الإعجاز العددي يبحث عنه المسيحيون أيضا في إنجيلهم

إنضم
23/01/2007
المشاركات
1,211
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
كندا
الموقع الالكتروني
www.muslimdiversity.net
وأنا أبحث عن بعض الكتب، وجدت كتابا بالإنجليزية بعنوان: The Bible code (رموز الإنجيل) من تأليف مايكل دروسْنن Michael Drosnin يطرح ما سماه اكتشافا لإعجاز عددي مخفي في نص الإنجيل، يؤرخ لبعض الأحداث العالمية، بعضها وقع في القرن العشرين.

وهذا بالإنجليزية تعريف قصير بالكتاب والرابط لتحميله لمن يرغب:
http://uploadbox.com/files/336b7dc468

For three thousand years a code in the Bible has remained hidden. Now it has been unlocked by computer -- and it may reveal our future.

The code was broken by an Israeli mathematician, who presented the proof in a major science journal, and it has been confirmed by famous mathematicians around the world.

This book is the first full account of a scientific discovery that may change the world, told by a skeptical secular reporter who became part of the story.

The three-thousand-year-old Bible code foretells events that happened thousands of years after the Bible was written. It foresaw both Kennedy assassinations, the Oklahoma City bombing, the election of Bill Clinton -- everything from World War II to Watergate, from the Holocaust to Hiroshima, from the Moon landing to the collision of a comet with Jupiter.

In a few dramatic cases detailed predictions were found in advance -- and the events then happened exactly as predicted. The date the Gulf War would begin was found weeks before the war started. The date of the Jupiter collision was found months before the blast.

The author of this book, investigative reporter Michael Drosnin, himself found the assassination of Yitzhak Rabin predicted in the Bible more than a year before the murder -- and personally warned the Prime Minister.

After the assassination happened, as predicted, when predicted, he was asked to brief the new Prime Minister of Israel and the chief of its famed intelligence agency, the Mossad.

The book is based on Drosnin's five-year investigation. The author interviewed all the experts, here and abroad. He spent many weeks with the world-class mathematician who discovered the code, Dr. Eliyahu Rips, and he met with famous mathematicians at Harvard, Yale, and Hebrew University. He talked to a senior code breaker at the top secret U.S. National Security Agency, who confirmed that there is a code in the Bible that does reveal the future.

No one yet knows if the Bible code accurately foretells what is yet to come. But the code may be a warning to this world of unprecedented danger, perhaps the real Apocalypse, a nuclear World War.

In any event, the Bible code forces us to accept what the Bible itself can only ask us to believe -- that we are not alone.

And it raises a question for us all -- does the code describe an inevitable future, or a series of possible futures whose ultimate outcome we can still decide?
 
[align=center]بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

بارك الله فيك يا أخي العزيز محمد على هذا الخبر الهام الذي لم يكن في الحسبان و الذي سيفتح الباب على مصراعيه لكثير من القيل و القال حول هذه الأبحاث المستحدثة ... و البقية تأتي ...

و حبذا لو يتفضل أحد الإخوة أو الأخوات بترجمته إلى العربية لتعم الإستفادة من محتواه ...
{ و قل رب زدني علما }.[/align]
 
الأخوة الكرام

سبق لي أن سمعت عن هذا الكتاب في محاضرة للشيخ بسام جرار، وإليكم خلاصة لبعض ما سمعت من الشيخ:
1. هذا الكتاب تم تأليفة عام 1997م، وهو الكتاب الأكثر مبيعاً عام 1997م.
2. كاتب الكتاب رياضي يهودي ويحاول فيه أن يقلد أبحاث المسلمين لإثبات أن الكتاب المقدس عندهم فيه أسرار مُشفّرة عددياً.
3. قام الشيخ بسام جرار بدراسة هذا الكتاب وأثبت لنا أن الكتاب ملفق وفيه كذب وتضليل. ومن هنا لا أنصح بإضاعة الوقت في دراسة كتاب ملفق لا قيمة علمية له.
4. كانت المفاجأة في بداية العام 1998م عندما كتبت الصحف العبرية أنه تم تبين أن الكتاب ملفق بحيث يستحق الكتاب جائزة نوبل باعتباره أسوء كتاب طبع عام 1997م.
 
أحسن الله إليك. وفي الحقيقة لم أشر إلى الكتاب لتأييد محتواه، بل لإبراز أن البحث عن الإعجاز العددي لم يظهر عند بعض الباحثين المسلمين فقط. بل هو موجود أيضا عند المسيحيين واليهود.
أما قول د. بسام جرار إن هذا الكاتب يحاول (أن يقلد أبحاث المسلمين لإثبات أن الكتاب المقدس عندهم فيه أسرار مُشفّرة عددياً) فهذا الادعاء فيه نظر، لأن الفكر اليهودي مهتم تاريخيا بدراسة الأعداد في النصوص المقدسة. وتوجد طائفة يهودية معروفة باسم "الكابّالا" (نشأت، في بعض الروايات، في أوائل القرن الحادي عشر) لديها اهتمام شديد بالأعداد في النصوص المقدسة. وتعتبر أن كل حرف وكل لفظ في النص المقدس له قيمة عددية.

للاطلاع بالإنجليزية:
http://en.wikipedia.org/wiki/Kabbalah
 
الأخ الكريم محمد

لقد قرأ علينا الشيخ بسام جرار بعض نصوص من هذا الكتاب تدل بشكل واضح على أن الكاتب يحاول أن يقول لدينا شيفرة عددية مثل الذي عندكم. ومن يقرأ قوله وهو يقول:( رام الله مليئة نبوءة....الخ) يشعر أنه يشير إلى كتاب الشيخ المتعلق باحتمال زوال إسرائيل. هذا مجرد مثال سريع.
والكتاب يتعلق بالتوراة وليس بالإنجيل كما أشرتم حفظكم الله.
 
إخوتي الأكارم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
بداية أتشرّف بتمكني -أخيرا- من التسجيل في هذا الملتقى العلمي (العلمي)، بعد أن كنت مجرّد متصفح مدّة طويلة من الزمن.

وأحب أن أطرح وجهة نظري في الموضوع على شكل أسئلة موضحة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
- إذا ظهر أي علم عند منْ قبلنا هل يدلّ ذلك على عدم مشروعيته في ديننا؟
علم التفسير مثلا ألم يكن موجودا عند اليهود والنصارى قبل وجوده عند المسلمين
وكذلك العناية بالجوانب الإعجازية في الكتب السابقة(خصوصا ما يتعلق بالغيبيات)، ألم يكن موجودا عند من قبلنا من أهل الكتاب، وغير ذلك من العلوم كثيرة.

وهذا لا يعني أنني أقرّ كل ما عند السابقين من علوم، لكنني لا أراه منهجا سليما يصلح أن نحاكم به ظاهرة الإعجاز العددي في القرآن الكريم.
 
التعديل الأخير:
إخوتي الأكارم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
بداية أتشرّف بتمكني -أخيرا- من التسجيل في هذا الملتقى العلمي (العلمي)، بعد أن كنت مجرّد متصفح مدّة طويلة من الزمن.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ومرحبا بين إخوانك.

ما نقلتُه هو مجرد ملاحظة، لم أسع من ورائها لا إلى إلى استنتاج ولا إلى تحليل ولا إلى أي شيء.
هي مجرد ملاحظة تسترعي الانتباه.

وأدرك تماما أن وجود نفس الظاهرة في الأديان المختلفة ليس بالضرورة دليلا على الاقتباس أو على استيراد مفاهيم. لأن بعض المفاهيم قد توجد في الأديان المختلفة فقط بسبب طبيعة الدين (أي دين).

غير أن وجود توافق في بعض الظواهر الخاصة بعينها بين الأديان قد يستدعي من الباحث العلمي أن يدرس أسبابه واحتمالات التأثر والتأثير والاقتباس فيه.

تماما كما لاحظ بعض العلماء السابقين وجود ظاهرة (التصوف) عند المسيحيين، فبحثوا عن إمكانية وجود ارتباط بينهما.

ولا يعني هذا أيضا أن نتائج مثل هذا البحث تؤدي دائما إلى استنتاجات يقينية.
 
مثل هذا الكتاب يؤكد على أمر اختمر في عقلي منذ فترة وهو أن بإمكان أي عالم رياضيات بارع أن يوجد جملة من العلاقات الرياضية في أي نص من النصوص.

وعليه فلا يعول على أي نوع من هذه العلاقات في إثبات شيء علمي سواء سميت موافقات أو مصادفات أو إعجازا !
 
مثل هذا الكتاب يؤكد على أمر اختمر في عقلي منذ فترة وهو أن بإمكان أي عالم رياضيات بارع أن يوجد جملة من العلاقات الرياضية في أي نص من النصوص.

وعليه فلا يعول على أي نوع من هذه العلاقات في إثبات شيء علمي سواء سميت موافقات أو مصادفات أو إعجازا !


مقدمة خاطئة قادت إلى نتيجة خاطئة .. إن وجود علاقات رياضية في نص ما ليس كافيا للحكم بأنها دليل إعجاز . أنا و أنت بإمكاننا أن نكتب نصا ونضمنه ما شئنا من موافقات وعلاقات عددية ، ولكن المهم : هل هذا هو الحال الذي عليه الاعجاز العددي في القرآن ؟
( أحدهم جادلني ، جاءني بنص من الإنجيل ، وعدد لي ما فيه من توافقات محورها الرقم 7 ، يريد بذلك أن يثبت أن في الإنجيل من الإعجاز العددي ما يفوق ما يورده الباحثون من امثلة على أنها من الإعجاز العددي في القرآن ، وسألني : ماذا تسمي هذه الموافقات ؟ أليست إعجازا ؟
قلت له :لا . ليست إعجازا ، ولعلك نسيت أن الإنجيل لم ينزل باللغة العربية ، وأنت جئتني بنص مكتوب بالعربية . ليس من الصعب ملاحظة أنه من تأليف بعض الناس .
وها أنت يا أخي الكريم تستدل بكتاب أهله قالوا أنه ملفق ، ولكنك تظنه السلاح الذي بحثت عنه طويلا لتحارب به الإعجاز العددي . أؤكد لك لو أن سور القرآن كلها جاءت من العدد 7 ومضاعفاته أو من غيره لقلت لك هذا ليس إعجازا ) .
المشكلة لدى الكثيرين بخاصة الذين يعارضون الإعجاز العددي أن صورة الإعجاز العددي في القرآن غير واضحة لديهم ، وربما بعضهم لا يعرف عنها سوى ما سمعه من صديق له ، أو معارض مثله . الإعجاز العددي في القرآن هو غير ما اختمر في عقلك أخي الكريم . والعلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه غير هذا الذي يكتبه البعض ، إنها أكثر تعقيدا واكثر إتقانا ، وليس من الممكن محاكاتها من قبل أحد . إن الفرق بين ما يمكن أن نصنعه نحن من علاقات رياضية في نصوص من صنعنا ، والعلاقات الرياضية في القرآن كبير جدا . ومن الخطأ أن نحكم على تلك العلاقات ونحن لا نعرف عنها غير القليل وبعضنا لا يعرف عنها شيئا .
أنت مثلا – مع احترامي – لشخصك الكريم : هل درست العلاقات الرياضية في القرآن وتوصلت إلى أن بإمكان البارعين من علماء الرياضيات محاكاتها ؟ أليس هناك من يزعم أن بإمكانه محاكاة لغة القرآن ؟
هنا مسألة مهمة سبق أن نبهت إليها ، ولكن لا حياة لمن تنادي : إن بناء العلاقات الرياضية في القرآن مختلف تماما عما هو مألوف لدينا ، وعما يمكننا تصوره ، وعما يمكننا فعله لو أردنا محاكاة تلك العلاقات .. ولهذا فهو إعجاز .
ولقد سبق أن ذكرت لك بعض الملاحظات عن الإعجاز العددي في الآيات السبع التي ورد فيها العدد 6 ( عدد أيام خلق الكون ) .. ولعلك تحسب أن الموضوع انتهى .- وانتظرت ردا منك - الموضوع مازال واسعا ومتشعبا ويزداد تعقيدا ، وأرى أنه بدل أن تنتقد وتعارض دون علم أو دراية بما تعارضه ، أنصحك بدراسة موقع الآية الأولى التي ورد فيها العدد 6 ، ثم الآية الأخيرة التي ورد فيها ، وبعد أن تتحفنا بما لاحظت ، نعدك بالمساعدة . مع احترامي لشخصك الكريم ثانية .
 
المقدمة الخاطئة أخي هي: أن رسم القرآن توقيفي
والنتيجة الخاطئة: أن القرآن معجز برسمه .

إذاً ليس الحديث في إعجاز القرآن الكريم، لأن هذا قد ثبت بأدلة كثيرة ووجوه متعددة، وكل هذه الأوجه متعلقة بمعنى القرآن لا برسمه، إنما الحديث في إعجاز رسم المصحف، لأنه هو الذي تدور عليه بحوث الإعجاز العددي.

القرآن الكريم كتب على معهود الصحابة في الكتابة، والتاريخ والأدلة الصحيحة كلها تدل على هذا.
ومن أراد أن يبحث في إعجاز رسم المصحف فطريقُهُ هي الرواية والبحث التاريخي، وليس العمل الرياضي المجرد الذي يضرب بكل ما سبق عرض الحائط.
إن إثبات الإعجاز هو إثبات أن هذا الرسم وحي من الله أراد أن يكون القرآن عليه دون غيره، فكيف يمكن أن نثبت أن هذا هو مراد الله؟
هل لأننا وجدنا علاقات رياضية تحكمه؟
دور عالم الرياضيات هو البحث في العلاقات العددية، لكن هذا البحث يجب أن يكون في المكان الصحيح، أما رسم المصحف فليس مكانا للبحث الإعجازي لأنه لم يقم الدليل الصحيح على أن رسم المصحف وحي من الله.
هذه -أخي الحبيب- خلاصة ما يمكن قوله.
 


المشكلة لدى الكثيرين بخاصة الذين يعارضون الإعجاز العددي أن صورة الإعجاز العددي في القرآن غير واضحة لديهم ، وربما بعضهم لا يعرف عنها سوى ما سمعه من صديق له ، أو معارض مثله .

الإعجاز العددي في القرآن هو غير ما اختمر في عقلك أخي الكريم . والعلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه غير هذا الذي يكتبه البعض ، إنها أكثر تعقيدا واكثر إتقانا ، وليس من الممكن محاكاتها من قبل أحد .

إن الفرق بين ما يمكن أن نصنعه نحن من علاقات رياضية في نصوص من صنعنا ، والعلاقات الرياضية في القرآن كبير جدا . ومن الخطأ أن نحكم على تلك العلاقات ونحن لا نعرف عنها غير القليل وبعضنا لا يعرف عنها شيئا .

أنت مثلا – مع احترامي – لشخصك الكريم : هل درست العلاقات الرياضية في القرآن وتوصلت إلى أن بإمكان البارعين من علماء الرياضيات محاكاتها ؟
أليس هناك من يزعم أن بإمكانه محاكاة لغة القرآن ؟

هنا مسألة مهمة سبق أن نبهت إليها ، ولكن لا حياة لمن تنادي : إن بناء العلاقات الرياضية في القرآن مختلف تماما عما هو مألوف لدينا ، وعما يمكننا تصوره ، وعما يمكننا فعله لو أردنا محاكاة تلك العلاقات .. ولهذا فهو إعجاز .


ولقد سبق أن ذكرت لك بعض الملاحظات عن الإعجاز العددي في الآيات السبع التي ورد فيها العدد 6 ( عدد أيام خلق الكون ) .. ولعلك تحسب أن الموضوع انتهى .- وانتظرت ردا منك - الموضوع مازال واسعا ومتشعبا ويزداد تعقيدا ، وأرى أنه بدل أن تنتقد وتعارض دون علم أو دراية بما تعارضه ، أنصحك بدراسة موقع الآية الأولى التي ورد فيها العدد 6 ، ثم الآية الأخيرة التي ورد فيها ، وبعد أن تتحفنا بما لاحظت ، نعدك بالمساعدة . مع احترامي لشخصك الكريم ثانية .


شيخنا الكريم:

إنَّـمَـا يكونُ الإعجَـازُ القرآنِـيُّ في أكثَرهِ جلِيّأً للبُسَـطاء والخواصِّ كذلك , وإن خَفِـيَ بعضُـهُ على العامة من خلق اللهِ فلا يحْـتَـاجُ متلقُّـوهُ درَاسَـةَ أنْـواعٍ من العُـلُوم والمُـعَادَلاتِ لإدْرَاكِ هذِهِ الأَسْـرَار.

وأمرٌ بهذهِ الخُصوصِيَّـةِ في التعقيدِ والنُّـدْرَةِ والصُّعُـوبةِ ينبغي أن يكُـونَ في نـوادي ومَـجالسِ أهل الحَلِّ الحسَـابِيِّ والعقدِ المَـسَائليِّ , مادامَ أكثرُ النَّاسِ يحْتَـاجُ للإحاطةِ بكثيرٍ من المُقَـدِّمَـاتِ والفنونِ الرياضية ليتضحَ لهُ أنَّ القرآنَ معجزٌ بأعدادهِ المنبنيةِ على إعجازِ رسْـمه.

وسبقَ أن توجهتُ لشخصكُمُ الكريمِ بسؤالٍ عن الردِّ الذي ينبَغي أنْ نُـواجهَ به من ينقضُ إعـجازنا المبنيَّ على روايةٍ واحدةٍ من 20 روايةٍ متواترةٍ مقروءٍ بها.

أو منْ ينقُضُهُ في الروايات التي اتفقت في أغلبها بخلافها في المقطوع والموصول الذي ينهدمُ بالاختلاف فيه الكثيرُ الكثيرُ من الحسابات والأرقام , بينما نعولُ نحنُ عليه كثيراً في حسابنا للكلمات يمينَ وشمالَ كلمة الإعجَـاز المُـرادة.

