاء العلماء ولا يقتنع بها لأسباب أخرى طبعا :)

 
مرة أخرى، يبدو أنكم لم تنتبهوا لمصدر الاقتباسات!
كلها من البحث المنشور هنا.. لا كلامي.

ورد فيه الآتي:
"فهم السلف حجة يُحتكَم إليه، ولا تجوز مناقضته البتة"
"أما المعلومات الدنيوية بما فيها العلوم التجريبية فهي موكولة للناس"
"كلّ هذا الجهد إنما هو لأجل التوفيق بين ما يسمونه علمًا وبين ما جاء في القرآن. ولقد كان لهذه القضية سلفٌ كالفلاسفة الذين عاشوا في ظلِّ الإسلام حين أرادوا أن يوفِّقوا بين ما في القرآن وبين ما في الفلسفة"
"منهم من لا يعرف تفسير السلف - الصحابة والتابعين وأتباعهم - أصلًا ولا يرجع إليه، وكأنه لا يعتدُّ به ولا يراه شيئًا"
"يتفوّهون بكلام يَلزم منه تجهيل الصحابة وتصغير عقولهم"
"يَلزم من هذا الكلام أنّ الصحابة قد خفي عليهم شيء من معانيه، وكذا خفي على التابعين وأتباعهم، وبقي بعض القرآن غامضًا لا يُعْرَف حتى جاء (التقدم العلمي!) فكشف عن هذه المعاني. ولو كان يعتقد هذا اللازم، فالأمر خطير جدًّا"
"كيف يكون خِيرةُ الله لرسوله ضعيفي المستوى العلمي، وما المراد بالعلم الذي ضعفوا فيه؟! أليسوا أعلم الأمة، والأمة عالَةٌ عليهم في هذا؟! ألم يخبرهم الرسول بما هو كائن إلى يوم القيامة؟! حَفِظَه منهم مَن حفظه، ونَسِيَه مَن نسيه.
إنّ مثل هذا القول خطير، وإني لأُحسن الظنّ بأن قائله لم يتنبّه لِمَا يتبطّنه هذا الكلام من خطأ محضٍ"
"قد تكون بعض القضايا العلمية صحيحة في ذاتها، لكن الخطأ يقع في كون الآية تدلُّ عليها، وتفسَّر بها"
"من المعلوم أنّ الأفواج الكثيرة التي دخلت في الإسلام أسلمت بأبسط من هذا الطرح العلمي، فأغلبهم أسلم لِمَا يجد في الإسلام من موافقته لفطرته التي فطره الله عليها، دون أن يصل إلى الإيمان بالله بهذا العلم الذي لا يدركه إلَّا القليل من الناس"
"من سيُسْلِم من الباحثين في العلوم التجريبية من الكفار بسبب هذا الإعجاز العلمي يلاحَظ فيه أنَّ بعض من يُسلِم منهم يكون إسلامه صوريًّا ولم يتحقق فيه الاستسلام الحقُّ. وتأثير هؤلاء يكاد يكون معدومًا. بل لو ثبت إسـلامهم قد يُـحارَبون، ويسفَّهون، ولا يُحترَمون في مجتمعاتهم العلمية"
"إذا بقي همُّنا منصبًّا على العناية بما يسمى بالإعجاز العلمي لإثبات صحة هذا الدّين لأولئك الذين لا يؤمنون إلَّا بالحقائق المادية، فإننا سنبقى عالة على الغرب"

انتهى بنصه.
 
هذا كلام د.الطيار وهذا رأيه الخاص، كما أن الصحابة لا يعلمون ماجاء من التطور البشري بعد ألف وأربعمائة عام من نزول القرآن، ولكن القرآن يعلم وأشار له..
نحن نتكلم عنك انك قلت ليس هناك افهم من الصحابة والعلماء التابعين،
قلنا لك ان العلماء التابعين هم أنفسهم من قالوا بتجدد معانى كلمات الله تعالى على مر العصور الى يوم القيامة وهذا من إعجاز الكتاب العظيم، وسيظل العلماء يجدون فيه كل العلوم او إشارة لها إن شاء الله ..
 
