الأمر بذبح إسماعيل عليه السلام !

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
الإقامة
السودان
بسم الله الرحمن الرحيم
” وقال إنّي ذاهب الى ربّي سيهدين، ربّ هب لي من الصالحين، فبشّرناه بغلام حليم، فلما بلغ معه السّعي قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى. قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصّابرين، فلمّا أسلما وتلّه للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين، إنّ هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم، وتركنا عليه فى الآخرين، سلام على إبراهيم، كذلك نجزي المحسنين”.. صدق الله العظيم

جري التركيز فى التفاسير السابقة على الحديث عن طاعة سيدنا إبراهيم للأمر الإلهي الصعب أو “البلاء المبين”،
وهو درس للمؤمنين بالطبع عن طاعة الله تعالى فى كل صغيرة وكبيرة أسوة بإبراهيم عليه السلام،

ولكن هناك جانب آخر فى هذه القصة، وهو عن رحمة الله تعالى، فهو الله الرحيم، الذى لا يأمر عباده بمثل ذلك الفعل، الفعل الصعب على كل إنسان وصعب على كل أب وكل أم، رغم أنه تعالى خالق الأرواح والأجساد ومالكها ومن حقه وبإمكانه حقيقة أن يطلب من عباده ذلك الشئ وأن يعاقب من لا يستجيب أو يطيع أمره، كما قرأنا وكما نري فى تاريخ الملوك الطغاة والحكام الظالمين المستبدين الذين يفعلون بشعوبهم وبالأمم الأخري ما يفعلون وكأنها ملك لهم وكأنهم خالقوها، لا تثنيهم شفقة ولا رحمة ولا يأبهون لدموع الضعفاء والمظلومين.
فأركان الإسلام بها من الرحمة ما بها، كالصلاة خمس مرات، والصيام لمن يستطيع صحيا وظرفيا، وإخراج الزكاة للمستطيعين ماديا رحمة بالفقراء، والحج لمن إستطاع إليه سبيلا.
وبإمكان الله تعالى أن يأمر الناس بالصيام طول العام أو الصيام 11 شهرا بالعام والإفطار شهرا واحدا فقط، وبإستطاعته الأمر بالصلاة خمسين مرة باليوم ، والأمر بإخراج الصدقات يوميا، والحج كل عام على الجميع مهما كانت الظروف..

كما أن كل ما طلبه الله تعالى الرحيم من المؤمنين والمسلمين من الأعمال الصالحات لهو سهل بسيط ولخير أنفسهم ولخير المجتمع، من تحريم القتل والسرقة والزنا والربا والغش والكذب وقول الزور والأمر بالعدل وإقامة الوزن بالقسط فى الميزان والمكيال والوفاء بالعهد إلخ .

فالله تعالى أمر إبراهيم فى اللحظة الأخيرة أن يتوقف عن الذبح، ليؤكد للناس جميعا رحمته بعباده، وأنه لا يطلب منهم الصعب ولا يطلب منهم القاسي،(وكيف لنا نحن البشر أن نفهم مدى رحمته دون هذا المثال؟) وليست الرحمة فقط فى ذلك المشهد بل وأنزل كبشا فداءا لإسماعيل ليذكرنا بما رزقه للبشر من أنعام وطيبات ، ولأجل أن نتذكر رحمته بعباده فى عيد كبير كل عام ونحمده عليها، ولجاز لنا أن نسميه “عيد الأضحى عيد الرحمة”.

والآية )كتب على نفسه الرحمة( .

وأول آيات القرآن الثناء والشكر على رحمته (الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم(.


