(الإعجاز العلمي أو الاستيعاب الانتقائي) للدكتور . السيد ولد أباه

فهد الناصر

New member
إنضم
07/02/2004
المشاركات
166
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
نشر عالم الفلك الجزائري البارز "نضال قسوم" مؤخراً كتاباً نادراً يستحق الترجمة للعربية بعنوان"التوفيق بين الإسلام والعلم الحديث: روح ابن رشد". وكما لا يخفى من العنوان، يتناول الكتاب بالدراسة الدقيقة والتحليل المسهب الإشكالات التي تطرحها التفسيرات العلمية الجديدة للقرآن الكريم التي انتشرت على نطاق واسع في الأدبيات العربية، وأصبح لها مختصوها وأقسامها في الجامعات ومراكزها البحثية ومواقعها الإلكترونية الكثيرة.

وما يريد أن يوضحه قسوم من خلال ثقافته العلمية الرفيعة، هو أن مثل هذه التفسيرات تسيء إلى الدين الحنيف وإلى العلم، لأنها تقوم على مغالطة واهية هي اعتبار القران الكريم كتاباً في العلوم التجريبية، في حين أنه كتابُ هداية وإرشاد وتوجيه للنظر العقلي في آيات الكون، ومن هنا تشجيعه للبحث الموضوعي الدقيق بدل أن يكون مصنفاً في المعارف التجريبية المتقلبة النسبية.

ويرجع المؤلف إلى نظرية التأويل "الرشدية"، التي تقوم على فكرة وحدة الحقيقة واختلاف التعبير عنها بين علوم النص وعلوم الطبيعة، معتبراً أنها تؤسس لعلاقة تكاملية مقبولة وخصبة بين الدين والعلم.

استوقفني في هذا الباب مقال مهم للصديق يوسف الصمعان في صحيفة"الاتحاد" ذهب في المنحى نفسه، مما يعبر عن وعي دقيق لدى علمائنا بضرورة مراجعة أطروحة الإعجاز العلمي السائدة على نطاق واسع في الكتابات الإسلامية. ولا شك أن الخلفية المؤطرة لهذه الأطروحة تتكون من عناصر ثلاثة نشير إليها باقتضاب:

أولها: تأويل خاطئ لشمولية النص المحكم، الذي لئن كان بالفعل تعرض للوجود الإنساني وتفسير نشأة الكون وضوابط السلوك الأخلاقي وأحكام العبادة، إلا إنه لم يفصل القول في فروع الدين، فكيف بالمعارف الوضعية التجريبية التي ليست من تكاليف الشرع ولا أحكامه.

ثانيها:تصور وضعي ضمني يتأسس على افتراض احتكار العلم التجريبي للمعقولية وللحقيقة. والمفارقة البادية للعيان، هي أن هذا التصور تشكل لدى الفلسفات الوضعية الرافضة للدين والساعية إلى استبداله بالعلم التجريبي، بل إن فيلسوف الوضعية الأكبر"أوجست كونت" سعى إلى بناء ديانة وضعية لها شريعتها وطقوسها لتعويض الديانات السماوية التي اعتبرها تناسب المرحلة الميتافيزيقية من تطور العقل البشري، في حين يعبر العلم التجريبي عن المرحلة الوضعية، التي هي أعلى محطات نمو العقل الإنساني. ولقد نفذت هذه المصادرة الوضعية إلى المخيال الجماعي المشترك وأصبحت تشكل مسلمة لا تقبل الاعتراض أو الجدل.

ثالثا:التمييز السائد بين علوم الطبيعة التي يفترض فيها الحياد القيمي والموضوعية والعلوم الإنسانية التي تعكس رؤية حضارية وقيمية مرفوضة من منطلق الخصوصية الإسلامية. ولهذه الرؤية مستويان: يتعلق أحدهما بفكرة الاستيعاب الانتقائي للحداثة باستيراد جانبها العلمي -التقني ونبذ جانبها الثقافي -الفكري، ويتعلق ثانيهما بتأسيس مرجعية حضارية خصوصية للدراسات الإنسانية بالمقاييس العلمية ذاتها. وإذا كانت الأطروحة الأولى قديمة ترجع إلى بواكير عصر النهضة العربية (منذ الطهطاوي وخير الدين التونسي والإمامين الأفغاني ومحمد عبده)، فإن الأطروحة الثانية جديدة نسبياً، وقد تجسدت عملياً في برنامج معهد الفكر الإسلامي بواشنطن ومشروعه الطموح "لأسلمة المعرفة".