فهل سنقيدُ حينها الإعجازَ العددي بهذه الرِّوَايةِ الوحيدة , ونشرعُ في دراسة ظواهر الإعجاز العددي , حتى يخرجَ علينا جهدٌ موسوعيٌ (شبهُ مُستحيلٍ فيما أحسبُ) أفردَ ظاهرةَ الإعجاز العددي لكل روايةٍ باستقلال.؟

أم يضطرنا المنكرونَ - إن أعْجَـزنا الإعجازُ في جميع روايات القرآن - بلازمِ هذا العَجز القائل:

إنَّ إعجازَ القرآنِ في الأعدادِ لا يظهرُ إلا في روايةِ كذا وكذا.؟
 
المقدمة الخاطئة أخي هي: أن رسم القرآن توقيفي
والنتيجة الخاطئة: أن القرآن معجز برسمه .

إذاً ليس الحديث في إعجاز القرآن الكريم، لأن هذا قد ثبت بأدلة كثيرة ووجوه متعددة، وكل هذه الأوجه متعلقة بمعنى القرآن لا برسمه، إنما الحديث في إعجاز رسم المصحف، لأنه هو الذي تدور عليه بحوث الإعجاز العددي.

أما رسم المصحف فليس مكانا للبحث الإعجازي لأنه لم يقم الدليل الصحيح على أن رسم المصحف وحي من الله.
هذه -أخي الحبيب- خلاصة ما يمكن قوله.

أخي الكريم :
ليست جميع أبحاث الإعجاز العددي تدور على رسم المصحف وتعتمد عليه ، إن من الممكن إثبات الإعجاز العددي دون الاعتماد على رسم المصحف ..

من ناحية اخرى : بما أن هناك أقوال في رسم المصحف ، ولا يمتلك أي منها دليلا قاطعا عليه ، وترى أن من حقك الانتصار لأحدها ، فمن حق غيرك الانتصار لما يراه ،
والمطلوب في هذه الحالة من الطرفين الأدلة على ما ذهب إليه . فهل يا ترى تملك مثل تلك الأدلة ؟
ولعل المسألة المهمة هنا : لماذا لا تتوقع تعدد الإعجاز بتعدد الرسم ؟
 
[
محمود الشنقيطي

إنَّـمَـا يكونُ الإعجَـازُ القرآنِـيُّ في أكثَرهِ جلِيّأً للبُسَـطاء والخواصِّ كذلك , وإن خَفِـيَ بعضُـهُ على العامة من خلق اللهِ فلا يحْـتَـاجُ متلقُّـوهُ درَاسَـةَ أنْـواعٍ من العُـلُوم والمُـعَادَلاتِ لإدْرَاكِ هذِهِ الأَسْـرَار.

أخي الكريم :

الإعجاز العددي كأي وجه آخرمن وجوه إعجاز القرآن ، منه السهل ومنه البسيط ومنه ما هو اكبر ، وليس قبوله مشروطا بفهم الجميع لتفاصيله . وهذا هو حال الاعجاز البياني ، فهل كل المسلمين يفهمون بلاغة القرآن ؟ بالكاد يقدر على ذلك المتخصصون ، أما أغلب المسلمين فبعيدون عن ذلك كثيرا ، وهكذا الأمر في الاعجاز العلمي .


وسبقَ أن توجهتُ لشخصكُمُ الكريمِ بسؤالٍ عن الردِّ الذي ينبَغي أنْ نُـواجهَ به من ينقضُ إعـجازنا المبنيَّ على روايةٍ واحدةٍ من 20 روايةٍ متواترةٍ مقروءٍ بها.

وسؤالي لك أخي الكريم : هل في تعدد القراءات ما ينقض بعضها بعضا ؟ لماذا تقبل بتعدد القراءات ولا تقبل بتعدد الأعداد ؟
وعلى افتراض أن الإعجاز العددي واضح في رواية ما دون غيرها ، فكيف يمكن نقضه لعدم انطباقه على رواية اخرى مادام واقعا موجودا في تلك الرواية لا يمكن إنكاره .
في اعتقادي أن المطلوب ممن ينكر ذلك أن يثبت أنه ليس إعجازا ، بدليل منطقي مقنع ، وليس بالقول : إن هذا هو مما يقدر عليه البشر ومما يمكن أن نجده في أي كتاب .. هذا كلام غير علمي وغير دقيق بل هو تشويه لحقيقة موجودة في القرآن .

خذ مثلا : عدد حروف البسملة هو 19 ، ولو جمعنا ما كتب عن الإعجاز العددي في البسملة - بعد التأكد من صحته - لخرجنا بمجلد من الحقائق ..
لا يكفي في مواجهة هذا الطوفان من الحقائق أن يخرج معارض للإعجاز العددي فيقول وعلى وجهه ابتسامة الفتح المبين : إن عدد حروف البسملة هو 20 .. وهكذا يا باحثي الاعجاز العددي ضاعت جهودكم سدى .. أهذا معقول ؟!

ومثل ذلك يقال عن الإعجاز العددي في ترتيب سورة ما ، فلا يكفي أن يقول أحدهم : العلماء مختلفون في ترتيب سور القرآن ، يظن بذلك أنه يهدم عشرات الحقائق الملاحظة في ترتيب تلك السورة .. والأدهى من ذلك أن هناك من يصفق له ويدعو له بمزيد من الانتصارات والفتوحات ومقارعة الأعداء ..

فيا أيها الأخوة : إذا كنتم تبحثون عن الحقيقة والحق ، فمدوا أيديكم للباحثين في الاعجاز العددي ، استمعوا الى كل ما يقولونه ، حاوروهم ولا تطلقوا عليهم الرماح المسمومة ، لئلا يأتي يوم تعضون فيه على أصابعكم من الندم .
 
[

أخي الكريم :

الإعجاز العددي كأي وجه آخرمن وجوه إعجاز القرآن ، منه السهل ومنه البسيط ومنه ما هو اكبر ، وليس قبوله مشروطا بفهم الجميع لتفاصيله . وهذا هو حال الاعجاز البياني ، فهل كل المسلمين يفهمون بلاغة القرآن ؟ بالكاد يقدر على ذلك المتخصصون ، أما أغلب المسلمين فبعيدون عن ذلك كثيرا ، وهكذا الأمر في الاعجاز العلمي .




وسؤالي لك أخي الكريم : هل في تعدد القراءات ما ينقض بعضها بعضا ؟ لماذا تقبل بتعدد القراءات ولا تقبل بتعدد الأعداد ؟
وعلى افتراض أن الإعجاز العددي واضح في رواية ما دون غيرها ، فكيف يمكن نقضه لعدم انطباقه على رواية اخرى مادام واقعا موجودا في تلك الرواية لا يمكن إنكاره . .

شيخنا الكريم:
تعددُ القراءاتِ إعجَـازٌ في ذاته , ولا يقولُ من يؤمنُ بالله واليومِ الآخر إنَّ في تعددها نقضاً لبعضها البعض , ولو كان ذلكَ ممكناً لطارَ به أعداءُ الإسلام فرحاً , وأنَّـى وهيهات.!

لكنَّ قياسَ تعدد القراءات والأوجه على تعدد العمليات الحسابية المعقدة , قياسٌ لا وجهَ لهُ , ولا اتحادَ بينهما في العلة يمكنُ معها قياس الأول على الثاني أو العكس.

إذ تعددُ القراءات مع إعجاز هذا التعددُ معلومٌ من ديننا ضرورةً وثابتٌ لدى الأمةِ بالقطع والتواتر الذي يكفرُ مخالفهُ عمداً.

بينما تعددُ الأعداد والعمليات الحسابية في المصاحف , دعوةٌ لا زال القائمونَ عليها في طور تنشئةِ الأنصـار والتسويق لها عبر عمليات الضرب والجمع والقسمة.

لذلك يا شيخي الكريم: لا أقبلُ بتعدد الأعداد , وأقبلُ بتعدد القراءات , مع العلم أنَّ هذا ليس إلا افتراضاً حتى الساعة , إذ لم نرَ في بحوث الرياضيات القرآنية - إن صحت التسمية - بحثاً تناول العدَّ والحسابَ في ما اتفقت عليه المصاحف مما يُقرَأُ به من روايات في العالم الإسلامي , فضلاً عن تسعةَ عشر روايةٍ لا زالت تنتظرُ ظهور هذ الإعجاز حتى نوقنَ بأنهُ إعجاز.

وبالنسبة لسؤالكم عن مـا إذا ثبتَ اقتصارالإعجاز العددي على مصحف حفص عن عاصم دون غيره , فكيف يمكن نقضه لعدم انطباقه على رواية اخرى مادام واقعا موجودا في تلك الرواية لا يمكن إنكاره.؟

فالمُشكلُ في ذلك أن الإعجازَ العدديَّ سيكونُ مشروطاً برواية حفصٍ رحمهُ الله , وهذا سيدخلنا في متاهات لا يعلمها إلا الله بدءاً باختلاف المصاحف واختيارات القراء وغير ذلك, وانتهاءاً بإنكار المسلمِ الذي لم تبلغهُ روايةُ حفصٍ لهذا الإعجاز بالجملة والتفصيل , خلافاً للإعجاز البياني وغيرهِ من إعجاز الأخبار والأكوان التي تثبتُ في القرآن بأي وجه وروايةٍ ثبتَ بها فلا يسعُ مسلماً جحودهُ ولا التعالي عن الاعتراف به.

وسيظهرُ قصرُ الإعجاز على روايةٍ من عشرين بأن الرقم (19) الذي يرمزُ لباقي روايات القرآنَ يدلُّ على أنَّ انفرادها عنهم بذلك , مع أنها ليست الأقربَ صاحبا إلى عصر النبوةِ , ولا الأوثقَ نقلةً - عندهم - في تعديل رجالات الحديث , ولا.... ولا.... ولا....الخ . كل ذلك سيفتحُ للأعداء أبواباً مفروشةً بالشُّبه لشنِّ حربٍ طاعنةٍ في كتاب الله المحفوظ , والذي لا يؤمنون لهُ بقدسية ولا إحكام , وإن استيقنت أنفسهم ذلك ولكن جحدوا بها ظلما وعلوا.


خذ مثلا : عدد حروف البسملة هو 19 ، ولو جمعنا ما كتب عن الإعجاز العددي في البسملة - بعد التأكد من صحته - لخرجنا بمجلد من الحقائق ..
لا يكفي في مواجهة هذا الطوفان من الحقائق أن يخرج معارض للإعجاز العددي فيقول وعلى وجهه ابتسامة الفتح المبين : إن عدد حروف البسملة هو 20 .. وهكذا يا باحثي الاعجاز العددي ضاعت جهودكم سدى .. أهذا معقول ؟!.

دعنا ممن سينكر عدد حروف البسملة زائدا فيها أو منقصا لها , ولكن بم يجاب من لم يثبت عنده أن البسملة آية من كتاب الله تعالى , كما ثبت عنده أن القرآن خالٍ من كلمة (هو) في قول الله في سورة الحديد (وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) ؟

وهل سيبقى أمام من تمسك بهذا الحبل المتين المتواتر قطعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طوفان أو إعصار أو غيرهما.؟

وهل نحرمه من حق ابتسامته وإن لم تكن للفتح المبين , ولكنها لنبذ المبالغة في ادعاء علاقة عمليات الحساب بالإعجاز في القرآن الكريم.


ومثل ذلك يقال عن الإعجاز العددي في ترتيب سورة ما ، فلا يكفي أن يقول أحدهم : العلماء مختلفون في ترتيب سور القرآن ، يظن بذلك أنه يهدم عشرات الحقائق الملاحظة في ترتيب تلك السورة .. والأدهى من ذلك أن هناك من يصفق له ويدعو له بمزيد من الانتصارات والفتوحات ومقارعة الأعداء ..

قضية السـور ليست بمشكلة إشكالَ القراءات , وإشكالَ المقطوع والموصول الذي لم تتفضلوا علي بجواب عن استشكالي فيه , والذي لا ينبني على قاعدة ولا تغني فيه المعادلات والحسابات , مع أن من قال بهذا القول في ترتيبها لم يقله تشهيا ولا عنادا , وإنما استند في ذلك على أدلة شرعية ثابتة , بغض النظر عن كونها راجحة أو مرجوحة.

فيا أيها الأخوة : إذا كنتم تبحثون عن الحقيقة والحق ، فمدوا أيديكم للباحثين في الاعجاز العددي ، استمعوا الى كل ما يقولونه ، حاوروهم ولا تطلقوا عليهم الرماح المسمومة ، لئلا يأتي يوم تعضون فيه على أصابعكم من الندم .

إن الاستفصال والاستشكال فيما ليس بوحي ليس رميا له برماح مسمومة بقدر ما هو بحثٌ عن الحق وصيانة لكلام الله عن التجارب والافتراضات حتى لا يثبُت خطأها بعد التسليم المـطلق فنندم ولات ساعة مندم , وشكر الله لكم شيخنا الكريم تنزلكم وسعة صدركم ومحاولتكم تبصير بنيكم بالحق , نسأل الله أن يهدينا إليه جميعا , وبارك الله لكم في علمكم وعملكم.
 
الأخ الفاضل :

... المشكلة إذن ليست في وجود الاعجاز العددي أو عدم وجوده ، فهو حقيقة ثابتة مؤيدة بما يكفي من الأدلة لا يجوز إنكارها ..

المشكلة هي : ما السبيل إلى التوفيق بين الاعجاز العددي وتعدد الروايات .. على نحو مقبول . ألا ترى لو أنه لم يكن هناك تعدد في الروايات ،لما كان هناك من سبب لرفض الاعجاز العددي ؟
لسان حال الكثيرين - وأعتقد أن المعارضين في أولهم - يقول : الاعجاز العددي موجود ولكن أين المخرج ؟

فأما قولك :
( إذ لم نرَ في بحوث الرياضيات القرآنية - إن صحت التسمية - بحثاً تناول العدَّ والحسابَ في ما اتفقت عليه المصاحف مما يُقرَأُ به من روايات في العالم الإسلامي )
فالأمر ليس صعبا ، ولدي أمثلة من الاعجاز العددي على ذلك .. ولكن الخروج بعمل متكامل في هذه الناحية يحتاج إلى ما هو أكثر من الجهود الفردية المحاطة بكثير من العوائق .

مع فائق التقدير
 
أخي الكريم :
ليست جميع أبحاث الإعجاز العددي تدور على رسم المصحف وتعتمد عليه ، إن من الممكن إثبات الإعجاز العددي دون الاعتماد على رسم المصحف ..

رسم المصحف هو أساس عد الكلمات والحروف.
فإذا لم نعتبره فلا يبقى إلا علم العد، وهو علم عد الفواصل (الآيات) القرآنية.
والمعتبر في بحوث الإعجاز العدي هو العد الكوفي، فماذا نقول في العد المكي والمدني الأول والثاني والحمصي والشامي؟
هل يثبت معها إعجاز أم لا؟

من ناحية اخرى : بما أن هناك أقوال في رسم المصحف ، ولا يمتلك أي منها دليلا قاطعا عليه ، وترى أن من حقك الانتصار لأحدها ، فمن حق غيرك الانتصار لما يراه ،
والمطلوب في هذه الحالة من الطرفين الأدلة على ما ذهب إليه . فهل يا ترى تملك مثل تلك الأدلة ؟

ليس هناك دليل معتبر يقوم على أن رسم المصحف كان وحيا من عند الله.
والعلماء القائلون بوجود التزام رسم المصحف لم يبنوا قولهم على توقيفية الرسم، بل على اعتبارات أخرى محلها كتب علم الرسم.

ولعل المسألة المهمة هنا : لماذا لا تتوقع تعدد الإعجاز بتعدد الرسم ؟

أخي الحبيب المسألة التي يجب أن تكون في بال كل غيور:
كيف يثبت الإعجاز؟
كيف نثبت أن أمرا ما مرادٌ إلهي ومقصود رباني وقع به التحدي والإعجاز؟
دون هذا -ولا شك- خرط القتاد..
فهل تكفي فيه الأدلة الرياضية؟
 
الأخوة الكرام

1. الجانب العددي في القرآن الكريم لا يتعلق فقط برسم الكلمات والحروف...
2. الذين يقولون بالإعجاز العددي معظمهم يستند إلى قول الجمهور بأنّ الرسم العثماني توقيفي. وعليه يكون الإعجاز العددي دليل إضافي على صحة قول الجمهور.
3. إذا كان اختلاف القراءة القرآنية يعطي معنى زائداً فكذلك الأمر في الإعجاز العددي.
4. اختلاف عدد الآيات يرجع إلى توقيف كالقراءات. وثبوت الإعجاز على أساس العدد الكوفي لا يعني عدم وجوده وفق العدد البصري....
5. لو صح جدلاً أن بعض هذه الأمور مما اختلف فيه العلماء -- أي عن غير توقيف --فيكون الإعجاز العددي مرجحاً بين الأقوال.
 
طرحك أخي أبا عمر في هذا الشأن مميز دائما بغض النظر عن موافقتك أو مخالفتك..
زادك الله توفيقا.
وفيما يتعلق برسم المصحف فكما ذكرت سابقا بأنه لا يوجد أي دليل صحيح على أنه توقيفي، بل الأدلة قائمة على خلاف ذلك، وأن جمهورالعلماء على وجوب التزام رسم المصحف وليس على أن رسمه توقيفي، والفرق بين القولين واضح.

طلب خاص:
أطلب منك أخي أن تورد هنا أحسن ما يمكنك من مثال على إثبات الإعجاز العددي.
 