"كثير ممن كتب في ما يسمى بالإعجاز العلمي لا يملكون تلك الأدوات، فتراهم يخبطون خبط عشواء"
"في نسبة الإعجاز أو التفسير إلى (العلمي) خللٌ كبيرٌ، وأثَر من آثار التغريب الفكري"
"جُعِلَت الأبحاث في العلوم التجريبية أصلًا يُحكَم به القرآن، وتُؤَوَّل آياته لتتناسب مع هذه النظريات والفرضيات"
"يلاحَظ في أصحاب الإعجاز العلمي عدم مراعاة مصطلحات اللغة والشريعة، ومحاولة تركيب ما ورد في البحوث التجريبية على ما ورد في القرآن"
"وهنا مسألة مهمّة، وهي: مَن الذي يُثبِتُ أنَّ هذه القضية صارت حقيقةً لا فرضية؟ أي: مَن هو المرجع في ذلك؟ أيكفي أن يُحدِّثَ بها مختصٌّ؟ أتكفي فيها دراسةٌ بحثيةٌ؟ أتحتاج إلى إجماعٍ من المختصين؟"
"يدلّ على وقوع الانحراف في هذا الاتجاه الحرص الزائد على إثبات حديث القرآن عن كثير من القضايا التي ناقشها الباحثون التجريبيون"
"وقع التحريف عند المعتزلة الذين جعلوا العقل المجرد أصلًا يحتكمون إليه، وكما وقع لغيرهم من الطوائف المنحرفة"
"إنّ المفسرين لا يرضون لكلّ واحد من الباحثين التجريبيين أن يوفّق بين البحث التجريبي وما ورد في القرآن"
"الباحثون فيما يسمى بالإعجاز العلمي يريدون أن يُلْزِموا الناس بما توصَّلوا إليه"
"وآخَر يجعل ما تراه من نجوم السماء التي أقسم الله بها وأخبر عن عبوديتها وجعلها علامات؛ يجعل ما تراه مواقع النجوم، وإلَّا فالنجوم قد ماتت منذ فترة. إلى غير ذلك من التفسيرات الغريبة"
"يجب الحذر مِن حملِ مصطلحات العلوم المعاصرة على ألفاظ القرآن"
"أي تفسير بمعنى لم يثبت من جهة اللغة، فإنه مردود، كمن يفسِّر الذَّرّة الواردة في القرآن بالذرة الفيزيائية، وهذا مصطلح حادث لا يثبت في اللغة"
"أخشى أن يكون هؤلاء ممَّن فرح بما أوتي من العلم، فنسب الجهل للصحابة الذين آمنوا بما هو أعظم من هذه الأمور"
"علم البشر قاصر غير شمولي"
"البحوث العلمية الناتجة عن الدراسات لا يلزم مصداقيتها، وهي درجات من حيث المصداقية؛ لذا ترى دراسة علمية تذكر فوائد شيء، وتأتي دراسة تناقضها في هذه الفوائد"
"المسلم مطالَب بالأخذ بظواهر القرآن، وأخذه بها يجعله يَسْلَم من التحريف أو التكذيب بها، ولو كانت مخالفة لقضايا العلم التجريبي المعاصر. فإذا عارضت النظريات العلمية - ولو سُمِّيت حقائق علمية - فإنه لا يلزم الإيمان بها، بل يقف المسلم عند ظواهر القرآن؛ لأن المؤمن مطالَب بالإيمان بنصوص القرآن لا غير"

"هذه القضية بالذات حسَّاسة، وتدخلها العواطف، ويبرز في الردّ على من يعترض عليها الكتابة الخطابية، فتخرج عن كونها قضية علمية تحتاج إلى تجلية وإيضاح إلى قضية دفاع عن مواقف وشخصيات"
 
هذا هو العثيمين رحمه الله الذي تتلونُ به كلما أردتَ ....

قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الشُّعَرَاءُ: 2].

قَالَ العُثَيمِينُ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ ...... ..................

نقول: {الْمُبِينِ} هنا بمَعْنى: المظهِر للحقِّ، ولا يكون مُظهرًا للحقِّ إلَّا وَهُوَ بيّن بنفسه.
وَتَرْكُ المَفْعُولِ فِي قَوْلِهِ: {الْمُبِينِ} لإِفَادَةِ الْعُمُومِ وَالشُّمُولِ، فَهُوَ مُبينٌ لِكُلِّ شيْءٍ، وَلِهَذَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89]، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أنَّ القُرآن شَامِلٌ لكلِّ شيْءٍ.

انظر .........وَتَرْكُ المَفْعُولِ فِي قَوْلِهِ: {الْمُبِينِ} لإِفَادَةِ الْعُمُومِ وَالشُّمُولِ، فَهُوَ مُبينٌ لِكُلِّ شيْءٍ ...

و{تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} أبلغُ، فَهُوَ مَذْكُورٌ فيهِ بَيَانُ كُلِّ شيْءٍ، فالقُرآنُ تِبيانٌ لِكُلِّ شيْءٍ، ولا يَخفَى عَلَى أحدٍ تبيان القُرآنِ إلا لعلَّةٍ فيه ليستْ فِي القُرآن، لعلة فِي نفس الَّذِي خفِيَ عليه؛ لأنّا نَجزِم بصِدْقِ هَذِهِ القضيّة {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}، وما خفي عَلَى أحدٍ منَ النَّاسِ ما خفِيَ من الأحكامِ، إلا لِقُصُورٍ فِي فَهمهم، أو فِي عِلمهم، أو فِي إرادتهم، فهو إمّا قاصرٌ فِي الفَهْمِ لا يَفْهَمُ، وهذا لا يَتَبَيَّن له الشَّيْء، وإما قاصِر فِي العِلْمِ لَيْسَ لديه معلوماتٌ، وإما قَاصِرٌ فِي قَصْدِهِ، أَيْ: نِيَّته.

سامحوني على الإعادة لكنها مفيدة إن شاء الله ........

ولا يَخفَى عَلَى أحدٍ تبيان القُرآنِ إلا لعلَّةٍ فيه ليستْ فِي القُرآن، لعلة فِي نفس الَّذِي خفِيَ عليه؛ لأنّا نَجزِم بصِدْقِ هَذِهِ القضيّة {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}.

وما خفي عَلَى أحدٍ منَ النَّاسِ ما خفِيَ من الأحكامِ، إلا لِقُصُورٍ فِي فَهمهم، أو فِي عِلمهم، أو فِي إرادتهم،
ولا يَخفَى عَلَى أحدٍ تبيان القُرآنِ إلا لعلَّةٍ فيه ليستْ فِي القُرآن، لعلة فِي نفس الَّذِي خفِيَ عليه؛ لأنّا نَجزِم بصِدْقِ هَذِهِ القضيّة {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}.

وما خفي عَلَى أحدٍ منَ النَّاسِ ما خفِيَ من الأحكامِ، إلا لِقُصُورٍ فِي فَهمهم، أو فِي عِلمهم، أو فِي إرادتهم، فهو إمّا قاصرٌ فِي الفَهْمِ لا يَفْهَمُ، وهذا لا يَتَبَيَّن له الشَّيْء، وإما قاصِر فِي العِلْمِ لَيْسَ لديه معلوماتٌ، وإما قَاصِرٌ فِي قَصْدِهِ، أَيْ: نِيَّته.


وهذه لك يا سلامة ...

