الإبدال في {أئمّة} صحيح ومقروء به من طريق الشاطبية.

إنضم
10/04/2005
المشاركات
1,122
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الجزائر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد

عند مطالعتي لكتاب الضابطيّةُ للشاطبيّة اللاميّةللعلامة ملا علي القارئ (ت1014) وقفت على تعليقه لكلام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى : (وسهّل سما وصفاً وفي النحو أبدلا):فقال عليه رحمة الله تعالى مستدركاً عليه : "فقلتُ : (وسهّل سما وأبدل وفي النحو فُضّلاَ) ، أي فُضّل الإبدال عند النحاة عكس القراء حيث فُضّل التسهيل عندهم مع اتّفاق الفريقين على جواز الوجهين."انتهى كلامه عليه رحمة الله تعالى. قال المحقق للكتاب : "قلتُ : وجه اعتراض المؤلف هنا غير صحيح لأنّ وجه الإبدال مع كونه صحيحاً متواتراً إلاّ أنّه ليس من طريق الشاطبية ولا يُقرأ به من طريق التيسير." انتهى كلامه. ثمّ نقل كلام صاحب غيث النفع ، وذكر بعض المراجع كالنشر والوافي في شرح الشاطبية للشيخ القاضي عليه رحمة الله تعالى.

وكنت أظنّ في البداية أنّ صاحب النشر هو الذي ضعّف وجه الإبدال في {أئمّة} من الشاطبية ولكنّي لما رجعت إلى النشر وجدتّ خلاف ذلك إذ لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى ضعفه ، فعرفت أنّ مصدر التضعيف لوجه الإبدال هو كتاب غيث النفع للصفاقسي وتبعه في ذلك الشيخ عبد الفتاح القاضي في البدور الزاهرة والوافي ومن ثمّ صار هذا الوجه غير معمول به بعد ما استقرّ عليه العمل بدليل أنّ كلاً من المتولّي والضباع والحسيني عليهم رحمة الله تعالى أخذوا بالوجهين جميعاً أي التسهيل والإبدال من طريق الشاطبية. قال العلامة المتولي (ت1313) في كتابه فتح المعطي : (أئمّةٍ الإبدالُ جاز عن الملا). ثمّ قال في شرحه : ويزاد له أيضاً إبدال الثانية ياء مكسورة وهو وجه وجيه."(ص22 طبعة مكتبة القاهرة). وقال العلامة الضباع في إرشاد المريد عند شرحه لكلام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى : (وسهّل سما وصفاً وفي النحو أُبدلا)"وسهّل أيّها المخاطب همزته الثانية عن نافع وابن كثير وأبي عمرو ، وحققها للباقين ، وجاء عن النحاة إبدالها ياء خالصة ، وأجاز هذا الوجه لنافع وابن كثير وأبي عمرو : صاحب النشر ، وإليه أشار صاحب إتحاف البريّة لقوله : وأئمّة سهّل وأبدل لنافع.....ومك وبصري ففي النشر عوّلا."

ومن هنا يتّضح أنّ وجه الإبدال في {أئمّة} كان معمولاً به لا سيما في مصر ثمّ بدأ يندثّر بعد ما َضعفّه الشيخ عبد الفتاح القاضي في البدور والوافي تبعاً لصاحب غيث النفع. وقد قرأنا بالوجهين على بعض تلامذة الشيخ يخلف شراطي رحمه الله تعالى ثمّ تركنا العمل به اعتماداً على كلام الشيخ القاضي والصفاقسي.

قال الصفاقسي في كتابه غيث النفع : "وأمّا أبدالها ياءً محضة فهو وإن كان صحيحاً متواتراً فلا يُقرأ به من طريق الشاطبيّ لأنّه نسبه إلى النحويين يعني معظمهم ولم أقرأ به من طريقه على شيخنا رحمه الله."(ص270).
وقال الشيخ عبد الفتاح القاضي في البدور الزاهرة : "وأمّا إبدالها ياء محضة لنافع ومن معه فليس من طرق الحرز وأصله ، بل هو من طريق النشر."

من خلال كلام الصفاقسي والقاضي ندرك أنّ سبب التضعيف لوجه الإبدل :
- كون الشاطبيّ نسبه إلى النحويين.
- وكونه ليس من طرق الشاطبية والتيسير.
- كونه لم يقرأ به الصفاقسي عن شيوخه من طريق الشاطبية.

أمّا كونه منسوب إلى النحويين فليس دليلاً على ضعفه إن ثبت بالرواية عن أهل الأداء.
قال ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى عند ذكر أصحاب مذهب التسهيل : "وذهب آخرون منهم إلى أنها تجعل ياء خالصة نص على ذلك أبو عبد الله بن شريح في كافيه وأبو العز القلانسي في إرشاده وسائر الواسطيين وبه قرأت من طريقهم قال أبو محمد بن مؤمن في كنزه : "إن جماعة من المحققين يجعلونها ياء خالصة." وأشار إليه أبو محمد مكي والداني في جامع البيان والحافظ أبو العلاء والشاطبي وغيرهم أنه مذهب النحاة" (النشر 1/379). وقال ردًاً على الزمخشريّ في الكشاف : "وأما التصريح بالياء فليس بقراءة ولا يجوز أن تكون ومن صرح به فهو لاحن محرف. (قلت) – أي ابن الجزريّ - وهذا مبالغة منه والصحيح ثبوت كل الوجوه الثلاثة أعني التحقيق وبين بين والياء المحضة عن العرب وصحته في الرواية كما ذكرناه عمن تقدم ولكل وجه في العربية سائغ قبوله والله أعلم." (1/380).
وأهل الأداء اليوم يقرؤون بالإبدال من بعض طرق الطيّبة ولو كانت العلّة في تضعيفه أنّه مذهب النحويين لسقط العمل به من جميع الطرق. ومن الطرق التي يُقرأ منها بوجه الإبدال كتاب التبصرة لمكّي القيسي وقد صرّح فيه بأنّه مذهب النحاة فلماذا يُقرأ به الآن من طريقه من الطيّبة إذن ؟. قال مكي القيسي في كتابه التبصرة في القراءات السبع : "قرأ الكوفيون وابن عامر{أئمة} بهمزتين محققتين حيث وقع ، وقرأ الباقون بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية ، والنحويّون يقولون إنّ الثانية ياءً مكسورة."(ص226). وقد اقتصر على الإبدال كلّ من أسند الرواية من طريق مكي القيسي كما هو مذهب صاحب القصيدة الحصرية الذي يقول : ولا بدّ من إبدالها في أئمّة ......فصَحْوَكَ إنّ الجاهلين لفي سُكْر. قال ابن عظيمة الإشبيلي (ت543) في كتابه منح الفريدة الحمصية في شرح القصيدة الحصرية عند قول الناظم : "ولا بد من إبدالها في {أئمّة} ، "وقرأ وإبدال الثانية ياء محضة ولا تلتفت إلى من يرى تسهيلها بين بين".ص308).
وقال الجعبري عليه رحمة الله تعالى : "ولم يُنبّه – أي الداني في التيسير – على ما نبّه عليه الناظم من أنّ قياس التخفيف عند النحاة إبدال الهمزة ياءً مكسورة وبه أخذ مكّي وابن شريح. وليس معنى كلامه أنّ كلّ القراء سهّلوا وكلّ النحاة أبدلوا بل الأكثر من الكلّ على ما ذكروا الأقلّ على العكس ، ووافق في قوله : وفي النحو أبدلا قول مكي ، والنحويون يقولون إنّ الثانية ياء مكسورة."(كنز المعاني 2/416 الطبعة المغربية).
وقال الإمام أبي الأصبغ السُماتيّ الإشبيليّ (ت560) في كتابه كتاب تحصيل الهمزتين ص 132 و133 : "فمنهم من حققهما معاً ومنهم من سهّل الثانية ، وأبو عمرو من جملتهم ، وتسهيلها عندهم بإبدالها ياءً مكسورة بدلاً محضاً ، إعلاماً بأنّ أصلها السكون ، والهمزة الساكنة حقّها البدل ، فهي على مراعاة الأصل من باب الهمز المفرد، ومن مصيرها من باب الهمزتين كما قلنا."

أقول : وجه الإبدال ثابت بالرواية الصحيحة عن أهل الأداء كما صرّح ابن الجزريّ وكونه مذهب النحويّين لا يعني القدح في صحّته بل ذلك يُقوّيه من جهة القياس ، وقد أقتصر عليه دون التسهيل الكثير من المحققين من أهل الأداء كابن شريح وأبو العزّ القلانسي وابن الباذش وصاحب القصيدة الحصرية وغيرهم وهو المقروء به من طريق مكي القيسي ، وبه أخذ الكثير من المغاربة من طريق الداني كما سيأتي بيانه.

إنّ شرّاح الشاطبيّة المتقدّمين لم يُضعّفوا وجه الإبدال في {أئمّة} .