كم أتمنى أن أشارك في بعض الموضوعات بكتابة مفصَّلة ، لكن الوقت يضيق عن ذلك ، والله المعين المبارك في الوقت ، فأسأله ذلك .
أحب أن أطرح بعض النقاط على عجل :
الأولى : أن الرسم ليس معجزًا مطلقًا ، والقول به متأخر جدًّا.
الثاني : أن القول بالتوقيف مخالف للحديث الصحيح المشهور الوارد في نسخ المصاحف في عهد عثمان ، حيث قال للجنة النسخ : ( فإذا اختلفتم أنتم وزيد ، فاكتبوه بلسان قريش ، فإنه نزل بلسانهم ، ففعلوا ذلك ) رواه البخاري في باب : نزل القرآن بلسان قريش،
وهذا أثر صحيح صريح في أن الرسم كان باجتهادهم ، وإلا فلو كان بالتوقيف لأمرهم عثمان بأن لا يجاوزوا ما وقَّفهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثالثة : أن اليهود كانوا يستخدمون حساب الجُّمل ( أبجد هوز ) ، وهو معروف ، وهذا الحساب ليس من علوم العرب ، لذا لا يصلح استخدامه في معرفة لطائف الحساب ( وليس الإعجاز العدي ) في القرآن . وقد لاحظت أن بعض من يُعنى بما يسمى بالإعجاز العددي يستخدم هذا النوع من الحساب .
وأقول من باب الفائدة :
إن الاحتجاج على اليهود بهذا الحساب في كتبهم صحيح ؛ لأنه من علومهم الذي يستخدمونه ، وقد استخدموه في إخفاء الاسم الصريح لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد نبَّه على ذلك عبد الأوحد داود ( دافيد بنجامين الكلداني النصراني سابقًا ) في بعض كتبه ، مثل كتاب ( الإنجيل والصليب ) .
 
ينبغي أن يدعونا هذا الكتاب وأمثاله إلى إعادة النظر في هذا النوع من الإعجاز المتوهم في القرآن الكريم، وقد ذكرت في تعليقات سابقة حول هذا الموضوع أنك إذا تأملت في كلام العرب تستطيع أن تستخرج منه وجوها من الإعجاز على هذا النحو الذي يذكره هؤلاء.
 
الأخوة الكرام:

1. الأخ إبراهيم: قلنا إن الكتاب ملفق ومكذوب وليس فيه شيء من الإعجاز. فلا أدري ما الذي يحمل البعض على الإصرار على الإستناد إليه لإعادة النظر في الإعجاز العددي، أليس هذا موقف يدعو إلى العجب غير المتناهي؟!! وسبق أن قلنا إن الصحف العبرية قالت أن الكتاب يستحق جائزة نوبل باعتباره أسوأ كتاب يكتب عام 1997م.
2. يأذن لنا الأستاذ الكريم الطيار أن نعقب على كلامه مع علمنا السابق بأنّ صدره يتسع لأكثر من ذلك:

قال الأستاذ الكريم:((أن الرسم ليس معجزًا مطلقًا ، والقول به متأخر جدًّا)) نقول: اكتشاف الإعجاز في الرسم القرآني ليس بقول، وإنما هو اكتشاف لما هو موجود، ومن هنا لم يكن عجباً أن يتأخر اكتشافه.
وقال الأستاذ الكريم: (( أن القول بالتوقيف مخالف للحديث الصحيح المشهور الوارد في نسخ المصاحف في عهد عثمان ، حيث قال للجنة النسخ : " فإذا اختلفتم أنتم وزيد ، فاكتبوه بلسان قريش ، فإنه نزل بلسانهم ، ففعلوا ذلك " رواه البخاري في باب : نزل القرآن بلسان قريش وهذا أثر صحيح صريح في أن الرسم كان باجتهادهم ، وإلا فلو كان بالتوقيف لأمرهم عثمان بأن لا يجاوزوا ما وقَّفهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم )).انتهى. نقول:
اختار الرسول صلى الله عليه وسلم عدداً من الذين يتقنون الكتابة فاتخذهم كتبة للوحي فكانوا يكتبون بين يديه وبأمره ثم يعرضون عليه صلى الله عليه وسلم. ومعلوم أن سكوت الرسول عليه السلام نوع من الإقرار، ومعلوم أنّ رسم المصحف جاء على غير القياس. وهذا يعني أنهم كانوا يكتبون وفق الاصطلاح ثم يؤمرون بمخالفة هذا الاصطلاح عند رسم ألفاظ محددة. وبذلك يكون الرسم كله توقيفي، من جهة الإقرار ومن جهة عدم الإقرار. والذي ألجأنا إلى هذا القول أنّ معظم الألفاظ كتبت وفق الاصطلاح، في المقابل هنا ألفاظ كتبت بطريقة لا يمكن أن تكون اصطلاحية. انظر مثلاً:"لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأاذبحنه..."، فلماذا تختلف لأعذبنه عن لأذبحنه؟! والأمثلة على ذلك كثيرة دفعت ابن خلدون رحمه الله إلى القوال:(أخطأ الكُتّاب) وهذا غير مقبول لأسباب ليس هذا مقام تفصيلها. والحديث الوارد في البخاري لم ينص على اختلافهم في أكثر من كلمة (التابوت). وهذا يعني أنها من الكلمات التي أملاها الرسول عليه السلام من غير أن يأمرهم بمخالفة الرسم الاصطلاحي.

وقال الأستاذ الكريم:((( أن اليهود كانوا يستخدمون حساب الجُّمل ( أبجد هوز ) ، وهو معروف ، وهذا الحساب ليس من علوم العرب ، لذا لا يصلح استخدامه في معرفة لطائف الحساب ( وليس الإعجاز العدي ) في القرآن . وقد لاحظت أن بعض من يُعنى بما يسمى بالإعجاز العددي يستخدم هذا النوع من الحساب .وأقول من باب الفائدة:إن الاحتجاج على اليهود بهذا الحساب في كتبهم صحيح ؛ لأنه من علومهم الذي يستخدمونه ، وقد استخدموه في إخفاء الاسم الصريح لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد نبَّه على ذلك عبد الأوحد داود ( دافيد بنجامين الكلداني النصراني سابقًا ) في بعض كتبه ، مثل كتاب ( الإنجيل والصليب ))) .انتهى كلام الأستاذ، نقول:
ليس صحيحاً أن حساب الجمّل من اختراع اليهود، وهذا القول يردده عدد من الكتاب المسلمين يقلدون بعضهم البعض بعيداً التحقق من صدق مثل هذا القول. ولو رجعوا إلى الدراسات التاريخية الجادة لوجدوا أن وضع الأبجدية هو من وضع العرب وكذلك الجمّل وعنهم أخذ اليونان واليهود وغيرهم. ولم نجد مؤرخاً يزعم أنه من وضع اليهود. ولو رجعنا إلى كتاب البيان في عد آي القرآن لأبي عمرو الداني لوجدناه يختم كتابه بالحديث عن حساب الجُمل بأسانيد يذكرها.
 
لم أكن أرغب في إبداء الرأي في موضوع الإعجاز العددي نظرا لأنني، في الواقع، لم أدرسه بعمق، وإنما اكتفيت دائما بقراءة سريعة لطرقهم في الاستدلال.

وقد نشرت هذا الخبر فقط لإثارة انتباه الباحثين لهاذ التوافق بين بعض الباحثين المسلمين والآخرين.

غير أنني عدت لقراءة بعض البحوث العددية، فترسخت قناعتي أكثر بعدم وجود ظاهرة (إعجاز عددي) حقيقية في القرآن الكريم. وليسمح لي الأخوان عبد الله جلغوم وأبو عمرو البيراوي:

فالتعسف واضح في اختيار العمليات الحسابية: مرة بالجمع، ومرة بالطرح، أو الضرب، ومرة باعتبار رقم العشرات في العدد، ومرة بتقسيم الآيات أو السور إلى فردية وزوجية،، ومرة ينظر إلى عدد الكلمات، ومرة إلى عدد الآيات أو إلى عدد حروف الكلمات، مرة إلى جمع القيمة العددية للحروف... والقائمة طويلة من هذه العمليات التي لا أجد وصفا صادقا لها سوى أنها "بهلوانية".

والموضوع لا يرقى في نظري لمستوى أن يكون (ظاهرة) فضلا عن يكون (إعجازا).

1- وأول اعتراض على هذا التوجه في دراسة القرآن هو أنه يعتمد على الرسم العثماني، وهو في اعتقادي "رسم توافقي" لا يخالَف، وليس "رسما توقيفي" (وأرجو المعذرة ممن يخالفني الرأي، وما قرأته من استدلالات عن التوقيف هي في فهمي الخاص متعلقة بالتوافق وليس بالتوقيف. وهذا لا ينفي عدم جواز مخالف المتوافق عليه).

2- الاعتراض الثاني: هو غياب الاطراد في الحسابات. فالظاهرة تعني وجود حقيقة أو حدث يمكن إدراكه بالحواس. والحديث عن وجود ظاهرة، أي ظاهرة، يستدعي وجود الأمور التالية في ما يتم ملاحظته: إطار الظاهرة، أصولها، مقاصدها، أغراضها، حدودها، بنيتها، مدتها، شروط توفرها...

وعادة ما ينتهي البحث في الظاهرة باستخراج (قواعد كلية) يسهل تطبيقها آليا، وإلا فقد الموضوع قيمته.

ولذلك، حين يتكلم بعض العلماء في أوجه الإعجاز، عن وجود (ظاهرة بلاغية) أو (ظاهرة بيانية) أو (ظاهرة موسيقية) أو (تصوير فني) ... فهم محقون في ذلك، لأنهم تمكنوا من استعمال أدوات بحث مقبولة للبرهنة على ذلك. وهذا في اعتقادي ما ينقص بحوث (الظاهرة العددية).

3- علم الحساب لا يحتوى فقط على العمليات البسيطة فقط، ولا على الأعداد البسيطة فقط، ولا على الأعداد الإيجابية فقط. فما سبب انتقاء بعض الأدوات دون غيرها ؟

...

وأقترح على الباحثين الرافضين لمفهوم (الإعجاز العددي) أن يطرحوا الموضوع بالشكل التالي (والأمر ينطبق أيضا على ما يسمى بالإعجاز العلمي):

1- التمييز بين مفهوم الإعجاز ومفهوم الظاهرة.
2- لو فرضنا جدلا بوجود (إعجاز علمي) أو (إعجاز عددي) أو (ظاهرة عددية) في القرآن:
- فما الذي يتوجب أن يتحقق فيها من شروط لقبولها ؟
- ما هي نسبة الاطراد التي نحتاجها كي يعتبر الأمر اطرادا؟
- ما هي أدوات البرهنة التي يتوجب اعتمادها؟ وما هي ضوابط استعمالها كي نتأكد من أنها لم تستعمل بطريقة عبثية؟

وقد يحتاج الأمر إلى وضع تساؤلات أخرى كي يضبط بشكل أدق.
 
وحتى أكون أكثر دقة في كلامي، أقول:

البحوث الحالية في (الظاهرة العددية) لم ترتق لأن تصبح معتدا بها لقصورها المنهجي حاليا. والانطباع المتولد لدي لحد الآن يقضي بعدم وجود (ظاهرة حقيقية) وأن الأمر لا يعدو أن يكون (ظاهرة وهمية).

غير أن هذا لا يعني عدم وجود الظاهرة حقيقة. فقد تكون موجودة ولكن لم تكتشف بدقة لحد الآن. ولذلك فمن الإنصاف في البحث عدم إلغاء هذا الاحتمال، حتى تتوضح معالم المنهج وقواعده، وكذلك قواعد الحكم عليه. وحينها يمكن الحكم لها أن عليها.
 
الأخوة الكرام:

1. أنا من المتابعين لأبحاث الإعجاز العددي، وقد استمعت مطولاً لشروحات الشيخ بسام جرار فتوصلت إلى قناعة بأننا أمام وجه جديد من وجوه إعجاز القرآن الكريم. والعجيب أن غير المسلمين والملاحدة العلمانيين كانوا يذهلون عند الاستماع إلى المحاضرات المتعلقة بالعدد.
2. يبدو أن البعض لا يزال يعارض لأنه لم يتصور المسألة بعد، أو لأنه قد اطلع على بحوث متكلفة وغير جادة، وهذا أمر متوقع.
3. مسألة العدد تتعلق بأمور كثيرة كالحروف والكلمات والآيات والسور وحساب الجمل.. أي أن هناك شمول في المسألة ويريدها البعض مقصورة على جوانب محددة.
4. على أية حال تقع مسؤولية اقناع الناس بهذا الوجه من وجوه الإعجاز على الذين يؤمنون بمسألة الإعجاز العددي.
 
