عبد العزيز الرويلي
New member
- إنضم
- 03/02/2008
- المشاركات
- 180
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 18
- الإقامة
- بلاد الحرمين
- الموقع الالكتروني
- www.alukah.net
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أود من جميع الإخوة أن نبذل الجهود بذكر إعجاز القرآن الكريم
فكثير منا قد يقف على معاني عظيمة ولكنه قد ينساها
وأنا في هذا الموضوع أطلب من الإخوة المشرفين تثبيت هذا الموضوع ليكون مرجعا للإخوة في الإعجاز البياني
فكل خاطرة وفائدة تمر عليك فكتبها هنا لكي نستفيد من بعضنا البعض ؟
وإليكم هذا الموضوع للفائدة ........
( الدكتور السامرائي- إبداع لا حدود )
و( الدكتور السامرائي- إبداع لا حدود ) اسم مقال كتبه أحد المعجبين بالدكتور السامرائي وبعلمه في جريدة ( الجمهورية - نت ) ، وتسابق مريدوه ومحبوه في نشره في أكثر من موقع على الشبكة العنكبوتية ، وفي هذا المقال يشيد الكاتب بعلم السامرائي ، وبإبداعه الذي لا حدود له ، والذي تجلى في مؤلفاته ، فأتى فيها بما لم يستطعه الأوائل ؛ وذلك بعد رحلته من الإلحاد إلى الإيمان ، وهذا هو نصُّ المقال :
الدكتور السامرائي
إبــــداع بـــلا حــــدود
بقلم: عبد الحفيظ العمري في الأحد 13 سبتمبر- أيلول 2009 04:41:48 م
بداية الرحلة :
يقول الدكتور السامرائي في بداية رحلته :" كنت أسمع من يقول : إن القرآن معجز ، وإنه أعلى كلام ، وإنه لا يمكن مجاراته ، أو مداناته .. وكنت أرى في هذا غلوًّا ومبالغة دفع القائلين به حماسهم الديني ، وتعصبهم للعقيدة التي يحملونها ، وكنت أقرأ التعليلات التي يستدل بها أصحابها على سمو هذا التعبير ؛ كارتباط الآيات ببعضها ، وارتباط فواتح السور بخواتيمها ، وارتباط السور ببعضها البعض ، واختيار الألفاظ دون مرادفاتها ، ونحو ذلك ، فلا أراها علمية وأجد كثيرًا منها متكلفًا ، وكنت أقول : إنه لو كان التعبير غير ذلك ، لعلَّلوه أيضًا ؛ فإن الإنسان لا يعدم تعليلاً لما يريد " ؛ لكن تخصصه الأكاديمي- كحامل درجة دكتوراه في اللغة العربية- دفعه لأن يدرس النص القرآني بنفسه ، وبدأ في الفحص والتدقيق فحصًا دقيقًا ، فخلص الدكتور السامرائي إلى أن التعبير القرآني تعبير فني مقصود " حُسِبَ لكل كلمة فيه حسابها ، بل لكل حرف ، بل لكل حركة " ، فانتهى إلى مسلمة لا جدال فيها ، وهي :" أن القرآن لا يمكن أن يكون من كلام البشر ، وأن الخلق أولهم وآخرهم ، لو اجتمعوا على أن يفعلوا مثل ذلك ، ما قدروا ولا قاربوا " ، فجاءت كتبه توضيحًا للعامة قبل الخاصة لهذه المسلمة التي خلص إليها ؛ " لأن الناس ليس لديهم اطلاع على المسلمات اللغوية ، وليس لديهم معرفة بأحكام اللغة وأسرارها ، ومن الصعب أن يهتدي هؤلاء إلى أمثال هذه المواطن من غير دليل يأخذ بأيديهم يدلّهم على موطن الفن والجمال ، ويبصرهم بأسرار التعبير ، ويوضح ذلك بأمثلة يعونها ويفهمونها " ، فكانت كتب الدكتور السامرائي ذلك الدليل .. لكن على ما اعتمد الدكتور السامرائي لذلك التبسيط والتطويع من أصول وقواعد ؟
مدد التراث :
لا ريب أن كتب التراث التي حاولت سبر أغوار التعبير القرآني هي الزاد الأساسي لأي قارئ ومتبحر في لغة القرآن الكريم ، فكان للدكتور السامرائي نصيب كبير منها ، وقد أجاب مرة عن مراجعه بأنها لا تتعدى كتب علوم القرآن ، من البرهان للزركشي ، والإتقان للسيوطي ، وبدائع الفوائد لابن القيم ، وكتب المتشابهات كملاك التأويل ، والبرهان في متشابه القرآن ، ودرة التنزيل ، إلى جانب عدد من كتب التفسير ، ولعل أهمها الكشاف للزمخشري ( رسالة الدكتوراه للسامرائي ، بعنوان الدراسات النحوية واللغوية عند الزمخشري عام 1968م ) ، وتفسير الرازي ، وغيرها من التفاسير . وكثيرًا ما يستشهد بقول الرازي :" أن القرآن كالسورة الواحدة لاتصاله بعضه ببعض ، بل هو كالآية الواحدة " . ومن هنا بدأ يرسي قواعده في تعليل أساليب البلاغة القرآنية من تقديم وتأخير ، وجمع وإفراد .. وغيرها ، فما هذه القواعد ؟