وما خفي عَلَى أحدٍ منَ النَّاسِ ما خفِيَ من الأحكامِ، إلا لِقُصُورٍ فِي فَهمهم، أو فِي عِلمهم، أو فِي إرادتهم، فهو إمّا قاصرٌ فِي الفَهْمِ لا يَفْهَمُ، وهذا لا يَتَبَيَّن له الشَّيْء، وإما قاصِر فِي العِلْمِ لَيْسَ لديه معلوماتٌ، وإما قَاصِرٌ فِي قَصْدِهِ، أَيْ: نِيَّته.

خذها ثانية يا سلامة فهذه تناسبك ..

وإما قاصِر فِي العِلْمِ لَيْسَ لديه معلوماتٌ، وإما قَاصِرٌ فِي قَصْدِهِ، أَيْ: نِيَّته.

ولهذا قالَ شَيخُ الإسْلامِ: "مَن تَدَبَّرَ القُرآنَ طالبًا الهُدَى منه تَبَيَّنَ له طريقُ الحقِّ". ذَكَرَه فِي (العقيدة الواسطية) ، حينما تكلَّم عن الآيَاتِ القُرآنيَّة الدالَّة عَلَى الصِّفات، وهي كلمة لها معناها.

إذن فقوله: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} أي: المُبين لكلِّ شيْءٍ، وخَفاء بعضِ الأمورِ عَلَى النَّاس منَ القُرآن لَيْسَ من قصورِ القُرآنِ، ولكن مِنْ قُصُورِهِم؛ إِمَّا لِقُصُورٍ فِي الْفَهْمِ، أَوْ الْعِلْمِ، أَوْ الْقَصْدِ.
قَدْ يَقُولُ قَائلٌ: إِنَّنَا لَا نَجِدُ كُلَّ شِيْءٍ فِي القُرآن؟ وأوّل ما يُعترضُ عَلَينَا أنَّنا لا نَجِدُ كمّ عددِ الرَّكَعَات فِي الصَّلاةِ، فَأينَ البيانُ؟
فيُرَدُّ عليه بأنَّ القُرآنَ أتَى بتِبيانِ كلِّ شيْءٍ عَلَى الْعُمومِ، والسنَّة أنزلها اللهُ عليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِتُبَيِّنَ للناس موضوعَه، والرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد فسَّر القُرآن، ولكن عَلَى الصِّيَغ العامَّةِ والإشارات العامَّة بالقُرآن، وأمَّا التفريعات فبينها رسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

فنقول: بيان القُرآنِ نوعانِ:

أَحَدُهُمَا: أنْ يُبَيِّنَ الشَّيْءَ بِعَيْنِه.

وَالثَّانِي: أن يُبَيِّنَه بِوَسِيلَتِهِ وطَريقته. يَعْنِي: يَقُولُ: الطَّريق إِلَى مَعْرِفَةِ هَذَا كذا.

فتَارَةً يُبَيِّن الشَّيْء بِعَيْنِه، وَالغَالِبُ أَنَّ ذَلِكَ فِيمَا لَا يُمْكِن إِدْرَاكُهُ، وَتَارَةً يبيِّن الشَّيْءَ بِطَرِيقَتِه وَوَسِيلتِهِ، يَعْنِي: يَقُولُ الطَّريقة إِلَى كَذَا هِيَ كذا، فمثلًا: بيَّنَ لنا الطَّريق إِلَى معرفةِ عددِ الصلاةِ بقوله: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر: 7]، وبقوله: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [النساء: 113]، وبقوله: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80]، وبقوله: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44]، وغير ذلك.
وقد نُقلت قِصَّةٌ عَنِ الشَّيخِ مُحَمَّد عَبْدُه معَ رجلٍ نَصرانيّ اعترضَ عليه، حيثُ قَالَ النصرانيّ: إنَّنا لا نَجِدُ فِي القُرآنِ كيف نصنعُ هَذَا الطعام؟ فدعا الشيخُ محمَّد عبده بصاحبِ المَطْعَمِ وَقَالَ لَه: كَيفَ صَنَعْتَ هَذَا الطَّعَامَ؟ فَقَالَ صَاحِبُ المَطْعَمِ: فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد عَبْدُه : هَكَذَا علَّمَنَا القُرآنُ. فَقَالَ النَّصْرانيُّ: كَيْفَ عَلَّمَكُم القُرآنُ؟ قَالَ: لِأَنَّةُ قَالَ: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].