هذا العمل ليس عملاً جديداً ولا جزئية فردية ؛ وإنما هو عمل منهجي متكامل ؛ وهذا العمل المنهجي له فصوله وجزئياته ، وما هذه العملية إلا إحدى هذه الجزئيات فحسب.
وهذا العمل المنهجي لدى النصارى هو محاولة إثبات أن القرآن غير متميز عن كتبهم إطلاقا ، ولهذا حاولوا ضرب كل وجوه الإعجاز فيه ؛ ولهذا قال البابا بيندكت السادس عشر في محاضرته الشهيرة - ناقلاً عن الإمبراطور البيزنطي إمانويل الثاني باليولوغوس –ما الجديد الذي جاء به محمد ؟!.
والحق أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد أعطي القرآن وكفى به أمراً جديداً متميزاً ، ولأجل ذلك فإنه صلى الله عليه وسلم قد أوتي من الأدلة المقنعة ما لم يؤت غيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ؛ والقرآن ليس كمثله دليل آخر ؛ قال تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ) فالقرآن ظاهر التميّز ولا يخفى ذلك على أحد ، ولا يقتصر هذا التميّز على وجه دون وجه ؛ بل هو أمر ينتظم القرآن في كل الجوانب
وقد أدرك النصارى هذا التميّز الشديد الوضوح ؛ فعلموا أنه أهم عناصر الإقناع ؛ فبذلوا في ضرب هذه العناصر جهودا جبارة واستعانوا بخبرات مختلف العلماء لإثبات وجود هنات في القرآن كما وجدت العظائم في كتبهم ، وأنشأت لذلك المراكز البحثية العديدة ومراكز الدراسات الكبيرة التي توفر لها الدعم المادي والمعنوي ؛ وذلك حتى ُيخضع القرآن الكريم إلى النقد بهدف الطعن في قطعية ثبوت مصدره وسلامة محتواه .
ويوضح المبشر جون تاكلي ذلك بقوله : (يجب أن نستخدم القرآن، و هو أمضى سلاح ضد الإسلام نفسه، بأن نعلم المسلمين بأن الصحيح في القرآن غير جديد ، و أن الجديد فيه غير صحيح) أي ينكر الجديد فيه وغير الجديد يُدعى فيه أنه مأخوذ من مصادر أخرى أو أن هنالك ما يشابهه في ذلك .
وهذه التصريحات لم تعبر عن قناعات علماء النصارى وإنما عبرت عن منهجهم في محاربة القرآن وتشويه صورته الشديدة الإشراق .
ووجوه الإعجاز القرآني كما هو معلوم متعددة منها ما يتعلق بالمعنى " الإعجاز العلمي والتشريعي ونحوه "ومنها ما يتعلق باللفظ والنظم "إعجاز البلاغة والفصاحة" أما الإعجاز العددي في القرآن فهو وجه لم تنضج الدراسات فيه من جانب وهو ليس محل إجماع المسلمين من جانب آخر ؛ إذ لم يعيّنه القرآن ولا السنة ؛ فإذا أثبته مدعوه سلّم لهم المسلمون به ، وإذا لم يثبت بأدلة مقنعة لم يتضرر القرآن ولا الإسلام منه في شيء ؛ بل كان مردودا على من ادعاه فحسب ، والادعاء البسيط فيه سهل يسير ولهذا ادعاه هولاء النصارى وركزوا عليه دون غيره
ومن العجيب والمضحك جدا أن هولاء النصارى قد ادعوا أن للإعجاز القرآني وجوها لم يقل بها أحد غيرهم ؛ ثم انكبوا عليها انكباباً ليدحضوها نحو الإعجاز الكتابي كما سيأتي
هذا ، ومن أنواع الإعجاز القرآني التي حاول هولاء النصارى هدمها بأشكال مختلفة الآتي
إعجاز المعاني" العلمي والتشريعي ونحوه " :
إنّ الكتب السماوية قبل التحريف - وإن تنوعت شرائعها واختلفت مناهجها - إلا أنها في حقيقة الأمر ذات عقيدة واحدة وهي التوحيد ، ولكن من الناحية العملية فهناك فروق جوهرية بين القرآن وسائر الكتب ينبغي مراعاتها ؛ وهي :
1- يجتمع القرآن والكتب السماوية – قبل التحريف - في كونها جميعها صادرة من الله .
2- لما كانت الكتب السماوية صادرة من الله - فهي معجزة في المعاني فحسب من حيث صدق الأخبار وعدل الأحكام؛ يقول ابن تيمية: (إذا قدر أحد أن التوراة والإنجيل أو الزبور معجز لما فيه من العلوم والإخبار بالغيب والأمر والنهي ونحو ذلك لم ينازع في ذلك ؛ بل هذا دليل على نبوتهم صلواته الله عليهم وعلى نبوة من أخبروا بنبوته ، ومن قال أنها ليست معجزة من جهة اللفظ والنظم كالقرآن - فهذا ممكن)
3- إن الكتب السماوية -وإن كانت في أصلها الأول معجزة المعنى- إلا أن هذا الأصل لم يعد بين أيدينا الآن ؛ إذ حُرّفت هذه الكتب وبُدّلت؛ وهذا يدل على أن إعجاز المعاني أيضاً في الكتب السماوية الأخرى قد أصبح إدراكه والتسليم به الآن أمراً مستحيلاً .
ولما كان الإعجاز المتعلق بالعلوم والمعاني لم يعد موجودا في هذه الكتب لما اعتراها من التبديل والتحريف – فإن النصارى قد حاولوا أن يثبتوا أن لكتابهم إعجازا علميا كما للقرآن ؛ متناسين الصراع بين العلم والدين عندهم في الفكر الغربي ومتناسين سيطرة الكنيسة وما نتج من ذلك من جهل وخرافة ومتناسين عصر التنوير وإبعاد الدين وبداية العلم والحضارة .
إعجاز البلاغة والفصاحة :
من الأمور الثابتة للقرآن ولا ينازعه فيها كتاب سماوي سواء كان في أصله الأول المنزل به من عند الله أو بعد تحريفه – إعجاز القرآن المتعلق بالبلاغة والفصاحة ؛ وهذا النوع من الإعجاز هو الذي جعل للقرآن مظهرا جميلا ومسموعا متميزا عن غيره
وقد عرف النصارى هذا النوع من الإعجاز وحاولوا تقليده ؛ وقد جاءت بعض الإذاعات المسيحية المتخصصة بأمور جديدة مبتكرة وهي تقديم تلاوات كتلاوات القرآن المعروفة ، ولكنها ليست قرآنا ، وكذلك قام عدد من المفكرين النصارى بمحاولات أخرى ؛ وهي تحقيق مشروع عمره 16سنة ويهدف المشروع لصياغة الإنجيل باللغة العربية على الطريقة القرآنية كما حرصوا فيها على اختيار كلمات قرآنية كثيرة ويبدأ كل فصل منه بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" ، وقد نشرت بعض المنظمات التنصيرية ذلك الإنجيل في عدد من الدول العربية والإفريقية ، ومن نماذجهم : بسم الله الرحمن الرحيم. قل يا أيها الذين آمنوا إن كنتم تؤمنون بالله حقاً فآمنوا بي و لا تخافوا. إن لكم عنده جنات نزلاً. فلأسبقنكم إلى الله لأعدها لكم ، ثم لآتينكم نزلة أخرى ، و إنكم لتعرفون السبيل إلى قبلة العليا. فقال له توما الحواري: مولانا إننا لا نملك من ذلك علماً. فقال له عيسى: أنا هو الصراط إلى الله حقاً ، و من دوني لا تستطيعون إليه سبيلاً ، و من عرفني فكأنما عرف الله ، و لأنكم منذ الآن تعرفونه و تبصرونه يقيناً ، فقال له فيليب الحواري : مولانا أرنا الله جهرة تكفينا، فقال عيسى: أو لم تؤمنوا بعد و قد أقمت معكم دهراً ؟ فمن رآني فكأنما رأى الله جهراً )
وهذه ليست أولى المحاولات لهؤلاء النصارى فقد بدأت في ولاية تكساس الأميركية حملة ثقافية اجتماعية أصدرت مجموعة كتاب "الفرقان الحق"((THE TRUE FURQAN الذي تسعى من خلاله للإساءة إلى الإسلام عن طريق تشويه القرآن الكريم, بكتابة تخاريف بطريقة لغوية تحول التشبه ببعض الصياغات في القرآن الكريم. وهذا الكتاب مؤلف من 368 صفحة من القطع المتوسط ، وقد استخدموا في بداية الكتاب كلمات تبدو في ظاهرها بريئة وقريبة من المنطق الديني الإنساني ؛ مثل: (يوجد في أعماق النفس البشرية أشواق للإيمان الخالص والسلام الداخلي والحرية الروحية والحياة الأبدية. وإننا نثق بالإله الواحد الأوحد بأن القراء والمستمعين سيجدون الطريق لتلك الأشواق من خلال الفرقان الحق. إن خالق البشرية يقدم هذه البركات السماوية لكل إنسان بحاجة إلى النور من دون تمييز لعنصره أو لونه أو جنسه أو لغته أو أصله وأمته أو دينه. فالله يهتم كثيراً بكل نفس على هذا الكوكب) لكنهم بعد ذلك ينشرون ما يسمونه 77 "سورة" جاء معظمها تحت العنوان نفسه المذكور في سور القرآن الكريم ؛ لكن مضمونها مختلف تماماً. وتم اختيار سور أخرى بعناوين جديدة تتطرق إلى موضوعات معينة ، وتشتمل كل هذه الموضوعات على تحريض ضد الإسلام ، وفي بداية الكتاب جاءت سورة "الفاتحة" لكنها مشوّهة وليست كما جاءت في القرآن الكريم وقد وزع هذا الكتاب في البلاد العربية والإسلامية على الطلاب المتفوقين في المدارس الأجنبية الخاصة ، هذا وقد نشرت إحدى الحركات السياسية اليهودية أيضا وتدعى "يد لاحيم" أي : (يد الأخوة) مادة تحت عنوان "القرآن الجديد"
والحق أن المسلمين الذين تلقت آذانهم القرآن لا يحفلون بمثل ذلك ؛ وإنما يقولون كما قال الإمام الباقلاني قديما : (إن هذا الكلام أخسّ من أن نشتغل به وأسخف من أن نفكر فيه ؛ وإنما نقلنا منه طرفاً ليتعجّب القاري ويتبصّر الناظر) ثم إن هذه المحاولات فيها اعتراف بإعجاز القرآن وعلو درجته في البلاغة ؛ إذ أنهم لما رأوا سمو أسلوب القرآن حاولوا تقليده في كتبهم ، ولكن هيهات فلا هذا النص ولا النص الأصلي من إنجيل متى يمكن أن يشابه القرآن. والنص الأصلي المأخوذ من إنجيل يوحنا الإصحَاحُ الرَّابعُ عَشَرَ الذي حاولوا تعديله هو : (لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا، وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ.قَالَ لَهُ تُومَا:«يَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الأبِ إِلاَّ بِي. لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ». قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ:«يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الأبَ وَكَفَانَا». قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الأبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الأبَ؟)
وقد ذكر الجاحظ أن كل من يحاول مجاراة القرآن فلا بد أن يستعين به فيأخذ بعضه وهذا المأخوذ قد يكون مقاطع وجملا وقد يكون وزنا كما فعل مسيلمة الكذاب من قبل ، وهكذا كانت هذه المحاولات التي ذكرت ؛ فقولهم (قل يا أيها الذين آمنوا) مأخوذ من قوله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا) وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) وهو كثير جدا في القرآن . وقولهم : (إن كنتم تؤمنون بالله) مأخوذ من قوله تعالى: (إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) . وقولهم : (جنات نزلاً) مأخوذ من قوله تعالى: (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ). وقولهم : (ثم لآتينكم) مأخوذ من قوله تعالى: (ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ) . وقولهم : (نزلة أخرى) مأخوذ من قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) . وقولهم : ( لا تستطيعون إليه سبيلاً) مأخوذ من قوله تعالى: (مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) وقولهم : (أرنا الله جهرة) مأخوذ من قوله تعالى: (فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً) وقولهم : (أو لم تؤمنوا) مأخوذ من قوله تعالى: (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن) .
وقد كتب طبيب مسيحي من قبل رسالة إلى ألفي عالم أو معهد أو جامعة ممن تخصصوا بالدراسات العربية و الإسلامية في مختلف أنحاء العالم من النصارى ، وكان يقول في هذه الرسالة : (القرآن يتحدى البشرية في جميع أنحاء العالم في الماضي و الحاضر و المستقبل بشيء غريب جداً ، و هو أنها لا تستطيع تكوين ما يسمى بالسورة باللغة العربية؛ فالسورة رقم 112 (سورة الإخلاص ) هي من أصغر سور القرآن ، و لا يزيد عدد كلماتها عن 15 كلمة ، و ذلك أن القرآن يتحدى البشرية بالإتيان بـ(15) كلمة لتكوين سورة واحدة كالتي توجد بالقرآن .... سيدي:أعتقد أن مهاجمة هذه النقطة الهامة و الخطيرة - و ذلك بالإتيان بسورة كالتي توجد - سوف يسبب لنا نجاحاً عظيماً لإقناع المسلمين بأنا قبلنا هذه التحديات ، بل و انتصرنا عليهم ، فهل تتكرم يا سيدي مشكوراً بإرسال 15 كلمة باللغة العربية من المستوى البياني الرفيع مكوناً جملة كالتي توجد في القرآن…) و تكررت محاولة الطبيب المسيحي أربع مرات طوال سنة 1990م .فكانت محصلة ثماني آلاف رسالة أرسلها أن وصلت إليه ردود اعتذار باهتة ؛ منها: اعتذار كلية الدراسات الشرقية و الإفريقية في جامعة لندن فقد كان ردها : (آمل أن تتفهم أن كليتنا و أعضاءها يرفضون الخوض في المنازعات الدينية ، و بالتالي فإنه لا يمكننا إجابة طلبك)
أما رد إذاعة حول العالم من (مونت كارلو) فكان : (الموضوع الذي طرحته موضوع هام ، لكننا كإذاعة لا نحب أن ندخل في حمى و طيس هذه المعركة ، إذ لا نظن أنها تخدم رسالة الإنجيل، فرسالتنا هي رسالة محبة ، و ليست رسالة تحدي…) أما رد الفاتيكان فقد جاء فيه : (بوصفنا مسيحيون فنحن لا نقبل بالطبع أن يكون القرآن هو كلام الله على الرغم من إعجابنا به ؛ حيث يعتبر القمة في الأدب العربي، و لكن هذا بالطبع لا يعني أنه أوحي به من عند الله كما هو الحال في الكتاب المقدس ، و هناك نقطة عملية تعوق مسألة الإتيان بسورة من مثل القرآن ، و هي : من ذا الذي سيحكم على هذه المحاولة إن تمت بالفعل؟…) أما أكثر مئات المؤسسات الأخرى فقد اعتصمت بالصمت ولم ترد
ولما لم يستطع النصارى مجاراة القرآن فقد أنكروا تميزه وتفرده حتى لا يثبت فيه شئ جديد ليس في كتبهم فادعوا لذلك أن العرب لم يكترثوا لهذا الإعجاز ؛ إذ سخروا من محمد ، والاستنتاج الوحيد من هذه السخرية والجحود – كما زعموا -أن العرب لم يعترفوا بالإعجاز لأنه لا يوجد أصلا حتى يقتنع الناس به
والحق أن كتب التاريخ والسير تذكر أن المسلمين لم يكونوا وحدهم قد أقروا بهذا الإعجاز بل أقر به الكفار أيضا ، والفضل ما شهد به الأعداء ، ومن ذلك الآتي :
أ- قال الوليد بن المغيرة – وهو مشرك لم يؤمن قط - واصفاً القرآن (والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمعرق وإن أعلاه لمثمر)
ب- جاء أبو جهل يستمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من الليل هو وأبو سفيان بن حرب والأخنس بن شريق ولا يشعر أحد منهم بالآخر ؛ فاستمعوها إلى الصباح ؛ فلما أصبح الصبح تفرقوا فجمعتهم الطريق ؛ فقال كل منهم للآخر ما جاء بك؟ فذكر له ما جاء به ، ثم تعاهدوا أن لا يعودوا لما يخافون من علم شباب قريش بهم لئلا يفتتنوا بمجيئهم ، فلما كانت الليلة الثانية جاء كل منهم ظنا أن صاحبيه لا يجيئان لما سبق من العهود ؛ فلما أصبحوا جمعتهم الطريق فتلاوموا ، ثم تعاهدوا أن لا يعودوا ، فلما كانت الليلة الثالثة جاءوا أيضا فلما أصبحوا تعاهدوا أن لا يعودوا لمثلها ثم تفرقوا ، فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتى أبا سفيان بن حرب في بيته ؛ فقال : أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد ، قال : يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها ، ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه في بيته ؛ فقال : يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ قال : (تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه ؛ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه) ، فقام عنه الأخنس وتركه
ج- كان عتبة بن ربيعة عالما بالكهانة والشعر والسحر ؛ فذهب - بأمر قريش - إلى النبي (صلى الله عليه وسلم ) فحدثه والنبي ساكت ، فلما فرغ قال : قد فرغت يا أبا الوليد ؟ قال : نعم ؛ فقال اسمع : (حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) إلى قوله : (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ( فوثب عتبة ووضع يده على فم النبي (صلى الله عليه وسلم) وناشده الله والرحم ليسكتن ، ورجع إلى أهله ، ولم يخرج إلى قريش ؛ فجاءه أبو جهل فقال : أصبوت إلى محمد ؛ فغضب عتبة وأقسم ألا يكلم محمدا أبدا ، ثم قال : (والله لقد سمعت كلاما من محمد ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالشعر ولا بالكهانة ؛ فأطيعوني في هذه وأنزلوها بي ؛ خلوا محمدا وشأنه واعتزلوه ؛ فو الله ليكونن لما سمعت من كلامه نبأ) (4)
والحق الواضح الذي لا لبس فيه أن كل العرب الفصحاء الذين نزل فيهم القرآن قد علموا بصورة واضحة مقنعة أن القرآن من عند الله ؛ وقد استوى في ذلك مؤمنهم وكافرهم ؛ قال تعالى : (فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ ) وليس الأمر قاصرا على العرب القدماء ولا على العرب المعاصرين، بل ربما تعدى الأمر إلى غير العرب الناطقين بلغة الضاد ؛ وذلك بشهادتهم ؛ يقول جفري لانغ :( على الرغم من أن القرآن بالتأكيد هو أشد تأثيرا على القارئ في اللغة الأصلية (العربية) من الترجمات ... وعلى الرغم من أن جميع معتنقي الإسلام الغربيين مجبرون على الاعتماد على التفسير للقرآن ، إلا أني واثق من أن جميع هؤلاء قادرون على التمييز والانتباه إلى أن أكثر ما يثير الإعجاب بالقرآن هو أسلوبه الأدبي ؛ لأنه يغرس في قارئه ذلك الشعور اللاملموس من أنه صادر عن وحي سماوي)
ولما لم يثبت في التاريخ أن أحداً استطاع مجاراة القرآن في تميزه فإن ذلك لم يشكل دليلاً على تفوق القرآن عند هولاء النصارى رغم ظهوره ؛ إذ ذهبوا إلى أن العنف والتهديد بل والقتل هو مصير من يحاول هذه المجاراة ؛ إذ أن النضر بن الحارث ـ حسب قولهم ـ كان يضع نصوصا تشبه ما وضعه محمد ولكن من أساطير الفرس ، وكان يقول: (سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ ) ، فهاجمه محمد في القرآن – كما زعموا - متهما إياه أنه يضل الناس بلهو الحديث في سورة لقمان ، ولم يكتف محمد بهذا ، فكان له بالمرصاد ولم تقبل منه الفدية يوم بدر ؛ فقتل على يد على بن أبي طالب . أما مسيلمة المدعو بالكذاب شاعر اليمامة ـ حسب قول هولاء النصارى ـ فقد تحدى محمداً بكتابات مثيلة للقرآن وجعل يسجع لهم الأساجيع ويقول لهم فيما يقول مضاهاة للقرآن " لقد أنعم الله على الحبلى ، أخرج منها نسمة تسعى ، من بين صفاق وحشى " ، وكان مصيره هو القتل على يد وحشي أثناء حروب الردة لأنه تجرأ و تحدى القرآن ، وقد جاء ذكره في القرآن في سورة الأنعام .إذن لم يكن التحدي مسابقة مفتوحة لمن يريد مجاراة محمد في السجع ، بل كانت مسابقة مشروطة بشروط موضوعة مسبقا و نتيجتها محسومة من قبل على حد السيف ، ولكن الأسطورة التي مازال يحيا فيها المسلم حتى اليوم ـ كما ادعوا ـ تؤكد أنه لم يوجد من يتحدى ، وهذا افتراض يحمل جزءا من الحقيقة فكل من تحدى اختفى من سجل الأحياء أو تم إخراسه ، فكانت النتيجة النهائية إعلان الفائز : وهو القرآن(1).
والحق أن هذا قول ظاهر البطلان ، وهنالك نظرية شاذة لإبراهيم بن سيار النظام في دراسة الإعجاز تسمى بـ(الصرفة) تزعم أن الله تعالى قد صرف الناس جبراً وتعجيزاً عن الإتيان بمثل أسلوب القرآن بلاغة ونظماً ، وقد ووجهت هذه النظرية بهجوم شديد من كل علماء الإسلام ؛ لأنها توجب تدخل الإرادة الإلهية المباشر في صرف الناس عن مجاراة القرآن ؛ وإذا تم الاعتراض على زعم التحكم الإلهي فما بالك إذن بالتحكم المحمدي الذي هو أمر بعيد كل البعد . ثم إن القائل : (أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ) مسيلمة الكذاب لا النضر بن الحارث، وذكر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت فيما يرى النائم كأن في يدي سوارين من ذهب فكبرا علي وأهماني فأوحي إلي أن انفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما في منامي الكذابين اللذين أنا بينهما كذاب اليمامة مسيلمة وكذاب صنعاء العنسي وكان يقال له الأسود ولهذا فإن هذه الدعوى تبطلها أمور كثيرة منها الآتي :
1/ لم يثبت أن النضر بن الحارث قد عارض القرآن ؛ بل يذكر أنه نزل فيه قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا) لأنه اشترى كتب الأعاجم رستم واسفنديار ؛ فكان يجلس بمكة فإذا قالت قريش إن محمدا قال كذا ضحك منه وحدثهم بأحاديث ملوك الفرس ، وكان يقول : حديثي هذا أحسن من حديث محمد ، وقيل كان يشتري المغنيات فلا يظفر بأحد يريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته فيقول أطعميه واسقيه وغنيه ؛ ويقول : هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام وأن تقاتل بين يديه
2- لم يقتل مسيلمة لأنه تجرأ و تحدى القرآن ؛ بل لأنه قاد حربا كبيرة شعواء ضد المسلمين في اليمامة وقتل من الأنصار فقط يوم اليمامة سبعون ، وقد كان قرآن مسيلمة يضحك به أطفال المسلمين ؛ فهو ليس بذي قيمة يقتل لأجلها إن كان يقتل من يعارض القرآن ؛ بل إن من مصلحة القرآن أن يبقى مسيلمة ؛ هذا المهرج ؛ حيا حتى يتضح للناس الفرق الواضح الجلي بين هذيانه والبلاغة القرآنية عالية المستوى
3- أما قولهم ( أن مسيلمة قد تحدى محمداً بكتابات مثيلة للقرآن) فهل قوله :
ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى
أخرج منها نسمة تسعى
من بين صفاق وحشا
إن الله خلق النساء أفواجاً
وجعل الرجال لهنّ أزواجاً
مثل القرآن ؟ إن كانت الإجابة بنعم فلست بقادر على تركيب الذوق البلاغي لمن عدمه ، ولا يكون حالي وحاله حينئذ إلا كمن يصف لونا لرجل ولد أعمى .
الإعجاز الكتابي المزعوم:
لما فشلت مجاراة النصارى للقرآن ثم نفيه ثم ادعاء صرف الناس عن مجاراته بالتهديد والقتل من قبل المسلمين ـ ادعوا وجهاً جديداً للإعجاز لا يميز القرآن عن كتبهم لإثبات أنه ليس فيه من جديد ؛ وهو إعجاز الكتابة فذهبوا إلى أن المصدر التاريخي لأسطورة التميز القرآني تكمن في أن قريشا تدعي بأن محمدا ساحر أو مجنون أو كاهن أو شاعر مما يقود- في زعمهم- إلى أن مصدر هذه الفكرة لم يكن في أن محمدا أتي ببلاغة لم يقاومها العرب ، بل لأنه قام بأول محاولة مقننة لرسم كلمات اللغة العربية والتي كانت شفاهية قبل ذلك ، وكان هذا إعجازه على مقياس قبائل لم تنل حظها بعد على سلم الحضارة ، لكنه لا يرقي كمقياس أمام شعوب عرفت الكتابة و رسم الكلمات قبل محمد بآلاف السنين كمصر بلغتها القبطية أو الشام بلغتها السريانية أو فارس بلغتها الفارسية ، وهذا هو الفارق بين عرب الحجاز المسحورين برسومات محمد القرآنية ، وبين شعوب أكثر تقدما على سلم الحضارة و التي لم تر ما يبهر في محاولات محمد الكتابية ، وهذا الفارق قد خلق نوعا من الفجوة ، حاول مسلمو الأعراب- حسب قولهم الركيك- سدها بعد ذلك باختراع المزيد من بدائل الإعجاز ، مثل الإعجاز البلاغي أو اللغوي أو غيرها ، والتي كان من السهل أن تمر دون مراجعة أو تمحيص بين شعوب لا تعرف اللغة العربية ، ولا تعرف بالتحديد ماهية الفصاحة العربية ؛ فتحولت معجزة محمد الكتابية في رسم الكلمات لعرب الحجاز إلى معجزة بلاغية في فصاحة اللغة لمن يجهلون اللغة العربية من أساسها . والفكرة الأساسية أن معجزة محمد لم تكن بلاغة اللغة أو حسن السجع أو دقة قواعد النحو ، بل كانت هي الكتابة أو رسم الحروف العربية ، أو بمعنى آخر في أن يأتي للعرب بنص (مكتوب) ليكونوا مثل أهل (الكتاب) ، هذا هو ما جعله كالسحرة و الشعراء و الكهان في عرف المشركين من قريش
والحق أننا لم نسمع أحدا عبر التأريخ قد ادعى أن هنالك وجها من الإعجاز يسمى بالإعجاز الكتابي وهذه الفكرة المضحكة لو علم هولاء النصارى فساد مؤداها لاستحوا منها ، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أميا، ولكن كما ثبت فإن في العرب كتّاب كثيرون وإن كانت الأغلبية أمية ؛ فلماذا لا يدعي أحد هولاء الكتّاب هذه المعجزة الكتابية بينما يدعيها هذا الأمي الذي لا يكتب أصلا ؛ فهذه دعوى بعيدة جدا لا يمكن أن تخدم الغرض الذي هو الطعن في الإعجاز ؛ بل إن من له أدنى معرفة بهذه الأمور سوف يسخر منها مر السخرية .أما قولهم "بنص (مكتوب) ليكونوا مثل أهل (الكتاب)" ففيه خلط شديد ؛ فالله تعالى قد قال : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) فهل نزله مكتوبا ؟ فإذا كان الكتاب قد أنزل مكتوبا فما معنى قوله : ( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) ولماذا قال في قرطاس والكتاب لا يكون – عند هولاء - إلا في قرطاس (ورق)؟ ولكن الحق أن هذه الآية إخبار من الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء القوم الذين هم لعنادهم وبعدهم من الرشد لو أنزلت عليك يا محمد الوحي في قرطاس ( ورق) يعاينونه ويمسونه بأيديهم وينظرون إليه لقالوا ما هذا الذي جئتنا به إلا سحر سحرت به أعيننا ليست له حقيقة ولا صحة.
والكتاب في اللغة له معان كثيرة منها ما أنزله الله على الأنبياء(7) ، ويطْلَقٌ على التوراةُ والإنجيل والقرآنَ ، والكِتابُ أيضا هو : الفَرْض ؛ قال الله تعالـى: (كُتِبَ علـيكم القِصاصُ فـي القَتْلـى) وقال: (كُتِبَ علـيكم الصيامُ) ؛ ومعناه: فُرِضَ . وقال: (و كَتَبْنا علـيهم فـيها) أَي : فَرَضْنا ، والكتاب أَن بعْطنـي العبد سيده ثَمَنَه علـى أَن يعْتِقَه. وفـي التنزيل العزيز: (والذينَ يَبْتَغُونَ الكِتاب مـما مَلَكَتْ أَيمانُكم فكاتِبُوهم إن عَلِـمْتُم فـيهم خَيْراً) فكل هذه من معاني الكتاب في العربية . وقد سميت كل الرسالات كتبا رغم أنه لم يثبت أن نبيا من الأنبياء فد أعطي شيئا مكتوبا (بالخط) إلا ألواح موسى ، وقد أضاف الله الكتابة إلى نفسه في الألواح على جهة التشريف ؛ والحق أن القرآن كتاب محفوظ في الصدور لا القراطيس ، وهذه ميزة لا توجد في غيره من كتب الله تعالى ، وجاء في صحيح مسلم أن الله تعالى يقول : (إني منزل عليك كتابا لا يغسله الماء ) أي لو غسل الماء المحل المكتوب فيه لما احتيج إلى ذلك المحل لأنه محفوظ في الصدور ميسر على الألسنة مهيمن على القلوب معجز لفظا ومعنى ؛ ولذلك قال تعالى : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) أي : أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يتلو من قبل القرآن كتابا ولا يكتبه ويخطه بيده بل هو آيات بينات محفوظ في صدور الذين أوتوا العلم لا في قراطيسهم ولهذا فإن الكتابة ليست بشيء ذي بال كبير في حفظ القرآن بل هي شيء كمالي فحسب.
والحق أن عقول النصارى ومراكزهم عاملة ناصبة لمحاولة ضرب التميز القرآني ولن يكفوا عن ذلك أبدا وإن كانوا هم الخاسرون في كل مرة ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ومع ذلك يبقى القرآن عظيما تاما عزيزا ولو كرهوا
كناطحٍ صخرةً يوماً ليَفْلِقَها فلم يَضِرْها وأَوْهَى قَرْنَه الوَعِلُ
د. جمال الدين عبد العزيز شريف
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك
جامعة الجزيرة
 