قال السخاوي في فتح الوصيد : "وقوله – أي الشاطبيّ - : وفي النحو أبدلا : يريد أنّ من النحويين من لا يجوّز فيها غير البدل نظراً إلى الأصل وعلى ذلك أبو علي – أي الفارسي- ومن تبعه." (ص1/353).
وقال الفاسي في شرحه على الشاطبية : إخبار بمذهب بعض النحويين في هذه الهمزة ،فإنّهم يبدلونها ياءً ويضعّفون تحقيقها وتسهيلها بين بين وعلى ذلك أبو علي ومن تبعه.انتهى كلامه (1/254). وهو معنى قول أبي شامة أيضاً إلاّ أنّه أضاف : "ولم يذكر صاحب التيسير إبدالها ياءً ولا ذكر مسألة {أئمة} في هذا الباب وإنّما ذكرها في سورة براءة." (إبراز المعاني 1/368).
وقال الجعبري : "ولم يُنبّه – أي الداني في التيسير – على ما نبّه عليه الناظم من أنّ قياس التخفيف عند النحاة إبدال الهمزة ياءً مكسورة وبه أخذ مكّي وابن شريح. وليس معنى كلامه أنّ كلّ القراء سهّلوا وكلّ النحاة أبدلوا بل الأكثر من الكلّ على ما ذكروا الأقلّ على العكس ، ووافق في قوله : وفي النحو أبدلا قول مكي ، والنحويون يقولون إنّ الثانية ياء مكسورة."(كنز المعاني 2/416 الطبعة المغربية).

أقول : ليس في كلامهم ما يدلّ أنّ وجه الإبدال غير مقروء به ، بل كلامهم يدلّ فقط أنّ بعض أهل اللغة من لا يُجوّز إلاّ وجه الإبدال فضعّفوا وجه التحقيق والتسهيل باعتبار الأصل وهو {أَأْممة} إذ الهمزة الساكنة في هذا النحو يلزمها البدل. وهذا لا يدلّ على ضعفة من جهة الرواية البتة بل قد تتقوىّ الرواية به من جهة القياس إن ثبتت كما مرّ ، وقد علمنا أنّه ثابت بالرواية عن أهل الأداء. لذا اقتصر عليه ابن الباذش في كتابه الإقناع وأخذ بمذهب مكيّ القيسي دون الداني ، مع أنّ مصدر كتاب الإقناع هو التبصرة والتيسير فاختار وجه الإبدال واقتصر عليه لثبوته في الرواية ولقوّته من جهة القياس.

أمّا كون الإبدال في {أئمّة} ليس من طرق الشاطبيّة والتيسير ففيه نظر.
فأمّا من التيسير فقد اختلف المغاربة في ذلك فمنهم من منع وجه الإبدال من طريق التيسير كما هو ظاهر عبارة الداني في التيسير وفي غير التيسير. قال الداني في التيسير :"قرأ الكوفيون وابن عامر{أئمة الكفر} بهمزتين حيث وقع وأدخل هشام من قراءتي على أبي الفتح بينهما ألفاً والباقون بهمزة ، وياء مختلسة الكسرة من غير مد" (ص302). أقول: ومراده بياء مختلسة الكسر بين بين لقول ابن الجزريّ بعد عزوه وجه التسهيل لأصحابه : "وهو – أي التسهيل بين بين – معنى قول صاحبي التيسير والتذكرة وغيرهما بياء مختلسة الكسرة."(النشر1/379). وقال أبو عمرو الداني في جامع البيان : "وإنّما يتحقّق إبدالها ياءً محضة الكسرة في مذهب من لم ير التحقيق ولا بالفصل ، وهو مذهب عامّة النحويين والبصريين ، فأمّا من يرى ذلك وهو مذهب أئمّة القراء ، فلا يكون إلاّ بين بين."(ص534). أقول : إنّ كلام الداني صريح في اقتصاره على وجه التسهيل دون الإبدال.

وذهب الكثير من المغاربة إلى أنّ وجه الإبدال مقروء به من طريق الداني بل وصل الأمر إلى بعضهم الاقتصار عليه دون التسهيل. قال المنتوري (ت834) في شرحه على الدرر: ذكر الأدفُويّ في الإبانة ، ومكي في الرعاية والكشف ، وابن سفيان في الهادي ، والمهدوي في الشرح ، وابن شريح في الكافي والتذكير ، وابن شعيب في الاعتماد ، وابن مطرّف في البديع ، وابن الطفيل في الغنية ، إبدال الثانية من {أئمّة} ياء محضة ، وقال الحصريّ في قصيدته :
ولا بدّ من إبدالها في أئمّة ......فصَحْوَكَ إنّ الجاهلين لفي سُكْر.
قلتُ – أي المنتوري- وكان شيخنا الأستاذ أبو عبد الرحمن القيجاطي رضي الله عنه يأخذ من طريق الداني في {أئمّة} لنافع ، وابن كثير وأبي عمرو بياء خالصة ، وبذلك قرأت عليه وبه آخذ. وقلتُ له : تأخذ في مذهب أهل التخفيف من طريق الداني بالإبدال ، وهو قد نصّ على التسهيل بين بين ، وأخبر أنّه مذهب القراء ؟ فقال لي : نصوص المتقدّمين من القراء في {أئمّة} محتملة ، فينبغي أن تحمل على الإبدال ، كما حملها الكثير من المتأخّرين لأنّ سيبويه منع فيها التسهيل بين بين.". ثمّ قال المنتوري : واعلم أن أنّ ثلاثة من المقرئين سبقوا شيخنا رحمه الله فأخذوا في أئمّة من طريق الداني لأهل التخفيف بإبدال الثانية ياء خالصة ، أوّلهم ابن الباذش ، قال في الإقناع : إنّ حكم التخفيف في {أئمّة} عند النحويين والقراء الإبدال ياءً محضة ، لأنّها من كلمة واحدة. قال – أي ابن الباذش- وهكذا نصّ عليه سيبويه ، وثانيهم أبو بكر القرطبي ، قال في أرجوزته : ولكنّ في أئمّة حيث ورد ........فأخلص الياء هُديتَ للرّشد. وثالثهم برهان الدين الجعبريّ ، ذكر في قصيدته أنّ نافعاً وابن كثير وأبا عمرو ، قرءوا {أئمّة} بالياء." انتهى كلام المنتوري عليه رحمة الله تعالى (1/280،281).

وقال ابن المرابط (ت552) في كتابه التقريب والحرش المتضمّن لقراءة قالون وورش : "وأمّا قوله : {أئمّة} حيث وقع فيجوز أن تُجعل الهمزةُ الثانية ياء مكسورة كسرة خالصة ، وهو مذهب النحويين ، ويجوز أن تُجعل بين الهمزة والياء كما يُفعلُ في مثل {أئذا} و { أئفكاً} وما أشبه ذلك وهو مذهب القراء."(ص91). أقول قد سلك ابن المرابط في كتابه التقريب طريق الداني في كتابه التيسير وقد أثبت وجه الإبدال من طريقه وهو من قدماء المغاربة.
أقول : من خلال ما سبق فالقول بأنّ الإبدال ليس من طريق التيسير وإن كنت أميل إليه إلاّ أنّه غير مسلّم به لثبوته عن الكثير من أعلام المغاربة القدامى كابن الباذش وابن الرابط وغيرهم.

وأمّا الشاطبية فليس ثمّة دليل يُثبت أنّ الإبدال ليس من طرقها. فالإبدال من زيادات الشاطبيّة على التيسير ومصادر هذه الزيادات مجهولة لحدّ الآن. قال العلامة المتولّي عليه رحمة الله تعالى : " وكذلك منع الشيخ سلطان وتابعوه – أي ترقيق ذكراً- على التوسط – أي توسط البدل- منالشاطبية ، ولا أدري ما علّة ذلك لأنّ الترقيق من زيادات القصيدة على التيسيروطرقها مجهولة ، وليس في كلامهم ما يُعيّنها وغاية ما في النشر أنّه أوصل سندالشاطبي عن النفزي إلى صاحب التيسير من قراءته على ابن خاقان فقط وسكت عن ما وراءذلك له في طريق الأزرق ، وقد أقرّ بذلك حيث قال- أي ابن الجزري- "مع أنّا لم نعدللشاطبي – رحمه الله – وأمثاله إلى صاحب التيسير وغيره سوى طريق واحدة وإلاّ فلوعددنا طرقنا وطرقهم لتجاوزت الألف ، وهذا علمٌ أُهمل وباب أُغلق وهو السبب الأعظمفي ترك الكثير من القراءات والله تعالى يحفظ ما بقي " . ومن تأمّل قوله : " فلوعددنا طرقنا وطرقهم " قطع بأنّ ما زاده الشاطبي على التيسير ليس من طرق النشر ، فلايُقال :" الترقيق مثلاً للنشر من الشاطبية " وهذه دقيقة لم أر من نبّه عليها ، فمنزعم بعد ذلك أنّ تحرير هذه الزيادة يؤخذ من النشر لم يدر حقيقة ما يقول " (روض النضير ص 268 و269).
وقال عند تعرّضه لتحرير أوجه اللين المهموز لورش ، فقالعليه رحمة الله تعالى : " وأمّا تحرير المسألة – أي أوجه اللين - من طريق الشاطبيةفكما ذكرنا ، فهذا مشهورٌ وتفريعنا عليه ولكنّي لا أدري من أين ذلك ؟ لأنّ طرقالشاطبية التي زادها على التيسير مجهولة وهذا أمرٌ متوقّف على معرفتها ، ولم يُبرّرأحد ممن قال بذلك شيئاً منها " ( روض النضير ص253 طبعة دار الصحابة).
أقول : إن كانت مصادر زيادات الشاطبية على التيسير مجهولة فعلى أيّ أساس يُحكم أنّ الإبدال في {أئمّة} ليس من طرق الشاطبية ؟

وأمّا كون الإبدال لم يقرأ به صاحب غيث النفع : فلا يدلّ أنّه غير مقروء به من طريق الحرز ، وقد قرأ به غيره من متقدّميه من أهل الأداء وما منعوه وكلام صاحب النشر واضح صريح لاغبار عليه.