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لفتة جديرة بالانتباه وأود إضافة أمر متعلق بهذه الحادثة:

سأل ابراهيم ربه أن يجعله وابنه مسلميَنِ لله فقال تعالى:
(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) [البقرة:128]
فدل ذلك على أن غاية ما يتمناه العبد هو الوصول لحالة الإسلام لله وهو تحقق العمل الناشئ عن استقرار الإيمان ، فسأل الله أمرا عظيما يتجاوز مجرد الإيمان ، وتحقيقا لدعوته فقد وضع خليله في هذا الاختبار العظيم ليحقق دعوته ، فأمره يذبح ابنه فدفع الإيمان واليقين بالله تعالى الأب بأن ينفذ أمر الله ، والإبن بطاعة الأمر وقبوله بصدر رحب ، فكان هذا هو الإسلام الحقيقي لله وليس المرتبة الأولى المجردة من الإيمان كما يقال ، فقال تعالى تأكيدا لتلك الحالة الإيمانية العظيمة:
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ 103​
فتحقق الإسلام بقوله (أسلما) أي تحقق إسلامهما لله واستسلامهما لإرادته وأمره فكان هذا هو الإحسان الحقيقي لذلك أعقب تعالى بقوله :
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ 104 قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 105​
فصدق عمله إيمانه فكان هو وابنه من المحسنين

والله أعلم
 
السلام عليكم
أحسنت أخى عدنان .. لكن السؤال:
هل العبد هو الذى يُسلم لله أم أن الله هو الذى يجعل العبد مسلما "ربنا واجعلنا مسلمين لك "؟
 
بسم1​

وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استاذ مصطفى
أولا : ينبغي أن يستقر لدى العبد بأن إرادته الحرة وفعله الناشئ عنها هو مدار الحساب وذلك من مقتضى عدل الله بخلقه ومنحهم فرصة متساوية من اتخاذ القرار .
ثانيا : إذا علم الله في عبد استقرار الإيمان وتمام الإحسان فإنه يؤيده بتأييده ويوفقه بتوفيقه وييسر له السير في طريق الرشاد وتحصل الدلالة الى طريق الحق " الهداية" وعليه اتخاذ القرار, ولكن ذلك لا يكون إلا بوجود سابق للخير في قلب العبد ، ومصداق ذلك قوله تعالى:
{
وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ​
} [الأنفال:23]
ثالثا : إن علم الله السابق بحال العبد وبما سيكون منه متعلق بالله وحده وليس مسوغا للعبد أن يحكم على نفسه أو على الناس ويعزو ذلك الفعل لله ويبرئ نفسه من المسئولية الكاملة عن اعتقاده وأفعاله ، فإن اجتاز بذاته وإرادته حد الإيمان الى الإسلام فيستصحب عند ذلك توفيق الله له وهدايته للحق بإذنه.
لذلك فإن دعوة ابراهيم كان يسبقها إيمان راسخ وحالة قوية من الثقة بالله وطاعته المطلقة .
والله تعالى أعلم
 
تجدر الإشارة بـ أنه لا يوجد اتفاق بين علماء الإسلام فيمن هو الذبيح.
الإمام الطبري رحمه الله -مثلاً- أشار أنه إسحاق عليه السلام.
 
بسم1
رحم الله ابن جرير ، استند في تقريره على النص التوراتي ، ولكن الحجة المستندة للنص القرآني أظهر وأقوى ولننظر في عجالة للسياق ونجمع الآيات إلى بعضها لتكتمل الصورة :

وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) البقرة

الخطوة الأولى لفهم القصة تبدأ بفهم السياق ، والسياق الذي نحن بصدد قراءته يشتمل على دعاء هام لخليل الله عليه السلام ، ونظراً لأن الدعاء مفتتحاً بـ (ربِّ) و (ربَّنَا) لم يترك في القرآن إلا ببيان موضع الإجابة – حسب بحث سابق- فعلينا أن نبحث عن موضع الإجابة.
وفي الآيات المسطرة أعلاه نجد أن أدعية إبراهيم عليه السلام بصيغة التثنية له ولابنه إسماعيل عليه السلام وقد اشتملت على ما يلي:
أولا: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا) الدعاء بالقبول لهذا العمل الجليل وهو رفع القواعد وإعادة بناء البيت.
ثانيا: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ) وهي أعلى درجات الاستسلام والإخلاص المطلق لله (بصيغة التثنية)
ثالثاً: (وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) مع علمه باستحالة وصول كل الذرية لتلك الدرجة فقد وردت بصيغة التبعيض ب (من).
رابعاً : (وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا) و دعا ربه أن يريه ويري إسماعيل مناسك الحج لهذا البيت المعظم.
خامساً : (وَتُبْ عَلَيْنَا) دعا بأن يتوب الله عليه وعلى إسماعيل ويغفر لهما.

والآن هل أراهما الله المناسك ؟؟ وهل أجاب دعوتهما بأن يجعلهما مسلميَن لله ؟؟ (نعم) فقد كان جواب الدعاء وبقية القصة في سورة الصافات.
*** فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) : ولا يمتنع أن كلا الولدين بشارة فكلاهما نبي ولكن البشارة بالبكر الذي أتى على الكبر أقوى.

*** فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ : أي عندما بلغ إبراهيم وابنه موضع السعي بين الصفا والمروة ، وذلك جواباً لدعوتهما وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ففي هذا الحال بعد أن رفعا القواعد وبدأ ابراهيم وابنه في التعرف على المناسك ورؤيتها على أرض الواقع وبلغا موضع هذا النسك العظيم (السعي) فالبلوغ هنا مكاني وليس زماني ، فالبلوغ في السياق القرآني إما بلوغاً مكانياً كقوله تعالى ( ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ) ، (كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ) ، (وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ) ، (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ ) ، (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ).
والبلوغ الزماني كقوله تعالى : (وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ) ، (وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى) ، (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً)
والسعي موضع من مواضع المناسك لذلك فالبلوغ المكاني أظهر وأقوم وأنسب للسياق وأقرب للاستعمال في هذا الموضع


فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وهنا موضع استجابة الله لهما وحصول الاستسلام التام لله كما كان دعاؤهما (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ) ولنتذكر التثنية كيف كانت بين إبراهيم وإسماعيل وهما يطلبان الله أن يريهما المناسك.

وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) فكان نسك الذبح آخر ما اراهما الله من المناسك فكانت دعوتهما قد أجيبت وكانت تلك المناسك التي بقيت منذ ذلك الحين الى يومنا هذا .

ومن أظهر الأدلة على أن الذبيح هو إسماعيل أن السياق بعد أن انتهى من سرد قصة الذبح اعقب بالثناء على ابراهيم لفعله هذا فختم القصة تعالى :(سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (111)

ثم استأنف في سياق جديد بقوله تعالى :
(وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)
فكيف يبشر بإسحاق وهو قد وصل به إلى مرحلة الاختبار والذبح ؟؟ فدل على أن من وقع عليه البلاء كان إبناً سابقاً غير إسحق وهو اسماعيل عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، ثم أن إبراهيم بُشِّرَ لاحقاً بإسحق ، ولو تتبعنا سورة الصافات تحديداً لوجدناها مرتبة في السرد القصصي تاريخياً حيث بدأت بنوح واستمرت في عرض قصص الأنبياء تاسيساً على التراتب التاريخي فكان وجود اسماعيل سابقاً لإسحق.

فكانت آيات سورة البقرة تشتمل على الدعاء
أما آيات سورة الصافات فتشتمل على إجابة الدعاء

هذا سوى ما سبق وبينه العلماء من الحجج الكثيرة على أن المراد إسماعيل وليس إسحق ، علماً بأن بعض من يرفض أن يكون الذبيح إسحق عليه السلام يتبنى الرأي متأثراً بمذاهب اليهود في ذلك سعياً في نقض اعتقادهم


والله تعالى أعلم.
 