تأصيل السياق :
يُعوِّل الدكتور السامرائي بكثرة على أثر السياق في اختيار اللفظ القرآني في ذلك الموضع عن غيره ، والمجيء بذلك الأسلوب عن غيره ؛ إذ يحتل السياق الجزء الأكبر في أغلب كتبه وتعليلاته ، ولست مبالغًا إذا قلت : إن الدكتور السامرائي قد أعطى للسياق الصدارة في كل شيء ، ونجد هذا في مواضع شتى من كتبه ؛ ومن هذه المواضع :
1- تعليل البنية : وهو استعمال الفعل والاسم ؛ فمن ذلك قوله تعالى :( ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ) (الأنعام: 131) ، وقوله :( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) (هود: 11) ، فقد جاء في الآية الأولى بالصيغة الاسمية ( مهلك ) ، والثانية بالصيغة الفعلية ( ليهلك ) ؛ وذلك أن الآية الأولى في سياق مشهد من مشاهد يوم القيامة ، عمَّا كان في الدنيا ، في حين الكلام في سورة هود على هذه الحياة الدنيا وشؤونها ، وذكر سنة الله في الأمم . ثم ذهب يقارن بين آيات كل سياق ؛ ليثبت ما ذهب إليه مسبقًا .
2- ومن ذلك تعليل التقديم والتأخير ، والذكر والحذف ، والتوكيد ، والتشابه والاختلاف ، وفواصل الآيات وغيرها ، ويمكن مراجعة ذلك في كتابه الشهير التعبير القرآني ؛ بل وسار على هذا الدرب في كتبه الأخرى ؛ كمعاني الأبنية ، ولمسات بيانية .
3- المقارنة بين القصص القرآنية : يعقد الدكتور السامرائي جدول مقارنة بين مواضع القصص القرآنية المتشابهة ، في محاولة لتقريب المواضع المشتركة في القصة الواحدة ، والمذكورة في مواضع متفرقة ؛ لأنه يرى أن القرآن " لا يذكر القصة على صورة واحدة ؛ بل يذكر في موطن ما يطوي ذكره في موطن آخر ، ويفصّل في موطن ما يوجزه في موطن آخر ، ويقدم في موطن ما يؤخره في موطن آخر ؛ بل تراه أحيانًا يغير في التعبيرات ونظم الكلام تغييرًا لا يخل بالمعنى ، كل ذلك يفعله حسب ما يقتضيه السياق ، وما يتطلبه المقام ؛ وذلك في حشد فني عظيم " .
وقد جاء في كتابه ( التعبير القرآني ) مقارنة لقصة أبينا آدم عليه السلام ، في سورتي البقرة والأعراف ، فيرى الدكتور السامرائي في سورة البقرة أن القصة " مبنية على هذين الركنين : تكريم آدم ، وتكريم العلم ، وكل ما فيها من ألفاظ ومواقف إنما هي مبنية على هذا التكريم ، في حين أن القصة نفسها في سورة الأعراف جاءت " في سياق العقوبات وإهلاك الأمم الظالمة من بني آدم ، وفي سياق غضب الرب سبحانه ؛ ولذلك بنيت كل قصة على ما جاء في سياقها " . ثم ذهب إلى عقد المقارنة المطولة بين آيات كل سورة للقصة نفسها ، ومثل ذلك نفس القصة بين سورتي : ص ، والحجر ، ومن ثم قصة موسى عليه السلام في سورتي : البقرة والأعراف ، ومن ثم سورتي : الأعراف والشعراء .
كل هذا في مقارنة مبتكرة ربما استسقى فكرتها من كتب التشابهات ؛ كدرة التنزيل ، أو البرهان لكرماني ؛ لكن الدكتور السامرائي وسّع الأمر ، فشمل أغلب الآيات المتشابهات في القرآن الكريم ، سواء في القصة ، أو في غير ذلك بتوظيف النحو وأدواته ، والسياق جوهر هذه المقارنات ، ولعل فصل السمة التعبيرية للسياق في كتاب التعبير القرآني يبدي الأمر هذا بوضوح .