الخلاصة :
نخلص ممل سبق أنّ وجه الإبدال في {أئمّة} مقروء به من الشاطبيّة ثابت بالرواية غير ممنوع عند المحققين الشارحين للقصيدة وغيرهم. وقد قرأ به الجهابذة المتأخرون كالعلامة ملا علي القارئ وكذا العلامة المتولّي والضباع والحسيني وغيرهم من المعاصرين وليس هناك ما يدلّ دلالة واضحة على أنّ وجه الإبدال خارج من طرق الشاطبية لا سيما إن كانت مصادر زياداتها على التيسير غير محصورة ومعلومة. والعلم عند الله تعالى.

أكتفي بهذا القدر والحمد لله ربّ العالمين
 
تعقيب

تعقيب

بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى آله و أصحابه ، صلاةً دائمة إلى يوم الدين . أما بعد :
أحببت من خلال هذه المشاركة ، الوقوف على بعض الجزئيات التي تعرَّض لها الأستاذ محمد يحي شريف ، في هذا البحث القيِّم المحكم ، فقد أجاد وأفاد وما ترك من شيء يزاد ، جعله الله في ميزان حسناته .​
* أولاً : الإبدال في لفظ ( أئمة ) ليس من طريق الإمام الداني : فقد اقتصر الإمام الداني على وجه التسهيل فقط لأهل ( سما ) ، ونصَّ عليه في كتابه التيسير وغيره ، انظر : ( التيسير ، المفردات السبع ، جامع البيان ، التعريف في اختلاف الرواة عن نافع ) ، وما سردته من النقول عن الحافظ في هذه المسألة واضح وجلي .
* ثانياً : ما ذكره الإمام الشاطبي في ( الحرز ) من الإبدال في لفظ ( أئمة ) ليس على سبيل الرواية و القراءة :
قال الإمام الشاطبي : ( وسَهِّلْ سما وصفاً ، وفي النحو أُبْدِلاَ )
* فأمر رحمه الله بتسهيل الهمزة الثانية للمشار إليهم ( سما ) ، وهو مذهب القراء ، فتعين للباقين التحقيق ، ثم قال ( وفي النحو أبدلا ) وهو إخبار بمذهب بعض النحويين في هذه الهمزة فإنهم يبدلونها ياءً . فالإبدال في ( أئمة ) إشارة وحكاية لمذهب النحاة . هذا الذي يُفْهَمُ من أقوال شرَّاح الشاطبية ، انظر ( فتح الوصيد / السخاوي ، إبراز المعاني / أبو شامة ، سراج القاري / ابن القاصح ، اللآلئ الفريدة / الفاسي ، تقريب الشاطبية / إيهاب فكري ، . . . . ) .

 
* ونعضد هذا الفهم ونقويه ، بما ذكره الإمام ابن الجزري في( النشر ) حيث قال :​
الفقرة الأولى : ( وسهل الثانية فيها الباقون ، وهم : نافع ، وأبو عمرو ، وابن كثير ، وأبو جعفر ، و رويس ، . . . . . . . . . وعلى هذا الوجه نصًّ . . . . . . . . وأبو القاسم الشاطبي وغيرهم . . . ) اهـ . الفقرة الثانية : ( وذهب آخرون منهم إلى أنها تجعل ياء خالصة . . . . . . . . . . وأشار إليه . . . والشاطبي وغيرهم ، أنه مذهب النحاة ) اهـ ( النشر / ج 1 ، ص : 378 ، 379 ) .
فتأمل رحمك الله في عبارة ( نصَّ ) التي استعملها في الفقرة الأولى ، وعبارة ( أشار ) في الفقرة الثانية ، يظهر لك التباين في الحكم ، والله تعالى أعلم .
*ثالثاً : التسهيل ( بين بين ) في لفظ ( أئمة ) هو مذهب المغاربة قاطبة السالكين لطريق الداني في الرواية والأداء :
*أكتفي في هذه الجزئية بالنقل من مصدر واحد ، لقيمته و أهميته في المدارس المغربية ، وهي منظومة
" الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع " للإمام أبو الحسن علي بن محمد الرباطي المعروف​
بـ " ابن بري " قال في مقدمة نظمه : سَلَكْتُ فِي ذَاكَ طَرِيقَ الدَّانِي إِذْ كَانَ ذَا حِفْظٍ وَذَا إِتْقَانِ
و قال في باب ( الهمزتين في كلمة ) : فَنَافِعٌ سَهَّلَ أُخْرَى الْهَمْزَتَيْنْ * * * بِكِلْمَةٍ فَهْيَ بِذَاكَ بَيْنَ بَيْنْ
[FONT=Times New Roman (Arabic)][FONT=Times New Roman (Arabic)]
لَكِنَّ فيِ الْمَفْتُوحَتْينِ أُبْدِلَتْ * * * عَنْ أَهْلِ مِصْرَ أَلِفًا وَمُكِّنَتْ
وَمَدَّ قَالَونُ لِمَا تَسَهَّلَا * * * * بِالْخُلْفِ فيِ (أأشَهِدُوا) ليَفْصِلَا
وَحَيْثُ تَلْتَقِي ثَلاَثٌ تَرَكَهْ * * * وَفِيِ (أَئِمَّةٍ) لِنَقْلِ الْحَرَكَهْ​
[/FONT]
[/FONT]
فأخبر رحمه الله أنَّ نافعاً سهل أخرى الهمزتين في كلمة ، وهي الثانية سواء كانت مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة ، فاقتصر الناظم على التسهيل فقط في النوع الأخير ( المكسورة ) ، ولو كان وجه ثانٍ في لفظ ( أئمة ) من طريق الداني للقارئ ، لاستدرك وأشار إليه .
* انظر : ( شرح الدرر / الخراز ، شرح البرية / المجاصي ، الفجر الساطع / ابن القاضي ، مختار الجامع شرح الدرر اللوامع / الثعالبي ، إيضاح الأسرار والبدائع / ابن مجراد ، النجوم الطوالع / المارغني ) .
*ويقول ابن القاضي في ( الفجر الساطع ) : ( و بالتسهيل الأخذ عندنا ـ بفاس ـ وهو المأثور عن أهل الأداء ) اهـ .
*و الأخذ بوجه التسهيل فقط في لفظ ( أئمة ) جرى العمل به ، في المقارئ النافعية بالمغرب كله ، قال في نظم المصدرة :​
وفي ( أئمـة ) سهلـنّْ لاتَــزِدِ * * * إبــدالها يـاء من الحـرز ارْدُدِ​
فهذا البيت من النصوص التي تكتب بطُرَّة اللوح لتحفظ وتضبط بها قراءة النص القرآني على مشهور الرواية ، وما عليه العمل بالمقارئ المغربية .
* وفي الأخير أعتذر لذوي الألباب لما عسى أن يوجد فيما ذكرته من القصور ، أو طغى به القلم في سواد السطور ، ومن الله أسأل جميل الصيانة وحسن الإعانة ، والله الموفق
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم.

أريد فقط أن أتعرّض لبعض النقاط المهمّة فأقول وبالله التوفيق.
أوّلاً : لا ننكر أنّ الإمام الشاطبيّ قد نسب وجه الإبدال إلى النحويين ولكن لا يدلّ هذا أنّه غير مقروء به عنده بل ليس في كلام شرّاح الشاطبية المتقدّمين ما يدلّ أنّه غير مقروء به ، فكلامهم يدلّ أنّه مذهب النحاة فحسب ففرق بين الأمرين فالأوّل لا يستلزم الثاني. ولو كانت العلّة في منع وجه الإبدال أنّه مذهب النحويين لامتنعت الرواية به مطلقاً وليس فقط من طريق الحرز ، وحتّى لو قُرئ به من غير خلاف من طريق الشاطبية لبقيَ دائماً مذهب أهل النحو ، فكونه كذلك لا يُغيّر شيئاً.ومّما يؤكّد ذلك أنّ مكي القيسي قال في كتابه التبصرة : "والنحويون يقولون إنّ الثانية ياء مكسورة" ولكنّه قال في كتابه الرعاية : "وإذا كانت الهمزة الثانية من الهمزتين مكسورة ، وأصلها السكون ، أُبدلت منها ياء خالصة في قراءة من خفّف الهمزة نحو {أئمّة} ، لا تجعلها مثل {أئذا} ، و{أئفكاً} بين الهمزة والياء ، إنّما تُبدل منها ياءً محضة مكسورة ، لأنّ أصلها السكون ، لأنّه جمع إمام على أفعلة ، وأصله أَأْممة ، ثمّ أُعلّ بالإدغام ، وإلقاء حركة الميم الأولى على الهمزة الساكنة فصارت مكسورة ، فأُبدل منها ياءٌ خالصة مكسورة في التليين. فيجب على القارئ المجوّد لقراءته أن يُفرّق في لفظه بين {أئفكاً} و {أئمّة} ، فيأتي بالثانية في {أئفكاً} وشبهه ، إذا ليّن بين الهمزة المكسورة والياء الساكنة ، ويأتي ب{أئمّة} إذا ليّن بياء مكسورة خالصة ، لأنّ الأولى أصلها الكسرُ ، والثانية أصلها السكون ، والساكن من الهمزة إنّما حقّه من التليين البدل". انتهى كلامه رحمه الله تعالى. ووجه الإبدال هو المأخوذ به من طريق مكّي القيسي عند المتقدّمين كابن الباذش وصاحب القصيدة الحصرية ، والجعبري والمنتوري وغيرهم خلافاً للمتأخرين الذين أخوا له بوجه التسهيل اعتماداً على كتاب التبصرة دون الاعتبار بقول مكّي القيسي في الرعاية.