هذه الخلفية الثلاثية تطرح نمطين من الإشكالات: إشكالات عقدية وشرعية لا نطيل فيها مكانها في المباحث الكلامية والفقهية، وإشكالات نظرية ابستمولوجية تستدعي وقفة تنبيه وتحليل.

فبخصوص النمط الأول، نكتفي بالتذكير أن المذاهب الكلامية الوسيطة تبنت تصورات بديلة من العلوم اليونانية -الفارسية القديمة التي حافظ عليها الفلاسفة. وتقوم هذه التصورات المتولدة عن التفكير في مباحث الخلق والصفات والعلم على نزعة ذرية تجريبية تبطل العائق الأبستمولوجي الأبرز، الذي حال دون قيام العلوم التجريبيبة الحديثة، وهو النزعة الغائية الحيوية للطبيعة، التي أبطلتها الفيزياء الحديثة وقامت على أنقاضها. ويتفق كبار مؤرخي العلم كالكسندر كويري ورشدي راشد....على أن إسهام علماء الإسلام الأهم هو تهيئة الشروط الأبستمولوجية الضرورية للثورة العلمية الحديثة بنقد وتقويض فيزياء الجوهر والأعراض القديمة واستبدالها بالنظرة الاستكشافية التجريبية التي لم تصل طبعاً إلى فكرة "غزو الطبيعة عن طريق الرياضيات المطبقة"، والتي كانت الخلفية الفلسفية للعلوم الحديثة.

ولا زلنا نحتاج إلى دراسات دقيقة حول علاقة التصورات الكلامية للموجودات ومذاهب التأويل الأصولية من سبر وتقسيم وتحقيق مناط بالعدة المنهجية التي استخدمها علماء الطبيعة المسلمون في العصور الوسيطة، بدل لي عنق الآيات الكريمة والتعسف في تفسيرها في اتجاه النظريات والاكتشافات الجديدة.

أما النمط الثاني من الإشكالات، فيتعلق بما يسميه مؤرخ العلم الفرنسي المعروف جورج كانجلام بأيديولوجيا العلم أي النظر إليه كإطار أوحد للمعقولية وللحقيقة دون التفكير المعمق في طبيعة الخطاب العلمي وعلاقته بالنسق المعرفي الأوسع.

ومن دون الخوض في تفاصيل الدراسات الأبستمولوجية الراهنة، نكتفي بالملاحظة أنها تسير في الغالب في مراجعة الأطروحة الوضعية السائدة التي تتلخص في فكرة"التحقق التجريبي" معياراً لصحة المعارف من منطلق كون العلم هو مفتاح قراءة كتاب الكون لضبط قوانين سيره.

فما بينته المباحث الابستمولوجية النقدية من "باشلار" إلى "كارل بوبر"و "بريجوجين" هو أن معيار العلومية ليس الحقيقة بل الإجرائية والنجاعة، وإن القوانين العلمية ليست اكتشافات لقوانين الطبيعة (التي لا دليل على وجودها، فالأمر كله افتراض نظري خصب)، بل هي تركيبات منطقية -رياضية مبنية لها مجال صلاحيتها المحدود بإطارها التجريبي المتغير. فالعلم التجريبي يقوم على الحركية والتحول ويتسم بالقابلية للتفنيد والخطأ لا الدليل العقلي القطعي.

وليس من الصحيح أن التقنية هي نتاج تطبيقي للعلوم التجريبية كما يُظن عادة، بل هي الروح النظرية للعلوم وخلفيتها الميتافيزيقية حسب تعبير الفيلسوف الألماني الكبير هايدجر. ولذا فإن مشروع استنبات العلوم التجريبية واستيراد التقنية خارج السياق الثقافي المرجعي للحداثة أمر إشكالي غير بديهي على عكس ما يتوهم دعاة الاستيعاب الانتقائي.

كما أن مشروع أسلمة العلوم الإنسانية (التي هي علوم تأويلية تاريخية لها خصوصياتها الأبستمولوجية) يعكس المأزق نفسه: المصادرة الوضعية بآثارها الأيديولوجية العقيمة.

وحاصل الأمر، أن أطروحة الإعجاز العلمي التي لها إغراؤها الواسع في الخطاب الإسلامي الرائج، تعكس مقاربة وضعية ملتبسة. وإن صدرت عن هاجس الخصوصية الثقافية وحرص الدفاع عن قدسية القرآن الكريم وتبيان إعجازه.