فالتِّبيان فِي القُرآنِ تارَةً يُبيِّن الشَّيْءَ بِعَيْنِهِ، وتارَةً يُبين وسيلتَه الَّتِي تُظْهِرُه وتُبَيِّنه.
 
أرجو من الأعضاء مناقشة المقال المنشور، لا السقوط كالعادة في هاوية الهجوم الشخصي على محمد سلامة!
الشخصنة لن تفيدنا يا إخوة!
كما قال الشيخ: "إذا بقي همُّنا منصبًّا على العناية بما يسمى بالإعجاز العلمي لإثبات صحة هذا الدّين لأولئك الذين لا يؤمنون إلَّا بالحقائق المادية، فإننا سنبقى عالة على الغرب"
وكما قال أيضا: "هذه القضية بالذات حسَّاسة، وتدخلها العواطف، ويبرز في الردّ على من يعترض عليها الكتابة الخطابية، فتخرج عن كونها قضية علمية تحتاج إلى تجلية وإيضاح إلى قضية دفاع عن مواقف وشخصيات"

وهو ممن يترفقون بالإعجازيين، ويقبل منهم أشياء كثيرة، ولا ينفي كل كلام الإعجاز العلمي. ومعروف من سنوات طويلة أن موقفه متوسط، ويريد لهم الصلاح.
فلا داع لتحويل الموضوع كالعادة لسب وشتائم. دعونا نناقش الفكرة، لا الشخص، بغض النظر عن آرائكم المسبقة عني.
وما كان الرفق في شيء إلا زانه.
 
في مقال آخر للدكتور يروي للقارئ مسألة مضحكة مبكية معا، وهي جرأة الإعجازيين على الخوض في التفسير دون فهم أبسط قواعد اللغة.. بل وعجزهم عن قراءة التشكيل (الضبط)!

نقل عن أحد الإعجازيين قوله:
"هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ
من معاني ثم‏ هناك‏، وهو إشارة للبعيد، بمنزلة هنا للقريب‏"

فرد عليه الدكتور الطيار قائلا:
"أين وجد في اللغة أن ثمَّ (بضم الثاء) بمعنى الإشارة إلى البعيد؟!"

والإعجازي المقصود هو زغلول النجار.
www.elnaggarzr.com/pg/386/" هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " (البقرة:29)..html

زغلول النجار لا يعرف الفرق بين "ثُم" بالضم و"ثَم" بالفتح!

"ثَمَّ، بِفَتْحِ الثَّاءِ: إِشارة إِلى الْمَكَانِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً.
ثَمَّ: بِمَعْنَى هُنَاكَ، وَهُوَ لِلتَّبْعِيدِ، بِمَنْزِلَةِ هُنَا لِلتَّقْرِيبِ"
لسان العرب (12/ 81)
 
أنظروا له كيف يتجاهل أقوال أعلم العلماء وكأنه لم يراها..

وليس هذا سلوك مسلم حقيقى محب للقرآن معظم له باحث عن الحق،
أعتقد أن حقيقة معتقده قد بانت لأهل الملتقى ..:)
 
الالتزام بالحوار العلمي والمناقشات الهادفة التي فيها الإثراء وبيان الحق، دون الإساءة أو التجريح بأخيك المسلم، فضلاً عن الدخول بالمعتقد وإساءة الظن، والانتصار للنفس .. وهذا الظن بالإخوة الأعضاء
وفقكم الله .. وبارك الله فيكم جميعاً ،،،
 
الأَخُ الْكَرِيمُ : نَتَمَنَّى مِنَ عُلَمَاءِ الْمُلْتَقَى أَنْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُم بِالْعَوْنِ لِكُلِّ فِكْرَةٍ طَيِّبَةٍ تَخْرُجُ إِلَى النُّورِ وَيَدْعَمُوهَا بِمَا عَلَّمَهُمُ اللهُ تَعَالَى .

