إنضم
11 يناير 2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
ذكر الحافظ ابن كثير – رحمه الله - في مقدمته ما يتعلق بشأن الإسرائيليات ، وأنها على ثلاثة أقسام : منها ما علمنا صحته مما دل عليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله e ؛ ومنها ما علمنا كذبه ، مما دل على خلافه الكتاب والسنة ؛ ومنها ما هو مسكوت عنه ، فهو المأذون في روايته ، لقوله e : " حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ " ( [1] ) ، وهو الذي لا يصدق ولا يكذب ، لقوله : " لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ " ( [2] ) .
فبين رحمه الله ما يجوز إيراده من ذلك ، وما لا يحكى مما دل على خلافه الكتاب والسنة .
قال الشيخ أحمد شاكر في مقدمته (1/9) وهو يتحدث عن الإسرائليات : ورسم لنفسه ( أي : ابن كثير ) خطة في شأنها (يعني الإسرائيليات) ، ومع ذلك فإنه - فيما يبدو لي - لم يستطع أن يسير على ما رسم ، وغلبه ما وجد من الروايات في كثير من المواطن، فأثبت طائفة منها غير قليلة.ا.هـ.
قلت : والحق أن الحافظ - رحمه الله - التزم المنهج الذي رسمه في ذلك ، فأثبت ما يمكن حكايته ، وما ذكره من غير ذلك نبه عليه حتى لا يغتر به من يقرؤه في غير كتاب ؛ والعلم عند الله تعالى .


[1] - البخاري ( 3461 ) عن عبد الله بن عمرو ، وسيأتي تخريجه .

[2] - جزء من حديث رواه البخاري ( 4485 ، 7362 ) عن أبي هريرة ، ورواه عبد الرزاق ( 19214 ) ، ومن طريقه أحمد : 4 / 136 ، وأبو داود ( 3644 ) ، والطبراني في الكبير : 22 / 349 ( 874 ) ، ورواه الطبراني : 22 / 349 : 351 من أوجه أخر ، وصححه ابن حبان ( 6257 ) عن أبي نملة الأنصاري .
 
الأخت الكريمة /سمية
هل فهمت هذا من كلامي ، أم أنك خلطت بين كلامي وكلام العلامة أحمد شاكر - رحمه الله ؟ فمعنى كلامي أن ابن كثير - رحمه الله ذكر ما يتعلق بالإسرائيليات فمنها ما يمكن حكايته ، لأنه لا يخالف الكتاب والسنة ، فهذا كان يذكره ، والنوع الثاني : وهو ما لا يمكن حكايته إلا على سبيل التنبيه عليه ، وقد نبه على ما أورده من هذا القسم ، وما فاته من التنبيه عليه ، فهو مما يجوز حكايته ، مما لا يخالف ولا يوافق .. فقد التزم رحمه الله المنهج الذي رسمه لنفسه ؛ والعلم عند الله تعالى .
 
عودة
أعلى