المصدر :
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=43423
 
هذه الخلفية الثلاثية تطرح نمطين من الإشكالات: إشكالات عقدية وشرعية لا نطيل فيها مكانها في المباحث الكلامية والفقهية، وإشكالات نظرية ابستمولوجية تستدعي وقفة تنبيه وتحليل.

فبخصوص النمط الأول، نكتفي بالتذكير أن المذاهب الكلامية الوسيطة تبنت تصورات بديلة من العلوم اليونانية -الفارسية القديمة التي حافظ عليها الفلاسفة. وتقوم هذه التصورات المتولدة عن التفكير في مباحث الخلق والصفات والعلم على نزعة ذرية تجريبية تبطل العائق الأبستمولوجي الأبرز، الذي حال دون قيام العلوم التجريبيبة الحديثة، وهو النزعة الغائية الحيوية للطبيعة، التي أبطلتها الفيزياء الحديثة وقامت على أنقاضها. ويتفق كبار مؤرخي العلم كالكسندر كويري ورشدي راشد....على أن إسهام علماء الإسلام الأهم هو تهيئة الشروط الأبستمولوجية الضرورية للثورة العلمية الحديثة بنقد وتقويض فيزياء الجوهر والأعراض القديمة واستبدالها بالنظرة الاستكشافية التجريبية التي لم تصل طبعاً إلى فكرة "غزو الطبيعة عن طريق الرياضيات المطبقة"، والتي كانت الخلفية الفلسفية للعلوم الحديثة.

ولا زلنا نحتاج إلى دراسات دقيقة حول علاقة التصورات الكلامية للموجودات ومذاهب التأويل الأصولية من سبر وتقسيم وتحقيق مناط بالعدة المنهجية التي استخدمها علماء الطبيعة المسلمون في العصور الوسيطة، بدل لي عنق الآيات الكريمة والتعسف في تفسيرها في اتجاه النظريات والاكتشافات الجديدة.

أما النمط الثاني من الإشكالات، فيتعلق بما يسميه مؤرخ العلم الفرنسي المعروف جورج كانجلام بأيديولوجيا العلم أي النظر إليه كإطار أوحد للمعقولية وللحقيقة دون التفكير المعمق في طبيعة الخطاب العلمي وعلاقته بالنسق المعرفي الأوسع.

ومن دون الخوض في تفاصيل الدراسات الأبستمولوجية الراهنة، نكتفي بالملاحظة أنها تسير في الغالب في مراجعة الأطروحة الوضعية السائدة التي تتلخص في فكرة"التحقق التجريبي" معياراً لصحة المعارف من منطلق كون العلم هو مفتاح قراءة كتاب الكون لضبط قوانين سيره.

فما بينته المباحث الابستمولوجية النقدية من "باشلار" إلى "كارل بوبر"و "بريجوجين" هو أن معيار العلومية ليس الحقيقة بل الإجرائية والنجاعة، وإن القوانين العلمية ليست اكتشافات لقوانين الطبيعة (التي لا دليل على وجودها، فالأمر كله افتراض نظري خصب)، بل هي تركيبات منطقية -رياضية مبنية لها مجال صلاحيتها المحدود بإطارها التجريبي المتغير. فالعلم التجريبي يقوم على الحركية والتحول ويتسم بالقابلية للتفنيد والخطأ لا الدليل العقلي القطعي.

وليس من الصحيح أن التقنية هي نتاج تطبيقي للعلوم التجريبية كما يُظن عادة، بل هي الروح النظرية للعلوم وخلفيتها الميتافيزيقية حسب تعبير الفيلسوف الألماني الكبير هايدجر. ولذا فإن مشروع استنبات العلوم التجريبية واستيراد التقنية خارج السياق الثقافي المرجعي للحداثة أمر إشكالي غير بديهي على عكس ما يتوهم دعاة الاستيعاب الانتقائي.

كما أن مشروع أسلمة العلوم الإنسانية (التي هي علوم تأويلية تاريخية لها خصوصياتها الأبستمولوجية) يعكس المأزق نفسه: المصادرة الوضعية بآثارها الأيديولوجية العقيمة.

وحاصل الأمر، أن أطروحة الإعجاز العلمي التي لها إغراؤها الواسع في الخطاب الإسلامي الرائج، تعكس مقاربة وضعية ملتبسة. وإن صدرت عن هاجس الخصوصية الثقافية وحرص الدفاع عن قدسية القرآن الكريم وتبيان إعجازه.

المصدر :
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=43423

ما أجمل هذا الكلام ، وحبذا لو يطالعه دعاة الإعجاز بتمعن ودون تعصب .
وجزاك الله خيرا على هذا النقل الرائع.
 