وَأَنْ يَكُونُوا أَحَدَ رَجُلَيْنِ :إِمَّا نَاصِحٌ مُعِينٌ أَوْ مُصَحِّحٌ مُبِينٌ - وَلَا أَعْتَقِدُ أَنَّ هُنَاكَ رَجُلَا ثَالِثَاً .
 
جَاءَ فِي كِتَابِ الْبُرْهَانِ فِي عُلُومِ الْقُرْآنِ لِلزَّرْكَشِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ (الْمُتَوَفَّى: 794هـ):

وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ لِلنَّاظِرِ فَهْمُ مَعَانِي الْوَحْيِ حَقِيقَةً وَلَا يَظْهَرُ لَهُ أَسْرَارُ الْعِلْمِ مِنْ غَيْبِ الْمَعْرِفَةِ وَفِي قَلْبِهِ بِدْعَةٌ أَوْ إِصْرَارٌ عَلَى ذَنْبٍ أَوْ فِي قَلْبِهِ كِبْرٌ أَوْ هَوًى أَوْ حُبُّ الدُّنْيَا أَوْ يَكُونُ غَيْرَ مُتَحَقِّقِ الْإِيمَانِ أَوْ ضَعِيفَ التَّحْقِيقِ أَوْ مُعْتَمِدًا عَلَى قَوْلِ مُفَسِّرٍ لَيْسَ عِنْدَهُ إِلَّا عِلْمٌ بِظَاهِرٍ أَوْ يَكُونُ رَاجِعًا إِلَى مَعْقُولِهِ.....وَهَذِهِ كُلُّهَا حُجُبٌ وَمَوانِعٌ وَبَعْضُهَا آكَدُ مِنْ بَعْضٍ .

إِذَا كَانَ الْعَبْدُ مُصْغِيًا إِلَى كَلَامِ رَبِّهِ مُلْقِيَ السَّمْعِ وَهُوَ شَهِيدُ الْقَلْبِ لِمَعَانِي صِفَاتِ مُخَاطِبِهِ نَاظِرًا إِلَى قُدْرَتِهِ تَارِكًا لِلْمَعْهُودِ مِنْ عِلْمِهِ وَمَعْقُولِهِ مُتَبَرِّئًا مِنْ حَوْلِهِ وَقَوَّتِهِ مُعَظِّمًا لِلْمُتَكَلِّمِ مُفْتَقِرًا إِلَى التَّفَهُّمِ بِحَالٍ مُسْتَقِيمٍ وَقَلْبٍ سَلِيمٍ وَقُوَّةِ عِلْمٍ وَتَمَكُّنِ سَمْعٍ لِفَهْمِ الْخِطَابِ وَشَهَادَةِ غَيْبِ الْجَوَابِ بِدُعَاءٍ وَتَضَرُّعٍ وَابْتِئَاسٍ وَتَمَسْكُنٍ وَانْتِظَارٍ لِلْفَتْحِ عَلَيْهِ مِنْ عِنْدِ الْفَتَّاحِ الْعَلِيمِ-

وَلْيَسْتَعِنْ عَلَى ذَلِكَ بِأَنْ تَكُونَ تِلَاوَتُهُ عَلَى مَعَانِي الْكَلَامِ وَشَهَادَةِ وَصْفِ الْمُتَكَلِّمِ مِنَ الْوَعْدِ بِالتَّشْوِيقِ وَالْوَعِيدِ بِالتَّخْوِيفِ وَالْإِنْذَارِ بِالتَّشْدِيدِ فَهَذَا الْقَارِئُ أَحْسَنُ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ وَفِي مِثْلِ هَذَا قَالَ تَعَالَى: {
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ }
 
عودة
أعلى