ثانياً : لو كان وجه الإبدال ضعيفاً عند الإمام الشاطبيّ لضعّفه هو كما في {التناد} ، {والتلاق} لقالون حين قال : وليسا لقالون عن الغرّ سبّلا.

ثالثاً : قول الشاطبيّ : والاخفش بعد الكسر ذا الضمّ أبدلا بياء وعنه الواو في عكسه.انتهى كلامه. أقول : الأخفش من علماء اللغة وقد نسب الإبدال إليه وهو صحيح مقروء به عنده ، فلا فرق عندي بين هذه المسألة ومسألة الإبدال في {أئمّة}. فالعبرة في التصريح بضعف وجه الإبدال لا مجرّد نسبته إلى أهل النحو.

رابعاً : لو كان وجه الإبدال غير صحيح عند القراء لسلّمنا لكم ما تقولون ، ولكنّه صحيح مقروء به ثابت بالرواية ، وليس هناك ما يدلّ دلالة صريحة أنّه ضعيف من الشاطبية إلاّ نسبته إلى أهل النحو وهذا ليس سبباً على ضعفه إطلاقاً.

خامساً : ما ضعّف الإمام ابن الجزريّ وجه الإبدال من الشاطبية وسكوته دليل على ذلك ، فعلى أيّ أساس ضعّفه المتأخّرون وسندهم يمّر على ابن الجزري وهو الأدرى بمصادر الشاطبية من غيره.

سادساً : طرق زيادات الشاطبية على التيسير مجهولة كما ذكر المتولّي ، والحكم على الإبدال بأنّه ليس من طريق الشاطبية متوقّف على معرفة هذه الطرق والمصادر. فأطالب أخي الشيخ أبا تراب وغيره أن يحصروا لنا هذه المصادر ويُثبتوا لنا بالدليل أنّ الإبدال لم يرد فيها.

ثامناً : أتعجّب من أخي الشيخ أبي تراب كيف صرّح بأن وجه التسهيل هو الذي عليه العمل عند المغاربة مع أنّ كلام المنتوري وشيخه وكذا ابن المرابط أخذوا بوجه الإبدال. قال المنتوري (ت834) في شرحه على الدرر: "وذكر الأدفُويّ في الإبانة ، ومكي في الرعاية والكشف ، وابن سفيان في الهادي ، والمهدوي في الشرح ، وابن شريح في الكافي والتذكير ، وابن شعيب في الاعتماد ، وابن مطرّف في البديع ، وابن الطفيل في الغنية ، إبدال الثانية من {أئمّة} ياء محضة ، وقال الحصريّ في قصيدته :
ولا بدّ من إبدالها في أئمّة ......فصَحْوَكَ إنّ الجاهلين لفي سُكْر.
قلتُ – أي المنتوري- وكان شيخنا الأستاذ أبو عبد الرحمن القيجاطي رضي الله عنه يأخذ من طريق الداني في {أئمّة} لنافع ، وابن كثير وأبي عمرو بياء خالصة ، وبذلك قرأت عليه وبه آخذ. وقلتُ له : تأخذ في مذهب أهل التخفيف من طريق الداني بالإبدال ، وهو قد نصّ على التسهيل بين بين ، وأخبر أنّه مذهب القراء ؟ فقال لي : نصوص المتقدّمين من القراء في {أئمّة} محتملة ، فينبغي أن تحمل على الإبدال ، كما حملها الكثير من المتأخّرين لأنّ سيبويه منع فيها التسهيل بين بين.". ثمّ قال المنتوري : واعلم أن أنّ ثلاثة من المقرئين سبقوا شيخنا رحمه الله فأخذوا في أئمّة من طريق الداني لأهل التخفيف بإبدال الثانية ياء خالصة ، أوّلهم ابن الباذش ، قال في الإقناع : إنّ حكم التخفيف في {أئمّة} عند النحويين والقراء الإبدال ياءً محضة ، لأنّها من كلمة واحدة. قال – أي ابن الباذش- وهكذا نصّ عليه سيبويه ، وثانيهم أبو بكر القرطبي ، قال في أرجوزته : ولكنّ في أئمّة حيث ورد ........فأخلص الياء هُديتَ للرّشد. وثالثهم برهان الدين الجعبريّ ، ذكر في قصيدته أنّ نافعاً وابن كثير وأبا عمرو ، قرءوا {أئمّة} بالياء." انتهى كلام المنتوري عليه رحمة الله تعالى (1/280،281).
وقال ابن المرابط (ت552) في كتابه التقريب والحرش المتضمّن لقراءة قالون وورش : "وأمّا قوله : {أئمّة} حيث وقع فيجوز أن تُجعل الهمزةُ الثانية ياء مكسورة كسرة خالصة ، وهو مذهب النحويين ، ويجوز أن تُجعل بين الهمزة والياء كما يُفعلُ في مثل {أئذا} و { أئفكاً} وما أشبه ذلك وهو مذهب القراء."(ص91). أقول قد سلك ابن المرابط في كتابه التقريب طريق الداني في كتابه التيسير وقد أثبت وجه الإبدال من طريقه وهو من قدماء المغاربة.

تاسعاً : كيف يقول أخي الشيخ أبو تراب :"أحببت من خلال هذه المشاركة ، الوقوف على بعض الجزئيات التي تعرَّض لها الأستاذ محمد يحي شريف ، في هذا البحث القيِّم المحكم ، فقد أجاد وأفاد وما ترك من شيء يزاد ، جعله الله في ميزان حسناته ".
وهو ما ترك شيئا إلاّ وخالفني فيه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
 
ثالثاً : قول الشاطبيّ : والاخفش بعد الكسر ذا الضمّ أبدلا بياء وعنه الواو في عكسه.انتهى كلامه. أقول : الأخفش من علماء اللغة وقد نسب الإبدال إليه وهو صحيح مقروء به عنده ، فلا فرق عندي بين هذه المسألة ومسألة الإبدال في {أئمّة}. فالعبرة في التصريح بضعف وجه الإبدال لا مجرّد نسبته إلى أهل النحو..
السلام عليكم
معذرة يا شيخ محمد علي هذه المداخلة وهي طارئة وليست في أصل الموضوع .
فلا تخلط بين باب وقف حمزة وبين أي مسألة أخري تدخل فيها النحاة .
والحوار دائر في وقف حمزة بين مذهب سيبويه والأخفش .
قال الشاطبي : ويسمع بعد الكسر ....وفي غير هذا بين بين
مذهب من يا شيخ محمد ؟ بالطبع مذهب سيبويه .
ثم قال : والأخفش بعد الكسر ......
وهذا مذهب الأخفش .
والقراء بين قائل بمذهب الأول أو الثاني .
وهذا باب مشكل في أشياء كثيرة لا ينبغي مناقشتها علانية .
والسلام عليكم
 
قال الشاطبي : ويسمع بعد الكسر ....وفي غير هذا بين بين
مذهب من يا شيخ محمد ؟ بالطبع مذهب سيبويه .
ثم قال : والأخفش بعد الكسر ......
وهذا مذهب الأخفش .
والقراء بين قائل بمذهب الأول أو الثاني .
فتح الله عليك يا شيخ ، إذن فالخلاف دائر بين سيبويه والأخفش وكلاهما من علماء اللغة ومع هذا فقد أخذ بهما أهل الأداء ونقلوه رواية وهذا ما يؤكّد أنّ الوجه إن نُسب إلى أهل اللغة لا يعني ضعفه في الرواية ، بل هذا العلم مبناه علم اللغة لأنّ القرءان أنزل بلغة العرب كما قال تعالى {قرءاناً عربياً غير ذي عوج لعلّهم يتّقون } وهذا أصل ينبغي الاعتماد عليه ، اللهمّ إلاّ إذا كان مذهب النحاة مخالفاً للرواية ففي هذه الحالة نأخذ بما صحّ في الرواية واستفاض وانتشر.
والعلم عند الله تعالى.
 