[align=center]كلام إنشائي فقط لا غير

الأمر المثير في الموضوع

هو

كثرة المقالات ـ وبخاصة في هذه الآيام ـ التي تهاجم البحث في الإعجاز العلمي

!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟[/align]
 
بل المثير يا أخي الكريم : هو رد الأدلة بالدعاوى .
والأشد منه غرابة هو ضغط أعداء الإسلام من النصارى واليهود لفرض كل جديد يمس جوهر الإسلام ، فيروجونه أولا ، ثم يجدون من يغتر بدعواهم ، ثم يسخرون بعض الجامعات لترويجه في الأوساط العلمية ، ثم يشجعون الكتاب الذين يروجون له ، ويصعدون من خلال كل جديد ، ثم يصبح الأمر واقعا ..
وهذا ديدنهم - كما ذكرت في مشاركة سابقة - في كل ما يريدون فرضه ومنه ( السفور ، والاختلاط في التعليم ، والتأمين ، وتولية المرأة .. ) وغير ذلك كثير .
وإن من يتتبع تاريخ هذه الأمور يجد نفس السيناريوا المتبع الآن في الإعجاز هو نفس المسطرة ولا فرق ..
وليس غريبا أن يسلك النصارى هذه الخدائع .. فهم أهلها ..
ولكن الغريب والغريب حقا أن تنطلي هذه الخدع الصبيانية على طلبة العلم ، وأهل الذكاء من أمثال المدافعين عن الإعجاز ..
 
أولها: تأويل خاطئ لشمولية النص المحكم، الذي لئن كان بالفعل تعرض للوجود الإنساني وتفسير نشأة الكون وضوابط السلوك الأخلاقي وأحكام العبادة، إلا إنه لم يفصل القول في فروع الدين، فكيف بالمعارف الوضعية التجريبية التي ليست من تكاليف الشرع ولا أحكامه.[/url]

وهل من الضرورى للنص الكريم أن يفصل القول فى المعارف التجريبية ، أفلا يكفيه أن يشير الى البعض منها فحسب تدليلا على اعجازه ، كما أن القول بالتفصيل لا موجب له لأن القرآن ليس بكتاب علوم بالأساس ، أما فروع الدين فقد فصلتها السنة النبوية الشريفة ، ومن هنا فلا وجه للمقارنة بين الأمرين ، بل ان فى السنة الشريفة كذلك اشارات علمية استخرجها العلماء.

ثانيها:تصور وضعي ضمني يتأسس على افتراض احتكار العلم التجريبي للمعقولية وللحقيقة. والمفارقة البادية للعيان، هي أن هذا التصور تشكل لدى الفلسفات الوضعية الرافضة للدين والساعية إلى استبداله بالعلم التجريبي، بل إن فيلسوف الوضعية الأكبر"أوجست كونت" سعى إلى بناء ديانة وضعية لها شريعتها وطقوسها لتعويض الديانات السماوية التي اعتبرها تناسب المرحلة الميتافيزيقية من تطور العقل البشري، في حين يعبر العلم التجريبي عن المرحلة الوضعية، التي هي أعلى محطات نمو العقل الإنساني. ولقد نفذت هذه المصادرة الوضعية إلى المخيال الجماعي المشترك وأصبحت تشكل مسلمة لا تقبل الاعتراض أو الجدل

هذا كلام قديم عفا عليه الزمن وأكل عليه الدهر وشرب ، فالوضعية المنطقية التى جاء بها ( أوجست كونت ) قد تم تجاوزها فلسفيا وعلميا منذ زمن بعيد ، وقد حلت محلها فلسفة اللاحتمية فى العلم الحديث والتى جاء بها ثلاثة أقطاب فى علوم الطبيعة هم : ( ماكس بلانك ) صاحب نظرية الكوانتم ، و( هايزنبرج ) صاحب نظرية الخطأ والاحتمال ، ثم ( شرودنجر ) صاحب مبدأ اللاحتمية فى العلم الحديث ، وأخيرا جاء ( البرت أينشتاين ) بنظرية النسبية التى قضت على ما تبقى من ادعاءات أوجست كونت وفلسفته الوضعية ، فلم يعد العلم يحتكر المعقولية والحقيقة كما يقول الكاتب ، وانما على العكس تماما أصبح دور العلم مقتصرا على الوصف دون أن يتجاوزه الى التفسير ، ولم يعد العلم يدعى أن بامكانه معرفة الماهيات أو يحتكر الحقيقة ، فهذا كلام - كما قلنا من قبل - قد عفا عليه الزمن وتم تجاوزه نهائيا