الأداة النحوية والصرفية :
لعل استخدام النحو وأدواته يعود لتبحّر الدكتور السامرائي في النحو ، وكيف لا ، وهو صاحب كتاب ( معاني النحو ) في أربعة أجزاء ، شرح فيه معنى النحو ، لا قواعده مستعينًا بآراء البلاغيين الذين سبقوه ، ولعل نظرية النظم للجرجاني كانت حاضرة بقوة في كتاب الدكتور السامرائي ، فكانت الدلالات البلاغية للأساليب النحوية ، وهو أمر لم يسبقه أحد إلى مثل هذا التنظير ، فأعطى لقارئ الكتاب ثروة كبيرة حول أدوات النحو ووظائفها البلاغية ؛ ومن ذلك المقارنة بين قوله تعالى :( وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) (الجمعة: 7) ، وقوله تعالى :( وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) (البقرة: 95) " فالكلام في الآية الثانية على الآخرة ( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ ) ، والدار الآخرة استقبال ، فنفى بـ( لن ) ؛ إذ هو حرف خاص بالاستقبال . وأما الكلام في الآية الأولى فهو عام ، لا يختص بزمن دون زمن ( إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ ) ؛ فهذا أمر مطلق ، فنفى بـ( لا ) ، وهو حرف يفيد الإطلاق والعموم ، التي حرف إطلاق ، وهو الألف ، وفي الآية الثانية للاستقبال ، وهو زمن مقيد نفاه بـ( لن ) التي آخرها حرف مقيد ، وهو النون الساكنة ، وهو تناظر فني جميل " ، وغيرها من المواضع والتعاملات مع الأداة النحوية .
أما الأبنية فقد أفرد لها الدكتور السامرائي كتابًا ، هو ( معاني الأبنية في العربية ) ، وسبب ذلك كما يقول :" إن اللغويين القدامى ، ويا للأسف ، لم يولوه ما يستحق من الأهمية ، فإنهم نظروا بصورة خاصة في شروط الصيغ ، ومقيسها ومسموعها ، وقعدّوا لذلك القواعد . أما مسألة المعنى فإنهم كانوا يمرون بها عرضًا ، وكانت دراساتهم في الأكثر منصبة على كيفية صوغ البناء ، وهل هو مسموع ، أو مقيس مجردًا من المعنى ؟
فجاء الكتاب مناقشًا لأشهر هذه الأبنية ؛ كالاسم والفعل والمصادر ، واسمي الزمان والمكان ، واسمي الفاعل والمفعول ، ومبالغاتهما ، والجموع وأنواعها ، وغير ذلك . أما كيفية إدراك الدكتور السامرائي إلى المعنى المفقود فعن " طريق النظر والموازنة بين النصوص في استعمال الصيغ ، وهذا النظر قائم على الاستعمال القرآني أولاً ، وقائم على دراسة الضوابط العامة والأصول التي وصفها علماء اللغة ، وعلى المعاني التي يفسرون بها المفردات والأبنية " ؛ ومن ذلك استعمال ( الإخوة ، والإخوان ) ؛ فالإخوة جمع قلة ، والإخوان جمع كثرة ، وأكثر ما تستعمل ( الإخوة ) في أخوة النسب ؛ كقوله تعالى :( وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ ) (يوسف: 58) ، وقوله :( فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ ) النساء11، ووردت كلمة ( الإخوان ) في اثنين وعشرين موطنًا في كتاب الله ، منها ما هو بمعنى الأصدقاء ؛ كقوله تعالى :( وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ) (ق: 13) ، وقوله : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا ) (الحجر: 47) ، ومنها ما هو بمعنى النسب ؛ نحو قوله تعالى :( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ ) (النور: 31) ، و( لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ ) (الأحزاب: 55) ، و( وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ) (النور: 61) . وسبب ذلك أن كل ما ورد من ( إخوان ) بمعنى ( الأخ ) في النسب ، فالخطاب فيه لعموم المؤمنين ، وليس لواحد منهم ، فاقتضى المقام الكثرة ، فجاء بصيغة ( إخوان ) الدالة على الكثرة بدل ( إخوة ) ، والتي هي للقلة " . ( انظر مقال : الأخ والإخوة والإخوان )
ومن ذلك أيضًا ( ضُعفاء وضِعاف ) جمع :( ضعيف ) ، و( كبراء وكبار ) جمع :( كبير ) ، و( أشداء وشداد ) جمع :( شديد ) ، فما الفرق بينهما ؟ الذي يبدو لي أن ( فُعلاء ) يكاد يختص بالأمور المعنوية ، و( فِعالاً ) بالأمور المادية ، فالثقلاء لمن فيهم ثقل الروح ، والثقال للثقل المادي ، والكبراء هم السادة والرؤساء ، والكبار كبار الأجسام والأعمار ، والضعفاء هم المستضعفون من الأتباع والعوام وهو من الضعف المعنوي . أما الضعاف فللضعف المادي ؛ ومنه قوله تعالى :( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) (الفتح: 29) ، فقابل بين الشدة والرحمة ، وهما أمران معنويان . وقال تعالى :( عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ ) (التحريم: 6) ، والذي يبدو أنهم شداد الأجسام ضخامها ؛ كما قال تعالى :( وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ) (النبأ: 12) " .
هذا هو إبداع الدكتور السامرائي مع هذا الكتاب العزيز رحلة عمر شائقة ، استخرج هذا العالم من القرآن كنوزًا عزَّت عن كثير ، ولفت أنظار الناس إلى بلاغة القرآن الكريم في زمان انشغل الناس بزخرفة المصحف دون إدراك مدلولات آياته ، وحسب الدكتور السامرائي هذا الجهد » .