د. جمال الدين عبد العزيز شريف
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك
جامعة الجزيرة
أرحب بأخي العزيز الدكتور جمال بين إخوانه في ملتقى أهل التفسير ، وهي فرصة طيبة للتواصل مع الزملاء في الجامعات السودانية . وقد عرفت أخي الدكتور جمال الدين عبدالعزيز شريف من خلال كتابه القيم (نظريات الإعجاز القرآني) الذي نشرته جامعة الجزيرة . وفقه الله ونفع بعلمه ، وفي انتظار مشاركاته العلمية الجادة التي لا أشك أننا سنفيد منها .
 
العجيب أن غير المسلمين والملاحدة العلمانيين كانوا يذهلون عند الاستماع إلى المحاضرات المتعلقة بالعدد.

أن تسترعي مثل هذه البحوث انتباه المسلمين وغيرهم شيء، وأن تجعلهم يقتنعون بصدقية نتائج البحوث شيء آخر.

على أية حال تقع مسؤولية اقناع الناس بهذا الوجه من وجوه الإعجاز على الذين يؤمنون بمسألة الإعجاز العددي.

صدقت.
 
أحسنتم دكتور جمال ..

وكلامكم يؤكد على أن تحديد الوجه الإعجازي في القرآن إنما هو من اختصاص عالم التفسير وعلوم القرآن، لأنه هو الذي يدرك أبعاد هذا الموضوع ومراميه ومآلاته من حيث تنزيله على كلام الله.
إن ما يؤكده علماء التفسير وتشديدهم أحيانا في موضوع الإعجاز القرآني ليس تحجيرا لواسع، بل هو قول مبني على معرفة ما يصح أن يوصف به القرآن وما لا يصح، باعتماد معرفة تاريخه وقواعده وأسباب نزوله ولغته وطرق التعامل معه.
ولذا كان من الواجب التحري عند الكلام في هذه الموضوعات وطرق البيوت من أبوابها حتى لا نكون طريقا للطاعنين في القرآن دون أن نشعر.
 
لم أكن أرغب في إبداء الرأي في موضوع الإعجاز العددي نظرا لأنني، في الواقع، لم أدرسه بعمق، وإنما اكتفيت دائما بقراءة سريعة لطرقهم في الاستدلال.

غير أنني عدت لقراءة بعض البحوث العددية، فترسخت قناعتي أكثر بعدم وجود ظاهرة (إعجاز عددي) حقيقية في القرآن الكريم. وليسمح لي الأخوان عبد الله جلغوم وأبو عمرو البيراوي:

فالتعسف واضح في اختيار العمليات الحسابية: ... والقائمة طويلة من هذه العمليات التي لا أجد وصفا صادقا لها سوى أنها "بهلوانية".

والموضوع لا يرقى في نظري لمستوى أن يكون (ظاهرة) فضلا عن يكون (إعجازا).

ولهذا السبب الذي ذكرته - أنت - أخي الكريم ، فقد كان طبيعيا أن تنتهي بك القراءة العابرة إلى وصف ما يكتب في الإعجاز العددي بالبهلوانية ..
الإعجاز العددي واقع ملموس في المصحف لا يمكن إنكاره ..
فأما اعتراضك على تقييم السور إلى زوجية الآيات وفردية الآيات ( والذي أرى فيه إشارة إلى بحث يخصني ) فغير مقبول ، وسؤالي لك :
أليست الأعداد زوجية وفردية ، أولية وصحيحة .. وماذا غير ذلك ؟ هل يوجد عدد آخر ليس زوجيا وليس فرديا ؟ أليس قانون الزوجية ماثل في كل شيء في هذا الكون أم أن العدد هو الوحيد المستثنى من ذلك ..

وأخيرا هل لك أن تفسر لنا قسمة سور القرآن إلى 60 سورة زوجية الآيات و 54 فردية الآيات ؟

وهل لك أن تفسر لنا حالتي التماثل في العددين 2690 و 3303 ؟

وهل لك أن تفسر لنا العلاقة المكتشفة بين عدد الآيات في سور القرآن ومواقع ترتيبها ؟

في اعتقادي أن بحث قانون الحالات الأربع لسور القرآن هو أكبر دليل على وجود الإعجاز العددي في القرآن وعلى أن ترتيب سور القرآن هو ترتيب توقيفي ..

وتقبل احترامي لشخصك الكريم
 
[align=center]روائع الترتيب في القرآن الكريم
( 1 )[/align]


- ورد لفظ " الرحمن " في القرآن الكريم 57 مرة ( 3 × 19 ) . ونجد أن أحرف لفظ " الرحمن " الستة ، وجميعها من بين الحروف المقطعة ، تتكرر في هذه الحروف 57 مرة . ونجد أن عدد حروف آخر آية يرد فيها لفظ " الرحمن " ( 38 النبأ ) ( 2 × 19 ) ، هو 57 حرفا .
أهذه مصادفة ؟ بهلوانيات على رأي أخينا محمد جماعة ؟ وهمٌ وتوهّم .. أم ماذا ؟

- في سورة المدثر ( السورة رقم 74 وعدد آياتها 56 ) وردت الآية رقم 31 وهي الآية التي تذكر الحكمة من ذكر العدد 19 . تعتبر هذه الآية لافتة للانتباه بطولها ، إن عدد كلمات هذه الآية المميزة 57 كلمة .
ونجد من بين آيات القرآن آية ثانية لا غير عدد كلماتها 57 كلمة . إنها الآية رقم 217 في سورة البقرة . نلاحظ أن العدد 217 هو عبارة عن 7 × 31 ، وفي ذلك إشارة إلى الآية رقم 31 المدثر .
ونلاحظ هنا أن مجموع رقمي ترتيب السورتين هو 2 + 74 = 76 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 19 ( 4 × 19 ) .
ونلاحظ أن مجموع عددي الآيات في سورتي البقرة والمدثر هو 286 + 56 = 342 . وهذا العدد يساوي 3 × 114 ( العدد 114 هو عدد سور القرآن ) كما أن العدد 342 = 18 × 19 . وملخص الظاهرة هنا : إن من بين آيات القرآن آيتان لا غير عدد كلمات كل منهما 57 كلمة ، واحدة جاءت في أطول سور النصف الأول من القرآن ( البقرة ) والثانية جاءت في أطول سور النصف الثاني من القرآن ( المدثر ) .
( وأخيرا ما السر في جميع هذه الأعداد التي وردت في الملاحظتين ؟ الجواب متوفر )

أهذه مصادفة ؟ بهلوانيات على رأي أخينا محمد جماعة ؟ وهمٌ وتوهّم .. أم ماذا ؟

- الآية التي تذكر العدد 19 في القرآن الكريم هي الآية رقم 30 سورة المدثر وهي قوله تعالى ( عليها تسعة عشر ) .
إذا كتبنا تحت كل كلمة من كلماتها الثلاث عدد حروفها فالعدد الناتج لدينا هو : 345 .
والآن ، لنلاحظ أن حاصل ضرب العدد 19 الذي تذكره الآية ، في العدد 345 العدد الذي ترسمه حروفها هو 6555 .
العدد 6555 هو مجموع أرقام ترتيب سور القرآن ، أي 1 + 2 + 3 + .. وحتى ننتهي إلى العدد 114 .
فالعدد 6555 = 19 × 345 .
ولنتأمل الملاحظة التالية : إن حاصل ضرب العدد 9 الفردي ( 19 = 9 + 10 ) في 345 = 3105 . هذا العدد 3105 هو مجموع أرقام ترتيب السور فردية الآيات في القرآن وعددها 54 سورة .
وإن حاصل ضرب العدد 10 الزوجي في 345 يساوي 3450 . وهذا هو مجموع أرقام ترتيب السور زوجية الآيات في القرآن ، وعددها 60 سورة .
( مجموع الأعداد الفردية في السلسلة 1-114 هو 3249 ومجموع العداد الزوجية هو 3306 . إنهما غير العددين 3105 و 3450 )
أهذه مصادفة ؟ بهلوانيات على رأي أخينا محمد جماعة ؟ وهمٌ وتوهّم .. أم ماذا ؟
أخي محمد : لقد ظلمت الإعجاز العددي كثيرا ، وأهنت جميع الباحثين فيه . سامحك الله .
ومهما أطلقت على هذه الملاحظات من وصف ، فسأظل أسميها " إعجازا " لماذا ؟ لأن لدي منها الكثير الذي يجلّ على الوصف ، ولا يقبل الإنكار .
وتقبل فائق الاحترام
 
حياك الله أخي الأستاذ عبد الله.
ليس في تعليقي ما يؤدي أو ما يفهم على أنه إهانة لأحد. وآسف إن فهمت من كلامي شيئا من هذا القبيل.
موضوعك يثير فيّ الرغبة في التعليق (بصدق). ولا يمكنني الاكتفاء في ذلك بتعليقات سريعة. غير أنني منشغل كثيرا في هذه الفترة. والله المستعان.
وأعدك حين أفرغ قليلا أن أنشط لاستكمال الحوار بإذن الله.

مع خالص التحية والتقدير.
 
[align=center]روائع الترتيب في القرآن الكريم
( 2 )
من مظاهرإعجاز الترتيب في سورة القلم
[/align]

سورة القلم هي إحدى سور الفواتح الـ 29 ، الوحيدة التي جاء ترتيبها في النصف الثاني من القرآن ، بينما رتبت السور الـ 28 الباقية في النصف الأول .

بعض الملاحظات هنا :
1- لقد فصلت سورة القلم عن أخواتها بفاصلة من السور عددها 17 .
( الذاريات . الطور . النجم . القمر . الرحمن . الواقعة . الحديد . المجادلة . الحشر . الممتحنة . الصف . الجمعة . المنافقون . التغابن . الطلاق . التحريم . الملك )
2- وفد رتبت في موقع الترتيب الذي يدل عليه العدد 68 أي : 4 × 17 .
3- ونجد من بين آياتها الـ 52 أربع آيات فقط مؤلفة كل منها من عدد من الحروف هو 17 ( أي : 4 × 17 ) أي أن مجموعها هو 68 وهو كذلك رقم ترتيب سورة القلم .
( الآيات ذوات الأرقام : 9 و 12 و 37 و 38 )
4- ومما يؤكد العلاقة السابقة أن عدد الحروف الهجائية الواردة في الآيات الأربع من غير تكرار هو : 17 . ( الآيات هي : ( ودوا لو تدهن فيدهنون : 9 ) ( مناع للخير معتد أثيم : 12 ) ( أم لكم كتب فيه تدرسون : 37 ) ( إن لكم فيه لما تخيرون : 38 ) .
( و . د . أ . ل . ت . هـ . ن . ف . ي . م . ع . خ . ر . ث . ك . ب . س )
[ لاحظوا هنا كتابة كلمة كتاب بحذف حرف الألف ، إن إثباتها سيؤدي إلى اختفاء بعض العلاقات العددية ] [ ولاحظوا أن ترتيب سورة القلم باعتبار سور النصف الثاني هو 11 ، وأن عدد حروف العربية التي لم ترد في الآيات الأربع هو 11 ] .
5 – سورة القلم هي السورة رقم 29 باعتبار ترتيب سور الفواتح ، وسورة الطارق هي السورة رقم 29 باعتبار النصف الثاني من القرآن . الملاحظة هنا أن عدد سور القرآن المحصورة بين سورتي القلم والطارق هو 17 . ( الحاقة – البروج ) .
6 – تشترك سور العنكبوت والقلم والطارق برقم الترتيب 29 باعتبارات :
سورة العنكبوت هي السورة رقم 29 في النصف الأول من القرآن .
سورة الطارق هي السورة رقم 29 في النصف الثاني من القرآن .
سورة القلم هي السورة رقم 29 باعتبار سور الفواتح .
نلاحظ أن الفرق بين عدد آيات سورة العنكبوت الذي هو 69 ، وعدد آيات سورة القلم الذي هو 52 ، هو 17 . وهذا العدد هو عدد آيات سورة الطارق . ( وسيظهر لهذا العدد أهمية خاصية في ترتيب سور النصف الثاني من القرآن وأعداد آياتها ) .