ثالثا:التمييز السائد بين علوم الطبيعة التي يفترض فيها الحياد القيمي والموضوعية والعلوم الإنسانية التي تعكس رؤية حضارية وقيمية مرفوضة من منطلق الخصوصية الإسلامية. ولهذه الرؤية مستويان: يتعلق أحدهما بفكرة الاستيعاب الانتقائي للحداثة باستيراد جانبها العلمي -التقني ونبذ جانبها الثقافي -الفكري، ويتعلق ثانيهما بتأسيس مرجعية حضارية خصوصية للدراسات الإنسانية بالمقاييس العلمية ذاتها. وإذا كانت الأطروحة الأولى قديمة ترجع إلى بواكير عصر النهضة العربية (منذ الطهطاوي وخير الدين التونسي والإمامين الأفغاني ومحمد عبده)، فإن الأطروحة الثانية جديدة نسبياً، وقد تجسدت عملياً في برنامج معهد الفكر الإسلامي بواشنطن ومشروعه الطموح "لأسلمة المعرفة

هذا تمييز مشروع ولا غبار عليه ، فهل يريد الكاتب أن نستورد قيم الغرب وثقافته أيضا وألا نكتفى بالجانب العلمى والتقنى ؟!!
وتبدو المفارقة العجيبة فى أن هذا التمييز الانتقائى الذى يعيب عليه الباحث هو نفس ما دعانا القرآن اليه ، قال تعالى فى معرض المدح والثناء :
"فبشر عباد ، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب " 18- الزمر
وعليه فنحن مأمورون باتباع الأحسن ونبذ ما عداه ، فأين الخطأ فى ذلك ؟!.

وليس من الصحيح أن التقنية هي نتاج تطبيقي للعلوم التجريبية كما يُظن عادة، بل هي الروح النظرية للعلوم وخلفيتها الميتافيزيقية حسب تعبير الفيلسوف الألماني الكبير هايدجر. ولذا فإن مشروع استنبات العلوم التجريبية واستيراد التقنية خارج السياق الثقافي المرجعي للحداثة أمر إشكالي غير بديهي على عكس ما يتوهم دعاة الاستيعاب الانتقائي

أولا : الفيلسوف مارتن هايدجر لم يكن فيلسوفا علميا ، بل كان فيلسوفا وجوديا ، وهو لم يتحدث عن التقنية بمفهومها الواسع ، وانما كان حديثه فحسب عن استعمال ( الأداة ) بوصفها سمة مميزة للكائن البشرى ، وكان ذلك فى سياق فلسفى وجودى محوره الانسان لا غير ، ولم يتطرق فيه الى تأسيس فلسفة علمية على الاطلاق

ثانيا : أوضحنا من قبل أن استيراد القيم الثقافية يعد أمرا مرفوضا ، أما استيراد التقنية ( التكنولوجيا ) فلا اثم عليه ولا اشكال فى هذا التمييز على الاطلاق كما يزعم الكاتب ، ولا ضرورة لأخذ الأثنين معا ، أو تركهما معا ، فان( أخذ الجمل بما حمل ) ينطوى على دعوة مبطنة الى التغريب والاستسلام للغزو الثقافى ، وأعتقد أن أمرا كهذا يأباه المسلم الصحيح الايمان

والله هو الهادى الى سواء السبيل.
 
ثانيا : أوضحنا من قبل أن استيراد القيم الثقافية يعد أمرا مرفوضا ، أما استيراد التقنية ( التكنولوجيا ) فلا اثم عليه ولا اشكال فى هذا التمييز على الاطلاق كما يزعم الكاتب ، ولا ضرورة لأخذ الأثنين معا ، أو تركهما معا ، فان( أخذ الجمل بما حمل ) ينطوى على دعوة مبطنة الى التغريب والاستسلام للغزو الثقافى ، وأعتقد أن أمرا كهذا يأباه المسلم الصحيح الايمان

والله هو الهادى الى سواء السبيل.