اللهمّ إلاّ إذا كان مذهب النحاة مخالفاً للرواية ففي هذه الحالة نأخذ بما صحّ في الرواية واستفاض وانتشر.والعلم عند الله تعالى.
السلام عليكم
لا يا شيخ محمد ليس كل ما يقوله النحاة صحيحا وليس قولهم حجة ( لا أريد أن أدخل في قضية وقف حمزة بالأوجه المتعددة قد يُفهم الكلام بطريقة خاطئة ) وليست القراءة مبنية علي العربية بل الأصل فيها الرواية وإذا تواترت القراءة لا ينظر فيها لا إلي عربية ولا إلي رسم ولا إلي سند .
فوقف حمزة موضوع آخر .
ثم يا شيخ انظر لهؤلاء الأئمة :
ابن الجزري
ابن ابن الجزري
الشيخ الصفاقسي
الشيخ الأزميري
الشيخ الضباع
الشيخ عبد الفتاح القاضي
العلامة الشيخ عبد الرزاق علي موسي .
الخليجي "حل المشكلات "ص65
الفتح الرحماني للجمزروي ص95
الإبياري "ربح المريدفي تحرير مسائل الشاطبية "142

عندكم من المغاربة :
أخبر رحمه الله أنَّ نافعاً سهل أخرى الهمزتين في كلمة ، وهي الثانية سواء كانت مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة ، فاقتصر الناظم على التسهيل فقط في النوع الأخير ( المكسورة ) ، ولو كان وجه ثانٍ في لفظ ( أئمة ) من طريق الداني للقارئ ، لاستدرك وأشار إليه .
* انظر : ( شرح الدرر / الخراز .
شرح البرية / المجاصي .
الفجر الساطع / ابن القاضي .
مختار الجامع شرح الدرر اللوامع / الثعالبي .
إيضاح الأسرار والبدائع / ابن مجراد .
النجوم الطوالع / المارغني ) .
*ويقول ابن القاضي في ( الفجر الساطع ) : ( و بالتسهيل الأخذ عندنا ـ بفاس ـ وهو المأثور عن أهل الأداء ) اهـ .
*و الأخذ بوجه التسهيل فقط في لفظ ( أئمة ) جرى العمل به ، في المقارئ النافعية بالمغرب كله ، قال في نظم المصدرة :​
وفي ( أئمـة ) سهلـنّْ لاتَــزِدِ * * * إبــدالها يـاء من الحـرز ارْدُدِ​
فهذا البيت من النصوص التي تكتب بطُرَّة اللوح لتحفظ وتضبط بها قراءة النص القرآني على مشهور الرواية ، وما عليه العمل بالمقارئ المغربية .​
كل هؤلاء أطبقوا علي التسهيل فقط من طريق الشاطبي ..ثم تريد أن نأخذ بما تقوله وتتأوله ؟
ولو نظرت نظرة سريعة لشيوخ المنتديات التي كتبت الموضوع فيها لما وجدت أحدا أيّد رأيكم ، ولا قال به .
حتي الشكر لا تجده إلا من الأخ حكيم بن منصور ..وهو رجل كريم فقد شكر جميع من كتب في الموضوع .
يا حبيبنا العناد لا ينفع . واتباعُ السواد الأعظم فيه الأمان . نسأل الله أن يهدينا ويهديك للحق .
والسلام عليكم
 
قال العلامة عبد الرحمن الثعالبي الجزائري في كتابه مختار الجامع شرح الدرر اللوامع ص34 وهي طبعة قديمة مصورة في المكتبة الوطنية الجزائرية : "أمّا حكم القراءة في {أئمّة} فاتّفق ورش وقالون فيه فروى عنهما البدل والتسهيل بين بين"
هاهو أثبت وجه الإبدال فلا أدري من أين نقلوا اقتصاره على التسهيل.

أخي عبد الحكيم.
ابن الجزريّ ما منع وجه الإبدال من الشاطبية ، وابنه صحّح القراءة بالإبدال مطلقاً.
والباقي كلّهم متأخّرون ولا ندريّ على أيّ شيء اعتمدوا في تضعيف وجه الإبدال ، ومعظمهم يقلّد من سبقه. أمّا المغاربة فالمنع من طرق الداني ، وشراح الدرر اللوامع يكتفون بشرح النظم لأنّ ابن برّي ما ذكر وجه الإبدال اتّباعاً لطريق الداني في التيسير ، فمن البديهي ألاّ يذكر الخرّاز وجه الإبدال في شرحه على الدرر وغيره من الشرّاح.

أقول : هذا المنتدى المباركة يحتوي على الكثير من أساتذة جامعيين ولله الحمد ، ومن وصل إلى هذه المرتبة في نظري ينبغي أن يكون فطناً مبصراً ، متأمّلاً غير مقلّد يسأل نفسه في كلّ مرّة ، ويحاول أن يجد الجواب. نأخذ على سبيل المثال هذه المسألة.
- لماذا وعلى أيّ أساس منع المتأخّرون وجه الإبدال في{أئمّة} من الشاطبية ؟
- هل قول الشاطبيّ :"وفي النحو إبدلا" يدل على ضعفه ؟ وما هو الدليل ؟
- إن كان وجه الإبدال ليس من مصادرها كما يُقال فما مصادرها ؟
- ما هي مصادر زيادات الشاطبية على التيسير ؟ إن كانت معلومة فما هي ؟ وإن كانت مجهولة فعلى أيّ أساس حكموا ؟

والحمد لله ربّ العالمين.
 
قال العلامة عبد الرحمن الثعالبي الجزائري في كتابه مختار الجامع شرح الدرر اللوامع ص34 وهي طبعة قديمة مصورة في المكتبة الوطنية الجزائرية : "أمّا حكم القراءة في {أئمّة} فاتّفق ورش وقالون فيه فروى عنهما البدل والتسهيل بين بين"
هاهو أثبت وجه الإبدال فلا أدري من أين نقلوا اقتصاره على التسهيل.
.

بسم الله الرحمن الرحيم​
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أخي الفاضل محمد يحي شريف ، ما نسبته من القول للعلامة عبد الرحمن الثعالبي الجزائري في شرحه على (الدرر اللوامع ) ، فيما يخص حكم قراءة كلمة ( أئمة ) ، ليس من كلام الشارح ، بل هو قول أبي مدين شعيب المجاصي في شرحه على البرية ، نقله ( الثعالبي ) ، وأشار إليه بالرمز ( ج ) على منهجه في الكتاب .
فقد اعتمد العلامة الثعالبي في شرحه الموسوم ( المختار من الجوامع في محاذاة الدرر اللوامع ) ، على ثلاثة شراح ، أشار إليهم برموز عند نقل أقوالهم ، فجعل :
( س ) : لأبي الربيع سليم التجاني ، و ( أ ) : لأبي الحسن علي بن عبد الكريم ، و ( م ) : محمد بن إبراهيم الشهير بـ " الخراز " ، و ( ج ) : لأبي مدين شعيب المجاصي .{ أنظر : مقدمة المختار من الجوامع / الثعالبي }
*و إليك النص بكماله فيما نقله الثعالبي في شرحه ، عن هؤلاء في حكم الهمزة الثانية في لفظ ( أئمة ) للإمام نافع المدني .
*قال عبد الرحمن الثعالبي الجزائري ما نصه :{ ( س ) : وسهل نافع الهمزة الثانية من ( أئمة ) فتكون كالياء المختلسة ، وترك قالون الإدخال بينهما ، وقال الداني : لا يدخل قالون إلا بين الاستفهامية والقطعية ، قال الداني والتسهيل قول القراء وأهل الأداء وبه ورد النص عن ورش ، وقيل تبدل ياء مكسورة من جنس حركة ما بعدها وهو مذهب المصريين ، ونقل مكيٌ الوجهين ، قال الأخفش تبدل ياء مشبعة الكسر ، وعليه اقتصر الحصري ، حيث قال : ( ولابد من إبدالها في أئمة ) ، ولم يذكر الداني إلا التسهيل وهو الجاري على القاعدة ، أما مذهب الأخفش ومن قال بقوله فهو مخالف للقاعدة ، لأن حقيقة البدل أن يؤتى بالهمزة حرفا خالصا مجانسا لحركة ما قبله ، ويلزم عليه هذا أن تبدل الثانية ألفاً ولا قائل به . . . . . . . . . ..
( ج ) : و أما حكم القراءة في ( أئمة ) فاتفق ورش وقالون فيه فروي عنهما البدل والتسهيل بين بين .
( م ) : قال ابن مجاهد : في ( أئمة ) بهمزة الألف وبعدها ياء كالساكنة يعني بين الهمزة والياء وهي التي عبروا عنها بالياء المختلسة الكسر . اهــ } ( المختار من الجوامع في محاذاة الدرر اللوامع / مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائرية ) .
*وأما كلام شعيب المجاصي يفسره الذي بعده ، فالعلامة الثعالبي لم ينقله بتمامه ، وإليك تتمة الكلام من شرحه على الدرر اللوامع ، حيث قال :
{ وأما حكم القراءة في ( أئمة ) فاتفق ورش وقالون فيه فروي عنهما التسهيل و البدل . فوجه التسهيل بين بين ، مراعاة الأصل لأن أصل موضع الياء الهمزة ، وهذا مذهب القراء ، ووجه البدل أن من سهلها بين بين أدى إلى الجمع بين الساكنين لأنها ساكنة في الأصل والحركة عليها عارضة ، وبعدها ميم ساكنة لأن التسهيل بين بين يقرب من الساكن ، وقيل إنما قرئ بالبدل لأنها ساكنة في الأصل فألزمها البدل كـ : ( بير ، وذيب ، وبيس ) وهذا مذهب النحاة من البصريين ، وأكثر أهل الأداء من القراء } اهـ ( شرح أبي مدين شعيب المجاصي على الدرر اللوامع / مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائرية ) .
*فَذِكْرُ الشارح ( المجاصي ) وجه البدل في ( أئمة ) زيادةً وتبرعاً منه ، على قول الناظم ( ابن بري ) ، فتحمل ثبوت هذه الزيادة من طرق أخرى ( مكي بن أبي طالب القيسي ، أبو عبد الله بن شريح . . . ) ، غير طريق ( الداني ) الذي سلكه الناظم .
والله تعالى أعلم​
 