علاقات محورها العدد 19 :
1 – عدد السور المحصورة بين سورتي القلم وسورة الطارق هو 17 سورة ، مجموع أعداد آياتها 608 ، عدد من مضاعفات الرقم 19 ( 32 × 19 ) .
وإذا نظرنا إلى المسألة من زاوية أخرى : يمكننا القول أن عدد سور القرآن ابتداء بسورة " ق " آخر السور الـ 28 في النصف الأول ، وانتهاء بسورة القلم هو 19 .
2-عدد السور المحصورة بين سورتي العنكبوت والقلم هو 38 سورة أي 2 × 19 .
3 – مجموع أعداد الآيات في السور المحصورة بين سورتي العنكبوت والقلم هو 1862 ، عدد من مضاعفات الرقم 19 ( 98 × 19 ) ، ولنلاحظ هنا أن العدد 98 هو عبارة عن مجموع العددين 29 رقم ترتيب سورة العنكبوت + 69 عدد آياتها .. ( هذا يعني أن حاصل ضرب رقم سورة العنكبوت في عدد آياتها هو مجموع أعداد الآيات في السور الـ 38 المحصورة بين سورتي العنكبوت والقلم )

4- عدد كلمات سورة القلم هو 300 ، وعدد كلمات سورة الطارق هو 61 . وبذلك يكون مجموع عددي كلمات السورتين هو 361 أي 19 × 19 .

علاقات عددية عميقة :
1- عدد سور القرآن في ترتيب المصحف التالية لسورة القلم 46 سورة مجموع أعداد آياتها 913 ( لاحظوا أن معكوس العدد هو 319 والذي هو الفرق بين مجموع أرقام ترتيب سور القرآن وعدد آياته ( 6555 – 319 = 6236 ) . [ لاحظوا ان عدد حروف الفاتحة هو 139 ]
2- عدد كلمات سورة العنكبوت هو 976 ، وعدد كلمات سورة القلم هو 300 . مجموع عددي كلمات السورتين هو 1276 . هذا العدد يساوي 4 × 319 .

السؤال الآن : هل جاءت هذه العلاقات مصادفة ؟ وإذا كان ترتيب سور القرآن من اجتهاد الصحابة ( بالمعنى الذي يطرحه البعض ) فهل خطر ببالهم شيء من هذه العلاقات ، أم أنهم فعلوا ما فعلوه وجاءت هذه العلاقات " رب رمية من غير رام " ؟
هل كان لديهم سبب واضح لفصل سورة القلم عن اخواتها مثلا ؟ باعتقادي لو كان أمر الترتيب متروكا لاجتهادهم الشخصي لوضعوا سورة القلم مع اخواتها .. ولو فعلوا ذلك لوردتنا عنه روايات وأقوال .
فصل سورة القلم هو عين الإعجاز في ترتيب سور القرآن وما ذكرته هو اليسير والقليل والقريب من التناول .
 
[align=center]روائع الترتيب في القرآن الكريم
( 3 )

ثلاث مجموعات من السور عدد كل منها 29
[/align]

قلنا أن سورة القلم هي السورة الوحيدة من بين سور الفواتح المرتبة في النصف الثاني من القرآن ، مما يجعلها مميزة بهذا الاعتبار .. ويتم تعزيز هذه الميزة باعتبار آخر ، فهي الوحيدة أيضا من بين سور الفواتح التي لم يرد فيها لفظ الجلالة .
ماذا يترتب على خلو سورة القلم ( الوحيدة ) من ورود لفظ الجلالة ؟

ورد لفظ الجلالة " الله " في 85 سورة من بين سور القرآن الكريم بينما خلت 29 سورة منه ..

إذا تأملنا هذا العدد من السور ( 29 ) نجد أنه :
28 سورة من بين السور التي خلت أوائلها من الحروف المقطعة .
1 سورة واحدة من بين سور الفواتح ( القلم ) .

كيف رتبت سور الفواتح الـ 29 في القرآن :
28 سورة في النصف الأول
1 سورة واحدة في النصف الثاني ...

وتقودنا هذه الظاهرة إلى ظاهرة أخرى :
عدد سور القرآن القصيرة التي عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية هو 29 سورة ، إذا تأملنا ترتيب هذه المجموعة من السور في المصحف سنجد أن :
28 سورة في النصف الثاني .
1 سورة واحدة في النصف الأول ( سورة الفاتحة) .

ونكرر السؤال هنا : هل هي مصادفة أن تتوزع سور الفواتح الـ 29 بين نصفي القرآن : 28 في النصف الأول ، و 1 سورة واحدة في النصف الثاني ( القلم ) ؟
وأن تتوزع السور الـ 29 التي عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية : 28 في النصف الثاني و 1 في النصف الأول ( الفاتحة ) ؟
وأن تخلو 29 سورة من لفظ الجلالة : 1 سورة واحدة من بين سور الفواتح ، و28 سورة من باقي السور ؟
ألا تدل هذه الظاهرة وأمثالها على أن ترتيب سور القرآن توقيفي ؟

لقد ادخر القرآن لنا في ترتيبه ما يدفع عنه كل ما جدّ ويجدّ من الشبهات والافتراءات ، وفي وسعنا أن نوظف هذا الترتيب في خدمة القرآن الكريم وأهله .ولكن ، كيف يمكننا أن ننقل إلى غيرنا رأيا ، نحن غير متفقين عليه ؟ أليس الأولى أن نتفق عليه أولا ، ونقتنع به ، حتى نتمكن من نقله والدفاع عنه ؟
 
[align=right]روائع الترتيب في القرآن الكريم
( 4 )
ورود لفظ الجلالة " الله " في سور الفواتح
[/align]

عدد سور القرآن الكريم المفتتحة بالحروف 29 سورة , ورد لفظ الجلالة " الله " في 28 سورة من بين هذه السور , بينما خلت سورة واحدة منه ، هي سورة القلم ,وهي السورة الوحيدة أيضا المرتبة في النصف الثاني من القرآن .. ومما يترتب على ذلك أن عدد سور النصف الثاني الـ 57 تكون :
سورة واحدة من بين سور الفواتح و56 سورة الباقية ، أي 28 × 2.. والمتدبر في هذه الأعداد سيجد فيها كثيرا من اللطائف .. ( لماذا 56 ؟ )
ظاهرة تستدعي التفكير والتدبر ..

السؤال : ماذا يترتب " عدديا " على خلوّ سورة واحدة من بين سور الفواتح من لفظ الجلالة " الله " ؟
ما علاقة هذه الظاهرة بترتيب سور الفواتح وأعداد آياتها ؟

لنتدبر الآن العلاقة العددية التالية بين أعداد الآيات في سور الفواتح وورود لفظ الجلالة " الله " في هذه السور :

إذا تأملنا أعداد الآيات في السور الـ 28 باعتبار قانون الزوجية ( العدد زوجي وفردي ) نجدها :
11 سورة زوجية الآيات ( عدد الآيات في كل منها عدد زوجي )
17 سورة فردية الآيات ( عدد الآيات في كل منها عدد فردي )
ونجد أن :
مجموع أعداد الآيات في السور زوجية الآيات هو : 1196
مجموع أعداد الآيات في السور فردية الآيات هو : 1495
الفرق بين المجموعين هو : 299 .( 23 × 13 )
لنحتفظ بهذا العدد قليلا .. ونتأمل الملاحظة التالية :
ما عدد مرات ورود لفظ الجلالة " الله " في هذه السور ؟
إن عدد مرات ورود لفظ الجلالة في السور زوجية الآيات الـ 11 هو : 695 مرة .
وفي السور فردية الآيات الـ هو17: 396 مرة .
المفاجأة الزاخرة بالدلالات :
إن الفرق بين العددين 695 و 396 هو أيضا : 299 . ( 23 × 13 )

ما دلالات هذه العلاقة ؟
نفهم من هذه العلاقة أن أعداد الآيات في هذه السور محددة وفق نظام مخصوص بحيث يأتي الفرق بين مجموع أعداد الآيات في السور زوجية الآيات والسور فردية الآيات ، مماثلا للفرق بين عددي مرات ورود لفظ الجلالة في كل منهما , والناتج في الحالين : 299 ...
( كما أنني أرى في العدد 299 ( 23 × 13 ) إشارة إلى مدة البعثة والرسالة ، فهي 23 سنة ، وإلى مدتها في مكة ( 13 سنة ) ، وإلى مدتها في المدينة وهي 10 سنوات ( 23 – 13 ) .
ونفهم أيضا أن أعداد الآيات في هذه السور غير قابلة للزيادة أو النقصان تحت أي اعتبار ..كان كافيا لإخفاء هذا النظام المحكم زيادة آية أو نقصان آية في أي سورة , وكذلك أي زيادة أو نقصان في عدد مرات تكرار لفظ الجلالة .. فما معنى أن تصلنا هذه السور بهذه الأعداد ؟ وما معنى اكتشافنا لهذه العلاقة ؟ ذلك يعني مزيدا من الأدلة – بلغة العصر - على أن القرآن بأعداد آياته وكلماته قد وصلنا محفوظا بقدرة الله سبحانه ، وفي ترتيبه ما يؤكد هذه الحقيقة بالأدلة الكافية ..
( ملاحظة : هذه المعلومة التي نقلتها هنا ، حقيقة موجودة في المصحف ولا يمكن التشكيك فيها ، ومن السهل التأكد من صحتها . قد تبرز هنا معضلة الاختلاف في عدد الآيات ، ولكن علينا أن نلاحظ أن عدد مرات ورود لفظ الجلالة هو واحد في جميع روايات القرآن ، ولا يمكن التشكيك في ذلك ، وكلها تؤدي إلى العدد 299 )
 
[align=center]روائع الترتيب في القرآن الكريم
( 5 )
إضافة رائعة على قانون الحالات الأربع لسور القرآن الكريم
رابط الموضوع في ملتقى أهل التفسير :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8597 [/align]
على هذا الرابط سبق طرح موضوع نظام التجانس وقانون الحالات الأربع لسور القرآن ، وملخصه :

السورة القرآنية باعتبار عدد آياتها إما :
زوجية الآيات وإما فردية الآيات ..لا توجد حالة ثالثة
وباعتبار ترتيبها إما :
زوجية الترتيب وإما فردية الترتيب . لا توجد حالة ثالثة

بهذين الاعتبارين فالسورة القرآنية واحدة من أربع :
زوجية الآيات زوجية الترتيب
زوجية الآيات فردية الترتيب
فردية الآيات فردية الترتيب
فردية الآيات زوجية الترتيب .
لا توجد حالة خامسة

( ورغم أن هذا الكلام يعتبر من المسلّمات التي لا تقبل الشك ولا الجدل ولا المناقشة . فبعضهم لم يتورع عن وصفه بالتكلف وغير ذلك من الأوصاف التي تدل على الجهل ) .

وكان من نتائج الإحصاءات أن عدد سور القرآن زوجية الآيات هو 60 ، وأن عدد سور القرآن فردية الآيات هو 54 .
وأن مجموع أرقام ترتيب السور فردية الآيات في المصحف هو 3105 ، ومجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور زوجية الآيات هو 3450 .
( وهنا أيضا طلع بعضهم مشككا في دقة الإحصاءات كالعادة ، وكان الأولى به أن يراجع كل عدد على المصحف قبل أن يشن هجومه ، فإن وجد أدنى خطأ فليحاسبنا حينئذ حسابا عسيرا )

إذا عدنا إلى العدد 114 وهو العدد الذي اختاره الله عددا لسور كتابه الكريم نلاحظ في خصائص العدد 114 ما يدل على جميع ما اكتشفناه ، وكأنه إحصاء قرآني لسوره وأعداد آياته ومواقع ترتيبها .

فالعدد 114 = 19 × 6 ، وبصورة أخرى ( 9 + 10 ) × 6 .
أما مجموع الأعداد المتسلسلة من 1 – 114 وهي الأرقام الدالة على مواقع ترتيب سور القرآن ، فهو : 6555 وهذا العدد يساوي 19 × 345 ، أو ( 9 + 10 ) × 345 .
هذه الحقائق هي من المسلمات التي لا تقبل التشكيك ، ولا يجوز أن يشكك بها أحد ،وحين نتدبرها نخلص إلى :

54 : هذا هو عدد سور القرآن فردية الآيات ، ويلاحظ في حاصل ضرب العدد الفردي 9 × 6 .
60 : هذا هو عدد سور القرآن زوجية الآيات ، ويلاحظ في حاصل ضرب العدد الزوجي 10 × 6 .
( حقيقة واضحة وضوح الشمس ، ورغم ذلك فالبعض لم يستطع رؤيتها ، ولعله ادعى ذلك )
3105 : هذا هو مجموع تراتيب السور فردية الآيات ، ويلاحظ في 9 × 345 .
3450 : هذا هو مجموع تراتيب السور زوجية الآيات ، ويلاحظ في 10 × 345 ماذا تعني هذه الحقائق ؟

تعني ببساطة أن للقرآن نظاما عدديا رياضيا ، وأن العدد 114 هو أساس العلاقات العددية في هذا النظام .

ومن يرى غير ذلك فالمطلوب منه أن يفسر لنا مجيء سور القرآن ، وأعداد آياتها - على هذا النحو الذي أوضحناه - وفق العلاقات الرياضية المجردة في العدد 114 .

إضافة جديدة تنشر لأول مرة :
وصلتني رسالة من أخت فاضلة من الإمارات تقول فيها أنها أرادت التأكد من صحة الأعداد التي جاءت في هذا البحث ، وقد وجدتها صحيحة – كغيرها – ولكنها توصلت إلى عدد من الملاحظات الرائعة حقا ، ومنها التالية :

إن الفرق بين عدد السور زوجية الآيات وعدد السور فردية الآيات هو 6 . ومن ذلك نستنتج أن نسبة العدد 6 ( الفرق بين عددي السور ) إلى عدد سور القرآن هو 1 إلى 19 ( 1 : 19 ) . فإذا تأملنا مجموع أرقام ترتيب سور القرآن ، نجد أن الفرق بين تراتيب السور زوجية الآيات والسور فردية الآيات هو 345 ، ونسبة هذا الفرق إلى مجموع أرقام ترتيب سور القرآن البالغة 6555 هو أيضا 1 إلى 19 .

ملخص النتيجة :
إن نسبة الفرق بين عددي سور القرآن زوجية الآيات وفردية الآيات إلى عدد سور القرآن ، هو نفس نسبة الفرق بين مجموع تراتيبهما إلى مجموع تراتيب سور القرآن ، وهو في الحالين 1 إلى 19 .
بارك الله في هذه الأخت الفاضلة التي أحبت أن لا أذكر اسمها ، على هذه الإضافة الرائعة .

ويترتب على ذلك : لو افترضنا أن عدد آيات سورة زوجية الآيات فردية الآيات ، سيصبح عدد السور فردية الآيات 55 والزوجية 59 ، ولو افترضنا العكس سيصبح عدد السور زوجية الآيات 61 والفردية 53 ، وفي الحالين ستختفي النسبة 1 : 19 . كما سيترتب على ذلك خلل في ترتيب سور القرآن المحكم .
وقد استفدت من هذه الإضافة كثيرا – جزى الله صاحبتها خيرا وبارك في تدبرها - حيث توصلتُ إلى إضافات أخرى ستكون مكملة لبحث قانون الحالات الأربع لسور القرآن الكريم .
ونكرر السؤال : أين من هذا من يزعم أن ترتيب سور القرآن اجتهادي ؟
 
[align=center]روائع الترتيب في القرآن الكريم
( 6 )
سور القرآن زوجية الآيات
[/align]

عرفنا أن عدد سور القرآن زوجية الآيات هو 60 سورة ، مجموع أعداد آياتها 3514 ، ومجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيبها في المصحف هو 3450 .
السؤال الذي نود الإجابة عليه الآن : كيف تمت قسمة هذا العدد من السور بين نصفي القرآن ؟. ( النصف الأول من القرآن هو السور السبع والخمسون الأولى في ترتيب المصحف ، والنصف الثاني هو السور السبع والخمسون الأخيرة ) .

الجواب :
33 سورة في النصف الأول ، و 27 سورة في النصف الثاني . ( يُلاحظ أن الفرق بين العددين هو 6 ) . ( ملاحظة : يستنتج هنا : أن عدد السور فردية الآيات في النصف الأول 24 وفي النصف الثاني 30 ، أيضا بفارق 6 بين العددين ) .