أخي الكريم :
أولا : مسألة أن هذا الكلام أكل عليه الدهر وشرب لا ترد الأدلة القائمة في هذا الكلام ، ولا تنقص من قيمته العلمية .
ثم إن الفلسفات العلمية المعاصرة على اختلاف فلاسفتها وجنسياتهم تصب في نتيجة واحدة لا زالت قائمة حتى بعد "نظرية النسبية" وهي أن التجربة وحدها هي سبيل معرفة الحقيقة العلمية ، وهي طريق معرفة الكون ، وإن مططها بعضهم لتشمل الظواهر الغريبة "علميا" فالمعول عليه في كل ذلك هو التجربة لا غير .
ثانيا : قول الله تعالى : "فبشر عباد الذين .. " واضحة الدلالة في المتبعين أحسن القول ، وفرق بين احسن القول وحسنه ، وبين أحسنه وأخشنه ..
ثالثا : كيف تقول إن استيراد الثقافة أمر مرفوض ، واستيراد التقنية والتكنلوجيا المفسرة للقرآن الكريم أمر مقبول .
فإذا كان ينطبق على أحدهما أن فيه حسنا يتبع ؛ ففي القيم الثقافية الغربية مسائل حسنة فما المانع - حسب نفس المنهج - من أخذ تلك القيم الثقافية ؟
 
الأخ الكريم حجازي،
الأخ الكريم العليمي،

1. بحوث الإعجاز المعاصرة تُرعب العلمانيين والملاحدة وأعداء الفكرة الإسلامية، لأنهم الأقدر على ملاحظة التطور الإيجابي في الخطاب الإسلامي المعاصر، والذي هو ثمرة حتمية لتطور وعي المسلمين.
2. عندما يتكلم المسلم بلسان يعبر عن فكر متخلف يطمئن أعداء الحقيقة الإسلامية، لأنهم يخشون المسلم الذي بات يمتلك الوعي المعاصر والقدرة على الإبانة والتأثير.
3. المعارضون لأبحاث الإعجاز ظاهرة طبيعية تُشكل صماماً يمنع من الانسياق من غير ضوابط، وهم علامات على الطريق، توشك أن تصبح غير لافتة للانتباه عندما يهتدي السالكون. وجدية الأبحاث فيها ضمانة الاستمرار والتطوير.
 
أشكر الأخ الفاضل : فهد الناصر على طرحه لهذا الموضوع ونقله القيم المفيد ، وأبين من خلال ما طرح فيه ما يلي :
1 - أن الأشداق الممتلئة غيظا على تمسك المسلمين بأصولهم لا تفتأ تجد لها هنا أو هناك من يلتقط ما تقيء ليخفف عن عضلات أفواهها حتى يخفي ذلك عنها حقيقة قوة المسلمين المتمثلة في التمسك بالثوابت الفكرية والثقافية فتصبح كما يقول المثل : صامت وأضراسه مرئية".
2 - إن الذي يشرب كل ما يقيء أعداء الإسلام من قذاراتهم دون وعي منه يحتاج إلى صبر وحوار هادئ ؛ لأنه مسكين "يحسب أنه يحسن صنعا" ؛ فيجب على الجادين أن لا يتعجلوا حتى تنقشع عن عينيه ذرات الرماد الساخنة التي رمتها عليه المصانع الغربية فعند ذاك سيعود صحيحا كما هو أصله ويرى الحقيقة كما هي من مرآة الوحي .
3 - إن من يريد أن يصل إلى قلوب هؤلاء الذين وصفت يجب أن يعرف أنهم على قسمين :
أ - قسم استعجل في الحكم على هذه المستجدات وأعلن أنه مساند لها ، وانهال عليه أعداء الإسلام بالألقاب العلمية الكبيرة "فضيلة الشيخ" " الأستاذ فلان " "الباحث المتخصص في كذا فلان " وبعد أن تبين الحق خجل من نفسه ، ومن الآخرين ، وظن أن إعلان الرجوع إلى الحق الواضح البين ضعف وهزيمة لا تليق بأمثاله ؛ فصار يجيب على كل مداخلة بأي إجابة - كما قلت سابقا - لمجرد أن يقنع نفسه أنه أجاب ؛ ويتجنب - في الغالب - الأسئلة التي تسبب له إحراجا معرفيا .
ومن - من اللاحثين وراء الدينار والدرهم - يريدون أن يخسر كل هذا ..
ب - قسم آخر أداة في يد الأعداء يحركونها كلما أرادوا ويسخرون قلمه بطرق مختلفة - ربما لا يدرك هو نفسه أنه مستخدم وأنه آلة تماما كالمطرقة أو المنشار ..
وأنصح شباب الأمة المدافعين عن سلفها وعن تراثها وعن علمها وفقهها أن لا يتعجلوا على الصنفين لعل الله تعالى أن يهديهم سواء السبيل "لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم".
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
 