المجاصي شارح الدرر اللوامع

المجاصي شارح الدرر اللوامع

بسم الله الرحمن الرحيم​



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أخي الفاضل محمد يحي شريف ، ما نسبته من القول للعلامة عبد الرحمن الثعالبي الجزائري في شرحه على (الدرر اللوامع ) ، فيما يخص حكم قراءة كلمة ( أئمة ) ، ليس من كلام الشارح ، بل هو قول أبي مدين شعيب المجاصي في شرحه على البرية ، نقله ( الثعالبي ) ، وأشار إليه بالرمز ( ج ) على منهجه في الكتاب .
فقد اعتمد العلامة الثعالبي في شرحه الموسوم ( المختار من الجوامع في محاذاة الدرر اللوامع ) ، على ثلاثة شراح ، أشار إليهم برموز عند نقل أقوالهم ، فجعل :
( س ) : لأبي الربيع سليم التجاني ، و ( أ ) : لأبي الحسن علي بن عبد الكريم ، و ( م ) : محمد بن إبراهيم الشهير بـ " الخراز " ، و ( ج ) : لأبي مدين شعيب المجاصي .{ أنظر : مقدمة المختار من الجوامع / الثعالبي }
*و إليك النص بكماله فيما نقله الثعالبي في شرحه ، عن هؤلاء في حكم الهمزة الثانية في لفظ ( أئمة ) للإمام نافع المدني .
*قال عبد الرحمن الثعالبي الجزائري ما نصه :{ ( س ) : وسهل نافع الهمزة الثانية من ( أئمة ) فتكون كالياء المختلسة ، وترك قالون الإدخال بينهما ، وقال الداني : لا يدخل قالون إلا بين الاستفهامية والقطعية ، قال الداني والتسهيل قول القراء وأهل الأداء وبه ورد النص عن ورش ، وقيل تبدل ياء مكسورة من جنس حركة ما بعدها وهو مذهب المصريين ، ونقل مكيٌ الوجهين ، قال الأخفش تبدل ياء مشبعة الكسر ، وعليه اقتصر الحصري ، حيث قال : ( ولابد من إبدالها في أئمة ) ، ولم يذكر الداني إلا التسهيل وهو الجاري على القاعدة ، أما مذهب الأخفش ومن قال بقوله فهو مخالف للقاعدة ، لأن حقيقة البدل أن يؤتى بالهمزة حرفا خالصا مجانسا لحركة ما قبله ، ويلزم عليه هذا أن تبدل الثانية ألفاً ولا قائل به . . . . . . . . . ..
( ج ) : و أما حكم القراءة في ( أئمة ) فاتفق ورش وقالون فيه فروي عنهما البدل والتسهيل بين بين .
( م ) : قال ابن مجاهد : في ( أئمة ) بهمزة الألف وبعدها ياء كالساكنة يعني بين الهمزة والياء وهي التي عبروا عنها بالياء المختلسة الكسر . اهــ } ( المختار من الجوامع في محاذاة الدرر اللوامع / مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائرية ) .
*وأما كلام شعيب المجاصي يفسره الذي بعده ، فالعلامة الثعالبي لم ينقله بتمامه ، وإليك تتمة الكلام من شرحه على الدرر اللوامع ، حيث قال :
{ وأما حكم القراءة في ( أئمة ) فاتفق ورش وقالون فيه فروي عنهما التسهيل و البدل . فوجه التسهيل بين بين ، مراعاة الأصل لأن أصل موضع الياء الهمزة ، وهذا مذهب القراء ، ووجه البدل أن من سهلها بين بين أدى إلى الجمع بين الساكنين لأنها ساكنة في الأصل والحركة عليها عارضة ، وبعدها ميم ساكنة لأن التسهيل بين بين يقرب من الساكن ، وقيل إنما قرئ بالبدل لأنها ساكنة في الأصل فألزمها البدل كـ : ( بير ، وذيب ، وبيس ) وهذا مذهب النحاة من البصريين ، وأكثر أهل الأداء من القراء } اهـ ( شرح أبي مدين شعيب المجاصي على الدرر اللوامع / مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائرية ) .
*فَذِكْرُ الشارح ( المجاصي ) وجه البدل في ( أئمة ) زيادةً وتبرعاً منه ، على قول الناظم ( ابن بري ) ، فتحمل ثبوت هذه الزيادة من طرق أخرى ( مكي بن أبي طالب القيسي ، أبو عبد الله بن شريح . . . ) ، غير طريق ( الداني ) الذي سلكه الناظم .

والله تعالى أعلم​


بسم الله

تنبيه حول المجاصي شارح الدرر اللوامع

الذي جاء في طرة مخطوط شرح الدرر للمجاصي رحمه الله من النسخة الخطية (والموجود في المكتبة الوطنية أربع نسخ خطية):
أبو عبد الله محمد بن شعيب بن عبد الواحد المجاصي اليصليتني، وكذلك يذكره الشيخ الدكتور حميتو حفظه الله في موسوعته في قراءة نافع رحمه الله.

نعم الذي ذكره الشيخ عبد الرحمن الثعالبي رحمه الله في نسختين خطيتين من شرحه على الدرر اللوامع وكذا المطبوعة قديما، هو ما ذكره المشارك -جزاه الله خيرا- أعلاه: أبو مدين شعيب المجاصي،


والصواب : محمد بن أبي مدين شعيب المجاصي، رحمه الله

وننبه القارئ أن هذا الشرح من الشروح المهمة جدا لفهم الدرر اللوامع؛ ذلك لأن المجاصي أخذ النظم عن المؤلف مباشرة، وأمر آخر أنه كان يسأل المؤلف عن مواضع كثيرة من نظمه ،فقدجاء في مقدمة شرحه للكتاب وذكر سبب تأليفه وأنه كان من طلب بعض تلامذته ثم قال: "وبعد قراءتها على مؤلفها زمانا سماعا، وأداء،/ ورواية، وتفهما، [وشرحا] لمعانيها، نفعه الله [بالعلوم] وكتب لي بذلك رسالة عنها، حرفا حرفا، وترددت إليه مرارا فيما أشكل عليّ منها، [وكان مقربا منا]، ومصلاّه معنا برباط مدينة تازا، كلاها الله تعالى، فلما رأيت العمر قد دناَ والعقول قد قصرت، استعنت بالله وأردت أن أضع ذلك في كتاب يكون ثوابه في صحيفتي في حياتي وبعد مماتي ".
فهو من أوائل من شرح النظم، وقد ابتدأ شرحه عام 725 هـ،



والله أعلم
 
بارك الله فيكم أخي الشيخ على التنبيه.

و إليك النص بكماله فيما نقله الثعالبي في شرحه ، عن هؤلاء في حكم الهمزة الثانية في لفظ ( أئمة ) للإمام نافع المدني .
*قال عبد الرحمن الثعالبي الجزائري ما نصه :{ ( س ) : وسهل نافع الهمزة الثانية من ( أئمة ) فتكون كالياء المختلسة ، وترك قالون الإدخال بينهما ، وقال الداني : لا يدخل قالون إلا بين الاستفهامية والقطعية ، قال الداني والتسهيل قول القراء وأهل الأداء وبه ورد النص عن ورش ، وقيل تبدل ياء مكسورة من جنس حركة ما بعدها وهو مذهب المصريين ، ونقل مكيٌ الوجهين ، قال الأخفش تبدل ياء مشبعة الكسر ، وعليه اقتصر الحصري ، حيث قال : ( ولابد من إبدالها في أئمة ) ، ولم يذكر الداني إلا التسهيل وهو الجاري على القاعدة ، أما مذهب الأخفش ومن قال بقوله فهو مخالف للقاعدة ، لأن حقيقة البدل أن يؤتى بالهمزة حرفا خالصا مجانسا لحركة ما قبله ، ويلزم عليه هذا أن تبدل الثانية ألفاً ولا قائل به . . . . . . . . . ..
قوله قيل تُبدل ياء مكسورة لا يدلّ على ضعف وجه الإبدال عنده لسببين :
الأوّل : لأنّ قوله : قيل. ليست صغة للتضعيف كما هو الحال عند أهل الحديث بدليل قول الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى : وقل ألفاً عن أهل مصر تبدّلت ...لورش وفي بغداد يُروى مسهّلا. وقوله : وقد قيل محض الياء عنها تبدّلا.
ثانياً : لم يصرّح بأنّه ضعيف ولم ينتقد المجاصي. إنّما اشار أنّه ليس مذهب الداني وهذا لا نختلف فيه.
ثالثاً : شرح الدرر للمجاصي من أمّهات الشروحات للدرر وهو من تلامذة الناظم الذين لازموه وأخذوا عنه النظم رواية ودراية كما ذكر أخي الشيخ حكيم بن منصور لذا فقولكم :
فَذِكْرُ الشارح ( المجاصي ) وجه البدل في ( أئمة ) زيادةً وتبرعاً منه ، على قول الناظم ( ابن بري ) ، فتحمل ثبوت هذه الزيادة من طرق أخرى ( مكي بن أبي طالب القيسي ، أبو عبد الله بن شريح . . . ) ، غير طريق ( الداني ) الذي سلكه الناظم
فيه نظر ولا ننس أنّ المنتوري وشيخه أخذا بوجه الإبدال من طريق الداني. إذن فالخلاف معتبر في الأخذ بوجه الإبدال عن الداني وإن كان ظاهر كلام الداني خلاف ذلك,
أقول : إن وقع الخلاف عن الداني في ذلك فكيف بالشاطبية ؟؟؟؟
 