ما وجه الإعجاز في هذه القسمة ، وما علاقة ذلك بمواقع ترتيب هذه السور وأعداد آياتها ؟

الجواب :
إن مجموع أعداد الآيات في السور الـ 33 التي جاء ترتيبها في النصف الأول هو : 2690 . وإن مجموع أرقام الترتيب الدالة على مواقع السور الـ 27 التي جاء ترتيبها في النصف الثاني من القرآن هو 2690 أيضا .
عددان متساويان ، أحدهما يدل على أعداد الآيات في المجموعة الأولى ، والآخر يدل على مواقع الترتيب في المجموعة الثانية .
والسؤال الآن : كيف نفسر هذه الظاهرة ؟ هل جاء هذا التماثل في العدد 2690 مصادفة ؟ أم أن هذا دليل على أن ترتيب سور القرآن هو ترتيب توقيفي ؟ أليس من الواضح أن ترتيب السور زوجية الآيات في النصف الثاني من القرآن قد تمّ في مواقع محددة بحيث يؤدي مجموعها إلى العدد 2690 ، ليماثل مجموع أعداد الآيات في السور التي جاء ترتيبها في النصف الأول ؟ إن تغيير موقع أي سورة سيؤدي إلى إخفاء هذا الإحكام .
لا يمكن أن تكون هذه السور قد رتبت نفسها بنفسها . ولو كان للصحابة دور في هذا الترتيب لوصلنا منه ذكر . كما أنه من غير المعقول تفسير هذه العلاقة العددية بالمصادفة .. التفسير الوحيد المقبول أن هذا الترتيب هو ترتيب توقيفي .

والسؤال : وماذا نستفيد من هذا التماثل ؟
الجواب : نفهم السرّ في تجميع السور الطويلة في النصف الأول من القرآن ، والسور القصيرة في النصف الثاني .
لا توجد طريقة أخرى لتحقيق التماثل في العدد 2690 غير هذه الطريقة : ترتيب السور الطويلة في النصف الأول من القرآن والقصيرة في آخره . . ذلك ؛ أن السورة التي يأتي ترتيبها في النصف الأول من القرآن ستأخذ أحد الأرقام من 1 – 57 للدلالة على موقع ترتيبها في المصحف ، وهي الأرقام الصغيرة في سلسلة الأعداد من 1 – 114 ، وأن السورة التي سيأتي ترتيبها في النصف الثاني من القرآن ، ستأخذ أحد الأرقام من 58 – 114 ، وهي الأرقام الكبيرة ..
ولتحقيق حالة من التماثل بين مجموعتين من السور عدديا ، لا بد من ترتيب السور ذات أعداد الآيات الكبيرة في النصف الأول ، وذات أعداد الآيات الصغيرة في النصف الثاني . ولذلك فإن عدد آيات أطول سور النصف الثاني هو 56 آية ( المدثر ) ، بينما نجد أن عدد آيات أطول سور النصف الأول هو 286 ( البقرة ) ومن المثير أن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 342 ، عدد من مضاعفات العدد 114 عدد سور القرآن الكريم ( 3 × 114 ) .

ولو افترضنا العكس أي ترتيب السور القصيرة في النصف الأول فإن مجموع أرقام ترتيبها سيكون أقل بكثير من العدد 1653 الذي هو مجموع الأرقام المتسلسلة من 1 – 57 ، وفي هذه الحالة فإن من المستحيل إيجاد حالة من التماثل بين عدد الآيات في مجموعة من سور النصف الأول ومجموع مواقع ترتيب أخواتها في النصف الثاني .

ومن اللطائف هنا :
العدد 2690 هو عبارة عن 10 × 269 .
مجموع الآيات في سور النصف الثاني من القرآن هو 1132 .
إذا استثنينا العدد الأكبر وهو 56 ( عدد آيات سورة المدثر ) ، فإن مجموع أعداد الآيات في السور الـ 56 الباقية هو 1076 ، عدد هو من مضاعفات العدد 269 ( 4 × 269 ) . وفي هذه الملاحظة تنبيه إلى أهمية سورة المدثر في ترتيب القرآن الكريم . والذي يمكن إدراكه بالتدبر . وأول ما يجب البحث عنه : لماذا 56 ؟
 
السلام عليكم و رحمة الله
لمن أراد الإستفادة فإليكم كلمة لفضيلة الشيخ المربي الدكتور خالد بن عثمان السبت - حفظه المولى - ألقاها فى إذاعة القرآن الكريم حول موضوع الإعجاز العددي http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=67675
و أما الرابط التالي فهى سلسلة دروس نقدية و تقويمة لما يسمى بالإعجاز العلمى و العددى تحت عنوان " الإعجاز العلمي و العددي فى الميزان "
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1550
و السلام
شهاب الدين مرحلة لسانس علوم إسلامية تخصص تفسير و دراسات قرآنية - الجزائر -
 
السلام عليكم و رحمة الله
لمن أراد الإستفادة فإليكم كلمة لفضيلة الشيخ المربي الدكتور خالد بن عثمان السبت - حفظه المولى - ألقاها فى إذاعة القرآن الكريم حول موضوع الإعجاز العددي http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=67675
و أما الرابط التالي فهى سلسلة دروس نقدية و تقويمة لما يسمى بالإعجاز العلمى و العددى تحت عنوان " الإعجاز العلمي و العددي فى الميزان "
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1550
و السلام
شهاب الدين مرحلة لسانس علوم إسلامية تخصص تفسير و دراسات قرآنية - الجزائر -

أسمعت لو ناديت حيّا ..

لقد تم طرح هذا الموضوع على الرابط التالي ، وأؤكد هنا ثانية أن رأي الدكتور خالد السبت بعيد عن الصواب في الكثير مما طرحه ، والمصيبة أننا نجد من يتبنى تلك الآراء أو ينتصر لها ، أو يرددها كالببغاوات ..
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?goto=lastpost&t=13935

اما أنت يا شهاب : فلا تقل لنا ماذا يقول الشيخ الفلاني ، قل لنا ماذا تقول أنت ..
وبصراحة انا أستاء من مثل هذه المشاركات التي يتشيع أصحابها لبعض الأسماء المعروفة ، دون ادنى مراجعة أو تفكير ، ودون أن يقدموا هم انفسهم شيئا ..
لقد كان في نيتي أن أدون الكثير من الملاحظات ، والتي يمكن الحكم عليها فيما بعد ، هل هي لصالح الإعجاز العددي أم لا ، ولكن البعض يأبى الخير ..
 
يا أخي عبد الله أحسست بالغضب يخرج من كلماتك فأرجو الهدوء و وزن الكلمات التى تكتبها
أولا صدر البيت الذى كتبته أسائنى كثيرا لما نعلمه جمعا كيف ينتهى " و لكن لا حياة لمن تنادى " !!! لكنى ابشرك أن قلبى لم يمت بعد - أسئل الله الثبات - ...
ثانيا لما كان الموضوع طويل من الناحية التنظيرية و ضيق الوقت فضلت توجيه " من أراد الإستفادة " (فقط) إلى رابط يعبر عن اقتناعي ! و إلا كن على علم أنى ممن يرد الإعجاز العددى جملتا و تفصيلا قبل أن أسمع برأي الشيخ السبت أصلا ...- مع احترامى الفائق لاقتناعك أخى عبد الله - و لم أعلم أن البحث قد طرح فى هذه المنتديات فبارك الله فيك على الرابط ....
ثالثا قلت : " دون ادنى مراجعة أو تفكير " أوحى بعد رسول الله ؟؟؟ كيف عرفت أنى اقتنعت بما اقتنعت به دون ادنى مراجعة أو تفكير !!! غفر الله لي و لك أخى عبد الله أعلمك أخى عبد الله أنى قد أعددت بحثا خاصا حول الإعجاز العددي تخت عنوان " الأعجاز العددى - نقد لأوهام -" لأقدمه إلى الجامعة لكن أراد الله أن يغير البحث - للأسف بعد الوشك على إتمامه - إلى بحث حول " مقولة الصرفة عند المعتزلة و الرد عليها " و الحمد لله على كل حال ...
أخيرا أنصحك أخى عبد الله أن تراجع ما قلته فى الأخير ... أقصد " ولكن البعض يأبى الخير " فإنها تحمل تزكية لنفسك و طعن لغيرك نعم أنت تريد الخير و غيرك لا ... أرجو ألا تتكرر مثل هذه العبارات و أن لا يتعصب أحدنا لأراءه و يسفه أراء غيره ما دام فى الأمر سعة و المسألة خلافية ....
و السلام
شهاب الدين - مرحلة لسانس علوم إسلامية - تخصص تفسير و دراسات قرآنية - جامعة أبو بكر بلقايد - تلمسان - الجزائر -
 
كن على علم أنى ممن يرد الإعجاز العددى جملتا و تفصيلا ...

...أعلمك أخى عبد الله أنى قد أعددت بحثا خاصا حول الإعجاز العددي تخت عنوان " الأعجاز العددى - نقد لأوهام -" .....
-

الأخ الفاضل : أكون لك من الشاكرين - ولعل بعض أعضاء هذا الملتقى يشاركونني شكرك - إذا تفضلت وكشفت لنا عن الأوهام التي رأيتها في المشاركات الست التي طرحتها أنا هنا .
فلعلك رأيت ما لم نستطع رؤيته ، ونحن والله نريد عملا يرضي الله سبحانه ويكون في ميزان حسناتنا ، وبالتالي فلن نتعصب لرأي ثبت فساده .
 
الأخوة الأفاضل :
الإعجاز العددي عند البعض ، ومنهم أخينا الفاضل شهاب هو " أوهام " ..
لا أخفي عليكم انني لم أفهم ما معنى كلمة أوهام ؟ وما المقصود بها ..
طلبت من الأخ الفاضل ان يرينا بعض الأوهام التي رآها في المشاركات الست التي طرحتها ، وأن ينبهنا إليها مشكورا ..
وتسهيلا على الأخ الفاضل فإنني سأكتفي أن يبين لنا " الوهم " فيما قلناه عن السور زوجية الآيات الستين ، وعلاقة التماثل بين مجموع الايات في السور الـ 33 المرتبة في النصف الأول ومجموع أرقام ترتيب السور الـ 27 المرتبة في النصف الثاني ، الماثلة في العدد 2690 .
ولا مانع لدي أن يستعين الأخ شهاب بصديق أو اكثر ، إذا كان في ذلك مصلحة ..
بعد ذلك : سأخبركم لماذا قسمت سور القرآن إلى العددين 60 و 54 ؟ ولماذا قسمت السور الستين إلى 33 و 27 ؟ ولماذا قسمت السور الـ 54 إلى 24 و 30 ؟

ثم ...: ما الذي يجعل قسمة سور القرآن إلى عددين هما 60 و 54 ، مختلفة تماما عن أي عددين آخرين مجموعهما 114 ..
 
[align=center]روائع الترتيب في القرآن الكريم
( 7 )
إعجاز عددي محكم في العددين 60 و 54 [/align]


- عرفنا أن عدد سور القرآن زوجية الآيات هو 60 ، وعدد السور فردية الآيات هو 54 . السؤال الذي نود طرحه هنا :
هل يمكن قسمة العدد 114 عدد سور القرآن الكريم إلى عددين ، مجموعهما 114 والفرق بينهما 6 ، وقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 أيضا ، غير العددين 60 و 54 ؟
الجواب : لا .

-لقد تمت قسمة السور الـ 60 بين نصفي القرآن :
33 سورة في النصف الأول ، و 27 في النصف الثاني ، بفارق 6 بين العددين .
السؤال : هل يمكن قسمة العدد 60 إلى عددين مجموعهما 60 والفرق بينهما 6 ، غير العددين 33 و 27 ؟
الجواب : لا .

-لقد تمت قسمة العدد 54 بين نصفي القرآن ، 24 في النصف الأول ، و 30 في النصف الثاني . والسؤال : هل يمكن قسمة العدد 54 إلى عددين مجموعهما 54 والفرق بينهما 6 غير العددين 24 و 30 ؟
الجواب : لا .

-السؤال : هل يمكن قسمة العدد 114 إلى عددين الفرق بينهما 6 ، ويسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 ؟ غير العددين 60 و 54 ؟
الجواب : لا .

يمكن قسمة العدد 114 إلى عددين يسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 ، ولكن لا يمكن أن يكون الفرق بين العددين 6 .
توضيح :
يمكن قسمة العدد 114 إلى 62 و 52 ، عددان يسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 ( 62 : 28 و 34 ) ، ( 52 : 23 و 29 ) ولكن الفرق بين العددين 62 و 52 هو 10 .
ويمكن قسمة العدد 114 إلى العددين 64 و 50 ، وهما عددان يسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 ، إلا أن الفرق بين العددين هو 14 .
ويمكن قسمة العدد 114 إلى العددين 66 و 48 ، وهما عددان يسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 ، إلا أن الفرق بين العددين هو 18 .
وهكذا ...

النتيجة : إن من أهم خصائص العددين 60 و 54 أن الفرق بينهما 6 ، وأنهما يسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 . وهي ميزة ينفردان بها عن أي عددين مجموعهما 114 .

والسؤال الآن : هل من الصعب أن نفهم لماذا تمت قسمة سور القرآن إلى 60 سورة زوجية الآيات و 54 سورة فردية الآيات ؟ ولماذا لم تكن 62 و 52 مثلا ؟

إذا تأملنا أرقام العدد 114 عدد سور القرآن ، نلاحظ أن مجموعها هو 6 .
ومن المعلوم لدينا أن عدد أيام خلق الكون هو 6 " في ستة أيام "
كما أن العدد 6 هو أول عدد تام بلغة الرياضيات الحديثة .(عوامله : 1 ، 2 ، 3 ) .
ومن العجيب أن العدد 6 يأتي في أول وآخر العدد 6236 عدد آيات القرآن ، يتوسطهما العدد 23 المرتبط بمدة نزول القرآن .

الخلاصة :

يمكن قسمة العدد 114 إلى عددين مجموعهما 114 ويسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 :
أولهما 10و104 ، ثم 12و102 ، ثم 14 و 100 ، ثم 16و 98 .. وهكذا بزيادة 2 في كل مرة .. إلى أن نصل إلى العددين 56 و 58 ..
وسيكون من بين هذه المجموعات العددان 60 و 54 .. هذان العددان ينفردان بميزتين لا تتوفر أي منهما في أي مجموعة أخرى ، وقد ذكرنا في هذه المقالة واحدة منهما ..
 
التعديل الأخير:
مقال في هذا المنتدى الكريم أثار جدلاً لا يزال قائماً. وهو بعنوان:(الإعجاز العددي يبحث عنه المسيحيون أيضا في إنجيلهم). ولا يهمني هنا أن نقبل فكرة الإعجاز العددي أو نرفضها، وإنما تقلقني منهجية البعض في الاستدلال سلباً أو إيجاباً. ويصبح الأمر مستحقاً للاهتمام عندما نجد أن هذه المنهجية عند بعض الفضلاء من أهل العلم الذين يستمع إليهم الناس ليأخذوا عنهم.
في مداخلة لبعض الأخوة على العنوان المشار إليه وجدت روابط لمحاضرة للشيخ الفاضل خالد بن عثمان السبت في موقع طريق الإسلام مؤرخة عام 2004م، ولقاء عبر المذياع بتاريخ 2008م ولا تختلف المحاضرة عن اللقاء في شيء كثير. وقد دهشت مستغرباً للمنهجية التي التي ينتهجها الشيخ الفاضل، ووجدت من المناسب أن أكتب هذه الملاحظات لعلمي أن هذا المنهج له حضور عند بعض أهل العلم. وقد رأيت للفائدة أن أكرر هذا المقال في المداخلات على العنوان المطروح.
1. يستفيض الشيخ الكريم في الكلام عن اهتمام السلف بالقرآن الكريم وإحصاء كلماته وحروفه ونقطه وآياته وأجزائه وأعشاره والمتصل من كلماته والمنفصل.....ثم يصدمك بتساؤله مستغرباً أن يتفننوا كل هذا التفنن في العد والاحصاء والاستقصاء ثم هم لم يصلوا إلى النتائج التي يزعمها القائلين بالإعجاز العددي، نعم أحصوا مثل هذا الإحصاء ولم يصلوا؟!!!! وهو بهذا يستدل على بطلان الزعم بوجود الإعجاز العددي.
أفهم أن يكون الصحابة خير أمة، وأفهم أن يسبقوا في فهم العربية، وأفهم أن يسبقوا في فهم الأحكام الشرعية... ولكن ما علاقتهم بالإحصاء العددي وعلم الرياضيات. ولعل البعض بهذا القول يزعم لهم عصمة أئمة الشيعة، بل لعلهم يحيطون ــ والعياذ بالله ــ بكل شيء علما.
2. أصحاب القول بالإعجاز العددي يقولون بأن القرآن الكريم 114 سورة، ولكن هذا عند الشيخ أمر مختلف فيه فكيف يستندون إلى أمر مختلف فيه في بحوثهم؟! رحماك يا الله، هل يصل بنا الأمر من أجل دحض فكرة ما أن ننقض على بدهيات المسلمين؟!! والعلماء يقولون أجمع من يعتد بإجماعهم على أن سور القرآن 114 سورة. ولم يقولوا:"يعتد بإجماعهم" إلا لعلمهم بوجود أقوال لا يعتد بها.
3. يستعرض الشيخ أمثلة ليبين لنا سخف وتهافت القول بالإعجاز العددي فيختار الأمثلة المتهافتة ولعله لم يجد غيرها، ومنها أمثلة من كتاب الدكتور عبد الرزاق نوفل رحمه الله، وما درى أن هذه بدايات غير ناضجة كانت قبل سنوات طويلة وأن الأمر الآن يختلف، كما هو الأمر في كل العلم تبدأ الملاحظات غير ناضجة.
4. يتحدث الشيخ طويلاً عن الكلمات المتصلة(بئسما) والمنفصلة (بئس ما) وضرورة معرفة ذلك والتزامه وعلى الرغم من ذلك يجعل هذا الأمر في سياق رده على القائلين بالإعجاز العددي الذين يستندون في بحوثهم على الرسم العثماني!!!
5. يصرح بأن فلان من الناس اعتمد في بحثه العددي على المصحف الإمام ثم يقول الشيخ:" لا يصلح الاعتماد عليه" لماذا يا شيخنا؟! أقول كما يقول: لأن هناك عدة قراءات تؤدي إلى اختلاف في رسم الكلمات والحروف. وهنا نقول: القراءة التي اعتمدها المصحف الإمام الذي ذكرته هل هي متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فإن كان الجواب هي كذلك. نقول: ألا يكفينا هذا لإجراء البحوث؟! وما ضرورة أن يكون بحثنا الآن في كل القراءات؟!! وإذا أقررنا بأن القراءات تختلف في المعنى أحياناً فما المانع أن تختلف وجوه الإعجاز العددي؟ هل قمتم ببحوثكم في باقي القراءات ثم أصدرتم حكمكم بخلو المصاحف من إعجاز عددي متعدد الجوانب أم ماذا؟!!
6. يقول الشيخ بأن الرسم العثماني ليس بتوقيفي وكذلك ترتيب السور. ونحن نقول: لماذا الجزم هكذا، أما كان يجدر بنا أن نقول للناس إن جمهور العلماء يذهبون إلى القول بأن الرسم توقيفي وكذلك ترتيب السور، وأن هؤلاء الذين يبحثون في العدد القرآني يعتمدون قول الجمهور؟! وإذا كنا لا نوافق الجمهور في أقوالهم فلنقل للناس إننا نخالف الجمهور لأن أدلتهم لا تثبت التوقيف في الرسم والترتيب. ونقول جدلاً: لنفترض أن أصحاب بحوث الإعجاز العددي استطاعوا أن يقيموا الحجة على المخالفين ألا يصلح ذلك مرجحاً عند الاختلاف لامتناع الصدفة؟!
7. يضرب الشيخ مثالاً على تهافت حساب الكلمات فيتساءل كيف يحسبون كلمة مثل (تعملونها) كلمة واحدة؟!! والعجيب أنه هو نفسه الذي تحدث في المقام نفسه عن الكلمات المفصولة والموصولة مثل بئسما وبئس ما. ونحن نقول للشيخ الفاضل إنهم يحسبون الكلمات كما ترسم في المصحف وكما تكتبها أنت عند الطباعة مستخدماً الآلة الكاتبة. أو كما تكتبها بخط يدك. ألا يكفي أن تكون قاعدة مضطردة ينتج عنها نتائج تقول نظرية الاحتمالات التي ندرّسها للطلبة في مادة الرياضيات بعدم امكانية حصولها صدفة؟!
8. يلوم الشيخ السبت الدكتور عبد الرزاق نوفل كيف يحصي لفظة الملائكة وتكررها في القرآن 88 مرة ولا يحصي معها لفظة جبريل ولفظة شديد القوى ولفظة الصافات!!!! ما هذا ياشيخنا الكريم؟!! إننا ندرك ونقدّر صدقك وحرصك ولكن لا بد من منهجية سوية بعيداً عن كل ما يدعو إليه التحامل.
9. الشيخ يقول إن لفظة (بسم) أربعة حروف!!!! وأصحاب البحوث العددية يصيحون ليل نهار قائلين إننا نتعامل مع الرسم!!! ألا يستحقون منا الاحترام فنخاطبهم بما يفيد ويصحح النهج!!!
10. القرآن كتاب هداية وليس كتاب أعداد. هذا ما يقوله الكثيرون ومنهم الشيخ يقول:" نترك المعنى ونشتغل بعد الحروف؟!!!". ونحن بدورنا نقول: كل من يشتغل بعلوم الإعجاز يحيد عن الجادة لأن القرآن كتاب هداية وعمل، فهل يصح مثل هذا القول؟!!! ماذا يبقى من الهداية والعمل إذا لم تقم الحجة ويوضح البرهان؟!! بل إن هذا أشرف علم، لأن ما سواه يستند إليه.
 