أشكر الأخ الفاضل : فهد الناصر على طرحه لهذا الموضوع ونقله القيم المفيد ، وأبين من خلال ما طرح فيه ما يلي :
1 - أن الأشداق الممتلئة غيظا على تمسك المسلمين بأصولهم لا تفتأ تجد لها هنا أو هناك من يلتقط ما تقيء ليخفف عن عضلات أفواهها حتى يخفي ذلك عنها حقيقة قوة المسلمين المتمثلة في التمسك بالثوابت الفكرية والثقافية فتصبح كما يقول المثل : صامت وأضراسه مرئية".
2 - إن الذي يشرب كل ما يقيء أعداء الإسلام من قذاراتهم دون وعي منه يحتاج إلى صبر وحوار هادئ ؛ لأنه مسكين "يحسب أنه يحسن صنعا" ؛ فيجب على الجادين أن لا يتعجلوا حتى تنقشع عن عينيه ذرات الرماد الساخنة التي رمتها عليه المصانع الغربية فعند ذاك سيعود صحيحا كما هو أصله ويرى الحقيقة كما هي من مرآة الوحي .
3 - إن من يريد أن يصل إلى قلوب هؤلاء الذين وصفت يجب أن يعرف أنهم على قسمين :
أ - قسم استعجل في الحكم على هذه المستجدات وأعلن أنه مساند لها ، وانهال عليه أعداء الإسلام بالألقاب العلمية الكبيرة "فضيلة الشيخ" " الأستاذ فلان " "الباحث المتخصص في كذا فلان " وبعد أن تبين الحق خجل من نفسه ، ومن الآخرين ، وظن أن إعلان الرجوع إلى الحق الواضح البين ضعف وهزيمة لا تليق بأمثاله ؛ فصار يجيب على كل مداخلة بأي إجابة - كما قلت سابقا - لمجرد أن يقنع نفسه أنه أجاب ؛ ويتجنب - في الغالب - الأسئلة التي تسبب له إحراجا معرفيا .
ومن - من اللاحثين وراء الدينار والدرهم - يريدون أن يخسر كل هذا ..
ب - قسم آخر أداة في يد الأعداء يحركونها كلما أرادوا ويسخرون قلمه بطرق مختلفة - ربما لا يدرك هو نفسه أنه مستخدم وأنه آلة تماما كالمطرقة أو المنشار ..
وأنصح شباب الأمة المدافعين عن سلفها وعن تراثها وعن علمها وفقهها أن لا يتعجلوا على الصنفين لعل الله تعالى أن يهديهم سواء السبيل "لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم".
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.

لماذا هذا التجني أخانا الكريم ؟

ولماذا هذا الإسفاف في القول؟

أليس في الأمة عقلاء ؟ أم أنت العاقل الوحيد؟

أليس في الأمة علاماء؟ أم أنت العالم الوحيد؟

أليس في الأمة مخلصون؟ أم أنت المخلص الوحيد ؟

عجيب أمرك يا إبراهيم !!!!!

كيف تحكم على الناس بهذه الطريقة الفجة التي لا تليق بطالب علم؟
 
أخي الكريم : حجازي الهوى
أنا لم أحكم ولم أعين شخصا ما وإنما وضعت علامات فمن وجد في نفسه منها شيئا فلا يلومن إلا نفسه؛ ولا شك أننا متفقون على قبحها ، وقبح من اتصف بها أنا وأنت وكل الأمة ..
ثم من قال لك أن تحكم أن هذا الرأي في أعداء الإسلام وأعوانهم هو رأي خاص بي ؛ بل أنت نفسك تقر بأن من يلتقط كل أفكار الأعداء وينصب نفسه داعيا لها أنه يستحق ما وصفته أنا به وأكثر ..
ولا أظن أن مسلما يدافع عن أؤلئك الذين وضعت علاماتهم ، وبينتهم بنعتهم وأوصافهم .
أجاونا الله وإياك من أن تدافع عن مثل أولئك.
وأجارنا الله وإياك من أن تصادر آراء الأمة وتقول إنه لا يوجد فيها من ينتقد الأفكار الدخيلة غيري ؛ بل أنا مجرد تابع لآلاف طلبة العلم الذين وقفوا أمام تلك المكائد .
 
يا أخانا إبراهيم

هل الذين تكلموا في الإعجاز العلمي لا يخرجون عن القسمين الذي ذكرت ؟

الله سبحانه وتعالى يقول: " ,وإذا قلتم فاعدلوا"

فأين العدل الذي أمرنا الله تعالى به حتى مع من نكره ومن نعادي؟
 
أخي الكريم :
لا دخل للذين تكلموا عن الإعجاز في مداخلتي ، ولا يوجد فيها ذكر لهم ؛ فلماذا رأيت أنهم يتصفون ببعض تلك الصفات التي ذكرت .
 