الزميل عدنان ، دائماً ما تشوه كتاباتك بنبزك علماء الإسلام - ولو ضمناً - مما يجعلها كدراً على مافيها من فوائد للأسف.
القول أن الذبيح هو إسحاق قال به كبار من الصحابة منهم ابن مسعود رضي الله عنه والذي كان له موقف شديد تجاه سؤال أهل الكتاب وهذا معروف عنه.


كنت أقول أن الواضح في سياق الآيات في سورة الصافات أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام
وقرأت بحثاً كاملاً أشار إليه الدكتور الشهري هنا وهو للشيخ اللامع الفراهي رحمه الله.
https://vb.tafsir.net/tafsir12898/#post238578

لكني الآن وبصراحة متوقف قليلاً .

ربطك لمفردة(مسلمين) في سورة البقرة مع سورة الصافات جيد لكن هناك إشكالية عليه وهو الترتيب الزمني.
أما البقية فلا أظنه ربط صريح وإن كان فعليه نفس الإشكالية السابقة.
 
السلام عليكم،

إضافة الى ما سبق من سورة الصافات، هناك آية بسورة الأنبياء عن إسماعيل الذى كان من الصابرين :
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ

وهو ما يصف موقف اسماعيل أمام الذبح :
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ
 
الزميل عدنان ، دائماً ما تشوه كتاباتك بنبزك علماء الإسلام - ولو ضمناً - مما يجعلها كدراً على مافيها من فوائد للأسف.
القول أن الذبيح هو إسحاق قال به كبار من الصحابة منهم ابن مسعود رضي الله عنه والذي كان له موقف شديد تجاه سؤال أهل الكتاب وهذا معروف عنه.


كنت أقول أن الواضح في سياق الآيات في سورة الصافات أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام
وقرأت بحثاً كاملاً أشار إليه الدكتور الشهري هنا وهو للشيخ اللامع الفراهي رحمه الله.
https://vb.tafsir.net/tafsir12898/#post238578

لكني الآن وبصراحة متوقف قليلاً .

ربطك لمفردة(مسلمين) في سورة البقرة مع سورة الصافات جيد لكن هناك إشكالية عليه وهو الترتيب الزمني.
أما البقية فلا أظنه ربط صريح وإن كان فعليه نفس الإشكالية السابقة.

أوافقكَ أخي عبد الله الأحمد في الانتباهة السديدة التي تفضل بها أخونا عدنان فيما يتعلقُ بربط {وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} (البقرة 128) معَ {فَلَمَّا أَسْلَمَا} (الصافات 103) وأوافقكَ في إشكالية الترتيب الزمنيِّ، مع ملاحظة نزول الصافات قبل البقرة.

لكنني عجبتُ أشدَّ العجبِ لرميكَ الأخَ عدنان بنبز العلماء ومواضيعه أنها كدَرٌ، مع أنه ترحمَ على الإمام الطبريِّ بادئًا، وماقالَ عنه شيئا يفهم من قريب ولا من بعيدٍ أنه سوء.
ومن قالَ أنَّ الطبريَّ إن هوَ استند في تقريره على نصِّ التوراةِ داخلٌ في التهمةِ؟ مع العلم أنَّ الاستنادَ إلى النصِّ التوراتيِّ قدْ يكونُ دونَ قراءة التوراةِ وإنما ترجيحًا لما يقوله علماء بني إسرائيل الداخلين في الإسلام ككعب الأحبار.

ألمْ تعلمْ ما روى البخَاريُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ".
لكنَّ الذي ظهرَ للأخ عدنانَ أنَّه لا داعيَ للجوء للنص التوراتيِّ مادام القرآنُ صريحًا في إيرادِ قصتَيْ إسماعيلَ وإسحاقَ متتابعتينِ منفصلتَينِ بفواصلَ معنويَّة واضحة السياقِ.

