السؤال الحقيقي والذي لا احد يجيب عليه والذي يطرح نفسه بقوة هو ؛ لماذا ضمَّن المفسرون ما زعموا انه تفسير كتاب الله الكريم هذه الاسرائيليات والموضوعات وهي بارزة الوضع والتهافت ؟ ولماذا حملوا تفاسيرهم هذا الرجس وهذا الدنس ووضعوه الى جنب كلام الله العربي المبين ؟ وزعموا انه تفسير كلام الله ، فزعموا تفسيركتاب الله وهو التفسير اصلا ومجردا من تفسيرهم الزعم بالباطل وهو زعمهم التفسير ، ولماذا نجد دائما من هو على اتم الاستعداد والحماس للدفاع عن هؤلاء المفسرون في تبرئتهم وتبرير هذا الصنيع ؟
ارى ان مثال قول الله ؛
{
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79
وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ{101}
{
وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ }البقرة102
ينطبق على صنيع المفسرين تماما ،
وان الاسرائليات والموضوعات ينطبق عليها تماما وصف ماتتلوا الشياطين تمام الانطباق ، وان المفسرون وقعوا في الذي حذر الله منه وجعل غيرنا امثولة لنا حين اتبعوا ماتتلوا الشياطين وهو الروايات المنسوبة زورا الى الرسول ومن ثم الى الله ، وان الشياطين هم شياطين الانس وليس دور شياطين الجن غير الوسوسة والتحريض ولكن التنفيذ واختلاق الروايات والافك وتلاوتها كان صنع شياطين الانس ،
الا يحق لنا ، بل وجب عينا ان نشير باصبع الاتهام وليس الاعذار الى من اخذ وضمَّن تفسيره مثل هذا الرجس والباطل فنكون اقرب الى الحق والى رضى الله ولا ندع مجالا للاعذار والتبرئة والترقيع لهؤلاء المفسرون ؟