أخي الكريم :
لا دخل للذين تكلموا عن الإعجاز في مداخلتي ، ولا يوجد فيها ذكر لهم ؛ فلماذا رأيت أنهم يتصفون ببعض تلك الصفات التي ذكرت .

[align=center]سبحان الله
صحيح عالم "النت" عالم العجائب
[/align]
 
أخي الكريم : حجازي الهوى.
مالك عهدتك محاورا بارعا ، وتبحث عن الأدلة وتعلق التعليقات المفيدة ..
فما لك تتعجب من تخصصك .
فأنا - ولله - لا أعرف من النت إلا ما حاولت تقليدك فيه ، وحتى الآن لا أحسن طريقة أخذ اقتباس ونحو ذلك مما تجاوزته أنت بمراحل .
هدانا الله وإياك وثبتنا وإياك على أسلوب الحوار العلمي الذي يبحث عن الحق ولا شيء غير الحق ، ولا يجد صاحبه غضاضة في الرجوع عن الباطل إذا تبين له أنه عين الباطل .
 
يا أخانا إبراهيم

"النت" ما هو إلا مرآة تعكس صورة الناظر إليها.

"النت" ما هو إلا إناء يحفظ ما تضع فيه.

وأذكرك بقول الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"

وأذكرك بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم:

"عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة"
 
جزاك الله خيرا على هذه التذكرة المفيدة .
وحتى أشترك معك في فضل التذكرة أذكرك بما ذكرتني به وأزيدك قول الله تعالى "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .. " فاشترط تعالى ثلاثة شروط هي :
1 - تحكيم شرع الله تعالى فيما يقع من الخلاف بين المسلمين .
2 - الرضى بما يحكم به باطنا .
3 - التسليم به ظاهرا بالإذعان لحكمه والتسليم له .
كما أذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت"
والله يهدينا وإياك سبل السلام.
 
جزاك الله خيرا على هذه التذكرة المفيدة .
وحتى أشترك معك في فضل التذكرة أذكرك بما ذكرتني به وأزيدك قول الله تعالى "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .. " فاشترط تعالى ثلاثة شروط هي :
1 - تحكيم شرع الله تعالى فيما يقع من الخلاف بين المسلمين .
2 - الرضى بما يحكم به باطنا .
3 - التسليم به ظاهرا بالإذعان لحكمه والتسليم له .
كما أذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت"
والله يهدينا وإياك سبل السلام.

أخانا الكريم

أشكرك على التذكرة وأسألك سؤالاً:

هل ترى أن المتكلمين في الإعجاز العلمي يحتكمون إلى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
وهل ترى أن هواهم تبعا لغير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؟

يا أخي الكريم إن التبديع والتفسيق والتكفير بغير حجة واضحة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إنما خرج من تحت عباءة مثل هذا المنهج في الحوار والاستدلال.
وفق الله الجميع للصواب
 
أخي الكريم : عجبا لك .
كيف تحضر المدافعين عن الإعجاز لكل وصف قبيح ، وتتهمهم بكل تهمة لا تليق بهم .
إن المدافعين عن الإعجاز طلبة علم بعضهم له طرح جميل يدل على أن له رصيدا علميا لا يستهان به ، ولا أصفهم بالفسق ولا بالبدعة فضلا عن الكفر عياذا بالله تعالى ؛ بل هم طلبة علم أخطؤوا الطريق من وجهة نظري ، ولكن عن حسن نية وبحث عن الحق وهذا يقع لأي فرد غير معصوم ..
وأنصحك نصيحة اخرى زيادة على ما سبق : أحسن الظن بإخوانك المسلمين ولا تحمل كلامهم على محمل خاطئ وأنت تجد له غيره .
وإذا أردت فهم أي مداخلة فلا تفصمها عن التي قبلها ؛ فالكلام سبك متصل بعضه يوصل إلى بعض ..
ولا تجز لنفسك ما لا تجيزه لخصمك .
وفقنا الله وإياك لكل خير .
وبما أنك أدخلت أهل الإعجاز في هذا الكلام فأذكرك أن الأسئلة التي طرحت في هذه المداخلة وفي غيرها على أهل الإعجاز لم تجب حتى الآن .
 
عودة
أعلى