أما ما ذكره الأخ أبوعمرو، فليس ذنبا أن يفتح العنوان شهية الراغبين في مناقشة الموضوع هجوما ودفاعا :)

وأرجو ألا يخرج الحوار عن إطاره العلمي البحت.

وفي الحقيقة لم أدخل في هذا الحوار إلا عرضا. فهو بصدق لا يندرج ضمن اهتماماتي البحثية حاليا.

وكنت قد راسلت د. عبد الله جلغوم على الخاص، منذ مدة معتذرا عن عدم مواصلة الحوار معه في الفترة الحالية، مع وعد باستكمال الحديث حول هذا الموضوع حين أفرغ من مشاغلي بإذن الله. وسأكتفي حاليا بمجرد قراءة ما ينشر في المنتدى من بحوث.
 
[align=center]الحقيقة العددية التالية ، وهي من واقع المصحف ، تتحدى القائلين بأن ترتيب سور القرآن اجتهادي ، ورافضي الاعجاز العددي جملة وتفصيلا .. وأنا أدعوهم هنا لتفسير هذه الظاهرة . [/align]


[align=center]روائع الترتيب في القرآن الكريم
( 7 )
إعجاز عددي محكم في العددين 60 و 54[/align]



- عرفنا أن عدد سور القرآن زوجية الآيات هو 60 ، وعدد السور فردية الآيات هو 54 . السؤال الذي نود طرحه هنا :
هل يمكن قسمة العدد 114 عدد سور القرآن الكريم إلى عددين ، مجموعهما 114 والفرق بينهما 6 ، وقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 أيضا ، غير العددين 60 و 54 ؟
الجواب : لا .
[align=center]كيف نفسر قسمة سور القرآن إلى هذين العددين دون سواهما ؟ [/align]

-لقد تمت قسمة السور الـ 60 بين نصفي القرآن :
33 سورة في النصف الأول ، و 27 في النصف الثاني ، بفارق 6 بين العددين .
السؤال : هل يمكن قسمة العدد 60 إلى عددين مجموعهما 60 والفرق بينهما 6 ، غير العددين 33 و 27 ؟
الجواب : لا .
[align=center]كيف نفسر قسمة سور القرآن زوجية الآيات إلى هذين العددين دون سواهما ؟ [/align]

-لقد تمت قسمة العدد 54 بين نصفي القرآن ، 24 في النصف الأول ، و 30 في النصف الثاني . والسؤال : هل يمكن قسمة العدد 54 إلى عددين مجموعهما 54 والفرق بينهما 6 غير العددين 24 و 30 ؟
الجواب : لا .

[align=center]كيف نفسر قسمة سور القرآن فردية الآيات إلى هذين العددين دون سواهما ؟ [/align]

السؤال : هل يمكن قسمة العدد 114 إلى عددين الفرق بينهما 6 ، ويسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 ؟ غير العددين 60 و 54 ؟
الجواب : لا .

يمكن قسمة العدد 114 إلى عددين ( أ + ب ) يسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 ، ولكن لا يمكن أن يكون الفرق بين العددين ( أ + ب ) 6 ، باستثناء العددين 60 و 54 .
توضيح :
يمكن قسمة العدد 114 إلى 62 و 52 ، عددان يسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 ( 62 : 28 و 34 ) ، ( 52 : 23 و 29 ) ولكن الفرق بين العددين 62 و 52 هو 10 .
ويمكن قسمة العدد 114 إلى العددين 64 و 50 ، وهما عددان يسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 ( 64 : 29 و 35 ) ، ( 50 : 22 و 28 ) إلا أن الفرق بين العددين 64 و 50 هو 14 .
ويمكن قسمة العدد 114 إلى العددين 66 و 48 ، وهما عددان يسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 ، إلا أن الفرق بين العددين 66 و 48 هو 18 .
وهكذا ...

النتيجة : إن من أهم خصائص العددين 60 و 54 أن الفرق بينهما 6 ، وأنهما يسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 .( 60 : 27 و 33 ) ،
( 54 : 24 و 30 ) وهي ميزة ينفردان بها عن أي عددين مجموعهما 114 .
وهي القسمة المعتبرة في المصحف الذي بين أيدينا .

والسؤال الآن : هل من الصعب أن نفهم لماذا تمت قسمة سور القرآن إلى 60 سورة زوجية الآيات و 54 سورة فردية الآيات ؟ ولماذا لم تكن 62 و 52 مثلا ؟

إذا تأملنا أرقام العدد 114 عدد سور القرآن ، نلاحظ أن مجموعها هو 6 .
ومن المعلوم لدينا أن عدد أيام خلق الكون هو 6 " في ستة أيام "
كما أن العدد 6 هو أول عدد تام بلغة الرياضيات الحديثة .(عوامله : 1 ، 2 ، 3 ) .
ومن العجيب أن العدد 6 يأتي في أول وآخر العدد 6236 عدد آيات القرآن ، يتوسطهما العدد 23 المرتبط بمدة نزول القرآن .
كما أن العدد 6555 الذي هو مجموع الأرقام المتسلسلة من 1 – 114 ( وهي الأرقام الدالة على ترتيب سور القرآن ) يتألف من 19 مجموعة ، تتألف كل منها من 6 أعداد مجموعها 345 .
( لمعرفة هذه المجموعات : نجمع الأرقام الثلاثة الأولى في سلسلة الأعداد من 1-114 ، والأرقام الثلاثة الأخيرة :
المجموعة الأولى : 1 + 2 + 3 + 114 + 113 + 112 = 345 .
المجموعة الثانية : 4 + 5 + 6 + 111 + 110 + 109 = 345 ..... وهكذا ).

الخلاصة :
يمكن قسمة العدد 114 إلى عددين مجموعهما 114 ويسمحان بقسمة كل منهما إلى عددين الفرق بينهما 6 :
أولهما 10و104 ، ثم 12و102 ، ثم 14 و 100 ، ثم 16و 98 .. وهكذا بزيادة 2 في كل مرة .. إلى أن نصل إلى العددين 56 و 58 ..
وسيكون من بين هذه المجموعات العددان 60 و 54 .. هذان العددان ينفردان بميزتين لا تتوفر أي منهما في أي مجموعة أخرى ، وهما العددان اللذين تمت قسمة سور القرآن إليهما ، وقد ذكرنا في هذه المقالة واحدة منهما ..

وقد ترتب على هذه القسمة أن تكون :
نسبة الفرق بين سور القرآن زوجية الآيات وسور القرآن فردية الآيات إلى عدد سور القرآن هي : 1 إلى 19 ، وهي نفس نسبة الفرق بين مجموع تراتيب السور زوجية الآيات ، والسور فردية الآيات ، إلى مجموع أرقام ترتيب سور القرآن .

[align=center]كيف نفسر التماثل في النسبة : 1 إلى 19 . [/align]

[ ملاحظة : جانب من هذا الاكتشاف - والمعزز بآخر - يعود الفضل فيه لأخت فاضلة من الإمارات ، لا ترغب بذكر اسمها ]
 
التعديل الأخير:
الأخوان الفاضلان
الأخ العبادي كان قد طلب مثالا ، وفي كلامه نبرة التحدي
الأخ شهاب الدين ( ناقد الأوهام ) ينكر الإعجاز العددي جملة وتفصيلا

وبينهما عدد من المترددين والحائرين

ها قد جئتكم بمثال ، فأرونا حفظكم الله ، ما الذي ترفضونه ؟ وأعينونا على رؤية تلك الأوهام ، فإن لم تفعلوا فأنا ادعوكم للتخلص من أوهامكم ، ..
 
[align=center]روائع الترتيب في القرآن الكريم
( 8 )
من مظاهر الإعجاز العددي في سورة مريم : [/align]


من مظاهر الإعجاز العددي في سورة مريم (سورة مريم هي السورة رقم 19 في ترتيب المصحف ، بينما تأخذ رقم الترتيب 10 باعتبار سور الفواتح مما يعني أنها تخلف وراءها عددا من السور محدد بالرقم 19 أيضا ) هو : ورود لفظ " الرحمن " فيها 16 مرة ، وهو أكبر عدد من المرات يرد في سورة واحدة ..
ليست مصادفة أن يرد هذا العدد من المرات في سورة مريم .

هذه الظاهرة ( عدد مرات ورود لفظ " الرحمن " حقيقة لا مجال للتشكيك فيها ، وهي واحدة في جميع الروايات والقراءات ) .

والآن لنتأمل واحدة من أجمل روائع الترتيب في القرآن :
1- ورد لفظ " الرحمن " في 18 سورة من بين سور القرآن ، وهذا يعني أن عدد سور القرآن التي لم يرد فيها هو 96 . ( 18 + 96 = 114 ) .حقيقة لا مجال للتشكيك فيها .

2- ورد لفظ " الرحمن " في سورة مريم 16 مرة ، هذا العدد إذا جمع مع عدد آيات سورة مريم البالغة 98 آية ، فناتج الجمع هو 114 عدد سور القرآن . وهذه هي الإشارة الأولى الناتجة عن ورود عدد من المرات محدد بـ 16 وليس 17 مثلا .

3- أين وردت هذه المرات ؟ هل جاء ورودها في السورة بصورة عشوائية ؟ أم أنها
وردت في مواقع محسوبة ومدبرة ومخطط لها ؟
الجواب : أول مرة لورود لفظ " الرحمن " في سورة مريم جاء في الآية رقم 18 ، فأما آخر مرة ، فقد جاءت في الآية رقم 96 ..
هل نسيتم هذين العددين ؟ إذن سأذكركم بهما :
العدد 18 هو عدد سور القرآن التي ورد فيها لفظ الرحمن .
العدد 96 هو عدد السور التي لم يرد فيها .
ولا بأس أن أذكركم أيضا أن مجموع العددين ( موقعي ترتيب الآيتين ) هو 114 وهذا هو عدد سور القرآن الكريم .
أليس هذا هو عين الإعجاز ؟
أي عاقل سيفسر هذا الإحكام بمصادفة ، والزعم أن في كتب البشر ما هو أدق وأروع منه ( هذا ما قاله البعض لي ) .

4- وليس هذا هو كل الإعجاز في موقعي الآيتين ، إذا تأملنا موقعي الآية رقم 18 ، حيث ورد لفظ الرحمن أول مرة ، نلاحظ أن عدد الآيات التي قبلها هو 17 . فإذا تأملنا موقع الآية رقم 96 ، حيث ورد لفظ الرحمن آخر مرة ، نلاحظ أن عدد الآيات بعدها هو : 2 .
أين وجه الإعجاز هنا ؟
إن مجموع العددين 17 + 2 = 19 . العدد 19 هو رقم ترتيب سورة مريم .
أليس هذا هو عين الإعجاز ؟ أما زال هناك من يصر على وجود مثل هذا في كتب البشر ، وفي ما اكتبه أنا وأنتم ؟ ( هكذا يقول بعضهم ) .

5-وليس هذا هو كل الإعجاز العددي في موقعي هاتين الآيتين . إذا أحصينا عدد كلمات الآية رقم 18 ، سنجدها 8 . فإذا أحصينا عدد كلمات الآية رقم 96 ، سنجدها 9 .
ما وجه الإعجاز العددي هنا ؟
هذا الرقمان يؤلفان العدد 98 . وهذا هو عدد آيات سورة مريم .
وهكذا نلاحظ في موقعي الآيتين :
- إشارة إلى عدد سور القرآن ( 18 + 96 = 114 )
- إشارة إلى عدد سور القرآن التي ورد فيها لفظ الرحمن ، والتي لم يرد ( 18 ، 96 ) .
- إشارة إلى رقم ترتيب سورة مريم .( 17 + 2 )
- إشارة إلى عدد آيات سورة مريم . ( 8 ، 9 )
هل هذا هو كل شيء ؟ لا ، فمازال هناك الكثير .

( ملاحظة : إذا كان البعض يصر على عناده ، ورفضه لرؤية الحقيقة ، فمن دواعي سروري أن أحدهم قد بعث إلي برسالة يقول فيها : أنه قد استفاد كثيرا من هذه الملاحظات ، وكانت منطلقه في بحث له عن الإعجاز العددي ، زاخر بالاكتشافات الجديدة )
 
[align=center]روائع الترتيب في القرآن الكريم
( 9)
مواقع ترتيب سور القرآن :
[/align]
عرفنا أن عدد سور القرآن زوجية الآيات 60 سورة وعدد السور فردية الآيات 54 سورة .
السؤال الآن : ما المواقع التي رتبت فيها هذه السور في المصحف ؟

الجواب : من المعلوم أن عدد سور القرآن 114 سورة ,معنى ذلك أن كل سورة من سور القرآن تحمل واحدا من الأرقام 1- 114 رقما دالا على موقع ترتيبها .
إن مجموع هذه الأرقام الـ 114 هو 6555 ( 1 + 2 + 3 + 4 ... + 114 = 6555 ) هذا العدد يساوي : 19× 345 .
( 9 + 10 ) × 345 .

والآن لنتأمل واحدة من روائع القرآن في ترتيبه :
إن حاصل ضرب الرقم 9 ( وهو العدد الفردي في العدد 19 ) في 345 = 3105 .ما سر هذا العدد ؟ إنه مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب السور فردية الآيات في القرآن كله وعددها كما مر 54 سورة .

وإن حاصل ضرب الرقم 10 ( وهو العدد الزوجي في العدد 19 ) في 345 = 3450
ما سر هذا العدد ؟ إنه مجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور زوجية الآيات في القرآن وعددها 60 سورة .

أليس هذا دليلا على أن ترتيب سور القرآن هو ترتيب توقيفي ؟ وهل من تفسير آخر ؟

ولنتأمل الآن الآية رقم 30 سورة المدثر . إنها الآية التي تذكر العدد 19 ، وهي قوله تعالى " عليها تسعة عشر " .
إذا كتبنا تحت كل كلمة من كلمات الآية الثلاث عدد حروفها ، فالعدد الناتج لدينا هو 345 . نلاحظ إشارة واضحة إلى العدد 6555 الذي هو مجموع أرقام سور القرآن البالغة 114 سورة .
الآية التي تذكر العدد 19
ترسم حروفها العدد 345 ..

أبعد كل هذا ، يجوز أن يطلع علينا من يقول إن عدد سور القرآن 112 أو 116 أو 113 ؟ أو من يصف هذه الحقائق بالأوهام ؟
هذا هو المصحف بين أيدينا جميعا ، اسألوه : سيقول لكم ، نعم هذه الأعداد صحيحة ولا مجال لإنكارها او التشكيك فيها ، وإن كنتم من محبي القرآن والمدافعين عن حماه ، فلا يليق أن تصفوها بالأوهام ،لسبب بسيط ، لأنها حقا حقائق .
 
عودة
أعلى