الذي جاء في طرة مخطوط شرح الدرر للمجاصي رحمه الله من النسخة الخطية (والموجود في المكتبة الوطنية أربع نسخ خطية):

أرجو منك أخي الكريم إفادتي بباقي أرقام النسخ الموجودة ضمن المجموع لأني اطلعت على نسخة واحدة في المكتبة الوطنية
 
بعد النظر والتأمّل ظهر لي أنّ الإبدال في {أئمة} لا يصّح من طريق الشاطبية لأنّ الشاطبي أمر بالتسهيل بين بين ثمّ ذكر وجه الإبدال ونسبه إلى النحويين. ولم يذكر ابن الجزري الشاطبية ضمن المصادر التي أخذت بوجه الإبدال فقال في النشر :"وذهب آخرون منهم إلى أنها تجعل ياء خالصة نص على ذلك أبو عبد الله بن شريح في كافيه وأبو العز القلانسي في إرشاده وسائر الواسطيين وبه قرأت من طريقهم ..." إذ لو كان الإبدال عنده صحيحاً من الشاطبية لذكره في كتابه تحفة الإخوان في الخلف بين الشاطبية والعنوان إذ مذهب صاحب العنوان هو التسهيل. وقد حصر المنتوري من سبق أستاذه القيجاطي في أخذه بوجه الإبدال من طريق الداني ولم يذكر معهم الشاطبي. قال المنتوري : "قلتُ : وكان شيخنا الأستاذ أبو عبد الرحمن القيجاطي رضي الله عنه يأخذ من طريق الداني في { أئمة } لنافع ، وابن كثير وأبي عمرو بياء خالصة ، وبذلك قرأت عليه وبه آخذ. وقلتُ له : تأخذ في مذهب أهل التخفيف من طريق الداني بالإبدال ، وهو قد نصّ على التسهيل بين بين ، وأخبر أنّه مذهب القراء ؟ فقال لي : نصوص المتقدّمين من القراء في {أئمة} محتملة ، فينبغي أن تحمل على الإبدال ، كما حملها الكثير من المتأخّرين لأنّ سيبويه منع فيها التسهيل بين بين.". ثمّ قال المنتوري : واعلم أنّ ثلاثة من المقرئين سبقوا شيخنا رحمه الله فأخذوا في {أئمة} من طريق الداني لأهل التخفيف بإبدال الثانية ياء خالصة ، أوّلهم ابن الباذش ، قال في الإقناع : إنّ حكم التخفيف في {" أئمة "} عند النحويين والقراء الإبدال ياءً محضة ، لأنّها من كلمة واحدة. قال – أي ابن الباذش- وهكذا نصّ عليه سيبويه ، وثانيهم أبو بكر القرطبي ، قال في أرجوزته : ولكنّ في " أئمة " حيث ورد ........فأخلص الياء هُديتَ للرّشد. وثالثهم برهان الدين الجعبريّ ، ذكر في قصيدته أنّ نافعاً وابن كثير وأبا عمرو ، قرءوا {أئمة} بالياء." انتهى كلام المنتوري عليه رحمة الله تعالى.
 
السلام عليكم
معذرة يا شيخ محمد علي هذه المداخلة وهي طارئة وليست في أصل الموضوع .
فلا تخلط بين باب وقف حمزة وبين أي مسألة أخري تدخل فيها النحاة .
والحوار دائر في وقف حمزة بين مذهب سيبويه والأخفش .
قال الشاطبي : ويسمع بعد الكسر ....وفي غير هذا بين بين
مذهب من يا شيخ محمد ؟ بالطبع مذهب سيبويه .
ثم قال : والأخفش بعد الكسر ......
وهذا مذهب الأخفش .
والقراء بين قائل بمذهب الأول أو الثاني .
وهذا باب مشكل في أشياء كثيرة لا ينبغي مناقشتها علانية .
والسلام عليكم
لو سمحت يا شيخ ماذا تقصد ان من القراء من هو قائل بمذهب الاخفش و منهم من هو قائل بمذهب سيبويه...هل هذا يعني أن بعض قراءات حمزة غير مشهورة عند القراء لاختلافهم فيها..والا يشترط أن تكون القراءة مشهورة عند القراء و غير معدودة عندهم من الشذوذ مع صحة السند و موافقة الرسم و اللغة..فهل هذا يعني بعض قراءات حمزة غير مشهورة عند القراء و بعضهم قبلها و الاخر لم يقبلها و بالتالي سقط منها شرط لكي تكون صحيحة؟!!!...أفيدونا بارك الله فيكم
 
السلام عليكم
معذرة يا شيخ محمد علي هذه المداخلة وهي طارئة وليست في أصل الموضوع .
فلا تخلط بين باب وقف حمزة وبين أي مسألة أخري تدخل فيها النحاة .
والحوار دائر في وقف حمزة بين مذهب سيبويه والأخفش .
قال الشاطبي : ويسمع بعد الكسر ....وفي غير هذا بين بين
مذهب من يا شيخ محمد ؟ بالطبع مذهب سيبويه .
ثم قال : والأخفش بعد الكسر ......
وهذا مذهب الأخفش .
والقراء بين قائل بمذهب الأول أو الثاني .
وهذا باب مشكل في أشياء كثيرة لا ينبغي مناقشتها علانية .
والسلام عليكم
يا شيخ لو سمحت أجبني....ماذا تقصد بقولك والقراء بين قائل بمذهب الأول أو الثاني ؟؟
 