وبالمناسبة فإنَّ الكمَّ الهائلَ في كل فريقٍ من المنتصرينَ لرأيي النزاع أيهما الذبيحُ يستدعي النظرَ مليًّا في تضاربِ أقوالٍ منسوبةٍ إلى ابن عباسٍ مثلًا هي في صفِّ هذا مرَّةً وفي صفِّ الآخر أخرى.

وأسألُ الله أن يوفقنا للعلم النافع.
 
بسم1​
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً : اخي عبدالله الأحمد وليس الزميل فحسب ، أسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يغفر لك وييسر أمرك ويفتح علينا وعليك من أنوار علمه ، ولا أعقب على ما تفضل به أخي محمد يزيد وفقه الله وإياك فلم يطرأ او يخطر بذهني الخاطر الذي توقعته وإن كان في حديثي ما يوحي بانتقاص العلماء أو الإساءة لهم فأستغفر الله من ذلك.

ثانياً: قد اختلف معكم أحبتي في مسألة التراتب الزمني وأن في ذلك إشكال ، فلا إشكال في رأيي ، ذلك أن قصة ابراهيم ليست متعلقة بالنزول وترتيبه ، فلو كانت من حوادث البعثة الشريفة فالترتيب الزمني في النزول مؤثر بلا شك ، ولكن قصة إبراهيم سبقت نزول القرآن كما نعلم بفترة طويلة ، فلو أتى السرد القرآني يتحدث عن قصة في حياة ابراهيم المتأخرة ، وقصة أخرى عن عبرة في سنين حياته الأولى ، فسواء كان النزول متقدماً أو متأخراً فالعبرة بالمناسبة في السياق القرآني.
وإن كنت مخطئاً في ذلك فلعلي اتلقى توضيحاً ، ولو أعطيت من وقتي لربما وجدنا أمثلة لقصص متأخرة من حياة الأمم البائدة في حالة نزول متقدمة توضح ما أقصده.
ثالثاً: لفتة جميلة من الأخت الزيتونة تؤيد القول بأن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام .

وفق الله الجميع لفهم كتابه على الوجه السديد.
 
بارك الله فيك أخانا عدنان
الإشكال في الترتيب الزمني هو من جهة ترتيب حادثتي بناء الكعبة وما فيها من دعاء النبيين الكريمين، وحادثة الذبح.
 
ومالذي يقرر بأن رفع القواعد كان بعد حادثة الذبح وليس قبله ؟ لكي نقول إن هناك إشكال
 
الأرجح أن إسماعيل كان كبيراً عندما رفع القواعد مع أبيه عليهما السلام.

أما حادثة الذبح فكانت بمجرد بلوغه السعي.

وعلى كل فالصياغة في حديث بناء البيت تشير ضمناً أن الذبيح كان إسماعيل
عليه السلام ، كما أشرت في المشاركة رقم ١٧ هنا
https://vb.tafsir.net/tafsir12898/#post238580
 
الأرجح أن إسماعيل كان كبيراً عندما رفع القواعد مع أبيه عليهما السلام.

أما حادثة الذبح فكانت بمجرد بلوغه السعي.

وعلى كل فالصياغة في حديث بناء البيت تشير ضمناً أن الذبيح كان إسماعيل
عليه السلام ، كما أشرت في المشاركة رقم ١٧ هنا
https://vb.tafsir.net/tafsir12898/#post238580

بمجرد بلوغه السعي :
هذا ممكن إن قصد البلوغ الزمني ، ولكن سبق أن أوضحت أن البلوغ هنا في اعتقادي مكاني وليس زماني ، بمعنى بلغ نسك السعي بين الصفا والمروة ليريه النسك ، فالله تعالى يتنقل بهم بين المناسك ، بناء الكعبة والطواف بها ، ثم السعي بين الصفا والمروة ثم نسك الذبح الذي خضع له إسماعيل وابتلى الله عبديه به فجازا الابتلاء.
والله تعالى أعلم
 
عودة
أعلى