أليست القراءة سنة متبعة...اذا كيف يختلف القراء بين مذهب الاخفش و سيبويه؟؟
 
وَأئمة بِالخُلْفِ قَدْ مَدَّ وَحْدَهُ وسَهِّلْ سَمَا وَصْفاً وَفي النَّحْوِ أُبْدِلاَ​
تكلَّمَ في هذا البيت على صِنفٍ واحدٍ من النَّوعِ الذي فيه الهمزتان مختلِفَتَان بالفتح والكَسرِ، وهو قولُهُ: أئمة، وعدتُهُ خمسةُ مواضعَ، وقد ذكَرناها، وأخبَرَ أنَّ هشَاماً يَفصِلُ فيه وحدَه بخلافٍ عنه، فَفُهِمَ منه أنَّ مَن ذُكِرَ مع هشَامٍ في الفصل بالألف، لا يَفصِلُ هنا، ولأجل هذا ذَكَرهُ، وأخبَرَ أيضاً أنَّ أهلَ رمز "سَما" يُسهِّلُونَ الثَّانيةَ منه، والباقون يُحقِّقُونَهَا، ولا فائدةَ في ذكْرِ هذا؛ لتقدُّمِهِ أوَّلاً، ولكنه أعادَهُ ليُرِيَ أنَّ هنالك مَن يُبدِلُهُ وهم النَّحويُّون.
ولْنَذْكُرْ أصلَ هذه الكلمةِ، وسببَ الاختلاف في كيفيَّةِ تغيير همزَتِهَا إنْ شَاء الله، فأقول:
أئمة جمعٌ، مُفرَدُهُ: إمامٌ، والأصلُ أَأْمِمَةٌ، نظيرُهُ من غير المهموز: حِمَارٌ وأَحْمِرَة، وحِزَامٌ وأَحزِمَة، ونظيرُهُ مِن المضاعَف المهموزِ: أَسَاسٌ وأَإِسَّةٌ، ونظيره من المضاعف غير المهموز: عِنَانٌ وأَعِنَّة، ونظيره من المهموز غير المضاعف: إِلَهٌ وآلِهَةٌ، وإناءٌ وآنِيَةٌ.
فالهمزةُ الأولى الهمزةُ التي تكون في بناء الجمعِ، والهمزةُ الثَّانية فاءُ الكلمة، فالتقى فيه همزتان ومِثْلان، وهو رباعيٌّ يجبُ فيه إدغامُ المِثْلَين، فنقلوا حركةَ الميم الأُولى - وهي الكسرةُ - إلى الهمزة الثَّانيةِ السَّاكنةِ، ثمَّ أَدغمُوا الميمَ في الميم، فصار: "أَإِمَّةَ" بهمزتين؛ الأُولى مفتوحةٌ؛ همزةُ الجمع، والثَّانيةُ مكسورةٌ؛ همزةُ الأَصل.
فإن قيلَ: لِمَ لَمْ يقُولوا: آمَّة، فيقلبون الهمزةَ السَّاكنة ألفاً، كَمَا يفعلون ذلك في آدم، الأصل فيه: أَأْدَم، وفي آلهة، الأصل: أَأْلِهَة، ثمَّ يُدغِمُون الميمَ في الميم بطرح حركتِهَا عنها، كما فعلواْ ذلك في لا تضار الأصل: لا تُضَارِرْ، فطرحوا الحركةَ، وأدغموا؟
فالجوابُ عن ذلك من وجهين:
أحدهما: أنَّه كانَ يلتبسُ بناءُ "أفعِلَة" ببناء "فاعِلَة" من "أَمّ".
والثَّاني: أنَّكَ لو أبدلتَ الهمزةَ ألفاً، لَلَزِمَكَ أن تَنقُلَ إليها حركةَ الميم حين الإدغام.
فإن قلتَ: الألفُ (لا) تَقبَلُ الحركة!
فالجوابُ: أنَّ الألفَ التي لا تَقبَلُ الحركةَ هي التي تُزَادُ للمدِّ، نحو الألف في لا تضار، وألفُ "رَآدٍّ"، وأمَّا الألفُ التي تكونُ فاءً من الكلمة، فتقبلُ الحركةَ، ولو أُبدِلَت الهمزةُ ألفاً لانفتاح ما قبلَهَا، لم يكن بدٌّ من نَقلِ حركةِ الميم إليها، وإذَا نُقِلَت الحركةُ إليها، فلا بدَّ أن تَنقَلِبَ همزةً، فإذا كان لا بدَّ من تحريكِهَا بحركةِ الميمِ، فليُفعَل ذلك أوَّلاً.
فإن قيلَ: كيف يكونُ تسهيلُ هذه الهمزةِ هُنَا، أَبِالبَدَلِ أم بينَ بينَ؟
فالجوابُ: أنَّ الذي يقتضيه قياسُ العربيةِ أن تُسهَّلَ بالبدلِ، فتُبدَلُ ياءً مكسُورةً، ولا تُسَهَّلَ بينَ بينَ، وكذلك لا يجوزُ تحقيقُ الهمزتين هنا، بخلاف ما تقدَّمَ في أئذا وبابِهِ، وذلك أنَّ الهمزتين في أئذا وبابِهِ في الحقيقة من كلمتَين كما قدمناه، وفي أئمة من كلمةٍ واحدةٍ؛ لأنَّ الهمزةَ مبنيَّةٌ عليها الكلمة، كالهمزة التي في "أَكرَمَ"، والعرَبُ لا تَجمَعُ بين همزتين من كلمةٍ واحدةٍ في الأكثر من كلامها، وإذا لم يَجُز تحقيقُ الثَّانيةِ، لم يَجُزْ تسهيلُهَا بينَ بينَ؛ لأنَّهَا كذلك بِزِنَةِ المحقَّقَةِ.
لو قيلَ لَكَ: ابْنِ مِن "قرَأَ" مثل "جَعْفَرْ" لقلتَ: قَرْءًا في الرفع والنصب والجر، والأصل: قَرْءَءٌ، فتُبدَلُ الثَّانيةُ ياءً، ثم تتحرَّكُ وقبلها فتحةٌ فتُقلَبُ ألفا.
وكذلك لو قيلَ لكَ: ابْنِ منه مثل "فُلْفُلْ"، لقلتَ: قُرْءٍ في الرفع والجر، وفي النَّصب: قُرْئياً، والأصل: قُرْءُءٌ، فتُبدَلُ الهمزةُ الثَّانيةُ ياءً، ثمَّ تُقلَبُ الضَّمَّةُ التي قبلها كسرةً، ويجري مَجرَى قاض.
وقد قالت العرَبُ جَاءٍ، والأصلُ: جَايِئٌ، فأُبدِلَت الياءُ همزةً، كما أُبدِلَت في بايِع، فصار: جاءِءٌ بهمزتين، ثم أُبدِلَت الثَّانيةُ ياءً فصار: جاءٍ كقَاض.
وحكَى أبو زيدٍ أنَّ من العَرب مَن يجمَعُ بين همزتين من كلمة واحدةٍ فيقول: اللَّهمَّ اغفر لي خَطَائِئِي بوزن خَطَاعِعِي، وأنشَدَ:
فَإِنَّكَ لا تَدرِي مَتَى الموتُ جَائِئٌ وَلَكِنَّ أَقصَى مُدَّةِ الموتِ عَاجِلُ​
فمَن حقَّقَ الهمزتين من "أإمَّة" أتى بها على لغة الذين يقولون: خَطَائِئي، وإذا صَحَّ تحقيقُهَا صَحَّ تسهيلُهَا بينَ بينَ، وصَحَّ إدخالُ الألف بين الهمزتين، ومَن أبدلها ياءً مكسُورةً، أَتى بها على لغة مَن لا يَجمَعُ بين الهمزتين في كلمةٍ واحدةٍ.
قال أبو عمرو: والتَّسهيلُ بينَ بينَ مذهَبُ القُرَّاءِ وعامَّةِ أهلِ الأداءِ هاهنا.
قال ابنُ مجاهد: "تُهمَزُ الألفُ وبعدها ياءٌ كالسَّاكنة".
وقال الأخفشُ: تُبدَلُ هاهنا ياءً مكسُورَةً مُشبَعَةَ الكسرة.
قال أبو عمرو: ومَن لم يَرَ الفَصلَ في أئمة إنما أَجرَاه على عادةِ العَرَبِ، وذلك أنهم إنما يَفصِلُون بين همزة الاستفهام وهمزةِ القطع.
قلتُ: ولهذا الاختصاص عندي وَجهٌ؛ وذلك أنَّ الألفَ التي تفصِلُ بها بين الهمزتين، شبيهةٌ بالمدَّاتِ المزيداتِ في أواخِرِ الكَلِمِ، بعد استيفاء أبنِيَتِهَا؛ أعني مدَّةَ الإنكار، ومدَّةَ الاستغاثة والتَّعجُّبِ، ومدَّةَ الندبة، ومَدَّةَ التذَكُّرِ، وكذلك الفصلُ؛ هي مزيدةٌ بعد استيفاء بِنيَةِ الكلمةِ، وليس ممَّا تُبنَى عليه الكلمةُ، كألف التَّأنيث، وألف ضَارِب وكِتَاب، وشبهِهِ.
وإذا كان ذلك كذلك، وَجَبَ أن تُزَادَ بعد ألف الاستفهام؛ لأنَّهَا تُتَوهَّمُ كلمَةً على حِدَةٍ، بخلاف الهمزة التي في بناء الجمع، لا تُتَوَهَّمُ على حِدَةٍ، فصارت ألفُ الفَصل في ءأنذرتهم وأئذا وأءنزل كألِفِ وَازَيدَاهْ في الندبة، وكألِفِ يا زَيدَاه في الاستغاثة والتعجب، وشبهِ ذلك، والله أعلَمُ.
وممَّا يُؤنِسُكَ بذلك: أنَّهم يقولون إذا أَنكَرُوا على مَن قَالَ: جَاءني أحمدُ، ورأيتُ أحمْدَ : أَأَحمَدُوه، وأَأَحمدَاه، فيَزيدُون مَدَّةَ الإنكار، ويقفُونَ بهاءِ السَّكْتِ، فالاستفهام يكونُ معه المدُّ، وإن لم يكنْ كلَّ استفهامٍ.
قلتُ: وإنما لم يَفصِلُ بالألف هاهنا مَن حقَّقَ الهمزتين: أنَّه لماَّ أتى به على لغة الذين يقولون: خَطَاءِء، فيَجمَعُونَ بين الهمزتين ولا يستثقِلُونَهما، لم يَحتَجْ إلى الألف؛ لأنَّ مِن مذهبه استخفافَ اجتماعِ همزتين، وكذلك مَن سَهَّلَ ولم يَفصِلْ، كأنه اكتَفَى بالتَّسهيل عن الفَصل؛ لأنَّه لا يَستثقِلُ الهمزتين كلَّ الاستثقالِ، فاكتَفَى بالتَّسهيلِ عن الفصل، والله أعلَمُ. بخلاف ما فُعِلَ في أئذا وبابِهِ؛ لأنه أَتَى به على لغة الذين لا يَجمَعُون بين الهمزتين، فَلَم يكفِهِ في زوال اجتماعِهِمَا التَّسهيلُ، بل سَهَّلَ وفَصَلَ.
والضمير في "مَدَّ" عائدٌ على ما يَدُلُّ عليه لامُ "له"، يعني هِشَاماً.
وقولُه: "وسَهِّلْ سمَا وَصْفاً"، يُريدُ الثَّانيةَ من أئمة.
ونَصَبَ "وَصفاً" على التمييز، يُشيرُ إلى أنَّ التَّسهيل مشهورٌ في الرواية، وإن كان ليس على القياس.
وقولُهُ: "وفي النَّحو أُبدِلَ"، وكذلك رَوَاهُ بعضُ القَرَأَةِ.
قال أبو الحسن الحصُريُّ:
ولابدَّ من إبــدالها في أئمة فَصَحْوكَ إِنَّ الجاهِلِين لَفِي سُكرِ​
ويَظهَرُ من أبي الحسن أنه يختارُ فيها البدلَ؛ لقوله:
"فَصَحْوَكَ إِنَّ الجاهِلِينَ لَفِي سُكْر"
أي: لا تجعلْهُ كهمزة أئذا، فإنَّ ذلك جهلٌ؛ لاختلافهما بما قلناه
 
عودة
أعلى